نصوص ومقالات مختارة

  • من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية ق (3)

  • 04/04/2010

     

    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذا موعدكم مع حلقة متجددة من برنامج: الأطروحة المهدوية، عنوان حلقة الليلة (من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية، القسم الثالث) نرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، أهلاً ومرحباً بكم سماحة السيد.

    سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم دكتور.

    المقدم: ذكرتم في الحلقة السابقة بعض القبائح والفضائح التي ارتكبها يزيد ابن معاوية، فهل هناك حقائق أخرى في هذا الخصوص تودون ذكرها.

    سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

    كما هو واضح للمشاهد الكريم أن هذه الأبحاث إنما وقفنا عندها للإشارة إلى البحث الأصلي الذي يوجد عندنا هو ما هي الشرائط وما هي الشروط الأساسية التي لابد من توفرها في الإمام الذي تجد بيعته ومن لم يبايعه مات فقد مات ميتة جاهلية. قلنا أن هذا النص الثابت عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) لا يختص بزمان دون آخر، ولا بمكان دون آخر، بل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها لا يحق لمسلم أن ينام ليلته إلا وفي عنقه بيعة لإمام. وإلا لو مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية، هذه هي الحقيقة الثابتة عند جميع علماء المسلمين، إنما الكلام كل الكلام في ما هي شروط هذا الإمام. طبعاً قلنا في الحلقتين السابقتين أن مدرسة أهل البيت هذه القضية هم في غنى عن بحثها باعتبار أن الإمام المعصوم الآن حي عندهم والبيعة لابد أن تكون له، إنما الكلام كل الكلام عند من لم يؤمن بحياة الإمام المهدي المنتظر، أولئك الذين لم يؤمنوا بأنه حي إذن لابد أن يبايعوا إماماً، طبعاً هناك بحث إنشاء الله تعالى سيأتي في الحلقات القادمة، وهو هل يعقل أن النبي (صلى الله عليه وآله) يشير إلى هذه الحقيقة العقدية والإيمانية وهو أنه من مات وليس في عنقه بيعة لإمام مات ميتة جاهلية، هل من الصحيح أن نتصور أو نفترض أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يبين من هو هذا الإمام وما هي شروط الإمامة، ما هو عدد هؤلاء الأئمة، سماهم أولم يسمهم، إذا لم يسمهم ذكر شروطاً وأوصافاً لهم أم لم يكن. من الواضح وبعد ذلك سيتضح أنه ليس من المنطقي أن رسول الله يقول: من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية، ولا يذكر ما هي شروط هذا الإمام، أو عدد هؤلاء الأئمة، ولذا أنتم تجدون أن مدرسة الصحابة والنهج الأموي وقعوا في تخبط عظيم في بيان من هؤلاء الأئمة الذين تجب بيعتهم. وإنشاء الله تعالى بحثه بعد ذلك سيأتي.

