الأخبار

حديث الثقلين سنده ودلالته ق (31)

18/02/2011
المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين. تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام مشاهدي قناة الكوثر الفضائية، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج الأطروحة المهدوية، عنوان حلقة الليلة (حديث الثقلين سنده ودلالته، القسم الحادي الثلاثون) اُرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، أهلاً ومرحباً بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم دكتور.
المُقدَّم: لم يكن هناك برنامج في الأسبوع الماضي، فهل يمكن أن تذكروا خلاصة لما تقدم في الحلقة التي قبلها حتى يتواصل معنا المشاهد الكريم.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين.
في الواقع كان الحديث والكلام في حديث الثقلين وقلنا بأن هذا الحديث ورد في الكتب المعتبرة بالأسانيد المعتبرة والصحيحة والحسنة والمقبولة عند عامة علماء المسلمين من مختلف الاتجاهات والمباني الفكرية والعقدية والفقهية أن هذا الحديث ورد بصيغ ثلاث، يتذكر المشاهد الكريم أننا وقفنا عند هذه الصيغ في الحلقة السابقة ولكنه حتى لا يتكرر البحث أحاول أن أشير إلى مجموعة الخصائص التي توفرت عليها هذه الصيغ الثلاثة، يعني ما هي الألفاظ التي اشتملت عليها هذه الصيغ الثلاث التي وردت من خلال الأحاديث المعتبرة التي قرأناها في الأبحاث السابقة حتى يكون المشاهد الكريم على ذكر من هذه المباحث عند ذلك نقف عند كل مفردة وكل عبارة وكل جملة من جمل حديث الثقلين، الخصوصية الأولى التي اشتملت عليها هذه الصيغ الثلاث هي أولاً: أنهما ثقلان، إني تارك فيكم الثقلين، لا أنهما واحد لا الكتاب وحده ولا العترة وحدها وإنما الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله قال تركت فيكم الثقلان أو الثقلين، الخصوصية الثانية أن النبي صلى الله عليه وآله عبر في بعض صيغ الحديث كما قرأنا فيما سبق عبر عنها بالخليفتين، فإذا كانت الصيغة الأولى لا تدل على أنها ما بعد الموت، فلا إشكال أن عبارة الخليفة تدل على ذلك، خليفتي من بعدي كما أشرنا.
الخصوصية الثالثة: أن هذه الصيغ الثلاث أجمعت على أن المراد من الثقلين من الخليفتين هما القرآن والعترة، ويتذكر المشاهد الكريم وقفنا بنحو تفصيلي في مبحث العترة وأنه من هم المراد من العترة في آية التطهير وفي حديث الثقلين وأنه ينحصر الأمر بحسب النصوص الواردة عن كبار علماء المسلمين من أهل السنة أنهم علي وفاطمة والحسن والحسين، طبعاً هنا للتذكر أشير أن النصوص الصحيحة الواردة من طرقنا تقول أن المراد من العترة لا فقط هؤلاء الأربعة وإنما باقي الأئمة عليهم السلام، أساساً عنوان العترة لا يقول بهؤلاء الأربعة. أنا الآن أتكلم بما ورد في كتب القوم عند أهل السنة في هذا المجال.
الخصوصية الرابعة التي وردت في حديث الثقلين بصيغه المتعددة أن أحدهما كبر من الآخر، ومن الواضح أن الأكبر هو القرآن لأنه هو الأصل وأن الآخر هو العترة. طبعاً لم يرد عنوان الأصغر وإنما ورد أحدهما أكبر من الآخر.
الخصوصية الخامسة: أنه ورد في بعض طرق هذا الحديث وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، وهذه الخصوصية مهمة لابد ان نقف عندها.
الخصوصية السادسة: هي أنه ورد فيها الأخذ لا المحبة، وهذه قضية مهمة لابد أن يلتفت لها المشاهد الكريم، وهي أننا لا نتكلم على المودة (قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) وإنما ورد فيها عنوان الأخذ وعنون الأخذ شيء وعنوان المحبة والمودة شيء آخر.
الخصوصية السابعة وهي خصوصية مهمة وخطيرة، قال: ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا، يعني أن النجاة من الضلالة لا يتحقق إلا بالتمسك وإلا بالأخذ بالكتاب والعترة عليهم أفضل الصلاة والسلام.
إذن هذه هي مجموعة الخصوصيات التي استفدناها من صيغ حديث الثقلين، وأؤكد هنا أني عندما أقول صيغ حديث الثقلين الصيغ التي هي معتبرة عند عموم علماء المسلمين سواء كانوا من علماء أهل السنة أو من علماء مدرسة أهل البيت بمختلف مشاربهم واتجاهاتهم العقائدية والفقهية.
وسوف نقف عند كل خصوصية من هذه الخصوصيات التي أشرت لها.
المُقدَّم: أن بعض الخصوصيات المتقدمة التي ذكرتموها الآن قد ثبتت من خلال أخبار الآحاد الصحيحة فهل هي حجة في الأمور العقائدية أم أن المتواترة فقط هي الحجة.
