الأخبار

حديث الثقلين سنده ودلالته ق(35)

المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين له عظيم الحمد والشكر والثناء أن جعلنا من أهل لا إله إلا الله محمد رسول الله، جعلنا من أهل مودة محمد وآله الطاهرين، صلوات الله عليهم أجمعين. سلام على مولاتنا وسيدتنا الصديقة الصغرى زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين، السلام عليكم أيها الاخوة والأخوات، أهلاً بكم ومرحباً في هذه الحلقة من برنامج الأطروحة المهدوية، استهلها تبركاً بتقديم أصدق التهاني وأسنى التبريكات بمناسبة هذه الليلة المباركة ليلة ذكرى ولادة مولاتنا زينب الكبرى العالمة غير المعلمة الفاهمة غير المفهمة طليعة ورائدة الآخذين بثأر مولانا الإمام الحسين عليه السلام، نرحب بكم أيها الأحبة في هذا اللقاء ونرحب بسماحة السيد كمال الحيدري.
نلتقيكم في حلقة جديدة من برنامج الأطروحة المهدوية، عنوان حلقة اليوم (حديث الثقلين سنده ودلالته القسم الخامس والثلاثين).
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.
المُقدَّم: أسعد الله أيامكم سماحة السيد. سماحة السيد هل لديكم كلمة بهذه المناسبة قبل الدخول في البرنامج.
سماحة السيد كمال الحيدري: لا، بل سندخل الى موضوع الحلقة لأن الوقت قليل كما تعلمون.
المُقدَّم: مدخل وخلاصة عادة.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
في الواقع قلنا بأنه أهم فقرة توجد في حديث الثقلين هي هذه الفقرة التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وآله (وأنهما لن يفترقا أو يتفرقا حتى يردا علي الحوض). والشاهد كما قلنا في الحلقة السابقة والشاهد على أهمية هذه الفقرة وهذا المقطع في حديث الثقلين أننا وجدنا أن الشيخ ابن تيمية ومن تابعه على نهجه وفكره حاولوا بكل طريق أن يضعفوا هذا المقطع وأن يسقطوا هذا المقطع عن الاعتبار ويكتفوا بالنص الوارد وبالصيغة الواردة في صحيح مسلم وهي (أذكركم الله بأهل بيتي) يعني حتى تكون هناك وصية بأهل البيت لا أنه وجوب التمسك وعدم الافتراق عن القرآن والنجاة من الضلالة ونحو ذلك من العناوين والخصوصيات التي أخذت في حديث الثقلين.
من هنا يتذكر المشاهد الكريم أن ابن تيمية في (منهاج السنة) قال بأن هذا المقطع من الحديث ضعفه أحمد ونحن قلنا في الحلقة السابقة أن هذا الكلام غير دقيق وغير علمي وأن الإمام أحمد بن حنبل لم يضعف هذا المقطع من الحديث وهذا النص. وكذلك تبعه على ذلك الشيخ شعيب الأرنؤوط حيث حاول في تعليقاته وفيما ذكره في تعليقاته على كتاب مسند الإمام أحمد أن يقول بأن الحديث الذي فيه هذا المقطع أو هذا المقطع من الحديث ضعيف، لماذا؟ باعتبار أنه ورد في سند فيه عطية العوفي كما أشرنا سابقاً.
من هنا أيضاً وجدنا كما أشرنا في الحلقة السابقة ولكن للاستذكار حتى تتضح الصورة للمشاهد الكريم، هو أننا وجدنا في كتاب (اللئالئ البهية في شرح العقيدة الواسطية، ج2، ص461 و ص462) الكتاب لشيخ الإسلام ابن تيمية والشرح لمعالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، أراد أن يقول بأن هذا الحديث من قال بأن العترة لن تفارق الكتاب وأنهما لن يتفرقا كتاب الله وأهل بيت النبي هذا فهم خاطئ ليست التلازم بين الكتاب والعترة، لماذا؟ قال إما لأنه غير مضبوط إما لانه شاذ إما لأنه غير محقق من الأئمة من أهل الحديث ومن أئمة السنة في العقيدة ونحو ذلك من العناوين التي قرأناها تفصيلاً في الحلقة السابقة.