    هنا نحن في الحلقة السابقة أشرنا إلى هذه الحقيقة، قلنا بأن النهج الأموي وعلى رأسهم ابن تيمية يعتقد بأن هذا الإمام الذي تجب بيعته ومن لم يبايعه مات ميتة جاهلية حتى لو كان ناصبياً، حتى لو كان منافقاً، حتى لو كان شارباً للخمر، حتى لو كان قاتلاً لسبط رسول الله، حتى لو كان مبيحاً للمدينة، حتى لو كان مرتكباً لأي منكرة من المنكرات فهذا هو الإمام الذي تجب بيعته، ومن لم يبايعه مات ميتة جاهلية. بالإضافة إلى ما أشرنا إليه في الحلقة السابقة وقرأنا مجموعة من كلمات علماء المسلمين وهم من الطبقة الأولى من علماء المسلمين سواء كانوا في مدرسة الصحابة أو كانوا في النهج الأموي والاتجاه الأموي. الآن أنا أضيف بعد الكلمات الأخرى في هذا المجال. من الكلمات الأخرى الموجودة في هذا المجال وبودي أن المشاهد الكريم يلتفت جيداً وهو ما ورد في (تهذيب التهذيب) لابن حجر العسقلاني، المتوفي في 852هـ مؤسسة الرسالة، الجزء الرابع من هذا الكتاب، ص429، يقول: ثم خرج أهل المدينة على يزيد وخلعوه في سنة 63 فأرسل إليهم مسلم بن عقبة المرّي وأمره أن يستبيح المدينة، التفتوا جيداً، لا يقول لنا قائل بأن هذا كان تصرفاً من مسلم بن عقبة، كما قالوا أن هذا التصرف كان بن زياد أو من عمر بن سعد وحاولوا أن يبرأوا يزيد من قتل الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام، هنا يوجد تصريح في كلماتهم، في كلمات أمثال ابن حجر العسقلاني، هؤلاء ممن لهم ميول إلى الاتجاه الأموي وأوضحنا ذلك مراراً وتكراراً. قال: وأمره أن يستبيح المدينة ثلاثة أيام وأن يبايعهم على أنهم خول وعبيد ليزيد. هذا هو أمير المؤمنين عند ابن تيمية فطوبى لابن تيمية ولإمامه ولمن يعتقد بأنه إمام وتجب بيعته. قال: وأن يبايعهم على أنهم خول وعبيد ليزيد، فإذا فرغ منها نهج إلى مكة لحرب ابن الزبير ففعل بها مسلم، التفتوا جيداً لهذه العبارات- ففعل بها مسلم الأفاعيل القبيحة وقتل بها خلقاً من الصحابة وأبناءهم وخيار التابعين، هذا فعل شخص أمره يزيد أن يفعل، يعني أمير المؤمنين بوصية من معاوية، وأفحش القضية إلى الغاية، ثم توجه إلى مكة فأخذه الله تعالى قبل وصوله. يعني مسلم لم يصل إلى مكة. واستخلف على الجيش حصين بن نمير السكوني فحاصروا ابن الزبير ونصبوا على الكعبة المنجنيق فأدى ذلك إلى وهي أركانها ووهي بنائها ثم أحرقت، وفي أثناء أفعالهم القبيحة فجئهم الخبر بهلاك يزيد بن معاوية. لا يقول حتى بموت يزيد بن معاوية، يعبر بالهلاك، لماذا يعبر بالهلاك، بعد ذلك سيأتي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: هلاك أمتي على يد أغيلمة من سفهاء قريش، وقد ذكر جملة من أعلامهم أن المراد به، هو لا أقل يزيد بن معاوية. ففجئهم الخبر بهلاك يزيد بن معاوية فرجعوا وكفى الله المؤمنين القتال … وقال يحيى بن عبد الملك أحد الثقات: حدثنا نوفل بن أبي عقرب ثقة، قال: كنت عند عمر بن عبد العزيز، بودي أن يلتفت المشاهد الكريم إلى هذه الحقائق التأريخية، عمر بن عبد العزيز الذي يعتبرونه من الخلفاء الاثني عشر، ويعبرون عنه بالخليفة الراشد الخامس، يقول: كنت عند عمر بن عبد العزيز فذكر رجل يزيد بن معاوية، فقال: أمير المؤمنين يزيد، عبر عن يزيد بأمير المؤمنين، فقال عمر: تقول أمير المؤمنين يزيد، وأمر به فضرب عشرين سوطاً، عزره، التفتوا جيداً، أن عمر بن عبد العزيز الذي هو من خلفاء بني أمية ومع ذلك يقول من عبر عن يزيد بانه أمير المؤمنين لابد أن يعزر عشرين سوطاً، ارجعوا واقعاً إلى الفضائيات لتروا العجب العجاب، أنهم يفتخرون بأن يسموا يزيد أمير المؤمنين، ولكن لن تجد على ألسنتهم وكأن في قلوبهم مرض عندما يذكرون علياً مرة واحدة يعبرون عنه بأمير المؤمنين، لن تجد هذا، لا أقل تابعوهم في فضائياتهم، انظروا إلى متحدثيهم من كبارهم وصغارهم، وأقول هذا للنهج الأموي أتباع بني أمية، أتباع ابن تيمية، أتباع أولئك الذين أسسوا، تلك الشجرة الملعونة في القرآن، تلك الشجرة الخبيثة التي في القرآن، هؤلاء أتباع تلك الشجرة. فعندما يأتي علي يأتي بلا مقدمة ولا مؤخرة، ولكن عندما يأتي معاوية لابد أن يقولون أمير المؤمنين معاوية، أمير المؤمنين يزيد، بل وكتبوا الكتب المتعددة في تبرئة يزيد من مثل هذا الأفعال. هذا هو النص الأول. ولذا بناء على أن عمر بن عبد العزيز هو الخليفة الخامس الراشد عندكم إذن كان يعزر من يقول، فكثير منكم يستحق التعزيز، هذا هو النص الأول.

    النص الثاني في هذا المجال ما ورد في (تأريخ الخلفاء) للسيوطي، عنى بتحقيقه إبراهيم صالح، دار صادر، بيروت، والذي أشرنا إليه سابقاً، ص246، هذه عبارته، بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إلى جرائم وقبائح يزيد أمير المؤمنين عند الأمويين: وفي سنة 63 بلغه أن أهل المدينة خرجوا عليه وخلعوه فأرسل إليهم جيشاً كثيفاً وأمرهم بقتالهم ثم المسير إلى مكة لقتال ابن الزبير، فجاءوا وكانت وقعة الحرة على باب طيبة، وما أدراك ما وقعة الحرة، ذكرها الحسن مرة فقال: والله ما كاد ينجو منهم أحد، قتل فيها خلق من الصحابة ومن غيرهم ونهبت المدينة – التفتوا جيداً أيها المسلمون الغيارى- وافتض فيها ألف عذراء. كأنهم من الغجر، ومن السند، لا استطيع أن أقول من اليهود والنصارى فحتى لو كانوا من اليهود والنصارى لا يحق لنا أن نفعل هذا. إن هذا الإنسان كان إنساناً واقعاً! كان وحشاً، واقعاً يأسف الإنسان ويربأ بنفسه أن يسميه إنسان، لا أنه منافق فحسب بل هو ليس بإنسان. وافتض فيها ألف عذراء، فإنا لله وإنا إليه راجعون. هذه قضية ذكرها جملة من المؤرخين والوقت لا يسع للإفاضة فيه.

