حديث الثقلين سنده ودلالته ق(43)

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

حديث الثقلين سنده ودلالته ق (43)

المُقدَّم: السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله وبركاته، أحييكم في هذه الحلقة التي تأتي بعد فترة انقطاع من برنامج الأطروحة المهدوية, قبل ذلك أذكر بأن البرنامج سيكون مساء كل يوم أربعاء بدل من يوم الجمعة الذي كان عليها من قبل، إذن موعدنا معكم مساء كل أربعاء في السادسة بتوقيت كرنج، التاسعة بتوقيت مكة المكرمة، والعاشرة والنصف بتوقيت طهران حسب التوقيت الصيفي لأننا بعد أيام ستتغير هذه التوقيتات ونرجع ساعة إلى الوراء، على أي حال ارحب بسماحة آية الله السيد كمال الحيدري الذي عادل في هذا البرنامج وهو حاضر دائماً في الكوثر من خلال مطارحات، قبل ذلك أنوه إلى أن مجموعة مباحث برنامج مطارحات في العقيدة موجودة على موقع قناة الكوثر الفضائية ويمكنكم تحميل هذه البرامج. أهلاً ومرحباً بسماحة السيد، موضوعنا هو البحث التمهيدي فيما يتعلق بالأطروحة المهدوية، هناك محاور متعددة في هذه الأطروحة بعضها اتفقت كلمة علماء المسلمين علينا وبعضها اختلفوا فيما يتعلق بها، سؤالنا الأول: ما هي أهم المحاور التي اتفق عليها علماء المسلمين من مدرسة أهل البيت ومن مدرسة الصحابة.

سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

في المقدمة أولاً أقدم اعتذاري لجميع مشاهدي هذا البرنامج وهو الأطروحة المهدوية لهذا الانقطاع الذي دام لثلاثة أشهر أو يزيد، وأرجو الله سبحانه وتعالى أن نوفق لإدامة هذا البحث مع المشاهدين الكرام، ويتذكر الأعزاء الذين تابعونا في هذا البرنامج في الأطروحة المهدوية أننا كنا نتحدث في حديث الثقلين في فقه ودلالة ومضامين حديث الثقلين المتواتر الصادر عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، ولكنه استثناء في هذه الليلة أريد … أو لعله في حلقة قادمة أيضاً أبين خارجة البحث وأنه ما هي الأمور التي بحثناها إلى هنا وإلى أين انتهى بنا البحث حتى نضع المشاهد الكريم في أطار هذه الأبحاث لنتمم البحث من حيث انقطعنا من حديث الثقلين.

في الواقع أنا أتصور أن هذه القضية وهي الوقوف على محاور الاتفاق وكذلك محاور الاختلاف نحاول أن نرفع كثيراً من اللغط والمغالطات الموجودة في الأطروحة المهدوية، وإذا سمح لي المشاهد الكريم أن أشير إلى بعض هذه المغالطات وهي أنا نجد في كثير من الأحيان في بحث الباحثين أو بعض المؤلفين أو بعض المتكلمين من هنا وهناك عندما يأتي إلى الأطروحة المهدوية فيقف على النقاط المختلف فيها ومنها ينطلق لنفي الأطروحة المهدوية، مع أنه نفي نقاط الاختلاف لا يستلزم نفي نقاط الاتفاق، إذن هذه المغالطة أنا بودي أن المشاهد الكريم يلتفت لها جيداً وكذلك هذه المغالطة تحصل من بعض أتباع مدرسة أهل البيت، يعني عندما يأتي إلى الروايات الواردة والنصوص الواردة في كتب علماء أهل السنة وهي تشير إلى مواضع الاتفاق فينتقل ليقول أنها تقول نفس ما تقوله مدرسة أهل البيت مع أنه لا ملازمة بين الأمرين. قد يتفقون في نقاط ونختلف في نقاط أخرى، فلا ملازمة بين ثبوت نقاط الاتفاق لننتقل منها إلى نقاط الاختلاف ولا ملازمة بين نفي نقاط الاختلاف لننتقل منها إلى نفي نقاط الاتفاق. وهذه مغالطة أو لغط قد يقع فيه كثير من الباحثين والكتاب والمؤلفين والمتحدثين.

ولذا بودي هذه الليلة إن شاء الله تعالى إذا وفقنا أن نتمم البحث أن نقف على محاور الاتفاق بين علماء المسلمين في الأطروحة المهدوية وكذلك نشير إلى نقاط الاختلاف ومحاور الاختلاف في الأطروحة المهدوية بين علماء المسلمين.

كما قال أخي وعزيز الأستاذ علاء وهي أنه ما هي محاور ونقاط الاتفاق بين علماء المسلمين؟

يمكن أن أوجر هذه النقاط، وقد أشرنا إليها إجمالاً فيما سبق وهنا أيضاً سألفت نظر المشاهد الكريم لها من باب أن الذكرى تنفع المؤمنين، واقعاً أريد أن أذكر لأن هذا البحث الذي أطرحه عليكم لعله مضى عليه سنة ونصف ولذا أضطر إلى أن أشير إلى هذا البحث.

