بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين
انتهينا بحمد الله تعالى من الأصل الأوّل والأصل الثاني.
أما الأصل الثالث, يتذكر الأعزة بالأمس قلت بأنه: المعارف بالمعنى اللغوي يعني الأمور التي ذكرت في الشريعة, المعارف لها اصطلاحات متعددة بالأمس أشرت, يعني عندما أقول هنا معارف يعني الأمور المذكورة في القرآن في النصوص الواردة عن النبي وغيرها, وليس مرادي من المعرفة هنا يعني البعد التصديقي الإيماني لا, قد الإنسان تحصل له معرفة وعلم ومع ذلك لا يحصل له لا تصديق ولا إيمان ولا عقد القلب, أبداً, وقد تطلق المعارف أو المعرفة ويراد بها ما يتضمن التصديق القلبي.
هنا نحن عندما نقول الأصل الثالث أن المعرفة إنَّما تكون لها القيمة إذا كان معها تصديق إذن مرادنا من الأصل الثاني المعرفة يعني من غير أن يتضمن التصديق, إذن المعارف درجاتها متعددة, كما أشرنا إلى ذلك بالأمس تفصيلاً.
تعالوا معنا إلى هذه المعارف الموجودة, درجاتها أربعة خمسة عشرة لا يهم, فهل الجميع يؤمنون بها أو لا, يختلف الناس في درجات الإيمان بها, أنا أتصور أن القضية واضحة أن الإيمان بها ليس على درجة واحدة, تختلف درجات المؤمنين في الإيمان لا في المعرفة, لعله في المعرفة تكون, يعني معنى وساطة الفيض أيضاً أنت أيضاً تعرف معنى وساطة الفيض ولكن هو يؤمن وأنت لا تؤمن ممكن او غير ممكن؟
الولاية التكوينية هذه المسألة التي وقع فيها الخلاف, التشريع الولاية التشريعية للأئمة, الآن لو تسأل جملة من الفضلاء تقول له اشرح ما هي الولاية التشريعية, يشرحها كاملة ويميزها عن الولاية التكوينية, تقول له تؤمن أو لا تؤمن؟ يقول أبداً لا أؤمن, لأن التشريع انتهى بعصر من؟ بعصر النبي’. إذن لا ملازمة بين المعرفة وبين الإيمان.
حق النسخ, موجود للأئمة أو ليس بموجود؟ الراكز في أذهان الأعزة أن عالم النسخ انتهى بعالم النبي’, عندما ارتحل فالنسخ اغلق بابه, نحن أيضاً إلى الآن لم نطرحه لعلنا نوفق لأن نطرحه لأنه توجد ملازمة بين الولاية التشريعية وبين حق النسخ, باب النسخ موجود للأئمة ولكنه في محله أي درجة من درجات النسخ واي حدود له بحث آخر.
مقصودي الآن النسخ الآن كثير من الأعلام تقول له اشرح لي النسخ, يشرحه لك, يقول: أن النسخ في التشريع كالبداء في التكوين وأنه … ولكنه هل يوجد للإمام ذلك؟ يقول: أبداً, لا تلازم بين المعرفة وبين الإيمان والتصديق.
إذن على هذا الأساس فعندما تعددت مراتب المعرفة, ودرجات المعرفة, بطبيعة الحال تتعدد درجات الإيمان.
أنا سوف أذكر بعض الكلمات الموجودة في المقام من كلمات الأعلام والمصادر الموجودة والإخوة إن شاء الله يراجعون, تعالوا معنا إلى (الميزان, ج18, ص259, ذيل الآية 1- 7 من سورة الفتح) عنده عنوان يقول: [كلامٌ في الإيمان وازدياده, الإيمان بالشيء ليس مجرد العلم الحاصل بالشيء] هذه نقطة أساسية التمييز بين العلم بين المعرفة بين اليقين وبين الإيمان, التفتوا جيداً والآيات التي تكلمت عن ذلك كثيرة كما يستفاد من قوله {إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى} إذن كانوا عالمين أو كانوا جاهلين؟ {تبين لهم الهدى} ومع ذلك ارتدوا, إذن على مستوى العلم هم على علم, على مستوى الإيمان إيمان أم جحود؟ يوجد جحود.
