نصوص ومقالات مختارة

  • حديث الثقلين سنده ودلالته ق (9)

  • حديث الثقلين سنده ودلالته ق (9)

    4/07/2010

    المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين.

    تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج الأطروحة المهدوية، عنوان حلقة اليوم (حديث الثقلين سنده ودلالته، القسم التاسع) نرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، أهلاً ومرحباً بكم سماحة السيد.

    سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم دكتور.

    المُقدَّم: الظاهر أن لديكم تمهيداً قبل الدخول في بحث الليلة، تفضلوا سماحة السيد.

    سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

    في المقدمة بودي الإشارة إلى أننا عندما نصر على أن حديث الثقلين إنما ورد بصيغة (كتاب الله وعترتي) لا يتبادر إلى ذهن أحد أننا لا نريد أن نقول أن السنة لا اعتبار بها، لا، ليس الأمر كذلك، بل نحن نعتقد أن السنة هي المفسر الأول لكتاب الله سبحانه وتعالى وذلك بمقتضى قوله تعالى (لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) (وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) إذن لماذا الإصرار على إثبات أن الحديث ورد بهذه الصيغة أو بتلك الصيغة؟ الجواب أولاً لأننا لابد أن نكون أمناء على حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) مقتضى الأمانة الدينية والأمانة العلمية والأمانة الأخلاقية أن نذكر الحديث بالنحو الذي صدر من رسول الله (صلى الله عليه وآله) صدر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا رسول الله هو مصر في كل المواقع وفي كل الموارد التي ذكر فيها أني تارك فيكم الثقلين أو خليفتين، قال كتاب الله وعترتي، أيحق لأحد أن يأتي ويبدل ذلك لأجل حديث ساقط من حيث السند، إلى الآن اتضح للمشاهد الكريم أننا اشرنا إلى طريقين الطريق الأول وهو ما ذكره الإمام مالك في الموطأ كان لا سند له وكان حديثاً مرسلاً، أما الطريق الأول والثاني فقد اتضح للمشاهد الكريم بأنه أساساً لا الطريق الأول تام ولا الطريق الثاني تام، لأنه كل من جاء في الطريقين كان كذاباً، لا أقصد جميعاً، بل أقصد لا اقل واحد منهم كان كذلك. الآن ما هي فذلكة وفلسفة أن النبي (صلى الله عليه وآله) يؤكد على العترة؟

    الجواب: باعتبار أن الرسول يريد أن يقول أن الطريق إلى سنتي إنما يمر من خلال العترة، يعني طريقكم المأمون السليم الصحيح الذي يوصلكم إلى سنتي إنما يمر من خلال أهل بيتي عترتي، إن عليا باب مدين علم الرسول (صلى الله عليه وآله)، المهم إنشاء الله تعالى عندما نأتي إلى فقه الحديث عند ذلك سيتضح للمشاهد الكريم نحن لسنا معارضين لقوله (صلى الله عليه وآله) بهذا المضمون (وسنتي) نحن الذين نعتقد أن السنة لابد من أخذها من طريق صحيح والطريق الصحيح إنما يمر من العترة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام.

    إذن الأمانة العلمية تقتضي لمن يريد أن يذكر حديث الثقلين وينسبه إلى رسول، مرة يأتي ويقول أننا نعتمد الكتاب والسنة، أما يقول أن رسول الله قال اعتمدوا الكتاب والسنة ويصر عليه ويحاول أن يبعد ويدلس ويحاول أن يقصي هذا النص (كتاب الله وعترتي) حديثنا مع أمثال هؤلاء.

    تتمة لبحث ما تقدم فيما سبق، يتذكر المشاهد الكريم قلنا أن الطريق الأول في الحديث الذي ورد بصيغة (وسنتي) طبعاً الطريق المسند لا المرسل الذي ذكره الإمام مالك في الموطأ، قلنا أنه يوجد فيه صالح بن موسى الطلحي وقد اتضح لنا بشكل واضح وصريح من كلمات الأعلام أنه ضعيف وأنه متروك الحديث وأنه منكر الحديث وعناوين أخرى أشرنا إليها.

    حتى يتضح للمشاهد الكريم أن هذا ليس رأي المتأخرين بل هو رأي المحققين من علماء الجرح والتعديل المعاصرين أيضاً هذا المعنى نجد أنه ورد في (الموسوعة الحديثية لمسند الإمام أحمد بن حنبل، ج6، ص362، في ذيل الحديث 3811) بتحقيق الشيخ شعيب الأرنؤوط، يقول: قلنا، أريد أن أقول أن القضية متفق عليها أن هذا الإنسان ساقط الحديث وضعيف لا يمكن الاحتجاج بحديثه. قلنا: صالح بن موسى هو ابن إسحاق بن طلحة التيمي متروك، قال فيه البخاري: منكر الحديث. إذن لا يمكن الاحتجاج بحديث منكر، وبحديث يقول عنه البخاري أنه منكر الحديث.