المحاور يمكن تلخيصها كما يلي:

المحور الأول: أنه من السنن الإلهية التي لن تجد لها تبديلاً ولن تجد لها تحويلاً، ولن تجد لسنة الله تبديلاً ولن تجد لسنة الله تحويلاً، أنه اقتضت حكمته أنه لا تقوم الساعة إلا بعد أن يلي رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله، يعني أن يقود هذا العالم، وإن شاء الله تعالى بعد ذلك سيتضح. إذن الأصل الأول في السنن الإلهية أنه لابد أن يظهر في آخر الزمان وقبل أن تقوم الساعة رجل من أهل بيتيه عليه الصلاة والسلام يلي هذه الأمة.

وأعزائي والأحاديث في ذلك فوق حد الإحصاء، يعني قضية لا مجال للريب والشك والشبهة فيها. هذا أمامكم (مسند الإمام أحمد، ج6، ص42، رقم الحديث 3571) تحقيق شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، والرواية من الروايات المتواترة، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: (لا تقوم الساعة) يعني من السنن، يعني من الأمور التي لا مجال لوقوع أي تغيير وتبدل فيها (لا تقوم الساعة حتى يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه أسمي، قد يقول قائل: هذا الحديث هل هو من الأحاديث الآحاد، من روايات الآحاد التي لا تفيد إلا ظناً أو من الروايات المتواترة التي تفيد القطع واليقين؟ بل قد يقول قائل أنها فوق حد التواتر، يعني أن التواتر يحصل دون هذا العدد الذي نقلوا هذه الروايات.

طبعاً لماذا أقول ذلك؟ لأن ابن خلدون وغير ابن خلدون حاولوا أن يطعنوا في هذه الروايات وأنها روايات آحاد ولا قيمة لها.

أنا فقط أشير إلى المصدر لأن هذه الأبحاث وقفنا عندها تفصيلاً فيما سبق.

في كتاب (نظم المتناثر من الحديث المتواتر، ص144) تأليف أبي الفيض الإدريسي الشهير بالكتاني، دار الكتب العلمية، لم أجد طبعة أخرى لهذا الكتاب، يقول: (أحاديث خروج المهدي الموعود المنتظر الفاطمي) يشير إلى عدد الصحابة الذين رووا هذا الحديث عن رسول الله، يقول (عن ابن مسعود … أخرجه فلان وفلان …) ولا وقت عندنا لأن نعدد من أخرج عن ابن مسعود، يعني كل واحد من هؤلاء الصحابة هناك مجموعة من الأعلام أخرجوا لهذا الصحابي. إذن الصحابي الأول أخرجه ابن مسعود والثاني (أم سلمة وأخرجه أبودانود وابن ماجة … والثالث علي بن أبي طالب والرابع أبي سعيد الخدري والخامس وثوبان السادس قرة بن أياس المزني والسابع عبد ا لله بن الحارث والثامن أبي هريرة، والتاسع حذيفة بن اليمان والعاشر ابن عباس الحادي عشر جابر بن عبد الله، الثاني عشر عثمان، الثالث عشر أبي إمامة، الرابع عشر عمار بن ياسر، الخامس عشر جابر بن ماجد، السادس عشر ابن عمر، السابع عشر طلحة بن عبيد الله، الثامن عشر أنس بن مالك، التاسع عشر عبد الرحمن بن عوف، عشرون عمران بن حصين) ولهذا هو بعد ذلك يقول لأن التواتر يحصل دون هذا العدد ولذا يقول (ولقد نقل غير واحد عن الحافظ السخاوي أنها متواترة …) والبحث مفصل ولعله من أكثر الموارد تفصيلاً. يقول: (فهي متواترة بلا شك) لا أنها صادرة بلا شك بل تواترها لا شك فيه، (فهي متواترة بلا شك بل يصدق وصف التواتر على ما دون هذا) يعني فوق التواتر. إذن هذه القضية أريد أن تكون واضحة للمشاهد الكريم، قد يقول لي قائل: سيدنا قلت هذا. أقول: نعم قلته، ولكنه لتأكيد هذا المطلب. هذا هو الأصل الأول المتفق عليه بين علماء المسلمين أن هذه حقيقة صادرة عن لسان الوحي وهي وحي كما ذكرنا في الأسبوع الماضي في مطارحات في العقيدة، الوحي وحيان، وحي صدر في القرآن ووحي في السنة. هذا هو المحور والأصل الاول.

