بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
كان الكلام في الإشكالات التي أوردت على نظرية صاحب الكفاية أو ما ادعاه صاحب الكفاية، أشرنا إلى بعض تلك الإشكالات:
الإشكال الأول للنائيني والإشكال الثاني للأصفهاني، والإشكال الثالث والرابع للسيد الخوئي والإشكال الخامس أيضاً للسيد الخوئي في المحاضرات.
فيما يتعلق بالإشكالين الأخيرين يعني الثالث والرابع بينا أنه في هذين الإشكالين يراد بيان هذه النكتة أنه لو التزمنا بمبنى صاحب الكفاية للزم أن تكون بعض الأسماء أو بعض المعاني الاسمية تكون معانٍ حرفية، والتالي باطل فالمقدم مثله، يعني أن المبنى باطل.
في الإشكال الخامس القضية معكوسة، السيد الخوئي يقول بأنه نحن نجد أن هناك معنى حرفي ولكن ينظر إليه بلحاظ استقلالي، إذن هذه دعوى في الإشكال الثالث والرابع ماذا كان؟ معنى اسمي ولكن يلحظ فيه أو يلحظ بلحاظ حرفي، هو معنى اسمي ولكنه ينطبق عليه ضابط المعنى الحرفي الآلي. في هذا الإشكال القضية معكوسة يقول هو معنى حرفي ولكنه يلحظ بلحاظ استقلالي، إذن هذه الضابطة غير تامة، لا بلحاظ المعنى الحرفي ولا بلحاظ المعنى الاسمي. أما بلحاظ المعنى الحرفي فقد بينا، أما بلحاظ المعنى الاسمي اليوم نبينه.
وجدنا أن هناك معان اسمية ولكن تلحظ بلحاظ آلي، وهنا نجد معنى حرفي ولكن يلحظ بلحاظ استقلالي، إذن لا الضابطة لا بلحاظ المعنى الاسمي تام ولا بلحاظ المعنى الحرفي تام.
وتوضيح الإشكال الخامس: إن المجهول قد يكون على نحوين:
النحو الأول: أن تكون أصل الواقعة وأصل الحادثة والحدث مجهولاً بنحو كان التامة، لا نعلم أن زيد جاء أو لم يجئ، فنسأل هل جاء زيد نقول جاء زيد أو لم يجئ زيد. لا نعلم أن عمراً سافراً أو لم يسافر، لا نعلم أن خالد أكل أو لم يأكل، تزوج أو لم يتزوج، هذا نحو من السؤال والمجهول والجواب كما يقولون يكون في أصل القضية.
النحو الثاني: المجهول ليس أصل القضية وإنما حالة من حالات القضية، وحصة من حصص القضية، فأصل القضية واضحة ولكن حالته، إذا تتذكرون حالته يعني ما يكون للغير لا أصل القضية، وإنما ما يكون … إذا تتذكرون في المصدر قلنا ما يكون حالة لغيره، هنا تسأل عن حالة الغير لا تسأل عن أصل الغير، حالة من حالات الغير، كما لو علمت أن زيد ذهب إلى زيارة كربلاء ولكنه تسأل أنه ذهب ماشياً أو ذهب راكباً، هذا كونه راكباً أو ماشياً هذا أصل الحادثة أو حالة من حالات الحادثة، حالة من حالات الحادثة، مع أنه ينظر إليه بنظرة آلية أو بنظرة استقلالية؟ بنظرة استقلالية، تسأل عنها أنت تقول: فلان جاء، ولكن هل جاء وحده أو جاء مع عمر، كونه وحده أو مع غيره هذا مرتبط بالنحو الأول أو مرتبط بالنحو الثاني؟ مرتبط بالنحو الثاني بحالة الغير، مع أن السؤال عنه سؤال استقلالي ولكنه حالة لغيره، إذن من قال لكم أنه كل ما كان حالة لغيره يكون معنى حرفياً، لا، هنا حالة لغيره ويكون معنى ملحوظ آلي أو ملحوظ استقلالي؟ ملحوظ استقلالي، وهذا هو النقض.
