الأخبار

حديث الثقلين سنده ودلالته ق (24)

10/12/2010
المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين. تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام مشاهدي قناة الكوثر الفضائية، وأعظم الله لكم الأجر وأعظمه بذكرى شهادة سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه وأبنائه الطيبين الطاهرين، السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله تعالى وبركاته، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج الأطروحة المهدوية، عنوان حلقة الليلة (حديث الثقلين سنده ودلالته، القسم الرابع والعشرون) أرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، أهلاً ومرحباً بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم دكتور.
المُقدَّم: في البدء هل من ذكر خلاصة لما تقدم في الحلقة السابقة.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين.
السلام عليك يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك، عليك مني سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار، السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين. في الواقع كنت أتمنى أنه كان يوجد لي أوقات إضافية إلى أوقات هذا البرنامج لأقف عند بعض القضايا المرتبطة بمقتل وشهادة الإمام الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام في يوم العاشر من المحرم، هذا اليوم الذي يمر عليه أتباع النهج الأموي وكأنه لم يقع فيه شيء، إلا أنه وقعت فيه معركة بين طرفين وانتهى كل شيء، مع أننا عندما نراجع النصوص الصريحة والصحيحة والواضحة الدلالة نجد أنه في هذا اليوم حدثت أمور وتغيرات بغض النظر عن الآثار الاجتماعية والسياسية والدينية التي امتدت إلى يومنا هذا وستبقى ممتدة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، من تلك الحقائق التي لابد أن يشار إليها في هذا اليوم وهو يوم شهادة الإمام الحسين هو تغير السنن الإلهية التكوينية والنواميس الإلهية، نحن نعلم أنه من الحقائق الثابتة ليوم القيامة أنها يوم تبدل الأرض غير الارض والسموات، واقعاً في يوم العاشر من المحرم إذا كنا نوفق لجمع الروايات الواردة لتغير النظام الكوني وتغير جملة من السنن الكونية لرأينا هناك نموذجاً ومثالاً للحشر الأكبر، أنا أشير فقط إلى روايتين أو ثلاث حتى لا نمر على هذه الذكرى ولا نشير إليها. هذه الروايات واردة في كتب عديدة ولكن أقف عند بعضها.
منها ما ورد في (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، الرواية رقم 15159) للهيثمي المصري المتوفى سنة 807هـ، الرواية واردة عن الزهري قال: (قال لي عبد الملك أي واحد أنت إن أعلمتني أي علامة كانت يوم قتل الحسين، فقال: قلت لم ترفع حصاة ببيت المقدس إلا وجد تحتها دم عبيط). هذه ظاهرة كونية كيف، ما هو الارتباط بين دم الحسين الذي بالأمس أشرنا أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان أشعث أغبر يجمع دم الحسين وأصحابه في قارورة، ما هو الارتباط بين دم الحسين وبين ما من حصاة إلا وتحتها دم عبيط. يقول: (رواه الطبراني ورجاله ثقات) هذه رواية.
الرواية الثانية قال: (وعن الزهري قال ما رفع بالشام حجر يوم قتل الحسين بن علي إلا عن دم، رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح).
الرواية الأخرى قال: (لما قتل الحسين بن علي إنكسفت الشمس) ونحن نعلم أن انكساف الشمس من علامات القيامة الكبرى (انكسفت الشمس كسفة حتى بدت الكواكب نصف النهار). تبدل النظام، (حتى ظننا أنها هي) أنها القيامة، يعني أنه واقعاً تبدلت كل هذه الظواهر حتى ظننا أن القيامة قد وقعت.
سؤالي هنا: يسأل البعض لماذا تهتمون بيوم العاشر من المحرم؟ لماذا لا تهتمون لوفاة ورحلة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، لماذا لا تهتمون لشهادة الإمام أمير المؤمنين عليه الصلوات والسلام، لماذا لا تهتمون بشهادة الإمام الحسن عليه السلام؟
في الواقع أننا نهتم خلافاً لغيرنا، وثانياً أنه لم تقع فيها مثل هذه الظواهر الكونية، هذا معناه أن الله سبحانه وتعالى أعطى لهذا اليوم من القيمة والعظمة والتأثير ما لم يعطيه لموت شخص آخر، ما هي الحكمة؟ الله العالم بذلك، ولكن لم يحدث، انظروا إلى الروايات الواردة في الأنبياء السابقين وفي الأولياء وفي الصالحين لم ترد عندنا مثل هذه الروايات.
أنا هنا أدعو أعزائي أهل المنبر والذين يخرجون على الفضائيات فليجمعوا هذه الروايات وهي روايات كثيرة وصحيحة السند تبين الآيات الكونية التي حدثت في مثل هذا اليوم.
ارجع إلى بحثي الأصلي وهو خلاصة ما تقدم.
