بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين
قلنا: بأنه واحدة من أهم المباني التي توجد عند أعلام الإمامية المتقدمين هي الاعتقاد, طبعاً هذا الاعتقاد لا يتبادر عند المتقدمين عند المتأخرين أيضاً كثير إلاَّ ما ندر, هو: أنه ما ورد في الكتب الأربعة إما أن يُقال بصحتها جميعاً أو الأعم الأغلب منها صحيحة.
ولكن التفتوا إلى هذه النقطة, هذه الصحّة التي توصف بها الكُتب الأربعة, إما جميعها أو القسم الأعظم منها هذه ليست الصحة باصطلاح المتأخرين بل هي الصحة باصطلاح المتقدمين, التفتوا جيداً إلى هذا الأصل, وهذه نكتة أساسية أشار إليها جملة من الأعلام وهي مذكورة في كلمات الأعلام السابقين حتّى لا أطيل على الأعزة كثيراً.
هذا كتاب (الوافي) أنا مراراً ذكرت أن المقدمة التي كتبها الفيض الكاشاني مقدمة مهمة أعزائي, طالعوها ودقّقوا فيها, في (ص22 من المقدمة) يقول: [(قد اصطلح متأخروا فقهائنا على تنويع الحديث المعتبر في صحيحٍ وحسنٍ وموثّق فإن كان جميع سلسلة سنده إماميين ممدوحين بالتوثيق سمّوه صحيحاً, أو إماميين ممدوحين بدون التوثيق كلاً أو بعضاً مع توثيق الباقي سمّوه حسنا, أو كانوا كلاً أو بعضاً غير إماميين مع توثيق الكل سمّوه موثقا] فإذا لم يكن واحدة من هذه الأقسام الثلاثة فهو ماذا؟ فهو ضعيف. [وأول من اصطلح ذلك وسلك هذا المسلك العلامة الحُلي وهذا الاصطلاح لم يكن معروفاً بين قُدمائنا (قدس الله أرواحهم) كما هو ظاهرٌ لمن مارس كلامهم, بل كان المتعارف بينهم إطلاق الصحيح على كلّ حديثٍ اعتضد بما يقتضي الاعتماد عليه واقترن بما يوجب الوثوق به والركون إليه] طبعاً كلّ الحديث التفتوا, هذا الصحيح عند القدماء صحيح عند المتأخرين, كله مرتبط بالصدور وعدم الصدور يعني السند, لا علاقة لنا بالمضمون, التفتوا جيداً. لا علاقة لنا بالمضمون, الكلام أين نتكلم؟ أن هذه الرواية صدرت من الأئمة أم لم تصدر من الأئمة, يعني الحديث في هذا التقسيم بين المتقدمين والمتأخرين ما هو المقسم ما هو؟ المقسم السند لا المضمون. وإلا إذا كان المضمون أساساً لابدَّ أن يكون له ضابط آخر, وهو أنه هذا المضمون أساساً مع القواعد العقلية صحيح أو لا, افترضوا رواية صحيحة السند ولكن الرواية قالت أن الله جسمٌ أنت ماذا تفعل بالرواية, تقول صادرة أم تقول تقية أو تسقطها ماذا تفعل؟ تسقطها, رواية تدل على الجبر ماذا تفعل؟ صحيحة أعلائية؟ إذن الحديث ليس في المضمون وإنما أين؟ في السند, واضحة هذه النكتة, التفتوا.