سماحة السيد كمال الحيدري: هنا بودي في هذه الليلة أن المشاهد الكريم يلتفت إلى هذا الأصل الذي سأصله في هذا المبحث، وهو أنه أعزائي لا إشكال ولا ريب عند علماء المسلمين أن أخبار الآحاد في المسائل الفقهية حجة ويمكن الاعتماد عليها، يعني عندما نأتي إلى المسائل العملية في الفقه من الصوم والصلاة والحج لا إشكال أن أخبار الآحاد الصحيحة معتبرة و يجب العمل بها. ولكن الكلام أنه إذا وردت أخبار آحاد صحيحة في الأمور العقائدية فهل تفيد العلم وهل تفيد اليقين وهل توجب الاعتقاد او لا؟ العمل لا إشكال ولا شبهة أنها توجب العمل. أما مسألة الاعتقاد هل أن أخبار الآحاد يوجب العمل والاعتقاد أو لا يوجب ذلك؟
عندما نرجع إلى حديث الثقلين بصيغه الثلاث المتقدمة نجد أن بعض تلك الخصوصيات المتقدمة متواترة ولا يوجد فيها حديث بين علماء المسلمين، يعني عندما نأتي إلى مسألة كتاب الله وعترتي كل الصيغ اتفقت أن المراد من الثقلين والخليفتين هما الكتاب والعترة. يعني هناك تواتر في بعض الخصوصيات المتقدمة، يعني إذا رجعنا على سبيل المثال إلى صيغة … كل الروايات قالت (ثقلان) هذا لا خلاف فيه، حتى أولئك الذين قالوا (كتاب الله وسنتي) قالوا (ثقلان). إذن هذه القضية متواترة ولا يوجد فيها خلاف.
القضية الثانية أنه بيّن المراد من هذين الخليفتين أو من هذين الثقلين عبر عنها بالقرآن والعترة، أما القرآن والسنة فقد تبين أنه لا يوجد سند صحيح لصيغة كتاب الله وسنتي.
إذن قضية القرآن والعترة أيضاً كذلك.
أما مسألة أحدهما أكبر من الآخر، أو عندما نأتي إلى مسألة الأخذ أو مسألة لن تضلوا بعدي أولاً. هل هذه أيضاً متواترة أم هي أخبار آحاد.
هنا لابد قبل أن أبين أنها أخبار آحاد أو أنها متواترة بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إلى اصطلاح التواتر واصطلاح الآحاد، لأنه قد يتبادر إلى ذهن البعض عندما نقول أخبار آحاد يعني نقله شخص واحد، مع أن الاصطلاح ليس المراد من أخبار الآحاد هذا المعنى، هؤلاء عندما يأتون إلى بيان المراد من المتواتر والآحاد وأنا أحاول أن استند … طبعاً هذه القضية واضحة عند كثير من علماء المسلمين، فهي ليست مختصة بكلام العلامة العثيمين ولكني أنقل هذا الكلام من العثيمين حتى أتباع ابن تيمية أيضاً يطمأنون أن هذا الكلام مقبول حتى عند علماء الوهابية. في كتاب صغير له وهو (مصطلح الحديث، ص10) يقول: (ينقسم الخبر باعتبار طرق نقله إلينا إلى قسمين متواتر وآحاد) ما هو المتواتر؟ قال: (ما رواه جماعة يستحيل في العادة أن يتواطؤا على الكذب وأسندوه إلى شيء محسوس) إذا كانت القضية بنحو يستحيل أن هذا العدد تواطؤا بينهم لنقل هذا الحديث يسمى حديث متواتر (وينقسم المتواتر إلى المتواتر اللفظي وإلى المتواتر المعنوي) ما هو المتواتر اللفظي وهو أنه إذا اتفقوا على لفظ واحد من رسول الله من قبيل من كذب علي متعمداً فليتبؤ مقعده من النار، هذا متواتر بلفظه، أما المتواتر معنى (ما اتفق فيه الرواة على معنى كلي وانفرد كل حديث بلفظه الخاص) وهذا ما نجده في حديث الثقلين، نجد أن المضامين واحدة ولكن العبارات مختلفة، طبعاً بعض ألفاظ الحديث متواترة لفظاً من قبيل الثقلان ومن قبيل القرآن والعترة، هذه لا يوجد فيها بحث ولم يختلف فيها أحد إلا بعض أتباع ابن تيمية على أنه كتاب الله وسنتي.
التواتر المعنوي: يعني أن مضمون الحديث واحد ولكن الألفاظ التي أدت إلى ذلك المضمون متعددة، اللفظ ليس واحداً، انظروا عندما قرأنا حديث الثقلين ويتذكر المشاهد الكريم قلنا له صيغ متعددة إذن اللفظ واحد أو أنه متعدد؟ اللفظ يتعدد ولكن المضمون واحد. وعندما نأتي إلى حديث الثقلين نجد أن بعض الخصوصيات المأخوذة في حديث الثقلين أيضاً لفظاً متواترة من قبيل الثقلين، فإنه في كل الصيغ الثقلين وارد، بهذا اللحاظ هو متواتر لفظي، وكذلك المراد من الثقلين الكتاب والعترة أيضاً بهذا اللحاظ هو متواترة لفظين ولكن الخصوصيات الأخرى لا يوجد فيها تواتر …
الآن نأتي إلى باقي الخصوصيات.
