بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين
كان الكلام في أهمية القرائن السياقية في فهم النص الديني, وهذه قضية أساسية سواء على مستوى البحث القرآني والنص القرآني أو على مستوى النص الروائي, أو حتّى على مستوى نص العلماء, أنت بينك وبين الله الآن كثير من كلمات الأعلام تريد أن تفهمها إذا تقتطع جملة أو جملتين من سياق عام لعله تفهم منها غير المعنى المراد منها, هذه قضية السياق جدُ مهمة, لا يحق لأحد أن يقتطع كلام أحدٍ من سياقه الذي ورد فيه لفهمه سواء كان نصاً معصوماً أو نص غير معصوم, رسالة أرسلها لك أربع صفحات في الضمن توجد عنده جملتين هذه الجملتين اخرجها أنت من سياق الأربع صفحات أصلاً قد تعطي معنىً معاكساً للمعنى المراد.
وهذا مع الأسف الشديد بعض العوام ما أعبر شيء آخر وإن كان بعضهم لا, مرضى القلوب, أنه يذهبون إلى كتب العرفاء أو كتب الذين فيهم كلام فيقتطع من كلامه جملتين يقول انظروا ماذا يقول, أنا ذكرت للأعزة هذا المعنى لا مرة ولا مرتين وضربت لهم مثال: هذا فصوص الحكم لمن؟ لشخص قال البعض فيه بلغ أعلى مراتب التوحيد بعد مقام العصمة, وقال آخرون: إن لم يكن كافراً فلا يوجد عندنا على وجه الأرض كافر, أصلاً هذا أوضح أوضح أوضح مصاديق ماذا؟ إذا هذا ليس بكافر فماذا… ما عندنا كافر. الآن هذا منشأ هذا الكلام ما هو؟ أنظروا هذه العبارة دعوني أقرأها لكم.
يقول: [ومن عرف ما قررناه علم أنّ الحق المنزه هو الخلق المشبّه] يعني الله ماذا؟ أنا وأنت, وأنا وأنت ماذا؟ الله, إذا هذا ليس بكفر إذن ما هو الكفر؟ هذا تأخذها وتجعلها وتقول والله موجودة في الفصوص, نعم والله موجودة في الفصوص ولكن بعدها توجد جملة [وإن كان قد تميز الخلق من الخالق] طيب هذه أيضاً قالها أيضاً المسكين ولم يقل فقط تلك الجملة, فأنت أخذت هذه وتلك نسيتها, أو يذهب إلى جملة على سبيل المثال: [فالحق خلقٌ] عجيب يوجد كفر أوضح من هذا؟ الحق هو الخلق والخلق من هو الحق, طبعاً هو لم يقل الخلق هو الحق, ولكن قال: [الحق هو الخلق] وتوجد عنده فرق بينهما, لا علاقة لي بهذا, ولكنه هو أيضاً يقول: [فالحق خلقٌ بهذا الوجه فاعتبروه وليس خلقاً] يعني وليس الحق خلقاً بذاك الوجه فادكروا] طيب هذه جملتين أيضاً والله موجودة بعدها لماذا أنت فقط تقرأ الجملة الأولى؟!
هذه قرينة السياق أعزائي, ولذا نحن طبعاً يكون في علم الأعزة, ولذا كثيراً احتاطوا كونوا على ثقة, عندما تنقلون سواء كان موافق لنا أو كان مخالف لنا تقول الأشاعرة يقولون هكذا, المعتزلة يقولون هكذا, أعزائي إما تقولوا البعض يقول هكذا ونناقش من يقول هكذا, وإلا قد المساكين الأشاعرة لم يقولوا هذا, ارجع إلى كتابه والله لم يقل عزيزي, لماذا؟ لأنه هذا أنت مقتطعه من سياق نظريته, وهكذا المعتزلة وهكذا … جيد.