    ولكن ابن تيمية يعتبر أن عز الإسلام تحقق في زمن يزيد وأمثاله، وسيأتي بعد ذلك وسنقرأ من منهاج السنة كيف يمجد في يزيد، هذا الذي أمر عامله مسلم بن عقبة الذي سمي مسرفاً كما في الإصابة وغيرها لقيامه بمثل هذه الأفعال، أسرف في الظلم والقتل. هذا هو المورد الثاني.

    المورد الثالث ما ورد في (البداية والنهاية) لابن كثير، تحقيق الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، دار عالم الكتب للطباعة النشر، المجلد 11، ص627، هذه عبارته، يقول: وقد أخطأ يزيد خطأً فاحشاً في قوله لمسلم بن عقبة أن يبيح المدينة ثلاثة أيام، إذن لم يكن اجتهاداً من مسلم، كما حاولوا في قضية ابن زياد، لا أبداً، كان قد أمره بذلك، أن يبيح المدينة، وهذا خطأ كبير فأنه وقع في هذه الثلاثة أيام من المفاسد العظيمة. يا أخوان تعلمون أين؟ لم تقع في غير بلاد المسلمين، لم تقع في بلاد المسلمين فحسب، بل وقعت في أقدس مدينة عندنا بعد مكة، وهي مدينة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، هذا الإنسان لو كان يعتقد حرمة لرسول الله حتى لو خلعوه حتى لو كانوا على باطل، كان ينبغي أن يعمل بقاعدة ألف عين لأجل عين تكرم. كان ينبغي لأجل مدفن رسول الله، لو كان يعتقد بالخلفاء الأول والثاني والثالث كان يعتقد بحرمة الخليفة الثالث عثمان الذي هو من بني أمية، كان ينبغي له أن يحترم هذا المكان، ولكن هذا الإنسان لا عقيدة له، بعد ذلك سنقرأ أنه أساساً تربيته تربية غير إسلامية، تربية مسيحية كما يقول الإمام العلايلي في كتابه (الإمام الحسين). قال: فأنه وقع في هذه الثلاثة أيام من المفاسد العظيمة في المدينة النبوية ما لا يحد ولا يوصف. التفتوا إلى تعبير ابن كثير وهو منهم، ما لا حد ولا وصف مما لا يعلمه إلا الله عز وجل. وقد أراد بإرسال مسلم بن عقبة توطيد سلطانه وملكه ودوام أيامه فعاقبه الله بنقيض قصده، فقصمه الله قاصم الجبابرة وأخذه أخذ عزيز مقتدر. وأنا لا أعلم أي منطق يقول أن يزيد أمير المؤمنين وأن ابن تيمية يقول أن من لم يبايعه مات ميتة جاهلية. هذا منطق ابن كثير وذاك منطق ابن تيمية. ولذا تجد علم من أعلام مدرسة الصحابة، لا من الاتجاه والنهج الأموي يقول في (شذرات الذهب في أخبار من ذهب) لابن العماد الحنبلي، واشرنا إليه فيما سبق، أشرف على تحقيقه عبد القادر الأرنوؤط، دار ابن كثير، ج1، ص276، هذه معالم الاتجاه الأموي وكيف يفترق عن اتجاه بني أمية، ماذا يقول الاتجاه الأموي، يقول: الخروج على يزيد خروج على الإمام الذي تجب بيعته. أما ماذا يقول اتجاه مدرسة الصحابة، تجد أنهم يقولون شيء آخر، التفتوا إلى العبارة، يقول: ونقل الاتفاق على تحسين خروج الحسين على يزيد، وخروج ابن الزبير وأهل الحرمين على بني أمية. ولكن ابن تيمية يعتقد أنه من خرج عليهم فقد مات ميتة جاهلية، من فارق بيعتهم. وخروج ابن الأشعث ومن معه من كبار التابعين وخيار المسلمين على الحجاج، ثم إن الجمهور، التفتوا عندما يقول الجمهور يعني جمهور أهل السنة وجمهور المسلمين لا النهج الأموي، ثم أن الجمهور رأوا جواز الخروج على من كان مثل يزيد والحجاج. لا أنه أساساً لو خرج ولم يبايع مات ميتة جاهلية. بعد ذلك سأقرأ العبارة، لا يستعجل المشاهد سأقرأ عبارة ابن تيمية وقرأتها في الحلقة السابقة. يقول: إن الجمهور رأوا جواز الخروج على من كان مثل يزيد والحجاج ومنهم من جوز الخروج على كل ظالم. لا أنه تجب البيعة له، فرق كبير بين وجوب البيعة له وبين جواز الخروج لرد ظلمه، وهذه مدرسة الصحابة التي أشرنا إليها. وعد ابن حزم خروم الإسلام أربعة، يعني خرم الإسلام في أربعة موارد: المورد الأول: قتل عثمان كما يعتقد ابن حزم، ابن حزم هواه أموي ولذا لا يقول قتل عمر بل يقول قتل عثمان، يجعل خارج الدائرة، يقول: وعد ابن حزم خروم الإسلام أربعة، قتل عثمان، وقتل الحسين، ويوم الحرة، وقتل ابن الزبير. هذه الثلاثة وقعت في زمن يزيد، وهو أمير المؤمنين. ولعلماء السلف في يزيد وقتله. هذا بحث.

