الأخبار

تعارض الأدلة (4)

بسم الله الرحمن الرحيم

و به نستعين

و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين

اتضح لنا فيما سبق أهمية بحث اختلاف الحديث. والذي قلنا: أنّ بحث تعارض الأدلة في عملية الاستدلال الفقهي يُعد واحدة من شعب أبحاث اختلاف الحديث.

من هنا أوضحنا البُعد الكلامي لهذه المسألة, وكذلك الإشكال الأساسي الذي يورده البعض لتضعيف دور الحديث في فهم المعارف الدينية, واحدة من أهم الإشكالات التي أوردت على دور الحديث في مقام استكشاف المعارف الدينية قالوا أنّه ما من نصٍ بتعبير الشيخ الطوسي [إلاَّ وله ما يباينه ويضاده] وعلى هذا الأساس فكيف يمكن حصول الاطمئنان والوثوق بالروايات.

وهذه العبارة واقعاً من العبارات المهمة, طبعاً هذا ليس على مستوى كتبنا فقط, على مستوى كتب القوم أيضاً, قال: [وما وقع فيها من الاختلاف والتباين والمنافاة والتضاد حتّى لا يكاد يتفق خبرٌ إلاَّ وبإزائه ما يضادّه, ولا يسلم حديثٌ إلاَّ وفي مقابلته ما ينافيه].

هذه واقعاً مشكلة ومعضلة في الاعتماد على الحديث.

ولذا تجد من أهم الإشكالات التي أشكل بها المتكلم على المحدث هو هذا؟ الأعزة أنا بودي أن هذا الكتاب يأخذوه ويكون بأيديهم وهو (كتاب: تأويل مختلف الحديث, لابن قتيبة) الذي ينسب إليه كتاب الإمامة والسياسية (كلام أحد الحضور) الذي هذا لم يثبت لأنه ثابت له ولكن نحن نعتبره من المسلمات ونستدل به, من الكتب الأساسية لابن قتيبة والأهميّة في كتب ابن قتيبة أنه عاش من سنة 213 من الهجرة إلى سنة 276 من الهجرة, يعني كان معاصر لبعض الأئمة ومعاصر لجزء من الغيبة الصغرى.

هناك أعزائي في (ص41) من الكتاب وإن كان أطيل عليكم ولكن مهم, يقول في مقدمة الكتاب ص41, [أما بعد أسعدك الله تعالى بطاعته وحاطك بكلائته ووفقك للحق برحمته وجعلك من أهله فأنك كتبت إليّ تعلمني ما وقفت عليه من ثلب أهل الكلام أهل الحديث] أن هؤلاء أهل الكلام يعيبون على أهل الحديث [من ثلب أهل الكلام أهل الحديث وامتهانهم وإسهابهم في الكتب بذمهم ورميهم بحمل الكذب ورواية المتناقض حتّى وقع الاختلاف وكثرة النحل وتقطعت العصم وتعادى المسلمون وأكفر بعضهم بعضا وتعلق كلّ فريقٍ منهم لمذهبه بجنس من الحديث] كلّ هذا الذي حديث في تاريخ المسلمين منشأه من؟ منشأ أهل الحديث, لأنه هم نقلوا إلينا هذه الأحاديث. فكل القارورة كلّ المشكلة في من؟ في أهل الحديث لماذا؟ لأنه لا يمكن أن ندعي بأنَّ هذه المشكلة منشأها النبي أو منشأها الأئمة لأنه يتنافى مع عصمتهم, وإلا إذا قلت هو لا توجد عنده مشكلة هو نقل عن من؟ عن الإمام, طيب الإمام إذا هو يقول المختلف إذن معصوم أو غير معصوم؟ التفتوا جيداً.

ولذا هذه من قبيل من باب الأمثال تضرب ولا تقاس, هذا من قبيل كلّ ما يوجد خلل في التقرير ننسبه إلى المقرر, نقول أجل العلم الفلاني أن يقول هذا الكلام, حتّى نبرأ ساحة ذلك العلم فتنكسر الجرّة في رأس من؟ في رأس المقرر, وهنا من هذا القبيل, وهو أنه حتّى يحفظ مقام العصمة فتكسر الجرّة في رأس من؟ في رأس المحدثين.