في الحلقة السابقة قلنا أن المنهج الأموي الذين أسس له الشيخ ابن تيمية ويحاول أتباع الشيخ ابن تيمية وهم أتباع محمد بن عبد الوهاب يعني محمد بن عبد الوهاب تلميذ ابن تيمية وأتباعه يحاولون أن يسوقوا لهذا الاتجاه، أن كل فضيلة وكل منقبة ثبتت لعلي وأهل البيت يعني لأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله بقدر ما يستطيعون أن يقصوا هذه الفضيلة وهذه المنقبة، ومن أوضح مصاديق ذلك، قلنا كثيراً ما قرأنا روايات وابن تيمية أدعى وقال أنه كذب باتفاق أهل العلم، موضوعة باتفاق أهل العلم، ضعيفة، ومنها ما تقدم إنكاره الشديد لمسألة سد الأبواب إلا باب علي عليه أفضل الصلاة والسلام، حيث ادعى بشكل واضح وصريح أنها موضوعة، التفتوا ما ذكره في (منهاج السنة، ج3، ص223)تحقيق محمد رشاد سالم، وطبعة المؤلفة من ثمان مجلدات في (ج5، ص35) قال: (وكذلك قوله وسد الأبواب كلها إلا باب علي فأن هذا مما وضعته الشيعة على طريق المقابلة) يعني يعتقدون بأن الصحيح أن سد الأبواب إلا باب أبي بكر، ولكن الشيعة وضعوا هذه الرواية حتى يقابلوا بها فضيلة ثابتة لأبي بكر، هكذا يدعي. وهذا المعنى أيضاً اشار إليه المحقق، يعني محمد رشاد سالم قال: (أورد هذا وذكر أن هذا الحديث من هذا الطريق فهذه الأحاديث من وضع الرافضة قابلوا بها الحديث المتفق على صحته) مقصوده من المتفق المقبول عند السنة، لا المتفق بين علماء المسلمين، يعني البخاري ومسلم ونظائر ذلك.
هذا المعنى الذي أشرنا إليه هو الذي أيضاً أكده علم من الأعلام المعاصرين لاتباع ابن تيمية يعني شعيب الأرنؤوط في (الجامع الكبير سنن الترمذي، ج6، ص301) الرواية (أن رسول الله أمر بسد الأبواب ألا باب علي قال وهذا الحديث موضوع على المقابلة) إذن الواضح من النهج الأموي وأتباع ابن تيمية أنهم يعتقدون أن هذا الحديث موضوع، أنه موضوع، بعبارة أخرى أنه ليس أنه الحديث له أصل ولكن سنده ضعيف، موضوع يعني الحديث لا أصل له، مكذوب على رسول الله، أنا أتصور أن المشاهد الكريم لابد أن يلتفت إلى هذه الحقيقة، مرة نقول أن الحديث ضعيف، ولعله يمكن أن يكون صادر ولكن السند ضعيف ومرة نقول أن الحديث موضوع يعني مكذوب على رسول الله ولا أصل له، يعني لم يتفوه به رسول الله، هذا ما صرح به شيخ الإسلام ابن تيمية وأيده محمد رشاد سالم وكذلك شيخ المحققين المعاصرين شعيب الأرنؤوط، هؤلاء قالوا أن الحديث موضوع.
هذه خلاصة ما أشرنا إليه في الحلقة السابقة.
المُقدَّم: وقد ذكرتم أن الأرنؤوط تناقض …
سماحة السيد كمال الحيدري: نعم ذكرنا ذلك في الحلقة السابقة في مقام قال سنده ضعيف وقلنا أنه قال لا يقوى، وقلنا أنه لا ينسجم لا يقوى شيء ومرة يقول موضوع شيء آخر.
المُقدَّم: إذن قبل أن ندخل في بحث سند هذا الحديث، أين تكمن أهمية هذه الفضيلة التي أشرتم لها في النصوص التي ذكرتها.
سماحة السيد كمال الحيدري: قد يقول قائل ما هي أهمية هذا الحديث، سلمنا معكم أن رسول الله صلى الله عليه وآله بأمر من الله، لأنه ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، بأمر من الله سد كل تلك الأبواب التي كانت شارعة إلى المسجد إلا باب علي، ماذا يفيدنا هذا؟
أنا أريد بقدر ما يمكن هذه الليلة أن أشير إلى أن هؤلاء لماذا يوجد عندهم إصرار على نفي هذه المنقبة والفضيلة عن علي عليه الصلاة والسلام، بل عن هذا البيت، وربطها بأبي بكر، ما هي النكتة، يعني ماذا فهموا من هذا النص حتى يوجد عندهم إصرار على أن يقطعونه عن أهل بيت النبي، يقطعونه عن بيت علي وفاطمة والحسن والحسين، ويربطون ذلك بأبي بكر، ماذا يوجد في مضمون هذا الحديث. ماذا يوجد في الحديث مضموناً حتى يوجد عندهم هذا الإصرار الذين أشرنا إليه.
في الواقع نحن عندما نراجع صحيح البخاري وعلى القاعدة عندما توجد هناك مناقب أساسية لعلي وأهل بيته لا نجد لها أثراً في البخاري إلا نادراً، أما عندما تتعلق الفضائل بآخرين بمعاوية وبني أمية وآخرين نجدها هناك.
