وجهاً لوجه (3)
المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله وبركاته، وجهاً لوجه في الجزء الثالث من هذا اللقاء الذي يجمعنا بسماحة العلامة آية الله السيد كمال الحيدري، أهلاً ومرحباً بك سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بك.
المُقدَّم: قد يسأل المشاهد عن بعض الخصوصيات، متزوج سماحة السيد وكم له من الأبناء.
سماحة السيد كمال الحيدري: ثلاثة، ذكران وأنثى.
المُقدَّم: هل هم متزوجون وهل لك أحفاد.
سماحة السيد كمال الحيدري: نعم، اثنان منهم متزوجان، الانثى وأحد الذكرين ولي حفيد واحد اسمه محمد جواد، ومن الانثى عندي زينب.
لأني عند علاقة خاصة بالإمام الجواد سلام الله عليه، ويكون في علمك أعتقد أن عندي حفيد آخر باعتبار أنه أخي السيد فاضل رحمة الله عليه اعتقل وزوجته حامل والله سبحانه وتعالى رزقه بابن هو السيد عمار فالسيد عمار كبر في كنفي إلى أن تزوج والآن أولاده يسموني أيضاً (جدو) هؤلاء اعتبرهم من أحفادي.
المُقدَّم: لكم علاقة خاصة بالإمام الجواد هل أنت الذي سميت حفيدك بهذا الاسم.
سماحة السيد كمال الحيدري: نعم.
المُقدَّم: بنوع من الفرض.
سماحة السيد كمال الحيدري: لا أبداً، هم جاءوا لي وقالوا ما هو الاسم الذي أنت واقعاً تأنس له، قلت أنا يعجبني هذا الاسم والأمر لكم فسميته محمد جواد، وواقعاً أنا من هنا أقول لكل من يكثرون من هذه التسمية لأني اعتبر في ثقافتنا الشيعية الأئمة المتأخرين كالإمام جواد أقل تسمية، فالمؤسسات أقل تسمى بأسمائهم وكذلك المراكز وهذه الأسماء خير الأسماء بعد الأسماء الإلهية وما حمد وما عبد.
المُقدَّم: ما هو السبب وما هو الذي جعل عدم التركيز على الأئمة المتأخرين.
سماحة السيد كمال الحيدري: الجواب باعتبار أن الظروف التي عاشها الأئمة المتأخرين لم تسمح لهم بأن يبزوا عطائتهم العلمية ومواقفهم السياسية، يعني توفرت شروط للإمام الحسين عليه السلام أن يقف ذلك الموقف، نحن اعتقادنا هو أن الإمام الجواد لو كانت الظروف المحيطة به كتلك الظروف لكان موقفه كذلك، لو كان الإمام الجواد أو الإمام العسكري أو الإمام الهادي في موقع الإمام الصادق لكان عطائه عطاء الإمام الصادق لأن هؤلاء جميعاً نور واحد، هؤلاء جميعاً يأخذون من منبع واحد، ولا فرق، باعتبار أن الأئمة سلام الله عليهم لم تكن شروطهم الحياتية والظروف التي أحاطت بهم متساوية وعلى هذا الأساس تجد أنه اختلفوا في العطاءات ولذا صار تأثيرهم على عموم المدرسة ومباني المدرسة ونظريات المدرسة قليلة، هذا هو السبب. وبطبيعة الحال أنت عندما تجلس في الحوزات العلمية لا يمكن لفقيه أن يكون فقيهاً إلا وهو واقف على كل روايات الإمام الصادق، ولكن هذه الروايات لم تتوفر للإمام الجواد أن يعطي هذا العطاء، أو مثلاً الظروف التي توفرت للإمام الرضا عليه السلام، ولذا انتم تجدون في الروايات أن الأئمة سموا الإمام الرضا عالم آل محمد، يعني الجواد ليس عالم آل محمد، الكاظم ليس عالم آل محمد، لا أبداً، بل كلهم يصدق عليهم عالم آل محمد ولكن هذه الظروف التي توفرت في بلاط المأمون للإمام الرضا لم تتوفر للآخرين، ولذا تجدون أن الإمام الرضا صدر منه من الأبحاث وخصوصاً في المجالات العقدية وبالأخص ما يرتبط بأبحاث التوحيد وبأبحاث الإمامة أنت لا تجد نظير ذلك في كلمات الأئمة الآخرين. إذن السبب هو هذا ولذا غابوا بحسب الأثر في تراثنا الفكري ولم يحضروا بذلك الحضور الذي حضره باقي الأئمة صلوات الله وسلامه عليهم.
المُقدَّم: والاستثناء في ذلك ربما هو الإمام الحجة الإمام المهدي سلام الله عليه.