سؤال: أن هذه القضية هل هي من الأمور العملية والعبادية كالصلاة والصوم والحج أو أنها من الأمور الإيمانية والعقدية بل من أصول الأمور العقدية والإيمانية، أي منها؟ أيضاً لا أطيل على المشاهد، يعني ليست القضية أنه نعلم سيظهر، لا، لابد أن تؤمن بأنه سيظهر، وهناك فرق بين أن تقول قرأت في الروايات وعلمت. أسألك تؤمن أو لا تؤمن؟ تقول: لم يثبت أنها من الأمور الإيمانية، يعني من قبيل أن جنابك تقول قرأت وعلمت أن الله أرسل رسولاً اسمه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله. أقول لك: تؤمن أو لا؟ تقول: لا، لم يثبت لي أنه لابد من الإيمان به. لانه إذا لم يثبت أنه قضية عقدية فلا يجب الإيمان، فهل أن الأطروحة المهدوية وظهور المهدي المنتظر الفاطمي بتعبير الكتاني هل يكفي فيها العلم، أو لابد بعد العلم الإيمان؟ تقول سيدنا يعني ماذا؟ أقول: قد يحصل العلم ولا يحصل الإيمان، والمطلوب هو الإيمان لقوله تعالى: (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم) إذن يمكن أن يحصل للإنسان يقين بشيء ولكنه مع ذلك يجحد ولا يؤمن.

السؤال: هل أن الأطروحة المهدوية من الأمور الإيمانية والأصول الإيمانية والعقدية أو أنه ليست كذلك؟

بودي أن يلتفت المشاهد الكريم إلى هذه النكتة لأني أريد أن انتقل إلى الأبحاث بعد ذلك.

في كتاب (الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد، ص221، تحت عنوان الأصل الخامس: الإيمان باليوم الآخر) بقلم الدكتور صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان الأستاذ بالمعهد العالي للقضاء في الرياض، دار ابن الجوزي، إذن في القضايا الإيمانية يتكلم، قال: (أولاً الإيمان بأشراط الساعة، لما كان اليوم الآخر مسبوقاً بعلامات تدل قرب وقوعه تسمى أشراط الساعة ناسب أن نذكر أهم أشراط الساعة) التي يجب الإيمان بها (لأن الإيمان بها واجب) بودي أن المشاهد يلتفت (وهو من صلب العقيدة) يعني ليست من الأمور الهامشية في العقيدة بل من صلب العقيدة. وفي (ص227) من الكتاب يقول: (قال العلامة السفاريني قد كثرت الأقوال في المهدي حتى قيل لا مهدي إلا عيسى، والصواب الذي عليه أهل الحق أن المهدي غير عيسى وأنه يخرج قبل نزول عيسى وقد كثرت بخروجه الروايات حتى بلغت حد التواتر المعنوي وشاع ذلك بين علماء السنة حتى عد من معتقداتهم). إذن هي معتقدات أهل السنة، لا يأتي غداً ويكتب لي كاتب ويخرج بأنه من قال … هناك أخبار آحاد … يقول العلامة السفاريني كما يقول الدكتور الفوزان أنه ينقل هذا ويؤيده أنه تعد من اعتقادات بل من صلب اعتقادات أهل السنة التي يجب الإيمان بها.

المُقدَّم: طبعاً هذه هي المحاور المتفق عليها.

سماحة السيد كمال الحيدري: لا مجال للخلاف فيها، يعني من لا يعتقد بها خرج عن الملة لأن هذه متفق عليها وإجماع عليها، ولا تجتمع أمتي على ضلالة ولا تجتمع أمتي على خطأ. نعم، هنا يوجد تساؤل وكثيراً ما يطرح وبودي أن أشير له، وهو أنه إذا كانت الأطروحة المهدوية ومسألة المهدي من العقائد الأساسية وتعد من أركان الإيمان لماذا لم تأتي في القرآن، هذا الإشكال الذي يذكرونه دائماً.

المُقدَّم: والجواب ما طرح في الأسبوع الماضي من برنامج المطارحات.

سماحة السيد كمال الحيدري: والآن أريد أن أؤكده ببيان آخر، وهذا الإشكال طرحوه في مسألة الإمامة أيضاً، قالوا أنكم تقولون أن إمامة الأئمة الاثني عشر هي من الأصول العقدية والإيمانية التي يجب الإيمان بها، إذن لماذا لم تأت في القرآن؟

