نصوص ومقالات مختارة

  • قداسة دم الحسين عليه السلام في مصادر الصحابة ق (1)

  • قداسة دم الحسين عليه السلام في مصادر مدرسة الصحابة ق (1)

    2010/02/11

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين محمد وآله الطيبين الطاهرين واصحابه المنتجبين. السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله تعالى وبركاته، نحييكم اطيب تحية ونلتقيكم في حلقة جديدة من برنامج: مطارحات في العقيدة، عنوان حلقة الليلة: قداسة دم الحسين عليه السلام في مصادر مدرسة الصحابة. يسرنا ان نرحب بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحبا بكم سماحة السيد.

    سماحة السيد كمال الحيدري: اهلا ومرحبا بكم دكتور.

    المقدم: حياكم الله. سماحة السيد قد يسأل السادة المشاهدين الكرام يقولون ما وجه ارتباط هذا البحث في معالم الاسلام الاموي انتم تتحدثون عن معالم الاسلام الاموي فهل لهذا الموضوع ربط؟

    سماحة السيد كمال الحيدري: اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. اللهم صل على محمد وآله محمد. في المقدمة بودي ان اشير بانه هذا البحث انما عرضت له لسبب بسيط جدا وهو اننا عندما نراجع الاتجاه الاموي بشكل عام والنهج الاموي بشكل عام نجد انه يحاول ان يقلل من قيمة الحادثة والواقعة التي وقعت في كربلاء، وبالخصوص لا يريد ان يعطي بعدا اساسيا للدم الذي اريق في كربلاء من سبط رسول الله صلى الله عليه وآله، وبطبيعة الحال يحاول ان يرتب على ذلك اثر انه ارض كربلاء والتربة الكربلائية والتربة الحسينية أيضاً ليست لها تلك القيمة التي يحاول اتباع مدرسة أهل البيت ان يعطوا قيمة لهذه التربة ولهذه الأرض بقصدها وزيارتها وشمها وو إلى غير ذلك، بل اكثر من ذلك نجد انهم يحاولون ان يفضلوا عليها، ماذا يفضلوا؟ يفضلوا عليها دم عمر بن سعد الذي قُتل يقولون ان قتله كان أعظم من قتل الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام.

    المقدم: مع انه هو القاتل الاول.

    سماحة السيد كمال الحيدري: الآن قد يستغرب المشاهد في هذه ولكنه سأقرأ النصوص له من الاتجاه الاموي لتتبين له هذه الحقيقة. الحقيقة التي نريد ان نقف عندها هو ان هؤلاء يحاولوا ان يقللوا قيمة الحركة الحسينية والنهضة الحسينية لا في زمان وقوعها فقط بل على مر التاريخ والى يومنا هذا وانا اتصور ان المشاهد الكريم يكفي ان ينظر بنظرة عابرة إلى جملة من الفضائيات التي تنتسب إلى الاتجاه الاموي ليجد ان هناك تركيز على الشعائر الحسينية وعلى قضية الارتباط بالنهضة الحسينية، وعلى قضية الارتباط بالحسين وبدم الحسين والبكاء على الحسين وعلى قضية الارتباط بتربة الحسين والتربة الحسينية، انا اتصور ان القضية واضحة لمن يراجع ولمن ينظر إلى هذه الفضائيات، ولذا ارتباط هذا البحث ببحثنا السابق وهو أو ما هو موضوع بحثنا وهو معالم الاسلام الاموي نريد ان نقول للمشاهد الكريم ان قضية الحسين ليست هي قضية ابتدعها الشيعة، ليست القضية الحسينية من ابتداعات ومن الأمور التي ابتدعتها مدرسة أهل البيت واتباع وشيعة مدرسة أهل البيت وانما القضية الحسينية والدم الحسيني والتربة الحسينية من الأمور التي اهتم بها الوحي الالهي، من الأمور التي اهتم بها النبي الاكرم صلى الله عليه وآله سيد الانبياء والمرسلين، من القضايا التي بكى عندها الرسول الاعظم، من الأمور التي وقف عندها النبي الاكرم وائمة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام الآن ما اريد اتكلم عن ما ورد عن ائمة أهل البيت في قضية التربة الحسينية وعن دم الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام، وانما اريد ان اتكلم بالخصوص في ما ورد عن الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وفيما ورد عن الإمام امير المؤمنين عن الإمام علي بن ابي طالب فيما يتعلق بارض كربلاء والتربة الكربلائية والتربة الحسينية وهنا لابد ان لا يخلط المشاهد الكريم من اقول التربة ليس مرادي ذلك القطعة من التراب التي نسجد عليها، لا، مرادي ارض كربلاء التربة بالمعنى اللغوي لا بالمعنى الاصطلاحي يعني ان نأخذ قطعة منها ونصلي عليها ذلك له حديث آخر الآن ليس محل بحثي هذا، وهنا نريد ان نقول بأنه نحن نهتم بذلك لأن النبي الاكرم صلى الله عليه وآله اهتم بذلك، نحن نقدس ونتبرك بهذه التربة لأن رسول الله صلى الله عليه وآله اعطى قيمة خاصة وخصوصية خاصة لهذه التربة لم نعهدها في اي تربة وفي اي ارض وفي اي دم من دماء الانبياء والاوصياء جميعا، هذه هي القضية المركزية التي اريد ان اطرحها، اما لماذا اقول الاتجاه الاموي يحاول ان يضعّف هذا يقلل من اهمية هذا؟ خير شاهد على ما اقول انظروا ماذا يقول الشيخ ابن تيمية ما يصطلحون عليه بشيخ الاسلام ويقولون انه محب لعلي ولأهل بيت علي، انظروا ماذا يقول في منهاج السنّة المجلد الثالث لابن تيمية، منهاج السنّة النبوية التي هي تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم، الطبعة الثانية منها، طبع على نفقة كذا (1411 من الهجرة-1991) بمناسبة افتتاح المدينة الجامعية، هناك في صفحة (70) من هذا الكتاب انظروا ماذا يقول، انظروا ماذا يقول هذا الإنسان حتى يتضح لجميع المشاهدين بل للمسلمين بل لاتباع ابن تيمية الذي يعتقدون انه يحب أهل البيت ومن أهل البيت الحسين بلا شك يعني سبط رسول الله يعني ريحانة رسول الله يعني سيد شباب أهل الجنة يعني واحد من اصحاب الكساء الذين هم أهل البيت وغير ذلك، انظروا ماذا يقول، يقول: “ومن المعلوم ان عمر بن سعد امير السرية” انظروا كيف يقلل القضية اذن الذين قاتلوا الحسين كانوا سرية يعني مئة نفر، مئتين نفر، عشرين نفر خمسين نفر ثلاثمئة نفر وليس جيش كامل ابتعثه ابن زياد بأمر يزيد لمقاتلة الحسين، انظروا قلت لكم بهذا الاسلوب، “ان عمر بن سعد امير السرية التي قتلت الحسين” يقبل انه قاتل سبط رسول الله، قاتل ريحانة رسول الله قاتل سيد شباب أهل الجنة، التفت “مع ظلمه (يقبل انه كان ظالما لا يعبّر عنه انه كذا غير ذلك يقول ظلم ليس اكثر) وتقديمه الدنيا على الدين (التفت) لم يصل في المعصية إلى فعل المختار بن ابي عبيد الذي اظهر الانتصار للحسين” يعني معصية المختار أعظم عند الله من معصية قاتل الحسين، هذا معناه ماذا؟ هذا معناه ان دم عمر بن سعد اهم واعظم واشرف عند ابن تيمية من دم الحسين.

