الأخبار

حديث الثقلين سنده ودلالته ق(40)

المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين. تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام مشاهدي قناة الكوثر الفضائية، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج الأطروحة المهدوية، عنوان حلقة هذا الأسبوع (حديث الثقلين سنده ودلالته، القسم الأربعون) أرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.
المُقدَّم: في الحلقة السابقة أشرتم إلى بعض الموارد التي وردت في صحيح مسلم ولكن ضعفها العلماء، هل هذا هو الموجود فقط أم أن هناك موارد أخرى ردها علماء أهل السنة والجماعة.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمنالرحيم، وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
في المقدمة أقدم اعتذاري أننا ابتعدنا قليلاً عن حديث الثقلين، ولكن كما يقال للضرورة أحكام، نحن إنما دخلنا إلى هذا البحث للإشارة إلى هذا التقديس الذي يذكر لصحيح مسلم ولصحيح البخاري ليس الأمر على ما هو متعارف بين العلماء الكبار، بل كبار علماء أهل السنة يتعاملون مع هذين الكتابين كأي كتاب آخر، عندما يصلون إلى الحديث يقولون أنه إما تام سنداً ودلالة وإما غير تام لا سنداً ولا دلالة. واتضح لنا في الحلقة السابقة أنه يوجد في حديث مسلم ما هو من الإسرائيليات، وهذا ما نص عليه ابن باز أنه هذا الحديث وهو خلق الطين أو خلق التراب هذا الحديث من الإسرائيليات التي جاء بها كعب الأحبار وسوقها من خلال أبي هريرة وأوصلها أبو هريرة إلينا من خلال أنه أخذ رسول الله بيده.
طبعاً لا أريد أن أفيض الكلام فيما يتعلق بتدليسات أبي هريرة، واقعاً جملة من أعلام المسلمين أثبتوا أن في أحاديث أبي هريرة تدليسات كثيرة، يعني أنه الحديث عن كعب الأحبار ولكن يقول رسول الله أخذ بيدي، أو سمع الحديث عن صحابي ولكن ينسبه إلى رسول الله وهكذا، وهذا له بحث آخر مستقل لسنا بصدد الدخول فيه.
إذن انتهينا من المورد الأول.
أما المورد الثاني، هذا الحديث أيضاً جاء في صحيح مسلم، طبعاً أنا أقدم نموذجاً وهذا ليس معناه أنه في صحيح مسلم يوجد من الإسرائيليات حديث واحد، لا لا، نموذج للأحاديث التي أصولها إسرائيلية ولكن دخلت في صحيح مسلم على أنها حديث رسول الله صلى الله عليه وآله.
النموذج الثاني الذي أريد أن أقف عنده، ما ورد في (صحيح مسلم، ج4، ص305) المتوفى 261هـ تحقيق مسلم عثمان السلفي الأثري، انظروا إلى الحديث حتى لا تستغربوا ماذا يوجد في هذا الكتاب. التفتوا، (باب من فضائل أبي سفيان) هذا الإنسان عاش ومات على الكفر والنفاق يتبين أنه كان له فضائل، والآن واقعاً لا أريد أن أقف عند أبي سفيان يكفي أنه أولد لنا معاوية الذي عاث في الأرض فساداً ويكفي أنه من نسله يزيد الذي قتل الحسين وأهل بيته، هذه هي العائلة التي يريد مسلم أن يذكر بعض فضائلها.
الرواية (حدثني ابن عباس قال: كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه، فقال للنبي صلى الله عليه وآله: يا نبي الله، ثلاث أعطيهن. قال: نعم) الآن يريد أن يرشي من؟ هذا مقام رسول الله عند هؤلاء القوم (قال: نعم. قال: عندي أحسن العرب وأجمله، أم حبيبة بنت أبي سفيان) يريد أن يرشي رسول الله، فكيف يرشيه؟ بهذه الطريقة البائسة، وهؤلاء ينقلون هذه الروايات ويضعونها في أصح كتبهم.
المُقدَّم: رسول الله تزوجها.
سماحة السيد كمال الحيدري:  قال: (أم حبيبة بنت أبي سفيان أزوجكها. قال: نعم. قال: ومعاوية تجعله كاتباً بين يديك. قال: نعم، قال: وتأمرني حتى أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين. قال: نعم. قال أبو زميل: ولولا أنه طلب ذلك من النبي ما أعطاه شيئاً، لأنه لم يكن يُسأل شيئاً إلا قال نعم) هذا الحديث ورد في صحيح مسلم.
أنا لا اريد أن أعلق على هذا الحديث بنفسي، وإنما أريد أن أرجع إلى كلمات أعلام أئمة أهل السنة والجماعة لنرى ماذا يقولون في حقيقة هذا الحديث.
المورد الأول: ما ورد في (المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، ج15، ص280) بشرح الإمام محيي الدين النووي، قال: (لأنه لا خلاف … وقال ابن حزم: هذا الحديث وهم من بعض الرواة) لماذا؟ (لأنه لا خلاف بين الناس أن النبي تزوج أم حبيب قبل الفتح بدهر وهي بأرض الحبشة وأبوها كافر وفي رواية عن ابن حزم أيضاً أنه قال: موضوع) التفتوا، واقعاً تبين أنه في صحيح مسلم لا فقط توجد ا لروايات الإسرائيلية والأحاديث الإسرائيلية وإنما توجد الموضوعات، توجد الأمور المخالفة قطعاً ويقيناً للتأريخ وأنا لا أعلم كيف أنه إمام كمسلم تخفى عليه مثل هذه الحقائق. هذا هو المورد الأول.
