بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
كان الكلام في النظرية أو في التفسير الذي قدمه سيدنا الأستاذ السيد الخوئي لبيان الفرق بين الأسماء والحروف، أشار إلى أنه الأسماء عموماً تأتي عامة ومطلقة، بنسبة بعضها إلى بعض، ولكن في مقام التفهيم والتفاهم نحن قد يتعلق غرضنا بحصة من ذلك العام، لا بالعام نفسه، عند ذلك نحتاج إلى ما يدل على هذا التحصيص وعلى هذا التخصيص، مرة غرضك مرتبط بالعام، ما هو الإنسان؟ تقول: الإنسان حيوان ناطق. ومرة لا، الغرض من التفهيم والتفاهم بيان حصص الإنسان، أفراد الإنسان، حالات بعض الأفراد ونحو ذلك. هذه لا يمكن أن نفهمها وأن نقف عليها من خلال المعاني الاسمية، هنا تدخل المعاني الحرفية لإفادة تحصيص المعاني الاسمية، لا أنها تفيد حصة معنى مستقلاً في قبال المعنى الاسمي، لا لا، وإنما تأتي لتحصص المعاني الاسمية. إذا يتذكر الأعزاء فيما سبق المرزا النائيني ميز بين العلامات الإعرابية وبين المعاني الحرفية، قال ما هو الفرق بينهما؟ قال العلامات الإعرابية تكشف عن وجود حالة في من عرضت عليه يعني إذا عرض عليه الرفع يكشف عن أنه فاعل يكشف عن أنه مبتدأ وهكذا. ولكن المعنى الحرفي يكشف عن شيء موجود أو يعطي شيئاً غير موجود في المعنى الاسمي، أي منهما؟ يعطي شيء غير موجود، وهذا الشيء غير الموجود يوسع أو يضيق، السيد الخوئي يقول هذا معنى الغير موجود في المعنى الاسمي يأتي المعنى الحرفي ماذا يفعل؟ يحصص، الآن لا أريد أن أدخل في نقاش مع السيد الخوئي فقط أريد أن ابين أن هذه النكات موجودة في كلمات المرزا، ولم يثبت دائماً أن المعاني الحرفية مضيقة ومحصصة، لا، بعض الأحيان تكون موسعة، وهذا بحث آخر لا أريد أن أختلف الآن مع نظرية السيد الخوئي في قوله، ولكن أريد أن أقول أن هذا المعنى كاملاً ورد في كلمات المرزا النائيني أن المعنى الحرفي يعطي معنى في المعنى الاسمي، فلولا المعنى الاسمي يوجد للحرف معنى أو لا يوجد؟ وهذا معناه أن معناه قائم في غيره الذي هو المعنى الاسمي.
هذا المعنى بشكل واضح وصريح كما أشرنا بالأمس في (أجود التقريرات، ج1، ص27 و 28) قرأناها، إلى أن يقول (ومن هنا فما يستعمل فيه الحرف ليس إلا تضييق المعنى الاسمي) باعتبار الاسم واسع فيأتي المعنى الحرفي ليضيق وليحصص. هذا أشار إليه هنا. وكذلك تفصيله أشار إليه في (المحاضرات، ص75 و 76 و 77) قال في (ص75): (إن المفاهيم الاسمية بكليتها وجزئيتها وعمومها وخصوصها قائلة للتقسيمات إلى غير النهاية باعتبار الحصص أو الحالات التي تحتها ولها) المعاني الاسمية (إطلاق وسعة بالقياس إلى هذه الحصص أو الحالات) الآن لما كانت واسعة إذا أردنا حصة منها، إذا أردنا فرداً منه، إذا أردنا حالة منها، بماذا نحدد ونحصص ونضيق، قال: (ومن هنا كان تعريف الحرف بما دل على معنى قائم بالغير) هذا تعريف للمعنى الحرفي، للحرف يشير إلى أمرين: أولاً أن له معنى وليس الاتجاه الأول الذي يقول لا معنى للحروف، وثانياً أن معناه في نفسه أو معناه أين يظهر؟ في غيره. قال: (على معنى) هذا القيد الأول الركن الأول، الركن الثاني (قائم بالغير). (من أجود التعريفات وأحسنها وموافق لما عليها الحال ومطابق لما ارتكز في الأذهان من أن المعنى الحرفي خصوصية قائمة بالمعنى الاسمي).
