حديث الثقلين سنده ودلالته ق (29)
21/01/2011
المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين. تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام مشاهدي قناة الكوثر الفضائية، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج الأطروحة المهدوية، عنوان حلقة الليلة (حديث الثقلين سنده ودلالته، القسم التاسع والعشرون) نرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، أهلاً ومرحباً بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم دكتور.
المُقدَّم: في البدء أشرتم في الحلقات السابقة إلى شواهد عديدة تثبت أن عنوان أهل البيت في آية التطهير محصور بهؤلاء الخمسة فقط رسول الله وآل بيته، هل هناك شواهد أخرى في بيانات النبي صلى الله عليه وآله تؤيد وتثبت ما تفضلتم بذكره.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين.
في الواقع نحن في الحلقات السابقة بحمد الله تعالى أشرنا إلى مجموعة من الشواهد والقرائن والأدلة التي تثبت … أعم من أن تكون هذه الادلة أدلة داخلية ومضمونية مرتبطة بالآية المباركة أو بهذا المقطع من آية سورة الأحزاب أو قرائن خارجية التي عبرنا عنها بالقرائن المضمونية أو الروايات أو كلمات أعلام المسلمين أو الأحاديث وقرائن كثيرة أتصور أن المشاهد الكريم يعلم بها جميعاً.
هدفي من الإطالة أو إطالة هذا البحث وهو أنه لأثبت للأعزاء أنه عندما يرد عنوان أهل البيت أو أهل البيت أو عندما يرد عنوان أهلي فإن هذا العنوان مختص بهؤلاء الأربعة أو الخمسة الذين هم أصحاب الكساء، يعني علي وفاطمة والحسن والحسين وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وآله.
من الشواهد الأخرى التي يمكن إقامتها على هذه الحقيقة هو ما ورد في ذيل آية المباهلة، الجميع يعلم ويعرف هذه الآية التي وردت في سورة آل عمران وهي الآية 61، قال تعالى: (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندعوا أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين).
طبعاً فليكن في علم الأعزاء المتابعين لهذا البرنامج أنني لست بصدد الاستدلال بهذه الآية وما هو فقه هذه الآية وما هي دلالة هذه الآية، لا، لست بصدد بيان هذه النكات لأن لها حديث آخر سيأتي إن شاء الله في محله المناسب.
كل ما أريد الوقوف عنده في هذه الليلة أن النبي صلى الله عليه وآله عندما جاء عنوان أبنائنا وعنوان نسائنا وعنوان أنفسنا أن النبي صلى الله عليه وآله على من طبق هذه العناوين، خصوصاً فيما يتعلق بعنوان نسائنا وأنفسنا، باعتبار نسائهم معروف وأنفسهم معروف. نعم، الكلام أن الرسول صلى الله عليه وآله الآية تقول (ونسائنا وأنفسنا) لابد أن نعرف من المقصود بنسائنا ومن المقصود بأنفسنا. ومن المقصود بأبنائنا.
التفتوا جيداً لهذه الآية لأن فيها دلالة عظيمة جدة وعلى فضل عظيم لا يقاس به مقام أو فضل كما سيتضح. ومنه سيتضح للمشاهد الكريم أن الذين يطلبون أين ذكر علي بن أبي طالب في القرآن الكريم الجواب إذا كان السؤال أين ذكر اسم علي في القرآن الجواب: نحن لم ندع أن اسم علي ورد في القرآن، وأدلتنا تثبت أن القرآن لم يقع فيه أي تحريف وأي نقص ولم يحذف منه شيء. نعم، بعض الكلمات هنا وهناك التي لا اعتبار بها عند جمهور المحققين من مدرسة أهل البيت، يعني الرأي الرسمي والتحقيقي عند أعلام ومفسري ومتكلمي وفقهاء مدرسة أهل البيت أن القرآن لم يرد فيه اسم علي. نعم، وردت فيه كلمات ليس لها مصداق إلا علي عليه أفضل الصلاة والسلام، وهذا كما أنتم قبلتموه في سورة التوبة (إذ يقول لصاحبه) هنا من الواضح أن الآية لم تشر إلى الخليفة الأول ولم تذكر الاسم ولكن استندتم إلى الرواية وقلتم أن الخليفة الأول ذكر في القرآن على أي أساس ذكر في القرآن؟ الجوب: ذكر اسمه. لا لم يذكر، ولكن يذكر شيء كما يقال لو سلمنا أن هناك روايات صحيحة تدل على أن المراد من صاحبه هو أبو بكر هذا بحث سيأتي لعله في فرصة أخرى.
أنا همي وبحث وموضوع بحث في هذه الليلة، فلهذا رجائي من الأعزاء المتداخلين لا يسألوا عن وجه دلالة الآية وماذا تدل الآية، وإنما فقط عن هذه النكتة وهو من المقصود بنسائنا ومن المقصود بأنفسنا؟
تعالوا معنا إلى النصوص الواردة في هذا المجال.
