بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين
أعزائي هذا البحث من الأبحاث الأساسية في فهم النص الديني غير القرآن, باعتبار أن النص الديني القرآني واضح بانه دقائقه وحروفه وجمله وألفاظه هو النازل على قلب الخاتم’.
هذه بالنسبة إلينا واضحة, مع تعدد القراءات ولكنه بالنسبة إلى النص غير القرآن وخصوصاً في المسائل التي تُعد من أركان المعرفة الدينية وبالأخص ما يرتبط بالأمور العقائدية, وبأخص الأخص إذا كانت هناك رواية أو روايتين في هذا المجال ونحن نريد أن نبني عليها منظومة معارفنا الدينية, الأمر ليس سهلاً, أنتم تعلمون الآن مسألة ولاية الفقيه أهم دليل إن لم نقل أهم من أهم الأدلة دليل >وأما الحوادث الواقعة فأرجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله< واقعاً إذا هذا النص, نص ولوي صادر من الإمام المعصوم, بحذافيره بحروفه بهيئته أنا استخرج منه عشرات المطالب, أما إذا تبين ما هو؟ هذا إنشاء من؟ إنشاء الشخص هذا, إذن هذه استنباطاته أنا من الإمام أو من هذا الشخص؟ لأنه أنا ما أعلم أساساً بأن الإمام ماذا قال الذي هذا هكذا استفاد منه, إلا على أصالة عدم النقل وعدم التصرف الأمانة العلمية, خمسة وعشرين أصل عقلائي حتى أجعل هذا النص, عند ذلك أريد أن أبني عليه نظرية ولاية الفقيه, أصلاً هكذا شيء ممكن هذا؟ تريد أن تبني أنت, تارة تريد أن تقول هذا مستحب أو حرام أو مكروه أو كذا, الآن لا مشكلة أنه صادر من الإمام أو صادر من هذا الشخص, وأخرى تريد أن تبني عليه نظرية ولاية الفقيه التي تشكل واحدة من أعمدة الفكر الديني عند مدرسة أهل البيت, ما هي استنادها؟
ولذا قلنا واحدة من أهم خصوصيات هذه الرواية أنها توقيع يعني كتابة مكتوبة, فيوجد فيها مجال للاجتهاد أو لا يوجد عليها مجال للاجتهاد؟ ما فيه مجال للنقل بالمعنى, لأنه رسالة صدرت من من؟ وهذه خصوصية هذا التوقيع المبارك.
إذن التفتوا جيداً, الروايات التي نريد أن نبني عليها منظومة دينية عقائدية فقهية أصولية و.. إلى غير ذلك, الآن جيد تعلمون أنتم, أريد أن أبين لك أهمية وعظمة هذا البحث وخطورة هذا البحث.
أنتم عندما تأتون بحث الاستصحاب بتعبير بعض أعلام أساتذتنا ان الطالب في الحوزات العلمية مجموع ما يقرءه في الاستصحاب لا يقل عن ست أو سبع سنوات, صحيح أم لا, إذا تحسب من المعالم وأصول المظفر ورسائل وكفاية وبحث خارج ومطالعاتك الشخصية وحقك لعله ربع عمرك يأخذه هذا بحث الاستصحاب, منشأها ماذا؟ كل استدلالات القوم على ماذا مبنية؟ مبنية على جملة واحدة >لا تنقض اليقين بالشك< هذه إذا كان نص الإمام كالنص القرآني بيني وبين الله أنت قف عند قضية >تنقض< قل لماذا قال نقض, لماذا قال لا ترفع, لماذا قال لا تشكك, لماذا.. قل لأن النقض لغة كذا اصطلاحاً كذا استعمالاً كذا, أما إذا كان هذا منقول بالمعنى بينك وبين الله هذه التشقيقات لها معنى أو لا معنى لها؟ لعل الإمام قال لفظ آخر, وهو فهم هذا المعنى وإذا كان ذاك واصل إلينا ماذا؟ أصلاً كل هذا الذي نحن الآن نستفيده موجود في الرواية أو لا يوجد؟ لا يوجد في الرواية.