سماحة السيد كمال الحيدري: الإمام الحجة باعتبار أنه الآن حاضر معنا، يعني الآن الإمام سلام الله عليه ليس غائباً عنا، نعم كل ما في الأمر أن شخصه المادي نحن لا نراه، هذا من قبيل على سبيل المثال الآن ملايين الناس يقلدون مرجعاً معيناً ولعله في حياتهم لا يرونه أبداً، من الناحية الجسدية لا يرونه بل يرون صورته أو يتصلون به مرة واحدة أو يخبرون بأنه موجود ولكنهم لم يروه، ولكنه حاضر معهم برسالته العملية يعني في كل حركة وسكنة تجد أن المرجع معه حاضر، نحن الإمام عليه أفضل الصلاة والسلام الإمام الثاني عشر الإمام المهدي حاضر معنا في كل حركة وفي كل صغيرة وكبيرة وفي كل سكنة لأننا نعتقد أن أعمالنا تعرض على الإمام في كل جمعة وفي كل اثنين بل في كل يوم بل في كل صباح، إذن نحن حاضرون وإن كنا قد نغفل عنه في بعض الأحيان وإلا فهو حاضر عليه أفضل الصلاة والسلام.
المُقدَّم: جئتم إلى قم ودرستم في قم ودرستم في قم، خلقتم جواً وظاهرة علمية في البداية تحولت فيما بعد هذه الظاهرة إلى مدرسة. يظهر أنك لديك اختلاف في المنهج، يعني عندما نقول مدرسة بمعنى أنها تختلف مع المدارس الأخرى، بداية ما هي الإشكالات التي توجهها على المدارس الأخرى الموجودة ضمن إطار الحوزة العلمية.
سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع بأنه كما تعلم أنه في دقائق لا يمكن أن أحيط بكل جوانب هذا البحث.
المُقدَّم: أنا ربما في هذا الكتاب وهو كتاب (كمال الحيدري قراءة في السيرة والمنهج) ربما هذا الكتاب يسلط الضوء كثيراً على جوانب من مدرسة السيد كمال الحيدري، لكن باختصار أحب أن أسمع منك مباشرة.
سماحة السيد كمال الحيدري: أنا من الذين اعتقد أن لكل باب علمي ولكل فرع من فروع المعرفة منهج خاص بذلك الباب وذلك النوع من المعرفة، يعني أنا عندما أأتي إلى علم الأصول على سبيل المثال أو عندما أأتي إلى الفلسفة أو التأريخ، التأريخ لابد أن يدرس وتقدم فيه النظريات والقراءات ضمن المنهج الخاص بالبحث التأريخي وليس بالضرورة أن المنهج الذي ينفع في البحث التأريخي يكون نافعاً في البحث الفلسفي.
المُقدَّم: يعني لا تؤمن بإسقاط منهج على آخر.
سماحة السيد كمال الحيدري: ولا يمكن لأنه لكل باب من أبواب المعرفة الطريق الخاص للوصول إليه، يعني إذا أردت التقريب إلى ذهن المشاهد أضرب هذا المثال، أنت لا تستطيع أن ترى بأذنيك، فهذا غير ممكن ومحال لأن الاذن مصممة للسمع، أنت لا تستطيع أن تسمع بعينيك، هذا غير ممكن، أنت تستطيع أن تأكل بعقلك، لا يمكن هذا، لأن كل أداة من هذه الأدوات مصممة لتحقيق شيء معين، أنا أتصور أن المناهج المعرفية هكذا، المنهج الذي ينتج في الفلسفة أو في العرفان أو في التفسير ليس بالضرورة أنه ينتج في الفيزياء أو في الكيمياء أو في الفقه أو في الأصول، وهذا هو النقد الأساسي الذي أوجهه إلى فروع المعرفة الموجودة عندنا في الحوزات العلمية، يعني أن الطالب عندما يأتي ويقرأ علم الفقه ولكنه يقرأ علم الفقه تجد أن هناك مجموعة من المناهج تتداخل لدراسة علم الفقه مع أن علم الفقه له منهجه الخاص به. عندما يأتي إلى علم الأصول عندما تقرأ الكتب الأصولية تجد جانب منها مرتبط بالأبحاث الفلسفية وجانب مرتبط بالأبحاث الكلامية وجانب منها مرتبط بالأبحاث اللغوية والأدبية وجانب منها مرتبط بفقه اللغة وجانب منها مرتبط بالأبحاث العقلائية، ولكل واحد من هذه بابه الخاص، لماذا اجتمعت في علم الأصول؟ باعتبار أنه في المقدمة لم يتضح ما هو المنهج الذي لابد أن يتبع في تحقيق المسائل الأصولية, وهذا الذي أنا حاولته في دروسي المختلفة، يعني عندما أدرس فلسفة لا أذهب وأأتي برواية أو آية أبداً، لأن ذاك له منهج خاص في الأبحاث النقلية وأنا أتكلم في البحث العقلي والبحث العقلي لابد أن تستند إلى القواعد العقلية.