هذه القضية أعزائي, المثال الثاني: هذا المثال الثاني الذي هو من الأمثلة الذي فيه أبعاد عقدية حتّى تجدون أن الأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) لانه أنا عندي هم كان أنه الأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) كيف كانوا يعالجون القضايا العقائدية في زمانهم, هذه جداً قضية مهمة, لأن كثير من هذه الأبحاث التي تطرح في ذاك الزمان أيضاً كانت مطروحة.
المثال الثاني وهو: هذا الحديث الذي يقول فيه, وهو حديثٌ مجمع عليه بين علماء المسلمين, يعني إذا صار بناءك أنت تقبل نظرية (لا تجتمع أمتي على ضلالة) يعني هذا الحديث صادرٌ, لأنه هناك خلاف أن هذه القاعدة مقبولة أو غير مقبولة؟ الجواب: في عقيدتنا قاعدة تامة, وإن قال جملة من الأعلام لا سند لها, في اعتقادنا لها, رواية لها سند صحيح معتبر (إذا اجتمعت الأمة على شيء فهو حق). طبعاً عندما أقول اجتمعت الأمة يعني كبار علماء المسلمين, بمختلف بما فيهم مدرسة أهل البيت, لا تقول لأن فيهم الإمام والإمام معصوم لا لا ليس هذا مقصودي, مقصودي اجتماع على الحديث.
من هذه الأحاديث >إن الله خلق آدم على صورته< هذا الحديث واردٌ عند السنة والشيعة بلا ريب ومصادرهم مملوءة بهذا الحديث, بأسانيد صحيحة بأسانيد غير صحيحة, المهم هذا الحديث من الأحاديث المجمع عليها بين علماء المسلمين, بمختلف الاتجاهات أشاعرة معتزلة إمامية ما أدري فلاسفة متكلمين محدثين الكل لا يناقش في صدور الحديث.
هذا الحديث المنهج الظاهري مباشرة قال: إذن الله كما له يد وله عين وله وجه ثبت قرآنياً فله صورة, صريح الرواية, >إن الله خلق آدم على صورته< وهذا ضمير صورته من إضافة الموصول إلى الصفة, الله عنده صفة, ما هي هذه الصفة؟ صورة.
ولذا تجدون ابن قتيبة الذي هو من القدماء وكلماته معتبرة جداً ولكن بشرط أن يكون الكتاب ثابت عنه, (ابن قتيبه تأويل مختلف الحديث, المتوفى 267 من الهجرة) يعني كان معاصر لمن؟ اثنين أو ثلاثة من الأئمة يعني الإمام الهادي والإمام العسكري, والإمام الثاني عشر, واضح.
طبعاً (كلام أحد الحضور) بلي وفاته 267, نعم ولادته 213, بلي. فهو معاصر لمجموعة من الأئمة 213 -267, وهو المعروف عنه كتاب (الإمامة والسياسة) الذي هو مشكوك الانتساب إليه يكون في علم الأعزة, الأخوة الذين يريدون أن ينقلون أن مورد الشك موجود في هذا الكتاب, لأنه الآن توجد كتب متعددة كتب ورسائل متعددة في رد أو في نفي نسبة الكتاب إلى من؟ إلى ابن قتيبة, وكثير من هذه القضايا التاريخية التي تنقلوها حاولوا أن تجدوها في مصادر أخرى لابن قتيبة لا في كتاب الإمامة والسياسة, الآن اتركوه هذا بحث آخر.
هناك يقول: [قال أبو محمد] هو, يقول: [والذي عندي والله تعالى أعلم, أن الصورة] يعني لله [ليست بأعجب من اليدين والأصابع والعين] والله أثبت هذه الحقائق لنفسه أين؟ في القرآن, نعم, المشكلة أن الناس لأنهم يقرؤون القرآن فألفوا هذه الصفات لله, ولكنه لأنه هذه الصفة لم تأتي في القرآن فهم يستوحشون منها [وإنما وقع الإلفُ لتلك لمجيئها في القرآن ووقعت الوحشة من هذه لأنها لم تأتي في القرآن ونحن نؤمن بالجميع] الله كما عنده عين عنده صورة, تقول له: إذا أمكن مولانا تبينون ما هو مقصودكم من الصورة؟ يقول: مقصودنا من الصورة يعني الشكل؟ الله عنده شكل, لا نقول كيفية هذا الشكل لا نبين حدوده أبو سنتيمترين أو أربعة أبو اثنين اعيون وإن كان القرآن إذا قال عين فنقول عين واحدة عنده, كما يعتقدون هم على طريقة الدجال الذي عنده عين واحدة يقولون الله أيضاً عنده تك عين موجودة في كتبهم, عنده يدين نقول يدين, عنده رجلين عنده أربعة أصابع نقول أربعة أصابع خمس أصابع نقول خمس أصابع, ما عندنا مشكلة فيه.