    وكذلك نجد أن العلامة شعيب الأرنؤوط في نفس الموسوعة الحديثية (ج17، ص174) أيضاً أشار إليه قال: وهذا إسناد ضعيف لضعف صالح بن موسى الطلحي، طبعاً هذا إسناد ضعيف غير مرتبط بحديث وسنتي لأن هناك لفظ ثالث لحديث الثقلين هو (كتاب الله ونسبي) لا (وعترتي) لا (وسنتي) بل (ونسبي) هو يقول: وهذا إسناد ضعيف لضعف صالح بن موسى الطلحي.

    إلى هنا اتضح لنا أن الطريق الأول ضعيف، متروك، منكر، ولا يمكن الاحتجاج به.

    أما الطريق الثاني فهو قد ورد فيه كثير بن عبد الله بن عمر بن عون وأشرنا أنه عُبِر عنه أنه أحد أركان الكذب والكذابين، وإذا كان أحد أركان الكذب والكذابين فلا يمكن الاحتجاج بحديثه، ولا يمكن أن نجعل الحديث بهذا النص وبهذه الصيغة، أنا لا أتصور أنه يوجد هناك عاقل يحترم علمه ويحترم عقله يؤكد على هذا النص.

    إلى هنا اتضح لنا أن الطريق الأول وهو ما ذكره الإمام مالك مرسل ولا يمكن الاحتجاج به، وما ذكر في الطريق الأول معلول مطعون به لوجود صالح بن موسى الطلحي، والطريق الثاني فيه كثير بن عبد الله بن عمر بن عوف وهو أحد أركان الكذب والكذابين.

    المُقدَّم: هل هناك طريق ثالث لسند حديث الثقلين بهذه الصيغة (كتاب الله وسنتي).

    سماحة السيد كمال الحيدري: نحن نحاول بإذن الله تعالى أن نستقرأ كل الطرق التي ذكرت لهذا الحديث ووجد فيها إسناد، إما المرسلة فلا قيمة لها، إما المسند فنحاول بقدر ما يمكن وتسعه حوصلة هذه الأبحاث ويسعه صبر المشاهد الكريم حتى يتضح أن هذا الحديث أخواني الأعزاء أيها المشاهدون خصوصاً أهل التحقيق والأكاديميين والذين يبحثون عن الحقيقة بمختلف اتجاهاتهم، الله يعلم ليس غرضي أن فلان من سني يكون شيعي أو شيعي يتزلزل، هذا هدف الآخرين، وإلا هدفي الأصلي هو اتضاح الحقيقة، فليعرف عندما يصر أهل البيت أو علماء مدرسة أهل البيت أو اتباع مدرسة أهل البيت على صيغة (كتاب الله وعترتي) هل أن النهج العلمي يؤيد هذا أو يؤيد ذلك النهج. المهم بأن هذه القضية مهمة عندي حتى تسقط تلك الكلمات التي كانت تقال أن علماء مدرسة أهل البيت أكذب الناس وأجهل الناس، أريد أن يتضح للمشاهد الكريم أن هؤلاء يكذبون ويدلسون ويخفون الحقائق ويكتمون أو أولئك الذين يكتمون الحقائق وما أنزل الله سبحانه وتعالى.

    أما الطريق الثالث، يمكن أن نشير إلى ما ورد في كتاب (السنن الكبرى، ج10، ص220، رقم الحديث 20336) للإمام البيهقي، المتوفى سنة 458هـ، دار الحديث، القاهرة. ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني، حدثنا جدي حدثنا ابن أبي أويس الذي بعد ذلك سيتضح أنه إسماعيل بن أبي أويس، حدثنا ابن أبي أويس حدثنا أبي عن ثور بن زيد الديلي عن عكرمة عن ابن عباس، إذن هذا الحديث، الحديث السابق كان ينتهي إلى أبي هريرة أما هذا الحديث فينتهي إلى ابن عباس، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال أو خطب الناس في حجة الوداع فقال: أيها الناس إني تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبداً كتاب الله وسنة نبيه.

    بودي أن المشاهد الكريم يلتفت أن رسول الله قال هذا في حجة الوداع، ونحن نعلم أن رسول الله لم تكن عنده خمس حجج وداع بل كانت عنده حجة وداع واحدة، ويتذكر المشاهد الكريم فيما سبق بالتواتر ثبت أنه في حجة الوداع قال كتاب الله وعترتي، قال: كتاب الله وسنة نبيه. إذن إما ذاك الحديث صحيح وأما هذا، فلا يعقل أن رسول الله في حجة الوداع قال كتاب الله وسنتي وكتاب الله وعترتي هذا لا معنى له. هذا هو الحديث. من يوجد في هذا الحديث؟ يوجد فيه ابن أبي أويس، حدثنا أبي، يعني عن أبيه، إذن إسماعيل بن أبي أويس عن أبيه إلى أن ننتهي إلى ابن عباس.

    الآن أريد من المشاهد الكريم أن ينتظر ويصبر معي ويدقق معه حال إسماعيل بن أبي أويس، من هو هذا الإنسان، نحاول أن نكتفي بواحد حتى إذا سقط سقط الحديث عن الاعتبار.