المورد الثاني ما جاء في (المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، ج3) للإمام القرطبي، أنا كما قلت في الحلقة السابقة أعدد المصادر حتى أقول أن هذا الكلام ليس من عالم واحد سني، وإنما من عدد كبير من العلماء، ولا أريد أن أدعي الإجماع على طريقتهم، أريد أن اقول أن جملة من كبار علماء أهل السنة والجماعة ذهبوا إلى هذا، يقول: (والأول هو الصحيح … وظاهر هذا الحديث أن أبا سفيان أنكح ابنته النبي بعد إسلامه) لأنه يقول بأنه كذا (وهو مخالف للمعلوم عند أهل التواريخ والأخبار فأنهم متفقون على أن النبي صلى الله عليه وآله تزوج بأم حبيبة بنت أبي سفيان قبل الفتح وقبل إسلام أبيها والشاهد فإن أبا سفيان قدم قبل الفتح المدينة طالباً تجديد العهد بينه وبين رسول الله وأنه دخل بيت أم حبيبة ابنته فأراد أن يجلس على بساط رسول الله فنزعته من تحته فكلمها في ذلك فقالت: أنه بساط رسول الله وأنت مشرك، فقال لها: يا بنية لقد أصابك بعدي شر ثم طلب …).
إذن القضية كانت من المسلمات تاريخياً كما اشرتم له.
وكذلك من الأعلام الذين أشاروا إلى هذه القضية، أنا اشير فقط إلى أعلام المسلمين وإلا الكلمات كثيرة في هذا.
وكذلك ما ورد في (زاد المعاد في هدي خير العباد لابن قيم الجوزية، ج1، ص106 و 107) حققه شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، بعد أن ينقل الحديث يقول: (فهذا الحديث غلط لا خفاء فيه) يعني ليس مورد للاجتهاد حتى نقول اجتهد فأخطأ، (فهذا الحديث غلط لا خفاء به، قال أبو محمد ابن حزم: وهو موضوع بلا شك) يعني موضوع كالشمس في رابعة النهار أن هذا الحديث من الموضوعات، ولكنه جاء تحت عنوان من فضائل أبي سفيان.
المورد الآخر ما ورد في كتاب (كشف المشكل من حديث الصحيحين للإمام ابن الجوزي، ج2، ص463) تحقيق الدكتور علي حسين البواب، ج2، دار الوطن، قال: (وفي الحديث كذا … وفي هذا الحديث وهم من بعض الرواة لا شك فيه ولا تردد، وإنما قلنا أن هذا وهم لأن أهل التأريخ أجمعوا على أن أم حبيبة تزوجت في الحبشة) واقعاً أنا على طريقتي لا أريد أن أعطي للمسائل أكثر مما تستحق ولكن القضية بهذا المستوى من الوضوح عند أهل التأريخ وعند المحققين.
ومن الموارد الأخرى التي أشير إليها ما أشار إليه الإمام ابن القيم في (تهذيب السنن، ج2، ص768) بتحقيق الدكتور إسماعيل بن غازي مرحبا، ج2، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض، الطبعة الأولى سنة 1428هـ، المملكة العربية السعودية، بعد أن ينقل الحديث يقول: (وقد روى مسلم في الصحيح وقد رد هذا الحديث جماعة من الحفاظ وعدوه من الأغلاط في كتاب مسلم) لا أنه اجتهد فأخطأ، لا لا، (وقال أبو الفرج ابن الجوزي في كتاب الكشف هذا الحديث وهم … وقد تكلف أقوام تأويلات فاسدة لتصحيح الحديث) حتى يدافعوا عن مسلم وأنه لم يرد في مسلم إلا ما هو صحيح، (كقول بعضهم) التفتوا إلى التأويل وكأنه آية قرآنية لابد أن نجد لها وجهاً صحيحاً ومحملاً صحيحاً (كقول بعضهم) أولاً (وقول بعضهم) ثانياً (وقول بعضهم) ثالثاً (وقول بعضهم) رابعاً (وقول بعضهم) خامساً (وقول بعضهم) سادساً (وقول بعضهم) سابعاً، سبع تأويلاً وتوجيهات حتى لا يدفعوا رواية واحدة من صحيح مسلم.
أنا واقعاً لا أعلق فقط أقرئ عبارات ابن قيم. يقول: (وهذه التأويلات في غاية الفساد والبطلان) أحد أعلام الذين أيضاً مزاجهم يقترب من الأمويين، قال: (في غاية الفساد والبطلان وأئمة الحديث والعلم لا يرضون بأمثالها ولا يصححون أغلاط الرواة بمثل هذه الخيالات الفاسدة والتأويلات الباردة التي يكفي في العلم بفسادها تصورها وتأمل الحديث) أساساً من الواضحات (فالحديث غلط لا ينبغي التردد فيه والله أعلم).
إذن عندما ننظر إلى هذه المجالات نجد بشكل واضح وصريح، إذن في المورد الثاني نموذج كما قلت ذكرت نموذجاً للإسرائيليات في صحيح مسلم، والآن ذكرنا نموذجاً آخر للموضوعات في صحيح مسلم ومن الأمور التي اتفقت عليها كلمة ا لمؤرخين أنها ليست كذلك.