ولذا عندما جاء ابن تيمية إلى هذا المعنى بشكل واضح في (بيان تلبيس الجهمية) انظروا أعزائي هذه ثلاثة كتب مهمات لابدَّ أن توجد عندكم لابن تيمية, إذا تريدون تنقلون أو تثبتون أولاً (مجموع الفتاوى), ثانياً: (بيان تلبيس الجهمية), ثالثاً: (منهاج السنة), رابعاً: أيضاً ضروري جداً ولكن أحتمل قليل تجدوه ولكنه مهم وهو (درء تعارض العقل والنقل). يعني: (بيان تلبيس الجهمية) هو كتابه في التوحيد الذي هو عشر مجلدات أبو 800 صفحة, و(منهاج السنة) في الإمامة الذي 8 مجلدات أبو 500 -600 صفحة, و(بيان درء تعارض العقل والنقل) الذي هو هناك يريد أن يناقش الفلسفة في مسألة العقل بشكل تفصيلي في 11 مجلداً, و(مجموع الفتاوى) الذي هو كشكول من كلّ ما عنده تفسير ورجال وحديث وكلام وفلسفة وعقائد الذي هو في 37 مجلد. هذه الكتب الأصلية لابن تيمية.
في (بيان تلبيس الجهمية, ج6, ص373) يشرح الحديث, يقول: [والكلام على ذلك] على الحديث. >إن الله خلق آدم على صورته< أنا كلّ هذه المقدمة أقولها قد أتأخر ولكنه حتّى يتضح أن الأئمة هذه القضية كانت مطروحة بقوة في زمن الإمام الرضا وقبل الإمام الرضا ولكن في زمن الإمام الرضا أصلاً كانت ثقافة عامة ولذا كانوا يأتون ويناقشون الإمام الرضا, والإمام الرضا كان مضطر أن يدخل هذه المعادلة, وسأشير إلى قضية أن الأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) كلٌ كان يعالج القضايا في زمانه بحسب المطروح لا أنه مسألة موجودة قبل ألف سنة إلى الآن نحن مبتلين بها, لا لا, لا يقول الإمام الباقر ماذا يقول؟ في زمانه ماذا مطروح.
يقول: [والكلام على ذلك أن يقال: هذا الحديث لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة نزاعٌ في أن الضمير عائد إلى الله] إذن >خلق الله آدم على صورته< يعني على صورة ماذا؟ صورة نفسه, [فإنه مستفيضٌ من طرق متعددة من عدد من الصحابة وسياق الأحاديث كلها يدل على ذلك] جيد. هذا أيضاً كلام.
ولذا هو نفسه اعزائي في (ج6, ص525 من الكتاب) عندما يأتي إلى هناك يقول: وحيث أن القرآن أيضاً أثبت له الوجه إذن الله عنده صورة على شكل وجه {أينما تولوا فثم وجه الله} ولذا يقول: [إن هذا المعنى الذي ذكروه وإن كان ثابتاً ..] إلى أن يقول: [ثبوت الوجه والصورة لله] إذن يعطف عطف تفسير الصورة على الوجه, يعني الله له صورة الآن قد تقول صورة يعني صورة معنوية كما جنابك تقول صورة المسألة, أنت في الرياضيات ماذا تقول؟ تقول: صورة المسألة, صورة المسألة يعني شكل أو أمر معنوي, محسوس أو معقول؟ معقول, يقول لا لا أنا عندما أقول الله له صورة مرادي من الصورة يعني الشكل المحسوس.