آية أخرى: {إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى} أيضاً نفس المضمون السابق.
آية ثالثة: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم}.
آية رابعة: {وأضله الله على علم} عجيب, إذن ممكن هل هناك ملازمة بين العلم وبين الهدايا؟ لا لا أبداً, قد يكون عالماً وهو في طريق الضلال.
[فمجرد العلم بالشيء والجزم بكونه حقاً لا يكفي في حصول الإيمان واتصاف من حصل له به, بل بالإضافة إلى] إذن ما هو الإيمان أعزائي, ما هو التصديق الكلامي لا التصديق المنطقي, ما هو التصديق الكلامي؟ لأنه عندما نقول علم تعلمون أن العلم في المنطق ينقسم إلى تصور وتصديق, نحن لا نتكلم عن التصديق الذي هو من أقسام العلم المنطقي, نتكلم عن التصديق الذي هو ما وراء العلم المنطقي من التصور والتصديق, ما هو؟ قال: [الإيمان هو عقد القلب] هذا البعد الداخلي الباطني, هذا عقد القلب ثبوتاً بأي شيء نستظهر أنه يؤمن؟ إثباته التزامه بلوازم ذلك الإيمان, فبقدر التزامه بلوازم ذلك الإيمان تتضح درجة الإيمان. محال وقوعاً, محال أن الإيمان درجته مائة ولكن لوازمه الاثباتية تظهر بدرجة عشرين لا يمكن. ما يمكنك أنت, عملاً ما يمكن. فإذا وجدتم هناك ضعف في العمل ضعف في اللوازم هذا منشأه الضعف في الإيمان في الملزوم. وهذا أصلٌ أنا أتصور جداً مفيد للأعزة, لأن الإنسان بعض الأحيان ما يدري أين هو؟ أهل البيت (عليهم السلام) القرآن أعطى المسطرة بيدنا والضوابط بيدنا, تعرف اعرف وضعك انظر بمقدار التزامك, والنصوص واضحة وجلية فيها.
قال: [وعقد القلب على مؤداه بحيث يترتب عليه آثاره العملية فالذي حصل له العلم بأنَّ الله تعالى إله لا إله غيره فالتزم بمقتضاه وهو عبوديته وعبادته وحده, كان مؤمنا, ولو علم به ولم يلتزم فلم يأتي بشيء من الأعمال المظهرة للعبودية كان عالماً وليس بمؤمن] من هنا يظهر بطلان ما قيل أن الإيمان هو مجرد العلم والتصديق, أبداً, أن العمل جزءٌ من الإيمان. ولكن جزئه الإثباتي مظهره الإثباتي, وذلك لما مر, ومن هنا يظهر ما قيل أن الإيمان هو العمل, لا الإيمان ليس هو العمل, العمل لوازم الإيمان وذلك لأن العمل, بأي دليل أن العمل ليس من لوازم الإيمان؟ لأن العمل يجامع النفاق أيضاً قد يعمل وهو غير مؤمن. ولكن إذا صار مؤمناً ماذا؟ المقتضي للعمل, إلاَّ أن يمنعه مانع ذاك بحث آخر, الخوف على نفسه فلا يصلي ذاك بحث آخر, أو يصلي على كذا, ذاك مانع موجود, أما الكلام الآن مع وجود المقتضي والشرط عدم المانع.