الآن ما هي القرائن؟ التفتوا, [كوجوده في كثير من الأصول الأربعمائة المشهورة بينهم, وكتكرره في أصلٍ أو أصلين فصاعداً بطرقٍ مختلفة, وكوجوده في أصل معروف الانتساب, و…] إلى آخره. ما أدري واضح هذا المعنى.إذن الأصل عند الصحيح عند هؤلاء ماذا؟
الآن قد يقول قائل: سيدنا هذا المعنى أين موجود؟ هذا أمامكم الشيخ الطوسي, الشيخ الطوسي مع أنه قائل بحجية خبر الواحد, ولكن من مجموع عباراته يتضح مراده من خبر الواحد أي خبر واحد, خبر الواحد على طريقة المتأخرين يعني قال ثقة أو خبر الواحد بالمعنى الذي هو يقوله؟ الآن هذا البحث ما أريد أن أدخل في حجية خبر الواحد مع الشيخ الطوسي, ولكن أقرأ لكم العبارة التفتوا ماذا يقول, يقول: بأنه أنا التهذيب كتبته وعلّقت فيه على المقنعة لشيخنا, شيخ المفيد, يعني الترتيب ترتيب المقنعة, ولكن [وسألني أن أقصد إلى رسالة شيخنا إلى أبي عبد الله الموسومة بالمقنعة لأنّها شافيةٌ في معناها كافيةٌ في أكثر ما يُحتاج إليه من أحكام الشريعة وأنها بعيدةٌ من الحشو وأن أقصد] وهذا ممّا يؤسف له واقعاً [وأن أقصد إلى أول بابٍ يتعلق بالطهارة وأترك ما قدمّه قبل ذلك ما يتعلق بالتوحيد والعدل والنبوة والإمامة] ويا ليت أن الشيخ بدأ بالروايات المتعارضة في أبحاث الأصول العقائد وإن كان هو يعد يقول: الله سبحانه وتعالى إذا وفقني سأكتب كتاباً جامعاً في هذا, في آخر مقدمته يشير إلى هذا يقول: [ولما انتهت أقصد لأني, إن شاء الله إذا وفق الله الفراغ من هذا الكتاب ابتدأً بشرح كتابٍ يجتمع على جميع أحاديث أصحابنا وأفعل ما فعلته أين؟ في التهذيب] ويا ليته شيخ الطائفة وهو قريب من هذه الأصول لأنه كثير من هذه الأصول الآن ضاعت علينا, المهم بدأ بكتاب الطهارة, ماذا يفعل, انظروا جيداً إلى الأسلوب أعزائي رجائي انظروا إلى الأسلوب الذي بعد ذلك عندما أأتي وأبين أنا النظرية أو الاتجاه الذي اعتقد به ينسجم مع من؟ طيب كيف ماذا تفعل كيف تستدل؟
يقول: [وأذكر كلّ] في هذا الكتاب بيان أترجم كلّ [وأذكر مسألةً مسألة, فأستدلّ عليها] التفت جيداً انظروا القدماء أين كان اتجاههم ونحن في عواصمنا العلمية أين اتجاهنا [فأستدلّ عليها أولاً: إما من ظاهر القرآن أو صريحه] الآن أنت أول ما تدخل إلى أي كتاب فقهي ماذا تستدل؟ (كلام أحد الحضور) رواية, نعم, أصلاً منهجين هذه, تدخل إلى كتاب المكاسب بسم الله نذكر تيمناً جملة من الروايات أولاً رواية تحف العقول, مولانا خمس عشر آيات موجودة في المعاملات في القرآن الكريم شيخنا أين هذه؟ طيب لماذا لم تتيمن بماذا؟
الجواب: لأن المنهج ليس ذاك أبداً, المنهج ليس ذاك.
[إما من ظاهر القرآن] إن شاء الله أوضح هذا فقط أنا فتاوى أنقلها [إما من ظاهر القرآن أو من صريحه أو فحواه أو دليله أو معناه] فإذا لم أجد, [وإما من السنّة المقطوع بها من الأخبار المتواترة] التي هذه قطعية إذا لم تكن أخبار متواترة ماذا تفعل؟ تذهب إلى خبر الواحد؟ لا, [أو الأخبار التي تقترن إليها القرائن التي تدل على صحتها] هذا أي منهج؟ هذا منهج العلامة وما بعد أو منهج المتقدمين؟ التفتوا جيداً, صحتها قرائن لا أن صحتها قال فلان ثقة ثقة, لا ليس هذا, نعم, قال ثقة هذه ماذا؟ هذه قرينة, أحسنتم. [وإما] إن لم أجد التفت, بعض لا أقل -ما أريد أن أقول يتهمني- ولكنه يشكل عليّ يقول: سيدنا ماذا يعني لابدَّ أن ننظر إلى كتب المسلمين جميعاً نحن كتبنا الأربعة كافية وما علينا بالآخرين, اسمع [وإما من إجماع المسلمين إن كان فيها, فإنَّ لم أجد إجماع الفرقة المحقّة] واضح مراده من المسلمين يعني ماذا؟ (كلام أحد الحضور) إذن لابدَّ أن يكون الفقيه مطلّعاً؟ قل معي (كلام أحد الحضور). أنا لست القائل حتّى لا أتهم, فإذا قلت لا أعد الفقيه فقيهاً إذا لم يكن مطلّعاً لا يتهمونني, هذا من يقوله؟ الشيخ الطوسي, يقول ترتيب الاستدلال كتاب سنة متواترة سنة مقترنة إجماع المسلمين إجماع الفرقة المحقّة, [ثمَّ أذكر بعد ذلك ما ورد من أحاديث أصحابنا المشهورة في ذلك, وأنظر فيما ورد بعد ذلك ممّا ينافيها أو يضادّها وأبين الوجه فيها إما بتأويلٍ أجمع بينها وبينها ..] إلى آخره.