ولكنه كما اتضح للمشاهد الكريم في الحلقة السابقة نحن قلنا أن هذا الحديث ورد في مسند الإمام أحمد بسند فيه عطية العوفي وعطية العوفي إن لم نقل أنه أساساً حديثه صحيح السند وأنه يعتبر صحيحاً فلا أقل ان الحديث الذي فيه عطية العوفي فهو حسن كما صرح بذلك الإمام ابن كثير في تفسيره، ويتذكر المشاهد الكريم (تفسير القرآن العظيم، ج10، ص485) للإمام ابن كثير الدمشقي، بعد أن ينقل الرواية يقول: (وقال الإمام أحمد حدثنا فلان عن فلان عن عطية) عطية العوفي (عن أبي سعيد قال قال رسول الله … تفرد بهذا النص أحمد وإسناده حسن) إذن على هذا الاساس لا اقل أن الرواية التي فيها عطية العوفي تعد من الحسان وإن لم تكن عطية العوفي. حسب ابن كثير وإلا الآخرين وجدتم. ويتذكر الأعزاء نحن فيما سبق لم نشر، طبعاً أشرنا في حلقات سابقة وقلنا أن الحديث بحسب اصطلاح القوم، هذا كتاب (مصطلح الحديث) لفضيلة العلامة محمد بن صالح العثيمين، يقول: (تنقسم الأحاديث الى عدة أقسام، القسم الأول الصحيح لذاته) ويشرحه ثم في (ص14) يقول: (القسم الثاني الحسن لذاته: ما رواه عدل خفيف الضبط بسند متصل وسلم من الشذوذ والعلة القادحة فليس بينه وبين الصحيح لذاته فرق سوى اشتراط تمام الضبط فيالصحيح فالحسن دونه) أي دونه بدرجة، إذن الحديث الحسن أيضاً من الأحاديث التي يمكن أن تكون حجة ويمكن اعتبارها ويمكن الاستناد إليها. نعم، هي أدنى من الحديث الصحيح بدرجة واحدة. إذن هذه الرواية التي وردت في مسند الإمام أحمد وفيه سندها عطية العوفي اتضح لنا بشكل واضح وصريح إن لم تكن صحيحة السند بحسب الموازين فهي حسنة السند. ومن الواضح أن الحسن يمكن الاحتجاج به ويمكن الاعتماد عليه كما أن الحديث الصحيح يمكن الاعتماد والاحتجاج به. هذه خلاصة ما تقدم بحمد الله تعالى في الحلقة السابقة.
المُقدَّم: ننتقل الى حالة فرضية نفترض أن هذا الحديث افتراض المحال لا يمكن الاحتجاج به، يعني الحديث الذي فيه سنده عطية العوفي ألا توجد طرق أخرى فيها نص حديث الثقلين وفيه (لن يفترقا حتى يردا علي الحوض).
سماحة السيد كمال الحيدري: بودي أن أشير في المقدمة الى هذه النكتة، وهي أن الشيخ شعيب الأرنؤوط حاول في تعليقاته على مسند الإمام أحمد بن حنبل أن يوهم القارئ، إما أنه يوهم وإما أنه كان جاهل لا يعلم، ولا أريد أن أدخل في تفاصيل هذه القضية الآن. أن يوهم القارئ أن هذا الحديث الذي فيه هذا المقطع وهو (وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) ليس له طريق إلا طريق فيه عطية العوفي وإلا طريق آخر فيه شريك، فيما يتعلق بعطية العوفي تقدم.
أما فيما يتعلق بسند آخر لا يوجد فيه عطية العوفي ولكن يوجد فيه شخص آخر، هذا كتاب (مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج35، ص456، رقم الرواية 21578) الرواية: (حدثنا الأسود بن عامر حدثنا شريك عن الركين عن القاسم بن حسان عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله: إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله حبل ممدود وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض) ثم يقول: (حديث صحيح بشواهده دون قوله (وأنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض) وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ شريك) إذن السند الأول فيه عطية العوفي وعطية العوفي قلنا لا مشكلة فيها إلا كونه شيعي وإن كان صدوقاً ولكنه شيعي فلابد أن لا يقبل. هنا أيضاً لم يثبت أن شريك فيه تهمة كذاب أو وضاع ونحو ذلك وإنما سيء الحفظ مع ذلك يقول أن الحديث ضعيف، كأنه يريد أن يوهم القارئ والمراجع والمحقق، هذا أقوله لأهل العلم حتى تعرفوا الظلامة الواقعة على حديث الثقلين الذي يشتمل على هذا النص وهذا المقطع، يوهمه إما هذا السند وفيه عطية العوفي وإما ذاك السند وفيه شريك والأول شيعي والثاني سيء الحفظ. ولكنه واقع الأمر ليس كذلك، واقع الأمر واقعاً إما لعدم تتبع هذا الرجل الذي يدعي التتبع وهذا نقص عندما يدعي شخص التتبع ويدعي التحقيق ولكن لا يراجع، وإما واقعاً محاولة للتغطية على هذه الحقيقة لأن هذا المقطع من الحديث فيه نكات أساسية سنتعرض لها في إن شاء الله في هذه الحلقة أو في الحلقة القادمة.
هذا الحديث أعزائي ورد أيضاً في كتاب (المعجم الكبير، ج5، ص169 و ص170) للحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، دار إحياء التراث العربي، أشار الى سندين، لا إلى حديثين، حديث واحد ولكن بسندين وكلاهما ينتهي الى زيد بن أرقم الصحابي المشهور الذي صدقه الله تعالى في كتابه.
الرواية الأولى تحت رقم 4980، بودي أن المشاهد الكريم يلتفت الى سند هذه الرواية لأن بحثنا سيطول في السند ولكنه مهم جداً حتى أنه عندما نرتب تلك الآثار على هذا المقطع لا يقول لنا قائل من أين جئتم بمقطع (وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض).