ولذا هذا البحث أعزائي خطير خطير خطير إلى الغاية.
ولذا افتحوا أعينكم تردون فلان وفلان نظرية أقل لكم من أين؟ تقول والله واردة رواية في البحار هكذا تقول, يا أخي على فرض أنه سلمنا السند, طيب هذه الرواية من يقول أنها منقولة بالنص من الإمام, وبتعيبر القوم الذين راجعوا البحث يقول النقل بالمعنى التقليد للناقل وليس تقليد للإمام, أنت تقلد من؟ للذي نقل لك بالمعنى, والكلام الآن ليس في الحجية التعبدية, لعله حجة الشارع قال حجة, البحث ليس في الحجية البحث في إصابة الواقع وعدم إصابة الواقع. جيد.
إذا يتذكر الأعزة نحن قلنا توجد عندنا أبحاث ثلاثة:
البحث الأول: جواز وعدم الجواز وذكرنا الأقوال في المسألة.
البحث الثاني: شرائط النقل بالمعنى, ليس كل ما نقل بالمعنى فهو حجة, أشرنا إلى كلام صاحب البحار العلامة المجلسي, وهذا أيضاً كلام المامقاني في (مقباس الهداية, ص227) يقول من أهم الشرائط: [إن من لم يكن عالماً بالألفاظ ومدلولاتها ومقاصدها خبيراً بما يُخل معانيها بصيراً بمقادير التفاوت بينها لا يجوز له أن يروي الحديث بالمعنى] إذن ثبت العرش ثم انقش, نحن قلنا يجوز الاعتماد على المنقول إلينا بالمعنى, ولكنه ممن؟ ممن كان بهذه الشرائط, إذن ما هي وظيفتك أنت في علم الرجال ماذا يصير؟ أنت الآن تدخل في تكتب في علم الجرح والتعديل وفي علم الرجال بشكل أوسع فيكفي فقط ثقة أو غير ثقة أو لا يكفي؟ أبداً أعزائي, لابد أن يعرف أن هذا الشخص مستواه العلمي والثقافي والديني خصوصاً واردة عنه ألفين وخمسمائة رواية صحيح أم لا؟ عندنا بعض الرواة كم رواية واردة عنهم؟ ألفين رواية ثلاثة آلاف رواية سبعمائة رواية أقرأ معجم الرجال للسيد الخوئي, أنظروا عندما يأتي إلى بعض الرواة وخصوصاً هذه الروايات هي المدار في عملية الفقه في عملية العقائد, فإذا تبين أن شخصاً اللغة العربية لم يكن يعرفها ما يعرف الرفع من الجر, طيب إنسان جيد يصلي صلاة ليل والله ما عندنا مشكلة ليس كلامنا أنه ثقة أو ليس بثقة.
شخص دخل الحمام قال لصاحب الحمام ابعث لي شخصاً (يجيسلي) أنا صار لي كم شهر لم أذهب إلى الحمام, فأريد شخصاً (امجيسلي, بتعبيرنا) زلمة بيه خير, فدخل واحتمى والماء الحار وكذا جاءه شخصاً, رأى أن هذا الرجل عمره سبعين ثمانين سنة هو لا قوة له أن يرفع يده, يستطيع أن يجيسله أو لا يستطيع؟ ما يستطيع, فعندما خرج إلى الخارج فقال ألم أقل لك كذا, قال له: والله عندنا يصلي صلاة الليل, قال أنا لم أريد أن أصلي ورائه جماعة أنا أردت أن يجيسلي, إذا أنا أريد أن أصلي ورائه صلاة جماعة ابعث لي ثقة وعادل وأنا أقل وصلاة الليل, أما إذا أنا أريد أن ينقل لي ماذا عن الإمام؟ ما تلقاه من النبي ما تلقاه من الإمام بكل أمانة علمية ينقل إليّ ذلك المضمون, مع الأخذ بعين الاعتبار أنه في الأعم الاغلب الصحابة والأصحاب كانوا لا يكتبون, ولا يحفظون إذن المنقول إلينا ما هو؟ بالمعنى, هذه خذه بعين الاعتبار هؤلاء أصحاب نظرية النص, أصحاب نظرية التفكيك الذي الآن موجودة ضعوا العقل على جنب ضعوا القرآن على جنب, نحن وأهل البيت, عنوان جيد, والله فقط نريد أن نتبع أهل البيت, أقسم بالله العظيم أنت أأتني هذا الذي لأهل البيت وهو كما قاله لا أضرب به الفلسفة والعرفان أضرب به الأوليين والآخرين عرض الحائط, ولكن أنا كلامي أن هذا من قاله قال أهل البيت من قال قاله؟! تقل فقد ورد في البحار, ورد في فلان كتاب, ثم ماذا؟