النص الاول ورد في (صحيح مسلم، ج4، ص213) تحقيق مسلم بن محمود عثمان السلفي الأثري، دار الخير، وأنتم تعلمون بأن صحيح مسلم يعد من أهم الكتب والمعاجم الحديثية عند عموم المسلمين ولا يشك أحد في صحة الأحاديث الواردة فيه، الرواية طويلة وهي رواية عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه، يعني سعد بن أبي وقاص، قال: (أمر معاوية بن أبي سفيان) وأنتم تعلمون أن سعد من العشرة المبشرة (أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً) وقرأنا في أبحاث سابقة يعني أمره بسب علي عليه السلام، والجملة اللاحقة أيضاً تبين هذا. فقال: (ما منعك أن تسب أبا التراب) لماذا تمتنع عن سبه وقد أمرتك، (فقال فأما ما ذكرت ثلاثاً قالهن له رسول الله فلن اسبه، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول له: خلفه في بعض مغازيه فقال له علي: يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي. وسمعته يقول يوم خيبر لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. قال: فتطاولنا لها) فقال: هذه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله واقعاً مقام ما بعده مقام، لأن الآية من سورة آل عمران تقول: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) يعني أن أمير المؤمنين كان متبعاً بشكل دقيق وهو الأسوة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وإلا لو لم يكن متبعاً لما أحبه الله لأن الآية تقول (إن كنتم تحبون الله). متى الله يحبنا، أنت قد تحب الله ولكن الله لا يبادلك المحبة إلا بعد الاتباع، فهنا عندما يقول سعد بأن رسول الله قال ويحبه الله يعني كان متبعاً 100% لرسول الله وهذه هي العصمة التي نعتقدها أنه لم يتخلف عن رسول الله ولا في مورد واحد، ولم يثبت هذا المقام باتفاق علماء المسملين إلا لعلي بن ابي طالب عليه الصلاة والسلام، ومن هنا نحن ذهبنا إلى أنه لا يوجد في فضائله المتفق عليها بين علماء المسلمين من يدانيه في هذه الفضائل، قال: (فتطاولنا لها) يقول سعد: بأن هذه الخصلة التي قالها رسول الله يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، (فقال ادعوا لي علياً فأوتي به أرمد فبصق في عينه ودفع الراية إليه فتح الله عليه ولما نزلت هذه الآية … (فقل تعالوا ندعوا أبنائنا وأبنائكم) وهي الآية 61 من سورة آل عمران (دعا رسول الله صلى الله عليه وآله علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً) محل الشاهد هذه الجملة (فقال اللهم هؤلاء أهلي). إذن الرسول صلى الله عليه وآله كان بإمكانه أن يأخذ هؤلاء ويخرج معهم ولا يقول شيئاً ولكنه نجد أنه يقول أهلي بالانحصار بهؤلاء، هؤلاء لا غيرهم، يعني أنا أتصور العارف بقواعد اللغة العربية يفهم الحصر بنحو واضح. لأنه أشار إلى الأمر الخارجي. هذا هو المورد الأول.
إذن الحديث وارد في صحيح مسلم، والراوي له هو سعد ابن أبي وقاص وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، هذا هو المورد الأول.
المورد الثاني: ما ورد في (الجامع الكبير أو سنن الترمذي، ج6، ص295) للإمام الحافظ الترمذي، تحقيق شعيب الأرنؤوط، مطبعة الرسالة العالمية، الرواية بعد أن ينقلها عن سعد بن أبي وقاص, قد يقول قائل: سيدنا أنت ذكرتها من صحيح مسلم فلماذا تكررها؟
الجواب: أريد أن أقول بأن كل المحققين عندما جاءوا إلى هذه الرواية لم يشكك أحد في سند هذه الرواية، ولم يقل أحد منهم في النفس منها شيء، الرواية عن سعد عن أبيه قال: (أمر معاوية … وأنزلت هذه الآية فقل تعالوا قال دعا رسول الله علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال اللهم هؤلاء أهلي) يقول الإمام الترمذي: (هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه) ولكن تعليقة العلامة الأرنؤوط (حديث صحيح) إذن من حيث السند لا مجال للتشكيك فيه. هذا هو المورد الثاني.
المورد الثالث ما ورد في (صحيح سنن الترمذي، ج3، ص523، الحديث رقم 3724) تحقيق العلامة الألباني، يعني كل المحققين صححوا سند هذه الرواية ولم يشكك أحد منهم في صحة هذه النصوص. تجدوني أؤكد على هذه الحقيقة باعتبار وجود نكات سأبينها بعد ذلك. نفس الحديث (أمر معاوية … وأنزلت هذه الآية … دعا رسول الله قال اللهم هؤلاء أهلي) قال العلامة الألباني: (صحيح) إذن العلامة الأرنؤوط والعلامة الألباني بالإضافة إلى صحيح مسلم قالوا بأن الحديث صحيح.
وكذلك ما ورد في كتاب (المسند، ج2، ص277، الحديث رقم 1608) لأحمد بن حنبل، شرحه وصنع فهارسه أحمد محمد شاكر، دار الحديث، القاهرة قال: (فتطاولنا لها ثم دعا رسول الله علياً وفاطمة والحسن والحسين فقال: اللهم هؤلاء أهلي) انظروا رقم الحديث 1608 في الحاشية يقول أحمد محمد شاكر: (إسناده صحيح) إذن إلى هنا الأرنؤوط والألباني وأحمد محمد شاكر بالإضافة إلى صحيح مسلم.
وكذلك ما ورد في (مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج3، الحديث 1608) بتحقيق شعيب الأرنؤوط (اللهم هؤلاء أهلي) قال العلامة الأرنؤوط (إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين …).