إلى هنا يتضح لنا وإن كان البحث دقيق ولكن بودي أن المشاهد الكريم يلتفت، إلى هنا اتضح لنا أن بعض الخصائص الواردة في حديث الثقلين متواترة لفظاً أو معنى ولكن بعض الخصائص الأخرى في حديث الثقلين من قبيل أحدهما أكبر من الآخر، أو من قبيل وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، طبعاً عندنا متواتر يعني عند مدرسة أهل البيت، هنا قد يقال أن هذه أخبار آحاد، ما معنى أخبار آحاد؟ أعزائي ليس معنى خبر الآحاد يعني نقله راوٍ واحد، وإنما معنى خبر الآحاد يعني لم ينقل بنحو التواتر، لعله نقله أربعة من الصحابة أو ثلاثة من الصحابة ولعله نقله أعداد كبيرة من التابعين ولكنه لم يصل إلى مرحلة التواتر، إذن عندما نقول أخبار آحاد لا يتبادر إلى ذهن المشاهد الكريم يعني مقصودنا خبر من شخص واحد، ولذا تجدون أن العلامة العثيمين يقول: (أما أخبار الآحاد ما سوى المتواتر) إذن ما لم يكن متواترة فهو آحاد. يقول: (وينقسم إلى المشهور) آحاد ولكنه مشهور (وهو ما رواه ثلاثة أو أكثر ولم يبلغ حد التواتر) إذن إذا نقله أربعة أو خمسة أو سبعة ولم يبلغوا التواتر فهو خبر آحاد مشهور. إذن هنا لماذا أكدت هذه القضية لأنه قد يتصور البعض ان هذه الخصوصيات التي ثبتت بطريق الآحاد يتصور أن الناقل لها شخص واحد، لا ليس المراد هذا، ليس المراد أن لها طريق واحد، لها طريق متعددة صحيحة معتبرة تفيد الاعتقاد أو لا تفيد.
إذن القسم الأول المشهور. القسم الثاني (العزيز ما رواه) طبعاً بعد ذلك سيتضح وقد اتضح فيما سبق أيضاً وهو أن جملة من خصوصيات حديث الثقلين ثبتت بالتواتر وجملة منها ثبتت بطريق الآحاد، يعني بطريق مشهور رواها ثلاثة أو أربعة أو سبعة طرق متعددة ولكن لم تبلغ حد التواتر، والعزيز ما رواه اثنان فقط والغريب ما رواه واحد فقط. إذن هذه الخصوصيات التي نبينها لا يتبادر إلى ذهن أحد عندما نقول أنه طريق آحاد يعني هي من قسم الغريب بل هي من قسم المشهور يعني ما رواه ثلاثة فأكثر. (ثم خبر الآحاد ينقسم إلى صحيح لذاته وإلى حسن لذاته وإلى صحيح لغيره …) ولكنها كلها تدخل في خبر الآحاد.
السؤال الذي تفضلتم به وهو أن بعض الخصوصيات التي تقدم الكلام عنها في حديث الثقلين من قبيل أحدهما أكبر من الآخر ومن قبيل ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً، ونحو ذلك هذه لو كانت أخبار آحاد يعني ليست متواترة بالمعنى الذي بيناه هل توجب أو يجب علينا الاعتقاد بمضمونها أو لا يجب. يجب الاعتقاد أو لا يجب الاعتقاد، لأن القضية قضية عقدية وليست قضية عملية وفقهية.
وهنا أريد أن أدخل في كلمات الأعلام، أعلام المسلمين وخصوصاً ابن تيمية وأتباع ابن تيمية لنرى أنهم يلتزمون أنها تفيد القطع واليقين والاعتقاد أو لا تفيد. هنا مجموعة من المصادر بودي أن المشاهد الكريم يلتفت لها، طبعاً قبل أن أقرأ المصادر أنه في (مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج17، ص170) تحقيق شعيب الأرنؤوط (عن أبي سعيد قال: قال رسول الله: إني تارك فيكم الثقلين) وهذا قلنا أنه من المتواترات في كل صيغ الحديث (أحدهما أكبر من الآخر) وهذا لم يثبت في كل صيغ الحديث ولكن في بعضها دون البعض الآخر (كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض). التفتوا إلى الأرنؤوط ماذا يقول؟ يقول: (حديث صحيح بشواهده دون قوله فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض وهذا إسناد ضعيف). طبعاً إسناد ضعيف وإن كان في مكان آخر سيبين بأنه صحيح لغيره، ولكنه يقول إسناد ضعيف. إذن نجد أن العلامة الأرنؤوط ماذا يفعل؟ يميز بين بعض ألفاظ الحديث وبعضها الآخر، بعضها يقبل بصحتها وبعضها لا يقبل، التي يقبل بصحتها هذه هي المتواترة التي لا يوجد فيها كلام بين علماء المسلمين وإن شاء الله عندما نأتي إلى فقرة (وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) لنرى أن الحق مع الأرنؤوط أم أن هناك طرق صحيحة لتصحيح هذا المقطع أيضاً في هذا المجال.