طبعاً هذا بحث من أهم الأبحاث وهو أنّ منشأ اختلاف الحديث ما هو؟ حاول الكثير أن يرجع منشأ الاختلاف إلى عامل واحد وهو إلى المتلقي, قال كلّ الاختلاف منشأه من؟ هؤلاء الذين تلقّوا, إن شاء الله تعالى عندما نأتي إلى بحث منآشئ اختلاف الحديث سوف يتضح لا, كثير من منآشئ اختلاف الحديث ليس المتلقي من؟ المتكلم نفس المتكلم, وإن شاء الله بحثه سيأتي, >نحن أوقعنا الخلاف بينكم< روايات كثيرة أن أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) هم كانوا واحد من أهم أسباب إيقاع الاختلاف, الآن لماذا أوقعوا الاختلاف؟ لأسباب متعددة, بحثه لعله, وإلا أعزائي خذ هذه القاعدة, الآن نحن ما نعلم أنه كم هذه الأبحاث نستمر فيها, ولكن خذها منّي قاعدة (ما لم تتعرف على منآشئ اختلاف الحديث لا يمكنك الجمع بين الأحاديث) أنت ما لم تتعرف أنه لماذا هذا الحديث اختلف مع هذا الحديث طيب كيف تريد أن تجمع بين الحديثين؟ هذا بحثه سيأتي.

من هنا ابن قتيبة يدخل في ماذا؟ والحق والإنصاف وإن كان استقراءً غير تام ولكن جداً مفيد, يقول: [فالخوارج تحتج بروايتهم] برواية من؟ أهل الحديث [ضعوا سيوفكم على عواتقكم ثمَّ أبيدوا خضرائهم] هذه رواية [ولا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم خلاف من خالفهم] وأنتم تجدون نفس هذه الروايات الآن يقرؤوها هذه الفرق التي تكفر المسلمين, أي رواية يقرؤونها؟ هذه الروايات يقرؤونها. [والقاعد] هذا من؟ الخوارج, القاعد ماذا يقول؟ يقول: [والقاعد يحتج بروايتهم عليكم بالجماعة فإنَّ يد الله عز وجل عليها ومن فارق الجماعة قيد شبرٍ فقد خلع رقة الإسلام من عنقه اسمعوا وأطيعوا وإن تأمّر عليكم عبدٌ حبشي صلوا خلف كلّ بر وفاجر…] إلى آخره, طيب هذه روايات واردة.

الآن أنت لا تعتقد, طبعاً يكون في علمك في كلا المدرستين مثل هذه الروايات ماذا؟ موجودة.

[والمرجئ يحتج بروايتهم] وينقل مجموعة من الروايات, [والمخالف] للمرجئ [يحتج بروايتهم, والقدري يحتج بروايتهم, والرافضة تتعلق في إكفارها صحابة رسول الله بروايتهم >ليردنّ على الحوض أقوام, ثمَّ ليختلجن دوني, فأقول: ولا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض و….] إلى أن [ومخالفوهم يحتجون في تقديم الشيخين … ويتعلق مفضلو الفقر بروايتهم >اللهم أحييني مسكيناً وأمتني مسكيناً, ويتعلق القائلون بالبدع بروايتهم …] عقائد فقه عشرات الموارد يقول انظروا توجد روايات من الفريقين من الاتجاهين بهذا الاتجاه وبهذا الاتجاه.

ولذا أعزائي, من الأوّل من القدم الأوّل إذا أردت أن تضع قدمك في وادي فهم المعارف الدينية, أولاً: لابدَّ أن تتخذ موقفاً من ماذا؟ من ظاهرة اختلاف الحديث وظاهرة تعارض الأدلة وإلا دخولك سوف يكون دخول أعمى, في كلّ ساعة مرة يخبط يمنة مرة يخبط يسرة, لا فقط في الفقه, في الأخلاق كذلك, في العقائد كذلك, لأنه في النتيجة ما من رواية وبتعبير الشيخ الطوسي شيخ الطائفة [إلاَّ وتضادّه رواية وتباينها رواية] طيب ماذا تريد أن تفعل؟

أعزائي قبل الدخول في مباحث تعارض الأدلة -بحسب الاصطلاح طبعاً نحن داخلين في مباحث تعارض الأدلة- ولكن تعارض الأدلة بالمعنى الأوسع من الأدلة الفقهية, وأنا أتصور أن الأعزة بحث تعارض الأدلة بمعناه الأوسع أهم بكثير من بحث تعارض الأدلة بمعناه الاستدلال الفقهي فقط.