إذن أعزائي المنهج واضح عند هؤلاء القوم. جيد.
قلنا: إذن الصحيح عندهم, ولذا هذه العبارة التي ذكرها أو ذكرناها عن الكليني وهو قوله: [ويأخذ منه من يريد علم الدين والعمل به بالآثار الصحيحة] لا يذهب ذهنك بأنه الرجل يوثق كلّ رجال السند الموجودين في الروايات التي نقلها حتّى تقول بعضهم معروفٌ بماذا؟ (كلام أحد الحضور) بالكذب لا, متهمٌ ماذا؟ إذن تنتقض, لا ما تنتقض, لأنه هذه الرواية التي هو نقلها يقول [أثر صحيح] صحيح في سندها هذا الإنسان المتهم ولكن هو عنده مجموعة قرائن أن هذه الرواية صادرة من الإمام (كلام أحد الحضور) أو عنده إجماع كما تقولون. ما أدري واضح عزيزي.
أنا الآن بودي أن ترجعون اليوم في أول معجم رجال الحديث سيدنا الأستاذ السيّد الخوئي تجد الإشكالات الواردة واحدة من الإشكالات هذا الإشكال, يقول صحيحة, إذن يتبين أن هذه صحيحة على مبناه ونحن لسنا مقلدين له بشهادة أن في أصول الكافي في فروع الكافي يوجد مرسل ويوجد ضعيف ويوجد متهم بالكذب ويوجد متهم بالوضع, لا, هذه النقوض كلها فرع أن يكون صحيح باصطلاح المتأخرين. وهذا الاصطلاح غير معروف أصلاً عند المتقدمين ولم يعملوا عليه على الإطلاق.
إذن أعزائي, ونفس هذا الكلام في أول (من لا يحضره الفقيه) ارجعوا إلى (من لا يحضره الفقيه) أيضاً يقول [ما أعتقد وأفتي بصحته] ليست قضية صحته يعني كلّ أسناد الروايات ورد في كتب الرجال ثقة ثقة .. ليس هكذا, يعني هذه الروايات أنا أطمأن بصدورها من المعصوم.
والحق والإنصاف بيني وبين الله أنا لا أقل فيما يتعلق بباب الحُجة من أصول الكافي هذا القدر أنا بالمقدار الذي يسعني اشتغلت عليه, وجدت الحق معه كاملاً يعني في أي قضية نقلها في بابٍ رواية أو روايتين أو ثلاثة روايات أو خمس روايات ولعل في بعض الروايات يوجد ضعف السند بل في أكثر الروايات فيها ضعف السند هذا المضمون وارد في مائة رواية, في خمسين رواية في مئتين رواية, فهو منتخب مجموعة منها وواقعة هنا, خصوصاً هو يدعي بأنَّ هذا الكتاب مبنيٌ على الاختصار وادعوا الله سبحانه وتعالى أن أوفق أن أكتب كتاباً في التفصيل, فلا معنى له, هذا المعنى يقوله, يقول: [ووسعّنا قليلاً كتاب الحُجّة وإن لم نكمله على استحقاقه لأنّا كرهنا أن نبخس حضوضها كلها وأرجوا أن يسهل الله إمضاء ما قدمّنا من النية إن تأخر الأجل صنفّنا كتاباً أوسع وأكمل] إذن هو كتب كتاباً مختصر لا تتوقع منه عندما يأتي إلى بابٍ من الأبواب إذا توجد مائة رواية ينقل لك ماذا؟ مائة رواية, ينتخب رواية أو روايتين وينقلها, على أي الأحوال.
