بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين
10
ليس بأيديهم نور العقل وليس بأيديهم توجيه العترة, حتّى يقول لهم أنه أين تدخلون, هذا المدخل الذي دخلتم والله لا تصلون إلى نتيجة, هذا المدخل سوف يبعث لكم إلى المهالك, هذا دور أهل البيت.
ولذا أنت تجد أن علماء الشيعة فلاسفة, عرفاء, متكلمين, محدثين, أصوليين, فقهاء, كلّ ما اختلفوا لم يخرج أحد منهم قال مجسمة, صحيح أو لا, من الذي حفظهم هذا الخط الأحمر من الذي جعله لهم؟ العترة حفظتهم, وإلا العقل وحده أيضاً ليس كافياً لماذا؟ لأن العقل عند أولئك أيضاً كان موجود, لا أنهم ليسوا أصحاب عقل.
أنت ترى إلى الآن ست سبع نظريات توجد في مسألة أمرٌ بين أمرين) أصلاً ما معنى هذه الجملة ماذا تفسر هذه الجملة المتواترة عن أئمتنا (لا جبر ولا تفويض ولكن أمرٌ بين أمرين) لا أقل السيّد الصدر يذكر خمس معاني لها في الجزء الثاني أو الثالث اذهبوا وراجعوا, الأسفار يذكر سبع معاني لها, ما معنى (أمرٌ بين أمرين) يعني نصف جبر ونصف تفويض؟ مخلوطات وحده على الأخرى, من هنا جبر ومن هنا يبدأ تفويض, يعني ماذا؟ يعني ماذا (أمرٌ بين أمرين)؟ طيب السيّد الخوئي يقول عندما يصل إلى العبد جبر وما بعده يصير تفويض, طيب قالوا له: متى صار الجمع بين باطلين يصير حقٌ؟ لأنه أنت تقول (لا جبر ولا تفويض) يعني كلاهما أمرٌ باطل, إذا جمعنا بين باطلين يخرج من خاصرته حق بينكم وبين الله؟
ولكنه التفت, ولا تجد عالم من علماء الشيعة وقع في الجبر أو وقع في التفويض, لماذا؟ لأن أهل البيت أعطوك الخط الأحمر, قالوا لك أنه أنت في هذه الدائرة حلل وأعطي النظرية وتكلم ولكن بالك توقع بالجبر باطل, توقع بالتفويض باطل, هذه بركات العترة, هذه بركات أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) وإلا إذا هذه لم توجد عند ذلك نحن عقولنا ماذا؟ أكبر من فلان وفلان وفلان, طيب أولئك أيضاً عندهم عقول وكتبوا وألفوا .. وما شاء الله مصادرهم أضعاف مصادرنا, ولكن لماذا وقعوا في مثل هذه المطبات العقدية والأخلاقية والدينية و… ما السبب؟ السبب: هو أن هذه الدوائر لم تحفظ لهم, إذن أعزائي أرجع إلى بحثي.
القرينة الثالثة: وهي القرائن الحالية, يعني: أنا كلّ ما تكلمت في خطورة القرائن الأولى والثانية, هذه القرائن الحالية والارتكازية المحيطة بزمن صدور النص أخطرها جميعاً, والذي عادةً نحن أيضاً لم نلتفت إليها, يعني ماذا؟ يعني: كاملاً الآن عندما نأتي نقرأ النص, نبوي كان قرآني كان ولوي كان, أبداً, ماذا نفعل؟ أول عمر نقوم به ماذا؟ نجرده من كلّ ظروفه الذي صدر فيها, ثمَّ نحاول أن نفهم النص, مع أنه هذه النصوص هذه الآيات هذه الروايات هذه الكلمات إنَّما صدرت واقعاً مجردة أم صدرت في ظروف خاصة أي منها؟ في أجواء خاصة, هذه الأجواء ليست المقصود منها يعني أجواء درجة الحرارة, يعني أجواء فكرية أجواء ثقافية أجواء دينية, أنا الله يعلم الآن لو أقل لك تعالوا نبحث خلق القرآن, تقول لي خلق القرآن يعني ماذا حتّى, أيوجد أحدٌ شاك أن القرآن مخلوق, هو القرآن الذي نزل على قلب الخاتم بعد كذا نبي, أيوجد أحدٌ يشك أنه ليس مخلوق يعني ماذا؟ ولكن أنت ارجع المسألة إلى ظروفها الأولى, تجد لا, معركة قرنين ثلاثة عاشوا فيها علماء المسلمين أن هذا كلام الله مخلوق أو ليس بمخلوق؟ فإذا أنت هذه المسألة جردتها ماذا؟ نفس روايات الجبر والتفويض, أنت اذهب إلى زمان أهل البيت تجد أن الأمويين أسسوا لنظرية الجبر, لماذا أسسوا؟ حتّى الناس دائماً يقولون الله أراد أن ذاك يصير ملك وأنا ماذا؟ ومشت وأخذت مجالها وإلى يومنا هذا, وإلى يومنا هذا نحن نعيش بعض آثار الجبر في حياتنا من غير أن نشعر.
