الأخبار

تعارض الأدلة (32)

بسم الله الرحمن الرحيم

و به نستعين

و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين

قلنا: من أهم المباحث, هذا مفاتح من المفاتيح التي تكلمنا عنها قبل قليل, وهو: أنه قبل الدخول في حل التعارض لابدَّ من إثبات أساساً يوجد تعارض أو لا يوجد تعارض؟ وهذا الذي اصطلحنا على هذه بتقليص دائرة الروايات المتعارضة, أعم من أن يكون في باب الفروع أو أن يكون في باب التفسير أو أن يكون في باب العقائد, في باب العقائد رواية قيمة أو روايتان في توحيد الصدوق موجودة.

الرواية الأولى: الشخص يسأل الإمام يقول له >يا ابن رسول الله ما هو التوحيد, قال: ما أنتم عليه< هذا الذي بينكم.

وفي رواية أخرى: يقول له: الرواية عن هشام بن سالم >ما هو التوحيد< الإمام يبدأ هشام بن سالم, يقول >ماذا تقول؟ يقول: أقول سميع بصير …< إلى آخره >قال: هذه صفة يشترك فيها المخلوقون< كلها مشتركين طيب هذه ليست صفات الله سبحانه وتعالى, >صف لي ربك< يقول: >سميع بصير< طيب أنا وأنت أيضاً سميع بصير, قل لي شيء أن الله يتميز عن خلقه سميع بصير ماذا؟ هشام بن سالم بقي حائر قال >سيدي أنت صف لي< سيدي أنت قل ماذا أقول؟ >قال: قل: هو نورٌ كله لا ظلمة فيه, هو علمٌ لا جهل فيه, هو …< يقول هشام >وخرجت من عنده وأنا أعلم الناس بالتوحيد<.

سؤال: إذن ماذا >ما عليه الناس<؟ هذه ماذا تلك ماذا؟!

في النتيجة أنت عليك بدين العجائز, البعرة تدل على البعير, هذا الدين فلهذا ما نقرأ في الحوزات العقائد وتوحيد أو لابدَّ أن نذهب إلى روايات >علم كله لا جهل فيه< أي منها؟

الجواب: كلٌ بحسبه, ذاك لا عام ولا خاص ولا حاكم ومحكوم ولا وارد ومورود وإنما كلٌ ماذا؟

إذن أعزائي أول خطوة في حل التعارض بين الروايات, هذا التعبير ما أريد أن أستعمله في القرآن, وأول خطوة في فهم الآيات القرآنية أن تعرف أنه أساساً يوجد اختلاف أو لا يوجد اختلاف؟

وهذا يحتاج إلى معرفة أسباب الاختلاف بين الروايات الواردة. أسباب الاختلاف في الروايات الفقهية, أسباب الاختلاف في الروايات العقائدية, أسباب الاختلاف في الروايات التفسيرية. دعونا عن الأخلاقية, دعونا عن التاريخية, ذاك له بحثه الآخر.

قلنا: من أهم ذلك: معرفة وتمييز الأحكام الثابتة عن الأحكام الولائية المتغيرة, ولكنه هذا ثبوتاً, ما هو الطريق الإثباتي للتمييز, يعني ما هي الآلية التي نستند إليها لتمييز الثابت عن المتغير؟

أشرنا بالأمس قلنا من أهم طرق ذلك هو الوقوف على الظروف الاجتماعية التي كانت تحيط بصدور النص, يعني هذه القاعدة التي أسس لها علمائنا تعال جرد الرواية عن ظروفها افهمها الرواية في ضوء المعنى اللغوي والسياقات اللغوية لا لا أبداً, كلّ حكم شرعي صادر من النبي أو الأئمة لابدَّ أن نرجع إلى أنه ما هي الظروف التي صدر فيها الحكم نتعرف على الظروف الاجتماعية السياسية المالية الاقتصادية حالة الناس فقر الناس.

في كتاب (الإسلام يقود الحياة, ص53) الرواية في (ص51) >ما روي عن أحاديث عديدة من أن النبي قال< التفت إلى الرواية >قال: من كانت له أرضٌ فليزرعها< هو ماذا يفعل؟ >يزرعها< يا رسول الله ما استطيع أن أزرعها >أو ليزرعها أخاه< يعطيه بيد من؟ بيد فلاح يقول له ازرعها, بعد يا رسول الله >ولا يكرها بثلث ولا بربع ولا بطعام مسمى< ليس من حقه أن يؤجرها؟ الآن بينك وبين الله هذه الرواية تعال اقرأها ثمَّ اقرأ عشرات الروايات الأخرى عن الأئمة أنهم أجازوا إجارة الأرض, هذه من مسلمات فقه المسلمين أصلاً, هذه ليست للإمامية.