إذن أعزائي, إذا شخصنا الشخص أنه أهل علم وتدقيق وتحقيق طيب النقل بالمعنى بقدر علميته نقبله, وإذا شخصنا أنه إنسان عادي فالمعاني الدقيقة وينقل بالمعنى يمكن الاطمئنان إليها أو لا يمكن؟ وإذا شككنا يعني شككنا أن هذا الشخص الذي ثقة مكتوب في النجاشي ثقة هذا كان من أهل العلم أو كان من ماذا؟ هذه الشبهة المصداقية ماذا نفعل التي الآغايون لم يطرحوا هذا التساؤل الشخص مجهول الحال لا يعلم وضعه العلمي ما هو حتى يعتمد على نقله بالمعنى, جيد. هذا أمر هذا احفظوه التساؤلات إذا صار وقت إن شاء الله نجيب عليها.
ثم يأتي صاحب (مقباس الهداية) العلامة المامقاني يقول: [بقي هنا أمورٌ ينبغي التنبيه عليها: الأول: أن المجوزين لنقل الحديث بالمعنى اشترطوا في جوازه أموراً تقدمت الإشارة, منها: أن يكون الناقل عالماً بمواقع الألفاظ ومعانيها بوضعها وبالقرائن الدالة على خلافه ..] إلى آخره, الأمر الثاني, هذه قيود النقل بالمعنى.
الأمر الثاني الذي في (ص250) يشير إليه, أنا فقط أعطي العناوين والإخوة يراجعون, الأمر الثاني يقول: [إن نقل الحديث بغير لفظه هذا في غير الأدعية والأذكار وإلا فلا شك أنه لا يجوز] ماذا؟ هذه القضية التفتوا إليها, وهذه مسلّمة لا يتبادر إلى ذهنك فيها نصوص صحيحة, أنه حتى لو قبلنا جوزنا نقل الحديث بالمعنى أو بغير اللفظ هذا إذا لم يكن دعاءً لم يكن ذكراً ونحو ذلك أما إذا كان من ذلك فلابد من إحراز أنه الفاظ الإمام, يقول: [إن محل النزاع إنما هو نقل أحاديث الأحكام بالمعنى] الآن على الذهنية الفقهية, هي ليست فقط نقل الأحكام وإنما ماذا؟ معارفة مجموعة المعارف, ماذا النقل بالمعنى فقط مختص بالاحكام الأخلاق ايضا كذلك وغيرها وغيرها, [وأما مثل الأحاديث الواردة في الأدعية والأذكار والأوراد فلا كلام ظاهراً في عدم جواز نقلها بالمعنى ولا تغييرها بزيادة ولا نقصان] لماذا؟ [لأن لترتيب الألفاظ فيها خصوصية وقرائتها على ما وردت تعبدية توقيفية] ولذا ينقل رواية في الحاشية أنا بودي أن الأعزة يراجعوها في (ص251) قال: [الإمام في حديث الغريق يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فقلت] من؟ الراوي [فقلت: يا الله] لأنه لم يكتب ماذا؟ يريد أن يحفظ [فقلت: يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك, قال عليه السلام: إن الله عز وجل مقلب القلوب والأبصار ولكن قل كما أقول لك يا مقلب القلوب ثبت] لا تضيف الأبصار, عجيب لماذا؟ بينك وبين الله أنا ضفت إليه الأبصار المعادلة سوف تخرب؟ نعم, في نظام التكوين تأثير هذه الجمل ماذا؟ معادلات رياضية جنابك الآن في تسبيحات الزهراء ماذا عندك؟ أليس هكذا عدد مخصوص ثلاثة وثلاثين, ثلاثة وثلاثين, أربعة وثلاثين, أليس هكذا, سؤال: أنا أريد أن أجعلها خمسة وثلاثين سبعة وثلاثين المائة أحفظها ولكن قليلاً من هنا وهنا فيه إشكال أو لا إشكال فيه؟ نعم, لأن الذي قالها هو الواقف على نظام العلل والمعلولات.