أنا لا أتصور أحد ممن يُعنى بالشعر الديني إلاَّ وهو مبتلى, الآن افترضوا في الفقه لا يفتي لاعتبارات معينة, ولكن بيني وبين الله يصعد المنبر في الأخلاق يفتي أو لا يفتي؟ والله يتكلم في الأخلاق, في العقائد يتكلم أو لا يتكلم؟ يتكلم, بماذا يستند, الآيات وروايات, نفس هذه الروايات التي ينقلها توجد روايات ماذا؟ معارضة, ليس متكلم وليس منبري وليس على الفضائيات, يكتب أو ما يكتب, في النتيجة عندما يريد أن يستدل يستدل برواية صحيحة السند أعلائية عمل عليها الأصحاب, ولكن في المقابل توجد روايات أخرى صحيحة السند و… وهناك جملة من الأعلام عملوا على تلك الرواية, طيب لماذا هوى النفس اشتهاء استحسان أم قواعد؟

من هنا أعزائي أحوال في درسين ثلاث لا أكثر, أبين المواقف العامة لعلماء الشيعة, لأنه أريد أن أفصل علماء السنّة يأخذنا البحث إلى مكان آخر, قد أشير إلى البعض ولكن الأصل مواقف الشيعة. ما هي -هذا عنواننا الجديد- ما هي مواقف علماء مدرسة أهل البيت في قبال ظاهرة اختلاف الأحاديث ومعالجة هذه المشكلة لكي نتغلب عليها حتّى نفتح الطريق للاعتماد على النصوص الروائية, وإلا عندك طريق للاعتماد إذا لم تحل هذه المشكلة أو لا طريق لك؟ لا طريق لك.

أعزائي, يوجد موقفان أساسيان أو اتجاهان أساسيان:

الاتجاه الأوّل: وهو الاتجاه -أنا أعبر عنه- الاتجاه التسهيلي, الاتجاه القائم على التوسعة, يعني ماذا؟ يعني: هذا الاتجاه, طبعاً هذا يكون في علمك ليس فقط في مدرسة أهل البيت موجود في مدرسة الآخرين أيضاً موجود هذا الاتجاه.

وهو يقوم على أساس أن كلّ ما ورد من الروايات فهو صحيحة ومعتبرة, إلاَّ ما دلّ الدليل على كذبها وإلا إن لم يكن دليلٌ على كذبها فهي معتبرة, يمكن الاستناد إليها علماً وعملاً, الآن وقع بحثٌ هل هي كلّ الأحاديث نتكلم على مدرسة أهل البيت, أو خصوص الكتب الأربعة, طبعاً أنتم تعلمون الاتجاه العام عند جملة من أعلام الإمامية أن كلّ ما في الكتب الأربعة ماذا؟ صحيحة إن لم نقل أنه مقطوع بصدورها, فرق كبير بين مقطوع بصدورها كما يوجد اتجاه, يعني قطعية الصدور وبين أنه لا, وإن لم تكن قطعية الصدور ولكن هناك اطمئنان لا يفرق كثيراً, المهم كلها ماذا؟ الآن من حقك مباشرة تقول سيدنا ماذا نفعل بتناقضاتها؟ يجاوب بعد ذلك اسمحوا لي, لا نسفه الآخرين مقصودي لا نبسط أفكار الآخرين, لا تتصورون أنه أولئك الذين قالوا بهذه النظرية لم يلتفتوا إلى لوازم كلامه.

هذه النظرية التي نحن مراراً قراناها للأعزة لأنه هذه المسألة اتحدت في زمن المحقق الاسترابادي في كتابه (الفوائد المدنية, (صلى الله عليه وآله وسلم) 305- 306) هذه عبارته هناك, العبارة جداً أساسية, يقول: [كما أنه لا يجوز التقصير في تبليغ الأحكام] كيف أن النبي والأئمة في عصر حضورهم لا يحق لهم التقصير في بيان المعارف الدينية, [لا ينبغي في الحكمة الإلهية أن لا يمهد لأهل زمان الغيبة الكبرى مرجعاً يرجعون إليه] كما أن قاعدة اللطف إن صح التعبير أو الحكمة الإلهية اقتضت هناك في عصر الغيبة, التي هي عشرات أضعاف عصر الحضور, إذا كانت الحكمة الإلهية تقتضي في عصر الحضور ينصب لك اثنا عشر إمام, فما بالك بعصر الغيبة, يعني واقعاً في ذاك الزمان له حظوة ونصيب أكثر من حظوتنا ونصيبنا عند الله, كما الحكمة الإلهية تقتضي أن يعتني بشأنهم لابدَّ بنفس القدر يعتني بشأننا ولعلنا نعيش ألف كما عشنا الآن ألف واثنين وثلاث وخمسة وعشرة إلى آخره.