ولذا عبارته في (المحاضرات، ج1، ص58) قال: (إنما هو المشهور من أن المعنى الحرفي ملحوظ آلة لا أصل له لأنه قد يلحظ المعنى الحرفي) ليس آلة وإنما يلحظ استقلالاً (وذلك لأنه لا فرق بين المعنى الاسمي والمعنى الحرفي في ذلك في اللحاظ؛ إذ كما أن اللحاظ الاستقلالي والقصد الأولي يتعلقان بالمعنى الاسمي في مرحلة الاستعمال) كما عندما نسأل أنه جاء أو لم يجئ، هذا السؤال عن شيء اسمي بلحاظ استقلالي (كذلك قد يتعلقان بالمعنى الحرفي) ما هو المعنى الحرفي؟ أن ينظر حالة لغيره ولكن يلحظ بلحاظ آلي أو بلحاظ استقلالي؟ أن ينظر بلحاظ استقلالي مع أن المسئول والمنظور إليه والمطلوب في الاستعمال هو آلة لغيره وحالة لغيره، وإنما هو وصف وحصة لغيره. (يتعلقان بالمعنى الحرفي لأنه هو المقصود بالإفادة في كثير من الموارد وذلك كما إذا كان ذات الموضوع والمحمول معلومين) كما في النحو الأول (ولكنه كان جاهلاً بخصوصية الموضوع أو بخصوصية المحمول) الذي هو النحو الثاني وهو مجيء زيد مسلم أو سفره لا إشكال، أكله بلا ريب ولكن الكلام ما هي الحالة وما هي الخصوصية وما هي الكيفية، سؤال عن كان الناقصة لا عن كان التامة. (ولكنه كان جاهلاً بخصوصيتهما) بخصوصية الموضوع أو المحمول (فسأل عنها) سأل عن الخصوصية (فأجيب على طبق سؤاله) سأل عن الخصوصية وأجيب عن الخصوصية (إذا كان معنى آلياً يمكن أن يسأل عنه ويجاب عنه أو لابد أن يكون معنى استقلالي، إذا كان اللحاظ آلي يمكن أن يسأل عنه؟ لا يمكن، لابد أن يكون اللحاظ استقلالي حتى تسأل عنه، مع أنه حالة لغيره، هو معنى حرفي (فهو والمجيب) يعني السائل والمجيب (إنما ينظرون إلى هذه الخصوصية) التي هي حالة للغير (نظرة استقلالية).
إذن تجدون ليس كل ما نظر إليه نظرة استقلالية فهو معنى اسمي بل قد يكون معنى حرفي وينظر إليه نظرة استقلالية، كما في الإشكال الثاني ولكن في الإشكال الثالث والرابع كان معنى اسمي ولكن ينظر إليه نظرة آلية، هنا معنى حرفي ولكن ينظر إليه نظرة استقلالية، ولذا قلنا الإشكال الخامس هو بعكس ما ورد في الإشكال الثالث والرابع.
(مثلاً إذا كان مجيء زيد معلوماً ولكن كيفية مجيئه كانت مجهولة عند أحد فلم يعلم … وفي مثل ذلك إنما هو هذه الخصوصية التي هي من المعاني الحرفي دون المفهوم الاسمي، بل أن الغالب في موارد الإفادة والاستفادة عند العرف النظر الاستقلالي والقصد الأولي بإفادة الخصوصيات والكيفيات المتعلقة بالمفاهيم الاسمية). هذا هو الإشكال الآخر للسيد الخوئي على نظرية صاحب الكفاية.
يمكن أن يجاب عن هذا الإشكال ببيانين- لا أريد أن أقول بجوابين-:
البيان الأول: صاحب الكفاية تارة يدعي أن المعنى الحرفي لا يمكن أن تنظر إليه بنظرة استقلالية، هذا المعنى الحرفي لا يمكن أن ينظر إليه بنظرة استقلالية، هنا يرد إشكال السيد الخوئي يقول لماذا تقول المعنى الحرفي لا ينظر، انظر إلى الخصوصية معنى حرفي ونظرت إليه نظرة استقلالية، إذا كان صاحب الكفاية بصدد ادعاء أن المعنى الحرفي لا يمكن أن يلحظ في مقام الاستعمال بلحاظ استقلالي، أنت انقض عليه بما تقدم. ولكن هذه ليست دعوى صاحب الكفاية، صاحب الكفاية يدعي أن المعنى الحرفي سنخ معنى لا معنى له إلا في غيره، ما علاقة هذا بمحل الكلام. صاحب الكفاية أو هذا الاتجاه الذي قلنا أنه للمحقق الرضي يريد أن يقول أن المعاني على نحوين: معان في نفسها ومعان في غيرها، كما في الوجود إذا أردنا أن نقرب إلى الذهن، وجدتم أن الجوهر وجوده لنفسه والعرض وجوده لغيره، تعالوا إلى الاسمي والحرفي بهذا، قالوا معناه في نفسه ومعناه في غيره. هذا غير مرتبط بأنه هذا الذي بالغير يمكن أن ينظر إليه باستقلالية أو لا، هذا بحث آخر.