نرجع إلى بحثنا وهو أنه هل يمكن الاستناد إلى أخبار الآحاد لإثبات الاعتقاد أو لا يمكن؟
هذا كتاب (مجموعة الفتاوى، المجلد7، ج13، ص188) لابن تيمية، دار الوفاء، يقول: (ولهذا كان جمهور أهل العلم) إذن القضية ليست شخص او شخصين أو ثلاثة (ولهذا كان جمهور أهل العلم من جميع الطوائف على أن خبر الواحد) المراد من خبر الواحد قد اتضح، ليس المراد به أنه قد نقله شخص واحد، وإنما ما لم يكن متواتراً فقد يكون مشهوراً يعني رواه ثلاثة أو اربعة أو خمسة أو عشرة ولكنه لم يحصل على التواتر (على أن خبر الواحد إذا تلقته الأمة بالقبول) كما في حديث الثقلين حيث أن علماء المسلمين تلقوا هذا الخبر بالقبول إلا هو طبعاً فإن ابن تيمية يحاول أن يناقش فيه (تصديقاً له أو عملاً به أنه يوجب العلم) إذن وإن كان خبر واحد ولكن إذا اقترن بقبول والأمة وتصديقها فأنه يوجب العلم وإذ أوجب العلم فأنه يفيد اليقين ويمكن بناء الاعتقاد عليه لا العمل فقط، يقول: (وهذا هو الذي ذكره المصنفون في أصول الفقه من أصحاب أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد إلا فرقة قليلة من المتأخرين).
إذن الشيخ ابن تيمية يصرح أن خبر الآحاد، المراد من الآحاد ليس أنه نقله شخص واحد، يعني ما لم يكن متواتراً فعله نقل بخمسة أو عشرة رواة ولكنه لم يبلغ حد التواتر (إذا تلقته الأمة) كما في حديث الثقلين كل علماء الإسلام تلقوا هذا الحديث بالقبول ولم يردوه، الآن لا أقول تلقوا تفسيره ودلالته فذاك حديث آخر، الآن أقول أصل الحديث تلقوه بالقبول، إذن يفيد العلم وإذا أفاد العلم عند ذلك يمكن بناء العقيدة على هذا الأساس. هذا المورد الأول.
المورد الثاني ما ذكره العلامة الألباني في (سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها، ج4، ص605) يقول بعد أن ينقل حديث: (وفي الحديث فائدة هامة وهي أن خبر الآحاد حجة في العقائد) أوضح من هذا النص؟! ومراد الألباني من خبر الآحاد ليس الذي رواه شخص واحد، أنا أكرر هذا لأني أخشى أن البعض قد يقول غداً أن السيد الحيدري يقول أن بعض الخصوصيات الواردة في حديث الثقلين ورد بخبر الآحاد فهو شخص واحد، لا لا، مرادي قد يكون مشهوراً وهو أعلى من المشهور وهو أنه رواه ثلاثة أو خمسة أو عشرة ولكن لم يبلغ التواتر. (وهي أن خبر الآحاد حجة في العقائد كما هو حجة في الأحكام) يعني ليس فقط في القضايا العملية والفقهية، بل هو أعم من القضايا العملية والقضايا العقائدية.
إذن هذه قضية وأصل مهم بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إلى هذه الحقيقة وهي أننا إذا استندنا إلى روايات صحيحة السند في كتب القوم وهي روايات آحاد فهي حجة في المسائل العقائدية فضلاً عن المسائل الأحكامية والفقهية والعملية، لا يتبادر إلى الذهن ويقول لنا شخص أن هذه أخبار آحاد وأخبار الآحاد ليست حجة في العقائد، لا، جملة من أعلام المسلمين بل المشهور بينهم أنهم يقولون أنه حجة في العقائد أيضاً. هذا هو المورد الثاني.
المورد الثالث ما ورد في كتاب (مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للعلامة ابن باز، ج25، ص61) قال تحت عنوان ما معنى أحاديث الآحاد: (ما المقصود بخبر الآحاد وهل يؤخذ بها في أمر العقيدة؟) سؤال واضح. قال: (خبر الآحاد) نفس البيان الذي ذكرناه عن العثيمين (خبر الآحاد هو كل حديث لم تتوافر فيه شروط المتواتر) فإذا لم يكن متواتراً فيكون آحاداً مهما بلغ رواته (ويسمى خبر آحاد وهو على أقسام ثلاثة) كما أشرنا (مشهور ويسمى المستفيض وعزيز وخبر الواحد) إذن لابد أن نعرف الاصطلاحي، خبر الآحاد شيء وخبر الواحد شيء آخر. (كما أوضح ذلك أئمة الحديث ومنهم الحافظ ابن حجر في النخبة وشرحها وخبر الآحاد) لا خبر الواحد (وخبر الآحاد حجة في العقيدة وغيرها). العبارة واضحة.
إذن نحن يمكن أن نستند ولو من باب الإلزام، لا يقول لي قائل غداً: أنت لا تقبل خبر الآحاد حجة في العقائد لماذا تستدل به؟ الجواب: نحن نريد أن نلزمكم هذا اولاً، وثانياً: أني أيضاً من أولئك الذين اعتقد بحجية خبر الآحاد في الأمور العقائدية ولكن على تفصيل ذكرته في كتاب (التفقه في الدين) هناك متى نستطيع الاعتماد على خبر الآحاد في الأمور العقائدية ومتى لا نستطيع الاعتماد على خبر الآحاد في الأمور العقائدية.
(وخبر الآحاد حجة في العقيدة وغيرها عند أهل السنة إذا صح سنده والله ولي التوفيق) هذا هو المورد الثالث.