    المقدم: والا لماذا يفضل على المختار مثلا!

    سماحة السيد كمال الحيدري: هذه القضية التي اريد المشاهد الكريم واقولها ملء اسف، ماذا اقول لا اعلم انه واقعا يمكن لأحد ان يكون في ملة الاسلام ويكون في علمكم بعد ذلك سيتضح انه وهل يوجد نصب اعلى من النصب الذي صدر من عمر بن سعد بعد، ما هو معنى النصب؟ اليس معناه ان يبغض عليا واهل بيته، اكثر من القتل واكثر مما فعل بالحسين وبأهل بيته، الآن لا اريد ادخل في التفاصيل.

    المقدم: اذا كان يزيد في الشام فهذا قاتل.

    سماحة السيد كمال الحيدري: هذا قاتل هذا لا يوجد شك، قد يبرؤون يزيد من قتل الحسين يقولون لم يكن لم يأمر بذلك لم يرض بذلك، لنا حديث سيأتي وهم كاذبون في هذا لأن يزيد هو الذي امر بذلك، على اي الاحوال يقول “لم يصل (عمر بن سعد) في المعصية إلى فعل المختار بن ابي عبيد الذي اظهر الانتصار للحسين وقتل قاتله” يعني ذنب المختار في قتل عمر بن سعد وقتلة الحسين ذنبه أعظم من ذنب عمر بن سعد الذي قتل سبط رسول الله، الذي قتل سيد شباب أهل الجنة، الذي قتل واحد من أهل البيت، الذي قتل صحابيا هذا بعد لا شك عندكم انه من اجلة الصحابة الحسين بن علي، هذا هو المنطق الذي نحاربه وهذا هو المنطق الذي انتم تجدونه الآن على الفضائيات، هذا المنطق الذي يدافع عنه الشيخ ابن تيمية، هذا المنطق الذي إلى الآن يقول نحن نحب يزيدا ونحب بني امية ونحب معاوية وانهم اصحاب رسول الله وان معاوية كان كذا وكذا هذا هو نفس هذا النهج إلى يومنا قائم، ولكن كيف يظهرونه؟ يظهرونه بعنوان انه هذه بدع وان رسول الله لم يفعل ذلك وسيرون ان رسول الله فعل ذلك أو لم يفعل ذلك، سيتضح هذا، اقرأ العبارة مرة أخرى واقعا الإنسان لو يقرأ العبارة هذه مئة مرة مولانا مع ذلك يقول واقعا يمكن ان تصدر من عالم من علماء المسلمين يحترم نفسه وعلمه قال “لم يصل في المعصية إلى فعل المختار الذي اظهر الانتصار للحسين وقتل قاتله بل كان هذا (يعني المختار) اكذب واعظم ذنبا من عمر بن سعد”. التفتوا جيدا يقول بان ذنب المختار في قتله قتلة الحسين أعظم ذنبا أعظم من ذنب عمر بن سعد الذي قتل الحسين، فهذا الشيعي شر من ذلك الناصبي، التفتوا هو يعلم انه ناصبي ولكنه مع ذلك يدافع عنه، التفتوا جيدا ايها المسلمون يقول بان هذا الشيعي يعني المختار شر من ذلك الناصبي يعني عمر بن سعد، يعني يقبل انه ناصبي واذا كان ناصبيا صار منافقا واذا صار منافقا يعني في الدرك الاسفل من النار ولكن مع ذلك يقول هذا الشيعي يعني المختار شر من المنافق، والآن انا لست في هذا البحث انه هو قصده شيعة وناصبة لا لا، وانما اتكلم عن المنهج، المنهج يعتقد ان الناصبية وان النواصب الذين ابغضوا عليا وتدينوا ببغض علي وموالاة معاوية هؤلاء أفضل ممن والوا عليا وابغضوا معاوية.

    المقدم: ورسول الله يقول اللهم وال من والاه وانصر من نصره.

    سماحة السيد كمال الحيدري: ويقول ان حبه ايمان وبغضه كفر ونفاق، لا اتكلم عن رواية الكفر وانما عن رواية النفاق وهذه بعد واردة في صحيح مسلم وغير مسلم، على اي الاحوال، اذن انا انما طرحت هذا البحث ليتضح واقعا ان دم الحسين وان قتل الحسين واقعا اقل من قتل عمر بن سعد، وان دم عمر بن سعد اشرف واعظم من دم الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام هذا ما نريد ان نقف عليه في هذه الليلة ان شاء الله في هذه الحلقة والحلقات القادمة لنرى ماذا يقول علماء مدرسة الصحابة ماذا يقول علماء المسلمين في دم الحسين وفي التربة التي اريق فيها دم الحسين.