يكون في علم الأعزاء أنه أنا لا أجيب عن نفسي وإنما اكتفي بكلام لابن قيم الجوزية وهو تلميذ ابن تيمية، في كتابه (الكلام على مسألة السماع، ص11) رقم 27 من آثار الإمام ابن قيم الجوزية، تحقيق محمد شمس، ووفق المنهج المعتمد من الشيخ العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد. دار عالم الفوائد، الطبعة الأولى 1432هـ، يقول: (وقال تعالى: (فإن تنازعتم في شيء) وهذا) التنازع (يعم دقيق ما تنازع فيه المسلمون وجليله) سواء كان كبيراً أو صغيراً عظيماً او حقيراً (لا يخص شيئاً دون شيء) في أي شيء وقع التنازع فيه، يعني الإمامة والمهدوية وقع التنازع فيها، والتوحيد وقع التنازع فيها، أجزاء الصلاة والسهو في الصلاة وقع التنازع فيها وغير ذلك (فمن ظن أن هذا) يعني التنازع الواقع (أن هذا في شرائع الإسلام دون حقائق الإيمان وفي أعمال الجوارح دون أعمال القلوب وأذواقها أو في فروع الدين دون أصوله وباب الأسماء والصفات والتوحيد فقد خرج عن موجب الآية علماً وعملاً وإيماناً). لماذا يقول؟ لأنه يقال (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول … إن كنتم تؤمنون بالله وباليوم الآخر). (بل كما أن رسالته عامة إلى كل مكلف في كل وقت فهي عامة في كل حكم من أحكام الدين وأصوله وفروعه، حقائقه وشرائعه) إذن الآية المباركة قالت (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) والرسول عنده سنة أو لا توجد عنده سنة؟ توجد عنده سنة. إذن لا يأتي متكلم أنا أعبر عنه بيني وبين الله أنه ليس واقفاً على قواعد أهل السنة والجماعة ويقول إذا كانت من الأصول العقائدية والأصول الإيمانية لذكرت في القرآن. لا لا أبداً، سواء ذكرت في القرآن أو في السنة فهي يجب الإيمان بها، وإلا لو لم يعمل بها ولم يلتزم بها لخرج عن الآية المباركة علماً وعملاً وإيماناً كما يقول ابن قيم.

المُقدَّم: الحديث عن أشراط الساعة أتصور أن الكلام واضح أن القضية عقائدية.

سماحة السيد كمال الحيدري: لا لا، قلت تلك قضايا عقائدية، قد يقول قائل كذا. ولذا تجدون هذا الحديث المهم في (صحيح مسلم، ج1، ص60) تحقيق مسلم بن محمود عثمان، الرواية عن أبي هريرة رقم الحديث (34) (عن أبي هريرة عن رسول الله قال: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله) يقاتل الناس (ويؤمنوا بي وبما جئت به). وهذا الحديث جزء مما جاء به أو لم يجيء به. قلنا أنه متواتر وثابت عن رسول الله بل فوق التواتر. عند ذلك (فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقها وحساب من الله).

إذن لا يأتي نحن هنا أصلنا هذا الأصل الأصيل والأساس المتين أنه سواء ورد الشيء في القرآن أو ورد في السنة فاعتبارهما على حد واحد وقيمتهما الدينية والمعرفية على درجة واحدة،سواء كانت الأطروحة المهدوية أو كانت الإمامة أو أي أمر آخر في أصول الدين أو في فروع الدين، في الأمور الإيمانية أو في الأمور العملية، هذا هو المحور الثاني.

المحور الثالث: أن هذا الإمام، أرجع وأؤكد هذا هو محور الاتفاق، أنه هذا الإمام أو هذا الشخص الذي سيظهر في آخر الزمان المعبر عنه بالمهدي المنتظر الفاطمي هو الإمام الثاني عشر من الأئمة والخلفاء الذين بشر بهم رسول الله. هذا متفق عليه بمعنى أن كل علماء الشيعة يقولون وجملة من أكابر علماء السنة بمختلف اتجاهاتهم يقولون المهدي المنتظر هو الثاني عشر من الذين قال عنهم الخلفاء من بعدي اثنا عشر وهذه أحاديث متواترة بين علماء المسلمين، الأمراء من بعدي اثنا عشر، وهو الثاني عشر، ويصرحون أنه هو الإمام الثاني عشر، هو الأمير الثاني عشر.

المُقدَّم: ثم يأتي شخص ويتعجب كيف يمتد عمر الإمام …

سماحة السيد كمال الحيدري: لم ندخل في هذا لأنه من موارد الاختلاف، نحن كلامنا في موارد الاتفاق، ولكن المتفق عليه أنه هو الثاني عشر من الأئمة الذين بشر بهم رسول الله، هم يقولون لا.

المُقدَّم: كل مئة سنة يظهر إمام.

سماحة السيد كمال الحيدري: أو كل ألف سنة، وفي آخرها سيظهر والآن غير موجود، لا مشكلة في ذلك. لكن أريد أن أقول أنه هو الثاني عشر، هذه نقطة مهمة وكثيراً ما يغفل عنها.

