بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين
كان الكلام في العامل الرابع وهو: التمييز بين الظهور الذاتي والظهور الموضوعي من جهة, والتمييز بين الظهور الموضوعي في عصر الصدور, والظهور الموضوعي في عصر الوصول من جهة أخرى.
قلنا: أن هذا العامل يُعد من أهم العوامل أو من العوامل المهمة في وقوع كثيرٍ من التعارضات بين الأدلة وفي الواقع أنه لا يوجد أي تعارض في ذلك.
ذكرنا في البحث السابق, أنه في المقدمة لابد أن نعرف ما هو موضوع الحجية, ذكرنا أن موضوع الحجية ليس ما ينسبق إلى ذهن الإنسان بمقتضى خلفياته الذهنية والفكرية والعقدية. وإنما ما يفهمه عموم الناس ما يفهمه أهل الاختصاص و.. الذي عبرنا عنه الظهور الموضوعي في قبال الظهور الذاتي, وهذا بحثٌ مهم أعزائي لابدَّ أن يُراجع في محله في نظرية المعرفة وهو أنه أساساً هل يمكن للإنسان أن يتجرد عن ذاتياته لفهم نص من النصوص أو لا يمكن؟
بعبارة أخرى: هل يمكن أن يلقي عن عينيه عيني فكره نظارة كلّ تراثه وثقافته وفكره وعقيدته هل يمكن أن يطرحها جانباً لفهم النص أو لا يمكن؟ لا أقل أقول لكم إن هذا إن لم يكن متعذراً فلا إشكال أنه من الأمور العسيرة جداً. الآن أنت أي رواية من الروايات الواردة في أي كتاب من الكتب إذا تعطيها لشخص يعتقد بالأول والثاني والثالث حتّى لو كانت الرواية ظاهرة في النقص والذم هو ضمن معطياته الفكرية يقرأ قراءة مدح.
الأخوة الذين متابعين لبرنامجنا (مطارحات في العقيدة) قلنا: بأنه هو فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام, هذه يعتبروها من أهم فضائل عائشة, طيب أنت الآن أعطيها إلى الطرف الآخر الذي ينظر إليها أو عنده نظرة سابقة, اعتقادية ما أريد أن أقول جزافية, عندما يضع هذه النظارة على عينه, يقول جزماً هذا لا فقط ما فيها مدح هذه فيها ماذا؟ ذم لعائشة مع أنه هو نص واحد, فهل يمكن للإنسان أن يتجرد أو لا يمكن؟ يمكن أن يتجرد, في النتيجة الإنسان هو مجموعة من الأفكار والاعتقادات والتصورات والظروف البيئية والجغرافية و… إلى غير ذلك, إذن عندما يقرأ النص يقرأه ضمن هذه النظارة, الآن المهم الآغايون هكذا يدعون وإن كان نحن لا نوافق على هذا التمييز بين الذاتي وبين الموضوعي, أساساً ذكرنا مراراً في (أصول التفسير) ذكرنا, وفي كتاب (الظن) وايضا تفصيلا في كتاب (منطق فهم القرآن) ذكرنا أن هذا التفصيل والتمييز لا معنى له, ولكن أنا الآن أتكلم على مباني القوم.
المسألة الثانية: قلنا وهي المسألة الأخطر والتي هي طُرحت في كلمات علمائنا, وهي: الظهور الموضوعي في عصر صدور النص, والظهور الموضوعي في عصر وصول النص, وخصوصاً أنا وأنتم الذي تفصلنا فاصلة كم؟ الآن الفاصلة قد تكون عشرين سنة ثلاثين سنة خمسين سنة مائة سنة ممكن بشكل, نقول قريبون من عهد صدور النص, أما أنا وأنت ماذا قريب منا في عصر صدور النص؟ تفصل, وإذا بعد ذلك بعد ألف عام, وبعده أبو صالح لم يخرج لا علم لنا, بعد خمسة آلاف عام.
