الأخبار

تعارض الأدلة (48)

بسم الله الرحمن الرحيم

و به نستعين

و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين

كان الكلام في نقل الروايات بغير اللفظ الذي وردت به.

أعزائي هذه من أهم الأمراض الذي ابتليت بها نصوصنا الروائية على مختلف الاتجاهات, سواء كان على مستوى التفسير أو على مستوى العقيدة أو على مستوى الأخلاق أو على مستوى التاريخ أو على مستوى القصص أو على مستوى الأحدث التاريخية أو على مستوى الفقه بأبوابه المتعددة أن النصوص الموجودة بأيدينا كما عبر العلامة المجلسي أنه من المعلوم أن الصحابة والأصحاب لم يكونوا يكتبوا ما يسمعون إلا بعد ذلك, بطبيعة الحال يقيناً أن ما يكتبونه وما نقل إلينا يقيناً لم تكن بالألفاظ التي سمعها من المعصوم إلا نادراً, بالطريقة التي أشرنا إليها تفصيلاً فيما سبق.

وبينّا آثار النقل باللفظ ما هي الآثار المترتبة والنقل بغير اللفظ ما هي الآثار المترتبة.

ثم أشرنا إلى الحالة الثالثة وهي ما لو شككنا أن اللفظ منقول باللفظ أو بغير اللفظ ماذا يقول مشهور علماء الإمامية وماذا نقول نحن, حيث أن الظاهر منهم ارتكازاً وإلا لم يصرحوا أنه منقول باللفظ لأنهم يتعاملون مع النصوص تعامل المنقول باللفظ, ونحن قلنا العكس هو الصحيح وهو أنه الأصل أنه منقول بغير اللفظ إلا إذا دل دليل على الخلاف.

تقدم إلى الآن أبحاث ثلاثة في هذا العنوان.

البحث الرابع وهو: ما هي أهم نتائج النقل بغير اللفظ الذي ورد به النص, يعني ما هي المخاطر التي وقعنا فيها, ما هي المطبات التي وقعنا فيها بسبب النقل بغير اللفظ. ولكنه قبل أن أدخل في هذا البحث الرابع, جاءتني بعض التساؤلات من بعض الأعزة الذين يحضرون البحث قالوا هذه نتيجته أنه أنت تريد أن تقول إذن لا يعتمد على الرواية, لا يا أعزائي هذا كلامٌ لم أقله ولم يخطر في ذهني ولا أسمح لأحد أن يقول ذلك وإنما كل همي في هذا البحث أن أبين دور الرواية في قبال القرآن, لأنه مع الأسف الشديد في كثير من مواقعنا العلمية أعطي للرواية دورٌ قيم على القرآن, يعني أن المسطرة الضابط؟ الرواية, تقول القرآن يقول لا علاقة لي بأن القرآن ماذا يقول, الرواية هكذا تقول, أريد أن أرجع الرواية إلى دورها الذي جعله أهل البيت للرواية, ماذا جعلوا دورها؟ التفتوا جيداً, أولاً: جعلوها أصغر في قبال أكبر, هذه نصوص متواترة من علماء المسلمين شيعة وسنة, هذه قضية >أحدهما أكبر من الآخر< هذه ليست لنا, ولعله في نصوصهم أصح مما في نصوصنا, لعله عشرات الموارد الصحيحة التي ينقلها في مسند أحمد بن حنبل, يقول: >أحدهما أكبر من الآخر< فإذن أنت في قبال المقايسة في حديث الثقلين أنت لا تعيش حالة متوازية عرضية وإنما تعيش حالة أكبر وأصغر, نعم الآن من حقك البعض يثقل عليه أن يقول أصغر, دعنا نسميها أكبر وكبير, كما في أول وصية الإمام الخميني+, ثقيل عليه يقول أصغر يقول أكبر وكبير, هذه حالة نفسية وإلا لم تكن مرتبطة بالنص.

