حديث الثقلين سنده ودلالته ق (28)
14/01/2011
المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين. تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام مشاهدي قناة الكوثر الفضائية، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج الأطروحة المهدوية، عنوان حلقة الليلة (حديث الثقلين سنده ودلالته، القسم الثامن والعشرون) نرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، أهلاً ومرحباً بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم دكتور.
المُقدَّم: في البدء هل من خلاصة لما تقدم في الحلقة السابقة.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين.
في الواقع نحن قلنا في الحلقة السابقة أن هناك مجموعة من القضايا تبين لنا أن هذه الآية المباركة من سورة الأحزاب وهي قوله تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) أن عنوان أهل البيت لا يمكن أن يكون شاملاً لأزواج النبي صلى الله عليه وآله، وأشرنا إلى قرينة أسميناها القرينة المضمونية، أن مضمون الآية المباركة لا يسمع بدخول أزواج النبي في هذه الآية. وبينّا لماذا أن هذه القرينة أو لماذا أن هذا المضمون يمنع، قلنا عندما نأتي إلى كلمات أعلام المفسرين فإنهم عندما يأتوا إلى قوله تعالى (ليذهب عنكم الرجس) يقولون أن المراد من الرجس يشمل كل ذنب وكل نقص، وهذا ما أشار إليه العلامة الالوسي في تفسيره المعروف (روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، ج21، في ذيل هذا المقطع من الآية المباركة) حققه هذا الجزء ماهر حبوش، المجلد 21، مؤسسة الرسالة، في الطبعة الحديثة، الطبعة الأولى سنة 1431هـ قال: (والرجس في الاصل الشيء القذر وأريد به هنا عند كثير الذنب مجازاً … وقيل إن الرجس يقع على الاثم وعلى العذاب وعلى النجاسة وعلى النقائص والمراد به هنا) يعني في الآية المباركة (ما يعم كل ذلك) إذن كما يشمل الذنوب يشمل النقائص أيضاً، وهذه قضية واضحة أشرنا إليها في الحلقة السابقة.
ومن هنا نجد أن ابن سعيد الطوفي في (شرح مختصر الروضة، ج3، ص112) يقول: (وإذا ثبت أن الرجس يقع على النقائص فالخطأ من أقبحها) من أقبح النقائص هو الخطأ (لا سيما إذا كان الخطأ في الاجتهاد الشرعي) وعلى هذا الأساس فيكون منفياً عن أهل البيت. ثم يرتب على ذلك نتيجة مهمة جداً يقول (ويلزم من ذلك إصابتهم في الاجتهاد فيكون قولهم حجة قاطعة بهذه الأدلة السمعية).
هذه النتيجة إن شاء الله تعالى في الأبحاث اللاحقة سنقف عندها بإذن الله تعالى، ولكن المهم أن الخطأ في الاجتهاد الشرعي هو رجس، وإذا كان هناك شخص أخطأ في الاجتهاد الشرعي فقد ارتكب رجساً فلا يمكن أن يكون مشمولاً لقوله تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس) فمن الواضح أن هذا الذي ارتكب الخطأ الشرعي وإن كان عن اجتهاد لم يذهب عنه الرجس بل هو مبتلى بالرجس. وهذا ما صرحت به كلمات الأعلام أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وآله، وهذا ما صرح به العلامة الألباني في (سلسلة الأحاديث الصحيحة، ج1، ص854) قال: (لا نشك أن خروج أم المؤمنين كان خطأ من أصله). بل أكثر من ذلك أن عائشة بنفسها هي أقرت أنها أخطأت في ذلك وهذا ما يصرح به الإمام الذهبي في (سير أعلام النبلاء، ج2) تحقيق شعيب الأرنؤوط، قال: (إسماعيل بن أبي خالد قال: قالت عائشة وكانت تحدث نفسها أن تدفن في بيتها، فقالت: إني أحدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله حدثاً، ادفنوني مع أزواجه فدفنت بالبقيع). يقول العلامة شعيب الأرنؤوط في الحاشية: (صحح الحاكم ووافقه الذهبي). ثم يقول الإمام الذهبي: (قلت: تعني بالحدث مسيرها يوم الجمل) إذن الإمام الذهبي يقول أن هذا الحدث ليس حقاً بل هو باطل وذنباً (تعني بالحدث مسيرها يوم الجمل فإنها ندمت ندامة كلية وتابت من ذلك) يعني لا أنه كان فقط خطأ بل كان ذنباً شرعياً.