عبارة تنقل عن السيّد الإمام في أيامه الأولى الذي كان هذا الجو عصر الظهور وأيام الظهور وكذا, كان شخص قد ذهب إلى السيّد الإمام, أنا أنقلها بواسطة واحدة الذي كان في المجلس, فقال: الحمد لله رب العالمين نحن أيضاً الآن نعيش عصر إن شاء الله قرب الظهور وإن شاء الله أنتم إذا تتذكرون في وقتها أيضاً صار شعار في ذلك الزمان حتّى أنك مجاور للمهدي لا أنه حتّى ظهور المهدي, حتّى (كنار) مهدي, ما أدري الإخوة يتذكرون الذين كانوا في إيران آنذاك, هذا الشعار أخذ موقع كبير في الشارع في شعارات الناس أنه احفظ السيّد الإمام حتّى ظهور الإمام, بعضهم ما اكتفى حتّى ظهور الإمام, حتّى (كنار مهدي) لا أنه إلى هناك يذهب لا لا يبقى مع المهدي, فضمن هذا الجو أحد العلماء كان قد جاء من منطقة ما – ما أريد أن أأتي بالاسم- فقال له هذه الجملة, يقول: الإمام مباشرة على خلاف عادته اغتاظ وغضب من هذا الكلام, قال له ما هذا الكلام الذي تقوله, ولعل الإمام إلى خمسة آلاف سنة لا يخرج, أنا المهم عندي أي جملة؟ خمسة آلاف سنة, يعني ماذا؟ نحن نريد أن نعيش نجعل دكاكين عصر الظهور, يعني ماذا؟ طبعاً تقول لي بيني وبين الله لعله هذه الجمعة التي تأتي يخرج أنا ما أدري, أنا ما أدري ولكنه كما لا يحق لي أن أثبت لا يحق لي أن أنفي أبداً >كذب الوقاتون< أبداً.
ولذا في محله يوجد بحث قيم في الإمام المهدي وهو: أنه يعلم زمان ظهوره أو لا يعلم؟ جملة من المحققين يقولون لا يعلم, هو لا يعلم متى الظهور, ولذا أوصى شيعته بالدعاء لتجعيل الفرج, هو إذا يعلم فلا يحتاج على ماذا بفلان تاريخ سوف يخرج على ماذا؟ ولذا من أهم الأدعية الدعاء لتعجيل فرجه الشريف. المهم, دعونا نحن.
تعالوا معنا إلى مسألة عصر وصول النص, إذا اختلف عن عصر صدور النص, مرة تذهب أنت وتحقق وتعلم أن هذا الظهور في زمانك يعني ما تفهمه من النص, هو الذي كان مراداً لظهور عصر الصدور فبها ونعمت, لا مشكلة عندنا, ومرة تحرز عدم الموافقة, طيب تتعامل مع ماذا؟ على أساس عدم الموافقة, يعني مع العلم بالمطابقة أو مع العلم بعدم المطابقة المسألة واضحة, وإنما الكلام كلّ الكلام إذا شككنا هذا الذي الآن نفهمه من الآية المباركة أو نفهمه من النص النبوي أو من النص الولوي لعله كان له ظهورٌ في ذلك الزمان يختلف عن هذا الظهور الذي في زماننا, طيب الحجة أي منها؟ الإمام يتكلم معي أو يتكلم مع أولئك؟ طيب لا معنى لأن نقول أنه يتكلم معنا, يتكلم مع ماذا؟ ولذا كلّ قواعد حجية الظهور تقول بأنه المخاطب يبني على أن المتكلم يتكلم معه, إذن يفهمه ضمن سياقاته هو الفكرية والدينية والثقافية والاجتماعية والبيئية والسياسية كلها ضمن هذه الظروف, فإذا شككنا ما هو الحل؟ والمفروض أن الحجية لذاك أو لهذا؟ ماذا قلنا في الدرس السابق؟ قلنا لذاك لا لهذا, إذن هذا الذي أنا أفهمه من النص الديني حجة أو ليس بحجة؟ ليس بحجة, والعمل به يُعذر يوم القيامة أو لا يعذر؟ لا يعذر, لماذا؟ لأن الدليل قال ذاك الظهور حجة لا هذا الظهور حجة, إذن العمل به, إذن القضية جداً تصبح خطيرة, أنا أأتي إلى مجموعة من الروايات وأقرأها وأفهم منها ظهور أقول والظهور حجة, لا لا, أبداً, الظهور الذي ثبتت حجيته أي ظهور؟ ظهور عصر الصدور ذاك لابدَّ أن تحرزه وتقول عليّ حجة لا أي ظهور ولو في هذا الزمان. ما أدري تجدون أهمية وخطورة البحث, لا يقول لي والله هذه الآية قبالي وأنا أقرأها وأفهمها هكذا, الجواب: هو من قال بأنه توجد حجية ماذا؟ طبعاً أنا أتكلم على مباني القوم وإلا أنا معتقد أساساً كلّ ظهور في كلّ زمان حجة, أنا أتكلم على مباني القوم الذين قالوا أن الظهور حجة أي ظهور؟ ظهور عصر الصدور لا ظهور عصر الوصول. أنا من القائلين بحجية كلّ ظهور في كلّ زمان ضمن ضوابطه كان صدوراً كان وصولاً الآن بعد خمسة آلاف سنة بعد عشرين ألف لا فرق, وهذا الذي انظروا. الذي ما يلتفت إلى المسألة ويقرأها هذه هكذا بشكل هكذا كذا ويعبر عليها, لا, أصلاً هذا أصل الدين هو هذا. أنت تقول لي الروايات أفهم منها هذا الظهور, طيب هذا الظهور ليس بحجة عليك لابدَّ أن تثبت أن هذا الظهور هو الذي كان يثبته المخاطبين به في عصر صدور النص.
من هنا حيث أن المبنى الأصولي القائم في كلمات الأصوليين هو ذاك, ولذا احتالوا لإثبات أن ما نفهمه في هذا الزمان هو الذي أريد منه في ذاك الزمان, كيف؟ عن طريقين, واضح أو لا الآن لماذا اضطروا إلى هذا.
العلاج الأوّل: الذي ذكره السيّد الشهيد+ وذكره الأعلام في (تقريرات السيّد الهاشمي, ج4, ص293) هناك بعد أن ذكر [أن الحجية موضوعها الظهور الموضوعي في زمن صدور الكلام والنص لا وصول الكلام والنص] الحجية لذاك لا لهنا, جيد. فإذا شككنا أن هذا الذي نحن نفهمه ليس مطابقاً لذاك فماذا نفعل؟ قال: [والمحققون قد عالجوا هذه النقطة بأصل عبروا عنه بأصالة عدم النقل] يعني بعبارة أخرى: غمض عينك قل لا, إن شاء الله هو الذي أنا أفتهمه هم فهموه, طيب على أي أساس؟ أنا أجيب بدل عنه: والله حيرة إذا ما نفعل فماذا نفعل؟ وأنا الآن ما أدري بأنه الذي كانوا في زمن رسول الله عندما تنزل الآية ويقرأها الظرف ماذا كان حتّى كيف فهموا الآية ما أدري, ثمَّ التاريخ لم يذكر لنا شيء حتّى أقول أرجع وأقرأها في التاريخ, ثمَّ أنه بالنسبة إلينا القضية جدُ معقدة لأنه نحن ما تنتهي عندنا في عشرة سنوات نحن مستمرة عندنا مئتين وخمسين سنة قرنين ونصف, يعني: التفت, الذين كانوا في عصر الإمام الهادي والجواد والعسكري^, أيضاً إذا شكوا أن الرواية صدرت من علي بن أبي طالب الذي كانوا معاصرين له هكذا فهموها أو فهم آخر؟ ممكن أو لا؟ نعم, لأن الفاصلة كم؟ مئتين سنة لا يوم ولا يومين, يعني ست سبع أجيال تبدلت, خصوصاً وأن الأمة الإسلامية مرة بتطورات كبيرة في هذين القرنين, دخول الأعاجم دخول الثقافات دخول الحضارات دخول الفرس دخول الروم من لم يدخل على الخط, ترجمة الكتب الهندية والفارسية واليونانية و… إلى آخره, هذه كلها بدلّت من ثقافة الناس من ذوق الناس من فهم الناس, من متبنيات الناس كلها تبدلّت. فلهذا الإمام أمير المؤمنين قال شيء هو الآن يفتهمه هو نفسه الذي أراده أو شيء آخر؟ التفت.