أضرب لك مثال: جنابك تذهب إلى الطبيب يقول لك هذه الحباية كل ست ساعات هذه كل ثمان ساعات وبعد ثلاثة أيام اجعلها هذه اثنا عشر ساعة وهذه ثمان ساعة, تقول بما أنها تشافي هذه طيب قربة إلى الله اليوم الأول نحن نأخذها ماذا؟ .., وننتهي ماذا يقولون لك؟ عاقل أم مجنون؟ لماذا؟ يقول أنا عندما قلت اليوم الأول ستة ستة ستة طيب أدري هذه ما هي آثارها وفي اليوم الثاني ثمانية ثمانية ثمانية أنا أدري, وفي اليوم الثالث اثنا عشر اثنا عشر هذه ليست جزافاً نحن قلنا لكم في فلان مكان قولوا مائة وفي فلان مكان قولوا ثلاثة, فلان مكان قولوا سبعة, فلان مكان حتى ينقطع النفس, تتصورون أنه نحن رأينا طيف, الأئمة حتى هذه قلناها, أو هذه ضمن نظام التكوين اي منها؟
هذا البسمار, … هذا بسمار أنت إذا أردت أن تدقه, كم يحتاجك من أن تدق عليه حتى يدخل, افترض يحتاج سبعة فإذا صار بناءك أنك تدقه مائة وسبعين دقة ماذا يصير؟ لا فقط تخرجه بل تخرب الحائط معه, يوجد نظام ليس هكذا.
من هذا أنت انفتح لي على النقل بالمعنى, أنت تتصور أن الأئمة^ هذه التي ذكروها لنا هكذا جزافيات يعني, طيب إذا كانت جزافيات طيب صارت كاجتهادات أبي حنيفة والشافعي والمالكي .. إلى آخره, على ماذا نحن صار لنا ألف سنة صاعدين نازلين إلا من من نأخذ؟ إلا من الإمام الصادق, طيب لماذا؟ هذا ايضا الأمر احفظوه جيداً.
ولذا هذه من موارد السلوك, ولذا عندما يوجد ذكر ومآخذ ذكر ومتعلم ذكر من أهل الخبرة بشرطها وشروطها وليس من كل كذا ما أدري كذا يقول لك هذا ذكر, من أهلها يعني من طبيب, أنت الآن بينك وبين الله الكحة تصير تذهب إلى اي بقال تأخذ منه دواء أو تذهب إلى الطبيب والطبيب متخصص, عزيزي في السلوك ايضا لابد أن تذهب إلى الطبيب المتخصص يعطيك ورد يعطيك ذكر, هذا الذكر إذا رأيت نفسك كل ساعة تنعس هكذا تفعل, اترك هذا الذكر قد يكون وبالاً عليك لأنه قد تدخل فيه جملة هذه الجملة ما ينبغي أن تدخل فكاملاً تحصل على عكس المطلوب, وأنتم اقرؤوا في ليلة القدر بأن الإنسان إذا أصيب بنعاس أو كذا يصير على أنه يبقى أو لا, يذهب وينام؟ لا لا يترك الذكر والدعاء ويذهب وينام, وفيه مطالب الآن ليس محلها. جيد.
الأمر الآخر, هذا الاستثناء الآخر في (ص251) يقول: [إن الخلاف المذكور] أنه يجوز النقل أو لا يجوز النقل, [هذا لا يجري في المصنفات] ليس من حقك أنت إذا يوجد كتاب وأصل في القضية أيضا بما تفهمه وتنسب إليه من غير أن تقول بأنه هذا فهمي من الكتاب, ليس من حقك تذهب وتنقل مضمون المصنف تقول قال, هذا ليس قال, تقول ماذا؟ مرة لا يوجد تصنيف تأتي إلى الدرس وتخرج والمسكين الأستاذ ايضا تنسب إليه كما تشاء, طيب.