إذن بإقرارها، كما أن هناك قاعدة عقلائية يقولون أن إقرار العقلاء على أنفسهم نافذ وجائز، وهذه أم المؤمنين عائشة تقر على نفسها أنها صدر منها ما يستوجب اعترافها … (وتابت من ذلك على أنها ما فعلت ذلك إلا متأولة قاصدة للخير …) وذاك بحث آخر … حتى لو كانت متأولة وقاصدة للخير اجتهدت فأخطأت إذن ارتكبت رجساً فلا يمكن أن تكون مشمولة لآية التطهير.
إذن بناء على ما تقدم وأوضحه مفصلاً، إذن بهذا البيان اتضح أن أم المؤمنين عائشة لا يمكن أن تكون مشمولة لآية التطهير في آية الأحزاب.
المُقدَّم: هل هناك قرينة من القرآن الكريم تدل على عدم شمول آية التطهير لأزواج النبي صلى الله عليه وآله.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذه النقطة بودي أن يلتفت لها المشاهد الكريم بشكل دقيق، وفي المقدمة بودي أن أشير إلى أننا لسنا بصدد … كل ما في هذا البحث هو بيان حقيقة من الحقائق القرآنية التي أشار لها القرآن الكريم.
من الأمور التي لم يختلف عليها أحد من المفسرين واللغويين أن من أوضح مصاديق الرجس هو الذنب الشرعي، يعني أن الآية المباركة عندما قالت (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس) أن المراد بالرجس هو الذنب، يعني هذا أوضح مصاديق الرجس هو الذنب، وأنا لا أتصور أنه يوجد هناك مصداق أوضح من الذنب حتى يكون مصداقاً للرجس. ما هو الذنب؟ ذلك الفعل الذي إذا لم يتب الإنسان عنه سوف يكون مستحقاً للعقوبة الإلهية. إلا إذا تاب عند ذلك يكون له حكم آخر.
هذه الآية المباركة كما اشرنا قالت (ليذهب عنكم الرجس) وأنا أتصور أيضاً من الواضح للمشاهد الكريم إذا ارتكب الإنسان ذنباً لا يمكن أن يقال عنه أنه مطهر تطهيراً، والآية قالت (ليذهب عنكم الرجس … ويطهركم تطهيراً) ومن ارتكب ذنباً فهو ليس بمطهر، بمقتضى النص القرآني ليس بمطهر. الآن تعالوا إلى كلمات المفسرين مرة أخرى:
العلامة الالوسي في تفسيره (روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، ج21، ص296) قال: (واُريد به هنا عند كثير الذنب) ولذا في الحاشية يقول المحقق: (الرجس في اللغة كل مستنكر مستقذر من مأكول أو عمل أو فاحشة). ومن الواضح أن الذنب هل هو مستنكر أو غير مستنكر؟ نعم، هل هو مستقبح أو غير مستقبح؟ نعم، هل هو مستقذر أو لا؟ نعم، فهو من أوضح مصدايق القذارة المعنوية. (من مأكول أو عمل أو فاحشة). وأنا لا أتصور أنه يوجد بحث في هذا.
إذن أعزائي التفتوا إلى الأصل الذي أريد أن أقف عنده في هذه الليلة، وهو أنه إذا ثبت أن بعض ازواج النبي ارتكبن عملاً يستحق التوبة، إذن ماذا صدر منهن؟ هذا معناه أنه لو لم يصدر منهن ذنب فلماذا يجب عليها التوبة؟ فإذا ثبت، لنؤصل هذا الأصل الكلي، فإذا ثبت لا فقط نساء النبي حتى لو ثبت هذا في علي، ثبت هذا في فاطمة، ثبت هذا في الحسن، ثبت هذا في الحسين، أو ثبت في أي من أهل البيت المشمولين لهذه الآية المباركة، صدر منهم ذنب شرعي فلا يمكن أن يكونوا مشمولين لهذه الآية المباركة، وهذا مما لا ريب فيه.