    الآن في مقابل هذا الاتجاه الذي اشرنا إليه انظروا ماذا يقول ابن تيمية، التفتوا جيداً، ابن تيمية في (منهاج السنة) أخواني الأعزاء المشاهدين التفتوا، هذه نسخة (منهاج السنة) نفس النسخة التي ننقل منها وهي تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم، ولكن مطبوعة طبعة حديثة، الآن هذه النسخة موجودة في الأسواق أربعة مجلدات، لا المتكونة من ثمان مجلدات التي غير موجودة في الأسواق، ولذا أنا جئت بهذه النسخة حتى المشاهد الكريم يريد أن يتابع يتابع على هذه النسخة. هناك في الجزء الأول من هذه النسخة، ص69، التي هي تكون في الجزء الأول من (8 مجلدات) ص100 و111، ولهذا يمكن المشاهد الكريم يراجعها هناك، يقول – بعد أن ينقل من خلع يداً من طاعة لاقى الله يوم القيامة لا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية-: وهذا حدث به عبد الله بن عمر لعبد الله بن مطيع بن الأسود، انظروا هنا عبد الله بن عمر يأتي إلى عبد الله بن مطيع الذي خرج على يزيد، جاء لينصحه أنه لا يحق لك الخروج على يزيد، لما خلعوا طاعة أمير وقتهم يزيد، مع أنه كان فيه من الظلم ما كان ثم أنه اقتتل وهم – يعني يزيد وأولئك- وفعل بأهل الحرة أموراً منكرة، فعلم أن هذا الحديث دل على ما دل عليه سائر الأحاديث الآتية من أنه لا يخرج على ولاة أمور المسلمين بالسيف. التفتوا جيداً، ولكن هناك الجمهور قال أن يجوز الخروج على كل ظالم، فضلاً عن أن يكون أمثال يزيد والحجاج. وأن من لم يكن مطيعاً لولاة الأمور، ويزيد منهم، مطيعاً لولاة الأمور مات ميتة جاهلية، وهذا ضد قول الرافضة. ونفتخر أن هذا ضد قول الرافضة، نعم نفتخر بهذا، وهو أننا لا نبايع أمثال يزيد وأمثال معاوية وأمثال الحجاج وأمثال بنية أمية لا نبايعهم. لا نبايع هؤلاء، أنتم تريدون أن تبايعوهم طوبى لكم وهنيئاً لكم بهؤلاء الأئمة. نعم، وهذا ضد قول الرافضة.

    هذا عبد الله بن عمر الذي جاء اسمه هنا جاء إلى عبد الله بن مطيع حتى يأمره أن لا يخرج، لأن الرواية قبل ذلك، يقال له أنه أساساً، الرواية لم أتك فلان وإنما اتيتك كذا، الرواية طويلة الذيل … يقول: قال رسول الله عن فلان، يقول: ينصب يوم القيامة لواء للغادر فكان يريد أن يطبق أن هؤلاء الذين خرجوا على بيعة يزيد سوف يكونوا تحت لواء الغادر يوم القيامة. أنا قبل أن أشير إلى من هو أو أنه لنا حديث في عبد الله بن عمر، أشير فقط إلى رواية واحدة، في (البخاري) المجلد الرابع، هذه طبعة المكتبة السلفية، وبعد ذلك سأبين لماذا عدلت عن نسخة أبي صهيب الكرمي إلى نسخة المكتبة السلفية، (الجامع الصحيح) للبخاري، المكتبة السلفية، هناك في المجلد 4، ص322، الحديث 7111، التفتوا جيداً من هو عبد الله بن عمر، الرواية: جمع ابن عمر حشمه وولده فقال: إني سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة، وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله. فالمحقق في الحاشية يقول: المراد على شرط ما أمر الله ورسوله من بيعة الإمام. أنا لا أعلم أين الله سبحانه وتعالى أمر ببيعة أمثال يزيد، وأن رسول الله أمر ببيعة أمثال يزيد. بعد ذلك سيتضح. المهم أن ابن عمر يعتقد أنه بايعهم على بيع الله ورسوله. وإني لا أعلم غدراً أعظم من أن يبايع رجل على بيع الله ورسوله ثم ينصب له القتال، وأني لا أعلم أحداً منكم خلعه، خلع يزيد، ولا بايع في هذا الأمر، يعني خلعه أو لم يبايعه، إلا كان الفيصل بين وبينه. يعني أنا بريء منه، ممن لم يبايع أو بايع ونكث البيعة.