وبهذا التفتوا, وبهذا انفتح عندهم بابٌ أساسي لأن الله يُرى, جداً قاعدة طبيعية, إذا الله عنده صورة وعنده وجه إذن ما المانع أن يُرى يوجد مانع؟ نعم أنت عندك مانع تقول الله ما عنده صورة, أما إذا ثبت عنده صورة وعنده وجه فلماذا لا يُرى. أنظروا إذن مسألة الرؤية التي مع الأسف الشديد الآن أنا بودي أن الأعزة يدخلون إلى كتب القوم كتبنا, لرد أن الله لا يُرى, قليل بل أقل القليل ملتفت أن هذه المسألة في السياق الطبيعي لمسألة الصورة, إذا أنت تلك ما تنقضها هذه ما تستطيع أن تردها, وفي الأعم الأغلب ما أريد أن أذكر المطلقات, في الأعم الأغلب لم يلتفتوا إلى أنه لماذا يقول.
ولذا محققين منهم هم, الذي توجد دراسة عن هذا الكتاب (بيان تلبيس الجهمية) توجد دراسة عن الكتاب, دراسة قيمة جداً وموسعة ومفصلة التي هي (ج1 من بيان تلبيس الجهمية) قبل أن يدخل الكتاب اسمه (قسم الدراسة) قال من هو ابن تيمية قال نظرياته في التوحيد ماذا كذا, وبعد أن يذكر مسألة الصورة يأتي إلى مسألة الرؤية, يقول: إذن الرؤية ما هي؟ ثابتة, ثابتة جزماً لأنه الروايات أثبتت, القرآن ماذا؟ {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} طيب الوجه لا يرى, العيون ناظرة فطبيعي هذا, الآن أنت اذهب يمنة يسرة اصعد انزل الله كذا. يقول إذا أنت والقرآن, فهذا القرآن, ونحن أثبتنا لك بشكل قطعي أن الله له صورة.
الآن أعزائي, ما أريد أن أدخل الآن في الأقوال التي ذكرت في هذا الحديث أي حديث؟ >أن الله خلق آدم على صورته< ولكن أدلي الأعزة على مصادر هذا البحث فليراجعوه إن شاء الله تعالى.
من المصادر من الكتب التي أنا جئت بها بيني وبين الله كان عندي غرض وإلا عندي عشرات المصادر, هذا الكتاب الذي بيدي يقول: [أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين جمعاً ودراسة] هذا الكتاب يقع حتّى تعرفون في ثمان مائة صفحة بالضبط, يعني بعبارة أخرى إذا ينطبع بطبعاتنا فيصبح مجلدين كبيرين, لماذا أتيت بهذا الكتاب, هذا ماذا فعل؟ هذا ذاهب إلى صحيح البخاري, إلى صحيح مسلم, كلّ ما توجد من روايات عقدية ولكنها فيها مشكلات, مشكلات عقدية جمعها ورافع الإشكال عنها, بينكم وبين الله أين يوجد عندنا كتاب ذاهب وجامع الروايات العقدية في أصول الكافي الذي فيها إشكالات وأجيب عليها, اقتراح للأعزة إذا يريدون رسالة ماجستير أو دكتورا من خيرة الرسائل هذه, بحث بكر جديد, في تحريف القرآن عندكم, في عدم عصمة الأنبياء عندكم, في عدم عصمة الأئمة عندكم في نسيان الأنبياء هذه موجودة في أصول الكافي أو ليست موجودة؟ هذه ما هو جوابها, أين إشكالها السندي؟ أين إشكالها الدلالي كيف تُجمع مع المسلمات عندنا, ابحثوها.