سؤال: ماذا يصير هنا؟ طيب من الواضح أنه أنت إذا حملت هذه الرواية الواردة عن رسول الله على أنها حكم ثابت ومن أجزاء الشريعة تقول تعارضت ماذا؟ فماذا نفعل لها؟

الجواب: إما نحمل الروايات اللاحقة على التقية باعتبار حديث رسول الله لا نستطيع أن نحمله على التقية, أو … أو نجعل جمع عرفي أو حاكم ومحكوم ووارد ومورود … إلى آخره.

ولكن كلّ علماء المسلمين شيعةً وسنة وفي رواية أخرى أنه قال: >من كانت له أرض فليزرعها أو ليمنحها أخاه فإنَّ أبا فليمسك أرضه< إذا ما يريد أن يعطيها لغيره لا يعطي ولكن ليس من حقه أن يؤجرها.

وفي رواية: [>من كانت< فإنَّ عقد الإجارة] هذا كلام السيّد الشهيد [وإن كان قد سمح به من وجهة القانون أو الفقه الإسلامي] أصلاً الحكم الثابت جواز الإجارة, [إلاَّ أن النبي يبدو من هذه الرواية أنه استعمل صلاحياته بوصفه ولي الأمر في المنع عنها حفاظاً على التوازن الاجتماعي, وللحيلولة دون نشوب كسبٍ مترفٍ لا يقوم على أساس العمل] لماذا؟ باعتبار أنه, الآن تقول لي سيدنا: هذا في كلّ وقت, أقول لا, باعتبار أن رسول الله أن كثير من هؤلاء الذين دخلوا إلى الإسلام من كبار الزعماء الجاهلية وأصحاب الإقطاعيات كلّ واحد يملك ملايين الأمتار من الأراضي, طيب هذا يشتغل أو ما يشتغل؟ على ماذا يشتغل والله يشغل في أراضيه ألفين فلّاح. هذه لابدَّ الشارع ماذا يفعل؟ ولذا إن صحة الرواية رسول الله قال له ما تريد أن تعطي لا تعطي ولكن ليس من حقك أن تؤجرها, يعني ليس من حقك أنت تأخذ مالاً لترتفع ماليتك في قبال ماذا؟ هؤلاء, حتّى هذه الحالة الطبقية ماذا؟ نعم.

أنت إذا ما تقرأ الظروف الاجتماعية التي في ظرفها صدر هذا النص طيب تجعلها ماذا؟ تجعلها حكماً ثابتاً وعندك أدلة واضحة دلّت على جواز الإجارة فيقع التعارض فيها. وأعزائي كونوا على ثقة الأعلام في كلماتهم ما تتجاوز عشرة خمسة عشرة عشرين حكم ولائي أخرجوا, ولكن في عقيدتي مئات الأحكام الولائية صادرة من من؟ خصوصاً من النبي هذه في العشر سنوات, في هذه العشر سنوات لأن النبي جاء ويريد أن يقيم دولة, الدولة فيها لوازم فيها مقتضيات فيها اقتضاءات لابدَّ أن يقولوها, كانت لإدارة وضع المسلمين في ذاك الوقت.

ولكن نحن بعض هذه الروايات عندنا قرائن على أنها ولائية, ولكن حيث لم نقرأ تأريخ النبي’ من هذه الزاوية, زاوية أن هذا الحكم لماذا صدر في السنة الرابعة من الهجرة, ولماذا ذاك صدر في السنة السابعة من الهجرة, ولماذا صدر ذاك في السنة الثانية من الهجرة, لو تقرأ هذه والله كثير من الأحكام يتضح أنها ولائية, وبذلك يرتفع التضاد بينها وبين كثير من الأحكام الأخرى.