هذا المعنى بشكل واضح وصريح الإخوة إذا يريدون أن يراجعوا, رواياته كثيرة أنا أشير إلى رواية أو روايتين في هذا المجال (أصول الكافي, طبعة مؤسسة دار الحديث, ج3, ص74) يعني بعبارة أخرى (كتاب الإيمان والكفر, باب أن الإيمان يشرك الإسلام, الحديث الخامس): >عن أبي جعفر قال: سمعته يقول: الإيمان ما استقر في القلب وأفضى به إلى الله عز وجل<. سؤال: هذا فقط الإيمان؟ قال: لا, >وصدّقه العمل بالطاعة لله< واضح كلا الركنين, الركن الأوّل: عقد القلب, الركن الثاني ماذا؟ فبقدر هذا العمل, لأنه اطمأنوا أي ملزوم لا يؤثر أكثر من اقتضائه أي لازم لا يأتي إلى بقدر ملزومه, هذا الماء حار عندك درجته سبعين درجته ثمانين درجته مائة, تضع عليه طعام يستطيع أن يحميه لك مائة وعشرين؟ محال, فاقد الشيء لا يعطيه, أقصى ما يستطيع أنه يحميه لك. هذه الرواية طويلة ارجعوا إليها.
الرواية الثانية (ص100): >عن أبي عبد الله الصادق (عليه أفضل الصلاة والسلام) قال: دين الله اسمه الإسلام) الرواية (4 من كتاب الإيمان والكفر, باب أن الإيمان مبثوث لجوارح البدن كلها) >دين الله اسمه الإسلام, وهو دين الله قبل أن تكونوا حيث كنتم وبعد أن تكونوا< التفت >فمن اقر بدين الله فهو مسلم, ومن عمل بما أمر الله عز وجل فهو مؤمن< الإقرار وحده كافي أو ليس بكافي؟ ليس بكافي, إقرارٌ مع العمل.
إذن أعزائي, هذه القضية واضحة, إذن اتضح لنا أن الإيمان شيء وأن المعرفة والعلم شيء آخر, سؤال: الإيمان بعد أن اتضح أنه غير العلم له درجة أو له درجات؟ يزيد وينقص أو ليس كذلك؟ تعالوا معنا أيضا إلى (أصول الكافي, ص91, بعبارة أخرى: الباب الثامن عشر من كتاب الإيمان والكفر) الرواية: >قال قلت: ألا تخبرني عن الإيمان أقول هو عمل أو قول بلا عمل, فقال: الإيمان عمل كله والقول بعض ذلك العمل, قال قلت صف لي جعلت فداك حتّى أفهمه, قال< التفتوا جيداً وأحفظوا هذه حتّى عندما يسألوك هؤلاء أصلاً العرفاء من أين جاؤوا بمنازل ودرجات ومقامات و.. من أين جاؤوا بها, لأنهم يشكلون عليهم ويقولون أنه حتّى اصطلاحاتهم ليست من أهل البيت, أنت التفت لا رواية ولا روايتين اليوم ادخل بالكامبيوتر وانظر كم رواية عندك بهذا النص, >قال: الإيمان حالاتٌ ودرجاتٌ وطبقاتٌ ومنازل< >حالاتٌ ودرجاتٌ وطبقاتٌ ومنازل< من هنا جاءت كلمات العرفاء منازل السالكين, نصوص وروايات.. ثمَّ الإمام كاملاً يفسرها, الرواية تقريباً أعزائي عشرة صفحات, أنا بودي ما أستطيع أن أقرأها لأنه لا نصل ولا أريد أن أقرأها, فقط التفت إلى أن يقول الإمام >قال: الإيمان حالاتٌ ودرجاتٌ وطبقاتٌ ومنازل فمنه التام المنتهي تمامه, ومنه الناقص البين نقصانه, ومنه الراجح الزائد رجحانه, قلت: إن الإيمان ليتم وينقص ويزيد؟< عند ذلك من هنا تستطيع أن تفهم أن الملاكات متواطية أم مشككة؟ مشككة >قال: نعم, قلت كيف ذلك, قال: لأن الله تبارك وتعالى فرض الإيمان على جوارح بني آدم< يعني كلّ جارحة من جوارحه الظاهرية والباطنية عليها فروض واجبات.