وكذلك ما ورد في (تفسير روح المعاني، ج4، ص256) للعلامة الالوسي، مؤسسة الرسالة، المتوفى 1270هـ، يقول: (وقد أخرج مسلم والترمذي وغيرهما عن سعد بن أبي وقاص لما نزلت هذه الآية دعا رسول الله ثم قال: اللهم هؤلاء أهلي. وهذا الذي ذكرناه من دعائه صلى الله عليه وآله هؤلاء الأربعة المتناسبة) يقول بينهم انسجام هؤلاء الأربعة، يسانخ بعضهم بعضهاً، لأن هؤلاء هم أصحاب آية التطهير، واقعاً هؤلاء من سنخ واحد. يقول: (وهذا الذي ذكرناه هو المشهور المعول عليه لدى المحدثين) علم كالعلامة الالوسي يقول: (وهذا الذي ذكرناه من دعائه صلى الله عليه وآله هؤلاء الأربعة هو المشهور المعول عليه لدى المحدثين) ومن هنا تجدون بأنه أساساً، طبعاً ممن صحح الحديث أيضاً النيسابوري في المستدرك على الصحيحين. باعتبار أن الإمام الذهبي أيضاً يصحح … يعني يوافق على تصحيح النيسابوري.
(المستدرك على الصحيحين، ج3) الرواية بعد أن ينقلها كاملة (لما نزلت هذه الآية ندعوا أبنائنا دعا رسول الله علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال: اللهم هؤلاء أهلي. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجها) ثم يقول في الحاشية: (بأنه اللهم هؤلاء أهلي خ م) يعني صحيح على شرط البخاري ومسلم. إذن القضية من الأمور الواضحة التي لا مجال للشك فيها، ولذا تجدون علم كالعلامة والإمام الحاكم النيسابوري المتوفى سنة 405هـ في كتابه (معرفة علوم الحديث وكمية أجناسه، ص229) تعليق الحافظين المؤتمن الساجي والتقي ابن الصلاح، شرح وتحقيق أحمد بن فارس السلوم، أستاذ التفسير وعلوم القرآن المساعد بكلية الآداب جامعة الملك فيصل، الطبعة الثانية 1431هـ، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض، قال: (عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله عز وجل) هذه عن ابن عباس حبر الأمة وليست عن سعد بن أبي وقاص (فقل تعالوا ندعوا … الكاذبين، نزلت في رسول الله وآله) يعني أهلي إذن هم أهل البيت والعترة والآل (نزلت في رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي نفسه ونسائنا ونسائكم في فاطمة وأبنائنا وأبنائكم في حسن وحسين) إذن نزلت في رسول الله ونزلت في علي الذي هو نفس رسول الله ونزلت في فاطمة ونزلت في الحسن والحسين. انظروا ماذا يقول في (ص230)؟ يقول: (وقد تواترت الأخبار في التفاسير). إذن الخبر متواتر (وقد تواترت الأخبار في التفاسير عن عبد الله بن عباس وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وآله أخذ يوم المباهلة بيد علي والحسن والحسين وجعلوا فاطمة ورائهم فقال هؤلاء أبنائنا ونسائنا وأنفسنا).
الإمام والعلامة النيسابوري يقول: (وقد تواترت الأخبار أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: هؤلاء أبنائنا) لأن الآية قالت (تعالوا ندعوا أبنائنا) رسول الله قال أبنائنا هؤلاء الحسن والحسين. نسائنا من؟ فاطمة. أنفسنا من؟ نفسي من؟ هو علي عليه أفضل الصلاة والسلام.
إذن أعزائي أتصور أن القضية من حيث الأسناد والطرق وكلمات الأعلام والمفسرين وغيرهم لا يوجد هناك مجال للشك في صحة ارتباط هذه الآية المباركة بعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا لمن كان في نفسه شيء فذاك حديث آخر. ولكن لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد، أنا لا أتصور أنه يستطيع أن يناقش الرواية بعد أن وردت في صحيح مسلم وبعد أن وردت في مسند الإمام أحمد وفي الترمذي وصححها الأعلام والحاكم والذهبي وكل هؤلاء اتفقت كلمتهم على أن هذه الآية مرتبطة بهؤلاء.
نعم، يبقى مطلب بودي أن أشير له وهو أنه هل في اللغة يطلق على البنات نساء، والله حتى لو لم يطلق في اللغة فإن رسول الله هكذا بيّن مصداق الآية قال: مراد من نسائنا في الآية يعني فاطمة، هل يطلق على شخص آخر غير نفس الإنسان يطلق عليه أنفسنا؟ سواء ساعدت اللغة أو لم تساعد اللغة، يعين عليه ظاهر الآية أو لا يعين عليه صح الحديث من السنة النبوية القطعية أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال مرادي من أنفسنا يعني علي.
نعم، إذا استطعنا كمفسرين أن نجد توجيهاً فبها ونعمت، أما إذا لم نستطع أن نجد تفسيراً فلا يمكن أن نرد نص الرسول وإلا يكون اجتهاداً في قبال النص الصريح والصحيح والمتفق عليه لأنه كما تعلمون أن هذه الآيات الواردة هنا أيضاً وردت من طرق أئمة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام، إذن حصل عليها إجماع ولا تجتمع أمتي على ضلالتي ولا تجتمع أمتي على خطأ.
إذن الشروط التي نحن مراراً ذكرناها وهي أن تكون الروايات صحيحة صريحة متفق عليها تنطبق على محل الكلام هذه الشروط الثلاثة أو لا تنطبق؟ نعم، كاملة هي صحيحة بإقراركم، هي صريحة في دلالتها هي متفق عليها بين جميع علماء المسلمين.