في (الجامع الصحيح للبخاري، ج3، ص7) المكتبة السلفية، باب قول النبي صلى الله عليه وآله سدوا الأبواب إلا باب أبي بكر. وكأنه هذا النص لم يرد إلا في من؟ الآن افترضوا أنه ورد في أبي بكر وبعد ذلك سنوضح لكم أنه ورد بأقوى منه في علي، يا بخاري لماذا تنقل المرتبطة بأبي بكر ولا تنقل المرتبطة بعلي، لماذا هذا الترجيح. إن قلت من حيث السند سيتضح أن سند تلك الروايات أقوى من هذه. إن قلت من حيث العدد فعدد تلك الروايات أكثر من هذه، من حيث … لا أعلم لماذا، ماذا يوجد … واقعاً لا يوجد توجيه صحيح وفهم صحيح، لماذا هذه الرواية.
الرواية طويلة أنا أنقل محل الشاهد منها (رقم الحديث 3654). (فقال رسول الله: إن أمن الناس علي) يعني أكثر الناس من له حق المنة على رسول الله، يمن على رسول الله، هذا بحث هل يوجد أحد يمكن أن يمن على رسول الله صلى الله عليه وآله.
المُقدَّم: (قل لا تمنوا علي إسلامكم). القرآن يصرح. يمنون عليك، على رسول الله.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذا أولاً، وثانياً: كيف يمكن أن أبا بكر الذي كل ما عنده من الإسلام والهداية وغيرها تكون ببركة هداية رسول الله، ويكون أبو بكر له المنة على رسول الله، الآن لا أريد أن أدخل في فقه الحديث وأنه صحيح أو باطل أساساً، يعني من وضعه كان أحمق، الذي وضع مضمون هذا الحديث، يعني لا يفهم مقام رسول الله حتى يقول هذا الكلام.
قال (إن أمن الناس عليّ في صحبته وماله) عجيب، يعني أبو بكر هو الذي من على رسول الله بأن صحب رسول الله، لا أنه المنة لرسول الله بأن صحب أبا بكر. يعني أن أبا بكر له المنة، يقول أنا أمن عليك أني صحبتك أما ترضى أني صحبتك، هذا معناه أن رسول الله أدنى منه حتى يمن عليه بالصحبة، ولو كان كذلك لآخى بينه وبين أبي بكر لماذا لم يؤخي بينه وبين أبي بكر وإنما آخى بينه وبين عمر لأن كل قرين بالمقارن يقترن (إن أمن الناس عليّ في صحبته وماله) باعتبار أن ابو بكر كان غنياً ورسول الله كان فقيراً (ووجدك عائلاً) هذا منطق القوم (إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكر ولكن أخوة الإسلام ومودته لا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر). هذا هو الحديث الذي ينقله في البخاري.
قد يقول قائل افترضوا أن هذا الأمر ثبت لأبي بكر، ما الثمرة المترتبة على ذلك؟
نحن نقول أنها بالروايات الصحيحة أنها ثبتت لعلي بن أبي طالب، ما هو الهدف، ما هو فقه هذا الحديث، ما هو مضمون هذا الحديث؟
عندما راجعت كلماتهم وجدت أنهم يريدون أن يرتبوا أثراً مهماً على هذا الحديث ومنه ما ورد في كتاب (عمدة القاري شرح صحيح البخاري، ج16، ص245) للإمام العيني، المتوفى 855هـ، قال: (في هذا الحديث) حديث إلا باب أبي بكر (اختصاص ظاهر لأبي بكر) ما هو (وفيه إشارة قوية إلى استحقاقه للخلافة) عجيب، هؤلاء فهموا سد الأبواب إلا باب علي يعني أراد أن يثبت أحقية علي بالخلافة، وهذه كانت هي طريقة رسول الله ما من مناسبة إلا ويريد أن يثبت أن هذا هو خليفتي من بعدي، في كل مكان، قال: (إشارة قوية إلى استحقاقه للخلافة ولاسيما وقد ثبت أن ذلك كان في آخر حياة النبي في الوقت الذي أمرهم فيه أن لا يَؤمهم إلا أبو بكر) مسألة الصلاة ولها حديث آخر وغير ثابتة عندنا (وقد أدعى بعضهم أن الباب كناية عن الخلافة والأمر بالسد كناية عن طلبها) يعني من سد بابه لا يحق له أن يطالب بالخلافة، أما من بقي بابه مفتوحاً فهو أحق بأن يطالب بالخلافة. يريد أن يقول بأنها كناية وعلامة، يريد أن يقول رسول الله أغلقوا، الآن أنا أتكلم عن مضمون الحديث … أريد أن يفهم المشاهد أنهم فهموا من حديث سد الأبواب فهموا الخلافة، فإذا ثبتت هذه لعلي إذن تثبت له الخلافة. أنا أريد أن أصل إلى هذه النكتة وهي أن هؤلاء فهموا من حديث سد الأبواب إلا باب أبي بكر، ماذا فهموا منه؟ فهموا منه أن رسول الله صلى الله عليه وآله يقول الذي يحق له أن يطالب بالخلافة أبو بكر فقط، وأما غيره من سد بابه فلا يحق له. فإذا ثبت هذا المعنى أنه في حق علي بن أبي طالب يعني سد الأبواب إلا باب علي، إذن يظهر أنه عينه خليفة من بعده. الآن أنا لست بصدد أن هذا فهمهم صحيح أو غير صحيح أنا أريد أن ألزمهم بما فهموا من هذا الحديث، فهموا من هذا الحديث استحقاق أبي بكر للخلافة. قال: (كأنه قال لا يطلبن أحد الخلافة إلا أبا بكر) يعني عندما أغلق أبواب الصحابة إلا باب أبي بكر قال أيها الصحابة الذين أغلقت أبوابكم لا يحق لكم المطالبة إلا من فتحت بابه يحق له المطالبة، فإذا ثبت أن من بقي بابه هو علي إذن فقط هو الذي يحق له المطالبة بالخلافة. النكتة التي أريدها هي أنكم هذا الحديث فقه هذا الحديث يدل على أن من بقي بابه مفتوحاً بأمر الله وإبلاغ رسول الله هو الأحق بالخلافة، وهو الذي يحق له أن يطالب بالخلافة.