أنت واجد بأنه كثير من المصائب التي تصير على المرأة وعلى الرجل وعلى حياته, يقول والله طيب مقسومة ماذا أفعل لها؟ هذه مقسومة ماذا أفعل لها يعني ماذا؟ أجبني ماذا يعني؟ جبر يعني ولكن خرجت بلفظ ألطف, وإلا ما معنى مقسومة, أبداً ليست مقسومة, أبداً, وإلا تصير قسمة واقعاً واحد يقسم له يصير سيد الأوصياء وواحد يقسم له يصير الشمر.
فلهذا من باب المثل وإلا ما أريد أن أقول: هؤلاء الجبريين يقولون قال لإبليس عقل عندك ما عندك عقل كنت مجنون أو ما كنت مجنون, الله يقول لك أنا شيء أنت تقول أنا ما أقبل أيوجد عاقل أن يقول؟ عمي خالف أحد مثلك بعرضك لا أنه تخالف من؟ آخر وين عقلك صار؟ قال: والله أنا ما خالفت قال الله كتب مسرحية هذه المسرحية آدم لابدَّ ماذا يفعل؟ لابدَّ أن يقفون يسجدون له وأنا لابدَّ ماذا؟ فأنا مثلت دوري وليست بيدي القضية هو كتب المسرحية وأنا طبقتها, فالمشكلة من؟ المخرج وضع لي دور أنه أنا أسجد أو لم أسجد؟ فلم أسجد هو كتب لي السيناريو أنا ما هي علاقتي؟ هذا الإخراج الفني لنظرية الجبر.
اسمع (كلام أحد الحضور) شيخنا اسمع إذا أنتم تريدون أن تتكلموا فيوجد خمسين أخوة أيضاً يريدون ان يتكلموا, إذن أنا ما أسمع باعتبار أنه تصير قسمة ضيزا أنه لك اسمح وجانب الأخ أيضاً يريد أن يتكلم ذاك أيضاً فالبحث لا يصير بحث درس.
إذن أعزائي التفتوا, تعالوا معنا لنفهم أولاً: أصلٌ: أن النص لكي يُفهم لابدَّ أن نقرأ النص في الظروف التي صدر فيها النص, هذا ما أريد أن أقول أن القرآن مرتبط بتلك الظروف, كما تحاول بعض النظريات المعاصرة في علوم القرآن, لا لا, أريد أن أقول أنت إذا استطعت أن تقف على الظروف المحيطة كاملاً تستطيع أن تفهم أن هذا النص كان مرتبط بشأن خاص أو مرتبط بشأن عام أنت تستطيع أن تشخص ذلك.
حتّى لا أطيل على الأعزة أضرب مثالاً: الآن في أجوائنا الحوزوية مذ مائة وخمسين سنة مئتين سنة ثلاثمائة سنة أربعمائة سنة أقل أكثر ما أدري تاريخها, عندما يسألون عن الفقيه عن الأفقه عن الأعلم عن… هذه الاصطلاحات المتعارفة في الحوزات العلمية بمجرد أن يسمع هذا اللفظ من الأفقه ذهنه أين يذهب؟ يذهب ذهنه إلى مباحث علم الكلام أو إلى مباحث التفسير, أو إلى المباحث التي تكتبت في هذه الكتب طهارة ونجاسة وصوم ومعاملات هذه الأبحاث.
بعبارة أخرى: الفقه الأصغر.
بعبارة أخرى: فقه المعاملات بالمعنى الأعم, لأنه العبادات أيضاً فقه المعاملات بالمعنى العام.