    المقدم: احسنتم كثيرا، اذن سماحة السيد اشرتم إلى انه توجد نصوص يعني المتتبع هل يجد نصوصا في مصادر مدرسة الصحابة تثبت ان رسول الله صلى الله عليه وآله اشار إلى مقتل الإمام الحسين عليه السلام في ارض كربلاء في شط الفرات؟

    سماحة السيد كمال الحيدري: وانه اعطى اهمية لهذا الدم أو انه لا واقعا دم الحسين كدم اي سبط من اسباط الانبياء السابقين كأي مسلم كأي مؤمن كأي صحابي، يعني ساوى رسول الله بين دم الحسين وبين دماء الآخرين من الصحابة من الاسباط من الاولاد من الاقرباء من اولي القربى من أهل البيت لا توجد هناك خصوصية؟ في الواقع هذه قضية اساسية بودي ان المشاهد الكريم يلتفت اليها بشكل دقيق ان الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله أو بعبارة اوضح ان الله سبحانه وتعالى كيف تعاطى وتعامل مع دم الحسين اولا ومع التربة التي اريق فيها دم الحسين ثانيا، هاتان قضيتان انا اريد ان اقف عندها ان شاء الله تعالى في هذه الليلة، في الواقع ان النصوص في ذلك كثيرة والمصادر كثيرة ولكن انا احاول ان اقف عند اهم النصوص الواردة في هذا المجال وعند كبار علماء مدرسة الصحابة يعني ممن لا يشك في علمهم وفي كونهم يعدون من الائمة الكبار في علم الحديث وفي علم الجرح والتعديل والرجال، المصدر الأول دكتور ما ورد في فضائل الصحابة لابن حنبل، رسائل جامعية كتاب فضائل الصحابة للإمام ابي عبد الله احمد بن محمد بن حنبل المتوفى سنة (241 من الهجرة) حققه وخرّج احاديثه وصي الله بن محمد عباس الاستاذ المشارك بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، الجزء الثاني طبعة جديدة ومنقحة دار ابن الجوزي، في هذا الكتاب التي هي الآن حتى تكون محفوظة، الطبعة الثالثة جميع الحقوق محفوظة لدار ابن الجوزي الطبعة الثالثة (1426 من الهجرة) يعني من احدث الطبعات في هذا المجال، هناك في الجزء الثاني صفحة (965) من الكتاب في الحديث (1357) في فضائل الصحابة قال “حدثنا عبد الله، قال حدثني ابي، (قال فلان قال حدثني فلان) عن عائشة أو أم سلمة كان وكيع شك هو ان النبي قال لاحداهما” الآن سواء كانت أم المؤمنين عائشة أو أم المؤمنين أم سلمة لا فرق، “لقد دخل (من يقول؟ رسول الله) لقد دخل عليّ البيت ملك لم يدخل عليّ قبلها، فقال لي: ان ابنك هذا حسين مقتول، فان شئت آتيك من تربة الأرض التي يقتل فيها، قال: فاخرج اليّ تربة حمراء” الآن لا اعلم ولا اريد ادخل في التفسير لماذا ان تربة كربلاء صارت تربة حمراء؟ ما هو اثر دم الحسين حتى يؤدي إلى ان تكون هذه التربة تربة حمراء؟

    المقدم: بكت عليهم السماء والارض.

    سماحة السيد كمال الحيدري: المهم الآن ما اريد ادخل الله يعلم دكتور في التفاصيل اريد ان اقف عند نص الاحاديث حتى لا يقولون ان هذا التفسير من اين جاء به لا يوجد في النص، نريد ان نكون حرفيين ولا نخرج عن النصوص ابدا، انظروا ماذا يقول في ذيل الحديث المحقق يقول التفتوا جيدا المشاهد بودي يلتفت يقول “اسناده صحيح”، اعيده “اسناده (الحديث 1357 يقول) اسناده صحيح” وبودي ان المشاهد الكريم يدخل على المواقع ويستخرج فضائل الصحابة وسيرى بانه هذا المعنى موجود، ثم يقول “واخرجه في المسند وقال الهيثمي في مجمع الزوائد رواه احمد ورجاله رجال الصحيح، واخرجه الطبراني عن عائشة، واخرجه احمد وقال في مجمع الزوائد رواه احمد وابو يعلى والبزاز والطبراني ورجاله ثقات” هذا النص هذا المورد الأول دكتور. المورد الثاني ما ورد في مسند ابي يعلى الموصلي، في مسند ابي يعلى الموصلي الجزء الأول صفحة (298) هذا هو النص، بودي ان المشاهد الكريم يلتفت، مسند ابي يعلى الموصلي الإمام الحافظ احمد بن علي بن المثنى التميمي المتوفى سنة (307 من الهجرة) الجزء الاول، حققه وخرّج احاديثه حسين سليم اسد، مكتبة الرشد ناشرون، دار المأمون للتراث، حتى نعرف الطبعة أيضاً اي طبعة المشاهد الكريم يستطيع ان يراجعها كما يريد، الطبعة الاولى سنة (1430 من الهجرة)، انا حاولت انه استخرج أو اتي بالطبعات الحديثة وجزاه الله هنا واقعا لابد اشكر الاخوة الذين هيئوا لنا هذه المصادر بشق الانفس وبعثوه الينا ان شاء الله سبحانه وتعالى يشركهم في اجر هذا البرنامج ويجعله ان شاء الله في ميزان حسناتهم، انظروا ماذا يقول “الرواية عن عبد الله بن نجي عن ابيه انه سار مع علي وكان صاحب مطهرته” طبعا الجزء الأول صفحة (298) الحديث (363)، يقول “انه سار مع علي وكان صاحب مطهرته (يعني عندما يريد ان يتطهر هذا كان) فلما حاذى نينوى، وهو منطلق إلى صفين (في معركته مع معاوية) فنادى علي: اصبر ابا عبد الله، اصبر ابا عبد الله بشط الفرات، قلت: وماذا يا ابا عبد الله؟” قلت وماذا يسأل.

    المقدم: سماحة السيد ابا عبد الله وضحوا العبارة، يعني من هو ابو عبد الله؟

    سماحة السيد كمال الحيدري: احسنتم يعني السائل يسأل امير المؤمنين هذا يا ابا عبد الله من هو هذا الذي تقول اصبر يا ابا عبد الله اصبر يا ابا عبد الله السائل الراوي يقول سألت عليا سلام الله عليه، وماذا ما هذه ابا عبد الله ابا عبد الله، لأن الإمام سلام الله عليه الإمام علي لم يشر إلى من هو قال “اصبر ابا عبد الله، اصبر ابا عبد الله” فالسائل سأله قلت وماذا يا ابا عبد الله ما معنى يا ابا عبد الله.

    المقدم: ماذا تقصد من جملة يا ابا عبد الله.

    سماحة السيد كمال الحيدري: “قال (علي اجابه) “قال دخلت على النبي (صلى الله عليه وآله) ذات يوم وعيناه تفيضان” بودي ان المشاهد الكريم يلتفت جيدا بكاء شديد، تفيضان يعني ان الدموع تنهمر مستمر.

    المقدم: ليس بكاء عاجلا وسريعا.