أضرب لكم مثالاً لعله أوضح، في برامجنا والتي أشرتم إليها وهي المطارحات والأطروحة، ما هي الخصوصيات التي تميزت بها هذه البرامج. في الواقع أن هذه المعلومات والمواد التي أبينها هذه ليست جديدة لأنها موجودة في الكتب ولعله موجودة في كثير من الكتب التي اهتمت بمسائل الخلاف، يعني في الغدير للعلامة الاميني، أو كتاب المراجعات أو العلامة العسكري، هؤلاء أيضاً تكلموا في هذه المجالات، ما الذي يميز المنهج أو الطريقة التي أتبعناها.
أولاً: نحن عندما جئنا إلى المسائل العقدية عندنا اكتفينا بالحد الأدنى من العقيدة لا بالحد الأعلى من العقيدة، يعني نحن نعتقد على سبيل المثال بمقامات خاصة للأئمة لا نتوقع أن هذه نجده في كتب الآخرين ولكن الحد الأدنى من مبانينا العقدية موجودة هناك، ولذا أنا أتصور أن الذي يريد أن يبحث في كتب الآخر أين آخر كان لابد أن ينتهي إلى الحد الأدنى ولا يطالب الحد الأعلى، ولذا أنا قلت في هذه الأبحاث كل ما نحتاجه في الحد الأدنى من مبانينا العقائدية موجودة في كتب الآخر، هذا أولاً.
وثانياً اعتمدت على تلك النصوص التي هي مقبولة عنده، لا أي نص ولو لم يكن مقبولاً عنده، وهذا مع الأسف الشديد كان عند بعض علمائنا، يعني كان ينقل الرواية افترضوا من مسند أحمد، أنت عندما تسأل العلماء المختصين في ذلك المجال يقول أن هذه الرواية لا نقبلها في مسند أحمد وإن وردت ولكنها ضعيفة السند ولكن مضمونها من المناكير ولكن مضمونها غير ولا نقبله ونحو ذلك هذه نقطة، ولذا أنا استعنت بتلك النصوص التي يقبلها الطرف الآخر ويسلم بها لا أنه يرفضها، إذن لا يستطيع أن يناقش فيها.
ولذا دعوتي من هنا من هذا الموقع للطرف الآخر يعني عندما يخرجون على الفضائيات وينقلون من كتاب البحار عندنا أو ينقلون من كتاب أصول الكافي أو ينقلون من أي كتاب عندنا لابد أن يعرفوا أولاً أن هذا مقبول عندنا أو غير مقبول عند المدرسة، هذا من الأخطاء المنهجية الأساسية وهو أن ينقل عني رواية، لو تسأل علماء مدرسة أهل البيت يقولون هذه الرواية لا نقبلها لا سنداً ولا دلالة ولا مضموناً، هذه النقطة الثانية في المنهج.
والنقطة الثالثة أنا أذهب إلى تلك المباني المقبولة عند المدرسة، لا أن أذهب إلى شخص يقول شيء وأحمّل الآخر بكامله.
المُقدَّم: أشرتم إلى المنهج الذي تطرحه في برنامجي المطارحات والأطروحة المهدوية.
سماحة السيد كمال الحيدري: أنا إنما اقتصرت على هذا باعتبار أن المشاهد الكريم متابع لهذه البرامج، وإلا أبحاث الحوزة لم يتابعها حتى استطيع أن أقول ما الفرق بينها.
المُقدَّم: الطريقة طريقة محاججة هل برأيك هذه طريقة لإقناع الآخرين بالرأي الذي أنت تعتقد به أم أنه مدخل إلى التقريب معهم.
سماحة السيد كمال الحيدري: الجواب كلا الأمرين نستطيع أن نحققهما، بل أمور أخرى نستطيع أن نحققها، الهدف الأول من هذه الأبحاث هو أن الطرف الآخر أي آخر كان لابد أن يعرف أن ما نقوله ليس بدعا ًمن المعارف الدينية، هذه موجودة في كل الكتب والصحاح والمسانيد، يعني هذا الذي الآن واحدة من الاتهامات التي توجه لأتباع مدرسة أهل البيت أن هؤلاء جاءوا بدين جديد وبمذهب جديد، هذه كلها بدع، هذه لا اصل لها في الكتاب والسنة، أنا اريد أن أقول للطرف الآخر لا، هذه الحقائق التي يقولها أتباع مدرس أهل البيت أساساً موجودة أولاً في كتبكم، بغض النظر أنه أريد الآن أن أقترب منه أو أريد أن ابتعد عنه، بغض النظر أني أريد أن يقتنع أو لا يقتنع، أريد أن يعرف الحقيقة فقط. واقعاً أريد أن يعرف الحقيقة عني، لا يأخذ عني ما يقوله الآخرون، الآخرون يقولون ما يشتهون، يقولون لعله من باب البغض ولكن أنا اريده أن يعرف هذه حقيقة مدرسة أهل البيت وهذا أحد علماء مدرسة أهل البيت يبين هذه الحقيقة، وهنا لابد أن أؤكد على قضية، وهي أن ما أطرحه ليس بالضرورة أن يكون هو رأي المدرسة لعل علماء آخرون يوافقوني ولعلهم يختلفون معي.
