الأخبار

تعارض الأدلة (42)

بسم الله الرحمن الرحيم

و به نستعين

و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين

كان الكلام في العوامل الخارجية التي ولّدت التعارض والاختلاف بين النصوص وهذه العوامل لا علاقة لها بالمتكلم وإنما لها علاقة بالناقل والراوي والمتلقي.

العامل الأول – هذه العوامل أنا أحاول أن ألبسها لباس العمومية لا تصير فقط مرتبطة بالبحث الفقهي, يعني حتى في البحث التاريخي في البحث العقائدي في البحث الأخلاقي في البحث التفسيري لا يتبادر إلى الذهن أنه أنا أحاول أنه أتكلم في باب التعارض بما يخص أحكام الطهارة والنجاسة والوجوب والحرمة لا لا, أنا معتقد أن باب التعارض ليس مختصاً بهذا, كما هو واضح أيضاً, وإنما يشمل كل المعارف الدينية تفسيراً وعقيدةً وأخلاقاً وتاريخاً وفقهاً وسلوكهم الخارجي إلى غير ذلك.

العامل الأول: يتذكر الأعزة قلنا وهي هذه الظاهرة المعروفة وهي: ظاهرة النقل بغير اللفظ الذي جاءت به النصوص والروايات, وهذه ظاهرة مسلمة الوقوع بل هي الأعم الأغلب في كل النصوص الموجودة عندنا, الأعم الأغلب منها هذه.

ولذا صاحب البحار+ في (بحار الأنوار, ج2, 164, كتاب العلم في ذيل الحديث 24, باب آداب الرواية, باب 21, الطبعة 110 مجلدات) هذه عبارته, يقول: [ومن المعلوم أن الصحابة] يعني صحابة النبي [وأصحاب الأئمة] هذا الاصطلاح احفظوه أعزائي الصحابة يقال للنبي عموماً وإلا قد يتبادل المكان الصحابة للنبي والأصحاب للأئمة^, [ومن المعلوم أن الصحابة وأصحاب الأئمة لم يكونوا يكتبون الأحاديث عند سماعها] أصلاً هذه من الأمور المسلمة تاريخياً بل يبعد بل يستحيل عادةً حفظهم جميع الألفاظ على ما هي عليه, وقد سمعوها مرةً واحدة خصوصاً في الأحاديث الطويلة مع تطاول الأزمنة, ولهذا كثيراً ما يروى عنهم المعنى الواحد بألفاظ مختلفة, تجد نفس الراوي في مجلسين ينقلها بلفظين ماذا يكشف لك؟ يكشف عن أنه هذه الألفاظ ألفاظ الإمام؟ طيب لو كان ألفاظ الإمام لما كانت بلفظين كانت بلفظ واحد, أو الرواة في مجلس واحد كل ينقلها بلفظ, طيب من الواضح بأنه هذه لم تنقل ألفاظ النبي أو الإمام×.

[ولم ينكر ذلك عليهم ولا يبقى لمن تتبع الأخبار في هذا شبهة ويدل عليه ما رواه] الذي أشرنا إلى الروايات أنه سألوا الأئمة ننقل بالمعنى قال إذا حفظت المعنى فلا بأس به.

إذن, هذه الظاهرة من الظواهر المسلمة في النصوص الواردة عن الصحابة والأصحاب, هذا أولاً.

من هنا قلنا لابد أن يقع الحديث في أمور ثلاثة:

الأمر الأول: أنه يجوز ذلك أو لا يجوز؟ بنحو القضية المهمة, قلنا يوجد قولان في المسألة:

قول يقول: لا يجوز, ولكنه حتى الذي قال لا يجوز عملاً عمل بقول يجوز, لأنه لا يبقى له عند ذلك حديث يستطيع إلا نادراً يستطيع أن يستند إليه, هذا القول ايضا جداً متطرف واقعاً, التفتوا جيداً, جداً متطرف يقول [حتى لا يجوز] إذا كان النص قال رسول الله أنت تحوله تجعله قال النبي, وإذا كان قال النبي لا يجوز أن تقول قال رسول الله. هذا القول راجعوه في (ص165 من البحار) هذا البحث جداً مهم راجعوه من البحار, [وبالغ بعضهم فقال لا يجوز تغيير قال النبي إلى قال رسول الله, ولا عكسه] ولا إذا كان قال رسول الله أن تقول قال النبي, يعلق عليه من؟ العلامة المجلسي يقول: [وهو عنتٌ بيّن بغير ثمرة] أولاً: عنتٌ تضييق مشقة, وثانياً: بغير ثمرة, الآن هذه عنتٌ نوافقك عليه, أما بغير ثمرة, فلا, حفظت شيئاً وغابت عنك أشياء, يعني: في قوله تعالى: يا أيها النبي بلغ ما أنزل إليك من ربك صحيح أو {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} صحيح؟ التفتوا في ذهني, الآن هذا مثاله, أنظروا أنه أنا في ذهني بلغ قلت ولكن ماذا لفظت أنت ماذا تكتبها؟ نعم, حتى تعرف. الآن التفتوا, هذه مشكلة الحديث.

سؤال: ما الفرق بين يا أيها النبي ويا أيها الرسول؟ يوجد فرق أو لا يوجد فرق؟ إذا لا يوجد فرق فبدل ارفع الرسول وضع بدله النبي, لا, فرق كبير يوجد يريد أن يقول أنت في هذه القضية لست إلا رسولاً تنقل رسالة مني لا شيء آخر, وإلا إذا قال نبي لا يؤدي إلى هذا المطلب. وإلا جزافاً, نحن في القرآن الكريم كم مورد عندنا يا أيها النبي, يعني الله ما كان يستطيع أن يقول هنا ايضا يا أيها النبي, لماذا قال رسول؟ الجواب: يريد أن يقول حيثيتك حيثية ماذا هنا؟ حيثية إبلاغ الرسالة لا شيء آخر. فقوله [لا بغير ثمرة] لا, كثيراً بعض الأحيان نحن نتصور أنه لا ثمرة ولكن الإمام الذي قالها أو النبي الذي قالها الذي أوتي جوامع الكلم, طبعاً هذا هو الذي قال هذا الكلام هو قبل ذلك بصفحة العلامة المجلسي بصفحة أو صفحتين هذا الكلام يقوله, يقول: [وجوّز بعضهم في غير حديث النبي لأنه أفصح من نطق بالضاد في تراكيبه أسرارٌ ودقائق لا يوقف عليها إلا بها كما هي] قد أنت تقول ما الفرق بينهما؟ الجواب: الفرق بينهما هو هذا, [رب حامل فقهٍ إلى من هو أفقه منه أو غير فقه] أنت في نظرك ماذا؟ إذا كانت هنا واو أو كانت هنا فاء, إذا كانت واو أو كانت أو ولكن أعطها بيد المتخصص يقول لا بين الواو والأو ثلاثة فروق سبعة فروق أربعة فروق, انظروا عملية الاستنباط كم تصير عملية معقدة أعزائي جداً معقدة. كل ما ابتعدنا عن عصر النص, جيد. المهم أنه بنحو الإجمال قلنا يجوز النقل بغير اللفظ الذي ورد به الحديث.

البحث الثاني: هو أنه, طبعاً يكون في علم الأعزة أن الأعلام الذين حتى جوزوا النقل بغير اللفظ قالوا الاولوية العقلية والقطعية للنقل لماذا؟ يعني لو دار الأمر لا يقول واحد هذا مساوٍ لهذا لا لا أبداً, ولذا تجد الأئمة^ التفتوا إلى هذا الحديث القيم في أصول الكافي وهي رواية موثقة ايضا في (ص126 من باب رواية الكتب والحديث وفصل الكتابة والتمسك الحديث الأول, أو تسلسل دار الحديث 143) >قلت لأبي عبد الله×: قول الله جل ثنائه {الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه} قال: هو الرجل يسمع الحديث فيحدث به كما سمعه لا يزيد فيه ولا ينقص منه< هذا أحسنه يا هو؟ الإمام يفسر الأحسن هنا بماذا؟ بنقل الألفاظ.

الآن نعم, بعضها إن كنت تريد معانيه فلا بأس ولكن هذا من باب أكل الميتة من باب الاضطرار وإلا بينك وبين الله لا قياس.