ومن هنا أنت عندما تعيش هذه الحالة الثقافية الدينية في حوزاتنا العلمية إذن عندما تسمع قال الصادق >وددت أن أضرب على رؤوس أصحابي لكي يتفقهوا< ذهنك أين يذهب؟ إلى الرسالة العملية, أو إلى مكان آخر يذهب؟ من الواضح, لماذا؟ لأنه هو الاصطلاح المتعارف في الحوزات العلمية.
الآن تعالوا معنا إلى نصوص العلماء الأوائل أنهم ماذا يقولون أن هذه كلمة الفقه والأفقه والفقيه والمتفقه وكل مشتقاته أصلاً استعمالها أين كان؟ يعني عندما صدرت الروايات عن النبي وعن الائمة والآيات الظرف الذي صدرت فيه ماذا كان يفهم من ألفاظ الفقه والفقيه والمتفقه والأفقه إلى آخر المشتقات الموجودة عندنا؟
ما أطيل على الأعزة, هذا أمامكم المحجة البيضاء) يعلم الأعزة أن (المحجة البيضاء) بتعبيره هو في (تهذيب الإحياء) هو أنه ينقل أو يهذب الروايات التي لم ترتبط الكلمات التي ليست على مبانينا كذا, ينقلها أولاً من صاحب الإحياء يعني الغزالي ثمَّ بعد ذلك إذا عنده مخالفة يقول أقول, أقول هذه له, وإلا المكان الذي لا يوجد عنده أقول أو ما ينقل شيء كذا فكله كلام من؟ كلام الغزالي في (إحياء العلوم) هناك يقول عنوان عنده: [بيان ما بدل من ألفاظ العلوم] في (ج1, ص81, بحسب هذه الطبعة التي عندي دفتر انتشارات إسلام للحوزة العلمية) [اللفظ الأوّل الفقه, يقول] هذا كلام من؟ هذا كلام صاحب الإحياء الغزالي, [فقد تصرفوا فيه بالتخصيص والتحويل إذ خصصوه بمعرفة الفروع في الفتاوى والوقوف على دقائق عللها واستكثرا الكلام فيها, وحفظ المقالات المتعلقة بها, فمن كان أشد تعمقاً فيها, وأكثر اشتغالاً يقال هو الأفقه] إذن تبين هذه من زمان الغزالي القرن السادس السابع بدأت هذه الظاهرة وليست جديدة, حتّى في أفق السنة, [ولقد كان] طيب هذا الغزالي يقول هكذا يقول هكذا في عصرنا كانت, إذن هي كلمة الفقه في العصر الأوّل عندما كانت تستعمل ماذا كانت؟ قال: [ولقد كان اسم الفقه في العصر الأوّل مطلقا, مطلقاً] يعني يطلق ليس مطلقا, [مطلقاً على علم طريق الآخرة ومعرفة دقائق آفات النفوس, ومفسدات الأعمال, وقوة الإحاطة بحقارة الدنيا وشدة التطلع على نعيم الآخرة واستيلاء الخوف على القلب] أصلاً يوجد علاقة بين المطلبين أو لا يوجد أصلاً؟ من أين استدل بهذا؟ مستدل بالآية القرآنية, يقول أن الآية القرآنية قالت: {ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم} تعلم كتاب الطهارة فيه إنذار؟ فيه مواعظ, فيه خوف الآخرة, أصلاً ما هي علاقته, أصلاً لا ملازمة بين الفقه الاصطلاحي يعني تعلم الحلال والحرام وبين الانذار في الآخرة ما هي العلاقة بينهما؟
ولذا يقول: [وما به الانذار والتخويف هو هذا العلم دون تفريعات الطلاق واللعان والسلم والإجارة, فذلك لا يحصل به انذار ولا تخويف] ثمَّ يدخل في هذا البحث تفصيلاً إلى أن ينتهي من البحث, وهنا من الموارد القليلة وهو قليلة عنده الموارد, من الموارد القليلة التي الفيض الكاشاني ما عنده أقول, يعني ماذا؟ قولوا يعني ماذا؟ يعني موافق على كلّ الكلام هذا, لأنه هو المكانات التي يختلف فيها أو يريد أن يضيف عليها ماذا يقول؟ يقول: [أقول] على سبيل المثال, انظروا: [أقول: قال أبو حامد, أقول: قال أبو حامد, أقول: قال أبو حامد, أقول.. ] وهكذا, هنا لا يوجد فيها [قال أبو حامد] كله ينقل كلامه, نعم ماذا يفعل أنا أقول لكم؟ بعض القصص ما أدري الكذائية التي ينقلها أبو حامد الغزالي في الإحياء ماذا يفعل لها؟ على القاعدة يهذبها ويشذبها وأصل المطلب ينقله إليه. هذا الفيض الكاشاني.