المُقدَّم: هذا يؤدي إلى مشكلة في الطرف المقابل، يعني من هو الذي يمثل المدرسة.
سماحة السيد كمال الحيدري: لا يوجد في مدرسة أهل البيت من يمثل هو مدرسة أهل البيت أقولها صريحاً، مدرسة أهل البيت تؤمن بأن باب الاجتهاد مفتوح وليس فقط مفتوح على مستوى الفروع والأمور الفقهية وإنما مفتوح على مستوى الأمور العقدية فضلاً عن الأمور الفقهية، ومن هنا من حق أي مجتهد طبعاً إذا توفرت الشروط لا كل أحد يدعي أنه مجتهد حتى يقدم قراءة، لا لا، كما قلنا في الحلقات السابقة حيث قلنا أنه لا يمكن أن يأتي كل أحد ويقدم قراءة، وإنما لابد أن يكون متخصصاً في ذلك المجال من حقه أن يقدم القراءة. لابد من أسس ومنهج صحيح ومستدلة يعني عندما أسأله لماذا تقبل هذا ولماذا ترفض هذا يستطيع أن يقيم لي الدليل على ذلك، سواء اتفقت معه، اقتنعت بما يقول أو لم اقتنع.
نعم، هناك مجموعة من الأصول والثوابت في مدرسة أهل البيت وهذه موجودة في أي مدرسة وفي أي اتجاه، يعني أنت عندما تأتي إلى مدرسة أهل البيت واحدة من أهم أركانها هو وجود معصوم بعد رسول الله وهي من خصائص مدرسة أهل البيت ومن مميزات أهل البيت، إذا جاء شخص يقول أنا لا اعتقد بوجود معصوم بعد رسول الله، هذا رأي محترم كما هو الآن عند علماء السنة، ولكن هذا خرج عن المدرسة، لأنه من أصول هذه المدرسة الإيمان بوجود معصوم. شخص يقول أنا أعتقد بوجود المعصوم ولكن لا أقبل أنهم اثنا عشر بل هم مئة واثنا عشر، هذا خرج عن المدرسة. يأتي ويقول أنا أعتقد باثني عشر إمام ولكن الثاني عشر منهم ليس حياً بل سيولد بعد ذلك، نقول رأيه نحترمه كما هو رأي الكثير من علماء السنة يعتقدون بالإمام الثاني عشر وهو الإمام المهدي ويصرحون بذلك ولكنه لم يولد بعد بل يولد بعد ذلك، هذا رأي نحترمه ولكن هذا خارج عن مدرسة أهل البيت.
المُقدَّم: أعود إلى الحوزة العلمية والمؤسسة الدينية، يعني نشاهد كما أشرت فقدان للمنهج، الأمر الذي أدى إلى تشتت.
سماحة السيد كمال الحيدري: بل تأخر جملة من الأبواب المعرفية.
المُقدَّم: تأخر في الأبواب المعرفية الأمر الذي انعكس على الواقع، يعني انعكس على طريقة التعامل مع المدارس الأخرى، ألا نحتاج إلى تجديد.
سماحة السيد كمال الحيدري: أقولها صريحة لك وللمشاهد وهو أن التجديد أساساً يعد الداينامو المحرك لأي باب معرفي إن لم تجد في بابٍ معرفي قابلية على التجديد وقابلية على الإصلاح اعتبر أن ذلك الباب المعرفي ميت، لأن الزمان يتجاوزه بسرعة، إذا أردت لأي باب معرفي ولأي فرع من فروع المعرفة سواء كانت فلسفة أو عرفان أو تاريخ أو فقه أو أصول أو منطق أو تفسير أو كلام أي باب من هذه الأبواب، طبعاً أتكلم في باب اختصاص وإلا في العلوم الطبيعية أيضاً كذلك يعني الفيزياء إذا أرادت أن تتعامل مع الظواهر الفيزيائية كما كان يتعامل نيوتن وأدوات نيوتن بينك وبين الله كان علم الفيزياء انتهى.
إذن أنت متى تستطيع أن تبقي فرعاً من فروع المعرفة حياً بشرطين، الشرط الأول أن تهيأ المنهج الصحيح لدراسة ذلك الفرع من فروع المعرفة وإلا إذا كان المنهج خاطئ فأنه لا يعطي نتائج صحيحة، هذا الشرط الأول.
الشرط الثاني أو الركن الثاني هو أنك تستمر في تجديد هذه الأدوات وهذا المنهج، يعني قبل مئة سنة عندما كنا نريد أن نحفر شيء عندنا أدوات معينة، أما الآن لو أردنا أن نحفر شيئاً هل نستعمل نفس الأدوات أم أننا جددنا في الأدوات التي نحفر بها، ولكنه بقينا في أداة الحفر، يعني الآن نريد أن نصعد إلى الفضاء قبل خمسين أو ستين سنة أول من صعد إلى الفضاء كانت مركبة الآن أيضاً نصعد إلى الفضاء ولكن المركبات التي كانت قبل خمسين سنة والمركبات الموجودة الآن من حيث الأداء ومن حيث القدرة هناك اختلاف. أريد أن أقول أنه بعد أن تعين المنهج دائماً لابد أن تجدد وتدقق وتعمق في هذه الأداة التي هي المنهج لأنه بها تستطيع أن تخترق باباً من أبواب المعرفة.