ارجع وأقول صاحب الكفاية إذا كان يقول أن المعنى الحرفي لا يمكن أن يلحظ باللحاظ الاستقلالي لأشكلنا عليه لا، انظر إلى هذه الموارد هذه معاني حرفية ينظر إليها بنظرة استقلالية، ولكن هذا ليس مدعى صاحب الكفاية، أصلاً لم يعرض لهذه المسألة بل يعرض لمسألة أخرى وهي أن المفهوم إما معناه في نفسه وهو الاسمي، أو معناه في غيره. وهذا النقض لا علاقة له بتلك الدعوى. هذا بيان.
وببيان آخر: وهو أنه في هذا الكلام حصل خلط بين اللحاظ الإجمالي والتفصيلي وما ذكره صاحب الكفاية. هذا الذي ذكره السيد الخوئي من أنه تارة السؤال عن مجيء زيد وأخرى السؤال عن كيفية مجيء زيد فإذا تكلمنا زيد جاء زيد، هذا اللحاظ الإجمالي، أما إذا سألنا وكيف جاء، فهذا هو اللحاظ التفصيلي. إذن هذا الذي تقوله سيدنا مرتبط بأي لحاظ. باللحاظ الإجمالي والتفصيلي لا بالمعنى الحرفي والمعنى الاسمي. ونحن حديثنا في المعنى الاسمي والمعنى الحرفي لا باللحاظ الإجمالي واللحاظ التفصيلي. إذن هذا الإشكال أيضاً في غير محله.
إلى هنا لم يتضح أي دليل أو إشكال لعدم تمامية ما ذكره صاحب الكفاية، ولكن يبقى عندنا بحث آخر مع صاحب الكفاية، ما هو أساس هذه الدعوى، يعني ما البرهان والدليل عليها، هذا الذي لم يتضح من كلمات صاحب الكفاية وإنما أوكل ذلك إلى الوجدان كما تقدم في الأبحاث السابقة، قال المعنى واحد ولكن الواضع في مقام الاستعمال تارة وجد ذلك المعنى آلياً فوضع له (من) وأخرى وجده استقلالياً فوضع له لفظ الابتداء. ولكن المعنى ما هو؟ المعنى واحد، والاختلاف ما هو؟ طارئ عارض على مقام الاستعمال وإلا قبل مقام الاستعمال وقبل الألفاظ وقبل الكلمات وقبل وقبل … نحن لا يوجد عندنا في صقع نفس الأمر معنيان مختلفان ذاتاً أحدهما أسمي والآخر حرفي.
من هنا لابد من الانتقال إلى الاتجاه الثالث، إذا تتذكرون قلنا بأنه ما يرتبط بمعاني الحروف وما هو ملحق بها من الهيئات توجد أقوال أو اتجاهات ثلاثة:
الاتجاه الأول: هو الذي قال أن الحروف والهيئات لا معنى لها، سالبة بانتفاء الموضوع، فهي من قبيل الحركات الإعرابية، أساساً ليس لها معنى، وسيتضح أكثر هذا الاتجاه في الأبحاث القادمة.
الاتجاه الثاني: قال أن الحروف والهيئات لها معنى ولكن معناها قائم في غيرها، في نفسها لا معنى لها. الذي عبرنا عنه سالبة بانتفاء الموضوع وسالبة بانتفاء المحمول. ولكن هذا الاختلاف ليس في ذات المعنى بل في مقام الاستعمال. وإلا المعنى حقيقة واحد فإذا أريد به الاستقلال في مقام الاستعمال يكون اسمياً، أريد به الآلي يكون حرفياً.
هذا الاتجاه الثاني الذي طرحناه من الرضي وصاحب الكفاية.
الاتجاه الثالث: وهو الاتجاه الثالث الذي يمتاز بخصوصيتين:
أولاً: يقول كما أن للأسماء معان كذلك للحروف معاني، وبهذا يختلف هذا الاتجاه عن الاتجاه الأول حيث لا يرى أن للحروف معاني، هذا الركن الأول.
الركن الثاني: أن الاتجاه الثاني كان يرى أن المعنى واحد بينهما والاختلاف بلحاظ الاستعمال، هذا الاتجاه يقول لا، أساساً المعنى ليس واحداً، بل هناك تباين بين المعنى الحرفي والمعنى الاسمي.