    في كتاب (ميزان الاعتدال في نقد الرجال، ج1، ص222، رقم الترجمة 811) للحافظ الذهبي، حقق هذا الجزء محمد رضوان العرقسوسي، الرسالة العالمية، قال: إسماعيل بن أبي أويس عبد الله بن عبد الله بن أبي أويس، يقول: قال النسائي: ضعيف، أولاً. وقال ابن عدي قال أحمد بن أبي يحيى: سمعت ابن معين يقول: هو وأبوه يسرقان الحديث. إذن في السند هو وأبوه يسرقان الحديث. قال سمعت ابن معين يقول: هو وأبوه يسرقان الحديث. وقال الدولابي في الضعفاء: سمعت النضر بن سلمة المروزي يقول: كذاب، ليس ضعيف وإنما كذاب. وبعد ذلك سيتضح للمشاهد الكريم. كذاب كان يحدث … هذا في ميزان الاعتدال للحافظ الذهبي. هذا المورد الأول.

    المورد الثاني ما ورد في كتاب (الضعفاء ومن نسب إلى الكذب ووضع الحديث ومن غلب على حديثه الوهم، ج1، ص101) تأليف أبي جعفر محمد بن عمر بن موسى بن حماد العقيلي، المتوفى 322هـ تحقيق حمدي بن عبد المجيد بن إسماعيل السلفي، الطبعة الأولى 1420هـ الرياض. أيضاً نفس الترجمة إسماعيل بن أبي أويس، يقول: وحدثني أسامة الدقاق يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: إسماعيل بن أبي أويس يسوى فلسين. العراقيون يعلمون ما قيمة الفلس، لعله في بعض الدول العربية لا يعرفون، يعني لا قيمة لهذا الإنسان، يقول: يسوى فلسين، يعني إذا كانت شهادته بقدر فلسين يقبل أما ما زادت على ذلك فلا يسوى، إذن بعبارة واضحة هذه كناية عن أن هذا الإنسان ساقط من كل جهة. هذا هو المورد الثاني.

    المورد الثالث ما جاء في (تهذيب التهذيب) هذا هو حديث وسنتي الذي يستدلون به في المسجد الحرام وفي المسجد النبوي وفي مساجدهم وخطبهم وعلى فضائياتهم، هذه هي الأمانة العلمية يعني يدور الأمر أما هؤلاء جميعاً خانوا الله ورسوله لأنهم كانوا يعلمون أن هذه الأحاديث كاذبة ومن الوضاعين ومع ذلك يصرون عليها، وإما بالإجماع هم ليسوا من أهل العلم بل من أهل الجهلة ومن المقلدة فلا يمكن الاعتماد على هؤلاء علمياً، فليسموا أنفسهم ما يسموا من هيئة كبار علماء أو يسمونها مؤسسات دينية، طبعاً أننا أتكلم عن كبار علمائهم، لا هؤلاء الذين يخرجون في فضائياتهم وكل استدلالاتهم الكمبيوتر وأصوات فلان وفلان التي ليس لها قيمة علمية، إذا كنا نريد أن نستعمل هذا الأسلوب فنستطيع أن نخرج لكم من كلماتكم البائسة التي ما أنزل الله بها من سلطان عشرات هذه الكلمات، إذا أردتم المنهج العلمي فاستعملوا هذا الأسلوب الذي نستعمله، ومع الأسف الشديد في الآونة الأخيرة الكثير من الأخوة يتصلون بنا ويقولون أنه سيدنا لماذا لا تحاول فلان ولا تناظر فلان، والله لو كنا نجد إنسان يعرف ما معنى المنهج العلمي لحاورناه، ولكن كونوا على ثقة لم أجد على الآن أحد يعرف أسماء كتبنا، كيف يريد أن يحاورني وهو لا يعرف كتبي، كيف يريد أن يحاور وهو لا يعرف الحديث الصحيح من الحديث السقيم عندنا، بهذا الأسلوب وهو أن يأتي شخص ويكون واقف على تمام تراث مدرسة أهل البيت من كتبهم الكلامية والفقهية والحديثية والرجالية والجرح والتعديل ويستدل من كتبنا عند ذلك نستطيع أن ندخل معه في بحث علمي، أما أنه يستند إلى مقاطع من الكاسيتات أو من فلان وفلان … أنتم في السعودية هل يمكن لكل أحد أن يقول رأيه أم تقولون أن القضية مرتبطة بهيئة كبار العلماء، وهكذا في الأزهر وهكذا في المغرب وهكذا في مدرسة أهل البيت، هناك مراكز علمية كبيرة هي التي يمكن الاستناد إليها لا أنه فلان قال على المنبر كذا وفلان قال رؤية كذا وفلان نقل كذا، هذا هو المنهج العلمي الذي تريدون أن تحاورونا فيه وتريدون أن تبحثوا معنا، واقعاً أقولها صريحة لكل المشاهدين ولكل الأخوة من أراد أن يحاور في مدرسة أهل البيت لابد أن يذهب عشرة أو عشرين سنة ويقرأ كتب أهل البيت من الناحية الفقهية ومن الناحية الرجالية ومن الناحية السندية ومن الناحية الكلامية، يعرف مبانينا حتى استطيع أن أتكلم معه، كما الآن تجدون أنا أتكلم بلغة ومباني وقواعد مدرسة الصحابة، بلغة ومباني وقواعد المنهج الأموي، أنتم تجدون الآن أنا أشخص كاملاً أقول ابن حجر العسقلاني هو أموي والذهبي أموي ولكن عندما أتي إلى النسائي فأقول أنه ليس أموياً، وهو كذلك لابد أن يميز جيداً في مدرسة أهل البيت توجد أجنحة متعددة وليس من الصحيح وليس من المنطقي أن يأخذ كلام لإنسان مجهول عندنا ويقول أن الشيعة يقولون كذا. هذا يكشف لكم أن المتكلم أما جاهل وأما مدلس وأما يريد أن يوهم العوام، ودائماً يوجهون خطابهم إلى العوام، إذا كنتم قادرين وجهوا كلامكم إلى علماء مدرسة أهل البيت عند ذلك ستجدون الجواب عندنا، أما عندما تحاولون أن تجيشوا المشاعر فهذه لغة العاجز والمفلس علمياً، هذه لغة الذي لا يملك شيئاً، وإن كان أدعوا الله تعالى وأشكر الله أنه في الآونة الأخيرة وجدنا أنه لا أقل توجد في أيديهم ورقة ويقرءون منها وهذا لم يكن موجوداً، أرجو الله شيئاً فشيئاً أن يتعلموا هذا المنهج ليكونوا بمستوى الحوار والمحاورة.