    سماحة السيد كمال الحيدري: احسنتم، “وعيناه تفيضان، قال قلت يا نبي الله اغضبك احد (حتى ادى إلى هذا الحال)؟ ما شأن عينيك تفيضان؟ قال بل قام من عندي جبريل قبل” يعني قبل ما تأتي جاءني جبريل، التفتوا انا بعد لا يوجد عندي وقت بعد ذلك ان اعيد هذه النصوص دكتور، اولا الذي جاء به من؟ جبريل، ثانيا ان رسول الله عيناه تفيضان من الدمع، “فحدثني ان الحسين يقتل بشط الفرات” الآن هذه النكتة لعله والله العالم ان رسول الله يريد ان يقول مع انه قريب من شط الفرات ولكن يقتل ضمآنا يقتل عطشانا على اي الاحوال الآن ما اريد ان ادخل في تفسير الرواية، قال “ان الحسين يقتل بشط الفرات، قال: فقال هل لك (من قال؟ جبريل لرسول الله) هل لك ان اشمك من تربته؟” ما ادري والله ما هي الخصوصية في هذه التربة ان اولا يأتي بها جبريل وثانيا يعرض على رسول الله ان يشم هذه التربة، لماذا؟ طبعا يكون في علم المشاهد الكريم الآن كما قلت مرارا لست بصدد انه اتكلم في شرح الرواية وفي تفسير الرواية هذا من الواضح ان هذه التربة التي جاء بها ليست هي قطعة من الأرض المادية، والا قطعة من الأرض المادية تلك بعد لم يقع عليها دم الحسين حتى تكون حمراء، اذن قضية مرتبطة بعالم الغيب مرتبطة بعالم الملكوت مرتبطة بعالم آخر والا بعد لم يقع عليها دم الحسين كيف تكون حمراء وفيها خصوصية يشم منها رائحة الحسين، اي تربة هذه؟ قال جبرائيل للنبي “هل لك ان اشمك من تربته؟ قال: قلت نعم (يعني اريد ان اشمها)، قال: فمد يده فقبض قبضة من تراب فاعطانيها، فلم املك عيني ان فاضتا” واضح هذا المعنى، الرواية التفتوا جيدا، المعلق يقول “اسناده حسن”، ثم يقول وقال “وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد وقال رواه احمد وابو يعلى والبزاز والطبراني ورجاله ثقات” واضح دكتور إلى هنا إلى الآن واضح انه كل الروايات التي ننقلها روايات اما صحيحة واما حسنة ورجالها ثقات، يقول “ونينوى بكسر اوله، وسكون ثانية وفتح (فلان بوزن فلان) وهي قرية يونس عليه السلام بالموصل، وبسواد الكوفة ناحية قال لها منها كربلاء التي قتل بها الحسين معجم البلدان الجزء الخامس.. إلى آخره”، هذا هو المصدر الثاني. المصدر الثالث نفس هذا المعنى ورد أيضاً في مسند ابي يعلى الموصلي أيضاً في نفس الجزء السادس صفحة (129) في نفس هذا الكتاب يعني في نفس الذي اشرنا اليه وهو في الحديث (3402) الجزء السادس “عن انس بن مالك قال استأذن ملك القطر ربه ان يزور النبي” هذا يكشف عن انه هذه القضية كانت مرة واحدة أو تكررت على النبي؟ مرات، لانه مرة جبرائيل ومرة ملك لم ينزل عليّ قبل، ومرة ملك القطر يعني ملك المطر، يعني المشاهد لابد ان يلتفت ان هذه القضية ليس مرة ومرتين جاءت إلى النبي وانما كان الوحي الالهي كان يؤكد على هذه القضية، يعني مرة جبرائيل ومرة ملك المطر ومرة ملك لم يسبق ان جاءني قبل ذلك ونحو ذلك، قال “عن انس بن مالك” طبعا حدثنا “عمارة بن زاذان حدثنا ثابت البناني ” طبعا هذا عمارة بن زاذان فيه كلام وبعد ذلك سيأتي، “عن انس بن مالك قال: استأذن ملك القطر ربه ان يزور النبي، فأذن له، وكان في يوم أم سلمة (في اليوم الذي كان عند أم سلمة أم المؤمنين) فقال النبي يا أم سلمة احفظي علينا الباب لا يدخل علينا احد، قال فبينما هي على الباب اذ جاء الحسين بن فاقتحم، ففتح الباب، فدخل، فجعل النبي يلتزمه ويقبله، فقال الملك: اتحبه؟ قال نعم، قال: ان امتك ستقتله ان شئت اريتك المكان الذي تقتله فيه” الآن الحديث واقعا فيها ذيل طويل، لا ينسب القتل إلى سرية كما يحاول هذا صاحب الهوى الاموي والعقيدة الاموية الشيخ ابن تيمية ان ينسبه إلى ماذا؟ إلى سرية، النص ماذا يقول؟ الامة.

    المقدم: الذين بيدهم السلطان القيادة، الدولة.

    سماحة السيد كمال الحيدري: اريد ابين بانه كيف يريد يستسهل الأمر يقلل من اهميته وعظمته، قال “ان امتك ستقتله ان شئت اريتك المكان الذي تقتله فيه، قال نعم، قال فقبض قبضة من المكان الذي قتل فيه فاراه فجاء سهلة أو تراب احمر” يقول “عند احمد (المعلق يقول) عند احمد فضرب بيده فاراه ترابا احمر، فاخذته أم سلمة فجعلته في ثوبها” يعني اعتنت بهذه القبضة من التراب، الآن اذا نحن والله ما ادري اذا اخذنا قبضة من تراب كربلاء واحتفظنا، يقول اشركت هذه بدعة، هذا الكلام الذي واقعا للجهلة، هذا فعل أم المؤمنين، يقولون لم يفعله صحابي ولا صحابية، هذا فعل صحابية فعل زوج النبي فعل أم المؤمنين، هذه رواية ما فيها شك، وأمام رسول الله ونحن نعلم ان رسول الله صلى الله عليه وآله هذا اقرار داخل في اقرار النبي، “فاخذته أم سلمة فجعلته في ثوبها، قال ثابت فكنا نقول: انها كربلاء” يعني هذه القطعة من كربلاء، يقول “اسناده حسن (الحاشية رقم 2 المعلق يقول) واخرجه احمد، وابو نعيم في دلائل النبوة، واخرجه احمد من طريق مؤمل كلاهما وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد وقال رواه احمد وابو يعلى والبزاز والطبراني باسانيد وفيها عمارة بن زاذان، وثقه جماعة” لانه قلت فيه كلام انه موثق أو غير موثق، “وفيه ضعف (طبعا في نظره في نظر المحقق) وبقية رجال ابي يعلى رجال الصحيح وانظر سير اعلام النبلاء” وسيأتي بعد ذلك، هذا أيضاً مورد آخر. من الموارد الأخرى التي ورد ولا مجال للشك فيه ما ورد في مسند الإمام احمد المجلد (44)، الموسوعة الحديثية مسند الإمام احمد بن حنبل المتوفى (241 من الهجرة) حقق هذا الجزء وخرّج احاديثه وعلّق عليه شعيب الارنؤوط، محمد نعيم العرقسوسي، ابراهيم الزيبق، محمد انس، الجزء الرابع والاربعون، مؤسسة الرسالة، في الطبعة الثانية (1429 من الهجرة)، هناك في الجزء (44) صفحة (143) من الكتاب وهذه نص العبارة، صفحة (143) في الحديث (26524) الرواية “ان النبي قال لاحداهما (يعني عائشة أو أم سلمة) لقد دخل عليّ البيت ملك لم يدخل عليّ قبلها فقال لي ان ابنك هذا حسين مقتول وان شئت اريتك من تربة الأرض التي يقتل بها، قال فاخرج تربة حمراء، حديث حسن بطرقه”.