أضرب مثال آخر الذي الأخوة الحاضرين الفقه يعرفون هذه الرواية قراناها, لو فرضنا أننا جئنا إلى هذه الرواية وهي رواية صحيحة علي بن مهزيار, التفت جيداً, في (الوسائل, ج9, ص502) >قال الإمام الجواد: ولا أوجب الخمس في متاعٍ ولا آنيةٍ ولا دواب ولا خدم ولا ربح ربحه في تجارةٍ< إذن خمس ماذا؟ ما باللازم, يا ابن رسول الله ما الذي تقوله في الضيعة الذين عندهم بساتين وكذا >قال: وأما الذي أوجب من الضياع والغلاة في كلّ عام فهو نصف السدس< لو فرضنا أن الرواية بهذا القدر, أنه في تجارة وآنية وكذا لا خمس وفي الضيعة يوجد نصف السدس, ثمَّ تعال إلى الروايات التي قالت الخمس حتّى إذا عندك مئتين غرام فأصولية في البيت لابدَّ أن تعطي خمسها؟ أليس هذه في الرسائل العملية مكتوبة هذه, والروايات إطلاقها يشمل هذا.

سؤال: ماذا يحصل بين الروايتين؟ يقيناً تقول: تعارضت الروايات, إما تقول وقد أهملها المشهور, وأعرض عنها المشهور فتضعها جانباً, أو تقول: وفي متنها اضطراب وتضعها على جانب, أو تقول في سندها فلان, وتضعها جانباً, أو تقول وقد صدرت تقية وتضعها جانباً أو … إلى آخره, ولكن نشكر الله أن الإمام الجواد في هذه الرواية قال: >تخفيفاً منّي لما يغتال السلطان من أموالهم< أدري ظروف خاصة شيعتنا وضعهم ما يتحمل أنا ماذا فعلت؟ خففت, فحكم هذه ماذا ثابت أو ولائي؟ ولائي واضح, وأي تعارض ما يصير, التعارض لا يوجد لأنها مختصة بظرف خاص.

أعزائي, أنا من الآن هذه أقول مفاتيح الصنعة, من الآن أنت عندما تذهب إلى الروايات التفت إلى التفاصيل الواردة أين؟ في الرواية, السائل من؟ من أين جاء, قليلاً اشتغل, لا تقول الآن أنا ما هي علاقتي بصدر الرواية وبذيل الرواية إمام قال لا يجوز, طيب أنا ما هي علاقتي, لا يا عزيزي لا يجوز أين يقولها الإمام ما هي الظروف, أصلاً لعلها ظروف شخصية أصلاً حكم مرتبط بهذا الشخص عنده مشكلة مع عائلته مع أبوه وأبوه مع أولاده يصدر حكم لمن الإمام؟ حكم عام أم له؟ بينكم وبين الله أنتم الآن عندما تأتيكم بعض الحالات وترون أنه توجد مشكلة في عائلة بينك وبين الله كيف تتعامل معها بالقواعد العامة؟! تقول لا, يا أخي هذا ظروفه هكذا كانت المفروض أنه لابدَّ كذا.

والآغايون أيضاً فعلوا هذا المعنى في جملة من الموارد قالوا الوسواس لابدَّ أن لا يعتني بوسواسه يقول نجس, يقول دعه يصلي بالنجس دعه, لماذا دعه يصلي بالنجس؟ طيب الذي يصلي بالنجس فصلاته باطلة؟ يقول: لا لا, هذا عندما يعيش حالة الإفراط ما عندي طريق إلاَّ أن أأتي به في حالة التفريط حتّى يتوازن وضعه يستقر, هذه تفعلها, هذه تفعلها للجميع حتّى للإنسان المتوازن, يقول لا, أنا هذه أقولها لهذا, فلا يجلس آخر بجنبه يقول والله أنا جالس بجنبه السيّد سألوه قال أصلي حتّى بالنجس, قال حتّى بالنجس صلي لا علاقة لك أنا سمعته, ولكن هو لم يلتفت أن هذا الذي سألني كان مبتلى بالوسواس أنا كنت أريد أن أحل مشكلة وسواسه.

يعني عزيزي الأئمة ما كانوا مبتلين بهكذا حالات, ولكن أنت جئت وهذه كلها ماذا فعلت؟ هكذا إن صح التعبير, أخذت (سمبادة وجرده وجرده …) يا عزيزي لا يصير, فجردّنا الروايات وبُني عندنا فقهٌ هذا الفقه أقسم بالله أنه بعيدٌ عن الواقع. بدليل أنه تجدوه الآن يطبق أو لا يطبق, أنت انظر إلى تجارة الناس إلى بيوت الناس إلى معاملات الناس, تجد رائحة من الفقه الإسلامي فيها؟ فأنت تقول لي في مجتمعات ليست بإسلامية؟ عزيزي هنا مجتمع إسلامي صار لنا ثلاثة وثلاثين سنة, صحيح أو ليس بصحيح, ادخل إلى الشارع أدخل إلى السوق, ما هو السبب؟ السبب أنه نحن في رسائلنا العملية ووضعنا الفقهي نبحث شيء والواقع الاجتماعي شيءٌ آخر.