فلهذا يقول: [كما أنه لأنه لابدَّ أن يمهد لأهل زمان الغيبة الكبرى مرجعاً يرجعون إليه في عقائدهم وأعمالهم فعُلم] من هذه المقدمة, طيب الإمام ليس موجوداً إذن ما هو المرجع؟ [فعُلم أن لنا كتباً ممهدة من جهة الأئمة بأمر الملك العلام] هؤلاء هيئوا لنا مجموعة من المصادر هذه المجموعة من المصادر مقطوعة الصدور من الأئمة نرجع إليها انتهت القضية.

[ومن أن أسباب قطعنا] التفت ليس الصحة نقطع بالصدور [بأحكامهم وأحاديثهم كثيرةٌ وافرةٌ من جملتها أنهم في مدةٍ طويلة تزيد على ثلاثمائة سنة] يعني بإضافة الغيبة الصغرى [أظهروا دين جدهم عند جمعٍ كثير وجمٍ غفير من الأفاضل الثقات المحققين يزيدون على خمسة آلاف رجل وأمروهم بأنَّ يكتبوا بين أيديهم ما يسمعونه منهم لتعمل به الشيعة لاسيما في زمن الغيبة الكبرى, ولأن لا تحتاج إلى سلوك ما سلكته العامة من الاستنباطات الظنية فألفوا بأمرهم أصولاً كثيرة كانت بخط تلك الأفاضل الثقات وبإملائهم ومن جملتها تقريرهم في تلك المدة الطويلة أصحابنا على الاعتماد على تلك الأصول في عقائدهم وأعمالهم بل تصريحهم بذلك, ومن تصريح الأئمة الثلاثة] هذه الأصول الأربعمائة [وقد صرح الأئمة الثلاثة] الكليني والطوسي والصدوق أن هذه الكتب أخذوها من أين؟ من هذه الأصول الأربعمائة, [ومن تصريح الأئمة الثلاثة وغيرهم (قدس الله أرواحهم) بأنهم أخذوا أحاديث كتبهم من تلك الأصول المجمع على صحتها أو بأنَّ كلها صحيح] إما مقطوعة وإما لا أقل صحيحة.

من هنا أول سؤال يرد عندك تقول: قبلنا أن كلّ ما في الكتب الأربعة ماذا؟ ولكن هذه الكتب الموجودة ما في الكتب الأربعة فيها ماذا؟ تعارض تنافي طيب ماذا يفعل الشيعة في عصر الغيبة الكبرى؟ هنا وجد مسلكان, التفتوا حتّى تعرفوا أن هذه القضية فيها الآن عندنا من المسلمات وحقك أن هذه قد تكون كم مائة سنة صارت من المسلمات وإلا ليست من المسلمات.

المسلك الأوّل, قال: كلها صحيحة فموسعٌ بأيها أخذت فهو حجة, مخير, واحد يقول واجب وواحد يقول مباح, أنا ماذا أفعل؟ يقول: مخير بأيهما أخذت من باب التسليم وسعك, إلى أن يظهر صاحب الأمر, ذاك الوقت يحل الإشكال.

إذن هؤلاء لم يلتفتوا, لا, جيداً ملتفتين إلى ما يقولوه, واحدة تقول ولاية تكوينية, وأخرى تقول لا توجد ولاية تكوينية, أنا الذي في عصر الغيبة ماذا؟ يقول موسعٌ عليك تريد أن تعتقد بهذا اعتقد تريد أن تعتقد بهذا ما فيه محذور. أيهما حقٌ؟ الجواب: كلاهما حقٌ لأنه أهل البيت هم هؤلاء قالوا فبأيهما أخذت من باب التسليم وسعك, أنا ما هي علاقتي. وهذه هي واحدة من أهم كلمات ليس الناس والملتزمين بهذه لا تتصور أناس عاديين, الملتزمين بهذا أمثال الكليني ثقة الإسلام, ومن هنا أنت تفهم كيف في مقدمة كتابه, يقول: كلها صحيحة, وفي كتابه ينقل ماذا؟ طيب مولانا كيف صحيحة ومتعارضة, يقول: بلي هكذا وردنا من الأئمة الصادقين^ وأمرونا بأيهما أخذت من باب التسليم وسعك, ما هي علاقتي. ذاك الوقت بعده هذه نظرية الجمع العرفي أصلاً لا أساس لها, لا وجود لها إلاَّ كاحتمال, الآن صارت من مسلمات فكر الإمامية الجمع ماذا؟ هذه ليست من المسلمات, هذه متأخرات.