هذا الذي أقول أنا الطرف الآخر يشتغل ليل ونهار ونحن نحتاج أن نشتغل كن على ثقة نحتاج إذا الآن بدأنا فلعلنا نحتاج إلى خمسين سنة مضاعفة لعلنا نصل إلى ما هم عليه, جداً مشتغلين, (كلام أحد الحضور) بلي (كلام أحد الحضور) لا لا ذاك ليس جمع لا لا, أنا أقول فقط أصول الكافي, ذاك جامع كلّ الأخبار ثمَّ أيضاً كذا وكذا, الآن ما أريد أن أتكلم, لا, يقول أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين فقط, نحن أيضاً, وإلا رواية عندنا مثلاً في مستدرك الوسائل أنا ما يهمني ذاك, أنا يهمني من؟ أصول الكافي, يهمني من؟ توحيد الصدوق, يهمني من؟ بصائر الدرجات, التي هذه أهم كتبنا العقدية, هذه كتبنا الأصلية الآن وإلا بالنسبة إلينا الكتب الأخرى الأحاديث التي ما أنزل الله بها من سلطان أصلاً سند ما فيها, ذاك يهمنا؟ نعم واحدة من مصادرنا ماذا؟ مصابيح الأنوار, عرض مشكلات الأخبار الحق والإنصاف جمع كثير من الروايات في هذا المجال ولكن هذا غير المشروع الذي أنا أقوله, التفتوا جيداً.
هذا الرجل جاء هنا ونقول هذه الرواية باعتبار أن الرواية ما هي؟ مشكلة, بدأ هذه الرواية من (ص115) قال: [أقوال أهل العلم, اختلف أهل العلم في هذا الحديث وعلى أي شيء يعود الضمير في قوله >خلق الله آدم على صورته<] هذا ضمير على صورته على صورة من؟ [القول الأوّل: عائدٌ على غير الله] ويذكر هذا القول ويناقشه تفصيلاً, [القول الثاني: أنه عائدٌ إلى الله وأن إضافة الصورة إلى الله من باب إضافة الصفة إلى الموصوف] كما الله عنده يد وعين وعلم وحياة عنده صورة وشكل, هذا أيضاً بحثٌ طبعاً يكون في علمك البحث جدُ علمي, علمي على مبانيهم لا أنه علمي على مبانينا, يعني المصادر الكلمات استخراج الكلمات أدلة الفلان.. إلى صفحة أعزائي وهو يؤيد هذا القول كاملاً يؤيد هذا ويناقش كلّ من ناقش هذا القول إلى (ص135) [القول الثالث: أن الضمير في قوله >على صورته< عائد على الله وتكون الإضافة من إضافة التشريف] على صورته مثل بيتي, كيف أن الله نسب البيت إلى نفسه هذا ليس معناه أن الله عنده بيت, يعني ماذا تشريف, مثل أنه نسب الروح إلى نفسه هذا ليس معناه أن الله له روح وإنما تشريفية, إضافة تشريفية, هذا القول الثالث.
القول الرابع يقول هؤلاء الذين كانوا جداً محتاطين قالوا ماذا؟ قالوا: أساساً مقتضى الاحتياط هذه الرواية ما ننقلها للناس لأنه فيها إيهام ما نستطيع أن نوضحها فالأفضل نكتم هذه الروايات ولا نبينها للناس, لماذا؟ لأنه قد يخرب عقيدة الناس, هذا أيضاً القول الرابع. هذا الأعزة يراجعوه.
والبحث الذي أيضاً يريدون أن يراجعوه الأعزة في كتاب (إثبات الحد لله) للدشتي, المتوفى 665 من الهجرة, هناك يذكر هذا القول في (ص167) [فإنَّ الله عز وجل خلق آدم على صورته, يقول: [الحديث لا إشكال أنه أهل السنة يحملون هذا الحديث على ظاهره ويثبتون به لله تعالى الصورة] ومرادهم من الصورة الشكل لا الأمر المعنوي, لأنه هذا يصرح فيه في الدراسة, في هذه الدراسة بشكل واضح وصريح يقول مرادنا من الصورة ليس الكذا وإنما مرادنا من الصورة المعنى الذي يراد به كذا وكذا, هذا آخر هذه الدراسة عنده بحث مفصل أنه ما هو معنى الصورة؟ انظروا, هناك يقول: [يجدر التنبيه على أنه الصورة التي يراد بيان معنى الصورة في اللغة ويقول والصورة محسوسٌ يدركه الإنسان كصورة الإنسان والفرس يُدرك بالمعاينة والرؤية] هذه الرؤية البصرية يعني الشكل وليس الصورة يعني صورة المسألة يعني المعنى. في (398 من الدراسة في بيان تلبيس الجهمية) جيد. إلى هنا اتضحت هذه القضية. ما أدري المصادر بيد الأعزة.