هذا المعنى وجدته أنه صحيح ابن حبان أيضاً يشير إليه يعني نفس هذا المضمون الذي قرأناه من عمدة القاري، في (صحيح ابن حبان، ج15، ص276) المتوفى سنة 739هـ، بعد أن ينقل الرواية عن ابن عباس أن رسول الله قال سدوا عني كل خوخة في المسجد غير خوخة أبي بكر … يقول: (قال أبو حاتم قوله سدوا عني كل خوخة في المسجد غير خوخة أبي بكر) طبعاً في رواية البخاري كان باب (فيه دليل) التفت أيها المشاهد الكريم لهذه الحقيقية المهمة غاية الأهمية (فيه دليل على أن الخليفة بعد رسول الله كان أبو بكر) يعني نستفيد من الرواية وفيها دلالة على الأحقية بالخلافة (إذ المصطفى صلى الله عليه وآله حسم عن الناس كلهم أطماعهم في أن يكونوا خلفاء بعده غير أبي بكر بقوله سدوا عني كل خوخة في المسجد غير خوخة أبي بكر).
إذن أيها المشاهد الكريم هذه الرواية بغض النظر أنها باب أبي بكر أو باب علي اعترف هؤلاء أنها دالة على الأحقية وأنه لا يحق لغيره أن يطالب بالخلافة. إذن أيها المشاهدون الأعزاء، أيها العلماء يا طلاب الحقيقة أيها الأساتذة في الجامعات كل من يسمعني في هذه الساعة لابد أن يذهب ويتحقق من صحة الحديث فإذا ثبت له أن الحديث الصحيح هو إلا باب علي فهم أقروا أنه دال على الخلافة وعلى الأحقية. ولا يجوز لغيره أن يطالب، يعني رسول الله عندما قال سدوا الأبواب يعني سد أبواب المطالبة بالخلافة بعد رسول الله. بحث دقيق قيم عميق ونحن نوافق عليه لأنه ينسجم مع قول رسول الله صلى الله عليه وآله كما ثبت عندنا ويحتاج إلى بحث مفصل وهو أنه أيضاً موجود عند الآخرين أيضاً وهو أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها، وهذه من أهم أبواب مدينة رسول الله هي مدينته الفاضلة، مدينته الإسلامية، الحكم والعدل وإقامة الشريعة، وأي باب أهم من هذا الباب. بنص ما قاله الإمام العيني وبنص ما قاله ابن حبان يقولون أن هذا النص يدل على الخلافة وتعيين الخلافة وبتعبير ابن حبان حسم عن الناس كلهم أطماعهم أن يكونوا خلفاء بعد رسول الله. وليس من حقه، لأن الله سد بابه، يعني سد أمامه طلبه بالخلافة بعد رسول الله.
من هنا أتصور تتضح لماذا أن الشيخ ابن تيمية يحاول بكل إصرار أن يقول أن هذه الرواية موضوعة لأنه فقه مضمونها، لأنه يعلم أن هذه الرواية رواية إن تم سندها واقعاً فيها دلالة عميقة جداً ومن هنا لا طريق له إلا … لا أنه يتصرف في المضمون لأنه لا يستطيع أن يتصرف، من قبيل ما فعله في قضية من كنت مولاه فهذا علي مولاه، يعني من قبيل أنت وليي في كل مؤمن، أيضاً قال موضوعة وكذب، لماذا؟ لأنه لا يستطيع أن يتصرف في مضمونها.
وهذا هو النهج الذي أتبعه الشيخ ابن تيمية ومن أتبعه دائماً عندما يأتون إلى النصوص التي فيها صراحة في إمامة وخلافة علي بن أبي طالب نجد أنهم يقولون موضوعة. ومن هنا دعوتي لجميع المشاهدين بمختلف مستوياتهم خصوصاً الذين يطلبون الحقيقة أن يذهبوا ويتحققوا أن هذا الحديث صحيح أو لا، لأنه إذا ثبت صحة الحديث فالمضمون يدل على الخلافة، بإقرارهم، يعني ليس من قبيل من كنت مولاه فهذا علي مولاه الذي يقولون أن المولى ناصر ومحب وكذا، هذا تصريح منهم أن هذا الحديث دال على سد باب طلب الخلافة بعد رسول الله إلا لمن بقي بابه مفتوحاً.
المُقدَّم: ذكرتم في الحلقة السابقة أن بعض أعلام المسلمين يعني ذكروا وصححوا هذا الحديث يعني فهل العلامة الألباني ممن صحح أو ممن ضعف.
سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع أنا أتذكر في الحلقة السابقة أشرنا إلى الذين صححوا كما في البداية والنهاية لابن كثير وكذلك ما ورد في الأحاديث المختارة وكذلك ما ورد في مجمع الزوائد ومجموعة من الكتب، لكن قد يقول لي قائل نحن نريد ماذا يقول العلامة الألباني خصوصاً وأن العلامة شعيب الأرنؤوط قال إما أنه ضعيف وإما موضوع، فماذا يقول الألباني الذي هو من المحققين الذي يعتمده أتباع ابن تيمية ويقبلون تعديلاته وهو على نهجه.
في الواقع هنا شهادة الألباني لهذا الحديث مهمة جداً خصوصاً وأن شعيب الأرنؤوط قال بأن هذا الحديث إما موضوع وإما ضعيف، فإذا أيضاً الألباني قال أنه ضعيف هذا الحديث أو موضوع واقعاً لا يوجد عندنا من الأعلام الذين هم يقبلونه من المعاصرين وإلا القدماء فيوجد وسأشير. هنا قد يقال بأن الألباني ضعف هذا الحديث، لماذا؟ باعتبار أن الألباني ذكر هذا الحديث في (سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة، ج10، القسم الثاني، رقم الحديث 4953، ص622) قال: (أما بعد فإني أمرت بسد هذه الأبواب إلا باب علي، وقال فيه قائلكم وإني والله) رسول الله يقول (ما سددت شيئاً ولا فتحته ولكني أُمرت بشيء فاتبعته) ماذا يعبر؟ يقول: (ضعيف، أخرجه النسائي في الخصائص …) يقول: (نعم ذكره الحاكم صحيح الإسناد وإما الذهبي فلم يخالفه ولم يوافقه …) إذن قد يقول قائل أنه كما أن الأرنؤوط ضعف هذا الحديث كذلك الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة أيضاً ضعف هذا الحديث.
إلا أنه والحق يقال، أن الألباني صحيح ذكر في هذا الجزء أن هذا الحديث ضعيف، ولكن لابد أن نتابع تراث العلامة الألباني لنرى أنه يقول أن كل طرق هذا الحديث ضعيفة أو الحديث بهذا الطريق الذي أورده في الجزء العاشر ضعيف، أي منهما. مرة أن الألباني يقول أن هذا النص لم يرد في حديث صحيح السند، وعند ذلك نقول أن الحديث …. ومرة نقول أن الحديث ببعض طرقه ضعيف، وإن كان صحيحاً بطريق أخرى. ماذا يقول الألباني؟
الجواب: في (سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة، ج6، ص482) بعد أن ينقل الحديث. (أما بعد فإني أمرت بسد هذه الأبواب إلا باب علي فقال قائلكم إني والله ما سددت شيئاً ولا فتحت ولكني أمرت بشيء فاتبعته … قلت: وإسناده جيد رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بلج وهو صدوق ربما أخطأ كما في التقريب، وهذا القدر من الحديث صحيح له شواهد كثيرة يقطع الواقف عليها بصحته). ليس خبر آحاد لأنه لو كان خبر آحاد يظن الإنسان لأنه لا يفيد الظن ولا يفيد القطع، ولكنه يقول له شواهد كثيرة يقطع الواقف عليها بصحة هذا الحديث.
والشاهد على أنه يعتبر هذا المضمون صحيحاً ما أورده في الفهرست، في فهرست الكتاب (ص637و 638) يقول: الأحاديث الصحيحة مرتبة على الحروف، يعني الوارد في الجزء السادس من سلسلة الأحاديث الضعيفة. قد يقول قائل: سيدنا هذا أحاديث ضعيفة لماذا يقول أحاديث صحيحة؟ لأن جملة من الأحاديث هنا وإن أوردها في الضعيفة ولكنه بعد ذلك يقول ثبتت صحتها من طرق أخرى، إذن يضعفها ببعض الطرق ويصححها بطرق أخرى. (الأحاديث الصحيحة مرتبة على الحروف) في ص481 الذي قرأناه الآن يقول: (سدوا أبواب المسجد إلا باب علي) يعني من الأحاديث الصحيحة الواردة في هذا المجال.
هذا هو المورد الأول. إذن العلامة الألباني وإن قال في المجلد العاشر القسم الثاني ص662 حديث ضعيف، إلا أنه في المجلد السادس، ص481 و 482 أثبت صحة هذا الحديث.
الأمر الثاني هو أنه العلامة الألباني وردت رواية في (مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج5) تحقيق الأرنؤوط، وهي رواية ابن عباس التي ورد في صدرها التي هي بنقل حدثنا أبو بلج ورد فيها عن ابن عباس قال: (وسد أبواب المسجد غير باب علي) الذي قال عنه الأرنؤوط أنه ضعيف لأنه فيه أبا بلج، العلامة الألباني يصحح رواية ابن عباس بسند أبي بلج التي فيها سد الأبواب إلا باب علي. أين ذلك؟ في (سلسلة الأحاديث الصحيحة، ج4، ص241) للعلامة الألباني، بعد أن ينقل الرواية عن ابن عباس يقول: (صحيح الإسناد ووافقه الذهبي، قال عنه الحاكم صحيح الإسناد ووافقه الذهبي وهو كما قالا). صحيح الإسناد ووافقه الذهبي وهو كما قالا، رواية ابن عباس. ماذا يوجد في رواية ابن عباس؟ وسد الأبواب إلا باب علي. هذا مورد.