المُقدَّم: ولم يتفقوا كاتفاقهم على هذه. سماحة السيد بينتم أن هذه القضية نصت عليها الروايات الصحيحة ولا مجال للكلام فيها، قد يقول قائل: هذا إجماع فمالذي يريده سماحة السيد وهل أعلام الوهابية متفقون أم أن لهم موقف آخر من هذه القضية.
سماحة السيد كمال الحيدري: في هذه الليلة واقعاً أريد أن أضع بين يدي الأعزاء والكرام من مختلف الاتجاهات، فلينظروا بعين الإنصاف إلى ما نقوله في هذه الليلة، قلت الآن أنا لا أريد أن أستدلل بهذه الآية لا بإمامة أمير المؤمنين، لا أريد أن استدل لا أنها لا تدل، بل فيها دلالة واضحة وبعد ذلك لعله في الوقت المناسب اشير لها، ولكن أنا في هذه الليلة لست بصدد بيان أن هذه الآية تدل على إمامة وخلافة علي عليه السلام أو لا تدل، وإنما أريد أن أبين هذه القضية وهي أن هذه الآية المباركة بيّنت لنا بشكل واضح وصريح أن عنوان نسائنا لا مصداق له في الآية إلا فاطمة. ولا يمكن أن يشمل حتى عائشة، لماذا؟ باعتبار أن الرسول صلى الله عليه وآله لو كان يريد أن يخرج نسائه معه لأخرج كما تدعون أحب نسائه إليه، ألستم تقولون أن عائشة كانت أحب نسائه إليه قلباً.
إذن عندما يريد الإنسان أن يدخل في المباهلة وأنتم قلتم في كل تفاسيركم أنه يخرج أعز وأحب الناس عليه، وكان ينبغي أن يخرج بعض نسائه، لا أقل يخرج عائشة، أنا أقول أم المؤمنين عائشة بالخصوص باعتبار أنتم تدعون لها أنها كانت أحب نسائه عليه وكانت أعزها عليه، تعالوا معنا لنرى ماذا يقول علم من أعلام الوهابية بعد هذه النصوص التي قرأناها للأعزاء.
في الواقع بأنه لا يستغرب الإنسان، هذا كتاب (سلسلة مؤلفات فضيلة الشيخ العثيمين، تفسير القرآن العظيم، سورة آل عمران) لفضيلة الشيخ العثيمين دار ابن الجوزي، الطبعة الأولى في شهر رمضان1426هـ، في ذيل هذه الآية المباركة من سورة آل عمران، أنا مضطر هذه الليلة أن أقرأ عبارات كثيرة حتى يتضح أن هذا الرجل أو هذا العلامة أو هذا العلم من أعلام الوهابية كيف تعامل مع هذه القضية الواضحة من حيث النصوص الصحيحة والصريحة. وقلتم لكم لسنا بصدد إثبات خلافة أو إمامة، فقط نريد أن نرى مصاديق هذه الآية من سورة آل عمران آية المباهلة من هم مصاديقها.
يقول (ص356) يقول: (اختلف المفسرون في ذلك) يعني أول شيء يوهم القارئ أن هذه القضية مختلف فيها وهي محل خلاف.
فقال بعض المفسرين، لعله واحد أو اثنين، حتى ايضاً يوهم القارئ أنه ليس أكثر المحدثين وجمهور المحدثين كما قال العلامة الألوسي، قرأنا عبارة الألوسي قال: (هو المشهور المعول عليه لدى المحدثين) والحاكم النيسابوري يقول تواترت الأخبار عند المفسرين. (فقال بعض المفسرين المراد بقوله أبنائنا وأبنائكم، المراد بأبنائنا الحسن والحسين، والمراد بنسائنا فاطمة بنت الرسول، والمراد بالأنفس علي بن أبي طالب فيكون العدد أربعة علي بن أبي طالب … وقال بعض أهل العلم) هذه المغالطة الثانية، أولاً يعبر بعض، وثانياً يقول بعض أهل العلم، حتى يعطي قيمة للرأي (وقال بعض أهل العلم المراد ندعوا المسلمين أبنائنا ونسائها) أبنائنا يعني أبناء المسلمين (يعني ننتخب طائفة منا) وكأن رسول الله صلى الله عليه وآله لا قيمة لما قاله، يقول المراد من الآية وبعد ذلك هو يؤيد هذا القول، يقول: (يعني أبناء المسلمين يعني ننتخب طائفة منا تأتي هي وأبنائها ونسائها) نساء المسلمين (وأنتم كذلك تنتخبون جماعة يأتون بأبنائهم ونسائهم نجتمع ونبتهل وهذا القول لا شك أنه موافق تماماً لظاهر الآية).