المورد الرابع ما ورد في كتاب (مجموعة وفتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، المجلد الأول، فتاوى العقيدة، ج1، ص31) قال: (وسُئل فضيلة الشيخ عمن يرى أن أحاديث الآحاد لا تثبت بها العقيدة فأجاب بقوله: جوابنا على من يرى أن أحاديث الآحاد لا تثبت بها العقيدة لأنها تفيد الظن والظن لا تبنى عليه العقيدة) لأنه بنص القرآن أن الظن لا يغني من الحق شيئاً (يقول هذا رأي غير صواب) والصواب ما هو؟ أن أخبار الآحاد تبنى عليه العقيدة (هذا رأي غير صواب لأنه مبني على غير صواب أيضاً وذلك من عدة وجوه …) ثم يقول في (ص32): (والحاصل أن خبر الآحاد إذا دلت القرائن على صدقه أفاد العلم) لا أنه يفدي العلم، فإذا أفاد العلم يمكن بناء العقيدة عليه (وثبتت به الأحكام العملية والعلمية) الفقهية والعقائدية (ولا دليل على التفريق بينهما ومن نسب إلى أحد من الأئمة التفريق بينهما) يعني العملية والعلمية (فعليه إثبات ذلك بالسند الصحيح عنه ثم بيان دليل المستند إليه) هذا هو المورد الآخر.
في الواقع أرجع وأقول أن هذه المسألة تعد من المسائل الأساسية والمحورية والمنهجية الأساسية وهي أن خبر الآحاد هل هو مفيد للعلم بنحو تبنى عليها العقيدة أو لا؟
اتضح لنا من أعلام كبار اساساً ان هذه القضية واضحة لا تحتاج إلى بيان كثير.
من الكتب الأساسية في هذا المجال خصوصاً لأهل العلم والمتخصصين بشكل تفصيلي موجود في هذا الكتاب، وهو ما ورد في كتاب (سلسلة الرشد للرسائل الجامعية، رقم 179، حديث الآحاد وحجيته في تفصيل الاعتقاد) دراسة تطبيقية ونقدية على ضوء منهج أهل السنة والجماعة، تأليف الدكتور عبد الله بن ناصر بن سعد السرحاني، مكتبة الرشد، 1427هـ المملكة العربية السعودية، الرياض، الكتاب يقع في مجلدين، هذا في (ج1، ص83) العبارة طويلة ولكني أقرأها لأنها مفيدة جداً، يقول: (ثم أصحاب رسول الله والتابعون ثم أئمة أهل السنة والجماعة كالإمام الشافعي والإمام أحمد وجمهور أهل السنة إلى يومنا وقد قرر هذا وحرره شيخ الإسلام) كما قرأنا من عبارته في مجموع الفتاوى (وتلميذه ابن القيم وابن الصلاح وقد سبقهم الإمام البخاري في صحيحه حيث قال: كتاب أخبار الآحاد باب ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق وكيف بعث النبي أمرائه واحداً بعد واحد وكذلك الإمام مسلم في صحيحه حيث قال: فدل بما ذكرنا من هذه الآي أن خبر الفاسق ساقط غير مقبول وإذا كان خبر الفاسق غير مقبول عند أهل العلم كما أن شهادته مردودة عند جميعهم ودلت السنة على نفي رواية المنكر فإن هذا يعني قبول خبر الواحد العدل وأنه يفيد العلم) ينقل عن الإمام مسلم وصحيح البخاري بشرح النووي، يقول: (وأنه يفيد العلم ويجب العمل به وقال النووي وهذا دليل على القول بوجوب العمل بخبر). ثم قال ابن القيم: (واعلم أن جمهور أحاديث البخاري ومسلم من هذا الباب) يعني من خبر الآحاد، فإذا لم يكن خبر الآحاد حجة في العقيدة إذن 90% من أخبار الصحيحين 50% أو 70% فيما يرتبط بالعقائد سوف يسقط عن الحجية، لماذا؟ لأنه كما تعلمون أن صحيح البخاري وصحيح مسلم لم يتكلم فقط في الأمور العملية والفقهية، وإنما تكلم في الأمور العملية والأمور العقائدية، فإذا لم يكن خبر الآحاد حجة في الأمور العقائدية وأنه لا يفيد العلم لسقط اعتبار مثل هذه الروايات إلا إذا دلت قرائن من الخارج على التواتر. يقول: (ثم قال ابن القيم أن جمهور أحاديث البخاري ومسلم من هذا الباب كما ذكره الشيخ أبو عمر بن الصلاح ومن قبله من العلماء فإنما تلقاه أهل الحديث وعلماءه بالقبول والتصديق فهو محصل لعلم مفيد لليقين ولا عبرة بمن عداهم وهنا) خلاصة الكلام (وهنا تضافرت الأدلة وأقوال علماء الأمة على أن خبر الآحاد الصحيح يفيد العلم) اليقين (ويستدل به في مسائل العقيدة وعليه مدار الحجة وظهور المحجة البيضاء التي ارتضاها نبينا محمد صلى الله عليه وآله لأمته من بعده وحتى قيام الساعة).