    المقدم: بكل الطرق.

    سماحة السيد كمال الحيدري: احسنتم، حديث حسن بطرقه، طبعا يقول وهذا اسناد ضعيف لانقطاعه ولكنه بعد ذلك ماذا يقول، بمجموع الطرق ما هو؟ هذا الحديث ضعيف وبعد ذلك سيأتي ان العلامة الالباني أيضاً سيشير يقول وان كان في بعض اسناد هذا الحديث ضعف الا ان بمجموع الطرق يكون الحديث قوي، حديث فلان يقول وهو عند احمد في الفضائل واخرجه فلان واخرجه الطبراني، واورده الهيثمي قال ورجاله رجال الصحيح، واخرجه ابن طهمان في مشيخته، واخرجه ابن ابي شيبة، واخرجه الطبراني، هذا لماذا يقول الطبراني الطبراني؟ باعتبار انه طرق الحديث متعددة، وهذا يكشف عن ان طرق الحديث ليس هناك طريق واحد بل صحابي واحد ولكن له طرق متعددة، يعني بعبارة اوضح وواضحة ليس كل صحابي نقل عنه طريق واحد وشخص واحد وانما صحابي واحد نقل عنه اكثر من طريق، ومن الموارد دكتور أيضاً التي اذا ان شاء الله عندي وقت فيما ورد في تاريخ الاسلام للذهبي، انا عندما اقول تاريخ لا يذهب الذهن ان هؤلاء مؤرخين لا يعرفون، الذهبي عالم ومحقق وإمام، الذهبي كما نعلم هو إمام وهو متهم أيضاً بالنصب كما قرأنا في موارد سابقة، قال في تاريخ الاسلام ووفيات المشاهير والاعلام للحافظ المؤرخ الذهبي المتوفى (748 من الهجرة) حوادث ووفيات (61 إلى 80)، هذا الكتاب كما يعلم المشاهد الكريم لابد ان يعلم انه يقع في ثلاثة وخمسين مجلد ولكنه لا توجد فيه اجزاء وانما فيه فقط السنين يعني حوادث ووفيات (61 إلى 80 من الهجرة) تحقيق الدكتور عمر عبد السلام تدمري، الناشر دار الكتاب العربي، هناك صفحة (123) طبعا هذه الطبعات انا لا اعيدها حتى المشاهد يستطيع انه يرجع اليها ولا نأخذ وقتا كثيرا فيها، هذا لا يشير إلى عدد الطبعات، هناك في صفحة (123) هذه عبارته، عبارة الإمام الذهبي يقول نفس الرواية عن أم سلمة فلان قال لها دخل عليّ البيت يقول ورواه عبد الرزاق الا انه قال، ثم يقول واسناده، الإمام الذهبي يقول “واسناده صحيح رواه احمد وروي عن (فلان) وروي ان رسول الله (فلان) إلى آخره” يذكر مجموعة من الروايات الواردة في هذا المجال. من الموارد الأخرى التي ورد فيها هذا الحديث وبدأ الوقت يضيق جدا علينا ما ورد في سير اعلام النبلاء الجزء الثالث صفحة (290) وهناك يعبّر الإمام الذهبي بـ”واسناده صحيح” ومن الموارد الأخرى التي ورد فيها ما ورد في صحيح الجامع الصغير لتأليف محمد ناصر الدين الالباني، اشرف على طبعه زهير الشاويش، المجلد الاول، المكتب الاسلامي، هناك يقول الجزء الأول صفحة (73) الحديث (61) يقول “اتاني جبريل فاخبرني (من الذي جاءه؟ جبريل امين الوحي الذي لا يأتي لامور عادية وانما لمهمات الأمور يكون جبرائيل هو الواسطة) فاخبرني ان امتي ستقتل ابني هذا يعني الحسين، واتاني بتربة من تربته حمراء (يقول) صحيح” التفتوا جيدا ثم يقول لابد من الرجوع إلى الصحيحة يعني سلسلة الاحاديث الصحيحة رقم (821)، انا بودي ان المشاهد الكريم يسمح لي ان ارجع إلى سلسلة الاحاديث الصحيحة، تأليف محمد ناصر الالباني، المجلد الثاني يعني من الحديث (501 إلى الحديث 1000) هناك في الحديث (821) يقول “اتاني جبريل فاخبرني ان امتي ستقتل ابني هذا يعني الحسين، فقلت هذا؟ فقال نعم؛ واتاني بتربة من تربته حمراء، اخرجه الحاكم وعنه البيهقي (الى ان يقول) الرواية عن أم الفضل بنت الحارث انها دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالت: يا رسول الله اني رأيت حلما منكرا الليلة، قال: وما هو؟ قالت انه شديد، قال: وما هو؟ قالت رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري، فقال: رأيتي خيرا؛ تلد فاطمة ان شاء الله غلاما فيكون في حجرك (يعني رسول الله عبّر لها رؤياها) فولدت فاطمة الحسين، فكان في حجري كما قال رسول الله، فدخلت يوما إلى رسول الله فوضعته في حجره، ثم حانت مني التفاتة فاذا عينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) تهريقان من الدموع (تجري جريان من الدموع) فقلت يا نبي الله بابي انت وامي ما لك؟ فذكره (فذكر هذا، قال واتاني بتربة حمراء من تربته)، قال وقال صحيح على شرط الشيخين”.

    المقدم: هل يشك فيه الشاك بعد ذلك.