تعالوا معنا, طبعاً هذا البحث إذا الأعزة يريدون إذا يردون أن يراجعوه في كتاب (إحياء العلوم, ج1, دار المعرفة, ص31) موجود أصل البحث هناك.
تعالوا معنا إلى الشيخ الطوسي, زعيم الطائفة. في ذيل هذه الآية 123 من سورة التوبة {ليتفقهوا في الدين} يقول: [والتفقه تعلم الفقه] جيد ما في مشكلة, [والفقه] التفت ما هو معنى الفقه في الآية المباركة [والفقه فهم موجبات المعنى المضمنة بها من غير تصريح بالدلالة عليها] هذه ما هي علاقتها بالفقه الاصطلاحي في الحوزات العملية, يقول المراد من الفقه في آية تفقه, ليست تعلم الحلال والحرام, تعلم المضامين التي في داخل المعارف التي نتيجتها تقربها إلى الجنة وتبعدك عن النار, ولكن [وصار بالعرف مختصاً بالحلال والحرام] أي عرف؟ هذا ليس العرف العام, هذا ليس عرف الشارع؟ العرف الخاص عرف الحوزات العملية, هذا أيضاً كلام من؟ شيخ الطائفة, حتّى لا تقول الغزالي حتّى أنه متى كان الغزالي حجة علينا لا لا, الغزالي أولاً نحن ما استدللنا بالغزالي نحن استدللنا بالفيض, لأنه نحن إمضاء الفيض كان بالنسبة إلينا, وهذا كلام الشيخ الطوسي. هذه (ج5, ص322, في ذيل 123 من سورة التوبة).
وعلى هذا الأساس عندما نأتي إلى السيّد الطباطبائي في ذيل هذه الآية المباركة من سورة التوبة يعني (ج9, ص404) يقول: [ومن هنا يظهر أولاً: أن المراد بالتفقه تفهم جميع المعارف الدينية] وأنا لا أتصور أنه يوجد الآن مفسر شيعة وسنة يقول أن المراد من التفقه في الآية يعني خصوص الحلال والحرام, لأنه توجد قرينة في الآية بغض النظر عن القرائن الأخرى والاجواء توجد قرينة لفظية في الآية ما هي؟ {في الدين} التفقه في ماذا؟ إلاَّ جنابك تقول الدين يعني كتاب الطهارة, هذا والأمر إليك ماذا أقول له. كتاب الطهارة دين أو جزءٌ أصغر من الصغير في الدين, أي منهم؟ كم حجم كتاب الطهارة في كلّ المعارف الدينية؟ واحد من الألف, واحد من عشرة آلاف ما أدري والله, وقيمتها واقعاً قيمة جداً نازلة في ضمن التوحيد. أنت سامع في مكان دلني على رواية يقول ومن المستحبات أن تقرؤوا آية الوضوء بعد الصلاة, ولكن لا توجد في مكان إذا تذهب إلاَّ ويقولون لك اقرأ آية الكرسي بعد الصلاة, يعني ماذا؟ لماذا لا يوجد عندك شيء تقرأ صورة مرتبطة بالصوم, ولكنه أينما ترك في صلاة واحدة سورة التوحيد فهو كذا وكذا لماذا؟ لأنه هذا يريد أن يبين لك عظمة معارف التوحيد, عظمة معارف الإمامة, عظمة معارف المعاد, أما معارف الفقه أنت لا يوجد عندك في مكان, يوجد عندك يستحب قراءة فلان آية وفلان سورة وفلان وكذا…