طبعاً يكون في علم الأعزة, أنا وأنت مسؤولين يوم القيامة لا تقول أنا هنا لم أبلغ ولم أنبه الأعزة, أنظروا الآن ظاهرة صارت في العراق وموجودة في كلّ البلدان ولكن في العراق أخيراً وصلت, هذه ظاهرة ماذا يسمونها؟ (الإيمو) والتي تخلق لنا مشاكل كثيرة داخل العراق, هذه المشكلة ليست مشكلة النظريات الانحرافية التي تأتينا من وراء المحيطات ومن وراء البحار, طبعاً يكون في علمك في إيران أيضاً موجودة وكثيراً موجودة, ولكن باعتبار أن الإعلام هنا الإعلام إسلامي ورسمي هذه ما تطفو على السطح وإلا موجودة, هذه مشكلتها أنا وأنت ما استطعت, لماذا ذاك استطاع من خلال الانترنت على بعد اثنا عشر كيلو متر يأثر في أولادي ولكن أنا ابني الذي عاش في بيتي ماذا؟ ما تستطيع, يوجد إشكالية والله بالله هذا مولود على الفطرة, لماذا ذاك يؤثر وأنت لا تؤثر؟ إذن عنده جذابيات أنت ما عندك انتهت القضية, الآن تصور ما يسألونا يوم القيامة, أنت كنت مسؤول عن الدين قاعد في موقع المسؤولية, ما تريد انزع العمامة واذهب واجلس في بيتك. اذهب وصير تاجر, أما تضع هذه وتقول أنا ما هي علاقتي. دعه ماذا يصير بالمجتمع فليصير.

إذن أعزائي تعالوا اقرؤوا الروايات من جديد, اقرؤوا الدين من جديد تعالوا وافهموه من خلال الواقع الاجتماعي. جيد.

أعزائي, هذه قضية تأثير الواقع الاجتماعي وتأثير الظرف الاجتماعي وتأثير الرؤية الاجتماعية في فهم النص الديني تعطينا آثار جليلة وعظيمة جداً, واحدة منها: أنها من خلالها نستطيع أن نميز الأحكام الثابتة عن الأحكام المتغيرة, هذه واحدة من ثمارها, واحدة من ثمارها التي ليست بأقل أهمية من هذه, نفس الأحكام الثابتة تميزها هل هي مرتبطة بالظروف أو غير مرتبطة بظروف؟ وهذا هو الفارق الأساس بين الحكم الولائي والحكم الثابت, في الحكم الولائي أصلاً مقومه فصله أنه لظروف خاصة, أصلاً ما تحتاج أن تبحث عن أنه مرتبطة بظروف أو غير, لا هو بطبيعته مرتبط حكم ولائي هو, أما بخلاف الأحكام الثابتة, قد تكون مرتبطة ضمن ظروف جاءت, فإذا تغيّرت الظروف لا يوجد ذلك الحكم الثابت, فإذا عادت الظروف ذاك الحكم الثابت أيضاً يأتي. يعني: من قبيل مراراً ذكرنا, من قبيل شهر رمضان وشهر شعبان, إذا في شعبان أنت الصوم مستحب إذا صرت في رمضان, هذا الزمان يؤثر, هذا الزمان لا شيء آخر, وإلا ما هو فرق بحسب التكوين أيام شعبان عن أيام رمضان أيوجد فرق بينهما بحسب التكوين يوجد فرق بينهما؟ لا أبداً, هذا زمان وذاك أيضاً زمان, ولكن الشارع جعل حكماً في زمانٍ بالاستحباب, وجعل حكماً في زمانٍ بالوجوب, وجعل نفس الحكم في زمانٍ ثالث بالحرمة, قال يوم العيد حرام, تمام.