(حدثنا علي بن عبد العزيز) وسيأتي تفصيل الكلام فيه (حدثنا عمر بن عون الواسطي حدثنا خالد بن عبد الله عن الحسن بن عبيد الله عن أبي الضحى عن زيد بن أرقم قال قال رسول الله) لا يوجد فيه لا شريك ولا عطية العوفي (قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض) هذا المقطع الذي نحن بصدد إثباته.
وكذلك (رقم الحديث 4981، في ص170): (حدثنا معاذ بن المثنى حدثنا علي بن المديني حدثنا جرير بن عبد الحميد عن الحسن) هؤلاء الثلاثة الاُول يختلفون عن السند الأول وبعذ ذلك يتفق السند. (عن الحسن بن عبيد الله عن أبي الضحى عن زيد بن أرقم قال قال رسول الله: أني تارك فيكم … وأنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض).
أهمية هذا الحديث إذا صح السند، الآن نحن نفترض أننا لا نعلم الى الآن السند صحيح، الحديث صحيح اعلائي لا أنه حسن أو صحيح لغيره أو حسن لغيره، لا لا، صحيح لذاته بتعبيره، يعني بتعبير العلامة العثيمين نريد أن نثبت صحة الحديث، يقول: الصحيح لذاته ما رواه عدل تام الضبط بسند متصل وسلم من الشذوذ والعلة القادحة. نريد أن نرى أن هذين السندين هل يأتي فيهما هذا التعريف وهذا الضابط أو لا يأتي. هذا أولاً. وثانياً: إذا تم ذلك وأن هذا الحديث بهذا السند صحيح إذن يأتي هذا التساؤل لأن صحيح مسلم نقل أيضاً عن زيد بن أرقم ولكن قال (أذكركم الله بأهل بيتي) ولا يوجد فيه وأنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، لماذا أن زيد بن أرقم مرة ينقل الحديث بتلك الصيغة ومرة بهذه الصيغة، وهل الحق والترجيح مع هذا الحديث أم مع ذلك الحديث، لأنه لقائل يقول حتى لو سلمنا أنه ورد في المعجم الكبير للطبراني فإن مسلم أصح من المعجم الكبير للطبراني، هذا بحثه سيأتي بعد أن نتثبت أن هذا الحديث بسنديه وطريقيه المشار إليهما في هذا الكتاب هل هو صحيح أو ليس بصحيح. ومقدماً أن اعتذار للأعزاء الكرام باعتبار أن البحث في هذه الليلة بحث إن صح التعبير بحث رجالي وبحث علمي ينفع أهل العلم ولكنه اضطررنا لذلك حتى خصوصاً أولئك الذين يتابعون هذه الأبحاث من أهل العلم وأهل الاختصاص والأكاديميين حتى يتضح لهم أننا عندما نريد أن نستند الى حديث … بودي أن أشير الى نكتة وهي أنهم يحاولون في فضائياتهم ومواقعهم وكتبهم أن يقولوا أن علماء مدرسة أهل البيت ومنهج مدرسة أهل البيت في الاستناد الى الحديث لا يقوم على قواعد الجرح والتعديل، هؤلاء يقبلون الرواية أين ما كانت بشرط أن تنفعهم يقبلون الرواية سواء كانت صحيحة السند أو ضعيفة، كان الراوي مجروحاً أو متهماً الى غير ذلك.
الآن نريد أن يتضح واقعاً نحن عندما نستند الى حديث الثقلين إنما نستند الى حديث هذا طريقه وهذا إسناده وهذه رجاله السندي فيه فعندما نستند نستند على أساس ركين وعلى أساس قوي لا على أساس هارٍ فانهار به في البحث العلمي.
هنا بودي أن المشاهد الكريم يلتفت معي نحن يوجد عندنا تسعة أشخاص وردت أسماءهم في هذين الطريقين، الإسناد الأول فيه ستة أشخاص الأول علي بن عبد العزيز البغوي، الثاني عمر بن عون الواسطي، الثالث خالد بن عبد الله الواسطي، الرابع الحسن بن عبيد الله بن عروة النخعي، الخامس أو الضحى مسلم بن صبيح القرشي الكوفي وآخر السند الذي هو زيد بن أرقم.
وفي الإسناد الثاني أو في الطريق الثاني الذي ذكره الطبراني يوجد هناك مشترك في الأخير، ويوجد هناك مختص وهم معاذ بن المثنى وعلي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح المسعدي وجرير بن عبد الحميد. إذن لابد أن نرى أنه الاسناد الأول هؤلاء الستة لا أقل هؤلاء الخمسة الاُول باعتبار أن زيد بن أرقم لا يحتاج الى توثيق ومع ذلك سنشير الى من هو زيد بن أرقم.