افتح لي قوس: (هذه بعض الفروض والواجبات لعله مشتركة بين الجميع وبعض هذه الفروض والواجبات تكون خاصة ببعض المراتب والدرجات والطبقات ولا توجد في مكان آخر, النوايا السيئة أنا وأنت وأمثالنا نحاسب عليها أو لا نحاسب عليها إن لم نعملها خارجاً؟ المعصوم ماذا؟ لا يحاسب يعني فقهياً لا دليل عندنا عليه, ولكن هو في مرتبة يرى لو خطر في ذهنه معصية الجبار لكان ذنب لا يقاس به ذنب, هو يرى ذلك وهو كذلك, لمن هو في مقام.
أسألك أنت, بينك وبين الله أبوك يثقك بك مائة ومائة ويعتقد أن الأمانة كلها قد تجلت فيك, لا لم تخنه إذا فكرت بخيانة هذه الأمانة تلوم نفسك أو ما تلوم؟ لماذا؟ حرام أن تفكر بخيانته؟ لا ليست حرام شرعاً ولا فقهاً, ولكن في قبال هذه الأمانة إذا فكرت بالخيانة هذه ماذا؟ هي خيانة.
عند ذلك من هنا ينفتح لك باب الذنوب في القرآن الكريم للأنبياء وللأولياء, نحن جئنا وجعلنا القرآن والروايات كلها متواطية فتصورنا عندما يقول عصى, أي عصيان؟ يعني إما زنا أو كذب أو سرق أو .. إلى آخره, والنصوص كلها تتكلم بهذه اللغة, بهذه اللغة القرآنية فماذا تجد؟ تعارضت, تعارضت, اختلفت اصطدمت تنافت إلى آخره, مع أنه لا, هذه بعضها لحالات الإيمان, بعضها لدرجات الإيمان, بعضها لطبقات الإيمان, بعضها لمنازل الإيمان, تعالوا افتحوا افقكم هذا الدين واقعاً عجيب النكات الموجودة فيه, ولكن مع الأسف الشديد نحن نظرنا إليه رؤية أو من زاوية جداً ضيقة فلم نرَ باقي الزوايا.
انظروا إذا يوجد عندك شيء كبير جداً وأنت تنظر إليه من ثقب صغير دائما ماذا ترى؟ يمكنك أن تراه على ما هو عليه أو لا يمكنك؟ لماذا لا يمكنك؟ لا أنه ليس بموجود, موجود على واقعه ولكن أنت ضيّقت دائرة النظر, أعزائي أضيق الدوائر في النظر هي الدائرة الفقهية, لماذا؟ لأن الدائرة الفقهية والنظر الفقهي والزاوية الفقهية دائماً قائمة على أسود أبيض, فيه رمادي أو ما فيه رمادي؟ لماذا لا يوجد فيه؟ لأنه لا معنى, أن الشيء إما واجب أو يكون حرام, يصير والله ثلاثين بالمائة واجب وسبعة بالمائة, أقول ستة وعشرين بالمائة حرام اثنا عشر بالمائة مكروه اربعة عشر بالمائة مستحب يصير هذا؟ في الأحكام الفقهية له معنى؟ لا معنى له, لماذا؟ لأن طبيعة البحث الفقهي هو لا يتحمل إلاَّ أسود أو أبيض, أما العقائد عزيزي ليست أسود وأبيض, العقائد فيها ماذا؟ التشكيك فيها, إذن أسود وأبيض؟ لا, فيها أعلى المراتب وأدنى المراتب ومراتب إن صح التعبير رمادية في الوسط كلها في الوسط, قال: >التام المنتهي تمامه, والناقص البيّن نقصانه والراجح الزائد رجحانه< إذن يوجد عندك رمادي أو لا يوجد عندك رمادي؟ في الإيمان؟ أما أنت عندما تأتي وتنظر إلى العقيدة تنظر إلى المعارف تنظر إلى القرآن باي نظارة؟ بنظارة, طبعاً, نظارة الفقه ضرورية أين؟ في موردها, في الحلال والحرام. أما عندما تأتي إلى المعارف فلا يحق لك أن تطبق الرؤية الفقهية.