إذن عندما نأتي إلى الروايات التي قراناها في أصول الكافي والإخوة إن شاء الله يراجعونها في (أصول الكافي) أو نقرأ هذه الروايات الواردة: >قال: ألا أنبأكم بالفقيه كلّ الفقيه< أنت ذهنك أين يذهب؟ من حقك أن تقول بأنه الفقيه كلّ الفقيه أولاً وبالذات يصدق على من كتب في كتاب الطهارة عشرين مجلد, النبي’ كونوا على ثقة لم يبين هذا, الآن رواية من عندنا من عندهم لا يهم روايات كثيرة بهذا المضمون >قالوا بلى, قال: من لم يقنط الناس من رحمة الله ولم يؤمن من مكر الله, ولم ييأسهم من روح الله, ولم يدع القرآن رغبةً إلى ما سواه<. أصلاً المفهوم أين المفهوم المتعارف في حوزاتنا الذي الآن بينك وبين الله أفضل الأعلام ما هو؟ في حوزاتنا الآن أفضل الأعلام ماذا؟ حتّى أنتم أنتم النوعي, إذا أنا عندي درس كلام هنا أو درس تفسير إذا يوجد درس كتاب الطهارة صار تعارض ايهما تقدمه؟ تذهب إلى درس الطهارة, لماذا؟ لأنه أساساً التربية الدينية لنا هي هذه, لأنه نحن ألقينا قلنا كلّ ما جاء في القرآن والرواية يؤكد على هذه المسألة أي مسألة؟ على مقدمة الواجب, ولهذا عندك استعداد تجلس في مقدمة الواجب أربع سنوات ماذا؟ تبحثها, صحيح أو لا, هذه الآن اذهبوا إلى الحوزات العلمية, الدورة الأصولية تقريباً وصلت إلى عشرين عام, بعض الأعلام دورتهم الأصولية كم؟ عشرين عام.
من باب اللطيفة الجو حتّى يتبدل وضعه, يقولون: مفكر أمريكي أو غربي, وجد طلبة هناك وقال له أنتم أين تدرسون فقال له أنتم أين تدرسون؟ فقال له: نحن ندرس في الحوزة العلمية, قال له: ماذا تدرسون, قال ندرس مثلاً: مقدمة الواجب, قال له: يعني ماذا مقدمة الواجب؟ قال: يعني إذا قال المولى صير على السطح نسأل نضع دراج أو لا نضع دراج, قال: أيها المجانين هو الذي يصعد على السطح يستطيع أن يصعد بلا سطح …, طيب عندما يقول لك اصعد على السطح يعني ماذا؟ … طيب ليس معناه أن (تكمز) وتصعد إلى السطح… واقع الأمر هم أيضاً هكذا يقولون, آخر المطاف كونوا على ثقة بعد ست سنوات مقدمات الواجب, لأنه بعض الأعلام في النجف من غير ذكر الأسماء, بحث مقدمة الواجب كم؟ في ست سنوات, آخر المطاف قال بأنه هذه القضية من الناحية العقلية يمكن الاستدلال على إثباتها ويمكن الاستدلال على نفيها, اختاروا ما شئتم نثبت خلافه ولكن الوجدان يقول ما يستطيع أحد أن يصير على كذا إلاَّ كذا, طيب إذا كان الوجدان فعلى ماذا أنت ست سنوات.. وكونوا على ثقة جملة من أبحاثنا ما أريد أن أقول كلّ حتّى لا يصير استغراق, جملة من الأبحاث الفقهية والأصولية الآن في حوزاتنا العلمية من هذا القبيل, يعني أنا أعبر عنها علوم محترقة يعني ما فيها مجال للبحث, يعني علمائنا بحثوا في النتيجة إما طهارة أهل الكتاب ماذا تقول؟ إما طاهر أو نجس فيه احتمال ثالث فيه احتمال رابع نظرية خامسة, والله عمي إما طاهر, وكل الذي ينبغي أن يقال في الطهارة قيل وكل ما ينبغي أن يقال في النجاسة أيضاً قيل, عند ذلك أنت أيضاً تقضي عمرك سنتين في مسألة طهارة أهل الكتاب بينك وبين الله هو العمر كم؟!