    سماحة السيد كمال الحيدري: هذا الحاكم اخرجه وقال عبّر عنه صحيح على شرط الشيخين، الا ان الذهبي قال “منقطع ضعيف”، من قال؟ الذهبي الذي يعلق، هو يقول ماذا يقول العلّامة الالباني، يرد من؟ على الإمام الذهبي يقول “قلت لكن له شواهد عديدة تشهد لصحته” التفتوا جيدا، العلّامة الالباني يؤيد كلام الحاكم النيسابوري ويرد على الإمام الذهبي يقول “قلت: لكن له شواهد عديدة تشهد لصحته منها ما عند احمد (ثم ينقل الرواية) لقد دخل عليّ البيت ملك لم يدخل عليّ قبلها.”

    المقدم: احسنتم والقرائن كثيرة تؤيد الصحة.

    سماحة السيد كمال الحيدري: احسنت جزاكم الله خيرا، هذا من الموارد، ومن الموارد الأخرى التي لابد وتستحق ان نقف عندها قليلا ما اشار اليه أيضاً العلّامة الالباني في هذا المجال، العلّامة الالباني في المجلد الثالث في سلسلة الاحاديث الصحيحة، المجلد الثالث يعني من حديث (1001 إلى 1500) سلسلة الاحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها تأليف محمد ناصر الالباني المجلد الثالث والمشاهد الكريم يعلم، في ذيل الحديث (1171) يقول عنوان الحديث “قام من عندي جبريل فحدثني ان الحسين يقتل بشط الفرات” هذه الرواية التي قرأناها عن علي، قرأنا ان عليا ذهب إلى صفين قال اصبر ابا عبد الله اصبر ابا عبد الله ثم قال ماذا يا ابا عبد الله؟ سأل السائل، ينقل الرواية يقول اخرجه احمد عن عبد الله بن فلان دخلت على النبي ذات يوم وعيناه تفيضان وينقل الرواية، ثم يقول “وهذا اسناد ضعيف (الالباني يقول عن هذه الرواية) يقول نجي نجي والد عبد الله لا يدرى من هو كما قال الذهبي، ولم يوثقه غير ابن حبان، وابنه اشهر منه فمن صحح هذا الاسناد فقد وهم” اي اسناد؟ هذا الحديث، بعد ان ينقل هذه الكلمات في التضعيف يقول قلت، التفتوا جيدا المشاهد الكريم لابد ان يلتفت إلى هذه النكات لأن البعض مع الاسف الشديد يدلس يقرأ هذا عن الالباني يقول وضعفه الالباني ولكن هو عنده بعد اسطر يقول “قلت والحديث قال الهيثمي رواه احمد وابو يعلى والبزاز والطبراني ورجاله ثقات” بعد كيف اسناده ضعيف! يقول “ولم ينفرد به نجي هذا” حتى يضعف، لو كان عن طريق نجي فقط يشك فيه، ولذا يقول “قلت يعني ان له شواهد تقويه وهو كذلك” ثم يذكر مجموعة من النصوص التي تقوي سند هذه الرواية إلى ان يأتي في صفحة (162) الآن ما عندي وقت ان انقل الروايات ينقل لا اقل اربعة إلى خمسة طرق من الصحابة اصحاب النبي والصحابيات وازواج النبي لاثبات صحة هذا الحديث، “قلت وبالجملة فالحديث المذكور اعلاه والمترجم له، صحيح بمجموع هذه الطرق”.

    المقدم: صح اذن الحديث.

    سماحة السيد كمال الحيدري: “وان كانت مفرداته لا تخلوا من ضعف” بعض المفردات قد فيها اشكال ولكن هذا لا يؤثر على الدلالة الكلية للصورة، طبعا وقت واقعا ما عندي ان انقل فقط المشاهد الكريم انا اعطيه المصادر حتى يرجع، يراجع لي ان شاء الله تعالى أيضاً صحيح ابن حبان المجلد الخامس عشر صفحة (142)، صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان، تأليف فلان، المجلد الخامس عشر حققه وخرّج احاديثه وعلّق عليه شعيب الارنؤوط، مؤسسة الرسالة هناك الحديث (6742) الرواية اقرأها هذه الرواية فيها خصوصية لا توجد في الروايات السابقة، “الرواية عن انس بن مالك قال استأذن ملك القطر ربه ان يزور النبي، فاذن له، فكان في يوم أم سلمة، فقال النبي احفظي علينا الباب، لا يدخل علينا احد، فبينما هي على الباب اذ جاء الحسين بن علي، فظفر، فاقتحم ففتح الباب فدخل، فجعل يتوثب على ظهر النبي (صلى الله عليه وآله)”، هذا الذي توثبوا بخيولهم على ظهره في كربلاء، هذا الذي داسوا ظهره هو كان يتوثب على ظهر رسول الله، “وجعل النبي يتلثمه ويقبله” هذا الذي كان هذا الفم كان يقبله رسول الله ويتلثمه هو الذي نكث عليه يزيد بمخصرته، بعد ذلك سيتضح انه ابن تيمية شيخ الاسلام ابن تيمية يريد يبرئ يزيد من هذا الفعل يقول نعم ابن زياد فعل ذلك، يزيد لم يفعل لأن الرأس لم يحمل اليه ولم يهد اليه، سنقرأ لكم بعد ذلك انه ماذا يقول ابن تيمية هذا ان شاء الله في المرحلة اللاحقة وفي الفصل اللاحق وفي المحور اللاحق انه ابن تيمية كيف تعامل مع دم الحسين ومع تربة الحسين، انظروا كيف تعامل الوحي مع دم الحسين وتربة الحسين، وكيف تعامل ابن تيمية مع ذلك، كيف كان يتعامل رسول الله صلى الله عليه وآله مع فم الحسين، وكيف تعامل معه يزيد الذي يدافع عنه ابن تيمية ويدافع عنه الذهبي يقول كان شجاعا، لانه قتل الحسين ان الإنسان يتجرأ على ابن بنت رسول الله على سبط رسول الله على ريحانة رسول الله. قال “وجعل النبي يتلثمه ويقبله، فقال الملك: اتحبه؟ قال: نعم، قال اما ان امتك (لا يوجد فيها سرية) ستقتله، ان شئت اريتك المكان الذي يقتل فيه؟ قال: نعم، فقبض قبضة من المكان الذي يقتل فيه، فاراه فجاءه بسهلة أو تراب احمر، فاخذته أم سلمة فجعلته في ثوبها” وفي روايات ان شاء الله سنقرأها من مجمع الزوائد انه جعلتها في قارورة انها جعلتها في صرة وجعلتها في خمارها، احتفظت بها في خمارها هذه القطعة من التراب، هذا أيضاً هنا وكذلك في مجمع الزوائد هناك انا فقط اشير إلى الروايات الواردة في هذا المجال وبودي المشاهد الكريم يرجع في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي المصري المتوفى (807 من الهجرة) تحقيق محمد عبد القادر احمد عطا، المجلد التاسع التي هي منشورات محمد علي بيضون هناك في المجلد التاسع يذكر مجموعة من الروايات دكتور الآن انا لا يوجد عندي وقت ولكنه من هذه الروايات بودي ان اشير إلى رواية واحدة منها قال: “فاخذتها أم سلمة (يعني هذه القطعة من التراب التي ناولها رسول الله) قال: فاخذتها أم سلمة فصرتها في خمارها (هذه في لباسها يعني في خمارها)، قال ثابت بلغنا انها كربلاء. رواه احمد وابو يعلى والبزاز والطبراني باسانيد، وفيها عمارة وثقه جماعة، وفيه ضعف” عمارة بن زاذان قال وثقه جماعة وفيه ضعف وبقية رجال ابي يعلى رجال الصحيح، ثم ينقل مجموعة من الروايات في هذا المجال بعد الوقت لا يسع لذكرها، هذه هي عشرات الروايات التي وردت في هذه القضية الاساسية.