تعالوا معنا إلى القرآن الكريم لنرى ماذا يقول في سورة التحريم في (الآية 3-5) قال تعالى: (وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثاً) إذن الآية مرتبطة بأزواج النبي ولكن لا كل أزواج النبي بل بعض أزواج النبي (إذ أسر النبي إلى بعض) يعني قال لهن سراً أو أودعهن سراً (وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثاً فلما نبأت به) إذن تبين أنها لم تحفظ السر، فقد نبأت به شخصاً آخر وهي إما عائشة أو غيرها سيتضح بعد ذلك (فلما نبأت به) الله سبحانه وتعالى أخبر نبيه أن هذه التي أودعتها السر لم تحفظ الأمانة (وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها) أي أن رسول الله نبأ من أودع السر (فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا) من أين علمت أني أفشيت السر (قال نبأني العليم الخبير) الآية المباركة تقول (إن تتوبا إلى الله) إذن تبين أن بعض الأزواج عددهم اثنان، لأن الآية فسرت البعض بألف التثنية (إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه) يعني تستمراً في التعاون عليه على رسول الله. هذه الآية خطيرة جداً يعني والعجيب أنه لابد الإنسان أن يقف أنه ماذا فعلن أو ماذا فعلت بعض أزواجه حتى يستحق أن يتلى فيه قرآن إلى يوم يبعثون. وإلا لو كانت قضية ليست خطيرة لماذا يأتي فيها قرآن يتلى إلى يوم القيامة، قالوا: (وإن تظاهراً عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير عسى ربهم إن طلقنكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكم).
الآية شرطية، ومعنى الشرطية يعني إن طلقكن لا أنه الشرطية خيراً منكن، لا، الشرطية مرتبطة بطلقكن، وإلا إن طلقكن فخير منكم موجود، لا أنه فخير منكم على نحو القضية الشرطية، فرق بين أن يكون الطلاق على نحو القضية الشرطية وبين وجود خير منكن على نحو القضية الشرطية، البديل موجود، وهذا يرجع إلى أن هذه الدعوى أنه أساساً بعد ذلك سيتضح أنه من المقصود بهذه الآية، (أن يبدله أزواجاً خير منكن).
هنا يوجد تساؤلات بودي أن أقف عندها:
التساؤل الأول: من المقصود ببعض ازواجه في هذه الآية؟
اتفقت كلمة علماء المسلمين وقد قرأنا في أبحاث سابقة أن أمتي لا تجتمع على خطأ ولا تجتمع على ضلالة، اتفقت كلمة علماء المسلمين من محدثين ومفسرين أن المراد بذلك كما أشار البخاري في (الجامع الصحيح، المجلد 3، ص314، رقم الرواية 4914) المكتبة السلفية (قال سمعت عبيد بن حنين قال سمعت ابن عباس يقول: أردت أن أسأل عمر فقلت يا أمير المؤمنين من المرأتان اللتان تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وآله فما أتممت كلامي حتى قال: عائشة وحفصة). يعني عائشة بنت أبي بكر وحفصة بنت عمر. هاتان تظاهرتا، ولم يذكر لنا القرآن أن نساء اخريات من أزواج النبي تظاهرن على النبي. ومع ذلك يأتي بعضهم ممن لا علم له ويقول أنه أفضل نساء النبي عائشة، أنا لا أعلم كيف يمكن أن تكون أفضل نساء النبي عائشة وهي القرآن الكريم يقول فيها (تظاهرتا على رسول الله).
الرواية الثانية رقم (4915) يقول: (سمعت ابن عباس يقول أردت أن أسأل عمر عن المرأتين … فما أتممت كلامي حتى قال: عائشة وحفصة).
هذا هو المورد الأول.
المورد الثاني ما ورد في (صحيح مسلم، ج2، ص647، الرواية 33، باب الطلاق) حققه وخرج أحاديث وعلق عليه الشيخ مسلم بن محمود عثمان السلفي الاثري، دار الخير، قال: (سمعت ابن عباس يقول كنت أريد أن أسأل عمر عن المرأتين يقول فما قضيت كلامي حتى قال عائشة وحفص).
هذا هو المورد الثاني.
المورد الثالث وهو ما ورد في (مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج1، ص346) تحقيق شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، (عن ابن عباس قال لم أزل) الرواية تختلف عنها (عن ابن عباس قال لم أزل حريصاً على أن أسأل عمر بن الخطاب عن المرأتين من أزواج النبي اللتين قال الله (إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما) حتى حج عمر وحججت معه فلما كنا في بعض الطريق عدل عمر وعدلت معه … فقال عمر: وا عجباه لك يا ابن عباس. قال الزهري: كره والله ما سأله عنه، ولم يكتمه، قال: هي حفصة وعائشة).
يقول العلامة الأرنؤوط: (إسناده صحيح) غير السند الأول (على شرط الشيخين، وأخرجه مسلم والترمذي وأبو يعلى وأبو حبان والبيهقي من طريق عبد الرزاق، وأخرجه الطبري من طريق ابن ثور وأخرجه البخاري والبزار والنسائي من طرق عن الزهري، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد ومسلم وابن ماجة والترمذي والبزار وأبو يعلى والطبري وابن خزيمة من طرق ابن عباس) يعني أن هذه القضية مما لا مجال للشك في أن هذه الآيات نزلت في شأن عائشة وحفصة أزواج النبي صلى الله عليه وآله. هذا التساؤل الأول وهو ما المقصود من الآية، المقصود هو بعض أزواج النبي.