ولذا أنا أرجح أن نقول أن المعنى الحرفي يعطي خصوصية في المعنى الاسمي لا أنه يضيق المعنى، لأنه بعض الأحيان لا يضيق أصلاً، بعض الأحيان يبين حالة من الحالات لا أنه تضييق. وهو الذي اشار إليه المرزا النائيني، المرزا النائيني قال أن هذه تبين معنى في الاسم لم يكن موجوداً، (وإن شئت قل إن الأسماء) سواء كانت جواهر أو أعراض أي كانت (تدل على المعاني المطلقة اللا بشرطية ولا يدل شيء منها على تضييقات هذه المعاني وتخصيصاتها بخصوصيات فلا محال انحصر أن يكون الدال عليها هو الحروف أو ما يقوم مقام الحروف).
هذه نظرية أو تفسير السيد الخوئي للحروف وبها تمتاز الحروف عن الأسماء.
سؤال: على هذا الأساس ما هو الفرق بين نظرية السيد الخوئي أو تفسير السيد الخوئي والتفسير الذي قرأناه تفصيلاً عن المرزا النائيني؟ أنا سأبين الفرق الذي ذكره نفس السيد الخوئي، لا أقول من عندي حتى يقال تحمل النص ما لا يحتمل، لا لا، نسأل السيد الخوئي سيدنا في النتيجة هذا التفسير الذي قدمته ما هو فرقه عن التفسير الذي قدمه أستاذك الشيخ النائيني. تعالوا معنا إلى (المحاضرات، ج1، ص80) قال: (يمتاز رأينا عن القول بأن معاني الحروف كذا في نقطة واحدة) يعني عندنا الحروف إيجادية يعني نظرية المرزا (في نقطة واحدة وهي أن المعنى الحرفي على ذلك الرأي) على رأي المرزا النائيني (ليس له واقع في أي وعاء إلا التركيب الكلامي يعني في عالم الألفاظ) يقول أن المرزا النائيني يرى أن المعاني الحرفية لها واقعية وتحقق ووعاء وراء عالم الألفاظ والكلام أو ليس له واقع؟ ليس له واقع. فإذا لم يكن عندنا كلام إذن لا يوجد عندنا معنى حرفي لأن المعنى الحرفي متى يظهر؟ في عالم الألفاظ والتراكيب الكلامية. ومن هنا أشكل ماذا قال؟ قال: وهذا خلاف الوجدان لأنك أنت عندما تريد أن تستعمل الحروف في التراكيب الكلامية لابد أن تكون لها معانٍ قبل الاستعمال الكلامي حتى تستفيد منه أين؟ … وإلا إذا لم يكن وعاء ومعنى إلا في التركيب الكلامي فلماذا استعملت (في) ولم تستعمل (على) لماذا استعملت (على) ولم تستعمل (إلى) هذا يكشف أنه لا، أن للحروف وعاء ومرتبة ومعنى قبل التراكيب الكلامية.
أعيد الجملة، قال: (… المعنى الحرفي على ذلك الرأي) أي على رأي المرزا (ليس له واقع في أي وعاء ما عدا التراكيب الكلامية) ثم أشكل عليه في (ص64 من المحاضرات) قال: (لأن ربط الحروف بين المفاهيم الاسمية في التراكيب الكلامية غير المرتبطة بعضها ببعض) زيد، مسجد، نار، موقد، هذه ألفاظ مترابطة أو غير مترابطة؟ لا، هذه مفردات، أما تأتي (في) تقول: زيد في المسجد. إذن يظهر لـ (في) معنى في عالم الألفاظ. هنا يشكل السيد الخوئي يقول (إنما هو من جهة دلالتها على معانيها التي وضعت بإزائها) لا أن معانيها تظهر في التراكيب الكلامية. إذن كل إشكال السيد الخوئي على شيخه الأستاذ المرزا النائيني انحصر في جملة واحدة، وهو أنه تصور أن المرزا يرى أن الحرف أين وعاءه؟ فأشكل أنه لا، له وعاء قبل ذلك. قبل ذلك يعني قبل أن نصل إلى عالم الألفاظ والجمل والوجود اللفظي هناك واقع لها، للحروف، قبل الوجود اللفظي والألفاظ والتراكيب.