    المقدم: طيب سماحة السيد يعني اذن الآن الخلاصة التي تنتهون اليها هل ان هذه النصوص متواترة أم تعد من قبيل خبر الآحاد؟

    سماحة السيد كمال الحيدري: احسنتم، هذه قضية اساسية وبودي ان المشاهد الكريم انا امر عليها مرورا سريعا لانه الآن ليس محل بحثها، الآن اتضح مما تقدم ان هذه النصوص نقلت عن علي بن ابي طالب بطرق متعددة لا بطريق واحد، ونقلت عن انس بن مالك ونقلت عن أم سلمة أم المؤمنين بطرق متعددة صحيحة، ونقلت عن أم المؤمنين عائشة زوج النبي ونقلت عن ابن عباس بطرق متعددة، ونقلت عن أم الفضل بطريق صحيح، ونقلت عن الإمام الحسين أيضاً بطرق متعددة، سؤال، الآن طبعا اكثر من هذا العدد، واحد واثنين وثلاث واربع وخمسة وستة وسبعة وهناك آخرون، ويتذكر المشاهد الكريم نحن قلنا ان ابن حزم الإمام في هذه المجالات قال انه اذا بلغت الرواية ونقلت من خمسة من الصحابة فهي متواترة، فما بالك انه نقلت اكثر من هذا العدد من الصحابة والرواة عنهم ليس راوٍ واحد وانما رواة متعددة وطرق متعددة قد تبلغ إلى عشرين طريقا الآن ليس محل بحثها هنا تفصيلا، اذن حتى لو بنينا على ذلك المبنى، هناك مبنى في التواتر يقول ان الروايات المكونة للتواتر لابد ان تكون في نفسها صحيحة وحسنة لا انها تكون ضعيفة، اذا كانت ضعيفة لا يتشكل منها تواتر حتى لو قلنا ان التواتر لا يحصل الا من روايات صحيحة وحسنة فهذه الرواية تنطبق عليها ميزان التواتر فهي متواترة، وما معنى متواترة يعني نجزم ونقطع ونتيقن ان هذا الكلام صدر من رسول الله، وان هذا الفعل صدر من رسول الله، وان هذا التقرير صدر من رسول الله، ما معنى اننا على ان الحديث متواتر، يعني ان هذا القول أو الفعل أو التقرير صدر منه جزما بخلاف اخبار الآحاد فانه لا يورث اليقين لا يورث الجزم لا يورث القطع، ولكنه هذه الروايات تورث القطع واليقين والجزم ان هذا الفعل والقول والتقرير صدر من رسول الله صلى الله عليه وآله.

    المقدم: احسنتم، ولذا استدركه الحاكم وقاله على شرط الشيخين.

    المتصل الاخ عباس من الكويت: يعني القضية نفس القضية التي تتكلم عنها ابن تيمية يعني السلالة ماشية وهم اعداء أهل البيت…

    المقدم: احسنتم، شكرا لكم واضح، يقول هذه السلالة كما ان الحسين له اتباع فان لهم ايضا، شكرا للاخ حاج عباس. اذن سماحة السيد في حدود خمس دقائق سماحة السيد واصلوا حديثكم.

    سماحة السيد كمال الحيدري: اذن إلى هنا اتضح لنا بانه اولا ان هذا الحديث صدر من النبي وثانيا ان هذا الحديث متواتر.

    المقدم: حسب موازين مدرسة الصحابة.

    سماحة السيد كمال الحيدري: احسنتم حسب الموازين التي اقروا بها، طبعا هي عندنا متواترة مما لا نشك في ذلك بحسب مصادرنا والروايات الواردة عندنا، وانما انا اريد ان ابين واقعا، واقعا هذا كلامي موجه لاهل العلم موجه لاهل المنبر واقعا عندما يريدون ان ينقلون هذه الاحداث لا ينقلوها عن مقتل فلان ومقتل فلان، هذه المقاتل فليوثقوا هذا المقتل.

    المقدم: قال ابو مخنف وخلص.

    سماحة السيد كمال الحيدري: جيد ابو مخنف من قال أو ابن طاووس من قال أو غيرهما من قال. يا اخواني يا اعزائي واقعا نحن نعيش عصر العلم عصر الدقة عصر التوثيق ارجعوا إلى المصادر كونوا على ثقة ما من حقيقة من الحقائق الاساسية المرتبطة بالمسائل العقدية أو التاريخية، الاساسيات اتكلم، مرتبطة بمدرسة أهل البيت الا وهي موجودة بشكل واضح وصريح وصحيح في مصادر مدرسة الصحابة وهذا ارجع واقول انه ينفعنا كثيرا ليتبين ان ما يقوله الشيعة وما تقوله مدرسة أهل البيت عن الحسين وعن دم الحسين وعن تربة الحسين وعن تربة كربلاء ليست هذه من ابتداعاتهم ليست من اختراعاتهم ليست من السبأية ليست من الفارسية ليست من اليهودية لا ليس الأمر كذلك، والله هذا قاله رسول الله لنا هذا صدر من رسول الله هذا فعل رسول الله هذا تقرير رسول الله صلى الله عليه وآله.

    المقدم: احسنتم كثيرا، اذن سماحة السيد في ما بقي من الوقت يعني ما هي اهم الخصوصيات المذكورة في تلك النصوص.