وإن كان أقولها صريحة بيني وبين الله لمن لم يتأكد مما أنا أقوله أحرم شرعاً وأقف أمامه يوم القيامة إذا قال خلاف ذلك, لماذا؟ لأنه أنا أرى يأتي إلى الدرس بيني وبين الله اي معدات للدرس لا توجد, يحضر يوم ما يحضر يوم يحضر أسبوع ما يحضر أسبوع يحضر كذا يكتب ما يكتب طيب بطبيعة الحال وبكرة أيضاً ينسب إليّ كذا وكذا, خصوصاً أنا أطرح أفكار خطيرة هنا, بكرة يخرج ويقول كما الآن من سوريا جاؤونا من العراق جاؤونا من السعودية اتصلوا بنا قالوا أن السيد يقول الخمس ليس بواجب, طيب الطلبة الحاضرين عندي والملازمين بالدرس يعلمون أنه أنا ماذا قلت وماذا لم أقله؟ طيب السبب ماذا يصير؟ السبب أنه بيني وبين الله لا أقل قل هذا المقدار الذي أنا حضرته هكذا افتهمت منه, لا تقل هكذا, وهذا الذي اشترطوه, ولذا تجدون أن أصحاب النبي عندما كانوا لا يعلمون اللفظ, كانوا يقولون قاله ونحوه, هذا ونحوه للإشارة إلى أنه هذا ليس لفظه هذا الذي فهمناه.
أنتم الآن ارجعوا إلى المحققين إلى المدققين من أصحاب النبي’ تجد بأنه هنا قال جملة ونسيت ما قال, أو الآن ما أتذكر ما قال, الآن بعضها لعله عمداً يخاف وبعضها ماذا؟ وواقعاً لم يتذكر اللفظ, هذا ايضا أمر احفظوه.
[عدم جواز النقل في المصنفات فإنها لا يجوز تغييرها أصلا وابدالها بلفظ آخر وإن كان بمعنى] أبداً لا يجوز في المصنفات, نعم, أنت قل فهمك قراءتك تلقيك ماذا تريد أن تقول, أما هذا لا تقل قال فلان شيء.
الأمر الأخير في (ص253) يقول: [ينبغي لراوي حديثٍ بالمعنى والشاك في أنه نقل باللفظ أو بالمعنى أن يقول بعد الفراغ من الحديث أو كما قال أو نحوه أو شبهه أو ما أشبهه عاطفاً له على كلمة قال التي ذكرها في ابتداء النقل] عاطفاً, هذه يقول قال رسول الله ولكن بالأخير ماذا يقول؟ نحوهه شبهه أشبهه أو … إلى آخره, جيد.
تعالوا معنا إلى البحث الثالث, هذا تمام الكلام في البحث الثاني وشرائط الناقل واستثناءات النقل بالمعنى بنحو الإجمال حتى لا نطيل على الأعزة.
البحث الثالث:
قلنا ما هي الأحكام والنتائج المترتبة على نقل الحديث باللفظ ونقل الحديث بغير اللفظ وهل أن الأحكام واحدة أم مختلفة؟
هنا أعزائي توجد حالات ثلاث:
الحالة الأولى: أن نحرز بطريق من الطرق أن هذه الألفاظ بشكل عام هي ألفاظ النبي أو الإمام عليه السلام, نحاول من هنا وهناك بمختلف الطرق والأساليب والقرائن والشواهد والرواة, أن نتعرف على أن هذا النص نص من؟ الآن قد يختلف كلمة أو في واو ممكن هذا, ولكنه الجملة الهيئة الكيان كيان ألفاظه ممن؟ من الإمام, وعندنا موارد كثيرة, طبعاً أقول كثيرة نسبية, وإلا إذا نسبت إلى الباقي لا لا, جداً قليل, موارد كثيرة, من قبيل ماذا؟ من قبيل: >من كنت مولاه فهذا علي مولاه< على القطع واليقين أن هذا النص نصٌ نبوي, هذا المقدار لفظه, نعم الآن قبله توجد أشياء بعده توجد أشياء إضافات توجد اختلاف شديد, ولكن هذا النص أنت أي من نقل قضية الغدير في مئات المصادر هذا النص محفوظ, من قبيل: >أنت مني بمنزلة هارون من موسى< أبداً لم يقع أي اختلاف في هذا النص عند أحد ممن نقل هذا النص من النبي’, أبداً أبداً.