وكذلك في الاسناد الثاني نحتاج الى إثبات صحة وعدالة ووثاقة واتقان بل أنهم في أعلى درجات الاتقان في السند الثاني عند ذلك إن تم هذا رجالياً وبحسب قواعد علم الجرح والتعديل عند ذلك كلا هذين الطريقين نحن نقدمهما هدية للشيخ ابن تيمية ونقدمهما هدية للشيخ شعيب الأرنؤوط ولكل طالب علم ولكل منصف ولكل محقق ليعرف بأنه كيف ظلم هذا الحديث حديث الثقلين وأشاعوا في الناس أنه لا سند صحيح له وإنما الصحيح هو كتاب الله وسنتي لا كتاب الله وعترتي أهل بيتي.
إذن الآن ندخل في هؤلاء بالتفصيل الذي أشرنا إليه:
الشخص الأول الذي أشرنا إليه، هذا في الإسناد الأول لنرى أنه صحيح أم لا. الشيخ الأول هو علي بن عبد العزيز البغوي، من هو هذا الإنسان؟ في كتاب (سير أعلام النبلاء، ج13، ص348، ترجمة علي بن عبد العزيز، رقم الترجمة 164) تصنيف الإمام الذهبي المتوفى سنة 748هـ مؤسسة الرسالة، قال: (ابن المرزبان ابن سابور الإمام الحافظ الصدوق أبو الحسن البغوي نزيل مكة) أنا لا أتصور بأني احتاج الى توضيح أكثر من ذلك، الإمام والحافظ والصدوق، ولذا يقول (صنف وصنف وصنف) يقول: (قال الدارقطني ثقة مأمون، وقال ابن أبي حاتم كتب إلينا بحديث أبي عبيد وكان صدوقاً وقال ….). وعشرات من هؤلاء الذين يضيق الكلام بذكرهم.
الذهبي في (تذكرة الحفاظ، ج2، ص622) وكذلك أشار إليه في (ميزان الاعتدال، ج3، ص154) بإمكان المشاهد أن يرجع إليه، بأوصاف أعلائية بأعلى درجات الضبط والتوثيق والحفظ ونحو ذلك. ولكن بالإضافة الى ذلك أشير الى ما ورد في (لسان الميزان، ج5، ص559، الترجمة رقم 5431) للإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني المتوفى 852هـ اعتنى به الشيخ العلامة عبد الفتاح أبو غدة، دار البشائر الإسلامية، يقول: (علي بن عبد العزيز البغوي الحافظ المجاور بمكة ثقة وقال الدارقطني ثقة مأمون) ونحو ذلك كما أشرنا قبل قليل، هذا إمام آخر، يعني إمامان يحكمان بأنه إمام حافظ ثقة مأمون ونحو ذلك.
وممن أكد على أنه صحيح هذا الرجل، لا أنه حسن، أنا أؤكد على أنه صحيح حتى الحديث يخرج عندنا صحيح لا أنه حسن، وممن أكد على صحته ووثاقته وعلو درجته كما تعلمون أحد الأعلام المعاصرين وهو الشيخ الألباني في (سلسلة الأحاديث الصحيحة، ج5، ص501، رقم الحديث 2386) الذي يعد علماً ومرجعاً عند المدرسة الوهابية والمدرسة السلفية ومن المحققين في هذا المجال، يقول: (نهى أن يصلي الرجل وهو عاقص شعره … وللحديث شاهد من حديث أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وآله نهى أن يصلي الرجل ورأسه معقوص، قال الهيثمي) صاحب مجمع الزوائد (رواه الطبراني في الكبير) الهيثمي يقول صاحب مجمع الزوائد، ينقل عن الطبراني في المعجم الكبير (ورجاله رجال الصحيح) يعني صحيح البخاري، عندما يقول رجاله رجال الصحيح يعني البخاري. (قلت وهو كما قال) رجاله رجال الصحيح، الرواية صحيحة السند (باستثناء شيخ الطبراني) من هو شيخ الطبراني؟ يقول: (علي عبد العزيز) ليس من رجال، ولكنه هو … التفتوا ماذا يقول؟ يقول: (وهو ثقة حافظ فالسند صحيح) صحيح أنه ليس بسند الشيخ البخاري صاحب صحيح البخاري ولكنه السند في نفسه صحيح وإن كان فيه علي بن عبد العزيز، إذن علي بن عبد العزيز ليس حسن وإنما هو عدل تام الضبط فالرواية التي فيها لا تعد حسنة بل تكون صحيحة.
وكذلك ورد عند الألباني في (سلسلة الأحاديث الصحيحة، ج7، ق2، ص909، الحديث 3311) هذا الحديث اقرأه للمشاهد وارجو الله أن نقف عند هذا الحديث في يوم من الأيام: (قال رسول الله ما من شيء إلا يعلم أني رسول الله) سلام الله عليه، صلى الله عليك يا رسول الله، ما من شيء، يعني حجر ماء سماء أرض أولين آخرين، كلهم يعلمون أنه عليه أفضل الصلاة والسلام هو رسول الله، أي مقام هذا؟ سيأتي بحثه.
(إلا كفرة وفسقة الجن والانس والذي له حساب آخر).