إذن أعزائي إلى هنا انتهينا إلى هذه النقطة المركزية وهو أنه لا يقول لنا قائل أن حديث الثقلين في بعض صيغه متواتر فيمكن بناء العقيدة عليه، أما في جملة من صيغه الأخرى فهو أخبار آحاد فلا يفيد علماً ولا يقيناً، الجواب: كلا، سواء كانت تلك الصيغ والخصوصيات تفيد التواتر متواترة أو ليست متواترة إذا كانت صحيحة السند فإنه يمكن بناء العقيدة عليها.
وعلى هذا الاساس تعالوا معنا وهو أنه على هذا الاساس ما ورد عند هذا الحديث وهو أنه قال أن رسول الله الرواية واردة في (الجامع الكبير سنن الترمذي، ج6، ص335) تحقيق الأرنؤوط، الرسالة العالمية، (الرواية عن جابر بن عبد الله قال رأيت رسول الله صلى الله عليه في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء وهو يخطب فسمعته يقول: يا أيها الناس إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا) إذن يوجد عنوان أخذ وعدم ضلالة، (كتاب الله وعترتي أهل بيتي).
سؤال: العلامة شعيب الأرنؤوط ماذا يقول عن هذا؟ يقول: (صحيح لغيره) يقول هذا إسناد ضعيف ولكنه هناك شواهد تؤيد هذا الخبر فيكون صحيحاً لغيره (وأخرجه الطبراني في الكبير ويشهد له حديث زيد بن ارقم). إذن هنا اعترف بأنه صحيح لغيره. ولكنه مما يؤسف له عندما يأتي في (مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج17، ص100 و 175) يقول: (اذكركم الله قلنا وقد ورد التصريح بأن المراد وعترتي أهل بيتي وجوب مراعاتهم ومحبتهم واجتناب ما يسوئهم والاحتراز عما يؤذيهم في حديث زيد بن أرقم … وما ورد مما يفهم منه وجوب الاقتداء بهم والأخذ بأقوالهم والعمل بها مثل لن تضلوا هذه أسانيد ضعيفة لا يصلح الاحتجاج بها) وهنا يقول صحيحة.
لماذا أنك تضعف عنوان الأخذ فقط وتصحح حديث مسلم، نعم حديث مسلم افترض لا يوجد في أخذ ونجاة من الضلالة، ولكن الذي ورد في سنن الترمذي واضح، ولذا يقول (وهذا حديث) الإمام الترمذي يقول: (وهذا حديث حسن غريب من هذا الوجه) غريب يعني رواه راوٍ واحد، ولذا تجدون أنه قال (صحيح لغيره) فإذا كان صحيحاً لغيره لماذا تقول أحاديث صحيحة لا يصح الاحتجاج بها، ونحن قبل قليل بشكل واضح وصريح أشرنا بأن خبر الواحد أيضاً يمكن الاستناد إليه، الصحيح لغيره يمكن الاستناد إليه أيضاً.
العلامة العثيمين يقول: (والصحيح لغيره الحسن لذاته إذا تعددت طرقه وبعد ذلك يقول كل هذه الأحاديث يمكن الاعتماد عليه ويمكن الاحتجاج بها).
إذن أعزائي التفتم التناقض وهو أنه في تصحيح العلامة الأرنؤوط يقول صحيح لغيره ويوجد فيه عنوان ما إن أخذتم به لن تضلوا، أما هنا ماذا؟ يقول: (مثل قوله لن تضلوا بعدهما أو لن تضلوا إن اتبعتهما فأسانيده ضعيفة) افترضوا أن بعدهما لا يوجد واتبعتهما لا يوجد، ولكنه الأخذ يوجد ولن تضلوا يوجد، لماذا تقول لا يصح الاحتجاج به كما بسطنا ذلك عند شرح الشواهد. وعندنا شاهد آخر قوي على أن هذا الحديث صحيح بهذا العنوان ما ورد في كتاب (المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية، المجلد16، ج31، ص142) للحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق الشهري، الرواية (أن النبي حضر الشجرة ثم خرج آخذاً بيد علي ثم قال ألستم تشهدون أن الله فقالوا: بلا، قال: فمن كان الله ورسوله مولاه فإن هذا مولاه، وقد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله تعالى سببه بيديه وسببه بأيديكم وأهل بيتي) يقول الحافظ ابن حجر (وهذا إسناد صحيح). افترضوا أن المحقق يقول درجته حسن أو صحيح هذا المحقق يقول وإلا ابن حجر يقول …
ولهذا في (ص144) يقول: (لكن هذا الحديث يرتقي بشواهده الكثيرة وقد سبق بيان أن الحديث متواتر في الجملة وعليه فحديث علي هذا صحيح لغيره). طبعاً ابن حجر العسقلاني قال: (صحيح لذاته) أما أنت الذي تقول صحيح لغيره وفيه عنوان الأخذ لماذا ترفع اليد عن مسألة الأخذ وترجعها إلى مسألة المودة والمحبة. وهذا تصريح واضح. ولذا هذا التناقض لابد أن يجيب عليه أهل التحقيق لماذا أن العلامة الأرنؤوط يقع في مثل هذا الإشكال.
المُقدَّم: الأخ سعد من السعودية، تفضلوا.