إذن أنت لابدَّ أن تعرف الزمان والمكان والظروف لترى أن الحكم الوارد ورد مطلقاً من غير زمان ومكان ولو كان حكماً ثابتاً أعزائي أو ورد ضمن زمان ومكان وظروف خاصة أي منها؟ حتّى لو كان ثابتاً, لا يتبادر إلى الذهن أن الأحكام الثابتة لا علاقة للزمان بها, لا, لها علاقة. الزمان له علاقة, المكان له علاقة, الظروف لها علاقة. أنت كلّ فقهنا قائم على هذا, ولكن نحن هذا البعد الاجتماعي العام, هذا بشكل شخصي أخذناها بعين الاعتبار, إذا حاضر تمام, إذا مسافر, إذا مختار, إذا مضطر, هذه كلها أخذناها بعين الاعتبار ولكن كله في أبعاده الفردية, أما في أبعاده الاجتماعية لماذا أنه قال كذا هنا ولم يقل؟ لأنه لم نقرأ الظروف الاجتماعية.

ولذا الأعزة يتذكرون السيّد الشهيد في كتاب (الومضات) الذي بالأمس أشرت إليه وما صار عندي وقت أقرأه في كتاب (الومضات) التي هي بحسب هذه الدورة الخارجة رقم (17, ص195) هذه عباراته, بودي الأعزة يقرؤون هذا المقال ما يتجاوز إلاَّ كتبه السيّد الشهيد إلاَّ ثمان صفحات, طالعوه الذين عندهم كتاب اليوم يطالعونه والذي ما عنده إن شاء الله في الانترنت, تعبيره [الفهم الاجتماعي للنص في فقه الإمام الصادق] التفتوا إلى التعبير ماذا؟ مراده من الاجتماعي يعني مجموعة الظروف السياسية وإدارية واقتصادية ومالية وعلاقات عامة كلّ هذه مجموعة هذه, يقول: [أكبر الظن] لأنه السيّد الشهيد, كان يحترم الشيخ العلامة شيخ محمد جواد مغنية احترام خاص, الحق والإنصاف أن هذا الرجل في برهة من الواقع الشيعي كتاباته أغنت المكتبة الإسلامية وخدمت كثيراً, لأنه رجل كان معتقد بأنه أساساً هذا التراث الذي عندنا واقعاً قادر على أن يستجيب, ولكن لم يكتب بلغةٍ يقرأها الآخر أو يفهمها الآخر أو تجتذب الآخر, كتاباته أنا واحد من الناس بيني وبين الله لعله من أولى ما قرأت له قرأت لمحمد جواد مغنية, أول كتاب قرأته في حياتي كتاب (هنا وهناك للعلامة جواد مغنية&) وعندي أيضاً قصة ذكريات معه, هذا الرجل جاء إلى كربلاء شيخ محمد جواد, فكنا في مجلس عزاء &, فذاك الوقت أنا عمري كان 16 أو17 سنة دون العشرين, فأطالع مطالعات عامة درس وكذا, فقيل لي أنه هذا الشيخ محمد جواد مغنية, الرجل بيني وبين الله اسماً وكتاباً وتأليفاً وتأثيراً فذهبت بخدمته, وأنا في ذلك الوقت كنت أطالع كتاب فقه الإمام الصادق, وكانت هناك مشكلة في فقه الإمام الصادق أنا عندما قلت للشيخ محمد جواد مغنية قلت له شيخنا في كتابك المطبوع هكذا, بتعبيره قال: >مش ممكن أبداً< قلت له أنا بكرة أأتي بالكتاب وسترى بعينك, وتلك النسخة أنا أيضا حاولت أنه أحتفظ بها, النسخة.

هذا فقه الإمام الصادق, الآن ما أدري الطبعات اللاحقة أنظروها تبدلت أو ما تبدلت, يقول: [سورة الأذان: الله أكبر الله أكبر, أشهد أن لا إله إلاَّ الله ..] إلى آخره, [أما سورة الإقامة عند الشيعة الإمامية أجمعوا] من؟ الشيعة الإمامية [أجمعوا أن سورة الإقامة الله أكبر الله أكبر أشهد أن محمداً رسول الله] أشهد أن لا إله إلاَّ الله ماذا؟ أنت تعرف هذه عندما تقع بأيدي الآخرين, فهذا ماذا معناه, فنقلت هذا فعندما خرج من المجلس الشيخ& قال: أبداً ما ممكن, قلت له غداً أتيك بها, في فلان مجلس أين أنت, قال: فلان مجلس قلت له آتيك, فجئت بالكتاب وقلت له انظر, فاستغرب كثيراً ورحب كثيراً وبقيت من بعدها الارتباط مع العلامة&, على أي الأحوال.