التساؤل الثاني: وهو أنه ماذا فعلت عائشة وحفصة حتى تستحق من الله كل هذا الكلام؟ ماذا صدر من هاتين المرأتين بتعبير ابن عباس، من عائشة وحفصة كما بينت الروايات حتى يأتي قرآن في حقهن يتلى على المسلمين إلى يوم يبعثون؟
أنا لا أتصور أن أحداً يستطيع أن يدعي أن ما صدر من فعلهن كان أمراً هيناً سهلاً، وإلا لو كان الأمر كذلك لما استحق كل هذا التوبيخ وكل هذا الذنب وكل هذا البيان القرآني.
المُقدَّم: ووعيد بالطلاق.
سماحة السيد كمال الحيدري: طبعاً الوعيد والطلاق قضية شرطية، وأنتم تعلمون أن الشرطية ليس بالضرورة أن تقع خارجاً.
أنا أريد أن أشير إلى أقوال المفسرين في ذيل هذه الآية المباركة:
المورد الأول: ما ذكره الإمام البغوي في (تفسير البغوي معالم التنزيل، ج4، ص426) البغوي المتوفى سنة 516هـ، حققه وخرج أحاديثه محمد … دار طيبة، وهذا أشرنا إليه، قال: ((إن تتوبا إلى الله) أي من التعاون على النبي صلى الله عليه وآله بالإيذاء) ماذا يقول القرآن لمن آذى رسول الله؟ صريح الآية في سورة الأحزاب، الآية 57، قال تعالى: (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً) طبعا بشرط أن لا يتوبوا وإن تابوا فلهم حكم آخر. ولكن أصل الإيذاء القرآن الكريم هكذا يشدد بالنسبة إلى إيذاء رسوله صلى الله عليه وآله وسلم. ولهذا تجدون أن القرآن أنزل فيه آيات يتلى إلى يوم يبعثون، لأن إيذاء رسول الله ليس أمراً هيناً حتى يمر مرور الكرام.
قال: ((إن تتوبا إلى الله) أي من التعاون على النبي بالإيذاء) الإمام البغوي يخاطب عائشة وحفصة (إن تتوبا فقد صغت قلوبكما) لماذا تتوباً؟ لأنكم صدر منكم زيغ وميل عن الحق (أي زاغت ومالت عن الحق) قد يقول قائل: أنها قضية زوجية، يقول: (واستوجبتما التوبة) يعني إن لم يتوبا فيكونا مشمولين لآية سورة الأحزاب وهو أن يكون لهما اللعن والعذاب في الدنيا والآخرة. إذن القضية لم تكن قضية عائلية وزوجية لا تستحق كل هذا الكلام.
وممن أشار إلى هذه الحقيقة في (زاد المسير في علم التفسير، ج8، ص310) للإمام أبي الفرج الجوزي المتوفى 597هـ، المكتب الإسلامي، يقول: ((فلما نبأها به) أي أخبر حفصة بإفشائها السر قالت (من أنبأك هذا) أي: من أخبرك بأني أفشيت سرك، قال: (نبأني العليم الخبير) ثم خاطب عائشة وحفصة فقال: (إن تتوبا إلى الله) أي من التعاون على رسول الله صلى الله عليه وآله بالإيذاء (فقد صغت قلوبكما) قال ابن عباس: زاغت واثمت قلوبكما) إذن القضية لم تكن هينة وإنما صدور إثم يستوجب التوبة.
المورد الرابع ما ورد في (الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمنه من السنة وآي القرآن، ج21، ص83 و84) للإمام القرطبي المتوفى 671هـ تحقيق الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، (قوله تعالى (إن تتوبا إلى الله) يعني حفصة وعائشة حثهما على التوبة على ما كان منهما من الميل إلى خلافة محبة رسول الله، أي زاغت ومالت عن الحق … قوله (وإن تظاهرا عليه) أي تتظاهراً وتتعاونا على النبي صلى الله عليه وآله بالمعصية والإيذاء) هنا أضاف المعصية على الإيذاء، ومن الواضح أن الإيذاء من أوضح المعاصي خصوصاً إذا كان الذي يؤذى خاتم الأنبياء والمرسلين.