    سؤال: لو كان واقعاً ابن عمر هذه الحقيقة يلتزم بها في كل الموارد ما كانت عندنا مشكلة مع ابن عمر. ولكن انظروا إلى (فتح الباري) التفتوا أنا أقف فقط في جملة واحدة، انظروا إلى (فتح الباري شرح صحيح البخاري) ابن حجر العسقلاني، المجلد الخامس، ص31، يقول: وإنما لم يذكر ابن عمر خلافة علي لأنه لم يبايعه. هذا توفيق ابن عمر، أنه يبايع يزيد ولكن لا يبايع علياً. أنا لا أعلم ما هي الخصائص التي كانت توجد في يزيد حتى يمتاز بها على علي، لا أعلم أكان من حبه إيمان وبغضه نفاق! أكان ممن حبه حب رسول الله وحبه حب الله وبغضه بغض رسول الله! هذا توفيق هذا الإنسان، لا فقط يبايع، بل أنه يأتي إلى من يريد الخروج على البيعة ليرده عن الخروج، يقول: لأنه لم يبايعه لوقوع الاختلاف عليه، كما هو مشهور في صحيح الأخبار. فهو لم يبايع، وكأن يزيد مما اتفقت عليه، ويوجد عليه إجماع الأمة. وكان رأى أنه لا يبايع لمن لم يجتمع عليه الناس ولهذا لم يبايع لابن الزبير ولا لعبد الملك في حال اختلافهما وبايع ليزيد ابن معاوية، ثم لعبد الملك بن مروان، ولعل في تلك المدة أعني مدة خلافة علي، المدة التي لم يبايع فيها علياً، في ذلك الزمان لا أعلم لمن كان يبايع، لأن الإنسان لابد له من إمام في عنقه له بيعة، وإذا لم يبايع علياً فلمن بايع، هل بايع معاوية؟ هل بايع أحداً لا نعلمه؟ بايع الجن؟ إذا لم يكن علي إماماً للمسلمين تجب بيعته واقعاً لا أعلق أبداً. أترك هذا للمشاهد الكريم فلينظر عندما نحن نأتي ونميز بين الاتجاه الأموي واتجاه مدرسة الصحابة القضية واضحة المعالم لأن اتجاه مدرسة الصحابة يعتقدون أنه كما أن الخليفة الأول كان يجب بيعته على مبانيهم أن علي أيضاً الخليفة الرابع وتجب مبايعته.

    المقدم: مع أن أباه عمر قال للستة وعلي منهم: مات رسول الله راضٍ عنك.

    سماحة السيد كمال الحيدري: هذا هو عبد الله بن عمر، الذي أشرنا إليه إجمالاً.

    المقدم: صار واضحاً المطلب الأول، ولكن هل هناك نصوص صدرت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) تدل دلالة صريحة على وقوع مثل هذه المفاسد من بني أمية.

    سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع بأنه النصوص الواردة عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) لا يوجد فيها ذكر اسم ليزيد، ونحن أيضاً نجل رسول الله أن يأتي على لسانه أمثال هذه الأشخاص، ولكن ذكر الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) باتفاق علماء المسلمين ذكر أشخاصاً أنهم سيفسدون في امته، ويهلكون أمته، فساد أمته على يد هؤلاء، هلاك أمته على يد هؤلاء، وهنا يأتي دور العلماء من بعد ذلك ليقولوا بأنه إن لم نقل أن المراد من ذلك بني أمية فلا أقل أن المراد به يزيد، يعني يبدأ الفساد والهلاك من يزيد، وفي اعتقادنا بأن الفساد والهلاك بدأ من معاوية لأن النصوص صريحة في ذلك، أول من يغير سنتي بعدي هو معاوية، والنصوص صريحة، المهم هذه كلها بحثها سيأتي في الوقت المناسب، ولكنه الآن أريد أن أقف عند هذه النصوص التي قالت هلاك امتي على يدي غلمة من قريش. أو فساد أمتي على يدي أغيلمة من سفهاء قريش، في هذا المجال الروايات متعددة أنا أشير إلى بعض هذه المصادر.