إذن, هذا المثال أكتفي به, وهو: أنه أساساً, طبعاً أمثلة كثيرة توجد لعله في أول الأبحاث أشرت إلى مثال الشبهة, الآن قف عند الشبهة فإنَّ الوقوف عند الشبهات خير من الاقتحام في الهلكة< أنت الآن إذا تعطيه بيد أصولي أو بيده شخص ذهنيته ذهنية حوزة أول ما يسمع شبهة يقول أي شبهة هذه؟ يقول إما شبهة مفهومية أو شبهة مصداقية, أو شبهة تحريمية أو شبهة وجوبية, وحقه لماذا؟ لأنه هو هذه اصطلاحاته فعندما يسمع لفظ الشبهة ذهنه أين يذهب إلى ما هو المصطلح, مع أن الأئمة عندما عبروا شبهة ما كان مقصودهم الشبهة الاصطلاحية في الحوزات العملية, وإنما كان مرادهم المعنى اللغوي للشبهة وهذا ما صرح به أمير المؤمنين قال: >إنَّما سميت الشبهة شبهة لأنها تشبه الحق< لأن الذي يريد أن يضلك ما يأتي يقول لك المسلمات لا تؤمن بها, ماذا مجنون طيب تدري أنه ما يقبل منك, ماذا يفعل؟ يلبس الحق بالباطل, يمزجها, يشبهها, {فزين لهم الشيطان أعمالهم} زين يعني فعل, يعني (بتعبيرنا العراقي: ضرب لها بنتلايت صبغ حق وباطنها باطل) طيب أنت أيضاً ركضت ورائها, الآن هذه الدعوات الباطلة التي الآن في العراق التي يأن منها العراقيين وغير العراقيين دعوات المهدوية ودعوات البابية وكذا, أنت إذا تنظر إلى الدعوى بيني وبين الله ارتباط بالمهدي وابن المهدي واخت المهدي وبنت المهدي وهكذا, كانت خارج واحدة هنا في قم امرأة المهدي, وهذه جمعت مئات الملايين يومياً مجتمعة في فلان قرية وفي فلان قرية قالت المهدي قال لها في فلان مكان يحتاجون مسجد, فلابدَّ أن تدفعون, طيب وهؤلاء المساكين هذه تأتي بذهبها وتلك تأتي بكذا وتلك تأتي بكذا.. زوجة المهدي.
الآن من أين جاءت هذه ثقافة المهدي؟ جاءت من الثقافة من هذه القنوات التي قالت نحن في عصر الظهور, يعني الحالة الاجتماعية والحالة النفسية هيؤها ماذا؟ ليس عصر الظهور, أصلاً كلّكم سوف ترون, ما أدري تعرفون المصاديق التي أقولها, بعضهم قال لا, ليس عصر الظهور, نحن في وقت الظهور, هذه سنتي .. هكذا خلص ما بقي شيء, طيب أنت عندما تهيأ الناس هكذا ويأتي شخص وتأتي عمامة أنا ما أذهب يميناً ويساراً والله أشبه بنفسي الآن مجموعة من الناس في مختلف البلاد تثق بكلامي أو لا تثق بكلامي؟ بينك وبين الله إذا بكرة أنا جمعت مجموعة وقمت أبثها هنا وهناك وأقول أنا ملتقي بالحجة والحجة أراد هكذا, تتصور ما أجد مريدي؟! طيب هذا الآن هكذا يصير, أنت هيأته نفسياً, هيأته اجتماعياً, هيأته عاطفية, ورجل ثقة خرج وقال له, هو هذا, الآن إلى ان يفتهمون أنا ماذا؟ قضيت وطري منها .. خلصت القضية. والآن هذه كلّ هذه الظواهر نعيشها.
إذن تعالوا معنا نرجع مرة أخرى, كونوا على ثقة أنا إنَّما أقول ذلك وقلبي ممتلأ على الوضع الذي أراه وضعنا الديني وضعنا السياسي وضعنا الاجتماعي وعندنا مسؤولية, في زمان ما كانوا يجعلوننا نتكلم, ولكن الآن ما يستطيع الآن أحد أن يقول أن الشيعة ما عندهم فرصة أن يبدو كلامهم, لا أقل في العراق يوجد عندك أربعين فضائية شيعية, أربعين فضائية, في يوم نحن كنا والله لم نصدق أن يعطونا منبر مئتين نفر نجلس ونتكلم معهم, صح أو لا, الآن يعطوك منبر ويستمع لك مائة وخمسين دولة في العالم الشيعة كلّ العالم يفتحون ويجلسون, يعني يمكن يحضروك عشرة ملايين يمكن يحضروك عشرين مليون ما أدري والله, صح أو لا, ومفتوحة على مصراعيها, تعالوا اعرضوا بضاعتكم.
إذن أعزائي, العامل الثالث وهو: ضياع القرائن أعم من أن تكون لفظية أو سياقية أو ارتكازية فإنها تُعد من أهم عوامل تعارض الأدلة.
العامل الرابع يأتي.
والحمد لله رب العالمين.