نعم, هناك بحث أنه ماذا يراد من الأكبر والأصغر ذاك بحث آخر, ولكنه المهم بنحو القضية المهملة أنه أحدهما في عرض أو أحدهما في طول, أكبر وأصغر ما يمكن أن تجعلهما, إذن الثقلان ليس أحدهما في عرض, فضلاً أن تكون الرواية قيمة على القرآن, هذا أولاً.

ومن هنا جاءت روايات متواترة إن لم تكن متواترة, الذي ما أقبل متواترة أنا التواتر كثيراً لم يكن ثابت عندي, هذه ثمانية وتسعين بالمائة يقولون تواتر ليس بتواتر, جمع قرائن, تواتر أين يوجد, إلا نادراً نادرا, التفتوا جيداً, إن لم تكن متواترة بالاصطلاح, فلا أقل مستفيضة, إن لم تكن كذلك فلا أقل مجموعة من الروايات الصحيحة, أهل البيت بينوا الأكبرية والأصغرية قالوا اعرضوا كلامنا على كتاب ربنا, كل شيء مردود إلى كتاب الله.

إذن أنا لست بصدد لا سامح الله قد ينتزع أحد هذا الانتزاع أنه بصدد إلغاء دور الرواية, لا لا أبداً, أنا أريد أن أعطي للرواية دورها التي بينها لنا الأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) هذا أولاً.

وثانياً: بعد أن اتضح أن الرواية بطبيعتها لها دور دون دور القرآن التفتوا جيداً, ثبت العرش ثمَّ انقش, هذا المنقول لي هو من قال أن الإمام قاله, هذا فهم الراوي لأنه ينقله لي بالمعنى أو بالنص؟ بالمعنى ينقله, ينقل لي, بعبارات المحدثين: ينقل لي فهمه من الرواية قراءته من الرواية التي سمعها, تلقيه ينقلها, لا لفظ الإمام, نعم إذا ثبت لفظ الإمام فلفظ المعصوم كما اعتقدنا وكما قلنا في حديث الثقلين كما قلنا في حديث الغدير, كما قلنا في حديث المنزلة هذه منقولة باللفظ.

نعم, حلق إلى ما تستطيع في تعميق من النص وببيان المراد من النص, ولكنه في الأعم الأغلب بتصريح علماء الإمامية وبتصريح علماء المسلمين هذه منقولة إلينا بالمعنى لأنه هذه ليست ألفاظ الإمام هذا الذي فهمه الراوي بحسب اطاره الفكري والثقافي. ومن هنا ورد >رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه<.

ولذا الأخوة إذا أرادوا أن يراجعوا البحث, أنا في موضعين طرحته بشكل واضح وصريح في كتابي الأوّل اسمه (المنهج التفسيري, ص36) هناك بإمكان الأعزة أن يرجعوا إليه من (ص35 -41) ست صفحات, [دور الحديث في تفسير القرآن] فقط الآن مرتبط بالقرآن ولكنه بينت هناك, قلت الحديث له أدوار متعددة, طبعاً عفواً أن الحديث ما هو دوره بالنسبة إلى القرآن مجموعة نظريات, النظرية الأولى التي لا تعترف بأي دور للنصوص الروائية ولعله هو الشعار المعروف من حسبنا كتاب الله, النظرية الثانية: نظرية محورية السنة, ويراد بها تفسير القرآن بالروايات المأثورة لا غيرة, ولعل هؤلاء هم الذين أنكروا حجية ظواهر القرآن. ولذا صرح بعضهم ارجعوا إليهم في (الدرر النجفية) الشيخ صاحب الحدائق, ارجعوا إليه هناك تفصيل عنده في هذا البحث في درّة من الدرر, الذي الآن بحمد الله مطبوعة أربعة مجلدات, من الكتب المفيدة, (الدرر النجفية) هناك يصرح بأنه أعلامنا المحدثين كانوا يقولون حتّى لا يحق لك أن تفسر قوله قل هو الله, تقول ما هو معناه؟ يقول ما أدري ما هو معناه, لابدَّ أن ترى ماذا يقول الإمام الصادق, ويكون في علم الأعزة أنه بحسب المتابعة والمراجعة الروايات الواردة في تفسير الآيات القرآنية في كتبنا أعم من الصحيح والضعيف والموضوع والغث والسمين و… كله لم يفسر لنا من القرآن إلاَّ ثلثه, يكون في علمكم, يعني إذا نهجنا هذا المنهج فثلثين القرآن لابدَّ أن ماذا نفعل له؟ حتّى لو صار منهجنا روائي لابدَّ أن يتعطل في العملية التفسيرة, هذه النظرية الثانية.