ولهذا هؤلاء متصلبين كانوا في هذه القضية يعني القائلين بأنَّ الضمير يعود على الله والإضافة من إضافة الصفة إلى الموصوف, حتى عندما جاء العلامة الألباني الذي هو على نفس المشرب, نفس مشرب ابن تيمية نفس مشرب هذه الطريقة ظاهري كذا, ولكن عندما وصل إلى روايات الصورة قال هذه ما نستطيع أن نقبلها هذه منكرةٌ, ولهذا ما رحموه علمياً, يعني (ما خلوله سكة بتعبيرنا) من؟ نفس الوهابية, نفس السلفية, ولذا عنده تعبير من؟ محقق كتاب (إثبات الحد, ص169) يقول: [قلت: ولقد تابعه على هذه الزلّة] يعني إذا قلنا أن الصورة الضمير لا يعود على الله يعبر عنها زلّة [تابعه من المعاصرين الألباني فنصر بشدّة القول بتأويل هذا الحديث والرد على من وافق أهل السنة في إعادة الضمير إلى الرحمان مما جعل الغيورين على نصرة عقيدة السلف يفردون هذه المسألة بالتصنيف والردّ عليه] على من؟ على الألباني. [والرد عليه] كتبوا رسالتين والرسالتين عندي, ما صار أن أأتي بها, رسالتين في الرد على من؟ الآن الألباني أين ذكر هذا, مع أن الحديث صحيح وهذه من غرائب الألباني, مع أن الحديث الصحيح ولكنه ذكره في سلسلة الأحاديث الضعيفة, لم يضعه في (سلسلة الأحاديث الصحيحة) يعني حتّى من الناحية النفسية حارب هذا الحديث لأنه أنت بمجرد أن تسمع (سلسلة الأحاديث الضعيفة) ماذا تقول الحديث؟ مع أنه ليس هكذا, لأنه هو يثبت أن المتن منكر لا أن السند ضعيف.
ولذا نحن مراراً ذكرنا للأعزة لا تغترون أن الرواية وضعها في (سلسلة الأحاديث الصحيحة) لعله ضعيف, ولا تغترون وضعها في الضعيف لعله صحيح لا تخافون, تقول ذكره في الضعيفة, أقول: نعم, صحيح ذكرها في الضعيف ولكن السند ماذا عنده؟ لأنه هو في مقدمة (سلسلة الأحاديث الصحيحة والضعيفة) يقول أنا عندما أقول صحيح أو ضعيف ليس نظري إلى السند فقط, بل نظري إلى المتن قبل أن يكون إلى السند. واضح صار إلى هنا البحث.
الآن هذه القضية طُرحت عند الأئمة ماذا فعلوا؟ طبعاً أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) أنا تابعت الروايات وجدت بأنه عدّة معالجات عالجوا هذه الظاهرة, لأن ابن تيمية قرأنا قال القرون الثلاثة الأولى السلف ماذا كان يقول؟ يعني: القضية واضحة من المسلمات أن الضمير يعود على من؟ يعود على الله, هذا يكشف لك بأنه هذه القرون هؤلاء الذين كانوا قائلين بالتنزيه والله ما عنده صورة وما يُرى, أصلاً كانوا يُعدون أو لا يُعدون؟ أقلية قليلة وإلا الظاهرة الأمويين بنو ثقافة وعلم الأمويين ما كانوا سياسيين فقط, بنو أمية معاوية بنى جيل من العلماء وثقفوا الأمة على العقيدة التي يريدها.