ماذا يقول بعد أن ينقل الحديث؟ يقول: (صحيح الإسناد ووافقه الذهبي والحديث أعله المناوي) يعني جعل فيه علة، إذن الحديث ليس بصحيح، لماذا؟ يقول: (بعلي بن عبد العزيز) باعتبار في سند الحديث من يوجد؟ علي بن عبد العزيز البغوي الذي أشرنا إليه، لماذا عنده مشكلة البغوي عند المناوي؟ (فإن كان البغوي فقد كان يطلب على التحديث) يعني عندما يريد أن يحدث يأخذ اجرة ومالاً، التفتوا الى كلام العلامة الألباني في رد المناوي؟ (قلت: هذه جعجعة لا طحن فيها فهو الحافظ البغوي دون ريب) لا مجال للتشكيك في الرجل، (فهو الحافظ البغوي دون ريب، فأنه شيخ الطبراني وطلبه على التحديث عيب لكن لا يجرح به) هذا ليس سبباً للجرح (ولذلك) التفتوا أعزائي أنا أريد أن استند الى حديث فيه هكذا رجال، لا أنه مع ألف هنٍ وهنٍ نريد أن نثبت صحة الحديث (ولذلك كان) البغوي (حجة عند جميع المحدثين، كما لا يخفى على أهل العلم …). إذن البغوي في قناعتي وفي قناعة هؤلاء الأعلام وبتصريحهم إمام صدوق حافظ ثقة مأمون حجة عند جميع المحدثين وبلا ريب ودون ريب كما أشرنا. إذن هذا هو الشخص الأول في سند هذا الحديث.
المُقدَّم: سماحة السيد الرجل الأول في السند الأول وهو علي بن عبد العزيز البغوي أثبتم أنه من الدرجة العليا عند …
سماحة السيد كمال الحيدري: من الضبط والاتقان والوثاقة وغير ذلك.
الشخص الثاني هو عمر بن عون الواسطي: في (سير أعلام النبلاء، ج10، ص450-451، رقم الترجمة 148): (عمر بن عون بن أوس بن الجعد الحافظ المجود الإمام أبو عثمان السلمي الواسطي البزاز وثقه جماعة وقال فيه يزيد بن هارون هو ممن يزداد كل يوم خيراً وقال أبو زرعة الرازي) وهو من أعلام الجرح والتعديل (هو ثقة قلّ من رأيت أثبت منه) التفتوا جيداً لا أنه فقط ثقة ويتجاوز، لا لا، أبو زرعة يقول (قل من رأيت من أثبت منه، وقال أبو حاتم ثقة) المشاهد بودي أن يلتفت لا يكتفون بأن يقولوا أنه ثقة وإنما ثقة لا يوجد أثبت منه، ثقة حجة، ثقة إمام ونحو ذلك (وقال أبو حاتم: ثقة حجة وقال أحمد بن عبد الله العجلي ثقة رجل صالح، وقد حدث عنه يحيى بن معين مرة فأطنب في الثناء عليه) إذن هذا الرجل أيضاً يعد من كبار الموثوقين والضابطين والأئمة الذي وثقه هؤلاء الأئمة كما رأينا. هذا هو الشخص الثاني، طبعاً توجد كلمات كثيرة في هذا المجال. هذا الشخص الثاني في سند الحديث انتهينا منه.
الشخص الثالث هو خالد بن عبد الله الواسطي، هذا الرجل من رجال الكتب الستة، يعني البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة … كلهم نقلوا عن خالد بن عبد الله الواسطي، انظروا ماذا يقول فيه في (سير أعلام النبلاء، ج8، ص277، رقم الترجمة 71): (خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد الحافظ الإمام الثبت أبو الهيثم …) وفي (ص278) يقول: (قال عبد الله بن أحمد بن حنبل قال أبي: كان خالد الطحان ثقة صالحاً في دينه بلغني أنه اشترى نفسه من الله ثلاث مرات وهو أحب إلينا … وقال عبد الله بن أحمد قال أبي: كان خالد من أفاضل المسلمين، وقال ابن سعيد وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي: ثقة، وقال الترمذي ثقة حافظ، وقال أبو حاتم: صحيح الحديث …) وهكذا كل أكابر المحدثين وكبار علماء الجرح والتعديل يقولون بوثاقته وأنه لا مجال للريب فيه. هذا هو الشخص الثالث في الإسناد الأول.
الشخص الرابع: الحسن بن عبيد الله بن عروة، ورد في (تهذيب الكمال في أسماء الرجال، ج6، ص199 و 201، رقم الترجمة 1242) للحافظ المزي المتوفى 742هـ ورد (م4) [مراد منها يعني روى له بالإضافة الى مسلم روى له أبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجة] ما هو؟ قال: (الحسن بن عبيد الله بن عروة ا لنخعي أبو عروة الكوفي قال: وقال إسحاق: بن منصور عن يحيى بن معين: ثقة صالح، وقال أحمد بن عبد الله العجلي وأبو حاتم والنسائي ثقة) وكذلك ممن تكلم فيه أيضاً الإمام أو الحافظ الذهبي في كتابه (الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة، ج1، ص255، رقم الترجمة 1038) قال: (الحسن بن عبيد الله أبو عروة النخعي … وابن فضيل ثقة توفي سنة 139هـ) هذا هو الشخص الرابع في السند.