    انظروا إلى ما يقوله في (تهذيب التهذيب، ج1، ص157) للحافظ العسقلاني، اعتنى به إبراهيم الزئبق وعادل مرشد، مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة، يقول: إسماعيل ابن عبد الله بن عبد الله بن أويس بن فلان … قال النسائي: ضعيف. وقال في موضع آخر: غير ثقة. وقال اللالكائي: بالغ النسائي في الكلام عليه، على إسماعيل بن أبي أويس، إلى أن يؤدي إلى تركه، يعني متروك الحديث، وليس مجهول أو ضعيف، يقول: بالغ النسائي في تضعيفه بحيث قال أن هذا الإنسان متروك الحديث، ولعله بان له ما لم يبن لغيره، يظهر أن النسائي كان واقف على أمور، لأن كلام هؤلاء كلهم يأول إلى أنه ضعيف، ولكن النسائي يبالغ في تركه. وبعد ذلك سيتضح لماذا أن النسائي مصر على ترك حديثه.

    يقول: وحكى ابن أبي خيثمة عن عبد الله بن عبيد العباسي صاحب اليمن أن إسماعيل ارتشى من تاجر عشرين ديناراً حتى باع له على الأمير ثوباً يساوي خمسين بمئة دينار، هذا كان وضعه الأخلاقي بغض النظر عن وضعه في الأمانة العلمية، تبين أنه ساقط حتى من الناحية الدينية، وقال ابن حزم في المحلى قال أبو الفتح الأزدي حدثني سيف بن محمد أن ابن أبي أويس كان يضع الحديث، كان وضاعاً، وسيتضح لماذا أن النسائي يصر على ترك حديثه. قال: حدثنا أبو الحسن الدارقطني قال: ذكر محمد بن موسى الهاشمي وهو أحد الأئمة وكان النسائي يخصه بما لم يخص به ولده، تبين كان من المقربين هذا الإنسان، وكان النسائي يخصه وهو محمد بن موسى الهاشمي، كان من المقربين من النسائي حتى أنه كان يقول له أشياء لا يقولها لولده، يقول: وكان النسائي يخصه بما لم يخص به ولده، فذكر عن أبي عبد الرحمن، يعني النسائي، قال: حكى لي سلمة بن شبيب قال: بما توقف أبو عبد الرحمن، لماذا توقف النسائي في إسماعيل بن أبي أويس، قال: فما زلت بعد ذلك أداريه، أريد أن أعرف السر وهو موجود عند هذا المقرب منه، يقول: قال: فما زلت بعد ذلك أداريه أن يحكي لي الحكاية، لماذا، ما هي القصة؟ حتى قال: قال لي سلمة بن شبيب سمعت إسماعيل بن أبي أويس يقول: ربما كنت أضع الحديث لأهل المدينة إذا اختلفوا في شيء فيما بينهم، أصلاً تبين أنه كان تاجر في وضع الحديث، عند الاختلاف يعطي حديثاً لهؤلاء ويأخذ منهم شيئاً ويضع الحديث لهؤلاء ويأخذ منهم شيئاً، هذا كان وضع إسماعيل بن أبي أويس، هذا الذي يعتمد عليه علماء النهج الأموي في منابرهم ومساجدهم وفضائياتهم، وإلا بيني وبين الله أنا رأيت المنصفين من مدرسة الصحابة لا أقل يأتي ويقول أن هذا الحديث ورد بهذه اللفظة بهذه الصيغة وبهذه الصيغة بل كتبوا رسائل في هذا، ولكن عندما تأتي إلى النهج الأموي تجد إصراراً على أنه لا يوجد إلا وسنتي، لا يقول لي قائل: سيدنا لماذا تتهم؟ أضرب للمشاهد الكريم مثالاً. هذا كتاب لأحد أعضاء هيئة كبار العلماء في الحجاز، عضو اللجنة الدائمة للإفتاء، من المعاصرين، (المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، ج1، ص483) جمع وإعداد عادل بن علي بن أحمد الفريدان، العقيدة، دار المؤيد، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى سنة 1425هـ الإدارة العامة، الرياض، يقول: فهذه الأمور، يسأل سؤال هل المسلمون الآن متخلفون ولماذا وكيف يمكن النهوض بهم، يقول المسلمون تخلفوا لهذه الأسباب، فهذه الأمور التي قصروا فيها سببت لهم ما وقعوا فيه من هذا التأخر … إلى أن يزيله الله، كيف يزيله؟ إذا رجعوا إلى المسار الصحيح الذين وضعهم عليه رسول الأمة في قوله تركتم على البيضاء ليلها كنهارها وفي قوله (إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي) هذه الأمانة العلمية لهيئة كبار العلماء في السعودية، وسنتي وتبين أن السند إما صالح بن موسى وإما إسماعيل بن أبي أويس أو غيرهما، هذه هي الأمانة العلماء لهيئة كبار علمائكم، الآن يدور أمر هذا الإنسان بين أمرين، إما أن يعلم بذاك الحديث وصحة ذاك الحديث وأخفاه فيدخل في قوله تعالى (يكتمون ما أنزل الله إليهم). ويدخلون في قوله (صلى الله عليه وآله): من حدّث بحديث وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين، إما أن يعلم هذا الإنسان أن هذا الحديث سنده تام أو غير تام إذا كان يعلم أن سنده غير تام ومع ذلك يدلس به على الناس ويجعله هو الأساس، والغريب أن المخرج يخرج الحديث، يقول: رواه الحاكم في المستدرك من حديث أبي هريرة، أبي هريرة في طريقه صالح بن موسى الطلحي الذي هو أحد الكذابين، متروك الحديث، ضعيف، هذا هو سند الحديث، ورواه الإمام مالك في الموطأ، بغير سند.