وكذلك ما ورد في (تفسير اللباب في علوم الكتاب، ص197 و 198) للإمام ابن عادل الدمشقي الحنبلي، المتوفى 880هـ، يقول: (المراد بهذا الخطاب أما المؤمنين بنتا الشيخين عائشة وحفصة، حثهما على التوبة على ما كان منهما من الميل إلى خلاف محبة رسول الله … معنى تتظاهرا أي تتعاونا على النبي بالمعصية والإيذاء).
قد يقول قائل: سيدنا هذه التفاسير أو هؤلاء الأعلام وأئمة التفسير قالوا ذلك هل يوجد من أعلام الوهابية من يقول بأنه صدر من أُمّي المؤمنين عائشة وحفصة ما يستوجب التوبة يعني صدر منهما ذنباً يستوجب التوبة. قبلنا أن أئمة التفسير يقولون ولكن من علماء الوهابية من علماء المملكة العربية السعودية أتباع ابن تيمية هل يوجد أحد يصرح بذلك.
هنا بودي أن أشير إلى أمرين:
الأمر الأول: هو أنه نعم، يوجد، هذا كتاب (التفسير الميسر، ص560) إعداد نخبة من العلماء، المملكة العربية السعودية، وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والإرشاد، في ذيل هذه الآية المباركة يقول: (إن ترجعا يا حفصة وعائشة إلى الله فقد وجد منكما ما يوجب التوبة) لماذا يجب عليكما أن ترجعا؟ (فقد وجد منكما ما يوجب التوبة، حيث مالت قلوبكما إلى محبة ما كرهه رسول الله صلى الله عليه وآله) ما هو؟ (من إفشاء سره وأن تتعاونا عليه بما يسوءه) يسوء رسول الله، وأي إيذاء، وأي معصية أعظم من الإساءة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله. قال: (وأن تتعاونا عليه بما يسوءه فإن الله وليه وناصره وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد نصرة الله أعوان له ونصراء على من يؤذيه ويعاديه).
إذن آذتاه وعادتاه وتظاهرتا عليه وأفشتا سره.
هذا ورد في كتاب مطبوع تحت إشراف نخبة من العلماء ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.
المورد الثاني ما ورد في كتاب (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان) تأليف الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي، المتوفى 1376هـ، مقدمة فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العقيل، وفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، وهنا بودي أن أشير في المقدمة أن العثيمين ماذا يقول؟ يقول: (أما بعد فإن تفسير شيخنا عبد الرحمن السعدي من أحسن التفاسير حيث حيث كان له ميزات كثيرة … السير إلى منهج السلف) إذن كل ما في هذا التفسير على منهج السلف.
انظروا ماذا يقول السعدي في ذيل هذه الآية المباركة وهو من أعلام الوهابية؟
يقول: (قوله تعالى: (وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثاً) قال كثير من المفسرين) هذا تلاعب باللفظ لأن الاتفاق على أنهما حفصة وعائشة، لا كثير، يعني وكأنه يريد أن يلمح إلى وجود خلاف في المسألة، لا أبداً، هذا تلاعب وهو خلاف الأمانة العلمية، ونتحداكم أن يراد به غير عائشة وحفصة. نعم، قد يقول بعض المتطفلين وبعض مدعي العلم ولكن أعلام المفسرين.
(قال كثير من المفسرين هي حفصة من المؤمنين أسر لها النبي حديثاً وأمر) وأمر رسول تجب طاعته (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) (وأمر أن لا تخبر به أحداً) إلا أن يقال أن من أخبرنا لا تفقه من الأمر شيئاً، إذن أين التطهير وأين أنهن كان قد بلغن من الفقاهة وكذا! (وأمر أن لا تخبر به أحداً فحدثت به عائشة وأخبره الله بذلك الخبر الذي أذاعته فعرفها صلى الله عليه وآله ببعض ما قالت وأعرض عن بعض كرماً منه وحلماً فقالت له من أنبأك هذا الخبر … قوله (إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما) الخطاب للزوجتين حفصة وعائشة حين كانتا سبباً لتحريم النبي على نفسه ما يحبه فعرض الله عليهما التوبة وعاتبهما على ذلك وأخبرهما أن قلوبكما قد صغت، أي: مالت وانحرفت عما ينبغي لهن من الورع والأدب مع رسول الله واحترامه. (تظاهرا عليه) أي تعاونا على ما يشق عليه) طبعاً تجدون كيف يتلاعبون بالألفاظ … كان الإيذاء والمعصية يحاولون بجهد الإمكان أن يخففوا العبارات ولكن المضمون ثابت.