ومن هنا لابد أن نسأل هذا السؤال: واقعاً المرزا هكذا قال؟ يعني أن المرزا قال أن الحروف … قال ليس لها وعاء مستقل، أين وعاءها يا شيخنا، وعاءها في عالم الألفاظ والتراكيب أو أن وعاءها قبل ذلك؟ أخيراً نرجع إلى المرزا النائيني لنسأله يا مرزا أنت ترى أن الحروف وعاءها أين؟ في التراكيب؟ إذا كانت في التراكيب فإشكال السيد الخوئي وارد جداً لأنه أنت عندما تستعمل (في) لابد أن يكون لـ (في) معنى قبل الاستعمال في قولك: زيد في المسجد، وإلا إذا لم يكن له معنى سابق لماذا اخترت (في) ولم تختر أي حرف آخر.
تعالوا معنا إلى (فوائد الأصول، ص36) قال: (إن الحرف) ما هو الحرف، تعريف الحرف؟ (ما دل على معنى في غيره) إذن هو يتكلم عن عالم الألفاظ أو عن عالم المعاني؟ أرجع إلى النكتة، يظهر أنها لم تتضح. السيد الخوئي يقول أن المرزا يقول أن (في) أين معناها؟ في اللفظ، يعني قبل اللفظ له معنى أو ليس له معنى، وهنا يقول أن له معنى قبل الاستعمال، معناه ما هو، والمعنى مرتبة مع اللفظ أو قبل اللفظ؟ أنت أولاً تتصور المعنى فتضع له اللفظ، المرزا يقول أن معنى الحرف كذا لا علاقة له. نعم، في حال الاستعمال يعني التراكيب يظهر ذلك. لا أنه لا وجود له قبل التراكيب. ولذا قال: (أو قائم بغيره فالمراد منه أن المعنى الحرفي ليس له تقرر في حد نفسه بل معناه قائم في غيره) قبل الوصول إلى عالم الألفاظ والتراكيب، نتكلم في عالم المعاني. وهذا هو الذي قاله السيد الخوئي، قال أن المشكلة في عالم المعاني، والحروف تحصص الألفاظ الاسمية أو المعاني الاسمية؟ المعاني الاسمية، فعندما نأتي إلى الاستعمال يظهر ذلك الذي أخذناه في المعنى.
ولذا السيد الصدر& في موردين لا أقل من كلامه وفي موارد متعدد قال في (تقريرات السيد الهاشمي، ج1، ص242) بعد أن يبين نظرية المرزا النائيني يقول: (كان كلامه مشوباً بنحو الغموض بحيث حمله حتى بعض الأجلة من مقرري بحثه) ومن أجلة مقرري بحثه السيد الخوئي في المقام ولكن احتراماً له لا يأتي باسمه. وبعد ذلك يشير إليه, (على معنى غريب جداً إذ افترض أن مقصود المرزا أن نفس الحرف) يعني اللفظ نفس الحرف ليس معنى الحرف نفس الحرف [أن نفس الحرف يكون موجداً لمعناه في عالم الكلام واللفظ وإلا قبل ذلك له معنى أو لا معنى له؟ يقول: حمله على هذا, [دون أن يكون لهذا المعنى أي تحقق قبل الكلام] هذا الذي قرأناه من عبارة من؟ [أنه في التراكيب الكلامية فاعترض عليه بأن الحرف وإن كان موجداً للربط في عالم الكلام واللفظ ولكن موجديته لذلك إنما هي بلحاظ دلالته على معنىً قبل ذلك حتى استعمل في عالم الألفاظ].
ولذا في (تقريراته الأخرى للسيد الحائري, ج1, ق1, ص146) هذه عبارته يقول: [هذا وقد نسب السيد الأستاذ في ذلك كلاماً إلى المحقق النائيني واعترض عليه أما المحقق النائيني فقد فسر السيد الأستاذ معناه بأن المعنى الحرفي هو نفس الربط الذي يوجده الحرف في مرحلة الكلام] إلى أن يقول: [وهذا من البعيد جداً] لماذا من البعيد جداً, يقول: [أن يكون مدعى النائيني أن الحرف يوجد الربط في عالم اللفظ من دون وجود أي ما بإزاء له غير الربط فإن هذا واضح البطلان إلى حدٍ لا يعرف الإنسان كيف يبين بطلانه] أصلاً من الواضحات .. طبعاً هذه التعابير لا يقول واحد كيف يهين السيد الخوئي أنت الواضحات أيضاً ماذا؟ لا, هذه تعابير ماذا؟ متعارفة في كلماتهم ولا فيها أي إهانة ولا تصغير يقول: بطلانه واضح إلى درجة لا نستطيع أن نبين بطلانه, طيب لماذا لم يلتفت إليه؟ لم يلتفت إليه, لماذا لم يلتفت؟ اسألوه لماذا لم يلتفت إليه, [وأي ارتباط بين الألفاظ بما هي ألفاظ حتى تعطي معاني بما هي معاني].
