بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين
العامل الرابع: هذا العامل الرابع يُعد من العوامل الأساسية والمهمة في فهم النص الديني عموماً, وليس فقط الروايات. نعم, تأثيره في الروايات أكثر من مكان آخر ولكنه لا يختص بالروايات.
قبل أن أشير إلى حقيقة هذا العامل الرابع, هناك بعض الأمور بودي الإشارة إليها.
الأمر الأوّل: الذي لابدَّ أن يلتفت إليه الأعزة, تعلمون جيداً, بأنه أساس النص الديني قائم على الظهور وحجية الظهور. يعني: نحن إذا أخذنا هذه المسألة من المعارف الدينية فيبقى قيمة لأي نص ديني أو لا يبقى قيمة؟ لا يبقى قيمة, قيمة النصوص الدينية أعم من أن تكون قرآن أو رواية إنَّما هي قائمة على أساس ظهورات هذه النصوص, فإذا صار البناء أننا أسقطنا حجية الظهور, فيبقى لذلك النص قيمة معرفية أو لا يبقى؟ لا يبقى, ولذا تجدون الأخباريين عندما أسقطوا حجية ظواهر القرآن, فالقرآن صار ماذا؟ للقراءة على القبور ولا فائدة له أخرى, لأنه أنت لا يمكنك أن تستفيد منها فائدة معرفية, يعني تأخذ منها عقائدك تأخذ منها أخلاقك تأخذ منها أحكامك تأخذ منها .. أي شيء لا تأخذ منها, إذن ماذا؟ يقول اقرأه فيه ثواب وهذا أيضاً فيه فائدة.
ولذا وجدتم أنه في بعض المراحل التاريخية واقعاً القرآن أبعد عن حياة الناس, أقصي عن حياة الناس, فلم يبقى له إلاَّ أنه أنت عندما تصير فواتح فقط تذهب تقرأ قراءة القرآن, وإلا في الحوزة لا تجد درس قرآن لا تجد درس تفسير لا تجد درس علوم قرآن, لا تجد شيئاً, لا تجد كتب قرآن لا تجد كتب تفسير لا تجد مؤلفات لا تجد أي شيء, ولكن عندما تريد أن تسمع القرآن؟ بيني وبين الله عندما يريدون أن يتجوزون يأخذون القرآن على رأس العروسة, وعندما يموت يقرؤون بفاتحته وعندما يصير على القبر يقرؤون السورة عليه, لماذا؟ لانه الثقافة صارت أن القرآن ظهوره حجة أو ليس بحجة؟ ليس بحجة.
إذن الظهور هو قوام النصوص الدينية, إذا سقط الظهور تلكأ أو أي آفة أخرى أصابت الظهور ماذا يحصل لنا؟ كلّ المعرفة الدينية لنا تسقط عن الاعتبار.
ومن هنا تجد أنه علم الألسنيات الحديثة الذي يأتينا من الغرب ومن بعض المغتربين عندنا بدؤوا يستوردوها واقعاً لو تمت هذه النظريات لأنهت ماذا عندنا؟ لأنهت عندنا أهمية النص الديني, صار نص تاريخي إذا أردنا أن نفهم ذاك الزمان, كيف أنه أنت تذهب وتقرأ المعلقات السبع حتّى تعرف ظروف ذاك الزمان, اذهب واقرأ القرآن حتّى تعرف ظروف ذلك الزمان, لأنه نص تاريخي هذا, لا نص إنساني يمشي مع الإنسان.
من هنا الحق والإنصاف أن علماء الأصول التفتوا إلى أهمية هذه المفردة, وعظمة وقيمة هذه المفردة في الأبحاث, ولذا وقفوا عند أبحاث حجية الظهور خصوصاً في المائة سنة والمائة وخمسين المئتين سنة الأخيرة ما لم يقفه أحدٌ من علماء نظرية المعرفة.