ولكن المعنى الحرفي ما هو؟ لا يظهر معناه إلا في غيره. وهذا تفسيره يأتي بعد ذلك.
هذا الأساس أعزائي الذي أشرت إليه تقريباً أعلام المتأخرين عموماً التزموا بهذا، هذه عبارة واحدة أقرأها من (المحاضرات) قال: (القول الثالث) يعني الاتجاه الثالث (ما اختاره جماعة من المحققين) النائيني والأصفهاني والسيد الخوئي والسيد الشهيد الصدر وغيرهم من الأعلام المتأخرين عموماً مبناهم هذا الاتجاه الثالث (وهو أن المعاني الحرفية) وبهذا امتازت عن الاتجاه الأول أنه الحروف لها معاني أو ليست لها معاني في الاتجاه الأول، أما هنا الحروف لها معاني. (أن المعاني الحرفية والمفاهيم) طبعاً المعنى والمفهوم واحد (والمفاهيم الاسمية متباينتان بالذات والحقيقة) وبهذا اختلف عن الاتجاه الثاني الذي يقول في المعنى هما واحد ولكن بلحاظ، الاستعمال يكونا اثنين.
هذا هو القدر المشترك بين هؤلاء، ولكن ما هو تفسير هذا؟
هنا لعله في الاتجاه الثالث لعله توجد ثمانية إلى عشرة نظريات في هذا المجال، كلها في إطار هذا الاتجاه الثالث، يعني هؤلاء اتفقوا على شيء واختلفوا في شيء آخر. قالوا يقيناً أن المعنى الاسمي والمعنى الحرفي متباينان بالذات، ما هو المعنى الحرفي؟ فسروا ما هو المعنى الحرفي وما هو المعنى الاسمي؟ مثلاً الذي في أذهانكم من قرأ الحلقات والكتب المتعارفة، أصلاً النائيني قال بأنه المعاني الاسمية اخطارية والمعاني الحرفية إيجادية، هذا تفسير، هذا واحد من التفاسير، ليست هي النظرية، لأن هناك سبع أو ثماني نظريات في هذا المجال.
إذن جميع هؤلاء الأعلام المتأخرين اتفقوا على أنهم جميعاً لا يقبلون لا الاتجاه الأول ولا الاتجاه الثاني وإنما يذهبون إلى الاتجاه الثالث، ولكن عندما وصلوا إلى الاتجاه الثالث قلنا لهم فسروا ما معنى … إذن قبلنا أن هذا يباني هذا، وهذا يباين هذا، والتباين بتمام الذات. ويكون في علمكم فقط من باب الفائدة، هذا التباين في الذات مأخوذ من كلمات المشائين أن الوجودات متباينة في الذات، هنا صارت معنى يباين بالذات، وإلا ليست شيء جديد بل مأخوذة من ذلك، يعني هذه من موروثات الفلسفة التي دخلت على الأصول أو على فقه اللغة.
ويكون في علمكم نحن في الفلسفة في (شرح الأسفار، ج2) قلنا أساساً التباين بالذات أصلاً محال عقلاً، لأنه لا تباين تام إلا بين الوجود والعدم. وإلا إذا صار كلاهما وجود فالتباين تام؟ هذا وجود وهذا الآخر ما هو؟ وجود، فلماذا تقولون تباين تام. إذا قلت لا، أبداً لا يشترك مع هذا في أي شيء، فوجود أو ليست بوجود؟ ليس بوجود. ولذا التباين التام لا تصور له إلا في الوجود والعدم.