السيّد الشهيد يظهر أنه أيضاً نفس هذا التأثير له, يقول: [أكبر الظن أنها أول مرةً أقرأ فيها لفقيه إسلامي] هذا كلام من؟ هذه شهادة من؟ نعم, محمد باقر الصدر, [لفقيه إسلامي من مدرسة الإمام الصادق أوسع نظرية لعنصر الفهم الاجتماعي للنص يعالج فيها بدقةٍ وعمقٍ الفرق بين المدلول اللغوي اللفظي للنص والمدلول الاجتماعي ويحدد للمدلول الاجتماعي حدوده المشروعة, كانت هذه المرة الأولى التي قرأت فيها ذلك عن عنصر الفهم الاجتماعي للنص حين قرأت بعض أجزاء الكتاب المجدد الخالد فقه الإمام الصادق, الذي وضعه شيخنا الحجة الكبير الشيخ جواد مغنية].

ولذا هنا أقول للأعزة, واقعاً هنا أقول لكم, لابدَّ دورة من الأوّل إلى ماذا؟ وما تكلف لأنه ست أجزاء, وأنت تقف على دورة كاملة في الفقه الإسلامي في ألفين صفحة, ومأخوذ فيها هذه الملاحظات عبارة واضحة وبيان جيد, وهنا هو من القائلين بأنه أساساً الزكاة على النقود, الزكاة على النقود أول من أشار إليها من فقهاء الإمامية الشيخ محمد جواد, على أي حال.

ثمَّ يأتي السيّد الشهيد في (ص189) يقول: [فقد قرأت في هذا الكتاب الجليل التأكيد على عنصر الجانب الاجتماعي ثمَّ يقول ولكي نشرح فكرة الكتاب عن الفهم الاجتماعي يدخل في ذلك, إلى أن يقول بأنَّ السؤال الذي يجب أن نطرحه بهذا الصدد هو: هل يصل الشخص الذي يحاول فهم النص] أي نص؟ النص الديني قرآني كان أو روائي [هل يصل إلى فهم النص إلى المعنى النهائي له, بكل حدوده إذا أحصى الدلالات اللفظية من وضعية وسياقية] قرائن موجودة واستوعب المُعطى اللغوي للنص؟ الجواب: بالإيجاب والنفي معاً.

أما الإيجاب فواضح, باعتبار أن النصوص مكتوبة بلغة عربية, وأما النفي: والجواب بالنفي إذا كان الشخص الذي يحاول فهمه إلى أن يأتي إلى (ص189) [وهكذا نعرف أن الفهم الاجتماعي للنص معناه فهم النص] التفت [على ضوء ارتكاز عام يشترك فيه الأفراد نتيجة لخبرة عامة وذوق موحد وهو لذلك يختلف عن الفهم اللفظي واللغوي للنص]. أنت قد هذا النص تضعه في ارتكاز عقلائي يعطي معنى وتضعه في ارتكاز عقلائي يعطي معنىً آخر, ليس من حقك أن تفصل النص عن مجموع الارتكازات والظروف التي كانت تحيط بذلك النص إلى أن يأتي يقول: [أما المبرر للاعتماد على الارتكاز الاجتماعي فهو السيرة العقلائية] ثمَّ يبين كاملاً.

ولهذا السيّد الشهيد في كتابه (اقتصادنا) هذه عبارته يقول: [من أهم الإشكالات التي وقع فيها الفقه المتعارف تجريد الدليل الشرعي من ظروفه وشروطه وعملية تمديده لغير ظروفه بلا مبرر موضوعي لذلك. لأن هذا الدليل ورد أين؟ في ظروف خاصة أنت إذا تريد أن تفهم هذا الدليل لابدَّ أن تفهمه بقرائنه, أي قرائن؟ القرائن اللغوية, القرائن السياقية, القرائن اللبية, عبروا عنها حتّى عامة تكون, اللبية, هذه القرائن لم تكتب, ولكنها تحيط بالنص.