ولذا قلنا لا ملازمة بين الاجتهاد الفقهي بالاصطلاح وبين الاجتهاد العقائدي أو القرآني لا ملازمة أبداً, لأنه هذه لها مجموعة مباني وتلك لها مجموعة أخرى من المباني والقواعد, ليس بالضرورة كلّ من عرف قواعد علم أصول الفقه وقواعد الاستنباط في الفقه فهو إذن قادر على الاستنباط في مجموعة المعارف الدينية. لا ملازمة أبداً, ما أدري واضح عند الأعزة هذا المعنى. المهم يقول: >فرضها على الجوارح<.
من هنا تختلف الدرجات, بعض الناس بيني وبين الله يلتزم بلوازم بعض الجوارح وبعضها لا يلتزم, المهم, الرواية تبدأ من (ص91, إلى ص98) ارجعوا إليها جداً مفيدة واقعاً, إلى أن يقول: >فقلت: قد فهمت نقصان الإيمان وتمامه فمن أين جاءت زيادته؟< التمام والنقصان فهمته يا ابن رسول الله, الزيادة ماذا؟ >فقال: قول الله {وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ} ولو كان كله واحداً لا زيادة فيه ولا نقصان لم يكن لأحدٍ منهم فضل على الآخر<. لماذا يتفاضل المؤمنون إذا لم تكن هناك زيادة في الإيمان ونقصان في الإيمان >ولاستوت النعم فيها, ولاستوى الناس ولبطل التفضيل< التفت هذا أصلٌ احفظوه >ولكن بتمام الإيمان دخل المؤمنون الجنة وبالزيادة في الإيمان تفاضل المؤمنون بالدرجات عند الله<. عجيب, جداً مهم.
إذن نحن عندنا أصل الإيمان وكمال الإيمان, أصل الإيمان هذا الحد المشترك, كمال الإيمان هذا الحد المختص, هذا عنده مختص هذا عنده درجة ذاك عنده درجتين ثلاثة عشرة وهكذا. وعلى أساسها يتفاضلون, الآن أبين محل شاهد هذه المقدمة ما هي.
تعالوا معنا أيضاً إلى (ص105 من هذا المجلد الثالث, الباب التاسع عشر, كتاب الإيمان والكفر, باب السبق إلى الإيمان): >عن أبي عبد الله (عليه أفضل الصلاة والسلام) قال: قلت له: إن للإيمان درجات ومنازل يتفاضل المؤمنون فيها عند الله, قال: نعم, قلت: صف لي رحمك الله حتّى أفهمه< ثمَّ الإمام (عليه السلام) يبيّن هذا المعنى بشكل تفصيلي, الإخوة يراجعون ما نقف.