المورد الثالث، في المورد الثالث ما ورد أيضاً في (صحيح مسلم، ج2، ص589) الطبعة السابقة، يقول: (سمعت فلان يقول: قال رسول الله: إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة: الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها) يبين يعني إذا أباحث المرأة بسرها له لا ينبغي أن يفشي ذلك السر. هذا الحديث ورد في صحيح مسلم كما قلنا. الحديث رقم 1437.
يكفي أن أشير والمشاهدين الكرام إن شاء الله هم يراجعون هذه التفاصيل.
في كتاب (آداب الزفاف في السنة المطهرة، ص142) للعلامة الألباني، مكتبة المعارف، الرياض، أنا اقرأ هذا الحديث للأعزاء حتى يتضح لأنه ليست القضية مورد أو موردين أو ثلاثة أو خمسة أو عشرة حتى يقال أنها لا قيمة لها، بعد أن ينقل الحديث (إن من اشر الناس عند الله منزلة … رواه فلان رواه فلان … ثم استدركت) الألباني يقول: (فقلت أن هذا الحديث مع كونه في صحيح مسلم فأنه ضعيف من قبل سنده لأن فيه عمر بن حمزة العمري وهو ضعيف كما قال في التقريب وقال الذهبي في الميزان ضعفه يحيى بن معين والنسائي وقال أحمد أحاديثه مناكير ثم ساق له الذهبي هذا الحديث وقال: فهذا مما استنكر لعمر قلت: ويستنتج من هذه الأقوال لهؤلاء الأئمة أن الحديث ضعيف وليس بصحيح … قلت: ولا أدري كيف حكم بحسنه) يعني بعض الذين كتبوا (مع التضعيف الذي حكاه هو نفسه) محل الشاهد هو هذه الجملة (فلعله أخذ بهيبة الصحيح) بمجرد أن يقولون صحيح مسلم هذه القدسية وهذه الهالة الوهمية غير الواقعية وضعوها على صحيح مسلم، لماذا؟ لأنه أقسم بالله العظيم أنه في صحيح مسلم لو كانت كل الروايات التي وردت في ابن حبان وغيرها ومسند أحمد وردت في فضائل علي وأهل البيت واردة في صحيح مسلم لما جعلوا صحيح مسلم … ولذا قالوا أن البخاري أصح من مسلم، لأنه مثلاً لم ينقل حديث الكساء، لأنه لم ينقل حديث لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق، ولأنه لم ينقل حديث الثقلين، فصار أصح من مسلم. إذن مراتب الصحة في الكتب الصحيحة والمسانيد تدور أن كلما ينقل فضائل ومناقب ودرجات علي وأهل بيته كلما يكون في السلسلة الدنيا، وكلما يقترب إلى النهج الأموي عند ذلك يكون في المرتبة العليا.
إذن هذه هي القاعدة، وأنا بودي أن الأعزاء واقعاً يذهبوا، خصوصاً أهل العلم والتحقيق فليراجعوا هذه الحقيقة، ينظروا لماذا أن فلان كتاب يكون أصح من فلان كتاب وفلان كتاب يكون أضعف من فلان كتاب، تجد أن الميزان والضابط الذي ذكروه لذلك، طبعاً الاتفاق لم يعلن ولكنك عندما تحصي تجد أنه عندما ينقل عن أبي هريرة أكثر يكون أصح، ولكنه عندما ينقل عن علي وأولاده أكثر يكون أضعف، فلهذا يكون البخاري أصح الكتاب لانه ينقل عن أبي هريرة الذي اشرنا إليه أنه أول مدلس إن لم أقل أول كذاب، وهذا بحثه في محله ينقل عن أبي هريرة 446 رواية، إذن يكون أصح كتاب بعد كتاب الله.
يقول: (فلعله أخذ بهيبة الصحيح ولم أجد حتى الآن ما أشد به عضد هذا الحديث) حتى أنه لا يوجد ما يقويه لم أجد ما يدل على ذلك.
طبعاً أهل التحقيق إذا أرادوا المراجعة يرجعوا إلى (سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة، القسم الثاني، ج12، ص708-716، رقم الحديث 5825) للألباني، يقول: (ضعيف) ثم ينقل لماذا ضعيف، يقول: (أما ما قاله البعض لي) لأنه يقول انتقدي البعض أنك خالفت الإجماع (أما مخالفته) يعني مخالفة الألباني (للإجماع، فإن الأمة اتفقت على صحة ما في مسلم من الأحاديث وأنها تفيد العلم النظري سوى أحرف يسيرة معروفة وهي صحيحة لكنها لا تفيد علما …) يقول: (كذا قال هذا المسكين) هذا الذي اعترض عليه (من عندياته وهي صحيحة) يعني يستهزأ به، أين صحيحة وكل هذه ثبت أنها ضعيفة.
المورد الرابع ما ورد في (إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، ج 4، ص358) تأليف محمد ناصر الألباني، ينقل رواية تحت رقم 1145 وهي (لا تذبحوا إلا مسنة فإن عز عليكم فاذبحوا الجذع … رواه مسلم، ومدار الطريقين على أبي الزبير وهو مدلس معروف بذلك) إذن تبين أنه في صحيح مسلم يوجد من المدلسين المعروفين، (كما فعل … وقد كنت اغتررت برهة من الزمن بهذا الحديث متوهماً صحته لإخراج مسلم إياه في صحيحه) كنت أتوهم، هذا العلامة الألباني يقول أيضاً قدسية مسلم كانت قد أخذتني وأثرت علي (متوهماً صحته لإخراج مسلم إياه في صحيحه ثم تنبهت لعلته هذه فنبهت عليها في سلسلة الأحاديث الضعيفة في هذا المجال).