النظرية الثالثة: نظرية محورية القرآن والسنة معاً, ويراد بها اعتماد القرآن والروايات, الذي هذا يجعل الرواية في عرض القرآن.

النظرية الرابعة: محورية القرآن ومدارية السنة أنا اصطلحت عليها, الأخوة يراجعوها هناك حتّى يتضح.

وأكثر دقة من ذلك ما أشرت إليه أخيراً في كتابي (منطق فهم القرآن) الأعزة الذين يريدون أن يعرفون آرائي النهائية يجدوها في هذا الكتاب, الكتب الأخرى قد تكون مقبولة عندي ولكنه لا تمثل الرأي النهائي في (منطق فهم القرآن, ج1) موقفنا من الدور الروائي في العملية التفسيرية, الذي أنا عبرت عنها (الدور التعليمي والدور التطبيقي والدور التوكيلي) هناك بينت أدوارها إذن أعزائي هذه التهمة لا تلصق بنا بأنه نحن لا نقبل الرواية في تفسير القرآن أو ليس للرواية دورٌ في فهم القرآن لا, ليس الأمر كذلك, وإنما نريد أن نضع الرواية في موضعها المناسب أن لا تأخذ الرواية أكبر من الحجم ومن الدور الذي وضعه الأئمة للروايات الواردة عنهم في مختلف الأبواب, جيد نرجع إلى البحث الرابع.

ما هي أهم المعطيات؟

من أهم النتائج التي ترتبت على النقل بغير اللفظ, لأنه تارة أن الراوي ينقل اللفظ إليّ سواء كان سطر أو سطرين أو عشرة أو صفحة أوصفحتين أنا أعلم هذه ألفاظ الإمام أتعامل معها كما اتعامل مع النص القرآني, لأنه أعتقد أن الأئمة (عليهم السلام) أتوا جوامع الكلم, طبعاً على رأسهم سيد الأنبياء والمرسلين وبعد ذلك الأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) كلٌ بحسبه اعطوا هذا, إذن ألفاظهم لهم قيمة استثنائية لابدَّ أن يتعامل معها تعامل استثنائي. ولكنه إذا لم ينقل باللفظ ماذا يحصل؟

هذه الظاهرة ظاهرة عامة, تشتد في الروايات الطويلة, ثمَّ قليلاً يقل اشتدادها في الروايات المتوسطة, ثمَّ أن توجد في الروايات القصيرة, ثلاثة أسطر أربعة أسطر, تارة الرواية من قبيل >من كنت مولاه فهذا علي مولاه< أصلاً هي منظمة ممن أوتي جوامع الكلم يسمعها مرة واحدة يحفظها ما يتردد, >أنت مني بمنزلة هارون من موسى< ولذا لم يقع اختلاف أبداً, لم يقع اختلاف بين أحد من علماء المسلمين اختلاف أنه نقلها واحد متقدمة أو متأخرة كلمة, لماذا؟ باعتبار أن النص هو بطبيعته عندما تسمعه مرة واحدة ماذا؟ يحفظ, واجدين بعض أرقام التلفون مرة واحدة تسمعها ماذا؟ تحفظها, وبعض الأرقام تبقى ستة أشر تضعه في ذهن وايضا تنساها, طبيعي هذا.