انتم الآن لو تأتون تجدون بأنه بحث حجية الظهور في الكتب الأصولية عندنا, تأخذ قسطاً واسعاً, أساساً الظهور ما هو؟ ما معنى الحجية؟ متى ينعقد الظهور, القرينة المتصلة ماذا تفعل, القرينة المنفصلة ماذا تفعل؟ التفصيلات في حجية الظهور, من قصد إفهامه من لم يقصد إفهامه, هل أنه يشترط أن يوجد ظن على الوفاق لا يشترط ذلك .. إلى عشرات الأبحاث بُحثت عندنا في حجية الظهور.
التفتوا, إذن في جملة واحدة عنوان البحث وهو: أن الظهور هو قوام النص الديني, لولا الظهور لما قام للنص الديني أي شيء.
أنا الآن ما أريد أن أبحث, بحثت هذا البحث مفصلاً في كتاب الظن, الذي بحوثي الخارج, الظن هناك وقفت عند مسألة الظهور بشكل مناسب. وكذلك وقفت عنده في كتاب (منطق فهم القرآن) الإخوة الذين يريدون أن يراجعوا. ولكن ما أعرضه ما يرتبط ببحث التعارض عندنا بعض الحيثيات من الظهور التي أريد أن اقف عندها والتي تؤثر على عملية التعارض بشكل مباشر. وتوجد عندنا تعارضات كثيرة. ومنشأها ما هو؟ منشأها الظهور, وما لم نفهم ذلك سوف نقول متعارض متعارض … وهو في الواقع لا يوجد أي تعارض.
قبل أن يتضح هذا العامل جيداً, يوجد اصطلاحين أو مسألتين:
المسألة الأولى: الظهور ينقسم إلى ظهور ذاتي وإلى ظهور موضوعي, ما معنى الظهور الذاتي وما معنى الظهور الموضوعي. حتّى لا نطيل على الأعزة, مباشرة نذهب إلى أول من اصطلح هذه الاصطلاحات موجودة في كلمات الآخرين ولكن أول من اصطلح عليها سيدنا الشهيد الصدر+ في (تقريرات السيّد الهاشمي, ج4, ص291, تحت عنوان: الظهور الذاتي والموضوعي) سيدنا ما هو الظهور الذاتي؟ قال: [الظهور الذي يتبادر إلى ذهن شخصٍ عندما يقرأ نصاً معيناً] الآن نفس هذا النص لو أعطيته لشخص آخر, يعيش في ظروف أخرى يتبادر إلى ذهنه ماذا؟ معنىً آخر. هذا الظهور لو كان ظهور عام ما اختلف هذا عن هذا, إذن هذا ظهور عام أو ظهور شخصي؟ بدليل ماذا؟ بدليل أنه نفس هذه الجملة بالنسبة إلى شخصين هنا يفهم معنى وهذا يفهم منها معنىً آخر.
ولذا يعرفها في جملة واحدة يقول: [الظهور الذاتي هو الظهور الشخصي الذي ينسبق إلى ذهن كلّ شخص شخص] سيدنا هذا واحد أم متعدد؟ يقول هذا متعدد بتعدد الأشخاص ولكن أي أشخاص؟ يقول: هؤلاء الأشخاص الذين يعيشون ظروف وملابسات وثقافة ومهنة وغير ذلك فيحصل في ذهنه أنس مخصوص بمعنىً مخصوص لا يفهمه العرف العام من اللفظ].
بالأمس الأعزة أتصور مثالك واضح في ذهن الأعزة, ما هو؟ الفقه الذي قلنا, أنت الآن لو تعطي أي إنسان ما مأنوس ماذا يجري في الحوزات العلمية فقط تقول له فقط, يذهب إلى المعنى اللغوي يذهب عن معناه, أما في الحوزة بمجرد أن تقول له فقه أين يذهب معناه؟ إلى المعنى الاصطلاحي لماذا؟ لأن هذا سنخ ثقافته هي هذه, طبعاً هذا في بُعد مجموعي وفي بُعد شخصي أيضاً ماذا؟ كذلك.