    منها ما ورد في (صحيح البخاري) كما قلت المكتبة السلفية، الحديث 3605، الرواية، عمر بن يحيى بن سعيد الأموي، عن جده قال: كنت مع مروان وأبي هريرة، فسمعت أبا هريرة يقول: سمعت الصادق المصدوق يقول: هلاك أمتي على يدي غلمة من قريش، فقال مروان: غلمة. قال أبو هريرة: إن شئت أن أسميهم بني فلان وبني فلان. واضح إذن ليس هناك شخص وإنما هناك جماعة معينة، وهذه الجماعة أيضاً بني، لعله افترضوا بني هاشم. ولكنه بعد ذلك أن النصوص لمن تشير أنه بني هاشم أو بني أمية. اللطيف أنه في (فتح الباري شرح صحيح البخاري)، المجلد 13، ص14، يقال لأبي هريرة تعرفهم، يقول: نعم، أعرفهم فرداً فرداً، يقول: لماذا لا تشير إليهم، بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إلى هذه الحقيقة. تقول: لما لا تشير إليهم، يقول: لو حدثت به لقطعتم هذا البلعوم. هذه الأحاديث في أيام خلافتهم وكان يعلم أنه لو قال يذبحونه. الرواية: وكان أبو هريرة يعرف أسمائهم – كلام ابن حجر العسقلاني في فتح الباري- يقول: وكأن أبا هريرة كان يعرف أسمائهم، وكان ذلك من الجواب الذي لم يحدث به، وتقدم هناك قوله: لو حدثت به لقطعتم هذا البلعوم. هنا قبل أن أتمم البحث قد يتبادر إلى ذهن المشاهد الكريم، هذه الملاحظات داخل البحث أشير لها للمشاهد الكريم لأني لا أعلم قد لا تتوفر فرصة مناسبة للإشارة لها، لماذا نحن عدلنا من تلك النسخة لصحيح البخاري إلى هذه النسخة، يتذكر المشاهد الكريم نحن كنا ننقل روايات صحيح البخاري من النسخة التي اعتنى بها أبو صهيب الكرمي، هذه النسخة كنا ننقل منها، ولكن عدلنا منها إلى هذه النسخة، السبب في ذلك واقعاً الآن أريد أن أقرأ لكم كلاماً عجيباً في هذا المجال، هذا الكلام أشار إليه العلامة محمد ناصر الدين الألباني في (النصيحة بالتحذير من تخريب ابن عبد المنان لكتب الأئمة الرجيحة وتضعيفه لمئات الأحاديث الصحيحة)، ص5 من الكتاب، يقول: وأصل هذه البحوث ردود على غمر من أغمار الشباب تصدى لما لا يحسن، وفسل من جهلة المتعالمين تطاول برأسه بين الكبراء فحقق كتباً وخرج أحاديث وسود تعليقات وتكلم بجرأة بالغة في ما لا قبل له به من دقائق علم المصطلح وأصول الجرح والتعديل. هنا لا يشير من هو، في الحاشية يشير يقول: وهو المدعو حسان عبد المنان، إلى هنا لا علاقة لنا بالبحث، ولكن التفتوا ماذا يقول: ولقد تحقق عندي أنه صار ينشر – حسان عبد المنان- كتبه أخيراً بعد انكشاف حقيقته وافتضاح أمره تحت اسم أبو صهيب الكرمي – إذن يعتبره من الجهلة، العلامة الألباني يعتبره- إمعاناً في التمويه والتلبيس وإغراقاً في التضليل والتدليس، بل إنه بعد نشر كتباً فيها مقدماته وعليها تعليقاته دونما أي اسم وكنية، ولكي يقف القارئ على صور من تخريبه لكتب أهل العلم غير ما في كتابنا هذا – كتاب النصيحة – فلينظر صنيعه في صحيح البخاري. أيها العلامة الألباني هذا ماذا فعل أبو صهيب الكريم أو إحسان عبد المنان في صحيح البخاري؟ يقول: بأنه واقعاً الإنسان عندنا يرجع إلى هذه النسخة التي بأيدينا يقول: أنه يسقط التابعية أحياناً بين الصحابي والراوي عنه ليظهر الحديث أنه منقطع السند. يتلاعب بالأسانيد، كما أنه يسقط أحياناً بعض الكلمات من متن ما ويزيد كلمات أخرى في متن آخر، مما يؤدي إلى إيقاع فساد في معنى الأحاديث واضطراب في دلالتها فإفساده منوع رواية ودراية. سؤال أيها العلامة الألباني: يعمل ذلك اشتباهاً وجهلاً أو بقصد؟ يقول: إنني أظن بعد خبرة به ومعرفتي له أن بعض ذلك مقصود منه. في نفسه غاية. وبعبارة أخرى، طبعاً أنا هنا لابد أن أقول، أنا لا أريد أن أقول أن الحق مع العلامة الألباني، ولا أريد أن أقول أن الحق مع أبي صهيب الكرمي، ولكن أريد أن أقول أن النسخ التي بأيدينا لا يمكن الاطمئنان إليها، انظروا كيف يتلاعبون بأهم مصادرهم، ومع ذلك يقولون أنه أصح كتاب بعد كتاب الله. أنا أضع هذه الحقائق بين يدي المشاهد الكريم في جميع أنحاء العالم، من المسلمين، وكذلك من أتباع مدرسة أهل البيت ليعلموا أن هذه الكتب تلاعبوا بها تلاعباً عجيباً، من حيث الإسناد، من حيث المتون، من حيث التقديم والتأخير، من حيث الحذف، من حيث التدليس، من حيث التلاعب، سأشير كيف يتلاعبون ويدلسون على المسلمين بعد ذلك. إذن هذا هو وجه العدول من تلك النسخة إلى هذه النسخة، إلى نسخة المكتبة السلفية وهي المقبولة عند أتباع بني أمية.

    هذا الحديث الذي قرأناه من صحيح البخاري أيضاً وارد في (صحيح ابن حبان)، المجلد 15، ص107، مؤسسة الرسالة، حققه شعيب الأرنؤوط، هناك روايتين: الرواية الأولى عن أبي هريرة قال رسول الله: هلاك أمتي على يدي غلمان سفهاء من قريش، إذن هو ليس واحداً وإنما أكثر، قال: فقال مروان: والغلمان هؤلاء. هذه رواية. أما الرواية الثانية: سمعت أبا هريرة يقول لمروان بن الحكم: حدثني حبيبي أبو القاسم (صلى الله عليه وآله) الصادق المصدوق: إن فساد أمتي على يدي أغيلمة – مصغر غلمان- سفهاء من قريش. الرواية كما يصرح حديث صحيح. الحديث 6713، حديث صحيح، وكذلك الحديث 6712 أيضاً يقول: إسناده صحيح على شرط الشيخين. هذا أيضاً واضح لا مجال للريب فيه.

