بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين
اتضح لنا أن العامل الرابع يُعد من العوامل المهمة في وجود التعارض بين الأدلة وذلك لما أشرنا إليه من أن الذي هو مقصودٌ للإمام بغض النظر عن الحجية من أن الذي هو مقصودٌ للإمام هو الظهور الموضوعي, وقد تفهم جنابك من النص ماذا؟ الظهور الذاتي, فإذا فهمت من النص ظهوراً ذاتياً فيقع عندك التعارض بين هذا النص وبين النصوص الأخرى, مع أن الإمام مقصوده هذا الظهور الذاتي الذي انسبق إلى ذهنك أو الظهور الموضوعي الذي هو الحجة؟ ذكرنا في البحث السابق بأن الذي هو حجة هو الظهور الموضوعي وليس الظهور الذاتي, حتى لو قيل لك الآن, الآن متعارف عندنا, يقول: أنت على أي أساس تقول بالطهارة؟ يقول: استظهاري من الأدلة, ولعل هذا الاستظهار استظهار ذاتي وليس استظهار موضوعي, فيقع التعارض بين هذا الاستظهار وبين النصوص الأخرى, وهكذا عندما ننتقل إلى المسألة الثانية وهي مسألة الظهور الموضوعي في عصر الصدور والظهور الموضوعي في عصر الوصول, أنت الذي الآن تفهمه أي ظهور؟ الظهور الموضوعي في عصر الوصول, ومقصود الإمام أي ظهور؟ الظهور الموضوعي في عصر الصدور, هذا الذي أنت تفهمه تضع إلى جنب الظهورات الأخرى يحصل تعارض, أما ذاك الظهور إذا تضعه إلى جنب الظهورات الأخرى لكلمات الأئمة يوجد تعارض أو لا يوجد تعارض؟ لا يوجد تعارض.
ولذا التفتوا إلى قضية, في جملة من الأحيان ما أريد أن أقول في الكثير ما أريد أن أقول في الأكثر, أنه هذه الروايات التي نقلت إلينا من أمثال زرارة ومحمد بن مسلم, الآن نحن نعتقد أنها ما هي؟ متعارضة, ولكن زرارة الذي نقلها ما فهم منها تعارض ولذا لم يسأل الإمام, كم مورد عندنا من هذه؟ عشرات الموارد, مئات الموارد.
نعم, في بعض الأحيان عندنا بعض الموارد النادرة أن زرارة يقول للإمام ماذا؟ يا ابن رسول الله أنا سألتك سابقاً كذا وأنت أجبتني كذا الآن ايضا فلان ينقل عنك كذا فأجبته كذا فما هو الجواب, ولكن في كثير من الموارد أن زرارة نفسه ينقل روايات نحن الآن نأتي عند الاستدلال نقول هذه الروايات ماذا؟ متعارضة متضادة متخالفة, ولكن زرارة الذي نقل لنا ما فهم منها التعارض.
هذا لا أقل يحتمل أن زرارة فهم منها ظهوراً ذاك الظهور نحن لا نفهمه, وإلا لو كنّا نفهم ذاك الظهور ايضا لكنا مثل زرارة نقول لا تعارض.
إذن, طبعاً الشارع قال هذا الظهور حجة ولكن ليس بالبيان, الآن سأبين هذه.
إذن, في اعتقادي واحدة من أهم العوامل التي أدّت إلى ازدياد ظاهرة التعارض بين الروايات عندنا من أهم تلك العوامل عامل الظهور الذاتي من جهة, وعامل الظهور الموضوعي في عصر الوصول من جهة أخرى.
طبعاً هذا على بيان السيد الصدر+ الذي ميز بين الظهور الذاتي والظهور الموضوعي, بالطريقة التي أشرنا إليها, وميز بين الظهور الموضوعي في عصر الوصول والظهور الموضوعي في عصر الصدور.
السؤال الذي الآن أريد أن أطرحه هو: أساساً هذا التقسيم الذي ذكره السيد الشهيد للظهور الذاتي والظهور الموضوعي والتعريف الذي قدمه لهما, قال عندنا ظهور ذاتي وعندنا ظهور موضوعي, وعرّف الظهور الذاتي تعريفه كذا, والظهور الموضوعي تعريفه كذا, هل هذا تام أو ليس بتامٍ, هذه مسألة.