قلنا: على هذا الاتجاه وجد ماذا؟ مسلكان:
المسلك الأوّل: هذه الروايات التي هي إمام جميعها أو القسم الأعظم الأغلب منها صحيحة بالمعنى الذي اصطلح عليه القدماء إذا وقع الاختلاف ماذا نفعل؟ المسلك الأوّل ماذا قال؟ التخيير.
المسلك الثاني: لا, بنا على قاعدة الجمع, قال: أنه نحاول هذه الروايات أن نجمع بينها, جمعاً ليس سندياً بل جمعاً دلالياً لأنها المفروض أنها كلها صادرة من الأئمة, المفروض أن هذه الروايات كلها صدرت من من؟ من الأئمة, فماذا نفعل؟ إما بأيهما أخذت من باب التسليم وسعك, وإما أن نجمع بينها, هذا الذي أشرنا إليه في درس الفقه الأعزة قرأنا العبارة لهم, ماذا قال الشيخ الطوسي في ص4, انظر ماذا يقول, يقول: [فإذا اتفق الخبران على وجهٍ لا ترجيح لأحدهما على الآخر, كلها صحيحة معتبرات كما هو المفروض, بينت أن العمل يجب أن يكون بما يوافق دلالة الأصل] واقعاً بحث لابدَّ يصير ووقع أيضاً, ولم يصلوا إلى نتيجة هذا أي أصل هذا؟ أصل عملي, أساساً في زمن الشيخ إلى زمن الشيخ الأنصاري أصلاً إمارات وأصول عملية نحن ما عندنا, هذه لمئتين سنة إمارات وأصول عملية, هذا أي أصل الذي يقوله هذه الروايات إذا تعارضت [فما وافق الأصل نعمل به ونترك] ماذا, هذا أي أصل أصل عقلي أصل قرآني قواعد مسلمات أي أصل هذا؟ المهم.
يقول: [بما يوافق دلالة الأصل وترك العمل بما يخالفه, وكذلك إن كان الحكم مما لا نص فيه على التعيين حملته على ما يقتضيه الأصل] كثير من الحوادث لا يوجد فيها نص ما هو حكمها؟ يقول حكمها حكم الأصل؟ ما هو المراد من الأصل هنا؟ [ومهما تمكنت] هذه العبارة التي قرأتها في بحث الفقه, [ومهما تمكنت من تأويل الأحاديث من غير أن أطعن في إسنادها فلا أتعدّاه واجتهد أن أروي في معنى ما أتأول الحديث عليه حديثاً آخر].
أعزائي إلى هنا انتهينا من الاتجاه الأوّل.
الاتجاه الثاني: وهو الاتجاه الذي عليه العمل بين جملة من أعلامنا -لا أقل ما أريد أن أقول بين المتأخرين- جملة من أعلامنا ماذا فعلوا؟ قالوا: أولاً: نذهب إلى السند, فإذا تم السند وكان صحيحاً ولم يكن له معارض ماذا نفعل؟ نعمل به, فإن كان له معارض ماذا نفعل؟ (كلام أحد الحضور) نبحث عن جمعٍ بينهما.
ولكن الشيخ الطوسي قال: [من غير أن نلزم أنفسنا بذلك] هذا ليس بلازم, المتأخرين ماذا قالوا؟ لازم.