الأخ سعد: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ سعد: الأمانة نحن نتابع ما تحدث به الشيخ وخاصة في الدقائق الخمسة الأخيرة، فيما يتعلق بما ذكره الأرنؤوط في قول النبي صلى الله عليه وآله (ما إن تمسكتم لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي). الحديث الآن واضحة دلالته، بمعنى أن الارنؤوط لم يخالف لما تحدث عن الحديث الذي ورد في مسلم أو الحديث الذي ذكر في لن تضلوا بعدهما، بعدهما من حديث آخر الذي هو عند أحمد، هو يضعف قوله بعدهما.
سماحة السيد كمال الحيدري: معنى الأخذ هو المحبة، ما إن أخذتم به، معنى الأخذ يعني المودة والمحبة.
الأخ سعد: نعم.
سماحة السيد كمال الحيدري: يعني عندما يقول خذ بالقرآن يعني تحب القرآن أو تعمل بالقرآن.
الأخ سعد: لأجل أن لا يكون هناك تدليس على المشاهد افتح الحديث الذي …
سماحة السيد كمال الحيدري: عجيب، لماذا يا أخي لا تتأدبون، يا أخي العزيز تعلم الأدب لا أقل، أنتم كأنكم ربوكم على الإهانة وعلى عدم الأدب، أنا عبرت عن الأرنؤوط أنه مدلس، أو قلت أنه قال هنا كذا وقال هناك كذا إلا يوجد تناقض بينهما. يا أخي تعلموا الحديث بلغة علمية، أقسم لكم بالله (ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) الجدال بالتي هي أحسن أن تتهم زيداً وعمراً بالتدليس.
أنا بودي حتى أن المشاهد الكريم يلتفت إلى الكلام، يقول: (وقد ورد التصريح بأن المراد من قوله وعترتي أهل بيتي هو وجوب مراعاتهم ومحبتهم واجتناب ما يسوءهم وليس معناه وجوب الاقتداء بهم والأخذ بأقوالهم) أنا لا أعلم كيف أن عنوان الأخذ صار معناه المحبة، مع أنه هو ينقل عمن ينقل؟ انظروا في الحاشية؟ يقول: (قال السندي في تفسير عترتي كأنه جعلهم قائمين مقامه فكما كان في حياته القرآن والنبي) القرآن والنبي في حياته يعني فقط المحبة، يعني ليس وجوب الاقتداء والاتباع (فكما كان في حياته القرآن والنبي كذلك بعده القرآن وأهل بيته) ولكن الغرب (لكن قيامهم مقامه في وجوب المحبة والمراعاة والإحسان) أنا لا أعلم لماذا إذا كانوا قائمين مقام النبي يكون فقط في هذه القضية، هذا القيد أين جاء، ولذا تجدون أن العلامة الأرنؤوط عندما ينقل الكلام من السندي، يقول: (قال السندي أني تارك فيكم أي بعد موتي) إذن هذه القضية مرتبطة بالخلافة (الثقلين) واضح (أحدهما أكبر وهو الكتاب حبل ممدود يرتقي به أهل الارض إلى أهل السموات) المحبة فقط بها يرتقي الإنسان أم بالعمل والاعتقاد؟ واقعاً أنا لا أعلم أن الله سبحانه وتعالى يجعل على قلوب البعض (أم على قلوب أقفالها) يقول: (حبل ممدود) يعني كيف المحبة تستطيع أن ترتقي إلى السموات، أنا لا أريد أن أدخل إلى البحث وسيأتي إن شاء الله لماذا عبر عن الكتاب والعترة حبل ممدود حتى يتمسك به الإنسان ويأخذه للارتقاء. يقول: (حبل ممدود ليرتقي به أهل الأرض إلى أهل السموات أي فعليكم مراعاته بعدي علماً وعملاً وحفظاً …عترتي كأنه جعلهم قائمين مقامه، فكما كان في حياته).
بينكم وبين الله كل هذا البيان ومع ذلك يذهبون يميناً ويساراً (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها). أوجه خطابي للأخ العزيز الكريم الذي أرجو الله له التوفيق والعناية وأن يتعلم أدب الحوار، هنا أقول: أفلا يتدبرون حديث الثقلين أم على قلوب أقفالها.
الأخ عبد الله: تعليقاً على المقدمة التي قدم لها السيد ليلة البارحة وهي الحديث عن سياسات الدول وما ونشاهدها في الدول العربية من ناحية الانتفاضات وغيرها، أتمنى من السيد أن يخصص حلقة خاصة بهذا الموضوع ويذكر حكماء الدول بمراعاة شعوبهم وتحذيرهم مما يعيشونه من رفاهية …
المُقدَّم: معنا الأخ زهير من بريطانيا.
الأخ زهير: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ زهير: عندي سؤالين: السؤال الأول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عندما خطب كان عدد الحاضرين 120 ألف تقريباً.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذا مرتبط بحديث الغدير إن شاء الله سنبحثه في محله، الآن حديثنا في حديث الثقلين ولا علاقة لنا أن هذا قاله في 120 ألف أو قاله في 10 أشخاص أو غيره.
المُقدَّم: الأخ فرحات من الجزائر، تفضلوا.
الأخ فرحات: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ فرحات: بالنسبة لحديث (كتاب الله وعترتي فإنها لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) يعني أن هناك تلازم بين العترة والقرآن والإمام الثاني عشر غائب فكيف نوفق بين التلازم وغيبة الإمام.
المُقدَّم: الأخ صالح من السعودية، تفضلوا.
الأخ صالح: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ صالح: أنت الآن تستشهد بحديث العترة، عند الاثني عشرية القرآن مطعون فيه.