يقول: [وقد يسمونه بالاستصحاب القهقرائي] لماذا قلنا يسمى استصحاب قهقرائي لأنه استصحاب مقلوب تستطيع أن تسميه بالاستصحاب المقلوب, لأن الاستصحاب الذي دلّت روايات أو صحيحة زرارة على اعتبار على فرض انه حجة الاستصحاب بعد اللتيا والتي وبعد ألف مشكلة على فرض حجية الاستصحاب الذي ثبت إذا كان يقين سابق يوجد وشك ماذا؟ لاحق, قال: >فلا تنقض اليقين بالشك< أليس هكذا, أما هنا القضية معكوسة وهي أنت الآن عندك يقين بالشيء الآن يعني اللاحق يقين والسابق مشكوك, لا السابق يقين واللاحق مشكوك, فإذن الاستصحاب ماذا يصير مقلوبي, قهقرائي لأنه يشبه الاستصحاب, ما هو شبهه؟ شبهه في هذه الجهة وهو أنه فيه يقين وشك لا أنه شبهه بشكل آخر [ولكن مع تقدم المشكوك على المتيقن] خلاف الاستصحاب المتعارف الذي تقدم المتيقن على المشكوك [إلاَّ أنه] التفت جيداً [إلاَّ أنه من الواضح عدم إمكان استفادة حجية الاستصحاب القهقرائي من دليل الاستصحاب. دليل الاستصحاب إذا دلّ على الحجية فيدل على ذاك الأصل يعني اليقين السابق والشك اللاحق.
إذن هذا العلاج علاجٌ للإحراز ينفع أو لا ينفع؟ لا ينفع, ولذا اضطر السيّد الشهيد& أن يذكر علاجاً آخر, هذا العلاج الذي يعبر عنه بأصالة الثبات في اللغة, يعني ماذا؟ يقول يعني: العقلاء بمقتضى طبعهم وسيرتهم التفت, العقلاء عادةً المجتمعات الذين يعيشون أو العمر الطبيعي لهم كم هو؟ ما يتجاوز ثلاثين أربعين سنة, يتجاوز؟ لا, خمسين سنة لا أكثر من هذا, وطبيعة تطور اللغة والمفاهيم طبيعتها بطيئة جداً طبيعتها أنها إذا تغيرت ما تتغير في ثلاثين أو أربعين وخمسين إذا تغيرت تتغير على مستوى القرون, ولهذا عموماً العقلاء يحسون بالتغير أو ما يحسون بالتغير؟ أنت الآن عمرك أربعين سنة خمسين سنة ستين سنة, عرفت كيف, واقعاً تعيش في مجتمع ما تحس يوجد تغير بذاك المعنى, الآن بعض المفردات كذا, ولكنه على بساط الزمن وعمر الزمن التغير حاصل لأن الظاهرة ماذا؟ ظاهرة اجتماعية ولكن أنت تحس بها أو لا تحس بها؟ أنت ما تحس بها, يوجد مثل سامعيه لابدَّ يقولون: >الصبر الصغير لله أربعين سنة< فعادةً أنت تجد بأنه واقعاً يعاقب الظالمين والمستبدين و.. أو لا يعاقب؟ يقول: هذه أي حكمة؟ لا لا, أنت بحساباتك ترى ماذا لا يوجد؟ عقاب, ولكن بحسابات الله ماذا؟ لا لا, يقتلعهم من جذورهم, اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار, كأن لم تغنَ بالأمس, جعلناهم أحاديث أين؟ طيب لم نجد, يقول لا, بحسب عمرك ما وجدت وإلا بحسب عمر التاريخ مستمرة هذه الظاهرة الإلهية. ما أدري واضح أم لا.