المورد الأخير ما ورد في (إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، ج 3، ص129) أيضاً ينقل رواية يقول: (حديث ابن عباس أن النبي صلى في كسوف ثمان ركعات في أربع سجدات، قال: ضعيف، رواه أحمد ومسلم وأبو داود النسائي) يقول العلامة الألباني أنه ضعيف (وفيه علة أخرى وهي الشذوذ). قلت أريد أن أضرب نماذج لهذا، إلى هنا اتضح لنا أن مسلم ينقل روايات تعد من الإسرائيليات، وينقل من الروايات التي تعد من الموضوعات والتي أجمع أهل التأريخ على خلافها، وينقل مما فيه شذوذ، وينقل كذلك من المدلسين المعروفين. وكلها ضعيفة.
إذن أعزائي هذه القاعدة أن كل ما في مسلم فهو صحيح أنا أتصور ببيان كبار أعلام أهل السنة والجماعة اتضح أن هذه القاعدة باطلة، وأن كل حديث في مسلم لابد أن يحاسب كما يحاسب في أي كتاب آخر.
المُقدَّم: صار واضحاً لكل محقق ولكل عالم ولكم منصف أن صحيح مسلم لابد أن يخضع لموازين السند.
سماحة السيد كمال الحيدري:  للموازين السندية والمضمونية، لعله السند يكون صحيحاً ولكن عندما يعرض على كتاب الله سبحانه وتعالى نجد أن المضمون أنه لا يوافق الكتاب فنرمي به عرض الجدار، أو أن المضمون شاذ أو غير ذلك، كل هذه الأمور لابد من أخذها بعين الاعتبار.
إذن هذه القاعدة واقعاً خصوصاً أهل التحقيق لابد أن يلتفتوا أنه لا يقال ورد في مسلم. ثم ماذا. حتى لو ورد في مسلم.
المُقدَّم: ولكن في صحيح البخاري على اعتبار أنه أصح من صحيح مسلم في نظر جمهور المسلمين، يعني هل كان البخاري أميناً في نقل النصوص التي أوردها في صحيحه أم فيه ما في مسلم.
سماحة السيد كمال الحيدري:  في الواقع أنه لا يوجد عندي وقت أكثر من عشرين دقيقة، أريد أن أشير في هذه الليلة حتى لعلنا نتمم البحث في الأسبوع القادم ونرجع إلى بحث حديث الثقلين.
اشير إلى موارد ثلاثة من خلالها سيتضح لنا أن هذا الكتاب الذي يعد أصح من مسلم بل يعد أصح كتاباً بعد كتاب الله، واقعاً راعى الموازين العلمية والأمانة العلمية والأمانة الدينية أم لم يراعِ في نقله النصوص هذه الأمور. وهذا واقعاً أنا لا أحكم بل أترك ذلك للمشاهد الكريم للمنصف لنرى بأنه راعى هذه القضايا أو لم يراعِ.
سأنقل للأعزاء رواية واردة في (صحيح مسلم، ج3، ص75، باب13، كتاب المساقاة والمزارعة، رقم الحديث 1582، باب تحريم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام) للإمام مسلم الحجاج، دار الخير، (عن طاووس عن ابن عباس قال: بلغ عمر أن سمرة) سمرة بن جندب (سمرة باع خمراً) وأنتم تعلمون أن سمرة هو من الصحابة، إذن اتضح لنا أن في الصحابة العدول على منطق بعض لا أعلم ماذا أعبر عنهم بعض العلماء بعض أهل العلم، بعض أهل التحقيق، كان بياعاً للخمر، الآن فهمنا معنى جديد للعدالة، يعني عندما نقول العدالة كلهم عدول اتضح لنا أن معنى العدالة عند هؤلاء معناه أنه بيع الخمر لا يسقط العدالة (بلغ عمر أن سمرة باع خمراً فقال) من قال؟ عمر الخليفة الثاني (فقال: قاتل الله سمرة) لا أعلم، أين تضعون هذه الجملة؟ تضعونها من الخليفة الثاني عمر بن الخطاب في السب أو تضعونها في الطعن أو تضعونها في … أين تضعونها؟ لا أعلم، أنا فقد أريد أن أشير إلى هذا للمشاهد الكريم، يعني أنا الآن لو قلت عن صحابي قاتله الله، ألا يتهمني البعض بسب الصحابة وطعن الصحابة.
المهم، إذن صدر هذا من صحابي إلى صحابي آخر (فقال: قاتل الله سمرة ألم يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها) جملوها يعني أذابوها وباعوها. إذن الخليفة الثاني يريد أن يقول أن عمل سمرة داخل في فعل اليهود.
إذن يكون ملعون من قبل رسول الله صلى الله عليه وآله.