الشخص الخامس في السند هو أبو الضحى ابن صبيح الذي ورد في (سير أعلام النبلاء، ج5، ص71، رقم الترجمة27 أبو الضحى) قال: (مسلم بن صبيح القرشي الكوفي قال وتفقه بعلقمة وغيره وكان من أئمة الفقه والتفسير ثقة حجة). أكرر للمرة الثالثة أو الرابعة ليسوا أناس عاديين بل كلهم من الأئمة ومن الثقات الكبار والمأمونين ومن الصالحين ونحو ذلك. وفي (تهذيب التهذيب) أيضاً ورد أبو الضحى، قال: (مسلم بن صبيح الهمداني … قال ابن معين وأبو زرعة ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن سعد كذا وقال النسائي ثقة وقال العجلي تابعي ثقة …). إذن أجمعت الكلمة على أنه ثقة ومن الأئمة.
وممن صرح أيضاً بهذا الكلام في (الكنى والأسماء، ج1، ص455) للإمام مسلم بن الحجاج هذا المصدر بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إليه، تعلمون أن هذا الكتاب من الكتب الأساسية المهمة، ولكن من المؤسف أني لم أحصل على نسخة مطبوعة منها ولذا اضطررت الى استخدام نسخة مصورة منها، الطبعة في المملكة العربية السعودية، الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، دراسة وتحقيق عبد الرحيم محمد أحمد القشقري، هناك يثبت لنا بشكل واضح وصريح في (الترجمة رقم 1722) (أبو الضحى مسلم بن صبيح سمع ابن عباس والنعمان بن بشير وزيد بن أرقم) إذن يؤكد الإمام مسلم أنه سمع من زيد بن أرقم، فلا يدعي أحد أنه هل سمع أو لم يسمع، حتى يشكك أحد أنه من قال أن أبو الضحى مسلم بن صبيح سمع من زيد بن أرقم، لعله نقل إليه لعله أجاد ولعله شيء آخر، لا أعزائي، وإنما يصرح الإمام مسلم صاحب صحيح مسلم يقول بأنه سمع من زيد بن أرقم. أعيد العبارة: (أبو الضحى مسلم بن صبيح سمع ابن عباس والنعمان بن بشير وزيد بن أرقم روى عنه الأعمش وحبيب بن أبي ثابت …).
إذن القضية الى هنا اتضح للمشاهد أن هؤلاء الخمسة، الآن أقرأ السند مرة أخرى وهو كما أشرنا إليه هو: (حدثنا علي بن عبد العزيز البغوي) الذي هو شيخ الطبراني والذي قلنا أنه من الأئمة (حدثنا عمر بن عون الواسطي) الشخص الثاني (حدثنا خالد بن عبد الله عن الحسن بن عبيد الله عن أبي الضحى عن زيد بن أرقم قال قال رسول الله).
والشخص السادس في السند وهو زيد بن أرقم، من هو زيد بن أرقم؟ أنا أكتفي فقط بنقل ما جاء في (تهذيب التقريب، ص350، رقم الترجمة 2128) لابن حجر العسقلاني، طبعاً لا يحتاج الى تعريف، قال: (زيد بن أرقم بن زيد بن قيس الأنصاري صحابي مشهور أول مشاهده الخندق وأنزل الله تصديقه في سورة المنافقين، مات سنة ست أو ثمان وستين) إذن سند هذا الحديث هل فيه كلام لأحد أو لا يوجد فيه كلام لأحد؟ هذا هو الإسناد الأول لهذا الحديث الذي فيه (وأنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض) واقعاً هذا يقدم بكل أدب واحترام، لعلي أقول بأنهم جهلوا ولم يكن تتبعهم كاملاً، الشيخ شعيب الارنؤوط لم يتحقق لا أقول تجاهل أو تغافل أو غطى على مثل هذه الحقيقة، لا أريد أن أتهم أحداً ولكن أقول بكلمة واضحة وصريحة بأنه هذا الحديث بهذا السند الصحيح الأعلائي ولكن مع الأسف الشديد نجد أنه كيف تجاهله. إذن السند الأول الذي فيه هؤلاء الخمسة أو الستة سند صحيح وينطبق عليه ضابط السند الصحيح، يعني هو حديث صحيح لذاته وهو أخبار آحاد يمكن الاحتجاج به.
أما السند الثاني: الإسناد الثاني فيه ثلاثة أشخاص قلنا هؤلاء غير مشتركين وإنما مختصين وباقي السند مختص، من هو الثلاثة؟ (حدثنا معاذ بن المثنى حدثنا علي بن المديني حدثنا جرير بن عبد الحميد) هذا مختص لم يكن في الإسناد الأول، أما يبدأ من هنا (عن الحسن بن عبيد الله عن الضحى عن زيد بن أرقم) هؤلاء الثلاثة الأخيرة مشتركة، فلابد أن نقف عند الثلاثة الاُول.