    سماحة السيد كمال الحيدري: جيد جدا، واقعا هذه انا بودي انه امر عليها مرورا سريعا، اولا ان الذي جاء من الملائكة الذين جاؤوا بهذا الأمر لاخبار رسول الله صلى الله عليه وآله هو جبريل، ونحن نعلم ان جبريل لا يأتي باخبار ان صح التعبير من الدرجة الثانية والثالثة وانما اخبار مهمة واساسية، فلو لم تكن قضية دم الحسين هذا الدم الذي يرى ابن تيمية ان دم عمر بن سعد أعظم واشرف منه، انا بودي هنا فقط اقرأ الكلام الذي قاله، اذا تسمح لي اذكر الخصوصيات دكتور، اولا انه جاء به جبرائيل، ثانيا ان النبي بكى بكاء شديداً لدم الحسين الآن اما فاضت واما تهريقان كما اشرنا، ثالثا ان التربة في كربلاء تحولت إلى حمراء، ما ادري ما هو اثر هذا الدم الذي جعل التربة حمراء، رابعاً ان النبي صلى الله عليه وآله شمها كما قرأنا بشكل متواتر في هذه النصوص.

    المقدم: وبطلب من جبريل.

    سماحة السيد كمال الحيدري: استفسر، ليس طلبا وانما قال اتريد ان تشمها، استفهم من رسول الله، رسول الله طلب ان يشمها، ليس طلب من جبريل، رسول الله طلب ان يشمها، قال ان النبي صلى الله عليه وآله شمها، خامسا ان النبي صلى الله عليه وآله ناول هذه القطعة من التراب لام سلمة فجعلتها في صرة من خمارها فاحتفظت بها، هذه هي الأمور أو الخصوصيات الواضحة في مجموع هذه النصوص المتواترة من رسول الله، سؤالي هنا واقعا ان هذه التربة وهذا الدم الذي اريق من الحسين ان لم تكن في هذا الدم وهذه التربة التي تشرفت بوقوع وإراقة هذا الدم عليها لها خصوصية فلماذا هذا الاهتمام من جبرائيل ومن الملائكة ومن النبي الاكرم صلى الله عليه وآله ومن الصحابة بنقل هذه الاحاديث، هنا انا في الواقع هنا هذا التحدي الكبير الذي اتحدى كل من له المام بهذه الابحاث، اذن القضية الاصلية المشاهد الكريم لابد ان يلتفت بشكل دقيق وواضح إلى انه لو لم تكن هناك خصوصية وعظمة وقداسة واهمية لهذا الدم الذي اريق من سبط رسول الله لماذا هذا الاهتمام من رسول الله، لماذا هذا الاهتمام من الله بواسطة ملائكته، لماذا هذا الاهتمام من الصحابة بنقل هذا الأمر العظيم، والا لو قائل قائل ان هذه التربة لا تفترق عن هذه التربة وان هذا الدم لا يختلف، طبعا يكون في علمكم ان ابن تيمية يعتقد ان دم عثمان أعظم من دم الحسين بل اتضح انه يعتقد ان دم عمر بن سعد اشرف من دم الحسين، هذا اريد ان يعرفه المشاهد الكريم، اريد ان يعرفه للمرة العاشرة اقوله هذا الإنسان الاموي هذا الإنسان الذي اشرّب حب الامويين ودافع عنهم، وندعو الله سبحانه وتعالى من احب قوما حشر معهم سيحشر مع الامويين هذا الإنسان يدافع ويرى ان الدم وان قتل عمر بن سعد الذي يصرح انه قاتل الحسين اعظم، عمر بن سعد أعظم ذنبا من قتل الحسين، اقرأ العبارة مرة أخرى انظروا إلى العبارة مرة أخرى في منهاج السنّة المجلد الثاني، انا قلت لعله الثالث، المجلد الثاني صفحة (70) يقول “ومن المعلوم ان عمر بن سعد امير السرية التي قتلت (قلت يقول سرية مع ان الروايات تقول امة) التي قتلت الحسين مع ظلمه وتقديمه الدنيا على الدين” ويشكلون علينا يقولون لماذا تقولون لعن الله امة قتلتك، بعضهم يشكلون علينا، الملائكة قالت لرسول الله، الامة التي شايعت وبايعت وتابعت إلى يومنا هذا ليست هي سرية ليست قضية تاريخية، لعن الله الامة التي قتلتك شايعت بايعت تابعت على قتلك.

    المقدم: (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا) كل القبيلة.

    سماحة السيد كمال الحيدري: احسنتم جزاكم الله خير، “ومن المعلوم ان عمر بن سعد لم يصل في المعصية إلى فعل المختار الذي اظهر الانتصار للحسين، وقتل قاتله، بل كان هذا اكذب واعظم ذنبا من عمر بن سعد” يعني المختار ذنبه لانه قتل عمر بن سعد أعظم من ذنب عمر بن سعد الذي قتل الحسين، لانه قتل قاتل الحسين، هذه نظرية الامويين.

    المقدم: جزاكم الله خيرا، احسنتم. سماحة السيد هل ذكر خصوصية لابن سعد لتربته حتى يفضله ابن تيمية.

    سماحة السيد كمال الحيدري: انا لا اعلم بانه ما هي الخصوصية، اشير فقط إلى مطلب واحد اقرأه، صفحة (648) من صحيح البخاري، في صفحة (648) في الحديث رقم (3379) قال “ان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما اخبره: ان الناس نزلوا مع رسول الله ارض ثمود، الحجر، فاستقوا من بئرها واعتجنوا به، فامرهم رسول الله ان يهريقوا ما استقوا من بئرها، وان يعلفوا الابل العجين، وامرهم ان يستقوا من البئر التي كانت تردها الناقة” يعني رسول الله ماذا يريد ان يقول؟ هذا ماء وذاك ماء ما الفرق بينهما؟ يقول لا، لأن ناقة الله آية من آيات الله فاذا شربت من بئر اعطت خصوصية ولو بعد ثلاثة آلاف عام، فكيف وان ارض كربلاء لا انه شربت منه ناقة صالح بل الأرض شربت دم الحسين سيد شباب أهل الجنة، الا يستحق ان نتبرك بهذه الأرض إلى قيام الساعة، إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها.

    المقدم: احسنتم، ونعم ما ختمتم به كان ختامه مسك واقعا سماحة السيد، شكرا لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري كما نشكر أيضاً الاخوة المشاهدين والمشاهدات، نستودعكم الله مشاهدينا الكرام والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتــه.

    • تاريخ النشر : 2011/10/19
    • مرات التنزيل : 2657

  • جديد المرئيات