سؤال: ما هو الظهور الموضوعي؟ الظهور الموضوعي واضح, قال ما هي الحكمة؟ قال: وضع الشيء في محله, قال ماذا يعني ما يقابلها؟ قال قلت بينت, عندما الحكمة هذا يعني ماذا؟ يعني غير الحكيم من لم يضع الشيء, إذا كان الظهور الذاتي هذا الظهور الموضوعي ما هو؟ هو الظهور الذي ينسبق إلى الذهنية العامة الجميع يفهمون هذا, ولذا يقول: [والظهور الموضوعي هو الظهور النوعي الذي يشترك في فهمه أبناء العرف والمحاورة الذين تمت عرفيتهم] وعلى هذا الأساس [فالظهور العرفي عند أهل العرف هو عامٌ بموجب القوانين الثابتة].
ولذا أنتم تجدون الآن وصية صادرة قبل مائة سنة مئتين سنة الآن أيضاً تقرأها تفهم منها معاني عامة الكل يفهمها لا يختلف فيها اثنان.
إذن البحث أو المسألة الأولى: أن الظهور قد يكون ذاتياً وقد يكون موضوعياً.
سؤال: الشارع أو الأدلة التي قالت أن الظهور حجة أي ظهور حجة الذاتي أو الموضوعي؟ هذه جداً من الأبحاث الأساسية, إذا شخص لم يدرس علم الأصول يقول الشارع قال الظهور حجة طيب هذا ينسبق إلى ذهني, فهو ماذا؟ فكل واحد يفهم الدين بشكل, تقول له ليس بهذا الشكل, الناس ما يفتهمون هذا الشكل, يقول أنا ما علاقة لي بالناس, أنا هذه افتهمها هكذا, انتهى.
الجواب: هذه المسألة طُرحت في علم الأصول ونقتحت وبين أن الأدلة الدالة على حجية الظهور إنَّما جعلت الظهور الموضوعي حجة لا الظهور الذاتي, هذه إلى هنا أتصور واضحة لا مشكلة فيها.
إنَّما المشكلة أين؟ في المسألة الثانية. ما هي المسألة الثانية, وهي: أنا أقدم مقدمة أعزائي وبعد ذلك أرجع إلى البحث.
إذا تتذكرون في بحث الفقه قلنا: أن اللغة متى يحتاج الإنسان إليها؟ ما بعد الاجتماع, هذا أولاً. إذن اللغة ظاهرة اجتماعية. هذا أصل لا يختلف عليه واقعاً أهل التحقيق في فقه اللغة.
ثانياً: أنه إذا ثبت أن الظاهرة من الظواهر الاجتماعية فالظواهر الاجتماعية متغيرة أم ثابتة؟ ماذا تقولون؟ الجواب: أن الظواهر الاجتماعية تابعة لاحتياجات ذلك المجتمع, فكلما كانت الاحتياجات بسيطة وساذجة الظاهرة أيضاً على مستواها, أما إذا تعقدت فالظاهرة تبدأ تتعقد, الآن القوانين, نحن بينك وبين الله إلى قبل مائة سنة ومائة وخمسين سنة لا عندنا قوانين الأجواء, ولا عندنا قوانين البحار, ولا عندنا قوانين الكامبيوتر, ما أدري إلى .. صح, الآن يستطيع الفقه يدخل ما يعطي قوانين الكامبيوتر ماذا؟ طيب كثير من السرقات سرقات كامبيوترية, طيب حكمها ماذا؟ إلاَّ أن يذهب إلى الصندوق يسرقه ويفتحه ويسرق يعني إذا سرق كارتي وسرق الرقم السري هذه ليست سرقة؟ والأمر إليك إذا لم تكن سرقة, هذا معناه إذن الدين ليس بكامل, طيب, خلوة, الخلوة ماذا؟ يعني إلاَّ إذا تجلسها قبالك في غرفة وتقفل الباب, لا, هذه الاتصالات بالكمبيوتر بالانترنت وماذا؟ وأي شخص لا يستطيع أن يدخل, مرة يستطيع الشخص مثل ما الآن توجد غرف عندما يتكلم, فذاك الطرف ماذا؟ يعني أنت الذي تقوله الآخرين أيضاً يسمعون والذي هي تقوله أيضاً الآخرين يسمعونه, هذا ما تكلم شيء وهي أيضاً ما تتكلم شيء, أما إذا لا يسمعك إلاَّ هي ولا تسمعها إلاَّ ماذا؟ هذه خلوة أو ليست بخلوة؟ أيستطيع أحد أن يقول أنها ليست بخلوة, الخلوة ليس معناها المكاني, الخلوة أنه تستطيع أن تختلي بأجنبيةٍ تقول لها ما لا تقوله في العموم, هذه هي الخلوة, ولذا نحن عندما جاء بحث الخلوة قلنا بأنه الخلوة ليست قضية مكانية حتّى نرى أنها قفلت الباب أو لم تقفل الباب, طيب جيد, هذا كيف صارت هذه؟ بيني وبين الله الآن في زمن الإمام الصادق والله هذه لم توجد, أحكام البحار, الآن أحكام البحار من المعارك في القرن القادم أحكام ماذا؟ أحكام المياه, يقولون القرون القادمة ليست حروب نفط حروب ماذا؟ حروب مياه, لماذا؟ لأنه الآن الدول عرفت عظمة الماء فبدأت تبني سدود على الأنهار التي تمر عليها, نهل النيل يمر لعله من ست أو ثمان دول, الدجلة والفرات الذي الآن يمر من تركيا, الآن توجد معركة بين العراق وماذا؟ على ماذا المعركة؟ طيب هذه من المباحات الأولية, بابه راح ذاك الزمان, مباحات أولية ماذا, هذه المباحات الأولية لذاك الزمان أنه يذهب كلّ شخص ويأخذ سطلة ماي ويذهب إلى بيته, لا أنه يستطيع أن يصنع سد يمنع مائة مليار متر مكعب, هذا عنده حق أو لا؟ صحيح أو لا؟ أنت >من أحيا أرضاً مواتاً فهي له< بينك وبين الله لو للشركات متعددة الجنسيات تقول لهم: قانون إلهي إسلامي ديني قرآني يقول: >من أحيا أرضاً مواتاً فهي له< والله بثلاثة ساعات يأتي ويحييلك 95% من أرض الموات في العراق فماذا تصير؟ طيب أنت ألم تقل رسول الله قائل لماذا تشرد.
الجواب: اذهب وأجب, ما أدري اذهب وأجب.
إذن, أعزائي الحياة الاجتماعية بدأت تتعقد تتطور إذن القوانين التي تضع لها ماذا تصير لابدَّ؟ اللغة واحدة منها, ولذا الآن واحدة من مشاكل الدول في العالم وهي أنه في كلّ دولة متطورة أو متقدمة أو التي تريد أن تلحق بالتقدم, عندما تأتي وتجعل لجان من أهل اللغة حتّى يضعون اصطلاحات للأدوات الحديثة التي تستحدث حتّى يضعون أمامها ماذا؟ ألفاظ, أليس هكذا, وإلا إذا ما تفعل هكذا أنت بعد عشرين سنة ثلاثة سنة أربعين سنة تجد نصف لغتك حذف واستعمل مكانها ماذا؟ والآن أيضاً موجود.