هذه الألفاظ واضحة, بعض الروايات عندما تصير سطرين ثلاثة أربعة وهو أيضاً ما ينقل لك باللفظ يعني لم يكتبها, إذن إذا صار بناءه المبارك هذا الراوي يكتبها لنا, فيستطيع أن يكتبها بالدقة حتّى لو نقل بالمعنى, يستطيع كلّها يترجمها بالمعنى الذي يريد أو يلخصها لك؟ محال يستطيع إذا كانت الرواية عشرة أسطر أو سبعة أسطر هو أيضاً عندما ينقلها بالمعنى بسبعة أسطر سوف ينقلها بأربعة أسطر.

وهذه من هنا ظهر عندنا في الروايات التلخيص في المتون, والله الأعزة لو يكتبون مجلدين أو ثلاثة طبعاً يجمعون الموارد, لأنه موجودة كثيراً في الروايات, أن الراوي ينقلها هو في مكان وينقلونها عنه في مكان نفس هذه الرواية بنفس الالفاظ في مكان آخر تنقل ملخصة, عند ذلك ما هي النتيجة, مشكلة التلخيص في المتون؟ الآن أبين لك مشكلة التلخيص في المتون, أضرب لك مثال أو مثالين حتّى تعرف مشكلة التخليص في المتون.

الرواية (الكافي, ج6, ص553, طبعة دار الحديث) >عن مرازم, قال: سأل إسماعيل بن جابر أبا عبد الله فقال: أصلحك الله إن عليّ نوافل كثيرة فكيف أصنع, فقال: اقضها, وقال له: إنها أكثر من ذلك< ما استطيع >قال: اقضها< عجيب الآن .. الآن نحن لم نلحق على ال.. الإمام يقول اقضي نوافلك >قال: اقضها, قلت: لا أحصيها يا بن رسول الله, قال: توخى< انظر كم تستطيع منها, >قال مرازم: وكنت مرضت أربعة أشهر لم أتنفل فيها< واجباتي كنت قد أديتها ولكن مستحبات صلاة الليل وغيرها >قلت: أصلحك الله وجعلت فداك, مرضت أربعة أشهر لم أصلي نافلة, فقال: ليس عليك قضاء< إذن الرواية أولاً بحثها أين؟ التفتوا, أولاً: البحث في النوافل, وثانياً: ليس في النوافل وهذه الذي تركها من النوافل تركها مرضاً لا اختياراً, لأنه الأولى كانت اختياراً فالإمام قال له اقضها اقضها ثمَّ توخى, ثمَّ ثانية السائل ماذا سأله؟ سأله عن نوافل فاتته في حال المرض في حال العذر هنا الإمام ماذا قال؟ انظروا >فقال: ليس عليك قضاء, إن المريض ليس كالصحيح< يعني أنا عندما قلت اقضي هناك اقضيها لمن تركها اختياراً وكان صحيحاً, طيب اقضها الآن, أما الآن أنت كنت معذور, التفت جيداً إلى القاعدة التفت, (كلّ ما غلب الله عليه فالله أولى بالعذر فيه) واضح, القاعدة التي أشار إليها الإمام واضحة أين مرتبطة؟ لا أقل تطبيقها على المستحبات لا مطلقة, هذه اين واردة الرواية؟ في (أصول الكافي, ص554) يعني بعبارة أخرى (كتاب الصلاة, باب تقديم النوافل, الرواية الرابعة, 5589).

تعالوا إلى نفس (أصول الكافي) الرواية نفس الرواية عن مرازم ونفس القاعدة >سألت أبا عبد الله عن المريض لا يقدر على الصلاة قال: فقال: كلّ ما غلب الله عليه فالله أولى بالعذر< يعني يوجد قضاء أو لا يوجد قضاء إذا فاتت صلاتك الواجبة يوجد قضاء أو لا يوجد؟ لا, الآغايون جاؤوا وحاروا هذه اين لمن كيف نجمع بينها …إلى آخره, هنا مرازم الآن إما مرازم أو الذي كتبها عن المرازم تصور القضية واضحة فلخص القضية لك, كانت هناك ثمان اسطر صارت هنا كم؟ سطرين.