وكذلك يثبت صحة هذه الرواية في (ج5، ص263) من هذا ننتهي إلى هذه النتيجة، وهو أن الألباني لا يضعف كل طرق هذا الحديث وإنما يضعف البعض، ويصحح البعض الآخر، هذه قضية. القضية الثانية التي بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إليها واقعاً لا يدلس عليكم البعض بمجرد أن يقول لكم أن الرواية وردت في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة، لا، هناك في سلسلة الأحاديث الموضوعة جملة من الأحاديث الصحيحة السند مباشرة بمجرد أن يسمع أو تسمعون أنه ورد في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة لا يتبادر إلى ذهنك أن الحديث ضعيفاً بل قد يكون صحيحاً.
هنا عندي ملاحظتين بودي أن أشير لهما:
من هنا يتبين لنا بشكل واضح أن العلامة الألباني يقول بصحة هذا الحديث، الملاحظة الأولى، بل هذا الحديث بحسب نص جملة من أعلام المسلمين حديث متواتر، لا فقط صحيح، لا خبر آحاد، ولذا قال العلامة الألباني يقطع الإنسان بصحته، هو قال من خلال الشواهد يقطع ولكنه على مباني جملة من أعلام المسلمين أن الرواية إذا نقلت من خمسة من الصحابة فهي متواترة، تعالوا معنا لنرى أن حديث سد الأبواب إلا باب علي كم من الصحابة رووا هذا الحديث، هذا أنقله لكم عن (نظم المتناثر من الحديث المتواتر، ص122) تأليف الإدريسي الشهير بالكتاني، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، قال: (حديث أمره عليه السلام بسد الأبواب في المسجد إلا باب علي) يعني شيء من المسلمات، إذا كان موضوعاً كيف يمكن أن يعبر عنه بحديث أمره، لأنه مفروغ عنه أنه صدر من رسول الله (حديث أمره عليه السلام بسد الأبواب في المسجد إلا باب علي … وبسد الخوخ والمراد بها طاقات كانت في المسجد إلا خوخة أبي بكر …) بعد ذلك سأشير إليه. يقول: (أما سد الأبواب إلا باب علي فممن رواه) هذه من للتبعيض، يعني نشير إلى بعضهم، بعض رواته من الصحابة (فممن رواه سعد بن أبي وقاص) واحد (وزيد بن أرقم) اثنين (ابن عباس) ثلاثة (وجابر بن سمرة) أربعة (ابن عمر) خمسة (وعلي عليه السلام) ستة (وجابر بن عبد الله الأنصاري) سبعة (وأنس بن مالك) ثمانية (وبريدة الأسلمي) تسعة. فإذا ضممنا إلى ذلك ما قاله الإمام ابن حزم بأنه إذا رواه خمسة من الصحابة وخصوصاً أمثال عليه وجابر بن عبد الله وغيرهما فهذا معناه لا فقط تواتر بل فوق التواتر.
إذن الرواية لا أنها صرح بها جملة من المتقدمين أنها صحيحة، بل صرح بها العلامة الألباني أنها صحيحة، بل يقطع الإنسان بصحتها، بل أكثر من ذلك وهذه قضية كانت متواترة في كلمات القدماء، بل ثبت أنها متواترة بل فوق التواتر، في الواقع الإنسان يستغرب أنه كيف يمكن لإنسان يدعي أن هذه الرواية ضعيفة السند أو هذه الرواية موضوعة والإمام الحافظ بن حجر العسقلاني في (فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج7، ص20) ينقل هذه الرواية، عجيب انظروا بودي أن المشاهد الكريم يلتفت، يقول: (فقلت لابن عمر أخبرني عن علي وعثمان، فقال ابن عمر: وأما علي فلا تسأل عنه أحداً وانظر إلى منزلته من رسول الله) إذن ابن عمر أيضاً كان يفهم هذا الحديث ماذا يدل (قد سد أبوابنا في المسجد واقر بابه) لو سألنا ابن عمر يا ابن عمر لماذا هذا الحديث؟ يقول: لأن هذا الحديث فيه مضمون عالي القيمة، بعد هذا الحديث ماذا تسأل عن علي. الصحابة التفتوا ولكنه لعمى بصيرة ابن تيمية، بل لعناده وبغضه لعلي قال أن الحديث موضوع. قال: (فلا تسأل عنه أحد وانظر إلى منزلته من رسول الله قد سد أبوابنا في المسجد وأقر بابه. ورجاله رجال الصحيح إلا العلا وقد وثقه يحيى بن معين، وهذه الأحاديث يقوي بعضها بعضاً وكل طريق منها صالح للاحتجاج فضلاً عن مجموعها). هذا الإمام ابن حجر العسقلاني في فتح الباري شرح صحيح البخاري. أقرأ العبارة مرة أخرى يقول: (وهذه الأحاديث يقوي بعضها بعضاً وكل طريق منها صالح للاحتجاج فضلاً عن مجموعها).