طبعاً هذه الرواية منقولة أيضاً في (مسند أحمد، ج1، ص305، رقم الحديث 170) وهي (بلغ عمر أن سمرة باع خمراً قال: قاتل الله سمرة إن رسول الله قال: لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها وباعوها، جملوها أي أذابوها واستخرجوا منها الدهن) الأرنؤوط يقول: (إسناده صحيح على شرط الشيخين وأخرجه الشافعي وعبد الرزاق وابن أبي شيبة والدارمي والبخاري ومسلم ويعقوب بن شيبة وابن ماجة والبزار والنسائي وأبو يعلى وابن الجارود وابن حبان والبيهقي والبغوي …). إذن القضية من المسلمات أن سمرة بن جندب باع خمراً ولكنه تعالوا معنا إلى هذا المورد أين؟
تعالوا لنعرف واقعاً البخاري عندما نقل هذا الحديث راعى أدنى الموازين في الأمانة العلمية أم لم يراعِ.
في (الجامع الصحيح، ج2، ص263) للإمام الحافظ محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق وهي أفضل التحقيقات أشرف على تحقيقه شعيب الأرنؤوط وعادل مرشد، دار الرسالة، أنا بودي أن أهل العلم يلتفتوا ويدققوا فيما أقول وبعد ذلك يرجعوا إلى المصادر. أولاً الباب (باب لا يذاب الشحم الميتة ولا يباع ودكه، رقم الحديث 2223) (حدثنا الحميدي) الإمام الحميدي صاحب مسند الحميدي وهو أستاذ البخاري (حدثنا سفيان) احفظوا السند جيداً (حدثنا عمر بن دينار قال: أخبرني طاووس أنه سمع ابن عباس يقول: بلغ عمر أن فلاناً باع خمراً) وحذف اسم الصحابي. سمرة حذف. بعد ذلك يأتي الشراح ويقع الخلاف بينهم هذا يقول فلان وهذا يقول فلان، المهم تضيع القضية وهذا واحد من أهم الأساليب الخطيرة التي استعملها هؤلاء عندما كتبوا الاحاديث وهو أنهم غيّروا كلمة واحدة أو لفظة واحدة أو حذفوا الاسم حتى يقع الاختلاف في التفسير فعند ذلك لا يحصل الإجماع على المسألة وهذا أسلوب خطير جداً ابتلي به تراثنا الإسلامي.
(بلغ عمر أن فلاناً باع خمراً فقال: قاتل الله فلاناً) يعني قاصد كاملاً، يعني حذف اسم سمرة مرتين (قاتل الله فلاناً ألم يعلم أن رسول الله قال قاتل الله اليهود …).
ينقل الرواية عن شيخه الإمام الحميدي (حدثنا الحميدي).
تعالوا معنا إلى مسند الحميدي لنرى أن الحميدي قال (فلان) أو أنه صرح به، حتى نعرف أن هذا التلميذ هل هو أمين في نقل الكلام عن أستاذه أو أنه خائن في نقل الكلام، هذا يترك للمشاهد ولأهل التحقيق وللمنصفين، هذا الذي يقال عنه أنه أصح كتاب بعد كتاب الله.
تعالوا معنا إلى إمامه وشيخه وأستاذه الحميدي لنرى ماذا يقول، هذا كتاب (مسند الإمام أبي بكر بن عبد الله بن الزبير القرشي الحميدي، ج1، ص154) المتوفى 219هـ، حققه نصوصه وخرج أحاديثه حسين سليم أسد الداراني، دار المأمون للتراث، دار المغني للنشر والتوزيع، رقم الحديث (13) قال: (حدثنا الحميدي) من يقول؟ راوي هذا المسند ينقل عن الحميدي، والبخاري ينقل عن استاذه الحميدي، ماذا قال هذا الإمام الذي نقل عنه البخاري (حدثنا الحميدي قال حدثنا سفيان) أيضاً حدثنا سفيان (قال حدثنا عمر بن دينار) كذلك هناك عمر بن دينار (قال أخبرني طاووس أنه سمع ابن عباس).
انظروا في البخاري (حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمر بن دينار قال أخبرني طاووس أنه سمع ابن عباس).
يقول: (بلغ عمر بن الخطاب أن سمرة باع خمراً). هنا صارت أن فلاناً (فقال: قاتل الله سمرة ألم يعلم أن رسول الله) قاتل الله سمرة، إذن صار هنا قاتل.
الآن سؤالي هو: يا أهل التحقيق، أيها العلماء والأكاديميون في العالم الإسلامي، بينكم وبين الله من الضامن أن البخاري لم يخن الأحاديث التي نقلها لنا أولاً بأن أخفى بعض الأسماء أو غير بعض الأسماء، وردت في ذم فلان فغيرها ووضع مكانها اسماً آخر.
لماذا إذن يكون هذا الكتاب أصح كتاب بعد كتاب الله لأنه في هذه الخيانات، هذا هو ميزان أصح كتاب، هذا هو ميزان أصح كتاب بعد كتاب الله؟ إذا كان هذا هو ميزان الأصحية عندكم فعلى الإسلام السلام وعلى الحديث الذي تنقلونه السلام. ومن هنا تفهمون لماذا أن مدرسة أهل البيت وعلماء مدرسة أهل البيت عندما يأتون إلى الروايات الواردة في صحيح البخاري أو صحيح مسلم يقولون إذا انفردوا بها لا نستطيع قبولها لأنه ثبت عندنا بالقطع واليقين أن هؤلاء أولاً نقلوا الإسرائيليات ونقلوا الموضوعات وتلاعبوا وخانوا الأسماء ونقلوا عن أولئك الذين كانوا سييء الحفظ أو كانوا قد نسوا كما في حديث الثقلين، هذه كلها تكون صحيحة، ولهذا تجد المحقق في الحاشية ملتفت إلى القضية فيقول: (أخرجه البخاري في البيوع ولكنه قال فيه: أن فلان ولم يصرح باسم سمرة). لماذا لم تصرح باسم سمرة؟ ما هي المشكلة؟ (إسناده صحيح والحديث متفق عليه …).