    وكذلك ما ورد في مسند الإمام أحمد، المجلد 13، ص404 أيضاً نفس الحديث، أن فساد أمتي على يدي غلمة سفهاء من قريش. في الحاشية يقول: حديث صحيح. وكذلك الأخوة الذين يريدوا أن يراجعوا، هذا لم يعنون في سلسلة الأحاديث الصحيحة، ولكنه في ذيل الحديث 3191 تعوذوا بالله من رأس السبعين وإمارة الصبيان، في ذيل ذلك الحديث يقول: إن فساد أمتي على يدي أغيلمة من سفهاء قريش.أخرجه البخاري وابن حبان والثقات والحاكم والطياليسي وأحمد، وقال الحاكم: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي، ثم يذكر مجموعة من الأسناد لهذا النص الذي أشرنا إليه.

    السؤال المطروح: من المراد من هذا الإنسان؟ من هو هذا الاغيلمة الذي هلاك الأمة وفسادها على يديه؟ أنا أشير إلى مصدرين، واحد من الاتجاه الأموي وواحد من مدرسة الصحابة. الأول ما ورد في (فتح الباري شرح صحيح البخاري)، المجلد 13، ص14، هناك بشكل واضح وصريح يقول: عن أبي هريرة رفعه قال: أعوذ بالله من إمارة الصبيان، قالوا: وما إمارة الصبيان، قال: إن أطعتموهم هلكتم – أي في دينكم- وإن عصيتموهم أهلكوكم – أي في دنياكم- بإزهاق النفس أو بإذهاب المال .. إلى أن يقول: كان أبو هريرة يمشي في السوق ويقول: اللهم لا تدركني سنة 60. ولا إمارة الصبيان. وفي هذا إشارة إلى أن أول الأغيلمة كان في سنة 60. وهو كذلك – ابن حجر يقول- فإن يزيد ابن معاوية استخلف فيها وبقي إلى سنة 64 فمات، ثم ولي ولده معاوية ومات بعد أشهر. وهذه الرواية تخصص رواية أبي زرعة عن أبي هريرة الماضية في علامات النبوة بلفظ (يهلك الناس هذا الحي من قريش) الرواية توجد أن رسول قال: إن هذا الحي يهلك الناس على يده. أي حي؟ كان فيه عموم ولكنهم يعلمون، يقول: تخصصه، هو فهم من هذا النص بني أمية فأراد أن يخصصها بهذا الحديث، حتى يقول أنها لا تشمل كل بني أمية وإنما هي مختصة بيزيد، هذا في فتح الباري.

    وكذلك ما أشار إليه في (شذرات الذهب) لابن عماد الحنبلي، ج1، ص276، هذه عبارته، بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إلى عبارة شذرات الذهب، يقول: فما نقل عن قتلة الحسين والمتحاملين عليه يدل على الزندقة وانحلال الإيمان من قلوبهم وتهاونهم بمنصب النبوة. مثل هذه الكلمات لا تجدها في كلمات ابن تيمية وأتباعه. يقول: وما أعظم ذلك، فسبحان من حفظ الشريعة حينئذ – يعني في زمن بني أمية، يقول: الله سبحانه وتعالى حفظ الشريعة وإلا هؤلاء دمروا كل شيء- وشيد أركانها حتى انقضت دولتهم – دولة بني أمية لا دولة يزيد فقط- وعلى فعل الأمويين وأمراءهم – امراء بني أمية معاوية ويزيد- بأهل البيت. ما فعله الأمويون وأمراءهم بأهل البيت. حمل قوله: هلاك أمتي على يدي اغيلمة من قريش. هلاك الأمة المراد به أهل البيت. يقول: قال أبو هريرة: لو شئت أن أقول بني فلان وبني فلان لفعلت ومثل فعل يزيد، هنا ابن العماد الحنبلي لا يستطيع أن يحتمل، يقول أن هذه فقط ليست روية وسيرة يزيد فقط بل روية وسيرة معاوية كانت على هذا. يقول: ومثل فعل يزيد فعل بسر بن أرطاة العامري أمير معاوية في أهل البيت. يقول: أصلاً هذه سيرة بني أمية وهي ليست مختصة بيزيد، حتى صاحب فتح الباري يقول تبدأ من سنة 60، يقول: من القتل والتشريد حتى خد لهم الأخاديد، وكانت له أخبار شنيعة في علي … هذه هي نظرية هؤلاء الأعلام.

    الآن اتضح أن المراد من الاغيلمة هو بني أمية من قريش، هذا الحي من قريش، بودي أن يلتفت المشاهد الكريم إلى التدليس الذي يقوم به ابن كثير في (البداية والنهاية) الجزء التاسع، دار عالم الكتب، بودي أن المشاهد الكريم يلتفت، ينقل هذه الرواية التي قرأناها في يزيد وبني أمية ولكن يعنون البحث بعنوان (ذكر إخباره عليه الصلاة والسلام بما وقع من الفتن بعد معاوية من اغيلمة بني هاشم) وهو من اغيلمة بني أمية. أصلاً لماذا تُعنون انه (اغيلمة من بني هاشم) وهو من قريش وهو شامل لبني هاشم وبني أمية، لماذا تقول إلى بني هاشم؟! نحن لا نقول أن كل بني هاشم أطهار لا أبدا، بل يوجد في بني هاشم من لا نقبلهم، أنا أريد أن أقول أن الرواية تقول (اغيلمة من قريش) لماذا تقول (اغيلمة من بني هاشم) ينقل الروايات بعد ذلك في بني أمية، يقول: بعدما ملكوا فإذا هم يبايعون الصبيان، ومنهم من يُبايع له وهو في خرقة، يقول: هذه أفعال بني أمية كانت. قال: فكنت أخرج مع أبي وجدي إلى بني مروان بعدما ملكوا فإذا هم يبايعون الصبيان ومنهم من يُبايع له وهو في خرقة. قال لنا: هل عسى أصحابكم هؤلاء أن يكونوا الذين سمعت أبا هريرة يذكرهم: أن هذه الملوك يشبه بعضها بعضاً. قال: سمعت حبيبي أبي القاسم يقول: إن فساد أمتي على يدي غلمة سفهاء من قريش. ولكنه يجعلها (من بني هاشم) وقد راجعت النسخ المتعددة لهذا الكتاب (البداية والنهاية) فوجدتها كلها تقول (من بني هاشم).