أنت ماذا مقابل الانترنت؟ قل لي؟ لا يوجد عندك, رغم أنفك لابدَّ أن تقول انترنت, ماذا مقابل الكامبيوتر, وآلاف الاصطلاحات, أصلاً أنت عندما تذهب وتتكلم مع الأطباء مع كذا, مع كذا, يقول بيني وبين الله عشرات الآف من الاصطلاحات مقابل فارسي لا يوجد لها, مقابل عربي لا يوجد لها, تقول إذن ماذا نفعل؟ يقول لابدَّ أن نستعملها بمصطلحها الأصلي. النتيجة ماذا؟ النتيجة: أن ثقافتك الأصلية يعني اللغة العربية شيئاً فشيئاً ماذا تصير؟ سوف تستهلك, سوف تفقد محتواها الأصلي.
إذن اللغة ظاهرة اجتماعية والظواهر الاجتماعية ماذا؟ متغيرة, وخصوصاً لا الألفاظ السياقات التركيبية, لأنه تعلمون أن الألفاظ لها معنى, والسياق والجملة لها معنىً آخر.
سؤال: بناءً على هذه المقدمة المختصرة التي هي مقدمة أساسية, التفتوا إليها, نحن عندنا ظهور موضوعي في عصر صدور النص, متى؟ متى صدر النص, النص القرآني متى صدر؟ قبل ألف وأربعمائة سنة, أليس هكذا, الآن نحن نريد نأتي نفهم هذا النص, هذا الظهور في عصر النص أو في عصرنا هذا نفس الظهور في عصر النص أو قد يختلف؟ هذا الذي علمائنا اصطلحوا عليه بالظهور في عصر الصدور والظهور في عصر الوصول, قالوا قد يتفق وقد لا يتفق, من باب المثال: في اللغة الجرثومة ماذا؟ في اللغة الجرثومة السيّد, فالآن أنت ادخل الآن على شخص رئيس وقل له أيها الجرثومة.. والله يقول اضربوا رقبته, لماذا؟ لأنه اصطلاح كان موجود متعارف ولا توجد مشكلة, الآن تبدل الآن إما نقل تحول و… والجمل التركيبية أيضاً.
من هنا طرح علماء الأصول, علماء الأصول التفتوا إلى القضية جداً, طبعاً أهل التحقيق منهم لا أي واحد مثل السيّد محمد باقر الصدر, التفت قال عندنا مشكلة عويصة في علم الأصول, وفي علم ظواهر الأدلة, قال: [هنا سؤالٌ آخر: أن الظهور الموضوعي] لا الظهور الذاتي, قلنا الحجة للظهور الموضوعي لا للظهور الذاتي [أن الظهور الموضوعي الحجة] يعني الذي يمكن الاستناد إليه [هل هو المعاصر لزمن صدور الكلام أو المعاصر لزمن وصول الكلام] أي منهما حجة ذاك أم هذا؟ الآن افترض الآن فرض المحال ليس بمحال, افترض بأنه هذا النص كان بيد علماء يعني ظهور موضوعي, فهموا منه شيء, نفس هذا النص الذي الآن يعطوه لك تفهم منه ماذا؟ أنت أيضاً عالم لا ظهور ذاتي, ظهور موضوعي, أي ظهور الشارع قال لك حجة هذا أم هذا أي منها؟ يعني أدلة حجية الظواهر قالت ذاك حجة أو هذا حجة؟ أي منها؟ الجميع اتفق أن الحجة ماذا؟ ذاك, لا هذا, أبداً.