من حقك أن تسأل وتقول: ماذا يقول الحكماء وما ينسب إلى حكماء المشاء بأنهم يقولون بالتباين التام بين الوجودات لا بالتشكيك بين الوجودات. لا، عندهم معنى آخر، ولكن الحكيم السبزواري جاء وألف بيت شعر وقال هؤلاء هكذا يقولون، ونحن لم نذهب إلى المشائين يعني ابن سينا ولا إلى أتباعه ولا إلى المحقق الداماد ولا إلى غيره لنعرف ما يقولون، مباشرة جعلنا كلام الحكيم السبزواري هو المستند. مثلما تقدم في المصدر واسم المصدر، الآن مشهور على ألسنة الفقهاء والأصوليين بل حتى ألسنة الفلاسفة، هناك يقول الفرق بين المصدر واسم المصدر هذه، مع أن هذه ليست مأخوذة من النحو بل أخذها من الأصول. نفس القضية ولذا أنا دعوتي هذه القاعدة بيني وبين الله هذه القاعدة أحفظوها لي، وهي إذا أردتم أن تشكلوا أو تنقدوا أو تؤيدوا أو ترفضوا أحداً أرجعوا إلى تراثه. تقول: لا يمكن. أقول: لا تتكلم أنت لست مجبوراً على الكلام. أنتم الآن 99% لا أريد أن أقول 100% من إشكالات الوهابية والسلفية وابن تيمية على الشيعة ما هو في نظركم منشأها؟ وهو أنه قرأ ما يقوله أعدائنا عنا. بيني وبين الله الموجود في تلك إذا قالها الشيعة فمن حقه أن يشكل علينا. أو حاول أن يفهم التشيع من خلال سلوك بعض الناس في الشارع، يقول نحن وجدناهم بيني وبين الله عندما يدخلون إلى مقامات الأئمة أولاً يقعوا على الأرض للسجود، ومن حقه هذا لأنه يرى أن هؤلاء عندما يدخلون يسجدون. أنت تقول له … هذا تفسيرك وإلا بحسب الظاهر. وإلا أنت لو رأيت هذه الواقعة ماذا تقول بينك وبين الله.
إذن أعزائي أما لو راجع هذا كتبنا لرأى … ليرى هذه الشعائر أو بعض هذه الشعائر، أنت أجلس مع أي علم من أعلام الطائفة الفقهاء وقل له أنت موافق بشكل كلي على كل الشعائر، له هناك فقيه يجرأ على أن يقول نعم، من الناحية الشرعية كلها مستدل عليها، لا أحد يستطيع أن يقول هكذا … لا يتكلم لعناوين ثانوية أو لأي أمور أخرى وهذا ليس مهم.
المهم إذا تريد أن تناقش ابن تيمية لا تراجع فلان قال عنه كذا، إذا أردت أن تناقش الاشاعرة لا تراجع فلان. تقول سيدنا العمر لا يكفي لهذا. أقول: ليس في ذلك مشكلة، لا تأتي باسم، قل إذا قال أحد هكذا فيرد عليه كذا وكذا، لا تقول الشيعة يقولون هكذا … نحن لم نقل هذا. قل إذا قال أحد أن الله والحمار واحد، قل بيني وبين الله هذا الذي يقوله هو حمار. لا تقول كل العرفاء … كن منصفاً. إذا أنت راجعت هذا التراث الضخم ورأيت أنهم يصرحون … لا تأخذ جملة واحدة، هذا منطقي بينك وبين الله. خذ التراث وانظر ماذا يقولون فيه. فإذا ثبت لك هذا فأتت بالشواهد قل إذن يرد عليه … أما إذا لم يثبت لك هذا وإنما أنت فقط في الكتب الفقهية، ولذا تجد المحققين منا لفقهاء مثل السيد الحكيم والسيد الخوئي والسيد الشهيد والسيد الإمام هذه الطبقة من الفقهاء تجدهم في حواشيهم على العروة عندما يريد أن يشكل يقول وهذا الكلام يحتمل فيه عدة احتمالات، فإن كان المراد كذا فيرد عليه كذا، وإن كان المراد كذا فيرد عليه كذا وإن كان المراد كذا فلا بأس به، لماذا؟ لأنه إما أنه لم يسنح له الوقت، أو لم يستطع أن يأخذ الحقيقة كاملة من كتبه، إذن لماذا تتهمه. تعالوا ليكن هذا عندكم منهجاً علمياً.
على أي الأحوال، قلنا أن أصل الاتجاه محفوظ عند القوم، يعني عند أصحاب الاتجاه الثالث وهم أعلام، ولكن وقع الاختلاف الشديد بينهم في تفسير المعنى الحرفي وبمَ يتميز عن المعنى الاسمي وفي تفسير المعنى الحرفي وبمَ يتميز عن المعنى الاسمي. النظرية الأولى أو التفسير الأول هو ما نسب إلى المحقق النائيني من أن المعاني الاسمية معاني إخطارية والمعاني الحرفية معاني إيجادية. وهنا بدأت المعركة بين تلامذة المحقق النائيني، مقصود النائيني من الإخطاري والإيجادي ما هو.
قبل أن ننتقل إلى معركة تلامذته نذهب إلى كتبه ونرى ماذا يقول وبماذا فسر كلامه.
والحمد لله رب العالمين