الشخص الأول: هو معاذ بن المثنى، في كتاب (تأريخ مدينة السلام المعروف بتأريخ بغداد وأخبار محدثيها وذكر قطانها العلماء من غير أهلها ووارديها، ج15، ص173، رقم الترجمة 3073) تأليف الإمام الحافظ الخطيب البغدادي المتوفى 463هـ، حققه وضبطه وعلق عليه الدكتور بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي، هذه الطبعة المحققة الأساسية، قال: (معاذ بن المثنى بن معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان أبو المثنى العنبري … روى عنه أحمد … وكان ثقة) إذن الشخص الأول في هذا الطريق الثاني يقول الإمام الحافظ الخطيب البغدادي أنه كان ثقة. هذا هو الشخص الأول. ونفس هذا الشخص ورد في كتاب (تأريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ج6، ص837، رقم الترجمة 539) لمؤرخ الإسلام الذهبي حققه وضبط نصه وعلق عليه بشار عواد معروف، (معاذ بن المثنى ثقة جليل) إذن كما قلت للمشاهد الكريم كل من ننقل عنهم هم ليسوا فقط ثقات وإنما في أعلى درجات الوثاقة، هذا الشخص الأول. طبعاً يكون في علمكم أنا لم يكن عندي مجال أن أتي بمجال أخرى، وكذلك وثقه الألباني في (سلسلة الأحاديث الصحيحة، ج1، ق2، ص629، رقم الحديث 316).
الشخص الثاني هو علي بن المديني، علي بن المديني جاء في (تذكرة الحفاظ، ج2، ص428، رقم الترجمة 436) صحح عن النسخة القديمة المحفوظة في مكتبة الحرم المكي، الناشر مكتبة ابن تيمية، قال: (علي بن المديني حافظ العصر وقدوة أرباب هذا الشأن) إمام لا فقط إمام، عبر عنه جملة من المحققين أنه أمير المؤمنين في هذا الباب، ارجع وأقول للمرة الخامسة إنما أؤكد حتى يتضح أن نقلة هذه الأحاديث هذه الطبقة من الأئمة والحفاظ والموثوقين المأمونين في هذا المجال.
وكذلك في (تقريب التهذيب، رقم الترجمة 4794) لابن حجر العسقلاني، قال: (ثقة ثبت إمام أعلم أهل عصره بالحديث وعلله حتى قال البخاري ما استصغرت نفسي إلا عند علي بن المديني) البخاري يقول، هؤلاء هم رواة حديث وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، (وقال فيه شيخه ابن عيينه كنت أتعلم منه أكثر مما يتعلم مني، وقال النسائي: كأنه الله خلقه للحديث …). هذا هو الشخص الثاني.
يبقى عندنا الشخص الثالث وهو جرير بن عبد الحميد، فيما يتعلق بجرير بن عبد الحميد أنا اشير الى مورد واحد وهو ما ورد في (هدي الساري مقدمة فتح الباري، ج2، ص1036) لابن حجر العسقلاني، قال: (جرير بن عبد الحميد بن قرط الضبي … قال اللالكائي: أجمعوا على ثقته) إذن ليس هم أشخاص وقع الاختلاف فيهم بل لم يقع الاختلاف في أي من هؤلاء، هؤلاء الثلاثة الذين اختصوا، عند ذلك نرجع الى الإسناد الذي أشرنا إليه وهو الإسناد الثاني.
المُقدَّم: من السعودية أسامة، تفضلوا.
الأخ أسامة: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله.
الأخ اسامة: بودي أن أشكر الشيخ الله يحفظه ويطيل عمره نحن خدام له في مكة، وصلى الله على نبينا محمد وآل محمد.
المُقدَّم: الأخ صلاح من بريطانيا.
الأخ صلاح: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ صلاح: أنا شخص عراقي ومسلم وشيعي، أنا سلامي الى السيد الجليل كمال الحيدري بفضله وبفضل هذه البرامج البناءة الأطروحة المهدوية ومطارحات في العقيدة ارجعني الى ديني وارجعني الى الصواب، أسأل الله أن يطيل عمر السيد ويكثر من أمثاله وأرجو من كافة العلماء من كافة الأطراف أن تكون النقاشات بموضوعية وعلمية كما يطرحها السيد الجليل كمال الحيدري وبارك الله فيك وكثر الله من أمثالك، ننتصر بك للحق، الله يطيل في عمرك.
المُقدَّم: الأخ أبو أحمد من السعودية.
الأخ أبو أحمد: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو أحمد: أولاً نشكرك يا سماحة السيد على هذا التفسير المتقن الذي لا يسيء للطرف الثاني من أخواننا السنة، وإنما هو استدلال على الحقيقة. وادعو من الله سبحانه وتعالى الى اخواننا في البحرين بالفرج إن شاء الله. وسؤالي: سماحة السيد هل أحاديث المروية عن الرسول مربوطة بالقرآن الكريم.