من قبيل: >إن الله يرضا لرضا فاطمة ويغضب لغضبه< الآن على أن هذه جملتين وردت إحداهما جنب الأخرى أو منفصلات ذاك بحث, ولكنه إذا وردت متصلة أو منفصلة الألفاظ ألفاظ نبوية.
وهكذا, .. الآن تقل لي حتّى لو أحرزنا هذا اللفظ لفظ نبوي أو ولوي ما هي الثمرة؟ نعم, نتعامل معها كنص قرآني, يعني ماذا؟ أقول هذه الفاء لماذا جاءت, وهذه الجملة لماذا جاءت هناك, وهذا لماذا تقدم الخبر؟ أنت جنابك عندما تصل إلى قوله {إياك نعبد وإياك نستعين} في هذه الجملة المباركة تقدم {إياك نعبد} على {وإياك نستعين} وتكرار إياك وكذا كم مطلب تستخرج؟ أصلاً تكتب رسائل كما كتبت رسائل, لماذا؟ لأنه هذا نص قطعي إلهي لا مشكلة فيه. فمن أوتي جوامع الكلم عندما يتكلم الآن إذا لم يكن على مستوى النص القرآني فلا أقل أنه يقيناً فوق مستوى النص البشري المتعارف. ولذا عرفت هذه الجملة المعروفة أن كلام الإمام كلام الإمام بشرطها وشروطها بالحمل الشائع, كلام الإمام فوق المخلوق ودون كلام الخالق, ولذا تجدون أنه صاحب البحار العلامة المجلسي عندما يأتي إلى هذه القضية في (ج2) كما قرأنا بالأمس يقول: [وذلك لأنه أفصح من نطق بالضاد وفي تراكيبه أسرار ودقائق لا يوقف عليها إلاَّ بها كما هي لأن لكل تركيبٍ معنىً بحسب الوصل والفصل والتقديم والتأخير وغير ذلك لو لم يراعا ذلك لذهبت مقاصدها, بل لكل كلمة مع صاحبتها خاصية مستقلة, بل لكل حرفية خاصية] ولذا نحن في كتاب (منطق فهم القرآن) قلنا ليس فقط لكل آية معنىً لا فقط لكل جملة من آية معنىً, لا فقط لكل كلمة من آية معنىً بل لكل حرف معنىً, ولذا قال قال الأئمة لمن ادعى علم القرآن قال >ما ورثك الله من القرآن< كلمة؟ لا لا, >حرفاً< يا ابن رسول الله هو الحرف اين فيه معنى؟ يقول لا, >والحرف فيه معنىً< من قال لك لا معنى له, حرف واحد في الجملة يغير المعنى من أوله إلى آخره.
وأفضل دليل على ذلك أنه هذه ماذا؟ فتواح السور, ما هي هذه؟ هذه كلمات؟ لا, جمل؟ لا, مجموعة حروف, نعم من باب ضيق الخناق قلنا لإعجاز حتّى البشر يقول أنه أنا القرآن جعلته من الحروف وأنتم ما تستطيعون أن تفعلوا شيئاً, بلي هذه وجه من هذه الوجوه من التسعة والعشرين وجه التي يذكرها السيّد مصطفى الخميني في كتابه (تفسير القرآن الكريم) وأكثر بكثير الآن كثيراً هذه علم الرياضيات ويخرجون ما أدري كذا, وسيبقى البشر حائراً إزائها إلى أن ياتي يوم الحشر الأكبر عند ذلك لعلنا نوقف لنعرف بعض معانيه والذي لم يتوقف ندعو الله سبحانه وتعالى أن يتتلمذون على يد واحد من الأئمة وتتعلمون شيئاً, تقول لي سيدنا لاحقنا إلى هناك؟ بلي بلي, الذي هو أهل معرفة أصلاً يريد الآخرة لأجل أن يتعلمها في الآخرة, وإلا بينك وبين الله كلّ واشرب واصعد وانزل … وإن كان ما في ضجر … اكل واشرب بعد ذلك… تلك المعارف التي لا تتناهى.