المُقدَّم: حتى في القضايا العقائدية.
سماحة السيد كمال الحيدري: أقول في كل باب حتى في القضايا العقلية، في الرياضيات، أنت لو ذهبت في علم الرياضيات وهو ليس من اختصاصي، بل أنا متخصص في علم المنطق أجد أن المنطق الذي كتبه ارسطو كان على مستوى والمنطق الذي كتبه ابن سينا كان على مستوى آخر والمنطق الذي يدعيه الآن محمد باقر الصدر في الأسس المنطقية على مستوى آخر من الدقة والعمق، كلهم يبحث في المنطق والمنطق أمور ثابتة ليست متغيرة كالرياضيات ولكنه تستطيع أن تعمق فيها وتستطيع أن تدقق فيها، هذه الأداة تشحذها فتعطيك نتائج أفضل. ولذا في الحوزات العلمية نحن إذا أردنا أن تكون هذه الحوزات قادرة على الاستجابة لمتطلبات الحياة وإدارة الحياة وقيادة الحياة لابد أن تواكب الحياة بكل تطوراتها وتجديداتها، وإلا إذا عاشت في زمان والحياة في زمان آخر انقطع هذا الجسر الذي يربط هذه القيادة التي تدعي لنفسها القيادة وهذه الأمة. ولذا أنتم تجدون أن الروايات الواردة في هذا الأمر كثيرة العارف بزمانه لا تهجم عليه اللوابس، لأنه واقعاً لوابس وفتن، لا يستطيع أن يجد لها مخرجاً، أو في كلام آخر للإمام أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام لا تقسروا على أولادكم على أخلاقكم فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم. سؤال: يعني الأخلاق نسبية. لا، الأخلاق ليست نسبية، القيم ليست نسبية، كلها حقائق ثابتة، الصدق ليس قضية نسبية، يعني في يوم يكون الصدق حسن وفي يوم آخر يكون الصدق قبيح، في زمن يكون الظلم قبيح وفي زمن آخر يكون حسن، الآن تجد أنت كل أولئك الذين يظلمون في العالم ولكن يدعون أنهم يعملون بحقوق الإنسان يعني هذه القضايا قضايا ثابتة سواء قبل ألف سنة أو الآن أو بعد ألف سنة ولكن أدوات إيجاد هذه الحقوق مختلفة من زمان إلى زمان.
إذن ينبغي إذا أردنا لباب معرفي خصوصاً تخصصاتنا في الحوزة العلمية يعني الفقه والتفسير والعقائد ينبغي أولاً أن نحدد المنهج وثانياً أن نجدد ونطرح تلك الأمور التي هي محل ابتلاء الناس في زمان من الأزمنة كان هناك بحث أن القرآن مخلوق أو غير مخلوق والأئمة والعلماء دخلوا فيها، أما في هذا الزمان لا توجد مثل هذه المسألة أن القرآن مخلوق أنك تسمع في فضائية، أنا لا ينبغي أن أكتب خمس مجلدات في أن القرآن مخلوق أو غير مخلوق. أو في باب الخمس نبحث عن الغوص، واقعاً من يوجد عنده غوص، أو نبحث عن المعادن وأنه يجب فيها الخمس وأي دولة تسمح لأحد أن يستخرج المعادن حتى نبحث عن وجوب الخمس فيها أو لا، إذن هذه المسائل أنت عندما تنظر إلى الرسائل العملية تجد أن الكثير من مسائلها كانت مرتبطة بزمان معين وبظروف وشروط معينة وانتهت.
ولذا أنا أعتقد بأنه دائماً إذا أردنا لباب معرفي أن يبقى حياً في وسط الأمة ويتفاعل مع الأمة لابد أن يستجيب لاحتياجات الأمة ولابتلاءات الأمة ولظروف الأمة ولشروط الأمة وعلى أساسها عند ذلك تجد يبقى التواصل بين العالم والمتعلم.
المُقدَّم: أعود إلى مسألة الطرح والتقريب وما شابه ذلك، هل تؤمن بفكرة التقريب بين المذاهب الإسلامية.
سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع بأنه لابد أن نفهم ما هو المراد من التقريب، إذا كان المراد من التقريب أن يتنازل أحد الطرفين للآخر أو كلا الطرفين كل واحد للآخر عن قدر من مبانيه وعقائده ومتبنياته وأصوله، هذا لا أتصور أنه يوجد عاقل يقول هذا الكلام، أما إذا كان المراد من التقريب أن يتعرف كل منا على الآخر، أن لا يقبل أي واحد منا عن الآخر كل ما يقال عنه، الآن نحن واحدة من مشاكلنا مع الآخر
المُقدَّم: لنجتمع على القضايا التي نتفق عليها.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذه قضية أخرى، قبل هذا أريد أن أقول أريده أن يعرفني كما أن أعرف نفسي لا أن يعرفني كما يعرفني الآخرون، لأنه الآن أنت عندما تأتي إلى كتب الآخرين لتعريف الشيعة تجد أنه يعتمد على من يبغضوا الشيعة وعادوا الشيعة وكتبوا عن الشيعة فيقولوا انظروا هؤلاء الشيعة، مع أن الشيعة يقسمون يصعدون وينزلون ويقولون نحن لا نقول بهذا الكلام، أنتم تعالوا واسألوا، وأنا أيضاً ليس من حقي عندما أريد أن أحاكم الآخر أحاكمه بما يقوله عنه الآخرون، لابد أن أسأله بماذا أنت تعتقد.
المُقدَّم: هل يمكن أن نحاكم الشيعة على أساس ما يقول به الإخباريون مثلاً.
سماحة السيد كمال الحيدري: مع الأسف الشديد هذه الظاهرة التي في زماننا وعلى بعض الفضائيات والذين ليسوا هم من أهل العلم، أجد أنهم يأخذون أو كلمتين لبعض علماء الشيعة، وأنتم تعلمون أن مدرسة أهل البيت فيها أجنحة كما في البحث السياسي هناك اليمين واليسار والوسط ويمين الوسيط ويسار الوسط، على مستوى القضايا الفكرية في مدرسة أهل البيت أيضاً توجد عندنا أجنحة متعددة، وهذه ليست فقط في مدرستنا بل في كل الاتجاهات الأخرى يعني أنتم الآن اذهبوا إلى المدرسة التي الآن موجودة في الحجاز وهم أتباع ابن تيمية والمدرسة الموجودة في مصر في الأزهر تجد أن هناك بون شاسع وواسع بين المدرستين، في الآونة الأخيرة في بعض الفضائيات وجدنا بدءوا يشتمون ويسبون إمام الأزهر وشيخ الأزهر، ويتهمونه بأنه صار شيعياً ورافضياً لأنه لم يتبنَ بعض متبنياتي، هذا معناه إذن في مدرسة الصحابة وفي المدرسة الأخرى هناك أجنحة متعددة، إذا كان الأمر كذلك فليس من المنطقي أولاً وليس من البحث العلمي ثانياً وليس من الأمانة العلمية ثالثاً أن تأخذ رأي شخص واحد أو جناح واحد وتقول أن المدرسة تؤمن بهذا، يعني الآن مسألة تحريف القرآن لو فرضنا وإن شاء الله سأبحث هذه القضية في وقتها، لو سلمنا أن بعض من ينتسب إلى مدرسة أهل البيت يقول بالتحريف، ولكنه هذا لا يمثل إلا واحد من الألف أو الواحد من عشرة آلاف، فلا قيمة له في الواقع العلمي لأن مباني المدرسة وأعلام المدرسة وأساطين المدرسة والمحققون في المدرسة وتأريخ المدرسة وعمل المدرسة تجد أنه قائم على الإيمان بأن القرآن هو هذا، وإذا وجدنا في بعض الكلمات بأن الإمام يأتي بقرآن كذا، لا، الإمام يأتي بقرآن قد يختلف من حيث تقديم السور وتأخيرها، وإذا وجدنا في بعض الروايات فيها لفظة التحريف هذا من قبيل يحرفون الكلم عن مواضعه يعني أن هذا مرتبط بالمحتوى لا أنه مرتبط … أما إذا صار البناء أن تأتون إلى شخص أو شخصين ينتسبون وتقولون أنا كذلك استطيع أن أخرج عندكم من يقول هذا الكلام ولكنه لا نرى من الأمانة العلمية أن نحاسب ونحاكم كل المدرسة على أساس شخص أو شخصين منتسبين لهذه المدرسة.
المُقدَّم: في مطارحات في العقيدة أو الأطروحة المهدوية عندما تريدون أيضاً أن تستدلوا على رأي أيضاً تبحثون عن ربما عن بعض علماء السنة أو مدرسة الصحابة لكي تدعموا فيه ما تذهبون إليه.
سماحة السيد كمال الحيدري: بشكل صريح أقولها في الواقع أنت عندما تجد أني في بعض الأبحاث لعله معي ثلاثين مصدر، حتى أتصل بي بعض الأخوة وقالوا سيدنا أنتم نقلوا هذه القضية من مصدر أو مصدرين أو ثلاث وهذا يكفي، لماذا تعددون مع أن الرواية واحدة، نقلها مسند أحمد بشكل صحيح لماذا تعددون، الجواب حتى أقول أن كل المشارب وكل الاتجاهات وكل العلماء بل القاعدة العامة في ذلك الاتجاه يقولون هذا الكلام، وليس الأمر كما تقولون بأنه أبحث عن شخص او شخصين أبداً، يعني الرواية الواحدة أنا استطيع أن أنقلها من صحيح البخاري وأنتهي وهو أصح كتاب عندهم بعد كتاب الله ولكن لا اكتفي، أأتي إلى شخص مؤمن بالاتجاه الأشعري وذاك مؤمن بالاتجاه الظاهري وذاك مؤمن بالاتجاه الاموي وأخرج الحديث من كل صحاحهم ومسانيدهم لأقول أن هذه الظاهرة العامة في ذلك الاتجاه هذا أولاً.