إذن رسول الله صلى الله عليه وآله عندما جمع هؤلاء ودعا خالف ظاهر الآية، الله كان يريد الله والرسول فعل شيئاً آخر. هذا هو المنطق الذي يقولوه هؤلاء عندما تصل، أنا لا أعلم مراراً ذكرت للأعزاء الدول الكبرى عندما تصل حقوق الإنسان لمصالحهم يؤكدون على حقوق الإنسان ولكن عندما تكون ضد مصالحهم يقولون إرهاب، نفس هذا المنطق، عندما تأتي الآية لإثبات مناقب علي وفاطمة والحسن والحسين يقولون لا علاقة لنا حتى بما فعل رسول الله، فنحن نعمل بظاهر الآية، يا أخي أين السنة، ألستم أنتم تروون حديث كتاب الله وسنتي، وهذه هي السنة التي رواها مسلم، ولم يروها أي بقال، رواها مسلم، الستم تقولون نحن الذين نتبع السنة هذا اتباعكم للسنة، تقول: (ولا شك أنه موافق تماماً لظاهر الآية لأن الآية بصيغة الجمع) النبي صلى الله عليه وآله ليس عربياً، العثيمين يعلمه أن الآية صيغة جمع كيف تستعملها أنت في المفرد لأن استعمال الجمع في المفرد خلاف ظاهر اللغة العربية، هذا منطق القوم، هذا هو الذي نحن نقوله أنهم يجتهدون في قبال النص الصحيح الصريح الوارد عن رسول الله، فنحن الذين نخالف سنة رسول الله أم أنتم، فنحن أهل السنة حقيقة نحن أهل سنة رسول الله أم أنتم أهل سنة رسول الله.
(والعادة جرت بأن التباهل وكذلك التفاخر وغيره يكون بين جماعات) العادة كانت هكذا ورسول الله خالفها، (وقد ذهب إلى هذا محمد رشيد رضا في تفسيره … لكن أكثر المفسرين يختارون القول الأول) أكثر المفسرين لهواهم انتخبوا القول الأول أو للحق والنصوص الصحيحة، ما بكم كيف تحكمون، (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها).
(لكن أكثر المفسرين يختارون القول الأول أن المراد بأبنائنا الحسن والحسين ونسائنا فاطمة وأنفسنا علي بن ابي طالب) التفتوا لهذا التلاعب بالألفاظ يقول يختار أغلب المفسرين هذا القول لحديث ورد في ذلك. تعلمون في اللغة العربية وأهل اللغة العربية يعرفون أن هذا التنوين هو تنوين التنكير الذي يدل على الوحدة والضعف. رجل منهم، يعني واحد لا أكثر، لحديث، يعني فيه ما فيه. وأنا لا أعلم إذا كان الحديث وارداً في صحيح مسلم ووارد في مسند الإمام أحمد ومصححاً عند الحاكم ويقولون عنه أنه متواتر إلى غير ذلك، إذا كان هذا حديث، فإذا كان مثل هذا الحديث لا يقبل فكثير من المعارف لابد أن ترفعوا اليد عنها لأنها وردت بشكل أقل من هذا الحديث.
يقول: (لحديث ورد في ذلك والمسألة لا توافق ظاهر الآية) يعني أن هذا الحديث لابد أن نضرب به عرض الجدار لأنه لا يوافق ظاهر الآية، يعني هذا القول لا يوافق ظاهر الآية أولاً، وثانياً وثالثاً ويبدأ بمناقشة فعل رسول الله وبمناقشة ما صدر عن رسول الله، ثم يقول: (ولا شك) محل الشاهد، يقول: (ولهذا ظاهر الآية لا يطابق هذا التفسير) التفسير بالقول الأول، فعل رسول الله أو قول رسول الله اللهم هؤلاء أهلي (وقد زعم محمد رشيد رضا أن تفسيرها بالأربعة من تفسير الرافضة) يعني مسلم رافضي، أحمد بن حنبل رافضي، الترمذي رافضي، الذهبي رافضي، العلامة الألوسي رافضي، كلهم روافض، والحاكم النيسابوري الذي قال أنه متواتر، كل هؤلاء تأثروا من حيث لا يشعرون بالرافضة، طبعاً عندما ينسب إلى محمد رشيد رضا إشارة إلى ما ورد في (تفسير القرآن العظيم المعروف بتفسير المنار، ج3، ص282) تأليف محمد رشيد رضا، وهي دروس ألقاها الشيخ محمد عبده، دار إحياء التراث العربي، يقول: (قال الأستاذ الإمام الروايات متفقة) الإمام محمد عبده (على أن النبي اختار للمباهلة علي وفاطمة وولديهما) اتفاق الذي يعبر عنه العلامة العثيمين بحديثٍ، (ويحملون كلمة نسائنا على فاطمة وكلمة أنفسنا على علي فقط ومصادر هذه الروايات الشيعة ومقصدهم منها معروف) إذن كل هذه الروايات السنة يعني مسلم تأثر واغتر بروايات الشيعة، إذن فتح هذا الباب، فلابد من اغلاق كتاب مسلم والبخاري وكتاب أحمد بن حنبل.