طبعاً يكون في علمكم الجميع متفق على هذا, يكون في علم الأعزة, الجميع متفق أن الحديث ليس في عالم الألفاظ وإنما الحديث في عالم المعاني, ولذا الأخوة يتذكرون كم مرة قرأنا هذه العبارة من كلمات الخراساني صاحب الكفاية, في (كفاية الأصول, ص11) هذه عبارته, قال: [حيث أنه لا يكاد يكون المعنى حرفياً] إذن الكلام أين في الألفاظ أو في المعنى؟ ليس البحث في الألفاظ حتى نقول أن الحروف لا يظهر له معنىً إلا في عالم الألفاظ والتراكيب, لا, لها معانٍ ولكن, التفت, ولكن ليس معانيها مستقلة وإنما معانيها قائمة في الغير, طبعاً هذا تقول معانيها قائمة بالغير هذه معاني نفهما جميعاً قائمة بالغير (في) له معنىً قائم في غيره, ولابد أنت عندما تتصوره فهذا ليس معنىً حرفي وإنما هو معنىً اسمي, لأنه قلنا في البحث اليوم الأول قلنا إذا التفت إليه يكون اسمياً.
فتحصل إلى هنا: لا يوجد هناك فرق أساس بين ما ذكره السيد الخوئي وما ذكره الميرزا النائيني النظرية نظرية واحدة ولكن وإن اختلفت بعض الألفاظ, وهي في كلمة واحدة وهي أولاً: كما أن للأسماء معانٍ كذلك للحروف بالمعنى الأصولي لا بالمعنى النحوي, الذي يشمل الهيئات أيضاً الهيئات أعم من أن تكون تامة ناقصة إلى آخره, لأنه قلنا فيما سبق بأنه المعنى الحرفي في الاصطلاح الأصولي أوسع من الذي يقوله النحوي, أولاً: لها معانٍ في قبال إذا كان يوجد لا أعلم يوجد أو لا يوجد؟ لأنه نحن شككنا فيما سبق أنه يوجد أحد يرى أن المعاني الحرفية ماذا؟ لا معانٍ لها وإنما هي كالحركات الإعرابية, قلنا لم نجد ذلك على أي الأحوال. أولاً: لها معنىً.
وثانياً: أن هذا المعنى يختلف حقيقةً وسنخاً عن المعنى الاسمي, المعنى الاسمي له تقرر وواقع في نفسه والمعنى الحرفي تقرره وواقعه ماذا؟ في غيره. واضح هذا.
إذن ما هو المعنى الاسمي؟ المعنى الاسمي: هو الذي له تقرر وحقيقة وواقع ووعاء في نفسه وجد الغير أم لم يوجد, أما المعنى الحرفي, ما هو؟ له واقع أو ليس له واقع؟ (كلام أحد الحضور) له واقع, ولكن واقعه ماذا؟ (كلام أحد الحضور) أحسنت, إذا قلنا لا واقع له لا قيمة له أبداً, له واقع له وعاء له تحقق ولكن متى يظهر هذا التحقق إلى الفعلية؟ في نفسه أو بشرط وجود الغير؟ بشرط إذا الغير لا يوجد له واقعية وتحقق؟ لا, ولكن واقعيته أنه في غيره, هذا ما أدري إذا استوعب دققوا في قدر ما تستطيعون إذا استوعب إذا اتضح, هنا ملا صدرا هذا المعنى يريد أن يقولون في الوجود الواجبي وفي الوجود الإمكاني, وبهذا امتازت مدرسته عن مدرسة المشائية وبهذا امتازت مدرسته عن مدرسة المتكلمين, لأن الجميع غير الملا صدرا يرى أن الوجودات الإمكانية ليست كالمعاني الحرفية بل كالمعاني الاسمية ولكن مخلوقة من من؟ من الواجب سبحانه وتعالى, ولكن له واقعٌ في نفسه.
نعم, في نفسه لغيره بلي لغيره, يعني واجب أو مخلوق خالق أو مخلوق؟ لا مخلوق, أما هو ماذا يقول؟ يقول وجوده في نفسه أو في غيره؟ في غيره.