تعالوا معنا إلى (ص109, باب درجات الإيمان, الباب عشرين من أبواب الإيمان والكفر): >عن أبي عبد الله الصادق قال: إن الله عز وجل وضع الإيمان على سبعة أسهم على البر والصدق واليقين والرضا والوفاء والعلم والحلم< طبعاً كلّ مفردة من هذه في النصوص ماذا؟ بينت درجاتها مراتبها ثغورها حدودها يعني اليقين, بين اليقين ما هو حق اليقين ما هو, عين اليقين ما هو, كله بين, إلى أن وصلنا وأقل ما قسم بين العباد اليقين, كلها مبنية, الصدق ما هو؟ الحلم ما هو؟ التفت >ثمَّ قسّم ذلك بين الناس, فمن جعل فيه هذه السبعة أسهم فهو كاملٌ محتمل< هذا أين تربطها؟ بزيارة الجامعة ماذا؟ >محتمل لعلمكم< إذن نحن نقرأها كلّ ليلة جملة ولكن ندري هذه محتمل ماذا؟ هذه تفسيرها. الذي يريد أن يصير محتمل لابدَّ ماذا يصير؟ لابدَّ أن يكون على البر والصدق واليقين والرضا والوفاء والعلم والحلم, اقرؤوا إن شاء الله تنفيعكم كثيراً. ثمَّ يقول الإمام >وقسم لبعض الناس السهم ولبعض السهمين ولبعض الثلاثة, حتّى انتهوا إلى السبعة ثمَّ قال لا تحملوا على صاحب السهم سهمين ولا على صاحب السهمين ثلاثة فتبهضوهم, ثمَّ قال كذلك حتّى ينتهي إلى السبعة<.
يا عزيزي هذا الذي صاحب سهم أنت تريد أن تحمله سهمين ماذا تفعل؟ طيب تكسر ظهره, ينكسر أو ما ينكسر؟ كم مسؤوليتنا ثقلية نحن. أنظروا >فلا تبهضوهم< هذا يصير بلا دين إذا سمع من عندنا كم كلمة التي نحن نقولها العرفانيات إذا تكلمنا بها هذا ماذا يفعل به؟ واقعاً يخرجه عن الدين لأنه ما يحتملها.
تعالوا إلى (ص113) >قال سمعت أبا عبد الله الصادق (عليه السلام): لو علم الناس كيف خلق الله تبارك وتعالى هذا الخلق لم يلم أحدٌ أحد< والله بالله هذا كلٌ ميسر لما خلق له, طيب هذه درجته الوجودية, هذه درجته الإيمانية, تقول والله أنا جداً مستغرب منك, هذه درجته ما يستطيع أكثر من هذا, تريد أن تحمله أكثر من طاقته يعني ماذا؟ ثمَّ قال (عليه السلام) >إن الله تبارك وتعالى خلق أجزاءً بلغ بها تسعة وأربعين جزءا ثمَّ جعل الأجزاء أعشاراً فجعل الجزء عشرة أعشار ثمَّ قسمه بين الخلق<.
الآن انظروا: جزء من تسعة وأربعين, ثمَّ الجزء الواحد عشرة أجزاء, فيصير واحد من أربعمائة وتسعين, طيب بينك وبين الله عندك أربعمائة وتسعين درجة طبقة منزلة حالة ..إلى آخره.
الآن تفهم معاني >أمرنا أن نكلم الناس على قدر< لأنهم يعرفون هذا عن الخلق.
ثمَّ قال, رواية أخرى وأختم بها هذه الروايات, وهي الرواية الأخيرة: >قال أبو عبد الله الصادق, يا عبد العزيز إن الإيمان عشر درجاتٍ بمنزلة السلّم< يعني ما وجه التشبيه بالسلّم؟ يعني عرضي أم طولي؟ نعم, لا يتبادر إلى ذهنك, وجودياً وإيمانياً وقرباً إلى الله هؤلاء في عرض الله هؤلاء ماذا؟ واحد في طول الآخر ولكن ليس أحدهم في طول الآخر حسي بل معنوي وجودي. لازمه ماذا؟ الذي واقف في الدرج الأوّل ماذا يرى؟ افترض درج كيلو متر وقسمته عشرة, يعني كلّ درجة كم؟ مائة متر, الواقف على الدرج واحد ماذا يرى؟ يرى دائرة على مساحة ارتفاع مائة متر يرى أكثر؟ لا, الصاعد إلى الدرجة الثانية ماذا يرى يرى نفس المساحة أو مساحة أوسع؟ مساحة أوسع, الذي صاعد فوق وفوق ماذا يرى؟ يرى ما لا تراه, فإذا انت عاقل والموازين بيدك إذا قال لك شيء مباشرة تقول له لا يوجد, والله أرى ولا موجود أبداً, أنت لابدَّ أن تقول له بيني وبين الله هذا الذي تقوله أنا لا أراه, فإذا كان على الموازين فإذا كان معصوم فإذا كان عالم تقول لعله الحق معك ولكن أنا لا أرى. فلا تنفوا ما فوقكم.