في كتاب (النهاية في الفتن والملاحم) لابن كثير، علق عليه ووضع حواشيه الأستاذ أحمد عبد الشافي، دار الكتب العلمية، في أول الكتاب عندما ينقل الروايات الاثني عشر يقول: (وليس المراد من هؤلاء الاثني عشر) الخلفاء من بعدي اثنا عشر او الأمراء بعدي وهي متواترة ولا خلاف فيها (الذين تتابعت ولايتهم سرداً إلى أثناء دولة بني أمية) بني أمية ليسوا مشمولين بهذا، لماذا (لأن رسول الله قال الخلفاء من بعدي) وفي حديث صحيح قال (الخلافة ثلاثين عاماً) فلا يشمل لا معاوية ولا غيره، هذا دليل ابن كثير على أن أحاديث الاثني عشر لا تشمل معاوية، ولا تشمل يزيد ولا تشمل عبد ا لملك ولا أولاده، يقول: (لأن حديث سفينة الخلافة من بعدي ثلاثون سنة يمنع من هذا الملك وإن كان البيهقي قد رجحه … وهو عند كثير من الأئمة وجمهور الأمة وكذلك وجد منهم طائفة من بني العباس وسيوجد بقيتهم فيما يستقبل من الزمان حتى يكون منهم المهدي المبشر به في الأحاديث الواردة).

المُقدَّم: بغض النظر عن التفاصيل هو الثاني عشر.

سماحة السيد كمال الحيدري: لأنه بعد ذلك لا يوجد أئمة وتقوم الساعة باتفاقهم، إذن هو الإمام الثاني عشر من الأئمة الذين بشر بهم رسول الله.

المُقدَّم: يعني جميع المسلمين يجب أن يكون اثنا عشرية.

سماحة السيد كمال الحيدري: ويعتقدون الثاني عشر بأنه هو المهدي المنتظر بنص ابن كثير ومن أشراط الساعة وهو أمر عقدي ومن صلب العقيدة، أنا أتصور أن هذا القدر بالنسبة لنا كافي. واقعاً أنا أعجب من أنه لماذا أن القنوات والفضائيات والمنابر والمثقفين والمتكلمين لا يبينون هذه الحقائق، هذا هو تراث الإسلام والمسلمين وتراث النبوة.

والآن أذكر لكم … تقولون هذا من القدماء فهل يوجد من المعاصرين، أقول: نعم. هذا كتاب (سلسلة مؤلفات الشيخ العثيمين، شرح العقيدة السفارينية، ص450) لفضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين وهو أحد أعلام ومراجع مدرسة ابن تيمية المعاصرين من أتباع محمد بن عبد الوهاب وابن تيمية، مدار الوطن للنشر. بودي أن يلتفت المشاهد هذا ابن كثير من القدماء وهذا العثيمين من المعاصرين. يقول: (ومنها) أي من اشراط الساعة (الإمام الخاتم الفصيح محمد المهدي) إذن خاتم الأئمة هو، هذا الذي قلناه الإمام الثاني عشر ولا يوجد بعده إمام.

(الإمام يعني الذي يؤم الناس) يعني يصلي جماعة فقط؟ يقول: لا، (يقود الأمة لا في الصلاة ولكن في القيادة) العلامة العثيمين يقول لا يتبادر إلى ذهنكم عندما نقول أنه أحد الأئمة يعني أحد أئمة الجماعة أو الجمعة أو العيدين، بل يعني قيادة وولاية الأمة (فيكون إماماً فهم أعظم كالخليفة، وهذا الإمام يقول) يقول العلامة السفاريني (أنه الخاتم) يعني لا خاتم الأنبياء بل خاتم الأئمة.

المُقدَّم: يعني ثبت أن هناك أئمة وهذا هو خاتمهم.

سماحة السيد كمال الحيدري: وهذا هو الذي تعتقد به مدرسة أهل البيت بأن هناك أوصياء والحجة بن الحسن هو خاتمهم.

المُقدَّم: ويقول آخرون أن هذه بدع.

سماحة السيد كمال الحيدري: أحسنتم، ولهذا قلت هذه المغالطة وهي أنه يأتي يناقش آراء أو نظريات مدرسة أهل البيت لينفي الأطروحة المتفقة (أنه الخاتم أي للأئمة) المهدي المنتظر محمد المهدي ما هو؟ هو خاتم الأئمة (لأنه لا إمام بعده فهو خاتم الأئمة وأسمه محمد ولقبه المهدي، لأن الذي هداه الله عز وجل هذا المهدي يبعث في آخر الزمان).

المُقدَّم: خطوة جيدة لو اجتمعنا كمسلمين.

سماحة السيد كمال الحيدري: هذا المحور الثالث، أنا قلت أن هناك خمس محاور، أنظروا بأنه أساساً سيتضح بأنه 95% من الأطروحة المهدوية هي مورد إجماع علماء المسلمين، ومتفق عليها، ومع ذلك نجدها مغيبة في القنوات والفضائيات وفي المسلسلات.

المُقدَّم: المشكلة ليست في تغييبها وإنما في رفضها.

سماحة السيد كمال الحيدري: هذا الذي أنا أقوله. مغيبة في ثقافة المسلمين ويحاول أن يتهمك مباشرة أنه شيعي وأنه رافضي وأنه يقول بالبدع ومسردب… وهذا الكلام الفارغ الذي لا أساس له. فهذه ليست مسردبات إلا أن تقولوا أن كل مصادركم الأصلية أيضاً تؤمن بالمسردب، العثيمين وابن كثير.