أقرأ لك العبارة للشيخ الكليني, (الكليني في مقدمة كتابه يعني في مقدمة أصول الكافي) هناك صريحاً يقول: [وقلت إنك تحب أن يكون عندك كتابٌ كافي يجمع فيه من جميع فنون علم الدين] يعني أصولاً وفروعاً وأخلاقاً [ما يكتفي به المتعلم ويرجع إليه المسترشد ويأخذ منه من يريد علم الدين والعمل به بالآثار الصحيحة عن الصادقين] أنا أين وضعته, الشهادة من الكليني أن كلّ ما وضعه هنا آثار صحيحة.

تقول أي آثار صحيحة نحن نرى فيها روايات (كلام أحد الحضور) لا لا بغض النظر عن المتن, عن السند روايات ماذا يوجد فيها؟ ضعيفة, روايات مرسلة, روايات من مجهول, أليس كذلك.

يقول: حفظت شيئاً, أجابوا أصحاب هذا المسلك, قالوا أن هذا عندما يقول صحيح مراده صحيح على مسلك القدماء لا الصحيح على مسلك المتأخرين يعني العدل الإمامي في الكتب, ليس هكذا, وإلا ما لم تتعرف على اصطلاحهم صريح يقول بأنه صحيحة, والبعض يتصور مراده من الصحيحة أي الصحيحة, كما سيدنا السيّد الخوئي قال طيب صحيحة ولكن في رواياته توجد ضعيفة السند, مولانا هذه الصحيحة صحيحة اصطلاح المتقدمين لا صحيح العلامة والشهيد وغيره يعني اصطلاح هذا التقسيم الرباعي, على أي الأحوال.

[والسنن القائمة التي عليها العمل وبها يؤدى فرض الله عز وجل وسنة نبيه فاعلم يا أخي] جيد الآن جاء إلى محل الشاهد, محل الشاهد ما هو؟ طيب هذه الروايات المتعارضة ماذا نفعل بها؟ أنت نقلت روايات كثير منها ما هي؟ متعارضة, [فاعلم يا أخي, أرشدك الله أنّه لا يسعُ أحداً تمييز شيء مما اختلفت الرواية فيه عن العلماء] مراده من العلماء هنا يعني الأئمة نحن العلماء وشيعتنا المتعلمون [عن العلماء لا يسع لأحد التمييز برأيه] كيف نميز؟ يقول: أنت ما تستطيع أن تميز, من يميز؟ الأئمة, أعطونا الضوابط [إلاَّ على ما أطلقه العالم× بقوله: >اعرضوها على كتاب الله فما وافق كتاب الله عز وجل فخذوه وما خالف كتاب الله فردوه< وقوله: >دعوا ما وافق القوم فإنَّ الرشد في خلافهم< وقوله >خذوا بالجمع عليه فإنَّ المجمع عليه لا ريب فيه<].

انظروا أعزائي واحدة من أهم خصوصيات علم الأصول المعاصر عندنا أولاً: إذا وقع التعارض يذهبون إلى الجمع العرفي فإنَّ لم يكن جمع عرفي ينتقلون إلى ماذا؟ إلى المرجحات بموافقة الكتاب ومخالفة العامة, مبنى المتقدمين لا يوجد جمع عرفي أعزائي مباشرة أين يدخل؟ في الاختلاف, أين؟ في المرجحات, أمامكم, هذه قضية الجمع العرفي حمل خاص وعام ومطلق ومقيد حاكم ومحكوم وورود هذه كلها متأخرة وسأشير إليها. أحفظوا هذه القواعد حتّى تعرفون إذا اليوم شخص جاء وقال أنا أنكر هذا, تقولون هذا خرج عن مسلمات المذهب, هذه أبحاث كلها اجتهادية نظرية أعزائي, جيد.