ومن هنا أريد أن أنتقل إلى الملاحظة الثانية، ما هي الملاحظة الثانية؟ وهو ماذا تقولون إذن في الروايات التي قالت أنها إلا باب أبي بكر، يحصل التعارض. الجواب: لا، بحسب المنهج العلمي لا يحصل التعارض، لماذا؟ لأننا قلنا في مورد الحجاج وفي مورد الاحتجاج لكي نستدل برواية ونحتج برواية لابد من توفر شروط ثلاثة: الشرط الأول أن تكون صحيحة السند. الشرط الثاني أن تكون واضحة الدلالة، الشرط الثالث أن يكون متفق عليها بين جميع علماء المسلمين. يعني بين المدرستين بين أتباع مدرسة أهل البيت وبين أتباع أهل السنة. إذا كان الأمر كذلك رواية إلا باب أبي بكر مختصة وليست مجمع عليها، صحيح حجة عليكم تقولون البخاري، البخاري لكم هنيئاً لكم، ونحن لا علاقة لنا به، وإلا لو احتججتم بالبخاري لاحتججنا بأصول الكافي.
فإن قلتم: أن هذه ليست حجة علينا، نقول أيضاً بمنطق الاحتجاج العلمي والنهج العلمي لا يمكنكم أن تحتجوا بروايات مختصة عندكم. إذن روايات إلا باب أبي بكر تعارض هذه الرواية أو لا تعارضها؟ لا تعارضها، لأن رواية إلا باب علي متفق عليها وإلا باب أبي بكر غير متفق عليها بل مختلف عليها، هذا أولاً. وثانياً أن رواية باب علي نقلها تسعة من الصحابة فهي متواترة بل فوق التواتر، ولم تنقل كذلك رواية إلا باب أبي بكر. ولذا التفتوا إلى هذه الحقيقة وهي حقيقة أساسية وقد اشار لها الإمام ابن حجر العسقلاني في (ج7، ص20) له عبارة مهمة جداً حيث قال: (وقد أشار إلى ذلك البزار في مسنده فقال ورد من روايات أهل الكوفة بأسانيد حسان في قصة علي) إذن عندما يرتبط بعلي يقول بأسانيد حسان. (وورد من روايات أهل المدينة في قصة أبي بكر) ولا يعبر عنها باسانيد حسان (وورد من روايات أهل المدينة في قصة أبي بكر، فإن ثبتت روايات أهل الكوفة …) إذن عندما تأتي إلى روايات علي يقول الأسانيد حسان أما عندما يأتي إلى روايات أبي بكر لا يعلق عليها، لأنه يعرف أن أسناد هذه أقوى من اسناد هذه.
وهنا ترد عندنا هذه الملاحظة الأساسية، واقعاً إذا كان الأمر كذلك لماذا البخاري ينقل ما يرتبط بأبي بكر ولا ينقل ما يرتبط بعلي، ما هي مشكلته مع علي؟ ما هي مشكلته مع أهل بيت النبوة؟
إذن إلى هنا اتضح لنا أن هذا الحديث صحيح بل متواتر، عبر الألباني عنه مما يقطع بصحة هذا الحديث.
ومن هنا فإذا ضممنا إلى ذلك ما قاله ابن حبان أن هذا دال على الأحقية بالخلافة، أقرأ للمشاهد الكريم عبارات ابن حبان في هذا المجال حتى يتضح له مرة أخرى مضمون الحديث وهو ما ورد في (صحيح ابن حبان، ج15، ص276) قال: (فيه دليل على أن الخليفة بعد رسول الله كان أبو بكر) بناء على ما قاله كان علي، لماذا؟ لأن الذي ثبت صحة حديث إلا باب علي (إذ المصطفى حسم عن الناس كلهم أطماعهم أن يكونوا خلفاء بعده غير أبي بكر) بل غير علي، (بقوله سدوا عني كل باب إلا باب علي) وبهذا يتضح أن ما ذكره أيضاً في (عمدة القاري، ج16، ص245) أيضاً يكون مختصاً بعلي، يعني العبارة واضحة الدلالة على هذا المعنى يقول: (والأمر بالسد كناية عن طلبها كأنه قال: لا يطلبن أحد الخلافة إلا أبي بكر).
إذن بناء على صحة حديث إلا باب علي، يعني لا يطلبها إلا علي، قال: (فإنه لا حرج عليه في طلبها) يعني لا حرج على من لم يسد بابه في طلب الخلافة، (وإلى هذا مال ابن حبان فقال بعدما أخرج هذا الحديث …).
المُقدَّم: ويؤيده لا ينبغي أن أخرج إلا وأنت خليفتي …
سماحة السيد كمال الحيدري: وبعد ذلك نضم إليها تلك النصوص الأخرى لو كنا نحن وهذا النص، يعني أن رسول الله لم يصدر منه لا حديث الثقلين ولا حديث الغدير ولا غيرهما، فقط ورد منه هذا بإقراركم أنه يدل على الاستحقاق بالخلافة، يعني سد الأبواب إلا باب علي يدل على أن هذه الخلافة مختصة بعلي، من يحق له أن يطلبها؟ إذن من طلبها غير علي فكان محقاً في طلبها أو طامع؟ طامع فيها وليس من حقه أن يطلبها.
المُقدَّم: معنا الأخ أبو محمد من اليمن، تفضلوا.