    المُقدَّم: أما حديث (وعترتي) وهو متواتر وصحيح فلم يذكره.

    سماحة السيد كمال الحيدري: حتى لو لم يكن متواتراً لا أقل نقله عشرين من الصحابة، هذه هي الأمانة العلمية التي تدعون الناس إليها وتتبجحون أنكم أهل الأمانة العلمية وتتهمون الآخرين أنهم لا يعرفون من الرجال وعلم الجرح والتعديل والمباني العلمية وأنهم أجهل الناس وأنهم أكذب الناس، نحن الآن أكذب الناس أم أنتم.

    بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إلى هذا الأمر، سأقرأ الحديث للمشاهد حتى يتضح له جيداً، الحديث ورد عن سمرة قال: قال رسول الله (مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج33، ص374) قال رسول الله: من حدث بحديث وهو يرى، وفي نسخة أخرى وهو يُرى يعني يظن، أنه كذب، لا أقل يحتمل الكذب في الحديث، فهو أحد الكاذبين، ويقول العلامة الأرنؤوط إسناده صحيح على شرط الشيخين.

    ماذا أقول لهؤلاء، أنتم قولوا لهم، أنتم حاكموهم، الحكم لكم، للمشاهد للاكاديمي لعموم المسلمين، ليعرفوا أن هؤلاء ماذا يريدون أن يفعلوا بتراث المسلمين، وهذه ليست جديدة بل بدأت من معاوية ومن النهج الأموي وهو إخفاء الحقائق المرتبطة بأهل البيت وبالعترة، وإنشاء الله تعالى في ليلة الجمعة في برنامج مطارحات في العقيدة ماذا فعل معاوية بهذا النهج القائم إلى يومنا في النهج الأموي في السعودية، طبعاً عندما أقول النهج الأموي في السعودية لا أقصد عموم الناس بل أقصد علمائهم والمتصدين، وإلا عموم الناس جُهلوا ولا يعرفون الحقيقة كما هي.

    ارجع إلى ما قاله العسقلاني في (تهذيب التهذيب) قال: بمَ توقف أبو عبد الرحمن، قال: فما زلت بعد ذلك أداريه أن يحكي لي الحكاية حتى قال لي سلمة ابن شبيب سمعت إسماعيل بن أبي أويس يقول: ربما كنت أضع الحديث لأهل المدينة إذا اختلفوا في شيئاً فيما بينهم، قال البرقاني: قلت للدارقطني من حكى لك هذا عن محمد بن موسى، الذي هو كان من قريب، قال الوزير: كتبتها كتابه وقرأتها عليه، يعني بالوزير الحافظ الجليل جعفر بن حنزابة وهو من الحفاظ الكبار. إلى هنا اتضح لنا أن سند هذا الحديث يوجد فيه إسماعيل بن أبي أويس وأبوه وكلاهما وضاع خصوصاً إسماعيل فهو وضاع وكذا ومرتشي.