ولذا الشيعة المساكين عندما كانوا يتكلمون, أقلية يخافون أن يتكلموا, أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) أصلاً دخلوا في معارك في هذه القضية. الرواية هذه جاءت عن الإمام الرضا في (البحار, ج4, ص11) الرواية: >قلت للرضا, يا ابن رسول الله إن الناس يروون أن رسول الله قال: >إن الله خلق آدم على صورته<< إذن القضية كانت قضية بتعبيرنا (مخترقة) الواقع الشيعي أيضاً ولذا أنتم الآن تجدون الآن بعض الأحيان الفضائيات المعادية تطرح شيء هؤلاء الذين يستمعون يأتون وماذا يفعلون؟ يأتون إلى علماء الشيعة يقولون هكذا يقولون نحن ما هو الجواب الذي عندنا, نفس الحالة كانت موجودة في زمن الإمام الرضا, يعني أن الثقافة العامة الحالة العامة كانت >إن الله خلق آدم على صورته<.
المعالجة الأولى, والمعالجات الأخرى إن شاء الله طلبكم في وقت آخر إذا صار وقت, >فقال< الذي هو محل شاهدنا السياق >فقال: قاتلهم الله لقد حذفوا أول الحديث< وأنا ما أتصور أن الذين حذفوا أول الحديث ما كانوا يدرون, لا لا, جيد يدرون, ولكن هذا الشغل شغل الإعلامي الماكنة الإعلامية الأموية التي رتبت هذه القضايا, رسول الله قال الله لا يُرى إذن اشتغلوا الله ماذا؟ يُرى, رسول الله قال هكذا في أهل بيته اشتغلوا أهل بيته ماذا؟ هكذا, رسول الله قال بأنه علي هكذا مقاماته, قولوا بأنه أول من أغضب الزهراء من؟ علي, عجيب, بلي أراد أن يتزوج عليها رسول الله صعد المنبر صاح تعارك عند ذلك قال له إذا تريد أن تأخذ من بني أمية, ومن أين يريد أن يتزوج؟ الآن ما وجد علي إلاَّ أن يتزوج من من؟ من بني أمية, والله يا أخي التاريخ.. ذاك الوقت أمير المؤمنين أيضاً قال له باختيارك الآن أنت ما تريد طيب ما باللازم ماذا نفعل, قال له إذا تريد أن تأخذ فأنا لا أمانعك ولكن لابدَّ أن تطلق بنتي, وكأنه اثنين أصحاب الشارع والله… يبقى حائر وهذه جاءت أين في صحيح البخاري والآن من مسلمات فكر السنة هذا.
أنتم انظروا وحائرين واقعاً, لأنه استطاع بني أمية بهذا الجهاز الإعلامي الضخم الذي عبروا عنه بسبعين ألف منبر في كذا سنة كانوا يشتمون عليا, ألف منبر ألفين منبر الآن لست عند العدد, كلّ المنابر, ولهذا كانت ثقافة عامة, الذي يتغاضى عن لعن وسب علي قالوا كانوا يصيحون أين السنة أين السنة, ماذا فعل؟.
قال: >قاتلهم الله لقد حذفوا أول الحديث إن رسول الله’ مرّ برجلين يتسابان< واحد يشتم الآخر >فسمع أحدهما يقول لصاحبه قبّح الله وجهك ووجه من يشبهك< لمن؟ هذا يشتمه >فقال: يا عبد الله لا تقل هذا لأخيك< الآن تريد أن تشتمه تقبح وجهه, أما لماذا تقول له >ووجه من يشبهك فإنَّ الله عز وجل خلق آدم على صورته< طيب يشبهه لهذا, الآن بينك وبين الله الآن اعتدلت الرواية واضحة جداً الرواية. أنظروا السياق ماذا يفعل, فإذن ضمير >خلق الله آدم على صورته< على من يعود؟ على صورة آدم, خلق الله آدم على صورة هذا المسبوب الذي أنت تقبح وجهه هذا, هذا السياق, انظروا ماذا يفعل, عند ذلك نحن كم رواية عندنا من هذه بينك وبين الله أحد ذهب وجمعها أنه كم رواية مقطوعة من سياقها وجاءت في نصوصنا أو نصوص القوم لا فرق.