الأخ أبو محمد: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو محمد: عندي سؤال وهو بالنسبة لحديث الثقلين قال رسول الله صلى عليه وآله وسلم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا عني أبداً، بعض الناس يقولون التمسك بكلام أهل البيت والقول بتحريف القرآن لا قيمة له… ما رأيكم بهذا.
المُقدَّم: معنا الأخ علي من السعودية، تفضلوا.
الأخ علي: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ علي: أيضاً رواية سد الأبواب ذكره الترمذي في كتاب المناقب … وغيرها من المصادر.
المُقدَّم: الأخ أبو رحيم من العراق، تفضلوا.
الأخ أبو رحيم: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو رحيم: ما سبب ترك ابن تيمية وأتباعه لأهل البيت.
المُقدَّم: هو فهم الحديث ولكنه كما قال سماحة السيد فهم المغزى من الحديث فأراد تحريفه.
معنا الأخ مبارك من السعودية، تفضلوا.
الأخ مبارك: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ مبارك: الحديث عن الرسول صلى الله عليه في عدم سد باب أبي بكر …
المُقدَّم: يقول أنه لأبي بكر ولكن سماحة السيد ذكر أن على البخاري أن يذكر الروايتين ولاسيما أن الرواية التي تقول سدوا الأبواب إلا باب علي.
سماحة السيد كمال الحيدري: إن لم تكن أقوى لم تكن أضعف، ولكنه هواه مع أبي بكر فلهذا نقل تلك الرواية دون هذه.
المُقدَّم: معنا الأخ فارس من بريطانيا، تفضلوا.
الأخ فارس: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ فارس: بالنسبة للبخاري في عدة روايات التي في روايات الخلافة ما بين السنة والشيعة أقصد ملاحظة لاحظتها أن البخاري يروي رواية مخالفة وبعد قليل يأتي بروايات مضادة لهذه الروايات، فأنا استغرب من استغرابكم من نقل البخاري لهذه الروايات. البخاري كان يعيش في زمان ومكان لا ….
سماحة السيد كمال الحيدري: أخي العزيز هذا ليس استغراباً وإنما أريد أن أقول أن هذا هو وضع البخاري. أنا أعرف البخاري اطمئن أني أعرف البخاري أكثر مما تعرفون، ولكن أريد أن أقول أن الواقع هذا هو.
المُقدَّم: بالنسبة للأخ أبو محمد من اليمن، يقول تمسكوا بحديث الثقلين …
سماحة السيد كمال الحيدري: نحن عندما نأتي إلى فقه حديث الثقلين سنقول أنه لابد من التمسك بالقرآن، بالكتاب والعترة، أما الكتاب وهي نظرية حسبنا كتاب الله من غير عترة فلا نوافق، وأما العترة وكذلك العترة من غير كتاب فلا نوافق، فإن قلت كيف تقولون الكتاب وهو محرف، الجواب: القرآن ليس عندنا محرفاً بل القرآن الذي بأيدينا هو القرآن الذي نزل على قلب الخاتم صلى الله عليه وآله ما عليك بدعوات بعض الجهلة الذين يخرجون هنا وهناك ويحاولون لأنهم لم يجدوا شيئاً يقولوه لمنهجنا إن كانوا صادقين فليردوا على أبحاثنا لا أن يذهبوا يميناً ويساراً ويخرجوا فلماً من هنا وهناك، نحن لا نقول بتحريف القرآن، بل هذا القرآن هو الذي نزل على قلب الخاتم ونقول بعصمتهما معاً الكتاب والعترة.
المُقدَّم: بالنسبة للأخ أبو رحيم من العرق، يقول إذا كان ابن تيمية …
سماحة السيد كمال الحيدري: هذا السؤال لا توجه لي، لماذا أن أتباع ابن تيمية يعلمون ويتبعونه، وجهه إلى فضائياتهم وعلمائهم، قل لهم هذه حقيقة ابن تيمية لماذا تتبعونه، واقعاً أنا لست في قلوب الناس حتى أعرف لماذا يفعلون ذلك. أقول هذا السؤال لا يوجه لي، وإنما يوجه إلى أولئك لماذا تتبعونه.
المُقدَّم: الأخ مبارك يقول أن أصل الحديث هو لأبي بكر.
سماحة السيد كمال الحيدري: أنا لا أتصور أن هذا كان هو سؤال، إذا كان هذا هو سؤاله فنحن قلنا أن البخاري ذكره لأبي بكر ولكن النصوص الصحيحة الصريحة الواضحة وابن حجر يقول بأن كل واحدة منها تكفي للاحتجاج فما بالك بمجموعها ثابتة لعلي عليه أفضل الصلاة والسلام.
المُقدَّم: الأخ فارس من بريطانيا أيضاً بينتم لماذا تذكرون بعض الروايات …
سماحة السيد كمال الحيدري: نعم أنا لا استغرب، ولكن أريد أن أبين للمشاهد الكريم استغراب هذه القضية، وإلا فأنا أعرف منهج البخاري أنه ينقل تلك الروايات التي تبتعد عن فضائل أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام.
من هنا نوجه دعائنا وسلامنا إلى كل أخواننا المؤمنين في كل العالم وبالخصوص زوار الإمام الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام ونلتمسهم الدعاء.

المُقدَّم: شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً لكم مشاهدينا الكرام، إلى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

  • جديد المرئيات