المحور الرابع: أنه هذا الإمام خاتم الأئمة، أعبر عنه كما عبروا (الإمام خاتم الأئمة المهدي المنتظر الفاطمي أنه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً).

سؤال: هل استطاع أحد من الأنبياء أن يملأ الأرض قسطاً وعدلاً. هذا أنا أتركه للمسلمين، لا أتصور أن أحداً يستطيع أن يدعي أن نوح استطاع أن يملأ الأرض قسطاً أو إبراهيم استطاع أو موسى استطاع أو عيسى استطاع، بل حتى خاتم الأنبياء والمرسلين بيني وبين الله هل ملأ الأرض قسطاً وعدلاً أو الفتوحات بعده توسعت، حتى كل الفتوحات التي صارت لم تستطع أ، تملأ الأرض قسطاً وعدلاً، إذن سوف يقع على يد هذا الإمام الذي هو خاتم الأئمة ما لم يقع ولم يتحقق على يد أحد من أنبيائه.

المُقدَّم: هذا يحتاج إلى مرتبة عالية وعظيمة جداً.

سماحة السيد كمال الحيدري: أنا أريد أن أضع المشاهد في الصورة فقط، لا أدعيه.

المُقدَّم: أنا أتساءل ومن حق المشاهد أن يتساءل، الغيب يعلم أن هناك أمريكا وروسيا وهناك الصين الصاعدة وهناك الهند وهناك البرازيل. يعني الذي يريد أن يقيم بهذا التغيير الجبار ما هي شخصيته. هل يمكن أن يكون إنساناً عادياً.

سماحة السيد كمال الحيدري: واقعاً هل يمكن أن يكون إنساناً متعارفاً يصيب ويخطأ …

المُقدَّم: إلا إذا قلنا والعياذ بالله أن الغيب مخطأ ولم يكن يتوقع هذا.

سماحة السيد كمال الحيدري: لا (ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) هذا متفق عليه، ولذا أنا قدمت هذه المقدمة وقلت متواتر، وهي قضية عقدية لابد أن يؤمن بها كل إنسان مسلم. والروايات في ذلك فوق حد الإحصاء منها (مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج17، ص209، رقم الحديث 11130) الرواية عن أبي سعيد الخدري قال: (قال رسول الله لا تقوم الساعة) يعني سنة إلهية لا يمكن أن تتبدل (حتى يملك رجل من أهل بيتي أجلى أقنى يملأ الأرض عدلاً كما ملئت قبله ظلماً، ثم يقول: حديث صحيح) لا مجال للكلام فيه. وهذا هو نفسه الذي يقوله العلامة العثيمين ولا يتبادر إلى الذهن أن شعيب الأرنؤوط هو الذي يقوله فقط. يقول: (هذا المهدي يبعث في آخر الزمان إذا ملئت ظلماً وجوراً ونسي فيها الحق وصار المظلوم لقمة للظالم وانتشرت الفوضى فحينئذ يبعث الله هذا الرجل).

المُقدَّم: هذه مهداة للذين يركعون اليوم إمام امريكا.

سماحة السيد كمال الحيدري: (حينئذ يبعث الله هذا الرجل إماماً مصلحاً للخلق مبيناً للحق). لكل العالم ولم يتحقق قبل ذلك. هذا المحور الرابع.

المحور الخامس حتى ننهي – لعله لم نوفق أن ندخل في المحاور الأخرى- أنا قلت للمشاهد الكريم أن هذين الحلقتين مهمة جداً.

المُقدَّم: لكي نعرف كم نحن مشتركون في العقائد. وأن الذين يغالطون في الاختلاف العقدي ليبحثوا في كتبهم. فيما يدعونه.

سماحة السيد كمال الحيدري: ولم أأت بكتاب واحد من أتباع مدرسة أهل البيت، وكله من أهم مصادر علماء أهل السنة وأتباع ابن تيمية والوهابية.

أما المحور السادس وهو من أهم المحاور أن هذا المحور السادس واقعاً الإنسان يقف حائراً أمامه لأنه في هذا المحور كل المواصفات الشخصية التي ذكرت لهذا الإمام خاتم الأئمة المهدي المنتظر متفق عليها بين علماء المسلمين، أوصافه الشخصية، ماذا سيفعل؟ بماذا سيقوم؟ ماذا عمله؟ ماذا سيحدث؟ كل التفاصيل متفق عليها.

أنقل لكم الروايات صحيحة السند فقط، قد يقول لنا قائل سيدنا لا تنقل لنا الروايات الضعيفة السند في المهدي التي لا يعلم ما هي، أنت أنقل لنا الروايات الصحيحة فقط.