إذن أعزائي, من أراد أن يستند, أصلٌ في علم الحديث من أراد أن يستند إلى نصٍ لفهم ذلك النص عليه أن يبحث جيداً أن هذا النص ورد في سياق أم لم يرد, فإن ورد في سياق فلابدَّ أن يبحث تاريخياً في أي سياق ورد هذا النص, وإلا هذا التاريخ أمامكم, من ابن قتيبة الذي 213 من الهجرة يعني أوائل القرن الثالث, تمام إلى يومنا هذا الأمة ماذا؟ تقول لي هؤلاء مؤاخذين, أنا في قناعتي ومثبت هذا أنهم ليسوا مؤاخذين, العالمين مؤاخذين لأنه يصيرون مقصرين, أما هؤلاء مئات الملايين من المسلمين الذين يتبعون أمامهم وعلمائهم يقولون الله له صورة وهذه روايات صحيحة في أهم الكتب ويعتقدون بهذا, بيني وبين الله مؤاخذة؟ قاصر على ماذا, أنا لكم أسالكم أن هؤلاء (ربعنا) في القرى والأرياف سواء في العراق أو في إيران أو في مكان آخر, عندما عنده مسألة فقهية أو عقائدية عند من يرجع؟ يرجع ويبحث عن عالم من علماء الوهابية يسألهم؟ أو عالم منطقته يسأله؟ يعني أنت تتوقع أن يذهب ويسأل علماء الوهابية, طيب فلماذا تتوقع أنت من أتباع الوهابية والأشاعرة أو السنة أو الصوفية عنده مسألة يأتي ويسأل عالم من علماء النجف على ماذا يعني؟ طيب يسأل من؟ علمائه, طيب هو يثق بعلمائه وعلمائه هكذا يقولون له, هو ما هو ذنبه, هو ليس مقصر, هو عليه أن يسأل أهل العلم وبحث بالنسبة إليه أن أهل العلم من هم؟ هؤلاء.
ولذا نحن مراراً ذكرنا والآن أؤكده للأعزة لعله بكرة يذهب في (الفيسبوك هذا) أنه عموم المسلمين يدخلوا الجنة, لأن الذي يستحق النار, طبعاً إلاَّ إذا عندهم أعمال سيئة, عندهم معاصي ذاك بحث آخر, لا لا, إذا رجل مصلي صائم وكذا وكذا ولكن عقيدته فاسدة لماذا فاسدة؟ لأنه علمائه فاسدين في العقيدة لم يعلموه إلاَّ هذه, في كتبهم لم توجد إلاَّ هذه, هذا يخد لهم خد إلى الجنة يدخله كلّ من قال لا إله إلاَّ الله محمد رسول الله’ وليس في قلبه ذرة من بغضنا, نعم ينبغي أن لا يكون معاند ومبغض لنا, أما أن يكون موالياً ويكون معتقداً بإمامتنا لا (أنا لا دليل عندي على أن الإمامة شرط في الدخول إلى الجنة, نعم البغض مانع من الدخول إلى الجنة).
نعم, درجات المؤمنين يعني درجات الشيعة, طبعاً هذا تعبير المؤمنين أيضاً شاملهم أبداً كلّ إشكال ما فيه لأن الإيمان له درجات, حتّى شامل المسيح, أيضاً ذاك مؤمن بالله وبنبيه, مؤمن كافر, بلي مؤمن كافر, ما المشكلة, يؤمن بالله, نعم يؤمن بالله, يؤمن بالتوحيد نعم يؤمن بالتوحيد, الآن بغض النظر عن تكليفه, هؤلاء كلهم إذا ثبت أنهم من القاصرين لا من المقصرين فهم بفضل الله يدخلون إلى الجنة ولكن لا الدرجة التي فيها كذا وكذا, على أي الأحوال.
إذن المعالجة الأولى التي عالج بها أئمة أهل البيت هذه الرواية, أنهم قالوا أنها اقتطعت من سياقها.
تتمة الكلام تأتي.
والحمد لله رب العالمين.