    ولكن هنا توجد مشكلة وهي أن إسماعيل بن أبي أويس من رواة البخاري ومسلم، هذا الذين يقولون أنه أصح كتاب بعد كتاب الله، ومن هنا وقع هؤلاء في حيرة كيف يمكن أن يقال أن البخاري ومسلم أصح كتابين بعد كتاب الله وفيهما من الرواة أمثال هؤلاء الوضاعين، هذه واقعاً أقول فقط للمحققين حتى يذهبوا للتحقيق، هذا المعنى بشكل واضح وصريح أشار إليه ابن حجر العسقلاني لأنه يعرف فهو عالم واقعاً، أموي ولكن عالم، في كتابه (هدي الساري مقدمة فتح الباري شرح صحيح البخاري، ص557) للإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني، قال: إسماعيل بن أبي أويس … إلى أن يقول: احتج به الشيخان، البخاري ومسلم، نعم إلا أنهما لم يكثرا من تخريج حديثه، سواء أكثرا أم أقلا في النتيجة احتجا به ولو كان بحديث واحد، إذن دعوى أن هذا الكتاب أصح كتاب بعد كتاب الله هذه الدعوى تجانب الأمانة العلمية وتنبأ عن جهل القائل بهذا الكلام، لأنه يوجد في رجال البخاري ومسلم أمثال هؤلاء الوضاعين والكذابين. يقول: احتج به الشيخان إلا أنهما لم يكثرا من تخريج حديثه ولا أخرج له البخاري مما تفرد به سوى حديثين، إذن تبين عنه أحاديث كثيرة أما ما تفرد به فهو حديثان فقط. إذن يتبين أنه جعله واحداً من الرواة الذين يحتج به وهو وضاع كذاب ومرتش كما قال الإمام النسائي كما قرأنا العبارة أنه كان يضع الحديث. وأما مسلم فأخرج له أقل مما أخرج له البخاري، يعني إذا كان البخاري أخرج له عشرين رواية، لا أعلم كم أخرج له فلم أحصها، فقد يكون مسلم قد أخرج له خمسة عشر رواية، فالكلام الكلام سواء كانت عشرين أو خمسة عشر أو كانت رواية واحدة، كيف يمكن أن يدعى لكتاب أنه أصح كتاب بعد كتاب الله ومع ذلك يقولون كله صحيح، ومن هنا حاولوا أن يجدوا مخرجاً عن هذه الطامة، حتى يحفظوا كتاب البخاري ومسلم عن السقوط وعن الترديد وعن التشكيك، يقول: قلت: وروينا في مناقب البخاري بسند صحيح أن إسماعيل أخرج له أصوله، إسماعيل أخرج للبخاري أصوله، واذن له أن ينتقي منها، الأصول التي كتبها إسماعيل بن أويس أخرجها للبخاري وقال أنتخب ما تريد منها، واذن له أن ينتقي منها وأن يعلم له على ما يحدث به، ليحدث به ويعرض عما سواه، وضاع من الوضاعين أعطى كتاب للبخاري فخذ ما يناسب وما لا يناسب فاتركه، البخاري بهذه الطريقة، هذا الذين يقولون أصح كتاب، وشر البلية ما يضحك.

    قال: وروينا في مناقب البخاري بسند صحيح أن إسماعيل أخرج له أصوله واذن له أن ينتقي منها ويعرض عما سواه وهو مشعر، وأنا لا أعلم من أين جاء هذا الإشعار، ابن حجر العسقلاني وقع في حيص بيص، وقع في مشكلة علمية من جهة أن البخاري أصح كتاب ومن جهة أن الرواة من الوضاعين، يقول: وهو مشعر بأن ما أخرجه البخاري عنه هو من صحيح حديثه، ولا أعلم من أين ميز أن هذا صحيح وأن هذا غير صحيح، مع أن بعض الأحاديث انفرد بها، مرة توجد شواهد ومتابعات أخرى فنقول نعم، ولكن أنت تقول مما تفرد به حديثان، إذن لا أقل هذان الحديثان من أين علم صحتهما، هذا تراثنا مكتوب بهذه الطريقة، والآن من الخطوط الحمراء صحيحي البخاري ومسلم.

    يقول: وهو مشعر بأن ما أخرجه البخاري عنه هو من صحيح حديثه لأنه كتب من أصوله وعلى هذا لا يحتج بشيء من حديثه غير ما في الصحيح. الآن يؤسس ابن حجر قاعدة وهي أن ما ورد في صحيح البخاري عن إسماعيل ابن أبي أويس يحتج به وما لم يرد فلا يحتج به، لماذا؟ لا نعلم، هذا أولاً. وثانياً الآن نريد أن نسلم معك، هذا الحديث (وسنتي) أخرجه البخاري أم لم يخرجه؟ لم يخرجه إذن فليس بحجة. أنتم تقولون ما ذكره صحيح البخاري عن إسماعيل بن أبي أويس فهو يحتج به وما لم يذكره البخاري ليس بحجة، والمفروض أن كتاب الله وسنتي لم يذكره البخاري، إذن ليس بحجة. يقول: وعلى هذا لا يحتج بشيء من حديثه غير ما في الصحيح من أجل ما قدح فيه النسائي، لأن النسائي قدح فيه، وغيره إلا إن شاركه فيه غيره فيعتبر، إذا كان للحديث سند آخر عند ذلك يكون معتبراً.