وأختم كلامي أن هذه الحقيقة، وهي حقيقة عجيبة وغريبة، أننا نجد أنهم عندما يأتون لتربية أطفالهم أيضاً، الذين لم يبلغوا العاشرة والخامسة عشر أيضاً يعلموهم ويربوهم أن بعض أزواج النبي خانت رسول الله صلى الله عليه وآله، يعني الطفل وهو متقبل وريعان تربيته يعلمونه أن بعض أزواج النبي خانت رسول الله، خانت الأمانة، لا سمح الله لا يقول لي قائل أنك تقصد شيئاً آخر، لا أبداً، فيما يتعلق بالعفة وفيما يتعلق بالأمور المرتبطة بعفة أزواج النبي وبكرامة النبي لا إشكال ولا شبهة نحن لا نتعرض لذلك، وإنما نحن نتعرض لهذه القضية وهي خيانة الأمانة.
هذا كتاب (التفسير للصف الثالث المتوسط، المملكة العربية السعودية، وزارة التربية والتعليم) التطوير التربوي، سنة 1426 و 1427هـ في ذيل هذه الآية المباركة يقولون: ((وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثاً) وإذ اسر النبي إلى زوجته حفصة ثم أخبرت به عائشة) ثم يأتي إلى الفوائد والاستنباطات يقول: (من استكتم سراً) يعني أزواج النبي اللواتي أستكتمهن سراً (من استكتم سراً فأنه لا يجوز أن يفشيه ففي ذلك خيانة لصاحب السر) إذن ماذا يعلمون أطفالهم؟ يعلمون أطفالهم أن أول من خان رسول الله هم أزواجه عائشة وحفصة، هذه هي التربية التي يعلمون بها أطفالهم، الطفل في هذا العمر أساساً لابد أن يقال له مثل هذه الحقائق؟!
ثم إذا صدر كلام، أنا لا أؤيد، وأنتم تعلمون منهجي في هذا المجال وقد تكلمت فيه بشكل تفصيلي. ثم في المقابل يقيمون الدنيا ولا يقعدونها إذا تكلم الإنسان شيئاً من هنا وهناك أنها خرجت على إمام زمانها، هؤلاء يهينون أزواج النبي وعندهم عداوة مع أزواج النبي، نحن الذي عندنا حقد وعداوة لأزواج النبي أو هذا الذي تعلمونه لأطفالكم، ولذا دعوتي من هنا للملايين من المسلمين الذي يعيشون في المملكة أن يلتفتوا إلى تربية أطفالهم في المدارس، يعلمونهم أن أم المؤمنين عائشة وحفصة خانتا سر رسول الله ولم يحفظا الأمانة.
المُقدَّم: معنا الأخ عبد القادر من السعودية، تفضلوا.
الأخ عبد القادر: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ عبد القادر: هل يجوز أن أصلي على النبي بالصلاة البتراء.
سماحة السيد كمال الحيدري: سيأتي الجواب عنه في محله، عندما نتعرض إلى هذه القضية سنبين كيف تبين لنا الروايات الواردة كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله، وأنه لابد أن يصلى عليه أن يصلى على آله وأنه أساساً الذي أسس لمنع ذلك هو النهج الأموي وحاول أن ينظر لذلك ابن تيمية وبعد ذلك حاول البعض أن يؤسس لذلك.
المُقدَّم: معنا الأخ ربيع من الأردن، تفضلوا.
الأخ ربيع: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ ربيع: أنت تقول أن عائشة وحفصة خانتا رسول الله.
المُقدَّم: لم يقل السيد ذلك بل كتاب التفسير للصف الثالث المتوسط في المملكة العربية السعودية.
سماحة السيد كمال الحيدري: كن أميناً في النقل، أنا أشرت إلى هذه المصادر التي طبعت في المملكة العربية السعودية، يا أخي تعلموا الأمانة، أنا أقرأ لكم من الكتب.
الأخ ربيع: الرسول صلى الله عليه وآله أقام الحد على حسان بن ثابت … السؤال الثاني: لماذا تتهرب من مناظرة من شيوخنا.
المُقدَّم: أخي الكريم سماحة السيد عرض منهجه وقال أنا لا يعني الاسم أو من المناظر أو المتصل، نحن نعرض كلامنا بكل وضوح وأنت اختر القول الصحيح عند سماحة السيد أو عند شخص آخر.