ولذا, كل هؤلاء الذين قالوا بجواز النقل بالمعنى قالوا ذلك في غير المصنفات, يكون في علمكم, إذا كتاب مكتوب فليس من حقك أن تنقل بالمعنى لابد أن تنقل ما ملخصه, لا ليس من حقك أبداً, ما مضمونه, هذه الثقافة الموجودة الآن للذين يتصدون للمنبر وغيرها حتى القرآن صار ماذا؟ ما مضمونه, لماذا؟ لأنه أسهل ما يكون, احفظ واكتب وجئ بالورقة وجئ بالكتاب وراجع المصدر ترى الأصل أين من يخلصها.. بتعبيرنا العراقي – نشربتها والله كريم, نصعد نقول ما مضمونه ما مضمونه وانتهت القضية-.

ولذا كل هؤلاء الأعلام, طبعاً هذا بغض النظر عن الآثار الوضعية للكلام يعني حديث الإمام كلام الإمام ألفاظ الإمام بينك وبين الله آثاره الوضعية كآثار الوضعية لكلامك أنت؟! أصلاً أين أنت أين الإمام, أنظروا ماذا يقول العلامة المجلسي؟ يقول: [تذنيب: قال بعض الأفاضل: نقل المعنى إنما جوزوه في غير المصنفات] التفت, إذا يوجد كتاب حديث فليس من حقك أنت الآن هذا النقل بالمعنى تذهب هذا النقل بالمعنى تنقل عنه ايضا بالمعنى, والمتلقي المسكين ايضا ينقل عنك بالمعنى, انظر في آخر المطاف ماذا يخرج, واقعاً يصير أصلاً شيء آخر.

ما أدري أنا نقلت لكم القصة, واحد أراد أن يضعف هذه الروايات الموجودة في الكتب الحديثية أنه هذه لا يمكن الاعتماد عليها, طبعاً إلى حدٍ ما هذا صحيح ولكنه ليس بنحو السالبة الكلية, التفتوا, قال الآن أثبت لكم الآن أن هذه الأحاديث الموجودة في الكتب ليست هي المعاني التي أرادها الإمام, فكانوا جالسين عشرة خمسة عشر قال لأول طفل جالس أو لأول شخص جالس على الرحلة قال له سأقول لك قضية مركبة من أربعة كلمات خمسة كلمات جملة واحدة, هذه أنت انقلها لصحابك ايضا بأذنه قلها له, فهو ايضا وهذا لم ينقل بالألفاظ نقل بالمعنى, قال له وأنت ايضا انقلها للثالث والرابع والخامس ثم قال للأخير التي عشرة خمسة عشر عشرين قال له أنت قم وقل ماذا قال؟ قام وقال شيئاً آخر كل علاقة لها بالأول, وإذا عنده علاقة عشرة بالمائة عشرين بالمائة.

الإيرانيين عندهم مثل جداً لطيف في هذا المجال مع الأسف الشديد ما أريد أن أقوله… ما أدري الآن معادله العربي يقيناً يوجد مثل لهذا ولكن أنا الآن ما يستحضرني. الإخوة الإيرانيين (كلام أحد الحضور) بلي, بلي معروف هذا المثال, على أي الأحوال. لأنه أنا وجدت أنه بعض الأحيان أتكلم جملتين فارسي أو خط فارسي أقرأه في كتاب ذاهبين هؤلاء الله يغفر لهم مستخرجيها من دروسنا, قالوا أنظروا ألم أقل لكم أن هذا من الأعاجم انظروا فلان جملة يقولها بالفارسي, … فلهذا ايضا نحن .. على اي الأحوال.

إذن, القضية جدُ خطيرة ونحن في الأعم الأغلب الروايات التي عندنا عندما تبدأ من النبي وتصل إلى افترضوا كتبها الكليني أو الطوسي أو كذا, لا أقل ست سبع وسائط أليس بصحيح, وليس بمعلوم أن هذه منقولة إلينا بالمصنفات يعني منقولة حرفياً لعل كثير منها منقولة شفهياً وهو كما هو متعارف. واضح هذا المعنى.

إذن هذا الأمر الأول.