وثانياً نعم في بعض الأحيان أفعل ذلك، يعني أذهب إلى عالم أو عالمين شخص أو شخصين أو ثلاثة وليس هو الرأي العام، لأقول للمشاهد الكريم أن هذا الرأي لا تنفرد به مدرسة أهل البيت يعني ليس مختصاً بنا حتى تتهموننا بالبدعة، لأنهم الآن يقولون أن هذه بدعة لأنه لم يقل بها أحد من علماء الإسلام، نقول لا والله، هؤلاء خمسة من علماء الإسلام وليسوا من أتباع مدرسة أهل البيت أيضاً يقولون بهذا المعنى، إذن الموقع يختلف تارة أريد أن أحمل الآخر فأحاول أن استوعب كل اتجاهاته الفكرية، يعني إذا أردت أن أتهم الطرف الآخر أنهم يبغضون ويعادون أهل البيت لابد أن تجد هذا في كل علماء المسلمين بمختلف اتجاهاتهم حتى استطيع أن أحكم هذا الحكم، أما إذا لم أجد هذا ووجدته فقط في الاتجاه الأموي وأتباع بني أمية ومن ينظّر لهذا الاتجاه لهذا أنسب البغض أو السب أو العداوة لهذا الاتجاه، ولذا أنتم تجدون أني في المطارحات ميزت بين مدرسة الصحابة والاتجاه الأموي. لأنه وجدت أن هذا العداء ليس لعلماء المسلمين لا يمكن أن أحمل علماء المسلمين، ولا يمكن أن اصف جميع علماء المسلمين بأنهم نواصب حتى لو لم يقبلوا بعصمة أهل البيت، ليس بالضرورة كل من يؤمن بعصمة أهل البيت فهو ناصبي ومعادي، لا، يحب أهل البيت، يوالي أهل البيت، يوقر أهل البيت، يعظم أهل البيت، يحترم آراء أهل البيت، يحترم فقه أهل البيت، ولكنهم لا يعتقدون بعصمة أهل البيت، له الحق، مجتهد عالم له رأيه، ولهذا أنا لا أتهم هذا بالنصب والعداء والبغض، أما عندما أأتي إلى أناس أجد بأنهم يفضلون على أهل البيت من هم يعادون أهل البيت، من هم سبوا أهل البيت، من هم نصبوا المنابر لإخفاء فضائل أهل البيت، كيف استطيع أن أقول أن هذا محب لأهل البيت. إذن هناك فارق، إذا أردت في قضية أن أنسبها إلى جميع علمائهم يعني إلى المدرسة بكاملها لابد أن أستوعب، وهذه النقطة المنهجية التي تمتاز بها هذه الأبحاث، هذا المعنى في كتب الآخرين قد لا تجدوه شفافاً، يعني بمجرد أن يذهب إلى قول يقول أن العالم الفلاني قال بأن الإمام المهدي حي، يقول: أنظر أن علماء السنة كلهم يقولون هذا. لا لم يقل كلهم أنه حي، نعم قد تجد واحد أو اثنين أو عشرة ولكن في قبال عشرة آلاف عالم، إذن هذا لا يمثل رأي المدرسة. نعم، إذا أردت أن اعتقادي بحياة الإمام المهدي ليس من اختصاصنا، هذه موجودة عند الآخرين، بدليل أن فلان عالم وهو ليس من علماء مدرسة أهل البيت يؤمن بحياته عليه السلام. لابد أن نميز بين الدعوى ما هي.
الدعوى إذا كانت نسبة شيء إلى الآخر لابد أن نستوعب الآخر، أما إذا كانت لتأييد ما أقوله في مورد هنا أكتفي بواحد أو اثنين أو عشرة.
المُقدَّم: أعود إلى حلقة التلامذة والطلاب الذين رباهم والذين درسهم السيد كمال الحيدري، ما الذي تأمله من هذه المدرسة التي قمت بتشييدها في قم.
سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع بحمد الله تعالى مجموع التلامذة والفضلاء والعلماء الذين حضروا في دروسي الآن بحمد الله تعالى كثير منهم لهم مواقع علمية خصوصاً الآن في النجف في لبنان، في لبنان عندما تذهبون تجدون الكثير من العلماء والأساتذة هناك ولهم آثار وكتب ومصنفات وتحقيقات الآن من تلامذتي هؤلاء، في سوريا أيضاً كذلك، في العراق كذلك، في السعودية كذلك، في بعض دول الخليج كذلك، في افغانستان مجموعة من الفضلاء.