من هنا اتهم بأنه حلولي أو اتحادي لأنه إذا معناه في الغير إذن هذا الممكن منفصل عن ذلك الواجب عن ذلك المعنى الاسمي أو فيه؟ ما أدري استطعت أن أوصل المطلب إلى الأعزة أو لا؟ أنا الله يعلم إنما وقفت عند المعنى الحرفي حتى أنت عندما تأتي إلى نظرية ملا صدرا في أن الوجود الإمكاني عين الفقر لا شيء ثبت له الفقر, إذا قلنا شيء ثبت له الفقر هذا معناه أنه معنىً اسمي ولكنه فقيرٌ إلى الله, هذا وجود وهو الواجب وهذا أيضاً وجود آخر وهو ممكن, ولكن هذا أوجد هذا أو هذا أوجد هذا؟ الجواب لا, هذا أوجد هذا فهذا يصير واجب وهذا ماذا يصير؟ ولكن هذا وجود في قبال هذا الوجود, وجود واحد أو وجودان؟ وجودان أولاً, ثانياً: منفصلان أو لا؟ المشائي يقول منفصلان وهي التي اصطلحنا عليها في أبحاث سابقة بالبينونة العزلية يعني أحدهما معزول عن الآخر, تتذكرون هذا البحث فيما سبق وقفنا عنده, أما في المعنى الحرفي وجودان بناء على نظرية ملا صدرا وهي نظرية العرفاء يكون في علمك, مراراً ذكرت هذا المعنى, نظرية الملا صدرا في الوجود الإمكاني ليست شيئاً وراء نظرية العرفاء أبداً, هي نظرية العرفاء, ولكن مع اختلاف الأسماء.
ولذا ذكرت مراراً وتكراراً أنا لا أعتقد نظرية المشائين ونظرية العرفاء ونظرية الحكمة المتعالية, ملا صدرا إما مشائي او عرفاني لا ثالث أبداً, نفس الذي فعله السيد الخوئي بدل الألفاظ ولكن النظرية نظرية من؟ نظرية الميرزا النائيني الملا صدرا أيضاً بدل الألفاظ النظرية نظرية العرفاء. لست معتقداً أنه توجد نظرية ثالثة اسمها الحكمة المتعالية في قبال العرفان وفي قبال المشاء. طيب جيد.
السؤال الأول: هل هما اثنان أم واحد؟ اثنان حقيقةً, ولكن هل البينونة بينونة الصفة أو بينونة عزلة؟ المشاء يقول بينونة عزلة, ملا صدرا والعرفاء يقولون بينونة صفة انتهى. ثم يستدل بعشرات الآيات والروايات يكون في علمكم, يقول والدليل على ما نقول لو كانت بينونة عزلة لما كان معنى لقوله: (كل قائم في سواه فهو معلول) ليس كل قائم بنفسه مرتبط بغيره معلول لا, كل قائم أين؟ يعني المعنى اسمي أو حرفي؟ الممكن المعلول ما هو؟ في نفسه أو في غيره؟ أي منها؟ صريح في نهج البلاغة كل قائم في نفسه أو في غيره؟ في غيره, فهو معنىً حرفي, بعد, داخل في الأشياء إذا كانت عزلة يكون داخل في الأشياء, داخل في الأشياء لا بممازجة وخارج عنها لا بمزايلة وإذا كانت بينونة عزلة ماذا يصير؟ مزايلة. وهكذا.
طبعاً في المقابل يقولون هذا غير معقول, إذا أنا أصير فيه يعني أصير جزء منه, يعني حلول يصير اتحاد يصير, المهم المشكلة لابد أن تحل أين في البحث الفلسفي. لا أقل أنت كبحث لغوي نحوي أصولي افهم المعنى الاسمي والمعنى الحرفي اين لابد أن تفهمه؟ هنا, فإذا فهمته جيداً تستطيع أن تمثل تقول أن الممكنات هل هي معانٍ اسمية ولكن مخلوقة لله أو هي معانٍ حرفية مخلوقة لله, هذا على المبنى الذي أنت تنتخبه.
هذا تمام الكلام في نظرية من؟ نظرية السيد الخوئي, يبقى عندنا بعض النكات مرتبطة بنظرية السيد الصدر عنده بعض الإضافات وبعض الأعلام الآخرين نشير إليهم حتى ننتهي من بحث المعنى الحرفي.
والحمد لله رب العالمين.