سماحة السيد كمال الحيدري: أما السؤال الأول وهو إقامة الحد إذا تم ما تقوله فذاك في قضية أخرى أقامه. أنا الآن كلامي في هذه الآيات وبمصادر مطبوعة من علماء المملكة العربية السعودية يقولون أنه صدر منهما خيانة سر رسول الله صلى الله عليه وآله، ولم أتعرض لمسألة عفتها ولمسألة وقضية الافك وغير ذلك، ذاك حديث آخر في محله إذا عرضت له سأبين بشكل واضح وصريح رأيي، كلامي الآن في هذه الآيات وأريد أن اصل إلى هذه النتيجة وهو من صدر منهن ما يستوجب التوبة بنص القرآن الكريم وبفهم كل علماء المسلمين كيف يمكن أن تكون مشمولة لقوله ليذهب عنكم الرجس ويطهركم تطهيراً، هذه هي الخلاصة الأساسية التي أريد الوصول لها.
المُقدَّم: الأخ أبو أسامة من السعودية، تفضلوا.
الأخ أبو أسامة: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو أسامة: أردت أن أناقش السيد كمال في هذه الحلقة التي تحدث فيها عن خصوص آية التطهير وأنها تخص أهل البيت عليهم السلام، سؤالي هو: قال أن الآية الكريمة نزلت في أهل الكساء الخمسة بودي أن يبين لي السيد كمال ما هو الرجس الذي أراد الله إذهابه عن أهل الكساء، من أي شيء أراد الله تطهير أهل الكساء، وهل كانوا قبل نزول الآية عرضة للرجس أم لم يكونوا.
المُقدَّم: وقد بين ما قاله الالوسي. الأخت فاطمة من السعودية، تفضلوا.
الأخت فاطمة: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخت فاطمة: ما هو تفسير هذه الآية عند الإمامية، ما المقصود بالخيانة في الآية، إذا كانت الخيانة إفشاء السر ما المانع من تدريسها في المناهج السعودية.
سماحة السيد كمال الحيدري: يعني أنتم تقبلون أن أم المؤمنين عائشة خانت الأمانة لرسول الله، أنتٍ تقبلين هذا.
الأخت فاطمة: نعم أقبل.
سماحة السيد كمال الحيدري: إذن إذا قلنا نحن بأن أم المؤمنين غير مشمولة لآية التطهير لأنها إذا كانت مطهرة لا ترتكب خيانة. أنا لم أقل شيئاً آخر، أنا قلت أن القرآن الكريم أثبت أن ام المؤمنين عائشة وحفصة ارتكبتا خيانة بإفشاء السر.
الأخت فاطمة: إذن ما المانع من تدريسها في المناهج الدراسية.
سماحة السيد كمال الحيدري: باعتبار أن الطفل في هذا العمر، أنا أريد أن أقول أنكم تقولون في نساء النبي أنهن ارتكبن خيانة فلماذا تحاولون أن تتهموا الشيعة بهذا الكلام الذي ملأت به فضائيات الفرقة والفتنة والكراهية.
المُقدَّم: الأخت الكريمة تقول لماذا يلومنا سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: أنا أريد أن أقول لماذا إذن أنتم أقمتم الدنيا ولم تقعدوها في قنوات الفتنة عندكم أن الشيعة هكذا يفعلون بنساء النبي، أنتم من يفعل ذلك، وإلا نحن لا يوجد في مناهجنا هذا الكلام، أما أن نربي الأطفال الصغار على مثل هذه المفاهيم فنحن نبتعد عنها.
المُقدَّم: الأخ محمد من الكويت، تفضلوا.
الأخ محمد: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ محمد: ما هو السر الذي أخبر به النبي زوجته حفصة.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذا لا يهمنا، بل يهمنا ما أشار له القرآن الكريم وقال أنه أعطاها، وأما ما هو ذلك السر فلا قيمة له، ولا أهمية له، المهم عندنا أم عائشة وحفصة لم يحفظا الأمانة التي استودعهما رسول الله، وكان هذا فعلاً يستحق التوبة ولو لم يتوبا لكنّ مشمولات بقوله (يؤذون الله ورسوله).
المُقدَّم: الأخ موفق من العراق، تفضلوا.
الأخ موفق: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ موفق: سيدنا بالنسبة لنساء النبي صلى الله عليه وآله كأن الآية قالت أنهما لم يتوبا.
سماحة السيد كمال الحيدري: لا لا. الآية لا تشير إلى أنهما تابتا أو لم تتوبا.
المُقدَّم: قد تستدل بموضوع آخر وتقول أنهما لم تتوبا أما هذه الآية فلا تدل على ذلك.
سماحة السيد كمال الحيدري: الآية لا تدل على أنهما لم يتوبا، لا نستطيع أن نحمل الآية أكثر مما تدل عليه.
المُقدَّم: الأخ إبراهيم من غزة.