أنا واقعاً ما أرجوه من هؤلاء أنهم إذا اقتنعوا بمباني هذا الاتجاه وبمباني هذه المدرسة وبالمباني التي أطرحها، واقعاً أن يكونوا امتداد لهذه المدرسة وبحمد الله تعالى هم الآن كثير منهم كذلك، بشهادة أنه يوجد عندي الآن من خيرة تلامذتي لعله من 10-15 من خيرة المقررين ومن خيرة الفضلاء والعلماء أمثال الدكتور الشيخ طلال الحسين أمثال الشيخ عبد الله الأسعد أمثال الشيخ علي العبادي والشيخ خليل رزق والشيخ ميثاق والشيخ علي العلي والشيخ حيدر اليعقوبي الذي يكتب لنا الآن شرح الحلقة الثالثة، وأخيراً بحمد الله تعالى أحد الأخوة الأعزاء في سوريا الشيخ نجاح نويني يكتب بعض الكتب، وهناك مجموعة آخرين يكتبون أمثال الشيخ محمود الجياشي وهو من خيرة وفضلاء تلامذتي، وعشرات من هؤلاء بحمد الله تعالى، وبعضهم لم يكتب لي ولكنه هو صاحب مؤلفات ومؤلفاته موجودة بفضل الله تعالى على نفس الطريقة، بل في الآونة الأخيرة وصلتني بعض الكتابات الأكاديمية من جامعة بغداد ولكنها مستندة إلى نفس المنهج الذي أعتمده أنا، كتاب اسمه (الله والإمام وكيفية تطبيق المشروع الإلهي على الأرض) وهذا الكتاب في مجلدين، وجدت في الأعم الأغلب عندما يريد أن يستند إلى قاعدة يستند إلى الكتب والى الآثار التي صدرت لي.
نسيت أن أذكر هناك في سلطنة عمان مجموعة من الفضلاء عندي هناك كتبوا كتباً جيدة ولهم دور جيد، وبحمد الله تعالى أنا مع أني أشعر أن هذا التوجه في الحوزة العلمية وهذا الفهم للمشروع الديني وللمعارف الدينية مع أنه حديث لا يتجاوز عمره العشرين عاماً لا أكثر من هذا.
المُقدَّم: سماحة السيد باختصار هل فكرت في نقد المنهج الذي تتبعه أو المدرسة التي كونتها.
سماحة السيد كمال الحيدري: كونوا على ثقة يعني بعض أخواننا الذين حضروا في دروسنا هم بدءوا ينقدونا على هذه القضية، هم يقولون لي سيدنا أنت قبل عشر سنوات في فلان قضية وفي فلان كتاب شرحت القضية هكذا والآن تشرحه كاملاً بالنحو الذي يختلف عما قلته قبل عشر سنوات، وبعضهم اختلف معي لهذا السبب، أنه نحن إذا قبل عشر سنوات نسمع منك شيء وبعد عشر سنوات نسمع منك شيء ولعلك بعد عشر سنوات تريد أن تقول شيئاً ثالث. قلت لهم: لو لم أكن على غير هذه الطريقة لكنت أفرض أني قد مت من الناحية العلمية، وهذا هو التطور العلمي، يعني أنا في استمرار في عملية تقويم وفي عملية دراسة وفي عملية تحقيق وفي عملية تجديد وإصلاح، وهذه الطريقة يكون في علمكم، أنا قلت هذا الكلام قبل عشرين عاماً والآن أقوله ليس بالضرورة أن هذه نعمة، بل أن هذه الطريقة كانت موجودة في كتب علمائنا، أنتم الآن لو ترجعون تجدون أن جملة من فتاوى فقهائنا تجد أنه في الرسالة في الطبعة الأولى يقول شيء وفي الطبعة اللاحقة اختلفت.
سؤال: لماذا تبدل.
هذا معناه أنه في مراجعة، يعني في تحقيق مستمر وإلا لو لم يراجع شيئاً جديداً لماذا يتبدل رأيه.
المُقدَّم: سماحة السيد الكلام معك شيق وجميل وهناك الكثير مما نود أن نسأله ولكن تسمح لنا أن ننهي البرنامج لأن وقته انتهى وهو الجزء الثالث من هذا اللقاء.
سماحة السيد كمال الحيدري: واقعاً أنا أشكر جنابكم وأشكر القناة وأشكر الأخوة الذين قاموا على هذا وتجشمتم هذا العناء من طهران إلى قم في هذا اليوم الحار، وجزاكم الله خيرا.
شكراً لسماحة العلامة آية الله السيد كمال الحيدري على هذا اللقاء، شكراً لكم مشاهدينا الكرام الذين تابعتم معنا هذه الحلقات الثلاثة من وجه لوجه على أمل اللقاء بكم في حلقة أخرى وشخصية أخرى نلتقيها وجهاً لوجه، حتى ذاك الحين استودعكم الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.