عند ذلك من هنا ماذا انفتح؟ التفتوا جيداً, عند السنة انفتح بابٌ اسمه فهم الصحابة للنص القرآني, تقول له القرآن هكذا ما يقول؟ يقول صحيح, ولكن هؤلاء الصحابة كانوا عايشين حول من؟ حول رسول الله, وفهموا من النص القرآني ماذا؟ هذا المعنى, تقول له ما يدل؟ يقول دعه لا يدل ولكن أنت بالنسبة أنت ما تفهم الفهم الصحيح من؟ ذاك, وهذه واحدة من أعمدة نظرية السلفية, انظروا, ليست السلفية الجهادية, السلفية الدينية الدعوية, لأن السلفية على ثلاثة أقسام, السلفية التي تعتقد أنه لابدَّ أن نرجع لنفهم النص الديني من خلال ما فهمه السلف الصالح, النظرية السلفية لا يذهب ذهنك أنه كلما قلنا سلفية يذهب ذهنك إلى القاعدة, أنا بعثوا لي رسالة وقالوا لي لماذا سيدنا تتكلم عن السلفية, والله بالله نحن لا قاعدة ولا وهابية ولا كذا. صحيح.
ولذا الألباني ليس من السلفية الجهادية من السلفية الدعوية, السلفية الدعوية أو السلفية العلمية يقولون نحن.
انظروا أضرب لكم مثال: لو أنت فهم من النص القرآني شيء, والإمام المعصوم بروايةٍ صحيحة قال معنى الآية هذا لا هذا, أيهما حجة عليك فهمك أو بيان الإمام؟ لماذا؟ يقول لأنه هؤلاء أعرفوا مني ومن غيري بفهم النص القرآني, هم نفس هذه الخاصية نفس هذا الدور أعطوه لمن؟ لمن أعطوه؟ للصحابة. يقولون الصحابة هؤلاء كانوا عايشين مع رسول الله وكان رسول الله هو المدرس وكان هو المعلم, وكان هو المفسر وكان هو المبين, {لتبين للناس ما نزل إليك}, ولذا يقولون: إذا أجمعوا الصحابة على شيء فهو حجة أبداً لا تناقش.
ومن هنا جاءت نظريات سنة الصحابة, لا أقوال الصحابة, سنة الصحابة, تقول له طيب الصحابة ليسوا معصومين؟ يقول بلي أنا أيضاً معك, أنا أيضاً أقول ليس بمعصوم, ولكنه أنت أيضاً تعمل بسنة الأصحاب, بأي دليل؟ بدليل أنه بينك وبين الله الآن لو جاءك نص لزرارة مفتهمها ومحمد بن مسلم ويونس مفتهمين تقول فهمك حجة أو فهم هؤلاء الذين كانوا معاصرين للأئمة حجة؟ ماذا تقولون فقهنا على ماذا قائم؟ قائم على أنك ما تفهمه أو ما فهمه من كان حول الأئمة؟
ومن هنا جاءت نظريات إذا أعرض الأصحاب سقطت الرواية, طيب هو أعرض أنا لماذا؟ قال: لا لا هو ذاك لابدَّ وجد شيء أنت لم تجده, فهم شيء أنت لم تفهمه, ومن هنا جاءت نظرية عمل الأصحاب, تقول له الرواية لا فيها دلالة ولا فيها سند, يقول: الأصحاب عملوا, لابدَّ وصلهم من حيث السند ومن حيث الدلالة نحن لم نفهمه, هذا يعني ماذا؟ يعني الصحابة معصومين, يقول لا لا, ليسوا معصومين ولكن بيني وبين الله تعرف آراء الرئيس من خلال من؟ من خلال الذين يحيطون به. الآن أنا أدرس عشرين سنة ثلاثين سنة مجموعة من الطلبة ملازمين عندي ثلاثين سنة ينقلون عني رأي, تقول والله هؤلاء لم يفتهموا, أقول والله إذا هؤلاء لم يعرفوا فمن يعرف, طيب هؤلاء ينقلون آراء أستاذه, أصلاً نحن كلّ آراء النائيني وما أدري الخوئي والصدر من أين أخذناها من عنده أو أخذناها من مقرريه؟ طيب لماذا لا تقول هو هكذا افتهم؟ يقول لا لا, عشرين سنة ثلاثين سنة ملازم لها افتهم المطالب, ما أدري واضح.