إذن الاتجاه الثاني وهو الاتجاه الذي يحاول البعض أن يسيروا عليه وهو أنه أن ننظر إلى السند, لا نقول أن كلّ ما ورد في الكتب الأربعة ماذا؟ صحيحة نأخذ رواية رواية, فإنَّ تم سندها على اصطلاح العلامة وما بعد, يعني ورد توثيق بحقه فنقول رواية صحيحة, فإنَّ لم يكن لها معارض, عملنا بها, وإن كان لها معارض ماذا نفعل؟ قولوا معي ماذا نفعل؟ نجمع, الآن إما جمع عُرفي فإن لم نجد الجمع العرفي نتخذ ما قاله الشيخ الطوسي وهو أن نجد شاهداً على الجمع بينهما, فإنَّ لم نجد؟ هذا معناه أن التعارض بينهما مستقر أو غير مستقر؟ مستقر, إذن نرجع إلى ماذا؟ إلى المرجحات. ما هي المرجحات؟ هذا كلّ بحث التعارض أن ألخصه لك في بحث واحد, ما هو بحث المرجحات؟ أن نعرض كلتا الروايتين على النص القرآني, فإن كانت هناك آية في القرآن إما عموم آية إما إطلاق آية – عبر عنه ما تشاء- يوافق أحدهما عمِلنا وأعرضنا عن الآخر, وإن كان لا يوجد في القرآن أو كلاهما موجود في القرآن نتقل إلى ماذا؟ (كلام أحد الحضور) والرُشد في خلفهم, فإن كان كلاهما موافقاً له أو كلاهما مخالفاً فننتقل هكذا إلى الآخر. ما أدري المنهج واضح, هذا الاتجاه الثاني. في قبال الاتجاه الأوّل بمسلكيه, يعني عبروا أنه هذا أفضل من يمثل هذا الاتجاه هو السيّد الخوئي+ وجملة من أعلام تلامذته, وهو أنه ماذا؟ أنه لا يوجد عندنا فرق أن الرواية واردة في الكافي أو واردة في المستدرك يوجد فرقٌ بينهما على مبنى السيّد الخوئي؟ أبداً, يقول واردة في الكافي واردة في المستدرك واردة في أي مكان, فيها سند صحيح نقبله ما فيها مدرك صحيح لا نقل, لا يفرق بينها. هذا مبنى الكافي؟ لا ليس مبنى الكافي, مبنى الطوسي؟ لا ليس مبنى الطوسي, مبنى الصدوق؟ لا ليس مبنى الصدوق, مبنى جملة من الأعلام المعاصرين؟ لا ليس مبناهم هذا, أما مبنى من؟ مبنى السيّد الخوئي هذا. فنجد لها فإن لم نجد لها معارض عملنا بها. التفت جيداً.
لم يكن لها معارضٌ عملنا بها نحتاج في هذه الحالة أن نعرضها على كتاب الله ربنا أو لا نحتاج؟ نقول: أبداً لا نحتاج, لا حاجة, رواية صحيحة السند معتبرة إذن نعمل بها. هذا هو الاتجاه الثاني.
أما الاتجاه المختار عندنا, ملخص أقوله جداً ملخص لعله -لأن الوقت بدأ يضايقني لعله أحاول قدر ما أمكن- أعزائي.
الاتجاه الثالث -الذي اعتقده- وهو: أنّه ما من روايةٍ وصلت إلينا من طرقنا أو طرقهم الخطوة الأولى فيها عرضها على القرآن الكريم, قبل كلّ شيء, سند؟ أقول لا يهم, صحيح السند جيد ولكنّه حتّى لو كان سندها صحيح وعرضتها على القرآن الكريم وتبين أنها لم تنسجم مع القرآن الكريم ينفعنا السند شيء أو لا ينفعنا؟ لا ينفعنا, ولكن المشكلة أعزائي كلّ المشكلة ما معنى العرض على القرآن الكريم؟ هنا يوجد اتجاهان مسلكان نظريتان:
النظرية المشهورة: تقول: العرض على القرآن يعني العرض على آيةٍ آيةٍ في القرآن الكريم, فإن وجدنا عليها شاهد من القرآن يعني وجدنا ماذا؟ يعني وجدنا آية نصف آية جملة من الآية ليس مهم, ولكن شاهد لهذا المعنى, عبّروا عن ذلك: العرض على القرآن حرفيّاً -هذه تعبيرات السيّد الشهيد&- هذا المنهج الأوّل أو الاتجاه الأوّل.