السيّد الصدر+ استفاد من تلك السنة التاريخية وأراد أن يطبقها أين؟ قال: عندما نأتي إلى الحياة الاجتماعية وإلى العقلاء وإلى السيرة العقلائية بطبيعة الأربعين وخمسين وأقل وأكثر لا يجدون تغير فيتصورون أن اللغة ثابتة أم متغيرة؟ لأنها ثابتة في حياتهم, فيتصورون على مدى خمسمائة سنة ما هي أيضاً؟ ثابتة. هذا فهم ماذا؟ ولهذا عبر عنها أصالة الثبات في الظهورات, يعني: هذا الظهور الذي الآن نحن نفتهمه هو الظهور الذي كان في زمان الأئمة, ونكتتها, وملاكها بحسب الحقيقة نُدرة وقوع النقل والتغيير وبطئه بحيث أن كلّ إنسان عرفي بحسب خبرته لا يرى تغييراً محسوساً في اللغة, لأن عمر اللغة يعني التطور في اللغة أطول من عمر الإنسان الطبيعي, فهو يتصور ما هي؟ الأمور ثابتة.
تقول طيب جيد جداً, التفت: هو من يقول أن هذه السيرة العقلائية حجة؟ نحن قرأنا في محله أن الصورة العقلائية متى تكون حجة؟ إذا حصل فيها إمضاء من المعصوم, وإلا إذا لم يكن فيها إمضاء لها قيمة أو ليس لها قيمة؟ لا قيمة لها, يقول بلي, نحن عندنا إمضاء لها, لأنه يقيناً هذه ظاهرة اللغة والفهم صدور ووصول في سنة عشرة من الهجرة تختلف في سنة 250 من الهجرة, وأهل البيت لم ينبهوا الناس أن هذا الذي تفتهموه غير الذي كان في ذاك الزمان, إذن أقروهم على فهمه. ما أدري واضح أم لا.
سؤال: التفتوا جيداً, أنا الآن ما أتكلم في دليل السيّد الشهيد هل هو صحيح أو ليس بصحيح هذا بحث أصولي ليس الآن بحثي, افترض أن الدليل الذي أقامه السيّد الشهيد ما هو؟ تام وصحيح, ولكنه سؤال: هذه السيرة التي أمضيت مطابقة للواقع أو مخالفة للواقع؟ يعني: نحن بحسب الاستقراء التاريخي عندما نقرأ التاريخ نعرف صحتها أو نعرف عدم صحتها؟ أي منها؟ جزماً في فقه اللغة يقولون أن هذه الظاهرة ماذا هي؟ حجة, افترضوا أنها حجة, أنا لست بصدد أنها حجة أو ليس بحجة؟ ولكن أريد أن أبين لا فقط نحتمل صحتها وعدم صحتها, بل نعلم بعدم صحتها, وهذا ما صرّح به السيّد الشهيد& نفسه قال, في (تقريرات بحثه, الحلقة الثالثة, المكتوبة بقلمه الشريف, في بحثه تحت عنوان: الظهور الموضوعي في عصر النص) يقول: [ويبقى علينا أن نعرف أن الظهور الموضوعي في عصر السماع] الذي هو في زماننا [مطابقٌ للظهور الموضوعي في عصر الكلام الذي هو موضوع الحجية أو لا؟ ما يكفي الآن أن تقول لي أن هذا الكلام ظاهر, لابدَّ أن تثبت أن هذا الكلام مطابقٌ لما كان في عصر صدور الكلام, كيف نثبت؟ يقول: [وهذا ما نثبته بأصل عقلائي يطلق عليه أصالة عدم النقل وقد نسميه بأصالة الثبات في اللغة, وهذا الأصل العقلائي] الذي ممضى وقبلنا قلنا من من ممضى؟ من قبل الأئمة, [وهذا الأصل العقلائي يقوم] التفت إلى التعبير [على أساس ما يخيل لأبناء العرف] إذن هذا الأصل ما هو؟ واقعي أم خيالي؟ خيالي لا واقعي.
يقول: [وهذا الإيحاء] الذي يوجد عند العرف [وإن كان خادعا] توهم أصلاً, خُداع فيه, هذا من قبيل {كسرابٍ بقيعة يحسبه الضمآن ماء} هو ليس ماء, لا يوجد ثبات, تقول لي: طيب لماذا فعل الشارع هكذا؟ يقول والله ما عنده حل ماذا يفعل إذن, طريق آخر لا يوجد عنده.