المُقدَّم: الأخ سبهان من العراق.
الأخ سبهان: السلام عليكم.
المقدم/سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ سبهان: سيدنا شرف لنا أن نسمع صوتكم، منذ سنين لم نكن نسمع صوتكم، نتشوق أن نتبرك بكم. ونسأل الله أن يجمعنا معكم في العراق، ونحن نكلمك من مدينة بلد مدينة الدجيل مدينة الإمام علي الهادي.
سماحة السيد كمال الحيدري: شكراً للأخ سبهان ونرجو أن لا تنسونا بالدعاء ونسأل أن يهيأ لنا الظروف في القريب العاجل للعودة الى العراق ولنكون في أوساط الشعب العراقي لنقدم ما نستطيع أن نقدمه لهذا الشعب الصابر الممتحن.
المُقدَّم: الأخ يوسف من السعودية.
الأخ يوسف: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ يوسف: سماحة السيد ما هو موقف المذاهب الأربعة من حديث الثقلين وهل هناك من ضعف هذا الحديث.
المُقدَّم: أبو هاجر من المدينة المنورة.
الأخ أبو هاجر: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو هاجر: أنا من المدينة المنورة ارفع دعائي لسماحة السيد وللقائمين على هذا البرنامج من جامع الحبيب المصطفى أن يحشرنا وإياهم في ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا له، سيد كمال أنار الله قلبه بالإيمان أنار قلوبنا بالإيمان وأرجعنا الى عقيدتنا الصحيحة التي كانت خافية علينا. ندعوه له من جوار الحبيب بكل خير.
سماحة السيد كمال الحيدري: واقعاً إن كان لي حق عليك فحقي عليك أن تدعي لي بجوار المسجد النبوي وفي حرم الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله.
المُقدَّم: الأخ خليل من الكويت.
الأخ خليل: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ خليل: جواباً على ما قاله الأخ المتداخل من السعودية هل هذه مربوطة بالقرآن، أقول له نعم لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، سيدنا الكريم هناك نكتة يجب الالتفات لها وهي قضية عندما جاء الحارث بن نعمان الفهري الى رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: يا محمد، ألا يكفيك أنك سفهت الهتنا وأمرتنا أن ندعو إله واحداً فاتبعناك وأمرتنا بالصلاة فصلينا … حتى رفعت يد ابن عمك علي بن أبي طالب وقلت من كنت مولاه فعلي مولاه، هل هذا منك أم من الله. فقال: بل من الله. فعندما خرج قال: اللهم إن كان محمد صادقاً فآتنا بحجر من السماء أو بعذاب أليم، فنزلت حجرة من السماء فدخلت في رأسه وخرجت من دبره.
سماحة السيد كمال الحيدري: أخي العزيز هذه الروايات التي قرأتها أنا لا أستطيع أن أصححها في هذه المرحلة إن شاء الله إذا وقفنا عندها وجدنا لها سنداً صحيحاً عند ذلك نقبلها، أما إذ لم يكن لها سند صحيح فمع الاعتذار الشديد لا نستطيع أن نقبل، وقد عرفت أنت منهجنا هو أن نقف عند السند الصحيح من الكتب المعتبرة عند القوم، أما ما ينقل هنا وهناك أو على هذه الفضائية أو على ذلك المنبر فمثل هذه الروايات أنا أعتذر أن أتقبلها في هذا البرنامج العلمي.
أما سؤال الاخ العزيز الذي قال بأنه هذه الأحاديث هل هي مرتبطة من الرسول الأعظم بالقرآن أم لا. أخي العزيز صريح القرآن الكريم قال: (لتبين للناس ما نزل إليهم) هذا الذي قاله رسول الله صلى الله عليه وآله مما أنزل إليه. نعم، بعض ما أنزل إليه هو في الكتاب وبعض ما أنزل له هو من الوحي ونحو ذلك. هذا أولاً. وثانياً: الله سبحانه وتعالى أمرنا قال: (ما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا).
المُقدَّم: بالنسبة للأخ يوسف عن موقف المذاهب الأربعة.
سماحة السيد كمال الحيدري: الجواب أخي العزيز واقعاً عموم علماء المسلمين، لا المذاهب الأربعة، علوم علماء المسلمين من الزيدية والإسماعيلية والإمامية وغيرهم وغيرهم وغيرهم كلهم صححوا هذا الحديث، وإنما التضعيف جاء من رأس النهج الأموي ابن تيمية ومن تابعه على هذا النهج، حتى الألباني لم يوافقهم على هذا كما سيأتي بعون الله تعالى في الحلقة القادمة.
المُقدَّم: شكراً لسماحة السيد كمال الحيدري، وشكراً لكم مشاهدينا الأكارم على طيب المتابعة لهذه الحلقة من برنامج الأطروحة المهدوية، جعلنا الله وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، نستودعكم الله بكل خير. مع تجديد التهاني والتبريكات بمناسبة ذكرى ولادة مولاتنا الصديقة الصغرى زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليها، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  • جديد المرئيات