فلذا قيل لأحد الأعلام ماذا تطلب في الجنة؟ قال: دراسة نهج البلاغة عند أمير المؤمنين, أول ما أدخل هناك أقول أريد أن أدرس وقرأها والله سبحانه وتعالى {فيها ما تشتهي الأنفس} الله لم يقيد تشتهي الأنفس فقط حور العين وأكل وبطيخ … ما تشتهي طيب يشتهي هذه, على الأحوال.
(كلام أحد الحضور) اسمحوا لي شيخنا استمع أفضل من الكلام.
قال: [بل لكل كلمة من صاحبتها خاصية مستقلة كالتخصيص والاهتمام وكذا الألفاظ المشتركة ولو وضع كلّ موضع الآخر لفات المعنى المقصود ومن ثمَّ قال النبي نظّر الله عبداً سمع مقالتي وحفظها ووعاها وأدّاها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقهٍ إلى من هو أفقه منه] هذا إنَّما يتم في النقل باللفظ وإلا إذا كان نقل بالمعنى إذا هو ليس بفقيه هو ماذا ينقل لي؟
ولذا تجدون هذه الروايات وأختم بها هذا البحث وطال على الأعزة, في (أصول الكافي) انظروا إلى هذه الرواية القيمة المهمة التي هي رواية معتبرة مقبولة سنداً موثقة, الرواية: >عن محمد ابن أبي نصر عن جميل ابن دراج قال: قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام: أعربوا حديثنا فإنّا قومٌ فصحاء< أعربوا, الآن بعض المعلقين مثل المجلسي وغيره أعربوا يعني ماذا؟ حركوا, جيد, هذه أيضاً درجة واقعاً أنت تدرك الفاعل من المفعول وتمييز وحال ومبتدأ ومتأخر له دورٌ ماذا؟ ولكن ليس كله هذا.
ولذا العلامة المجلسي في (مرآة العقول, ج1) في ذيل هذا الحديث عندما يأتي هكذا يفسر, يقول [الرواية رواية موثقة صحيح قوله أعربوا الإعراب الإبانة والإفصاح والمراد اظاهر الحروف وإبانتها بحيث لا تشتبه بمقارباتها بحيث لا يوجد اشتباه ويحتمل ..] كلها يذهب بها إلى أي عالم؟ عالم الألفاظ والكلمات والمجازات واللغة.
ولكنه الداماد أستاذ الصدر المتألهين الذي عنده (الرواشح) التي علق بها على ماذا؟ على أصول الكافي, عنده تعليقات قيم هذا الكتاب جداً, صغير وليس كبير, خذوا منه نسخة (الرواشح السماوية) في ذهنه اسمعه هناك تعليقة الداماد: [أي تكلموا بحديثنا على ما سمعتموه من جواهر الألفاظ ووجوه الإعراب المأخوذة عنّا من غير تغيير ومن غير نقل بالمعنى أصلا فإنّا قوم فصحاء بلغاء] القضية ليست فقط عالم الألفاظ, عالم المعاني والمقاصد.
إذن, إذا شخصنا اللفظ أنه نبوي أو ولوي نستطيع أن نذهب إلى آخر ما نستطيع ويقف أو لا يقف؟ لا والله أبداً, كلاً يستطيع يقول فهموا من النص الكذائي كذا, ولكن أنا استفيد منه ماذا؟ من حقك أو ليس من حقك؟ كما أنت في التفسير ماذا تفعل؟ إذا فسّره السابقون شيء تقل أو تمشي إلى الآخر؟ تقول لا, ما فهمه صحيح ولكن ضمن الضوابط العامة, هذه الحالة الأولى.
الحالة الثانية والثالثة تأتي.
والحمد لله رب العالمين.