الاتجاه الثاني يقول: لا, معنى العرض على القرآن الكريم يعني على مجموعة منظومة المعارف القرآن الكريم, يعني مثلاً: القرآن الكريم يتكلم عن ماذا؟ عن العدل الاجتماعي كم آية عندنا في العدل الاجتماعي ما هي قواعد العدل الاجتماعي, يتكلم عن التوحيد, ما هو التوحيد, ما هي قواعد التوحيد, ما هي أصول هذا المبحث, يتكلم عن المعاد, يتكلم عن المعاملات, يتكلم عن أي بُعد آخر, تكلم القرآن أو لم يتكلم؟ ما من مفردةٍ تهم الإسلام إلاَّ وقواعدها أين موجودة؟ وعندنا روايات كثيرة >أي شيء سألتمونا فاسألونا أين في كتاب الله< روايات فيها, كلها أين موجودة جذورها, قواعدها أصولها.
يعني إذا أريد أن أقرب إلى ذهن الأعزة وأتصور واضح عند الأعزة, القوانين الدستورية وقوانين المجالس النيابية كلّ القوانين التي تشرّع في المجالس النيابية جذورها أين موجودة؟ (كلام أحد الحضور) لا يمكن أن يُشرّع قانون في مجلس النيابي نقول على ماذا اعتمدت أي قانون دستوري؟ يقول: والله ما فيه قانون دستوري نحن هكذا باختيارنا, هذا ما يمكن أصلاً, أصله أين موجود؟
ومن هنا الخطوة الأولى على الفقيه عندنا ومن هنا قلنا نحن لا نعد الفقيه فقيهاً إذا لم يكن مفسراً, منهج هذا أعزائي وليس قضية اتهام أحد أو لا سامح الله استصغار أحد أبداً, منهجنا هذا.
إذن أول شيء >إذا جاءكم عنّا< بعضها >الحديثان المتعارضان< وبعضها >إذا جاءكم عنّا حديث< ما فيه متعارض, إذن الخطوة الأولى ما هي؟ العرض على القرآن الكريم, أي قرآنٍ؟ العرض على آيةٍ آية, أو على القواعد؟ وهذا معناه: كفقيه جنابك عندما تريد أن تدخل في عملية استنباط الأحكام أحكام المعاملات أولاً: تذهب إلى القرآن الكريم لتستنبط كلّ القواعد العامة الموجودة للمعاملات في القرآن ثمَّ تأتي إلى ماذا؟ إلى الرواية, فكل رواية أول شيء تعرضها على ماذا؟ على الأصول العامة فإنَّ اتفقت فبها وإلا >زخرفٌ لم نقله< يعني مثلاً: باب الاحتكار, روايات كثيرة تقول: >الناس مسلّطون على أموالهم< فيريد يحتكر الكهرباء مثلاً, يريد أن يحتكر الكمبيوتر ما أدري شيء آخر غير الطحين والحمص والزبيب, هنا بقوا الأعلام في حيرة لماذا؟ لأنه قالوا الأدلة دالّة على الزبيب إذن حكم ولائي, أما إذا أنت ترجع إلى القرآن الكريم تجد بأنَّ البُعد الاجتماعي مُغلّب على حقوق الأفراد بما هم, يعني إذا تزاحمت حقوق المجتمع مع حقوق الفرد النص القرآني أيهما يقدم؟ (كلام أحد الحضور) البُعد الاجتماعي, إذن إذا كان هذا الاحتكار يضر بالمجتمع مباشرةً حتّى لو فيها روايات صحيحة السند تقول هذه موافقة مع قواعد القرآن أو مخالفة؟ مخالفة, اضرب بها عرض الجدار, النتيجة ماذا تصير؟ النتيجة آلاف بل عشرات الآلاف من الروايات بل مئات الآلاف من الروايات أنت اعرضها على القرآن تجدها تنسجم أو لا تنسجم؟ أسقطها عن الاعتبار انتهى لا تحتاج إلى سند ولا غير ذلك.
ومن هنا أنا أعبر عن هذا المنهج منهج التضييق في الروايات, ذاك منهج التوسيع, هذا ليس توسيع هذا, بقدر ما استطيع, أصلاً هذه الرواية من يقول أنها صادرة؟ ليست صادرة هذه, تقول رواية صحيحة أقول مشتبه, متلاعب فيها نقل بالمعنى لم تفتهم الرواية, ألف عامل وعامل يوجد.
تتمة الكلام تأتي.
والحمد لله رب العالمين.