(وقد اجتهدوا في ترويجها) يعني الشيعة (ما استطاعوا حتى راجت على كثير من أهل السنة، ولكن واضعيها) لأنه يعتبر هذه الروايات من الموضوعية (لم يحسنوا …) والله هذه إهانة لرسول الله، إذن الرسول عندما جاءت الآية وقالت أبنائنا وأبنائكم، الأبناء جمع فإطلاقها على الاثنين مشكل أيضاً على رأيهم وإن كان على حساب المنطق أن الجمع اثنان فصاعداً، ولكن في اللغة اثنان فصاعداً. (أبنائنا وأبنائكم ونسائنا) إطلاقه على واحد، ثم عنوان النساء كيف يطلق، فعنوان النساء عادة يطلق على الزوجات كيف طبقه رسول الله على بنته، رسول لم يكن يحسن هذا التطبيق، مع الأسف الشديد هذا هو فهمكم وتعاملكم عندما تصل الحقائق إلى أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام، لماذا أن العثيمين عنده إصرار أن يبعد هذه الآية، لا فقط أن يبعد هذه الآية، مع أنه يصرح بأن الروايات قال: (وقال أن الآية لا تنطبق عليهم) ينقل كلام محمد رشيد رضا (لكن الحديث الوارد في ذلك) من غير أن يصحح (يدل على أن لها أصلاً) لها أصل (ولا شك أن آل البيت يدخل فيهم هؤلاء الاربعة) يريد توسيع أهل البيت حتى يشمل النساء (لكن انطباقه على الآية في النفس منه شيء). لماذا في النفس منه شيء؟ بينك وبين الله وأنت في عالم البرزخ أيها العثيمين لو كانت هذه واردة في نساء النبي وزوجات النبي أو في بعض نساء النبي أو وردت في خالد أو في أبي بكر أو في عمر أي من أولئك الذين تهواهم هل كنت تقول في تطبيق الآية في النفس منه شيء. أنا أترك ذلك للمشاهد الكريم، أترك ذلك للمحقق وطالبي الحقيقية.
هذه الرواية بلغت ف الصحة درجة أنه مثل الشيخ ابن تيمية ما استطاع أن يضعفها وهو الذي في الأعم الأغلب الروايات التي ترد يقول كذب موضوعة موضوعة، ولكن عندما وصل إلى هذه الرواية لم يستطع أن يقول، كما ورد في كتابه (الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، ج1، ص197) لشيخ الإسلام ابن تيمية الحراني، تحقيق وتعليق علي بن حسن بن ناصر، دار العاصمة، قال: (وقد ثبت في الصحاح) لا في صحيح واحد (وقد ثبت في الصحاح حديث وفقد نجران ففي البخاري ومسلم عن حذيفة وأخرجه مسلم عن سعد بن أبي وقاص قال لما نزلت هذه الآية فقل تعالوا ندعو أبنائنا وأبنائكم ونسائنا … دعا رسول الله صلى الله عليه وآله علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال: اللهم هؤلاء أهلي) يعني حتى الشيخ ابن تيمية المعروف بهواه الأموي والمعروف بإقصاء كل فضيلة مرتبطة بعلي وبأهل البيت ولكن عندما يصل إلى هذه الحقيقة لا يستطيع أن ينكرها، ولكنه أنت انظر إلى العلامة العثيمين يقول: (لكن انطباقه على الآية في النفس منه شيء).
سؤال: لماذا أنه يريدون إبعاد هذه الآية المباركة عن علي وفاطمة والحسن والحسين؟ انظروا ماذا تجدون؟
في (المنح المكية في شرح الهمزية، ص539) للإمام العلامة الفقيه المحقق ابن حجر الهيتمي الشافعي، المتوفى 974هـ، دار المنهاج، الطبعة الثانية، سنة 1426هـ، قال: (آية المباهلة، قال بعض محققي المفسرين فيها) محققي المفسرين، حتى تفهم لماذا هؤلاء يريدون إبعاد الآية عن علي وفاطمة، قال: (قال بعض محققي المفسرين فيها لا دليل أقوى من هذا على فضل فاطمة وعلي وابنيهما). أوضح الأدلة على فضل هؤلاء الأربعة هو أنه لا يقاس بهم من هذه الأمة أحد، كما قال علي أمير المؤمنين في (نهج البلاغة، الخطبة رقم 2) قال: (بأنها لما نزلت دعاهم رسول الله فاحتضن الحسين وأخذ بيد الحسن ومشت فاطمة خلفه وعلي خلفهما فعلم أنهم المراد من الآية). والله تطبيق عملي وبيان قولي لفظي، (فعلم من فعله أنهم المراد من الآية وأن أولاد فاطمة) يعني (وعلم أن أولاد فاطمة وذريتهم يسمون أبنائه) أبناء رسول الله (وينسبون إليه نسبة حقيقية تامة نافعة في الدنيا والآخر، ويدل لذلك ما صح أنه صلى الله عليه وآله أنه قال ما بال أقوام يقولون أن رحم رسول الله لا تنفع قومه يوم القيامة، بلى والله أن رحمي موصولة في الدنيا والآخرة، وأخرج الطبراني في حديث أن الله عز وجل جعل ذرية كل نبي في صلبه وإن الله تعالى جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب). ولهذا من حق العلامة العثيمين أن يبعد الآية عن علي وفاطمة والحسن والحسين، يعلم ما هي مضامين الآية، يقول: (إن الله عز وجل جعل ذرية كل نبي في صلبه وأن الله تعالى جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب وروى غيره نحو ذلك من طرق وفي بعض هذه الروايات زيادة إذا كان يوم القيامة دعي الناس بأسماء أمهاتهم ستراً عليهم إلا هذا وذريته فأنهم يدعون بأسمائهم لصحة ولادتهم) لأنهم طهروا بمقتضى آية التطهير. يقول: قد يقول قائل أن هذه الرواية وردت في العلل المتناهية لابن الجوزي وهي رواية موضوعة، يقول: (وذكر ابن الجوزي ذلك في العلل المتناهية مردود بأن كثرة طرق هذا النص ترقيه إلى درجة الحسن بل إلى الصحة).
المُقدَّم: معنا الأخ بدر من السعودية، تفضلوا.