    إلى هنا انتهينا إلى أن الطريق الثالث أيضاً طريق ساقط لا يحتج به بأي نحو من الأنحاء، إذن صار عندنا الطريق الأول ما ورد عن الإمام مالك وهو مرسل وليست له قيمة والطريق الثاني فيه صالح بن موسى الطلحي والطريق الثالث فيه كثير بن عبد الله بن عوف والطريق الآخر هو ما فيه إسماعيل بن أبي أويس وهو من الوضاعين والكذابين.

    المُقدَّم: معنا الأخ أبو محمد من السعودية، تفضلوا.

    الأخ أبو محمد: السلام عليكم.

    المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

    الأخ أبو محمد: أنا فقط عندي اقتراح بسيط، أتمنى من سماحة السيد إذا تناول أحاديث بطريقة وأخرى بالإمام المنتظر عليه السلام كحديث الثقلين وغيره أن يأتي بخلاصة يسيرة في نهاية البرنامج هذه الخلاصة تتعلق بارتباط تلك الأحاديث بالأطروحة المهدوية وبالإمام المهدي حتى لا يتشتت فكر المشاهد بين ما يطرح من الأحاديث في مطارحات وبين ما يطرح في موضوع الأطروحة المهدوية وبعض الناس قد يتهمون سماحة السيد أنه يغرد خارج السرب، والسلام عليكم.

    المُقدَّم: معنا الأخ ناصر من سوريا، تفضلوا.

    الأخ ناصر: السلام عليكم.

    المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

    الأخ ناصر: يا حبذا لو تزيدوا وقت البرنامج فنحن بحاجة إلى السيد ليوضح لنا هذا الأمر فهو الوحيد الذي يدافع عن مذهب أهل البيت، فالرجاء من الأخوة في قناة الكوثر اعطاءه وقتاً أكثر.

    المُقدَّم: معنا الأخ محمد من السعودية، تفضلوا.

    الأخ محمد: السلام عليكم.

    المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله.

    الأخ محمد: فضيلة الشيخ أنت تطعن بالإمام النسائي وبأبي هريرة رضي الله عنه والرسول الله (صلى الله عليه وآله) قد دعا بأن الله يحببه للناس، أنتم لا تعترفون بالقرآن الموجود عندنا.

    سماحة السيد كمال الحيدري: فيما يتعلق بالاقتراح من الأخ، أنا أتصور بأن الذين يتابع هذه البرامج أنا قلت مراراً وتكراراً بأن هذا البرنامج حلقات مترابطة ومتسلسلة لمن يريد أن يقف عليها لابد أن يستمع لكل الأبحاث لا يمكن أن يدخل من وسط البحث ويفهم، وأشرت مراراً وتكراراً بأن حديث الثقلين له ارتباط مباشر بالأطروحة المهدوية باعتبار أننا بصدد إثبات أن المهدي المنتظر هو حي هو إمام معصوم وهذا ما سيتضح إنشاء الله تعالى لاحقاً، أما ما تفضل به الأخ العزيز حول المختصر فأنا أبين ذلك في نهاية كل بحث. أما ما يتعلق بالأخ العزيز من سوريا حول إطالة الوقت فهذا خارج عن إرادتنا لا أقل وتابع للأخوة القائمين على البرنامج وهم يقررون الزيادة والنقصان في وقت البرنامج. أما الأخ العزيز محمد من السعودية، فأنا لم أتكلم في أبي هريرة ولا في النسائي، بل مدحنا النسائي مراراً وتكراراً وقلنا أن النسائي من كبار علماء مدرسة الصحابة، نحن نعتقد أن هذا الإنسان وإن لم يتفق معنا في عصمة أهل البيت إلا أنه كان منصفاً، نعم كان منحرفاً عن معاوية ولذا قتل ولذا ضرب ولذا فعل به ما فعل … أما ما قاله الأخ العزيز أننا نطعن في أبي هريرة، أبداً، نحن قلنا أن هذا الطريق الذي ينتهي إلى ابي هريرة وهو الطلحي فمشكلتنا في الطلحي، أنا لم أتكلم في أبي هريرة، إنشاء الله تعالى في فرصة سأتكلم في الصحابي أبي هريرة ليتضح للمشاهد الكريم وللأخ العزيز أنه بيني وبين الله هذا الإنسان هل كان أميناً على حديث رسول الله أو لم يكن أمينا على حديث رسول الله. أما ما ذكره حول تحريف القرآن، فنحن نعتقد بهذا القرآن الذي بين أيدي علماء المسلمين، هذا القرآن غير مرتبط بالمنهج الوهابي ولا بابن تيمية ولا بالسعودية ولا بغيرها، هذا القرآن هو قرآن المسلمين به نحيى وبه نموت وبه نعتقد، نعم هناك بحث بين علماء المسلمين في علوم القرآن أن هذا الترتيب الموجود للسور هل هو ترتيب توقيفي أو ليس ترتيباً توقيفياً وهذا حديث آخر، وإلا نحن نعتقد بهذا القرآن به نحيى وبه نموت وبه نحشر إنشاء الله تعالى يوم القيامة، وأما بعض الكلمات التي تخرج على بعض الفضائيات واقعاً أنا أنسبها إلى أحد أمرين إما إلى الجهل أو أنهم لا يعرفون مبنى مدرسة أهل البيت فإذا كانوا صادقين فليأتوا بكتب علمائنا الكبار لننظر واحداً منهم يقول بتحريف القرآن أو لا يقول، أما الذهاب إلى الأوراق الصفراء هنا وهناك فهذا لا ينفع شيئاً.