إذن انفتح عندنا باب الإجماع, وباب فهم الأصحاب, باب فهم الصحابة, وباب هذه كلها نتيجة لأمر واحد, وهو أن الظهور الموضوعي الحجة هو الظهور الذي ماذا؟ معاصر لعصر الصدور, أو لعصر الوصول؟ لعصر الصدور. جيد.
(كلام أحد الحضور) الآن أقول إذا اختلف فلابدَّ أن تسقط فهمك تضعه جانباً هذا الرأي العام الموجود عند علماء الإمامية. واحدة واحدة… ماذا يبقى لنا, لننظر أنه يخرج منها شيء أو ما يخرج. التفت. إلاَّ أن تقول بأنه أنا والله لا الطوسي فليكن سبعة وتسعين طوسي سبعة وتسعين مفيد وسبعة وعشرين صدوق يقولون ولكن أنا ما أفتهم, ماذا يقولون لك الحوزة؟ أنت من أصلاً, هذه الأساطين لم يفتهموا المعاصرين والقريبين من عصر الصدور أنت فهمت كيف يصير؟! أصلاً علم الرجال الذي عندنا كله قائم على هذا, علم الرجال قائم على أساس أن أولئك كانوا قريبين من عصر الأئمة, وكتبوا ثقة أو ليسوا ثقة؟ والآن هم الحجة, التفت.
سؤال: جيد, الآن نحن جئنا في عصرنا لا أنه علمنا أن فهمنا يختلف لو شككنا أن هذا الذي نفهمه هو كان مراد الإمام في عصر الصدور أو ليس مراده؟ عندنا طريق نعالج فيه المشكلة؟ يعني نقول هذا الذي فهمناه من النص الديني هو الذي أراده من؟ أنا لو كنت عايش مع المعصوم أقول هو الذي أراده, لأن الظروف نفس ماذا؟ أما ظروفي أنا اختلفت, فهو الذي أراده. هنا علماء الأصول حاولوا بشق الأنفس أن يُعطوا حجية لفهمنا وأنه مطابقٌ للظهور في عصر ماذا؟ في عصر الصدور, من طريقين: الطريق الأوّل: سموه الاستصحاب القهقرائي, الطريق الثاني: سموه أصالة عدم النقل, أي طريقة؟ الطريق الأوّل الاستصحاب, ما هو الاستصحاب؟ الاستصحاب المتعارف عندك يقين وبعده شك, فتستصحب اليقين السابق المتيقن السابق إلى الآن, في الاستصحاب القهقرائي القضية معكوسة يعني الآن عندك يقين بفهمك وتشك قبل ألف سنة مثل هذا أو لا؟ فماذا تفعل؟ تعكسها تقول نعم, يعني شك سابق ويقين لاحق, فتأخذ اليقين اللاحق وتأخذه أين؟ من باب ضيق الخناق يقال لك أنه إذا ما فعلنا ما يبقى عندنا شيء, (كلام أحد الحضور) بلي ليس بحجة ولكنه هو هذا الطريق الذي استعملوه لإثبات الحجية, إذا هذا ما تقبله فاقرأ الفاتحة على كلّ الظهورات. هذا الرأي.
ولذا السيّد الصدر& جاء إلى هذا الدليل وقال أن هذا الدليل جداً تعبان, لابدَّ أن نخرج ننحت له دليلاً آخر, يعني دليل بعد الوقوع, يعني لا تناقشوني لابدَّ هذا الظهور نجعله ماذا؟ وإلا إذا لم نجعله حجة يبقى حجر على حجر في الظهورات الدينية أو لا يبقى؟ لا يبقى, جاء طريق آخر سماه طريق عدم النقل, أصالة عدم النقل, أو أصالة الثبات في اللغة.
الآن هذا الطريق الطريق الثاني والطريق الأوّل سنقف عندهما وبعد ذلك سننتقل إلى كيف أن هذا يؤثر على عملية التعارض.
والحمد لله رب العالمين.