إذن المورد الأول الذي ورد في هذا الكتاب وهو ما يصطلح عليه بأنه أصح كتاب بعد كتاب الله أولاً أن هذا الحديث يقول أن صحابياً كان يبيع الخمر. وثانياً أن الخليفة الثاني طعن في هذا الصحابي، وسب هذا الصحابي وشتم هذا الصحابي. واقعاً لا أعلم عبروا ما تشاءون، ولكن يظهر أن هذه المدرسة وهي المدرسة الأموية هذه المدرسة البائسة في هذا التفكير السقيم، تجد أنهم لا يعتنون بمثل هذه الأمور يقول فليكن بائع خمر ما المحذور فيه.
في كتاب (شرح العقيدة الواسطية) لأحد علماء الوهابية أتباع الوهابية أصحاب النهج الأموي وهو محمد بن صالح العثيمين، دار الثريا للنشر. انظروا ماذا يقول في (ص623) يقول: (ولا شك أنه حصل من بعضهم) بعض الصحابة (سرقة) واحد (وشرب خمر) اثنين (وقذف) ثلاثة، كلها فيها حد شرعي (وزنى) بإحصان الذي يحتاج إلى رجم، عندما نتهم بعض الصحابة بأنه كان زانٍ، لا اريد أن أذكر بعض الأسماء، لأنه عندما نذكر بعض الأسماء تقوم الدنيا ولا تقعد، عجيب عجيب والله غريب، هذا تصريح منكم أن بعض الصحابة زنى بإحصان أنتم تقولون. (وزنى بغير إحصان، لكن كل هذه الأشياء مغمورة في جنب فضائل القوم ومحاسنهم) هذا هو المنطق الأموي، هذا هو نهج ابن تيمية وأتباع ابن تيمية الوهابية، يقولون عندما نأتي بشخص من الصحابة وقام بفعل يستحق عليه حداً شرعياً أو رجماً لابد أن ننظر إلى تأريخه فإذا كان تأريخه مشرفاً نقول الله يغض الطرف عنك لا عليك اذهب، نعم نقيم الحد على الفقراء وعلى المستضعفين، أما أصحاب الوجاهة، هذا هو منطق الوهابية وابن تيمية. وهذا هو الذي أسسوا له.
سؤالي لهذه الليلة: هذا الحديث الذي أورده بالإضافة إلى كونه فيه خيانة وعدم مراعاة للأمانة العلمية والأمانة الدينية، لأنه أنا عندما لا أعرف فلاناً قد اعتبره عادلاً وهو في الواقع عادل أو بائع خمر، فعله فعل اليهود ولعنه الخليفة الثاني. أولاً لا توجد أمانة علمية، ولا توجد أمانة علمية ورعاية للموازين العلمية.
سؤالي: الرواية كما هو واضح من سندها في (ص263) العبارة واضحة أن عمر، فقال: (قاتل الله فلانا) فلاناً هو سمرة.
سؤال: هذه (قاتل الله) أين تضعونها، أين تضعون كلمة (قاتل الله)؟ لا أقل تضعونها في الطعن. لا يقول أحد أن قاتل مدح بل هي ذم، إذا كان ذماً انظروا إلى (الصارم المسلول على شاتم الرسول، ص1110) لشيخ الإسلام الأموي في اعتقادي ابن تيمية، دار المعالي، الإصدار الثاني سنة 1428، الدمام، وهنا أريد أن أنبه المشاهد انظروا إلى أنه ماذا يوضع على الكتاب، يوضع على الكتاب سيف، يعني منطق هؤلاء منطق السيف والإرهاب، ويتهمون الآخرين بأنهم … قال: (من قال في صحابي … وأما من سبهم سباً لا يقدح في عدالتهم) أنا لا أعلم أن قول قاتل هل هو سب يقدح في العدالة أو لا يقدح، نفترض أنه لا يقدح (ولا في دينهم) نفترض أنه قول عمر قاتل لا يضر بعدالة بسمرة ولا بدينه (مثل وصف بعضهم بالبخل) يعني إذا قلت عن صحابي أنه بخيل أو عن صحابي بأنه جبان أو عن صحابي بأنه علمه قليل وذاك علمه كثير، يقول إذا وصفت صحابياً بقلة العلم أو بعدم الزهد (فهذا هو الذي يستحق التأديب والتعزير).
سؤال: يعني إذا قلنا لصحابي علمك قليل لابد أن الحاكم الشرعي وولي الأمر يعزره، وأنا لا أعلم بأن عمر عندما قال لسمرة قاتل الله سمرة، هذا هل يستحق التأديب والتعزيز أو لا يستحق؟ إلا أن تلتزموا أن البخاري كذب على عمر بهذا، أنتم بين اثنين لا ثالث لهما. أما أن تقولوا أن هذه الرواية باطلة وأن عمر أجل من أن يشتم صحابياً وإذا قبلتم الرواية التي وردت في صحيح البخاري لابد أن تلتزموا أن الخليفة الثاني قام بعمل يستحق عليه التعزيز.