    المقدم: معنا الحاج عباس من الكويت، تفضلوا.

    الحاج عباس: السلام عليكم.

    المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

    الحاج عباس: نحن نتكلم عن أبو هريرة أو عن ابن تيمية، من هو ابن تيمية، هو ألد أعداء آل محمد، من هو أبو هريرة؟ هو أكبر كذاب في العالم.

    سماحة السيد كمال الحيدري: هذه الطريقة ليست منهجنا، هذا ليس أسلوبنا وليس منهجنا، وهذه أبحاث ليست قائمة على أساس الدعاوى، وإنما نريد أن نبين مجموعة من الحقائق موجودة في كتب القوم، ونميز بين نهج الصحابة ونهج الأمويين. والتعليق يكون للمشاهد، الحكم يكون للمشاهد الكريم، نحن نبين الحقائق ونقرأها من أهم كتب ومصادر مدرسة الصحابة.

    المقدم: معنا الأخ مرتضى من إيران، تفضلوا.

    الأخ مرتضى: السلام عليكم.

    المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

    الأخ مرتضى: ما هو الدليل العقلي الذي يدافع به بني أمية على أنهم على حق.

    سماحة السيد كمال الحيدري: نحن لسنا الآن في بيان الأدلة العقلية وإنما نبين مجموعة من الحقائق الموجودة، والبحث العقلي موكول إلى أبحاث أخرى.

    المقدم: سماحة السيد إذا كان لديكم ما تريدون قوله تفضلوا.

    سماحة السيد كمال الحيدري: أريد أن أذكر كلمة واحدة في هذا المجال، وهو ما أشار إليه الشيخ ابن تيمية في (منهاج السنة) المجلد الرابع، ص519، أما في الطبعات القديمة في المجلد الثامن، ص 238، تحقيق محمد رشاد سالم. هذا الذي عبر عنه رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن فساد أمته على يديه وأن هلاك أمته على يديه وأنه ملعون وأنه أباح المدينة، انظروا إلى ابن تيمية ماذا يقول في حقه، يقول بعد ان ينقل الروايات، وفي لفظ لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة وهكذا كان فكان الخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ثم تولى من اجتمع الناس عليه وصار له عز ومنعة، تبين أن عز الإسلام كان في زمن بني أمية، معاوية وابن يزيد ثم عبد الملك وأولاده الأربعة وبينهم عمر بن عبد العزيز وبعد ذلك حصل في دولة الإسلام من النقص ما هو باقٍ إلى يومنا هذا. إذن رسول الله يقول: فساد الأمة على يدي بني أمية، وابن تيمية يقول بشكل صريح أن عز الأمة في زمن بني أمية، أنا لا أريد أن أعلق أكثر من ذلك، بل يعتقد أن هؤلاء الاثني عشر الذين منهم يزيد، يقول: أن هؤلاء الاثني عشر خليفة هم المذكورون في التوراة حيث قال في بشارته بإسماعيل: وسيلد اثني عشر عظيماً، إذن تبين أن يزيد مبيح المدينة، فعل ما فعل، قتل ما قتل، شارب الخمر، هو العظيم الذي بشر به إسماعيل في نظر بن تيمية. هذا هو الاتجاه الأموي. أما رسول الله فماذا يقول عن بني أمية، ماذا يقول لا أقل عن يزيد؟ يقول: أن هلاك أمتي وفسادها على يدي يزيد وأمثال يزيد. وأنا لا أعلم أن المعارضة الصريحة لرسول الله تكون بأي معنى تكون. رسول الله يقول: هلاك أمتي، وهو يقول: عزة أمتي في زمن بني أمية.

    ولهذا تجدونه هذا هو الذي يقوله، ولهذا تجدونه يقول أن يزيد مما لا ريب فيه أنه من الخلفاء الاثني عشر، أما علي والمقصود أن الحديث الذي فيه ذكر الاثني عشر خليفة سواء قدر أن علي دخل فيه أو قدر أنه لم يدخل، إذن هو مردد أن علي داخل في هؤلاء العظماء أو لا، أما يزيد ومعاوية فمن المسلّم أنهم ممن يدخلون في الاثني عشر. هذه نظرية ابن تيمية في الإمام الذي تجب طاعته.

    المقدم: شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، كما نشكر الأخوة والأخوات، إلى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

    • تاريخ النشر : 2011/10/29
    • مرات التنزيل : 1422

  • جديد المرئيات