بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين
النوع الرابع: مرتبطٌ بالأمور الشخصية التي يقوم بها المعصوم في حياته. وهذا البحث واقعاً يأسف الإنسان إلى الآن لم يُعرض له في كلمات لا الفقهاء لا الأصوليين نعم إشارات هنا وهناك موجودة ولكنه لم يبحث لم تُعطَ ضوابط ذلك وحدود ذلك.
الأمور الشخصية التي يقوم بها المعصوم على أنحاء:
النحو الأوّل من الأمور: هي الأمور التي ترتبط بمقامه ومرتبته الوجودية, يعني ماذا؟ يعني: أن هناك مجموعة من التكاليف واجبات محرمات واجبات يمتثلها كواجب, ومحرمات ينتهي عنها كمحرمات, ولكنّها هذه ليست عامة وإنما هي خاصة بمرتبة المعصوم بمرتبة الإمام بمرتبة النبي, طبعاً لها مصاديق واضحة, من مصاديقها الواضحة كما تعلمون صلاة الليل, الآن لو لم يأتنا في دليل خاص أن رسول الله قال هذه من مختصاتي, ولكن بين أنها واجبة ولم تأتي القرينة أنها من مختصاته, نحن كنّا نجعلها معارضة للروايات التي قالت يجوز ترك صلاة الليل, ولكن لأنه جاءت قرينة هنا في هذا المورد عرفنا لا, هذه من مختصات مقام النبوة. الزواج بتسع دائم هذه ماذا؟ من مختصاته. وهناك مراتب, هذا البحث إن شاء الله في العامل الرابع سيتضح أكثر إن شاء الله ولكن بنحو الإجمال.
إذن هناك مجموعة من الأحكام هذه الأحكام مرتبطة بمقام النبوة, مرتبطة بمقام العصمة والإمامة. هذا الكلام المعروف عن الإمام أمير المؤمنين >لو أعطيت الأقاليم السبعة وما تحت أفلاكها على أن أسلب نملة جلب شعيرة فعلت أو لا أفعل< لماذا حرام؟ حرام؟ مكروه؟ لم تذكر في المكروهات, وإلا هذا معناه أنه نحن نمشي ونرتكب المكروهات والمحرمات هذه مئات من الحشرات و…
الجواب: يقول: نعم, بالنسبة إليكم لا حرام ولا مكروه, ولكن بالنسبة لمن حرام؟ أنا, بالنسبة إليّ حرام, إذا أردنا أن نتكلم بلغة العرفان: يقول أنا واسطة الفيض فيها أنا أعطيها, عند ذلك أنا أسلبها يجتمعان؟ لا يجتمعان.
إذن مجموعة من التكاليف كاملاً لابدَّ أن نشخصها أن هذه مرتبطة بمقام النبوة أو مقام الإمامة. هذا المورد أو النحو الأوّل من الأمور التي يقومون بها.
النحو الثاني: وهو أن الإمام (عليه السلام) يدخل في مكان أو يقف أمام موقفٍ يعمل بالتقية لا يأمر بالعمل بالتقية, هو ماذا؟ كما عندنا في بعض الروايات, أن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: >أفطر يوماً وأقضيه خير من أن تضرب عنقي< هنا لا يأمر بالتقية وإنما يعمل بالتقية, هذا النحو الثاني من أفعاله وهو أنه يعمل بالتقية, عند ذلك أنا أيضاً استطيع أن أقول إذا صرت في هذا الموقع أعمل بالتقية أو أنه له ضوابط هذا؟ هذا المورد الثاني.
المورد الثالث: وهو جداً بابٌ واسع, وهو: أن الإمام قال في باب الحج على سبيل المثال, قال: >الوقوف في عرفة< النبي أمرنا بالوقوف في عرفة, طبيعي الوقوف في عرفة فيه مصداق واحد أو فيه مئات المصاديق, فيه مصداق أمام الجبل فيه خلف الجبل فيه فوق الجبل في يسار الجبل فيه يمين الجبل فيه واقف فيه جالس وفيه نائم وفيه داعي آلاف المصاديق أنت تتصورها تستطيع أن تتصورها للوقوف, صحيح أو لا؟ بلي, وهكذا يريد أن يصلي يجلس تمام, الإمام يجلس جلسة خاصة هذه الجلسة الخاصة هل يستفاد منها الاستحباب يستفاد المحبوبية أو لا, الإمام باعتبار عنده ألم في ركبته فيجلس جلسة بهذه الطريقة, وأحد لم يسأله هيبة الإمامة عظمة الإمام قدسية الإمام لم يسأله أحد بأنه يا ابن رسول الله نحن رأيناك هكذا تجلس الآن هكذا تجلس فهذه كلتاهما مستحبة أو واحدة مستحبة والأخرى مثلاً كانت لعارض وهكذا, الذي عبروا عنه تطبيق الأحكام الشرعية, هذا بابٌ واسع جداً.