ولذا واقعاً الأعزة الذين يريدون أن يبحثوا رسائل يكتبون في الماجستر هذه رسالة جيدة, اذهبوا وجدوا الروايات التي ظاهرها التعارض وواقعها تلخيص المتون, أنظروا فقه آخر سوف يصير عندنا.

والشاهد على ذلك: أنه الصدوق, هذا الكافي, الصدوق عندما جاء إلى الرواية لخصها مرازم ولكن لخصها بتعبيرنا عدل لا أنه لخصها بهذه الطريقة, تعالوا معنا إلى (من لا يحضره الفقيه, ج1, ص316, رقم الرواية 1434, في قضاء صلاة الليل) الرواية >عن مرازم, أنه قال: كنت مرضت أربعة أشهر لم أصلي نافلة< صدر الحديث ماذا صار؟ انحذف, ولكنه ذيله موجود الذي لا مشكلة فيه >لم أصل نافلةً فيها, فقلت لأبي عبد الله: إني مرضت أربعة أشهر لم أصلي نافلة, فقال: ليس عليك قضاء, إن المريض ليس كالصحيح, كلّ ما غلب الله عليه فالله أولى بالعذر فيه< الآن تقول لي سيدنا من أين تقول هذه رواية واحدة, القاعدة في ذيلها موجودة في كلها, >لم أصلي, كلّ ما غلب الله عليه< الآن تقول لي سيدنا: احتمال أقوم, أنا أيضاً ما استبعد أنه احتمالاً ولو واحد بالألف ولو عشرة بالمليون أنه رواية أخرى, ولكن طبيعة الأمور الراوي واحد, المروي عنه واحد, القاعدة واحدة, الألفاظ واحدة, طيب بحسب نظرية الاحتمال متعددة الرواية أو متعددة؟ قريبة أنه تكون واحدة لا أقل نحتمل أنها واحدة, فإذا احتملنا عند ذلك يرتفع التعارض بين الروايات التي قالت قضاء والروايات التي قالت لا قضاء, لأنه تلك قالت: >كلما غلب عليه< فاتتني الصلاة قال بأنَّ >الله أولى بالعذر فيه< إذن لا قضاء. فتعارض الروايات التي دلّت على وجوب القضاء, هذا مثال.

المثال الثاني: في (الكافي, ج8, ص427) الرواية >عن أبي عبد الله الصادق< الرواية أيضاً الراوي واحد لا رواة متعددين, الرواية الواحدة >عن أبي عبد الله الصادق قال: لا يمس المحرم شيئاً من الطيب ولا الريحان ولا يتلذذ به ولا بريحٍ طيبةٍ< الذي صارت روائح من محرمات الإحرام, >فمن ابتلي بشيء من ذلك فليتصدق بقدر ما صنع قدر سعته<.

هذه الرواية أين موجودة؟ موجودة في (الكافي, ج8, ص427, باب الطيب للمحرم, كتاب الحج, رقم الرواية 7275).

تعالوا معنا إلى (التهذيب, ج5) للشيخ, (ص297). الرواية, رواية أخرى هذه ليست نفس الرواية رواية أخرى, >عن أبي عبد الله الصادق< نعم, هنا أيضاً تكشف أنه بعض الرواة ماذا كانوا يفعلون, وهنا أيضاً حاروا أيضاً الفقهاء واقعاً, الرواية نفسها ينقلها >قال لا يمس المحرم شيئاً من الطيب ولا من الريحان ولا يتلذذ به فمن ابتلي بشيء من ذلك فليتصدق بقدر ما صنع< هناك ماذا قراناها؟ >بقدر< هنا صارت >بقدر شبعه< فثلاث نقاط جاءت على السين لأنه هي لا فرق بين سعته, فنقطة من الشين ذاهبة وصارت على سعته وذاهبة كذا .. عند ذلك الراوي عندما رأها شبعه قال >يعني: به من الطعام< هذه >يعني: به من الطعام< كلام من؟ كلام الإمام أو كلام توضيح من الراوي أي منهما؟ والله بالله أنت عندما تكتب في مذكراتك بعض الروايات تضع بينها توضحها بتوضيح واضعه لك, بكرة يأتي شخص كلّ ما في مذكراتك ينزلها, الآن أنت واضع لها أقواس واحد يأتي ما يدري الأقواس ما هي ضرورتها فهذه الأقواس يرفعها فيصير جزء من الرواية, خصوصاً في ذلك الزمان الذي على الجلود و.. هذه كانت, طيب الآن أي منها بقدر شبعه أو بقدر سعته؟ أي منها؟ فرق كبير بين بقدر شبعه يعني ماذا يأكل, واقعاً الف بتعبيرنا ألف دينار الفين دينار خمسة آلاف دينار, أما بقدر سعته طيب هذه تخلف من شخص إلى آخر, واحد قدر سعته ماذا؟ مليون واقعاً, واحد قدر سعته عشرة, طيب كم يدفع؟ إذن بحسبه تصير؟ أنظروا كم الفرق يصير, هذا النقل الذي التصحيف الذي يصير في الروايات, ليس بمهم.