يقول: [وهذا الإيحاء وإن كان خادعاً ولكنه على أي حالٍ إيحاءٌ عامٌ استقر بموجبه البناء العقلائي, على إلغاء احتمال التغيير في الظهور باعتباره كذا] الآن قلت لك: الآن أسلم مع السيّد الشهيد على أن الدليل دلّ ولكن هذا ما يمنع أنه أنت تفهم التعارض في الأدلة, صحيح أو لا؟ يعني أنت تتصور أن الإمام لماذا هناك قال هكذا, ولماذا هناك قال هكذا؟ ولكن هذه بحسب فهمك ترى أنه قال هكذا وأن هناك قال هكذا, أم أنت عايش مع الإمام الصادق والباقر والكاظم والله ما كنت تفهم التعارض, لماذا تفهم التعارض؟ بسبب تطور اللغة, بسبب تطور التراكيب, فهكذا أنت ماذا تقول؟ تقول وقع التعارض وقع التعارض .. وفي الواقع يوجد تعارض أو لا يوجد تعارض؟ هذا فهمك الذي أنت تنطلق منه في حياتك الفكرية من حياتك الثقافية من متبنياتك من اعتقاداتك عندما تأتي إلى النص تتصور أن الإمام هنا يقول شيء والإمام هنا يقول شيء آخر, فتوقع التعارض بينهما. ما أدري واضح, استطعت.
ولذا السيّد الشهيد& في (تقريرات بحثه, ج7, ص29) التفتوا إلى عبارته, يقول: [كثيراً ما لا يكون بين النصين المدعى تعارضهما أي تنافٍ في الواقع] النصان بينهما تعارض أو لا يوجد تعارض؟ أصلاً لا معنى يا أخي لا معنى أن الأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) أو الإمام الواحد هكذا يتعارض مع نفسه, لا معنى لهذا, [ولكن الفقيه الممارس لعملية الاستنباط قد يتراءى له التناقض بينهما] على أي أساس؟ لماذا يتراءى له, يقول: [على أساس الإطار الذهني الذي يعيشه ويتأثر به] لأنه أنت تعيش في إطار ذهني غير الإطار الذهني في عصر صدور النص, بعد [ويتأثر به في مجال فهم النص] لأنه هو يعيش في عصر الوصول, والنص مرتبط بماذا؟ [في عصر الوصول والنص مرتبط بعصر الصدور فيخطأ في تشخيصه] فيخطأ في ماذا؟ [فيخطأ في تشخيص معنى النص إما لجهله باللغة وعدم إطلاعه على دقائقها في ذلك الزمان] الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) يخاطب أي أناس؟ أولئك الناس, إذن يستعمل أي لغة معهم؟ الإمام الذي (عليه السلام) حتّى عندما يأتي البعض من أقوامٍ عندهم لهجات خاصة بهم يتكلم معهم بلهجاتهم الخاصة, كما في قضية الرسول الأعظم’ في تلك القضية اليمنية >ليس من انبرٍ صيام..< طيب تلك لماذا؟ لأنه يريد أن يشعر النبي أو الإمام (عليهم أفضل الصلاة والسلام) أنه نحن واقفين على كلّ فكرك وثقافتك, كم الآن المرجع أو العالم إذا يعرف لغتين ثلاثة أربعة إذا يأتون فلان لغة ويتكلم بلغتهم, كم يحسون بماذا؟ أنه هذا متفاعل وإلا لماذا يذهب يتعلم لغتهم, إذا كان الإمام يلحظ النبي يلحظ هذه الخصوصيات عند ذلك أنت تريد أن النبي والإمام لا يلحظ خصوصيات اللغة ومعاني الكلمات وألفاظ وتراكيب ما يلحظها أو يلحظها؟ أنت جنابك في عملية الاستنباط عندما تريد أن تفهم النص الوارد عن الإمام الصادق (عليه السلام) وظيفتك فقط الآن تقول لي ترجع إلى ابن منظور الأفريقي وترى ماذا قال؟ أو ترجع إلى الظروف التي أحاطت بصدور النص, ما هي وظيفتك؟ الآن قاعدة عندنا ما هي في الحوزات ما هي القاعدة؟ ارجع إلى اللغوي وانظر اللغوي ماذا قال؟ مع أنه الكتب اللغوية فيها ما فيها. الآن ليس بحثي.