الباب الرابع أو النحو الرابع: وهو ما يرتبط بعالم ما يأكله, وما يشربه, وما يلبسه, وكيف يتكلم, وكيف يبتسم, وكيف … التي هي مئات أو آلاف الموارد, هذه كلها يحملن على الاستحباب مثلاً, الآن النبي’ واقعاً فلان طعام يحبه أكثر من غيره, فعموماً كان يأكل ذاك الطعام, هذه المواظبة هل تدل على الاستحباب؟ توجد ملازمة؟
الآغايون واحدة من الضوابط التي ذكروها لإثبات الاستحباب ماذا؟ ماذا قالوا؟ المواظبة على العمل. الآن ما ذهبت واقعاً هذه قضية طبية لابدَّ أن تدرس, أكل الملح في المناطق الحارة مهم أو ليس بمهم؟ الآن قد يقول واحد طبياً أنا لم أقرأها, أنه في المناطق الحارة باعتبار التعرق كثير فالأملاح ماذا؟ فعادةً لابدَّ أن نعوّض ماذا؟ فلابدَّ أن نأكل ماذا؟ يبدأ بالملح وماذا؟ واحد كان يقول هذا يبدأ بالملح وينتهي بالملح هذا ليس معناه أنه يأكل في الوسط دجاج أساساً ما كان يوجد فقط خبز وملح كان يأكل, يبدأ وينتهي يعني كله ملح … كما عندنا في الروايات, التفتوا جيداً.
فإذا عاش الإنسان في ظروف بيئية تختلف أساساً غرامين ملح زائد عليه, أساساً يولد له خمسين مرض ضغط آخر, هذا الاستحباب أيضاً باقي أو هذا مرتبط بظروف معينة أي منها؟ هذه كلها طبعاً أنا لم استقرأ والله أدعوا الأعزة إذا يريدون أن يكتبوا رسالة في الماجستير فليكتبوا في هذه, وهو ما يتربط بالعمل الشخصي للإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) سواء كان في الأحكام من مختصاته من غير مختصاته الظروف المحيطة به, أنتم عندما ترجعون روايات كثيرة موجودة, تجدون أن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) كان في الملبس >حتّى استحييت من راقعها< أليس كذلك, ولكن الإمام الصادق قال له لا, >لو كان جدي أمير المؤمنين ولبس ذلك اللباس لكان لباس شهرة< يعني عمله ماذا كان؟ حرام كان, وأنا أجعل ذلك هو المقياس أو أجعل حركة أو كيفية لباس الإمام الصادق هو المقياس كيفية الأكل هو المقياس. التفتوا جيداً.
تعلمون بأنَّ رسول الله’ كان تأتي عليه الأيام يربط على بطنه الحجر من شدّة الجوع, تعلمون إذا البطن مفتوحة والأمعاء فارغة تقرقر أكل من اللازم تزعج الإنسان أكثر من الجوع, فماذا يفعلون لها؟ يشدوها شداً قوياً حتّى كذا, طيب هذه كيف تنسجم مع أنه الإمام الصادق كان بديناً؟ ماذا لم يرى سيرة جده رسول الله أنه كان يربط لماذا هو لا يربط على بطنه الحجر, الروايات واجديها أنه >رأيته في يوم صائف وكان بديناً يعرق< (كلام أحد الحضور) بلي الإمام الباقر, المهم لا فرق كبير بينهما لا يهم ذلك نورٌ واحد إن شاء الله.