ولذا, من قبيل الأدلة العقلية, قالوا إذا وجدت في رواية عقائدية تؤدي إلى اجتماع النقيضين تؤدي إلى التجسيم ماذا تقول مباشرة الرواية؟ صحيحة أم باطلة؟ يقول: الرواية سندها صحيح, يقول فليكن سندها صحيح, لأن الأدلة العقلية قالت أن الله جسم أو {ليس كمثله شيء} هذا الدليل العقلي قرينة لبية متصلة مع هذا النص. هذه العبارة في (409). الذي عنوان البحث بودي أن الإخوة يراجعوه >تجريد الدليل الشرعي من ظروفه وشروطه يقول: [فإنَّ الممارس] الممارس لعملية الاستنباط, [قد يقع في خطأ التجريد] هذا الذي أساساً عموم أدلة الإطلاق عندنا قائمة على التجريد [عندما يجرد ذلك السلوك المعاصر لعهد التشريع عن خصائصه ويعزله عن العوامل التي قد تكون دخيلة في السماح به…] إلى أن يقول: [فمن الخطأ أن نعزل الدليل عن ظروفه وخصائصه ونعمم حكم ذلك بدون مبررٍ لكل سلوك مشابه وإن اختلف في الخصائص التي قد يختلف الحكم بسببها, بل يجب أن نأخذ بعين الاعتبار جميع الحالات الفردية] السائل من؟ من أين جاء, عن ماذا يسأل؟ هذا له الآن دور في عملية الاستنباط عندنا أن السائل من هو؟ بينكم وبين الله يوجد له دور؟ أبداً لا يفرق عندنا السائل يكون زرارة أحد كبار علماء مدرسة أهل البيت, وبين أن يكون فلان الجمّال لا فرق, مع أنه بينك وبين الله الآن لو مرجع يذهب إليه فلان مجتهد ويسأله سؤال: ويذهب إليه شخص عامي من الشارع يسأله سؤال يجيب بشكل واحد؟ أصلاً ليس بمنطقي, لأن ذاك المجتهد الذي جاء يسأل يقيناً هذه الأوليات يعرفها.

قال: [فمن الخطأ, بل يجب أن نأخذ بعين الاعتبار جميع الحالات الفردية والأوضاع الاجتماعية التي تكتنف السلوك المعاصر لعهد التشريع].

هذا تمام الكلام في هذا البحث.

تتمة البحث إن شاء الله تأتي الأحكام الأخرى, وهي الأحكام القضائية الصادرة من النبي, والأفعال الشخصية التي تصدر من النبي, هل هي أيضاً حكم شرعي يعني رأيته في مكان جداً يعجبه يأكل تمن وباذنجان النبي, سبع مرات ذهبت عنده ورأيت أربع مرات يأكل باذنجان كثير أكل الباذنجان أقول مستحب, هذا يدل أو لا يدل؟ رأيته في عرفة جاء دائرة العرفة كم الذين ذهبوا إلى الحج, كبيرة جداً جاء جاء … ووقف إلى جزء معين من جبل العرفة على يمينه تحت فلان مكان وقف, فهذا مستحب هذا المكان الوقوف فيه, وهذا حدث في عهد رسول الله, جاء ووقف على مكان فتقاتل المسلمون أين يقفون؟ رسول الله قال – بتعبيرنا قال: ماذا حصل لكم هذه كلها عرفة في النتيجة أنا أينما وقفت في النتيجة لابدَّ أن أقف في مكان إما هنا أو هناك أو هناك ماذا حصل لكم هذه عرفة بكبرها ماذا حصل لكم اذهبوا وقفوا …. موجودة الرواية فيها, قال ماذا حصل لكم, … في النتيجة لابدَّ أن في هذه عرفة لابدَّ أن أقف في مكان ما, طيب إما … طيب جيد, هذه القدسية جداً مهمة, بيني وبين الله أنا ممن أعتقد بهذه القدسية ولكن هذا هل هو دليل على الحكم الشرعي أو ليس دليلاً على الحكم الشرعي؟

هذه إن شاء الله تأتي, وعند ذلك كثير من هذه المستحبات وواجبات ومحرمات ومكروهات أيضاً يتضح أن هذا سلوك شخصي رسول الله نزل من المركوب تعبان أول ما جلس مد يده, أنت أيضاً تقول كلّ ما رأيته ينزل من المركوب ماذا يفعل؟ يمد رجله إذن فمن المستحبات ماذا؟ هذا هل يتم أو لا يتم؟

هذا يأتي.

والحمد لله رب العالمين.

  • جديد المرئيات