الأخ إبراهيم: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ إبراهيم: بالنسبة لقوله الله تعالى: (إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما) الله عز وجل خير أم المؤمنين عائشة وحفصة التوبة أو عدم التوبة، فهل تعتقد أن أم المؤمنين عائشة وحفصة تابتا إلى الله عز وجل. وإن تابتا إلى الله فقد صغت قلوبهما وله إن تابتا إلى الله عز وجل تدخل في قوله تبارك وتعالى (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء).
والسؤال الثاني: بالنسبة لآية التطهير وبالنسبة لنساء النبي حتى إن أخطأت فذاك خطأ ليس بالخطأ الذي يخرجها من آية التطهير.
المُقدَّم: لقد بين سماحة السيد ما ذكره المفسرون والطوفي الحنبلي وغيرهم من أن المقصود من الرجس كل النقائص ولاسيما الاجتهاد الشرعي الخاطئ وأيضاً ما يكون من باب الخيانة كل هذا رجس يستوجب التوبة، فهل أن الله أذهب عنها الرجس ومع ذلك فعلت، كيف نوفق بين الأمرين.
الأخ إبراهيم: اعتقد أن التطهير من الشرك.
المُقدَّم: التطهير من الشرك ليس خاصاً بأهل البيت.
سماحة السيد كمال الحيدري: السؤال الأول هل أن عائشة وحفصة تابتا أو لا؟ أخي العزيز إن شاء الله إذا بحثنا في تأريخ أزواج النبي وأن ما صدر منهن كخروج عائشة على أمير المؤمنين وإمام زمانها هل تابت منه أو لا، إن شاء الله سيتضح ذلك في محله.
موضوع بحثي كان وأرجو من الأخوة حفظ موضوع البحث، هل صدر من بعض أزواجه ذنب أو لا؟ الجواب: صريح الآية أنه صدر، أما تابتا أو لا؟ فهذا حديث آخر.
وثانياً: جنابكم قلتم أنك تفهم من الآية أن المراد منها التطهير من الشرك، رأي محترم، ولكن بيني وبين الله أنا أنقل كلام كبار علماء المسلمين الذين يقولون أن الرجس في الأصل الشيء القذر وهل توجد قذارة أشد من المعصية والإيذاء لرسول الله صلى الله عليه وآله، رأيك الشخص محترم ولكن هذا ليس رأي علماء المسلمين وأهل اللغة. (وأريد به هنا عند كثير الذنب). وقال الزجاجي: (الرجس في اللغة كل مستنكر مستقذر من مأكول أو عمل أو فاحشة) وأي عمل وفاحشة أقذر من إيذاء رسول الله صلى الله عليه وآله.
إذن الآية قالت (ليذهب عنكم الرجس) إذن أم المؤمنين لم يُذهب عنها الرجس.
المُقدَّم: الأخ روحاني من فلسطين، تفضلوا.
الأخ روحاني: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ روحاني: أتقدم بتحية إجلال وإكرام لسماحتكم, وأقبل أناملكم التي تمسك القلم المبين للحق والزاهق للباطل، تحية للدكتور سالم، سيدي الجليل عندي سؤال وهو لماذا لم تكمل الآية وهي إتمام بيان وجه التفصيلي على المطلقات، حيث يقول الله تعالى (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن) وما هو وجه التخيير (مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات) فهل فيمن لو طلقهن الرسول تكون هذه الميزات.
والسؤال الثاني: هل هناك فرق بين قوله الله تعالى: (ليذهب عنكم الرجس) وبين قوله: (ليذهب الرجس عنكم) لماذا قدم يذهب عنكم الرجس ولم يقدم يذهب الرجس عنكم؟
سماحة السيد كمال الحيدري: في كلمة واحدة أريد أن اقول أنه بهذه القرائن التي أشرنا لها من القرائن المضمونية والشواهد الروائية وكلمات أعلام المسلمين من مفسرين ومحدثين اتضح لنا بما لا مجال للريب فيه أن أهل البيت لا يمكن أن يكون شاملاً لنساء النبي وأن هذه الآية مختصة بالنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين وعنون (ليذهب عنكم الرجس) ليس معناه أنه كان هناك رجس وأذهبه وإلا يلزم أن رسول الله أيضاً كان فيه رجس وأذهبه الله لأنه داخل في عنوان أهل البيت، لو كان عنوان ليذهب يعني يوجد رجس أذهبه للزم أن يكون رسول الله كذلك. وبهذه القرينة نقول أنها للدفع لا للرفع.
المُقدَّم: شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً لكم مشاهدينا الكرام، نلتقيكم إن شاء الله تعالى في الحلقة القادمة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.