الأمر الثاني: قلنا بأنه ما هي شروط النقل بالمعنى؟

من الواضح أنه لم يقل أحد الذين أنكروا النقل بالمعنى, كلام خرجوها, لا علاقة, الذين أجازوا النقل بالمعنى, أجازوا النقل بالمعنى بشرطها وشروطها, لم يجيزوا النقل بغير اللفظ إلا لمن كان واقفاً على قواعد اللغة العربية, قواعد الفصحاة والبلاغة, قواعد ذلك العلم, لأنه في كثير من الأحيان لا تكفي قواعد اللغة العربية وقواعد النحو الصرف وغيرها لمعرفة هذه الحقائق, لابد من معرفة أصول ذلك الشيء.

أضرب لكم مثال: هذا توحيد الصدوق توجد روايتين فيه والروايات صحيحة في الأعم الأغلب, الرواية الأولى: >عن الباقر, قال: إن الله تبارك وتعالى كان ولا شيء غيره, نوراً لا ظلام فيه, وصادقاً لا كذب فيه, وعالماً لا جهل فيه, وحياً لا موت فيه وكذلك هو اليوم< عجيب, >وكذلك لا يزال أبدا< الآن أنا ما أريد أن أدخل في قضية >ولا شيء غيره< كيف >وكذلك اليوم لا شيء غيره< إذن هذه السموات وأرض ومخلوقات إذن ماذا هذه؟ هذه خلاف الوجدان جزماً هذه الولاية تقول >لا شيء غيره< والآن كذلك ولا يزال أبداً إلى أبد الأبدين ايضا ماذا؟ إذن جنة ونار وحريق .. ماذا هذه؟ الآن بينك وبين الله هذه مرتبطة بقواعد اللغة العربية هذه؟ يعني اعطيها لشخص حاذق في اللغة العربية والنحو والصرف وغيرها يستطيع أن يفسر هذه؟ لا يستطيع, هذا واحد. هذه موجودة في (توحيد الصدوق, باب صفات الذات وصفات الأفعال, ح5).

الرواية الأخرى في (نفس الباب, الرواية 14) الرواية قراناها مراراً, >هشام بن سالم, دخلت على الصادق فقال لي أتنعت الله, فقلت: نعم, قال: هات, قلت: فهو السميع البصير, قال: هذه صفة يشترك فيه المخلوقون, قلت: فكيف تنعته, فقال: هو نور لا ظلمة فيه, وحياةٌ لا موت فيه< التفت, هناك ورد >وحياً لا موت فيه< هنا ماذا؟ يوجد فرق أو لا يوجد فرق, إذا تعطيها بيد المنطقي يقول هذه من قبيل عادل وذو عدل, هذا الحمل إما حمل هو هو أو هو ذو هو, أكثر من هذا لا يوجد فرق بينهما, صحيح أو لا, ثم يقول: >وهو نورٌ لا ظلمة فيه, وحياة لا موت فيها, وعلم لا جهل فيه< أنا محل شاهدي هذه الجملة الأخيرة >يقول: فخرجت من عنده وأنا أعلم الناس بالتوحيد< طيب الآن بيني وبين الله والعرف ببابك أعطي هذه الرواية لا أعطيها للحمّال والبقّال والطحّان والسائق لا لا أبداً, أعطيها لطلبة صار له اثنا عشر سنة يحضر بحث الخارج فقه وأصول قل له: هذه كيف يخرج منها الإنسان أعلم الناس ماذا؟ هشام بن سالم ماذا أخذ من هذه العبارات حتى يصير أعلم الناس بالتوحيد؟

الجواب: واقعاً أعطيها لأهلها واقعاً يخرجون منها معارف لا حد لها, أولاً: يخرجون منها معارف يقولون أن الصفات عين الذات, إذا كانت زائدة على الذات ما يصير موت لا جهل فيه, لأنه إذا كان فيها تحيث فصفة الحياة تصير جزء من الذات حيثية من الذات وصفة العلم تصير حيثية أخرى, فالحيثية التي هي علم ليست بحياة إذن فيه حياة وفيه موت, أما إذا قلت حياة لا موت فيه, يعني كله حياةٌ كله علم يعني الصفات عين الذات لا زائدة عن الذات, أهم من هذا التفت, هذه بعضها وإلا البحث عميق في محله.