المُقدَّم: معنا الأخ حسين من اليمن، تفضلوا.
الأخ حسين: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ حسين: طبعاً نحن من عامة الناس ولا ندعي العلم، سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله وأرضاه، لا نريد التعرض لمقام الصحابة، الصحابة غير معصومين.
سماحة السيد كمال الحيدري:  اتفقنا أخي العزيز، إذن قولوا أن الصحابة غير معصومين وأنه قد يصدر منهم ما يصدر من غيرهم، إذن من أين تثبتون عدالتهم؟! نحن كلامنا مع أولئك الذين يقولون أن الصحابة عدول. الكلام هذا. قولوا نعم صدر منهم ما يستحقون عليه حداً كشرب الخمر والزنا، إذا كنت تقر بهذا فأهلاً بالوفاق، وهذا الذي قلناه نحن شيعة أهل البيت، قلنا أنه ليس كما تقولون أن كل الصحابة عدول، بعضهم عدول وبعضهم وقع منهم ما وقع، ولهذا قال فيهم عمر ابن الخطاب: قاتل الله سمرة.
الأخ حسين: كلهم عندنا عدول.
سماحة السيد كمال الحيدري:  كيف يكون عادلاً، بيع الخمر عندكم لا يسقط العدالة.
الأخ حسين: أنا من العامة.
سماحة السيد كمال الحيدري:  لماذا تأخذ وقت البرنامج. إذا كنت من العامة فتعلم، وإذا كنت من العلماء تكلم، أما إذا كنت من العامة فانصت حتى تتعلم شيئاً يعلمكم في دينكم ودنياك. لا أعلم أي ديناً هذا فهو دين آخر غير الإسلام.
المُقدَّم: الأخ أبو يعقوب من لبنان تفضلوا.
الأخ أبو يعقوب: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو يعقوب: أنا بما أننا أتابع هذا البرنامج ووهابي صادق، والحمد لله قد استبصرت، وأنا وهابي صادق، أريد أن أذكر شيئاً حدث معي، أني كنت أملك نسخة قديمة من صحيح البخاري، وفي طبعات جديدة طباعة السعودية هناك أحاديث وأبواب كلها قد قطعت.
سماحة السيد كمال الحيدري:  أخي العزيز إذا تفضلت علينا وتبعث لنا هذه النسخة القديمة الموجودة عندك حتى نقارنها مع الطبعات الجديدة، حتى يتضح للمشاهد أن هذه المؤسسات التي تطبع هذه الكتب فيها أمانة علمية أو لا توجد.
المُقدَّم: وقد وصلتنا أخبار إلى أن هناك أموال تصرف لأجل هذا الأمر.
سماحة السيد كمال الحيدري:  ولكن في الواقع نحتاج إلى إثباتات لنثبت بها هذه الحقيقة، فإذا وجدت بين أيدينا إثباتات فسوف نعرضها على المشاهدين الكرام.
المُقدَّم: الأخ علاء من العراق، تفضلوا.
الأخ علاء: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ علاء: عندي مداخلة قصيرة، السيرة النبوية، ج1، دار المعرفة بيروت، لبنان، وردت نفس القضية من عدم ذكر الأسماء وعدم ذكر الحقائق، في حديث الدار عن فلان عن فلان عن ابن عباس عن علي، وإني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني الله أن أدعوني إليه فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي …
سماحة السيد كمال الحيدري: كتاب السيرة النبوية وغيره من الكتب هم لا يدعون أنها أصح كتاب بعد كتاب الله، المشكلة نحن حديثنا في أصح كتاب بعد كتاب الله وهو صحيح البخاري، وإلا الكثير من الموارد موجودة في هذا القضية ومداخلتك جيدة.
المُقدَّم: الأخ هاني من السعودية، تفضلوا.
الأخ هاني: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ هاني: لماذا لا تناظرون.
سماحة السيد كمال الحيدري:  يظهر أنكم لا تعرفون غير هذه القضية أنه لماذا لا تناظر فلان ولا تناظر فلان، هذه القضية ذكرناها مرات عديدة هذا ليس من منهجنا ولا نعتقد أن المناظرة الثنائية نافعة في شيء، هناك تجارب سابقة في السنوات الماضية في قنوات متعددة لا تنتج هذه المناظرات إلا البغضاء والكره، أما هذه المناظرات فهي مناظرات وأطروحات علمية قائمة على أسس علمية، أنت بإمكانك أن تأخذ ما هنا أو تكتبه وتذهب إلى شيخك في المنطقة أو إلى علمائك أو من تسميهم بالعلماء، أنت من تسميهم بأهل العلم عندك وإن كنا نحن لا نعرف مثل هذه الأسماء أنها من أهل العلم، قل لهم ما جواب هذا، قل لهم أنهم يقولون أن البخاري لا توجد عنده أمانة علمية هل هذا صحيح أو لا، فإن قالوا لك صحيح لا توجد أمانة علمية إذن يسقط هذا الكتاب بانه أصح كتاب، وإن قالوا كذب، اخرج لهم صحيح البخاري، قل مسلم يقول سمرة ولكن البخاري يحذف ذلك.
المُقدَّم: الأخ أبو محمد من الكويت، تفضلوا.