المُقدَّم: من قال لك أن القرآن مطعون به، والقرآن يقول (إنا له حافظون) إذن هم كفروا بالقرآن، إذن هم ليسوا مسلمين.
سماحة السيد كمال الحيدري: أخواني الأعزاء واقعاً كفاكم أن تنقلوا أكاذيب وأمور تنقل هنا وهناك وتحاولوا أن تحملوها على شيعة أهل البيت، يعني عندما نصرح لا أقل على مستوى هذا البحث أن القرآن هو الأصل، والآن أخي العزيز نقلنا لك أحدهما أكبر من الآخر، ونحن نعتقد أن القرآن هو الأكبر وأن العترة تتفرع على القرآن، وبعد ذلك سيأتي البحث تفصيلاً بنحو علمي ومنهجي أنه لا معنى لعرض أحاديث أهل البيت على القرآن إذا كان القرآن ناقصاً محرفاً، كيف يمكن أن يجعل الأمر المحرف هو الأصل وهو المحور.
لماذا تقولون لنا بأنه أساساً أنتم لا تقبلون بالقرآن، تعالوا ولو لدرجات محدودة صيروا علميين وحاولوا أن تكون كلماتكم على أساس منهجي وعلمي.
المُقدَّم: الأخ عمر من سوريا، تفضلوأ.
الأخ عمر: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ عمر: ذكرتم حديث الآحاد بأنه لا يبلغ حد التواتر وأنه يفيد العلم واليقين وتبنى عليه العقيدة وعليه مدار الحجة بناء على كلام ابن تيمية فلماذا بعد كلامه هذا يدلسون على الناس بأن حديث الثقلين حديث آحاد ولا يفيد. نتمنى منكم التخفيف من استعمال المنهج المنطقي في بحثك لأن هناك الكثيرين لا يعرفون من المنطق شيئاً.
سماحة السيد كمال الحيدري: أنا لا أوافق على هذه الجملة الأخيرة التي قلتها وهي أنه في النتيجة لهم اعتقاداتهم وينبغي أن نتأدب في الحديث مع الآخر.
المُقدَّم: الأخت نور من السعودية، تفضلي.
الأخت نور: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخت نور: عندي سؤالان، أولاً حديث (أني تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي) إسناده ضعيف ويقول أن الأخذ بالاعتقاد لابد أن يكون بالأحاديث الصحيحة.
سماحة السيد كمال الحيدري: يعني إذا كنت أعلم من ابن حجر فلا حديث لي معك، أما إذا كنت تقلدين هذا وذاك، (قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله سبب بيديه وسببه بأيديكم وأهل بيتي، هذا إسناد صحيح) الإمام الحافظ ابن حجر يقول: وأنا حديثي مع أعلامكم لا مع هؤلاء الذين لا يعرفون.
الأخت نور: سماحة السيد أصولي أم أخباري، أتمنى من سماحة السيد أن يوضح لي الفرق.
سماحة السيد كمال الحيدري: أولاً ليس إخباري بالكسر، الجملة الصحيحة أخباري يعني نسبة إلى الخبر. هذا أولاً. وثانياً: إن شاء الله سأبين في الوقت المناسب اساساً المنهج الأخباري والمنهج الأصولي ما هو وأن تأثيره في الفقه والعقائد ما هو وأن منهجي الذي اعتمده هو منهج اصولي أو اخباري، الجواب: هو ليس أصولياً وليس أخبارياً بل لي منهجي الخاص بي في العقائد وفي الفقه.
المُقدَّم: بالنسبة للأخ الكريم عبد الله طلب منكم تخصيص حلقة لهذه الأحداث.
سماحة السيد كمال الحيدري: ارجو الله أن نخصص لا حلقة واحدة بل حلقات لنبين أنه أساساً التعامل الصحيح مع الشعوب يدوم هذه الدول ويديم هذه النعم عليه، ولكن إذا ظلموا فأن الظلم هو أقصر طريق لسلب نعمة الأمان والدولة والنظام والعملية السياسية ولذا هنا أوجه نصيحتي إلى كل حكام المنطقة وبالخصوص حكام العراق وبالأخص الآن ما يجري في البحرين أنتم تجدون الآن ماذا يفعلون وهذا يكون سبباً ضمن السنن الإلهية (ولن تجد لسنة الله تبديلا) (ولن تجد لسنة الله تحويلاً) أنه يؤدي أولاً إلى قصر عمر وانتهاء عمر هذه الأنظمة.
المُقدَّم: الأخ فرحات يقول أن الإمام المهدي غائب فكيف يلازم القرآن.
سماحة السيد كمال الحيدري: الجواب إن شاء الله سيأتي عندما نبني لن يفترقا هل يشترط من عدم الافتراق أو لا يشترط أو يكفي أنه غائب ولكنه موجود على الأرض وهذا ما سنقف عنده مفصلاً لإثبات حياة الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام. نبين معنى عدم الافتراق.
المُقدَّم: الأخ حاج عمر طلب التخفيف من العبارات المنطقية.
سماحة السيد كمال الحيدري: ارجو الله بالقدر الممكن استجيب لهذه المداخلة.
المُقدَّم: شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً لكم مشاهدينا الكرام، إلى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  • جديد المرئيات