سؤال: أيهما سنة هذه أم هذه؟
أنا واقعاً الوقت فقط هذه الأمثلة في ذهني جاءت وإلا النصوص كثيرة, فقط أريد أن أنقل لكم نصين في هذا المجال, الذي هما في المحتوى نص واحد, في (الوسائل ج13 لمؤسسة آل البيت) الرواية هذه, >عن معاوية بن عمار< الرواية يظهر في سندها صفوان وابن أبي عمير وفضل .. إلى آخره, يقول: >عن معاوية ابن عمار قال قف في ميسر< >عن أبي عبد الله قال: قف في ميسرة الجبل فإنَّ رسول الله وقف بعرفة في ميسرة الجبل, فلما وقف جعل الناس يبتدرون أخفاف ناقته فيقفون إلى جانبه< رأوه وقف هنا فصار بنائهم كلّ الموقف اين يقف؟ هنا, لأنه هذا فعل رسول الله وفعله كتقريره كقوله, >فنحاها< نحى الناقة >ففعلوا مثل ذلك فقال ايها الناس< – بتعبيرنا العراقي قال اشصار بيكم اتسودنتم … سوء أدب مني- >فقال أيها الناس إنه ليس موضع أخفاف ناقتي الموقف, ولكن هذا كله موقف وأشار بيده إلى الموقف< في النتيجة أنا لابدَّ مكان لابدَّ أن أقف عليه, لا أنه أقف في الهواء المعلق لابدَّ أن أقف في مكان, الآن لماذا وقف هناك؟ الآن بيني وبين الله لعلها الآن افترض كان فيها فيء الآن انا ما أدري خصوصيات اليسار, أو لعله توجد نكتة عبادية ما أريد أن أنفي ولكن لا توجد دلالة على الإثبات لازم أعم, التفتوا جيداً, لعله هناك نكتة عبادية واقعاً أن هذه إشارة إلى كذا, ولكن النبي’ قال ليس هكذا, >قال: هذا كله موقف وأشار بيده إلى الموقف, وقال: هذا كله موقف وفعل مثل ذلك في المزدلفة< للمزدلفة أيضاً عندما ذهب, طيب في النتيجة يقف في مكان, طيب عندما يقف. هذه الرواية الأولى.
رواية أوضح منها في (الباب الحادي عشر من أبواب إحرام الحج والوقوف في العرفة) الرواية الأولى. الرواية الرابعة, الرواية جداً لطيفة التي نحن ملتزمين بها فتوىً >إذا كثر الناس بمنى وضاقت عليهم كيف يصنعون فقال: يرتفعون إلى محسر, قلت: فإذا كثروا قال: كثروا بجمع وضاقت عليهم وادي محسر كيف يصنعون؟ فقال يرتفعون إلى المأذمين, فقلت إذا كانوا بالموقف وكثروا وضاق عليهم كيف يصنعون؟ فقال: يرتفعون إلى الجبل< القضية هذه حدود ذكرت ولكنه بيني وبين الله أن يقف هنا تصعد وتتسع ما في مشكلة, >وقف في ميسرة الجبل, فإنَّ رسول الله وقف بعرفات فجعل الناس يبتذرون أخفاف ناقته يقفون إلى جانبها, فنحاها رسول الله ففعلوا مثل ذلك, فقال ايها الناس إنه ليس موضع أخفاف ناقتي بالموقف ولكن هذا كله موقف وأشار بيده إلى الموقف وهذا كله موقف فتفرق الناس< عند ذلك رسول الله صرح بأنَّ هذا موقف أو ليس بموقف؟
الآن هنا وجدت عندنا قرينة استطعنا أن نفهم منها, في الموارد التي لا توجد قرينة, طيب قد يأتي الإمام الصادق لاعتبارات معينة إما لشدة الحر إما .. فيقف على مينية الجبل, أو على فوق الجبل, نحن أيضاً نقول هذه مستحبات إذن وقع تعارض ماذا؟ مع أنه لا, كلٌ ينظر إلى وضعه والظروف المحيطة به ويقوم بالعمل, نعم إذا دل دليل وقرائن خاصة تريد أن تبين أن هذا فيه استحباب فيه خصوصية فيه محبوبية سواء كان من حيث التطبيق سواء كان من حيث العمل سواء كان من حيث المأكل سواء كان من حيث المشرب سواء كان من حيث الملبس سواء .. إذا دل الدليل وإلا لا يوجد عندنا ضابطة على أن كلّ ما فعله فهو سنة, هكذا ضابطة لا توجد؟ والذي يدعي واقعاً لابدَّ أن يقيم الدليل على هذه الموجبة الكلية.
إذن النوع الرابع حتّى نمر عليها لا تأخر عندها كثيراً, النوع الرابع من الأحكام بشكل عام بالمعنى الأعم, هي: التي صدرت في حياتهم الشخصية, هذه لابدَّ أن تميز عن النوع الذي هي القضاء وعن النوع الذي هو الولائي وعن النوع الذي هو تبليغي فإنَّ لكل واحدٍ منها أحكامها الخاصة.