الأخ أبو محمد: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو محمد: بيض الله وجهك سيدنا. بيض الله وجه قناة الكوثر، الله يوفقكم وينصركم، وأنا في الحقيقة في الكويت أحب أبشركم أن هناك أناس كثيرة ولله الحمد اعتنقت المذهب الجعفري ببركة البرامج الطيبة هذه، وأمثال السيد الحيدري، وأطروحاته الجيدة التي تنفع الإسلام والمسلمين وليست فقط في الكويت كذلك في السعودية هناك كثير من الأصدقاء والمعارف ولله الحمد وفي مناطق …
المُقدَّم: نسأل الله جميعاً لذلك.
سماحة السيد كمال الحيدري:  واقعاً قد ذكرنا مراراً أنه ليس غرضنا وهدفنا أن فلاناً من السنة يكون شيعياً أو فلان يكون كذا، أبداً، وإنما نريد أن تتضح هذه الحقائق للمسلمين جميعاً.
المُقدَّم: الأخ صالح من الكويت، تفضلوا.
الأخ صالح: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ صالح: أولاً نشكر السيد على هذا المجهود الجبار الذي يبذله، الله يبارك بك ويوفقكم ويعطيك الصحة والعافية. عندي نقطتان: الأولى بخصوص إسلام أبي هريرة … الثانية: هناك حديث عن الخليفة الثاني …
سماحة السيد كمال الحيدري:  أخي العزيز لا تخرجوا عن موضوع البحث، بحثنا ليس في الخليفة الثاني وليس في أحد من الخلفاء، ولسنا هنا بصدد الطعن بأحد، وإنما بصدد بيان هذه الحقيقة وهو أنه ليس كل ما ورد في صحيح البخاري وصحيح مسلم كل ما ورد في صحيح 100% وإلا كيف نوجه مثل هذه الروايات، نحن نريد أن يكون حديثنا مرتبط بموضوع البحث وهو البخاري، أما فيما يتعلق بأبي هريرة بأنه متى أسلم، هذه أبحاث تأريخية لعلنا نقف عندها إذا وفقنا.
وأما فيما يتعلق بما ورد عن الخليفة الأول أو الثاني او الثالث هذا كله لعلنا في الموضع المناسب سنشير له.
المُقدَّم: الأخ أبو إبراهيم من الكويت، تفضلوا.
الأخ أبو إبراهيم: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو إبراهيم: سؤال واحد عندي بالنسبة لأبي هريرة.
سماحة السيد كمال الحيدري: لم يكن موضوعنا في أبي هريرة، موضوعنا كان في البخاري وغير ذلك، أما أبو هريرة فله حديث مستقل آخر، نحن لا نخرج عن موضوع البحث.
المُقدَّم: الأخ أبو حسين من السعودية، تفضلوا.
الأخ أبو حسين: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو حسين: بالنسبة للسؤال حبذا لو تعرضون أقوال بعض أقوال الوهابية في صحيح البخاري وأين يذكر بأنه كله صحيح. وبالنسبة للاقتراح للقائمين على القناة وهو تقتطعوا مقطعاً للسيد ويعرض قبل الاتصالات لكي يحل مشكلة المطالبة …
سماحة السيد كمال الحيدري:  أنا أحس بهذه القضية، وهي أنه يريدون أن يستغلوا هذا البرنامج لأنه يشاهده الملايين أن يعرفوا ببعض الأسماء من خلال البرنامج، ولذا أنتم تجدون بأنه عندما تذكر الأسماء لأن هذا البرنامج ليس للتعريف ببعض الأشخاص الذين أساساً لم يعرف أنهم من أهل العلم. نعم، خرجوا على الفضائيات ولكن ليس كل من خرج على الفضائية فهو من أهل العلم.
المُقدَّم: الأخ أبو حوراء من السعودية، تفضلوا.
الأخ أبو حوراء: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو حوراء: عندي مداخلة بسيطة بخصوص صحيح البخاري، صحيح البخاري يروي رواية أن عمر بن الخطاب ضرب أبا هريرة بالدرة ونفاه لأنه كان يكذب على رسول الله.
سماحة السيد كمال الحيدري:  هذه الروايات موجودة وليس بحثنا الآن في أبي هريرة وأنه ضرب وأنه طرد وأنه فعل به ما فعل، ذاك بحث موكول إلى محله.
المُقدَّم: الأخ أبو جعفر من الأمارات، تفضلوا.
الأخ أبو جعفر: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو جعفر: ذكرتم بالنسبة للبخاري أنه اتخذوه المصدر الأول أو الكتاب الأول لنقل الأحاديث حيث نقل 440 حديث عن أبي هريرة، وذكرتم فيما مضى أن مسند أحمد نقل 3800 حديث، أنا أعتقد أن الأفضلية لصحيح البخاري أنه ابتعد كلياً عن أحاديث أهل البيت. هذا أولاً. وثانياً أنه لم يذكر حديثاً عن الإمام الصادق، وثالثاً أن البخاري ذكر عدة تدليسات.
سماحة السيد كمال الحيدري:  الميزان الأول أنه صار أصح كتاب لأنه لم يذكر فضائل أهل البيت. نحن أشرنا إلى مورد ولعلنا نشير في الحلقة القادمة من الأطروحة المهدوية إلى بعض الموارد الأخرى في صحيح البخاري لنعرف أنه راعى الموازين العلمية والأمانة العلمية أو لا ونرجع إلى بحث حديث الثقلين.
المُقدَّم: شكراً لكم آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً لكم مشاهدينا الكرام، إلى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  • جديد المرئيات