تعالوا معنا الشيخ& في (ج5, من التهذيب) ينقل رواية ثانية التي هي رواية >عن جعفر بن بشير عن إسماعيل عن أبي عبد الله قال سألته عن السعوط< هذا الذي يضعوه في الأنف, والبعض الآن يستعلمه, >عن السعوط للمحرم وفيه طيب, فقال: لا بأس< تلك الرواية قالت: >كلّ شيء فيه رائحة< أقرأ لك الرواية مرة أخرى >قال: لا يمس المحرم شيئاً من الطيب< إذن يشمل السعوط أو لا يشمل السعوط؟ يشمل السعوط, وهذه أيضاً مختصة بالسعوط, إذن مقتضى القاعدة ماذا نفعل؟ عام وخاص, تقول لا يجوز التلذذ بالريح الطيب إلاَّ إذا كان سعوطاً لأن الإمام قال >فلا بأس< ما أدري واضحة هذه ما فيها على القاعدة يعني لأنه ذاك عام قال كلّ شيء وهنا استثنى منه السعوط قال لا بأس ولعل أيضاً بعض الفقهاء إذا يبقى مع هذه يقول قاعدة خاص وعام والخاص يقدم على العام.

ولكن أعزائي هذه رواية إسماعيل هنا مختصرة جاءت الرواية الصحيحة والمفصلة في مكان آخر, الذي يقول بأنه عندما قال الإمام السعوط لا بأس به على ماذا قال لي لا بأس به, الرواية تلك موجودة في (الاستبصار للشيخ الطوسي, ج2, ص179) الرواية: >عن إسماعيل< أيضاً الرواية هنا كانت عن اسماعيل انظروا, >عن إسماعيل عن أبي عبد الله<, الرواية: >عن إسماعيل بن جابر, وكانت عرضت له ريحٌ في وجهه من علةٍ أصابته وهو محرم< إذن المسكين كان ماذا اسماعيل؟ كان مريض عنده مشكلة أصابه ريح وهو محرم >فقلت لأبي عبد الله إن الطبيب الذي يعالجني وصف لي سعوطاً فيه مسلكٌ, قال: لا بأس به<… رواية بعد… هنا ماذا صارت, قال: سألته عن السعوط للمحرم فيه طيب, قال: لا بأس< هناك ماذا؟ الطبيب واصف له مريض, الآن تقول لي آخر هذا الذي نقل, آخر أمانة ما عنده؟ لا يا عزيزي يجوز لأنه عندك سبع وسائط إلى أن مكتوبة الرواية, لعله ما التفت إلى القرائن, لعله كان يتصور أساساً هذا المعنى ليس من أهل الخبرة, ليس من أهل الاختصاص, كونوا على ثقة نحن أيضاً نعيش هذه الحالات, أنه يسألك شيء جالس واحد من عموم الناس عوام الناس يمك يقول أنا سمعت أن السيّد قال لك ما فيه إشكال, يأتي شخص آخر يقول سيدنا أنت قلت, اقول قلت ما فيه إشكال ولكن الذي كان سألني قال لي فلان شيء فلان شيء كنت قلت له هذا ما فيه إشكال ضمن هذه الشروط لا مطلقاً ولكن هو سمع ما فيه إشكال, ممكن هذا.