يا ثقة الإسلام الكليني هذه القواعد في الاختلاف أهل البيت أعطوها لنا, يقول: مع الأسف الشديد نحن لا توجد عندنا القدرة على تطبيقها أبداً, عجيب, يقول أعطوا كلّ هذه الضوابط يقول ما عندنا القدرة, التفت إلى العبارة, يقول: [ونحن لا نعرف من جميع ذلك إلاَّ أقله] من هذه الضوابط, التي موافقة الكتاب ومخالفة العامة والمجمع عليها, هذه ثلاثة ضوابط أليس هكذا, ولا نجد إذن ماذا نفعل إذا نحن لا نعرف هذه الضوابط؟ يقول: من الذي يستطيع أن يعرف كلّ القرآن حتّى يعرض على القرآن, ومن الذي يستطيع أن يعرف كلّ ما قاله العامة حتّى يأخذ بما خالف العامة, ثمَّ أين المجمع ما من مسألة إلاَّ وفيها خمسة أقوال أين المجمع حتّى نأخذه؟ إذن ما هو الأحوط ماذا نفعل؟ يقول: [ونحن لا نعرف من جميع ذلك إلاَّ أقله ولا نجد شيئاً أحوط ولا أوسع من ردّ علم ذلك كله إلى العالم] نحن ما نطبق هذه القواعد, جيد, إذن ماذا نفعل؟ يقول: [وقبول ما وسع من الأمر فيه بقوله بأيهما أخذتم من باب التسليم وسعكم] انتهت القضية. هذه نظرية.

إذن هذا يسقط رواية من الروايات أو لا يسقط؟ لا يسقط كلها ماذا؟ معتبرة, تقول له تكليفي ما هو متعارضات, يقول تكليفك في عصر الغيبة الكبرى بأيهما أخذت من باب التسليم وسعك. الطريق جداً سهل الحق والإنصاف أنه أنت لا مرجعية ولا تقليد ولا أبداً بمقدار تفهم الكتب راجع الكتب هذه الموجودة خذ رواية واعتقد بها واعمل بها كفى, ما عندنا مشكلة.

ولكن هذه جداً تخرب الشغل… واضح صار هذا.

إذن المسلك الأوّل: المسلك الذي لا نحتاج فيه, أولاً: كلّ الروايات معتبرة, أتكلم في دائرة من؟ مدرسة أهل البيت, الآن إذا أردنا أن نوسع الدائرة نكون كثيراً نخرج عن البحث ولعله حوصلة الأعزة لا تساعد. المسلك الأوّل يقول: لا نحتاج لا إلى علاج ولا إلى تقديم ولا إلى جمع عرفي ولا.. وإنما خيّرنا أن نعمل, هذه الرواية أيضاً واردة في أصول الكافي يكون في علمكم (في أصول الكافي, رقم الرواية 199 بحسب طبعة مؤسسة آل البيت التي: >بأيهما أخذت من باب التسليم وسعك<) الرواية هذه: >عن أبي عبد الله قال سألته عن رجل اختلف عليه رجلان من أهل دينه في أمرٍ كلاهما يرويه, أحدهما يأمر بأخذه والآخر ينهاه عنه كيف يصنع؟< كما الآن في الكتب الحديثية >فقال: يرجئه حتّى يلقى من يخبره فهو في سعةٍ حتّى يلقاه< هذه واحدة.

وفي رواية أخرى: >بأيهما أخذت من باب التسليم وسعك<. خذ بأحدهما مخير أيهما, انظر وضعك شروطك زمانك مكانك أيهما أسهل عليك, كما الآن بعض الأحيان بعض المقلدين هكذا يفعل, يقلد ماذا؟ يبعض في التقليد في باب الصلاة يقلد فلان في باب الصوم يقلد فلان, وجملة من الأعلام قائلين بأنه إذا كانوا الفقهاء في طبقة واحدة يجوز التبعيض, أنا من القائلين بهذا أنه بيني وبين الله أساساً لا معنى للارتباط بشخص معين, أي دليل ما عندنا على هذا, كلّ الذي عندنا من الأدلة أن عملك لابدَّ أن يكون مستند إلى الحجة, فإذا كان هؤلاء خمسة أو ستة من الحجج, وكلهم حجة معذر ومنجز طيب أيهما انتخبت منهم في هذه المسألة في هذه المسألة بعض أصلاً في مسألة واحدة بين شخصين, لا محذور.

الآن تقول سيدنا يلزم خلاف العلم الإجمالي, ذاك جوابه مع اختلاف الموضوع ما في مشكلة, الآن ما أريد أن أدخل, أريد أن أقول نفس البيان يقوله الإمام. هذا هو المسلك الأوّل ضمن نظرية أو اتجاه التوسعة وقبول جميع الأحاديث.

المسلك الثاني. يأتي إن شاء الله.

والحمد لله رب العالمين.

  • جديد المرئيات