هذا تمام الكلام الذي تقريباً طال البحث كثيراً في أنواع الأحكام ونحن هذا البحث بدأناه اليوم الدرس 35 بلي نعم, (كلام أحد الحضور) كم اليوم رقم الدرس (كلام أحد الحضور) لا لا التعارض أتكلم, التعارض 35, اليوم ستة وثلاثين, أنا عندي خمسة وثلاثين الآن لماذا ما أدري؟ المهم, فإذا بدأنا نحن بدأنا يمكن من الدرس 17 اليوم 36 حدود العشرين درس كنا نحن في بيان أنواع الأحكام رسالة قيمة الأعزة إذا يريدون أن يرتبوها وينقحوها جداً مفيدة, جيد.
العامل الرابع: أعنون العامل الرابع, وهذا العامل الرابع فيه بُعد فقهي وايضا فيه بُعد كلامي وايضا فيه بُعد علمي, وسأبين المقصود من البُعد العلمي ماذا؟ وأساساً هذا العامل الرابع, تقريباً أعزائي ما أريد أن أنفي ولكنّه عموم فقه مدرسة أهل البيت أو فقهاء مدرسة أهل البيت لم يتعاملوا مع النصوص بهذه الرؤية وإنما تعاملوا معها برؤية أخرى, يعني هذا العامل الرابع يعطي رؤية جديدة لفقه مدرسة أهل البيت, غير الرؤية المتعارفة, الرؤية المتعارفة ما هي؟ بنحو الإجمال أقولها.
الرؤية المتعارفة: أن الواجبات والمحرمات والمستحبات والمكروهات والمباحات جميعاً متساوية متواطية بالنسبة إلى الجميع ابتداءً من الخاتم وانتهاءً إلى من يبلغ الحلم وهو في أول الطريق, بعد عقله لم يتكامل أبداً, كلّ الأحكام ما هي؟ بدرجة واحدة انتهى.
إلاَّ ما استثني ثلاثة وأربعة للنبي واثنين أو ثلاثة للأئمة وإلا الأصل في الأحكام متواطيه, الواجبات كم هي بالنسبة لرسول الله؟ لماذا لرسول الله, حتّى هذا الاستثناءات قد تضيع, بالنسبة إلى كبار علماء مدرسة أهل البيت كم واجب عندهم؟ مائة افترض محرماتهم كم هي؟ أيضاً مائة, طيب الذي الآن عمره صار 15 سنة الشاب أو البنت التي صار عمرها كم واجب عندها في رقبتها؟ يوجد فرق بينهما. كماً وكيفاً, هذه الرؤية الموجودة.
في هذا العامل الرابع نحن نعتقد التفتوا جيداً إلى الفتوى إلى المُدعى, نحن نعتقد أنه لا أبداً ليس الأمر كذلك, فإنَّ الأحكام والتشريعات بشكلٍ عام من واجبات ومحرمات, من مستحبات ومكروهات ومن مباحات ليس الحكم فيها كذلك, فرب. نعم, هناك حدٌ أدنى مشتركة بين الجميع يعني لا يتبادر إلى ذهن أحد إذا صار شيئاً حرام للأدنى قد نصل إلى الأعلى يصير ماذا بالنسبة له؟ حلال, لا لا هذا لا يوجد, نعم للأدنى عشرة محرمات موجودة فعندما تصعد مرتبة العلمية والوجودية كم محرم يصير عنده؟ يصير عشرين يصير خمسين, يعني كلما ازداد علماً مرتبة مسؤولية وجوداً درجةً ازداد تكليفاً.
مع الأسف الشديد الآن بالعكس عندنا, عموم الناس نقول هذا حرام وهذا واجب عليك عندما تصل نقول طيب نحن يختلف وضعنا, مع أن هذه قضية الشأنية كاملاً معكوسة وهذا هو تأريخ الأئمة اذهبوا وانظروا إليه, انظروا إلى تاريخ الأئمة أنظروا إلى تاريخ كبار علماء الإمامية كانوا كذلك, ما كان حلال بالنسبة لغيرهم عموم الناس كان بالنسبة إليهم حرام كان, لا ما كان حراماً على الآخرين كان حلالاً عليهم, لا, بالعكس كان. ما كان مباحاً لغيرهم كان واجباً عليهم, وهذا فيه أصل.