الأخ بدر: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ بدر: أحببت أشكركم على ما تقدمونه، لقد أوضحتم أشياء مهمة جداً.
المُقدَّم: الأخ أبو قتادة من سوريا، تفضلوا.
الأخ أبو قتادة: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو قتادة: بالنسبة لآية المباهلة المقصود بنسائنا هي فاطمة عليها السلام وليس نساء النبي وهذا يعني أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وآله ليس له بنات سوى فاطمة عليها السلام. وبالنسبة للآيتين السابقتين في الحلقة الماضية (إن تتوبا إلى الله) و(وعسى ربكم أن طلقكن) نزلت في حق أم المؤمنين عائشة وأم المؤمنين حفصة، وجاءت آية أخرى على سبيل المدح (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت …) إنما نزلت في حق رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين.
المُقدَّم: يعني استدلاله جيد من ناحية.
سماحة السيد كمال الحيدري: وهذا ما أشرنا له في الحلقات السابقة.
المُقدَّم: معنا الأخ عبد الله من السعودية، تفضلوا.
الأخ عبد الله: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ عبد الله: أتمنى من سماحة السيد أن يتسع صدره، بالنسبة للكلام الذي أورده، يعني أنا اقدم نصيحة لسماحة السيد وهو أعلم مني وأكبر مني عمراً وأكثر خبرة، أنه لو يقرأ في كتب أهل السنة، نحن نسميهم أهل السنة وهو يسميهم الوهابية، لو يقرأ في متون من الآن إلى مئة سنة قادمة دون أن ….
المُقدَّم: الفكرة اتضحت وسماحة السيد بين منهجه في هذه القضية حتى لا تقول قطعتم مداخلتي، قال أنا أطرح ما عندي بكل وضوح وأي عالم تقصدون أيضاً في قناة أخرى يطرح.
المُقدَّم: بإمكانك أخي العزيز أن تذهب على علمائكم الذين تقول عنهم أنهم علماء أهل السنة وقد قرأنا من كلمات العلامة العثيمين أنكم بينكم وبين أهل السنة يوجد تضاد وتباين كفى هذا التلاعب بالألفاظ، أنتم أتباع ابن تيمية وأتباع محمد بن عبد الوهاب، قولوا ذلك صريحاً ولا تتهموا الآخرين بالتقية، وثانياً اذهب لهم وقل يوجد شيخ من شيوخ الشيعة يقول هكذا، ثم هيأ الأسئلة والإشكالات وجئنا بها عند ذلك ترى أننا نستطيع أن نجيب عليها أو لا نستطيع.
المُقدَّم: الأخ أبو هيثم من بلجيكا، تفضلوا.
الأخ أبو هيثم: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو هيثم: سيدنا الحيدري حفظك الله ورعاك، أنا مغربي مستبصر ولله الحمد، من أتباع أهل البيت، أريد أن أخبركم أن هذا البرنامج برنامج كل المسلمين المستبصرون يزدادون يقيناً باستبصارهم بنور أهل البيت عليهم السلام، والسنة يستفيدوا منكم سيدنا استفادة عظمية جداً، سؤالي هو بعدما بينتم من نصب العلماء الوهابية هل المشكلة في خلقتهم كبشر، لأننا لا نتصور من يرفض هذا الحق الساطع الذي يمثله أهل البيت عليهم السلام أتصور لا يرفضه إلا من عنده مشكلة في خلقته كبشر.
المُقدَّم: وقد تلا سماحة السيد قوله تعالى (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد).
سماحة السيد كمال الحيدري: أو (أفلا يتدبرون القرآن أو على قلوب أقفالها) طبعاً التربية والمحيط يتدخل في ذلك، أنتم وجدتم في الحلقات السابقة قرأنا من كتب الأطفال، يعني في المتوسطة والابتدائية والإعدادية هؤلاء يربونهم على هذه الامور التي تقوم على الحقد والكراهية للمسلمين، قرأتم أنهم يقولون كل الأشاعرة من المشركين ومن اهل البدع هذا الإنسان عندما يكبر الجو الذي يحيط به يرى هذا المعنى ولا يرى شيئاً آخر، وإلا فالإنسان مختار ولا أتصور أن الخلق الإلهي الله سبحانه وتعالى خلق الناس جميعاً (أنزل من السماء ماءً فسالت أودية بقدرها) هذا إناءه الوجودي والعلمي أدى به (ذلك مبلغهم من العلم).
المُقدَّم: الأخ أبو هاجر من السعودية، تفضلوا.
الأخ أبو هاجر: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو هاجر: أريد أن أوضح آية في القرآن أتمنى من سماحته مناقشتها، قال تعالى: (قال ما منعك يا إبليس أن تسجد لمن خلقت بيدي أأستكبرت أم كنت من العالين) نريد من السيد توضيح العالين من هم. أكيد مرتبتهم أعلى من مرتبة الملائكة.
سماحة السيد كمال الحيدري: لعله عندما نبين مقامات أهل البيت عليه أفضل الصلاة والسلام وأن هذه الآي في من نزلت عند ذلك سيتضح ما المراد من العالين في الآية التي قرأتم.
أعزائي أنا كان فقط عندي لدقائق ولا أطيل على المشاهد الكريم وهو أنه نحن عندما قرأنا من الأسئلة التي ترد دائماً ويحاولون أن يصوروا للناس أن هذا سؤال عظيم لا يوجد عند علماء أهل البيت جوابه. يقولون بأن القرآن لما لم يذكر علياً، الجواب: إن كان السؤال أنه لما لم يذكر الاسم فهذه لحكمة لا نعلمها، أما القرآن لم يذكر ما يشير إلى علي بالنص.