قال: [ويتأثر به في مجال فهم النص, فيخطأ إما لجهله باللغة وعدم إطلاعه على دقائقها, أو لغفلته عن وجود بعض القرائن] هذا الذي قلنا أنه يمنع عن العامل الثالث الذي وقفنا عند القرائن [أو قرينة, أو لعدم] محل الشاهد [أو لعدم معرفته بطرو تغيير في بعض الأوضاع اللغوية] لم يلتفت أنه هذه الجملة عندما كانت تقال في ذاك الزمان لها معنى وفي زماننا ماذا؟ المفردات لم تبدل ولكن هذه الهيئة التركيبية لها معنى. في ذاك الزمان هذه الهيئة التركيبية كانت تعطي معنىً وهذه الهيئة التركيبية في زمانٍ ماذا؟
الآن واحدة من مشاكل هذه القرارات الأممية التي صادرة في فلسطين تعلمون واحدة من مشاكلها ماذا؟ هذه صادرت أصلاً باللغة الانكليزية, فعندما جاء المترجم ترجمها باللغة العربية, فالآن توجد معركة بين الفلسطيين والإسرائيليين أنه إذا الآن نحن نريد أن نطبق القرار الأممي نطبقه على أساس النسخة الانكليزية أو النسخة العربية؟ لأنه في النتيجة هذا القرار باللغة الانكليزية يعطي معنى, وباللغة العربية يعطي معنىً آخر, ولهذا توجد معركة بأنه أراضٍ محتلة في المادة المعرفة أو الأراضي المحتلة, أي منها؟ بالنسخة العربية يوجد الأراضي المحتلة, بالنسخة الانكليزية ماذا يوجد؟ أراضٍ محتلة, والأراضي المحتلة يعني كلّ الأراضي, أراضٍ محتلة يعني اعطوهم عشر كيلو مترات وانتهت القضية, فلا مشكلة فيها.
أنظروا السياق والترجمة ماذا تفعل؟
قال: [أو لعدم معرفته بطرو تغيير في بعض الأوضاع اللغوية, فهو يفهم النص في ضوء ما يراه معنىً له بالفعل] يعني عصر الوصول, [ثمَّ يفترض أنه كان معنى اللفظ في زمان صدور النص أيضاً كذلك] مع أنه صدور النص كان له معنىً في عصر الصدور ووصوله في عصر الوصول له معنىً آخر, فأوجد ماذا عندنا؟ [فأوجد فهمين للنص].
سؤال: إذن وظيفتك أنت كفقيه, وظيفتك كعالم دين عندما تأتي إلى النص الديني تريد أن تستنبط منه, ماذا تفعل بناء على مبنى القوم؟ تحرز الظهور في عصرنا أو تحرز الظهور في عصر من؟ في عصر الصدور, تقول لي الآن من الذي اتبع هذا المنهج المتبع في الحوزة؟ مولانا افهمها بزماني واطبق معاها أصالة عدم النقل وخذها أين؟ لذاك الزمن.
ولذا نحن قلنا مراراً: أن المنهج الموجود في الحوزة العلمية نحن لا نوافق عليه, ولذا نقول: ونقول ونقول أن المنهج منهج خاطئ بغض النظر عن النتائج هذا المنهج هو الذي يولد لنا هذه الاختلافات.
إذن النتيجة الخص كلامي: النتيجة التي أريد أن أأخذها: أن واحدة من أهم العوامل لتعارض الأدلة هو اختلاف الظهور الذاتي عن الموضوعي, واختلاف الظهور الموضوعي في عصر الوصول عن الظهور الموضوعي في عصر الصدور.
التتمة تأتي.
والحمد لله رب العالمين.