لا تقول لي بأنه ماذا يبقى من الروايات؟ أقول لا, هذه يعقّد العملية, العملية تتعقد بمجرد أن ترى رواية هناك ورواية هناك عرفت كيف, ولذا التفتوا جيداً, هذا الذي فعله الشيخ في تهذيب الأحكام, الشيخ عموماً واحدة من أهم الفذلكات والأعمال القيمة التي قام بها في كتابه (تهذيب الأخبار) في التهذيب هو أنه حاول بقدر ما يمكن, في ذاك الزمان كم كانت من الإمكانات؟ لا توجد إمكانات ولكن أنت الآن عندك مباشرة تضع سعوط كلّ ما توجد من روايات فيها سعوط تخرج لك مباشرة تستطيع أن تقارن بينهما, ذاك الوقت بحسب ذهنه أو مذكراته .. إلى آخره.

ولذا تجدون الشيخ+ في التهذيب يقول: بأنه هذا الذي قال >لا بأس< يقول: [فمحمولٌ على الضرورة دون الاختيار] تقول له من أين محمول على الضرورة دون الاختيار؟ يقرأ لك هذه الرواية >قال: أصابه ريح وهو محرم .. الطبيب قال له< الشيخ التفت إليها, أن هذه ليست من الروايات الجمع بين العام والخاص, هذه توجد روايات ماذا تفعل؟ تبين لك, ولهذا قال: [فمحمول على حال الضرورة دون حال الاختيار, يدل على ذلك ما رواه عن إسماعيل بن جابر وكانت قد عرضت له ريح وهو محرم] كم عندنا مثل هذه الموارد, خصوصاً مع هذه السعة التي الآن عندنا, الروايات الموجودة عندنا والآن أريد أن أفتح لك الأفق.

كونوا على ثقة, واحدة من أهم, واحدة من أهم هذه اثنين, واحدة من أهم الطرق لمعرفة النصوص عندنا الرجوع إلى نصوص أهل السنة, تقول لي ما هي العلاقة؟ الجواب: أعزائي هذه إن شاء الله غداً أقف عندها وهو أنه جملة من هؤلاء الرواة أفتح عينك ما أقول, جملة من هؤلاء الرواة إما كانوا من طلّاب علماء السنة, ذاك الوقت هذه الحالة, الحوزة شيعية وحوزة سنية لا توجد مجالس عامة موجودة إلى أزمنة متأخرة, وإما كان سنياً وماذا صار؟ واستبصر, فيحمل وهو جاء إلى أهل البيت يحمل تراث كامل من من؟ من السنيين, فعندما يسمع رواية عن الإمام الصادق ومشتركة معه مع سبعين وثمانين بالمائة مع ذهنه وما يكتبها مباشرة حتّى يميز هذه الرواية والرواية التي سمعها من فلان فعندما يكتبها ماذا يصير عنده؟ هذا الذي إن شاء الله تعالى غداً سنقف عليه, وهو المصطلح عليه في كلماتهم بالتخليط في المتن, المتون ماذا صارت؟ تداخلت, أنت تعاين الرواية تجد هناك بيني وبين الله قرائنها وضعها كذا, ولكن جاءت الرواية عندنا جداً متخربطة لماذا؟ لانه هذا سمع شيئاً من الإمام الصادق وفي ذهنه موجودة تلك.

ولذا تجد جملة إن شاء الله غداً اشير إليها, جملة من أعلام أصحاب أهل البيت كانوا عندما جاؤوا إلى أهل البيت فلم ينقلوا أي رواية عندهم من السنة, قال لماذا لم تنقلوا أنتم حضرتم قالوا لا نخاف بأنه كلمة من هناك تأتي ماذا؟ وهذه موجودة في كتبنا الصحيحة.

توضيحه يأتي.

والحمد لله رب العالمين.

  • جديد المرئيات