أنا أعنون لك الأصول الأربعة وإن شاء الله تحقيقها سيأتي إن شاء الله في الأسبوع القادم. طبعاً هذه أين أثرها في عملية الاستنباط؟ وهو أنه أساساً السائل جاء يسأل من علماء الطبقة الأولى من فقهاء وعلماء مدرسة أهل البيت يسأل الإمام الصادق يقول له افعل يجب عليك, أما يأتيه إنسان عادي جداً يقول له لا, ليس بواجب, نحن نجرده عن من يخاطب, هناك يخاطب أعلم العلماء وهنا يخاطب الإنسان العادي نقول وقع التعارض ماذا؟ بين الروايتين وفي الواقع يوجد تعارض أو لا يوجد تعارض؟ لا, هذا الوجوب كان حكماً لهذا وأمثاله وعدم الوجوب كان حكماً لذاك وأمثاله. أصلاً هذا موضوع وذاك موضوع آخر, هذا الذي أنا اصطلح عليه العامل الرابع: اختلاف درجات التكليف بالنسبة للمكلفين. درجات التكليف ليست واحدة, الفقيه على حسب مبنانا لابدَّ أن يلتفت إلى هذه النكتة, وإلا لوقع في توهم التعارض بين النصوص.
أنا أعنون الأصول التي لابدَّ أن نبحثها إجمالاً فتوائياً, إن شاء الله الإخوة اليومين ثلاثة عندهم وقت للمطالعة يطالعون حتّى ندخل فيها, بالقدر المناسب لا تفصيلاً.
هذا العامل يبتني على أصول أربعة:
الأصل الأوّل: أن كلّ المعارف التي جاء بها الدين, سواءً الإيمان منها أو العمل, لأن المعارف على قسمين إما لتؤمنوا إما لتعملوا, الإلزامية وغيرها, هذه كلها لأجل إيصال الإنسان إلى كماله اللائق, وليست عبثية هذه, لماذا أصلاً لماذا الله يكلفنا لماذا تكلفون؟ هذه التكاليف لماذا؟ إيمان وعمل سبعين سنة وخمسين سنة صلاة وحج ونبوة كلها لأجل شيء واحد لغاية واحدة ما هي؟ لأجل الوصول إلى الكمال اللائق بالإنسان, والكمال اللائق بالإنسان هو الوصول إلى القرب الإلهي لا يوجد شيء آخر.
ولذا {سخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعاً} كله مسخر لأجل الإنسان, أصلاً الملائكة مسخرين لأجل من؟ كلّ ما خلق لأجل ماذا؟ >خلقت الأشياء لأجلك< كما في الحديث القدسي >خلقت الأشياء لأجلك وخلقتك لأجلي< وهذا صريح القرآن, {وما خلقت الجن والإنس إلاَّ ليعبدون} و{أعبد ربك حتّى يأتيك اليقين} أصلاً هذا هدف الخليقة هذا الأصل الأوّل.
الأصل الثاني: أن الإيمان له مراتب, وأتصور النصوص فوق حد الإحصاء في إثبات أن الإيمان له درجة واحدة أو له درجات؟ له درجات, هذا الأصل الثاني.
الأصل الثالث – سنستدل عليه أعزائي بقدر ما يمكن- الأصل الثالث: أن كلّ مرتبةٍ من مراتب الإيمان تستلزم مرتبةً من العمل الصالح, لا جميع مراتب الإيمان تستلزم جميعاً مرتبة واحدة من العمل الصالح لا.
ما أدري واجدين الذي يريد أن يصير رياضي, إذا في أوائل طريقه يعطونه تمارين معينة أما إذا يريد أن يصل إلى القمة تمارينه كيف؟ أصلاً أضعاف تلك التمارين تعقيداً وتكليفاً وإلى آخره. هذا الأصل الثالث.
الأصل الرابع: أن الناس فيما بينهم يختلفون بحسب استعدادتهم التكوينية. الكل ما عنده استعداد الله سبحانه وتعالى لم يجعل الناس متساويين في درجة الاستعداد {أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها}.
النتيجة ما هي؟ أن المولى وأن الإمام وأن النبي والأئمة الذي وظيفتهم كان فقط يعطون الأحكام وما عندهم شغل آخر, أو كانوا بصدد سوقنا إلى كمالنا اللائق بنا أي منها؟ فأعطوا الجميع على درجة واحدة أو أعطوا كلّ واحد بحسبه؟ وأقصد من الواحد ليس الواحد الشخصي يعني كلّ طبقة لها.
إذن الأحكام الصادرة منهم متواطية أم مشككة؟ بدرجة واحدة أو بدرجات متفاوتة؟ فلابدَّ من التمييز جيداً, متى يقول واجب متى لا يقول, لمن قال واجب لمن قال حرام ونحو ذلك.
هذا هو العامل الرابع الذي إن شاء الله تفصيله يأتي.
والحمد لله رب العالمين.