الآن هذه الرواية عشر درجات, >يصعد منه مرقاة بعد مرقاة فلا يقولن صاحب الاثنين لصاحب الواحد لست على شيء< عجيب من تربية هذه, أنت ليس من حقك إذا هذا الذي تحتك تقول له أنت هكذا وما تفهم أبداً ليس من حقك لماذا؟ لأنه هو ما يرى إلاَّ هذا الحد, >فلا يقولن لست على شيء حتّى ينتهي إلى العاشر فلا تسقط من هو دونك فيسقطك من هو فوقك< إذا صار بناءك أنت الذي أبو ثلاثة تقول لأبو الاثنين أنت هكذا ولا دين لك ولا إيمان لك ولا عقل لك, أبو الرابع ماذا يقول لأبو الثلاثة أيضاً يقول له انت دين ما عندك عقل ما عندك إيمان ما عندك.
ولذا أنا قلت الذي لم يؤمن بالولاية التكوينية إذا قلنا له ضال خارج ما أدري إلى آخر القائمة, طيب جيد, وساطة الفيض أعلى من الولاية التكوينية, فمن لم يؤمن بوساطة الفيض يقول للذي يؤمن بالولاية التكوينية أنت ماذا؟ ضالٌ خارجٌ عن المذهب وإذا لم يبقى فقط علي وأولاده.
تعالوا الضوابط نحفضها >فلا تسقط من هو دونك فيسقطك ما هو فوقك< نعم ما هي المسؤولية يا ابن رسول الله؟ >قال: وإذا رأيت من هو أسفل منك بدرجة فارفعه إليك برفق< هذه مسؤولية, هي ليست عرض عضلات, مسؤولية, ما تستطيع اجلس في بيتك وانتهت القضية >فارفعه إليك برفق<.
الذين لا يؤمنون بالخمس وتوجد إشكالات وشبهات بالشارع ما يؤمنون بالخمس ما يؤمنون بعصمة أهل البيت, قال: إلى جهنم طيب كلهم يذهبون إلى جهنم, طيب بينك وبين هو هذا منطق التربية, طيب هذا بيني وبين الله أولادنا عايشين في مجتمعاتنا في ظروفنا في بيئتنا ولكنه ما استطعنا أن نوصل إليه المعارف بشكل جيد, بالجهنم يذهب إلى نار جهنم؟ أو لابدَّ أن أرجع إلى نفسي وأقول لماذا هذا وصل إلى هذه المرحلة, لما استطاع أولئك الجالسين على بعد اثنا عشر ألف كيلو متر في فلان بلد وفلان بلد من خلال الفيسبوك ومن خلال الارتباطات يوجهون شبابنا ولكن نحن الذي عايش ابنائنا وأولادنا الجالسين في بيوتنا ما استطعنا أن نوجههم, اين الإشكالية لابدَّ أنه يوجد خلل في مكان؟
قال: >فارفعه إليك برفق, ولا تحملن عليه ما لا يطيق فتكسره فإنَّ من كسر مؤمناً فعليه جبره< نعم, تتصور ما عندك مسؤولية.
إذن أعزائي, هذا الأصل الثالث أو الرابع ما ادري.
يبقى عندنا أصل واحد وهو اختلاف درجات الناس الذي الروايات أيضا أشارت إليه, وهي أن جميع الناس قدرتهم على الإيمان والمعرفة واحدة أم متعددة {أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها}.
يأتي إن شاء الله والذي ينتهي هذا العامل الرابع.
والحمد لله رب العالمين.