ما قال الإمام عالمٌ عليم, قال ماذا >علم< ما الفرق؟ أعزائي ليست قضية هو هو وهو ذو هو لا, لأنه إذا صار عليم نص القرآن الكريم يقول: {وفوق كل علم عليم} فإذا هو ايضا ذو علم إذن فوقه يمكن ماذا؟ ولكن إذا صار علم ففوق العلم ماذا يوجد يوجد علم أو جهل وراء العلم؟ فرق كبير, أن يقول عالم عليم وعلم, ترون هذا, هذا من أين يمكن استخراجه.

إذن أعزائي هذه الأحاديث التي بأيدينا كما قال العلامة المجلسي وقال كل علماء المسلمين أنا أقول المجلسي لأنه أنا يقين عندي أن هذا المصدر بيد الأعزة جميعاً يراجعوه في بيوتهم في (البحار, ص163) قال: [إنما أجزنا ذلك بشرط أن يكون المحدث عالماً بحقائق الألفاظ ومحدث, ومجازاتها ومنطوقها ومفهومها ومقاصدها وإلا لم تجز له الرواية بالمعنى بغير خلافٍ بل يتعين عليه اللفظ الذي سمعه..] إلى أن يقول: [وذلك إنما, كل ما ذكرتم خارج, لأنا إنما جوزنا لمن يفهم الألفاظ ويعرف خواصها ومقاصدها ويعلم عدم اختلال المراد بها فيما أداه فقد ذهب جمهور السلف من الطوائف إلى جواز الرواية بالمعنى إذا قطع بأداء المعنى بعينه] الآن إذا ما يحصل قطع لا أقل من حصول الاطمئنان بأن هذا ما ينقله هو المعنى الذي تلقاه.

النتيجة ما هي؟ قبل أن ندخل في البحث الثالث, النتيجة ما هي؟ التفت, النتيجة: وهي أنه عندما تأتون واقعاً هذا لابد أن يكون انقلاب في علم الرجال عندنا, لابد عندما تأتون إلى الرواة للنقل, افتح أعينكم ماذا أقوله, اضبطوا ما أقوله: إذا جئنا وأحسسنا من خلال القرائن من خلال الشواهد من خلال أي طريق أن الناقل ما ينقل بالألفاظ ينقل بالمعاني فلا يكفي أن يقول لنا فلان ثقة, بلي ثقة, ولكن من يقول بأنه كان مؤهلاً لأن ينقل بالمعنى؟ خصوصاً – التفت- خصوصاً إذا نحن في المطلب كله الفقه من أوله إلى آخره مبني على رواية, كما في مسألة حديث رفع ما لا يعلمون, نحن كم رواية عندنا في رفع ما لا يعلمون؟ رواية واحدة عندنا, فإذا احتملنا أو لم نقطع لم نطمئن أنه ينقل الألفاظ وإنما ينقل المعنى فهل يكفي أن نتأكد من وثاقته؟ ثم ماذا, أنت بينك وبين الله للمرة الثالثة, انصافاً لو أنه تعرف مباني زيد من العلماء مبانيه قواعده أصوله مسلماته كلها تعرفها ويأتي شخص ويصلي صلاة الليل ملتزم بالعبادات فرائض ونوافل ومستحبات ومكروهات في أعلى درجات الوثاقة الأعلائية الصحيح الأعلائي, ولكن ينقل من ذلك المرجع على خلاف هذه المسلمات ماذا تقول أنت هنا؟ عندما تنظر إلى وضعه تقول إنسان جيد ولكن أهل التحقيق ومعرفة النكات أو ليس كذلك؟ ليس من اهل التحقيق ماذا تقول؟ تقول يقين عندي أن هذا سامع شيء من ذاك الرجل من المرجع من العالم ولكن لم يلتفت إلى أنه ماذا قال ذاك, لا أقل يولد لك شبهة أن ترجع إليه. أهكذا فعلنا نحن في قبول الروايات أو بمجرد وفيها رواية صحيحة السند, وثم ماذا؟ طيب على خلاف المسلمات الفقهية, على خلاف المتعارف في لغة أهل البيت ومباني أهل البيت, أصلاً ما ينسجم مع مبانيهم هذا كافٍ لأن يضرب به ماذا؟ ما أريد أن أقول عرض الجدار, ولكن لابد أن يتوقف في أمره, يقول ما ممكن إلا أن الناقل يكون ممن؟ من الناقل, الناقل يكون هشام بن سالم وهو أعلم الناس بالتوحيد, أو مؤمن الطاق, الذي الأئمة^ أنتم تجدون عندما تدخلون تاريخ الأئمة خصوصاً زمن الإمام الصادق تجد أن هناك مجموعة من الأشخاص والمراجع الدينية في عصره هذا فقه هذا كلام هذا إمامة بهذا بحث هذا قرآن أصلاً وضعوا أيديهم, نعم هؤلاء يقيناً حتى لو ينقلون لك بالمعنى لكن يقيناً ملتفتين إلى دقائق ما ورد عن الإمام×, إذن لا تقول لي وقع التعارض بين ما نقله هشام بن سالم وما نقله الطحّان؟ لا لا أبداً, أساساً لا يمكن أن يكون هذا في عرض ذاك, أبداً, لا تقول لي كلاهما ثقة, نعم, ولكن البحث ليس في الوثاقة البحث الآن أين؟ في المتن.