في كتاب (المهدي المنتظر في ضوء الأحاديث والآثار الصحيحة) تأليف الدكتور عبد العليم عبد العظيم البستوي، حاول أن ينخل الروايات حاول جهد إمكانه أن يخرج أي رواية فيها نقطة ضعف أو جرح. انظروا ماذا يقول … الرواية الأولى (المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة) إذن هو من أهل البيت، هذه الروايات صحيحة السند ولا نحتاج إلى أن نقف عندها طويلاً. الرواية الثانية في (ص166) طبعاً يخرج في آخر أمتي المهدي يسقيه الله الغيث وتخرج الأرض نباتها ويعطي المال صحاحاً وتكثر الماشية وتعظيم الأمة وغيرها من التفاصيل وهذا هو المتفق عليه بين المسلمين.

تعالوا إلى (ص166) (المهدي مني) إذا تتذكرون أنت مني بمنزلة هارون من موسى، وهذه التي عبر عنها العلامة الالوسي أنها من الاتصالية (أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض …). وفي (ص184) هذه كلها روايات صحيحة السند يقول: (فإذا سمعتموه يقتتل عند فلان … ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق) التفاصيل موجودة نفسها (فإذا سمعتم به فأتوه فبايعوه ولو حبواً على الثلج، فإنه خليفة الله) لا أنه خليفة رسول الله، بل خليفة الله، أريد أن أقول أن رسول الله يعبر عنه أنه خليفة الله، انظروا عظمته، بينك وبين الله هل يمكن أن يعقل أن يكون إنساناً يخرج من عائلة لا نعرفها فيكون خليفة الله، أحد العلماء يكون قد يصيب وقد يخطأ. لماذا يعبر عنه رسول الله أنه خليفة الله في أرضه (إني جاعل في الأرض).

المُقدَّم: وتجاوز حتى ذاته في هذه القضية وهو رسول الله.

سماحة السيد كمال الحيدري: (إني جاعل في الأرض خليفة) ورسول الله يقول هذا خليفة الله.

وفي (ص355) من الكتاب، واقعاً أعزائي ينتهي إلى هذه النتيجة ويقول (نتيجة البحث: وبعد النظر في الأحاديث الواردة في المهدي ودراستها سنداً ومتناً وصلت إلى ما يلي) وهو من المحققين (إن خلافة المهدي في آخر الزمان حق كما أن الموت حق) كما أن التوحيد حق (ولا يمكن إنكارها لثبوت هذه الاحاديث الصحيحة والحسنة … شخصية المهدي) يشير إلى مشتركات هذه الروايات (أسمه يواطئ اسم النبي يكون من أهل بيت النبي، يكون من ولد فاطمة، يكون أجلى الجبهة، يصلحه الله في ليلة، تملأ الأرض قبل خلافته ظلماً، يملأها عدلاً، يملك فلان، يلي في آخر الزمان، يخرج في رايات سود، يسقيه الله الغيث، تخرج الأرض نباتها، تكثر الماشية، تعظم الأمة … يعطي المال يحثي المال حثياً يعطي المال بغير عدد، ينزل عيسى فيصلي وراءه …) بيني وبين الله ما الذي …

المُقدَّم: هذا الذي أردت أن أسأله الاستهزاء بهذه القضية استهزاء بالوحي.

سماحة السيد كمال الحيدري: واقعاً استهزاء برسول الله ومع ذلك يتبجح يخرجون ويدافعون عن سنة رسول الله، هذه هي سنة رسول الله، هذه هي سنة رسول الله لماذا لا تعملون بها … أصلاً لا نريدكم أن تدخلوا في مواضع الاختلاف ونكتفي معكم في موارد الاتفاق، لماذا لا تثقفون الأمة على هذه النهج وعلى هذه الثقافة المهدوية لماذا تطرحون هذا البعد من ثقافة رسول الله، لماذا تتركون صلب العقيدة التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وآله.

المُقدَّم: هل يصح إذا كان جزء من العقيدة أن تترك أنه يسأل …

سماحة السيد كمال الحيدري: أنتم بين عدة أمور إما أنتم غير عالمين بها وهذا لا يقبل لأنكم تدعون أن هؤلاء شيخ الإسلام وإمام الإسلام وأئمة الدين، وأما تعتقدون بعدم صحتها وأنتم صرحتم في كتبكم بأنها من المتواترات بل فوق المتواترة، وأما أن يكون السبب هو أنكم إذا طرحتم هذه الرؤية كاملاً ستنسجم مع الرؤية التي تطرحها مدرسة أهل البيت. المشكلة هي هذه. ولذا أنا همي الأصلي أن هذه الأبحاث تطرح للمسلمين بشكل واضح وأنا أتصور أفضل باب من هنا أدعو إلى هذه الحقيقة، أفضل باب وأفضل طريق وأفضل مفتاح للدخول إلى التقريب بين عقائد المسلمين إنما يأتي من الأطروحة المهدوية.