    المُقدَّم: معنا الأخ أبو عمار من السعودية، تفضلوا.

    الأخ أبو عمار: السلام عليكم.

    المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

    الأخ أبو عمار: عندي سؤال وقبل السؤال استطراق بسيط ألا تعتقد يا شيخ كمال أن الإمامية بمجملهم إذا أرادوا أن يستدلون على فضائل أهل البيت أجمعين يذهبون إلى البخاري ومسلم ألا تعتقد بذلك، يعني الآن إذا أراد الإمامية وأنت من الإمامية أن يثبتوا فضائل آل البيت كما هو الحال في هذا الحديث الشريف الذي تناقشه الآن فأنتم تذهبون إلى صحاح المسلمين. يعني كل الأحاديث التي يحاول ترويجها علماء الإمامية في القنوات الفضائية وفي الكتب التي نقرأها كلها تستدل على فضائل آل البيت من صحاح المسلمين، صحيح البخاري وصحيح مسلم ومن ضمنها الحديث الذي تناقشه الآن. فإذا كان الحال كذلك ألا تعتقد أن مناقشة صحة ما في البخاري من عدمه يجب أن يكون بين كبار العلماء لا بين العلماء أمثالكم وبين عوام الناس وهم المتصلين، يعني هذه المقولة تتردد كثيراً أن الشيخ كمال يناقش نقاشاً علمياً ولكن لا يتناقش مع العلماء وإنما يتناقش مع الأصاغر لا مع الأكابر، لذلك نرجو منكم أن تتنزل قليلاً للتناقش مع العلماء على القنوات الفضائية كقناة صفا على سبيل المثال.

    سماحة السيد كمال الحيدري: أخي العزيز أولاً أنا عندما استدل لا اكتفي بصحيحي البخاري ومسلم حتى تقول لي، أبداً، أنا لا اعتقد بأن كتب الحديث عند مدرسة الصحابة تنحصر في صحيحي البخاري ومسلم، وأنا عندما احتج بهذين الكتابين وبغيرهما لا باعتبار أني معتقد بصحة ما ورد فيها، بل من باب إلزامكم بما ألزمتم به أنفسكم أنتم الذين تعتقدون أنهما اصح الكتب بعد كتاب الله فلابد أن تلتزموا بذلك، او تقولوا لا نلتزم بصحة كل ما ورد فيها من الأحاديث، هذا أولاً. وثانياً أن هذه الأحاديث المشاهد الكريم يعرف لسنين الفضائيات الأخرى دخلت وتكلمت وحاولت أن تشوش على قول الناس وعلى أذهان الناس وأنا كنت ساكتاً لا أتكلم، ولكن عندما وجدت أنهم لا يكتفون بهذا، وإنما بدأوا يدلسون أنا أردت أن أبين الحقائق، هذه ثانياً. وثالثاً أن خطابي ليس موجهاً إلى عموم الناس بل هو موجه إلى العلماء أيضاً بالإضافة إلى عموم الناس. ورابعاً أنا أجبت على هذا السؤال وهو أنني لماذا لا أناقش البعض، بيني وبين الله لم أجد على فضائياتكم التي ذكرت بعض أسمائها لم أجد عالماً، أقسم بيني وبين ربي لم أجد عالماً، وإلا بينك وبين الله أنت رجل الآن كلام منطقي ومستدل ومؤدب ورزين سمعته منك، انظر إلى هذه الفضائيات هل يوجد عندها غير الأقراص التي يخرجونها لفلان أو فلان، أرأيت لمرة واحدة أن يخرجوا لك كتاباً علمياً كما أنا أخرج لك من مسند الإمام أحمد وأخرج لك من لسان الميزان وأخرج لك من مجموعة الفتاوى، دلني على مثل هذا العالم.

    المُقدَّم: شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري كما أشكر الأخوة والأخوات جميعاً، وإلى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    • تاريخ النشر : 2011/10/29
    • مرات التنزيل : 1237

  • جديد المرئيات