وهذا هو الذي نحن أشرنا إليه قلنا لا يكفي المنهج السندي, أقسم لكم بالله أن المنهج السندي يضيع كل تراثنا, المنهج السندي عظيم المخاطر, هذا الذي الآن متعارف بين البعض. أنت لابد بالإضافة نعم, السند قرينة من القرائن, شاهدٌ من الشواهد, إذا كان السند ثقة هذا كله كذا, ضروري ولكنه شرطٌ ولكنه كافٍ أو غير كافٍ؟ غير كافٍ, الآغايون أو بعضهم جعلوه شرطاً كافٍ, فلهذا بمجرد صح السند أوقعوا التعارض, مع أن هذا السند صحيح وثقة ولكنه في قباله أعلام يخالفون.

وأنا أتصور أن الأعلام إنما أعرضوا عن روايات فيما سبق هذا منشأ الإعراض لا أن منشأ الإعراض سنده كذا كذا, لا, منشأه متني منكر المتن. المتن ما هو؟ المتن فيه إشكال.

يتذكر الأعزة قرأنا لهم رواية في العقل والجهل تتذكروها الرواية, صحيح قرأناها من أصول الكافي, جنود العقل والجهل, الإمام× قال: جنود العقل والجهل, إيمان ضده الكفر والتواضع والرأفة وضدها القسوة والرحمة والرأفة والرحمة وضدها الغضب والعلم وضده الجهل, والفهم وضده الحمق و… والتودد وضده التسرع.. والحفظ وضده النسيان والتذكر وضده السهو< التفت, إذن السهو والنسيان والغضب وأمثالها هذه جنود العقل أم جنود الجهل؟ بناء على هذه الرواية الأعلائية, هذه جنود العقل أم جنود الجهل ماذا تقولون؟ تخافون أن تجيبوا؟! التذكر الذي هو من جنود العقل وضده السهو, الحفظ وضده النسيان تمام, إذن كيف أنت جنابك تأتي تنقل روايات دالة على نسيان النبي يصلي فلان, .. لأن هذه من جنود الجهل, يعني إذن الجهل الذي خلقه من ظلمة الله سبحانه وتعالى كان مخترق وجود من؟ أيقبل هذا, بغض النظر كل شيء عن أدلة أخرى, انظروا هذا المنهج العام.

إذن, أن ما يصح النقل بالمعنى بشرطها وشروطها.

البحث الثالث لم نستطيع أن نصل إليه لأن الوقت انتهى, أردنا أن ندخل فيه وهو أنه ما هي أحكام النقل باللفظ وما هي أحكام النقل بالمعنى وأن الاعتماد على المنقول بالمعنى على حد الاعتماد على المنقول باللفظ أو أن الأمر يختلف؟ يأتي.

والحمد لله رب العالمين.

  • جديد المرئيات