المُقدَّم: يعني هناك إشارة فقط يعني سماحة السيد يحاول عادة أن يستند إلى أكثر الكتب تطرفاً بين المسلمين وهذه قضية اساسية لكي نعلم أن الاتجاهات الأخرى المعتدلة كم هي قريبة من آراء مدرسة أهل البيت. هذه قضية أساسية.

سماحة السيد كمال الحيدري: أنا أنقل من العثيمين وأنقل من ابن كثير.

المُقدَّم: يعني هؤلاء الذين يقول أتباعهم أنهم يرفضون، فكيف بالذين لا يرفضون هذه القضية، أتصور أن القضية واضحة وضوح الشمس. وهي لنجعلها فرصة للقاء فرصة لكي نتفق، فرصة لكي نجدد قراءتنا لتراثنا، يعني كل واحد يقرأ تراثه ليجد مجالات الاتفاق على الأقل في هذه القضية وأمثالها.

معنا الأخ أبو عبد العزيز من السعودية.

الأخ أبو عبد العزيز: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ أبو عبد العزيز: بالنسبة لكتاب ابن كثير نهاية الفتن والملاحم ارجو من الشيخ أن يرجع إلى الصفحة رقم 16 وعنده رقم 11 ويعرضها على الشاشة، لنرى نفس الرواية، هو قبل قليل يقول أن الاثنا عشر ليسوا سرداً إلى بني أمية، لأن حديث السفينة الخلافة بعدي ثلاثون سنة، وإن كان البيهقي قد رجحه، هذا كلام ابن كثير، وقد بحثنا معه في كتابنا دلائل النبوة من كتابنا هذا فيما أغنى عن أعادته ولله الحمد ولكن هؤلاء الائمة الاثنا عشر وجد منهم الأئمة الأربعة أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي وابنه الحسن بن علي ومنهم عمر بن العزيز فهو عند كثير من الأمة وجمهور الأمة.

المُقدَّم: اترك التفاصيل. هل تؤمن أنه يقول أن المهدي هو الثاني عشر أو لا. هل يقول بهذا أو لا. هناك محاور مختلف فيها. سنأتي إلى المحاور التي وقع الاختلاف فيها. لكن هناك وجود للمهدي أولاً، وهناك أيضاً أن المهدي هو الثاني عشر.

الأخ أبو عبد العزيز: الشيخ لم يذكر الأئمة الأربعة.

المُقدَّم: سوف نأتي على موارد الاختلاف، لا تستبق الأمور، سوف نأتي إلى موارد الاختلاف في هذه القضية، لكن الآن الحديث عن ما يتفق عليه في هذه القضية لا أكثر ولا أقل.

معنا الأخ جعفر من العراق، تفضلوا.

الأخ جعفر: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ جعفر: سيدنا أنا أسأل عن أن الإمام الحجة لماذا بعض المشايخ من السعودية أو بعض العلماء من سوريا ينكرون القضية جملة وتفصيلاً.

المُقدَّم: الأخ جعفر هذا أشرنا إليه وقال سماحة السيد أن أولئك لابد أن يسألوا ولا نسأل نحن.

الأخ بدر من السعودية.

الأخ بدر: السلام عليكم.

المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الأخ بدر: فضيلة الشيخ كيف نعرف المهدي عليه السلام، يعني هل هناك علامات للدلالة على سيدنا المهدي، يعني الكثير خرجوا وادعوا أنهم المهدي، كيف نتأكد بأن هذا هو المهدي.

المُقدَّم: هذا في علاماته، وإن كان سماحة السيد أشار إلى بعض منها.

سماحة السيد كمال الحيدري: سيأتي عزيزي لا تستبق الأحداث، أولاً نشخصه من هو ونعرف مواصفاته، عند ذلك سنبحث بماذا نستدل، ليس كل من يدعي المهدوية يمكن قبوله، وقد ادعاها الكثير على مر التأريخ، النبوة أيضاً كذلك ادعيت من قبل الكثيرين، الآن كثير ممن ليس من أهل العلم أيضاً يدعي أنه من أهل العلم ويخرج على الفضائيات ويتكلم هنا وهناك، هذه ليست مختصة بجهة معينة بل في كل زمان وفي كل مكان وفي كل مدرسة وفي كل اتجاه هذه الادعاءات موجودة، إذن لابد أن توجد عندنا ضوابط لتمييز الحق من الباطل، علامات وأمارات تميز، وهذا ما سنقف عنده تفصيلاً إن شاء الله تعالى في الوقت المناسب.

المُقدَّم: أذكر فقط أن اليوم تناولنا المحاور التي يتفق عليها المسلمون فيما يتعلق بالقضية المهدوية، بالتأكيد هناك محاور يختلفون فيها لكن ما يتفق عليه المسلمون هذه المحاور الخمسة التي أشار لها سماحة السيد ا لحيدري، أشكر سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

والحمد لله رب العالمين