الجواب: أنا لا أتصور أنه علي ذكر في القرآن بأوضح من ذكر اللفظ، وبيّن أيضاً مقامه لا فقط ذكره، وهو أنه قال أن الله يقول (أنفسنا) يعني أن علياً نفس رسول الله.
تقولون: أنتم تستندون إلى الرواية لإثبات أن المراد من أنفسنا يعني علي.
الجواب: تعالوا معنا إلى الآية 40 من سورة التوبة، قال تعالى: (إذ يقول لصاحبه لا تحزن) من المراد بصاحبه، ألستم ليلاً ونهاراً جهاراً وخفاءً وصراخاً تقولون أن الله سبحانه وتعالى ذكر الخليفة الأول وعبر عنه بأنه صاحب رسول الله، لم يأتِ اسمه فإلى ماذا استندتم؟ إلى الرواية، لا إلى شيء آخر، وإلا فلا يوجد في الرواية ذكر للخليفة الأول، وإنما جعلتم الرواية هي الدليل على أن أبا بكر ذكر في القرآن ولكن بعنوان صاحبه.
أنا من هنا أوجه هذا السؤال للمشاهد الكريم، بينكم وبين الله اجعلوا الحقيقة أمام أعينكم، يعبر عن شخصٍ وعن صحابي يقال له صاحب رسول الله ويعبر عن شخص آخر القرآن يعبر عنه نفس رسول الله، أيهما أكرم وأيهما أعظم وأيهما أشرف وأيهما أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله. من هو نفس رسول الله أو من هو صاحب رسول الله.
أريد أن أترك الحكم للمشاهد الكريم هذه الليلة فليفكر دقيقاً في هذه الحقيقة، نحن لو سلمنا معكم أن آية سورة التوبة نزلت في الخليفة الأول أبي بكر وإلا هناك بحث مستقل لابد من بحثه أنه توجد روايات صحيحة تثبت هذا المعنى أو لا توجد، لو فرضنا وسلمنا وتنزلنا جدلاً أن تلك الآية مرتبطة بأبي بكر، إذن القرآن عبر عن أبي بكر بأنه صاحب رسول الله (إذ يقول لصاحبه) ولكن آية سورة آل عمران عبرت عن علي نفس رسول الله فأيهما أقرب، أيهما أكمل، أيهما أفضل، أيهما أعلم …؟ هذه النكتة كان بودي أن أشير لها.
المُقدَّم: من الواضح أن رسول الله حينما يفعل هذا الفعل يريد إظهار هذه الحقيقة.
سماحة السيد كمال الحيدري: يريد أن يظهر هذه الحقيقة وإلا لماذا يأخذ معه علياً ولا يأخذ معه أحداً من نسائه وأزواجه ولا يأخذ أحداً من أصحابه.
انظروا أن العلامة العثيمين يقول أن التفسير الصحيح للآية المباركة هو أن (ننتخب طائفة منا تأتي هي وأبنائها ونسائها وأنتم كذلك) يقول هذا هو القول المناسب لظاهر الآية، إذا كان هذا المناسب لظاهر الآية كان ينبغي أن يأخذ معه أفضل صحابته كما تقولون أنتم أبو بكر وأمثاله. لا أقل أن يكونوا ضمن من يأتي بهم، لماذا لم ياتِ بأحد من أزواجه، يقول بأن الإنسان في مثل هذه القضايا يخرج أحب الناس له حتى يبين للعدو أن هؤلاء أحب الناس إليه، بينكم وبين الله ألستم تقولون أن أبا بكر كان أحب الناس إلى رسول الله وأن أم المؤمنين كانت أحب الناس من النساء وذاك من الرجال، كان على الأقل أن يخرجهم معه إلى المباهلة، وأنتم تقولون أنها ليست مختصة بهؤلاء كان يخرج علياً وفاطمة والحسن والحسين ومعهم أبو بكر وعمر والعشرة المبشرة أو نسائهم أو أولادهم حتى يتضح، ولكن نجد أن رسول الله صلى الله عليه وآله يجمع هؤلاء الخمسة في بيت واحد، يجمع هؤلاء الخمسة تحت كساء واحد، يقف على باب علي وفاطمة، يغلق الأبواب إلا باب علي وفاطمة. ولذا تجدون العلامة ابن سعيد الطوفي في (شرح مختصر الروضة، ج3، ص110) يقول: (وفي الصحيحين أنه لما أراد مباهلة نصارى نجران خشم لها هؤلاء المذكورين بكساء وجاء بهم ليباهل بهم وقال هؤلاء أهل بيتي وذلك حين نزل تعالوا … فدل ذلك كله على أن أهل البيت هم هؤلاء لا غير وليس النساء مرادات منه وإلا لقال لأم سلمة أنت منهم ولم يقل لها ذلك بل ظاهر كلامه نفي كونها …).
المُقدَّم: فآية المباهلة بينت مصاديق آية التطهير بأجلى صورة.
سماحة السيد كمال الحيدري: بأوضح الكلمات التي أشرنا إليها.
المُقدَّم: شكراً لكم آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً لكم مشاهدينا الكرام، إلى اللقاء في الأسبوع القادم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.