المسألة الثانية: أنه ميز بين الظهور الموضوعي في عصر صدور النص, وبين الظهور الموضوعي في عصر وصول النص, التفت, وقال ليس بالضرورة أن يتطابق الظهوران, قد يتطابقان وقد يختلفان, فإذا تطابقا لا مشكلة, فلا معنى لأن نسأل أيهما حجة لأنهما متطابقان, إنما الكلام إذا اختلفا فأيهما حجة وأيهما ليس بحجة؟ حيث بنى مشهور علماء الأصول في هذه المسألة على أن الظهور الموضوعي الحجة هو في عصر الصدور لا في عصر الوصول, إذن أسقطوا الحجية عن الظهور في عصر الوصول, عند ذلك بحثوا عن علاجٍ كيف يثبتوا أن هذا الذي في عصرنا هو الذي صدر هناك؟ هذه خلاصة ما بيناه في أبحاثنا السابقة.
الآن السؤال الأول: هل نوافق على ما ذكره أولاً أو لا؟
السؤال الثاني: هل نوافق على ما ذكره ثانياً (السيد الشهيد) أو لا؟
الجواب أما السؤال الأول: وهو أن الظهور ينقسم إلى ذاتي وإلى موضوعي, ما هو تعريف الذاتي؟ أعيده حتى يكون في علم الأعزة, ما هو تعريف الذاتي في (ج4, ص291) هذه عبارته كانت, قال: [الظهور الذاتي هو الظهور الشخصي الذي ينسبق إلى ذهن كل شخص شخص] إذن الظهور الذاتي أي بعد فيه؟ بعد شخصي, الظهور الموضوعي ماذا فيه؟ يقول: [الظهور الموضوعي هو الظهور النوعي الذي يشترك في فهمه أبناء العرف والمحاورة الذين تمت عرفيتهم] واضح صار هذا.
الآن انظروا لازم هذا القول؟ الآن عندك الآن نص قرآني لا نذهب إلى الروائي حتى لا يكون منقول بالمعنى, نصٌ قرآني, عندنا 130 مفسّر فاهمين من الآية معنى, بينك وبين الله أنت جئت قلت لا هذه الآية ليس هكذا معناه, هذه الآية معناها هكذا, مباشرة ماذا (يلسقون في قصتك) ماذا يقولون لك؟ يقولون لك أيها الشاذ ايها الذاتي, انظر المفسرين كلهم فقط أنت تفتهم, صحيح أو لا, هذا الضابط. نتيجة هذا القول ماذا أعزائي؟ ماذا تتصورون لازم هذا القول؟ لازمه الاجتهاد والإبداع أم التقليد؟ أنت لو فقط تريد أن تتكلم فقط كلمة ماذا يصير كلامك؟ يدخل في الظهور الموضوعي أو في الظهور الذاتي؟ في الذاتي, وهكذا في الأحكام الشرعية.
ولذا الآن تجد بيه خير في الحوزات العلمية يأتي برئي فقهائنا لم يقله, ماذا يتهم؟ مباشرة يتهم بألف اتهام, ألف سنة علماء فقهاء الإمامية لم يفتهموا فقط أنت افتهمت؟!
ولذا نحن لا نوافق أساساً على هذا التعريف للذاتي والموضوعي, أصلاً هذا التعريف أنا ما أدري من أين جاء أصلاً, لأن سيدنا الشهيد لم يذكر أي دليل له؟ من قال: كل من سبق التفت, أريد أن اجعل الكلام علمي فني, إذا كان ظهور ينسبق إلى ذهن شخص فهو باطل, هذا من قاله؟ وإذا انسبق إلى ذهن العرف فهو حق هذه الكبرى من أين؟ من قال إن سبق إلى ذهن العرف العمومي صار حق, إذا انسبق إلى ذهن شخص صار باطل, من أين هذا الأصل؟
بعبارة أخرى إذا أردت أن أتكلم بلغة المنطق القياس من الشكل الأول, الظهور الذاتي ما هو؟ الذي ينسبق إلى ذهن الشخص, هذه صغرى القياس كبرى القياس لكي يتم الاستدلال ماذا؟ وكل من سبق إلى ذهن شخص واحد ولم يوافقه العرف فهو باطل, هذه الكبرى اين دليلها؟ دليل الكبرى أين؟ ما أدري واضح أم لا.
تعالوا إلى النوع الثاني: كل ما انسبق إلى الذهن العرف العام هذا مما انسبق إلى الذهن العرف العام هكذا يفتهمون العرف, طيب جيد, الكبرى لابد أن تنظم وكل ما كان يفهمه العرف العام فهو حق هذه من أين هذه الكبرى الثانية من أين؟
ولذا نحن لا نجد أي دليل يثبت هذا التعريف للذاتي والموضوعي, إذن سيدنا ماذا تقول؟ تنكر هذا التقسيم؟ يقول لا أنا مؤمن, بأن الظهور ينقسم إلى ذاتي وإلى موضوعي, ولكن أعرف الذاتي والموضوعي بتعريف آخر, ما هو تعريف الظهور الذاتي والظهور الموضوعي على مختاري ومبناي؟
أعزائي كل ظهور استند إلى قواعد منهجية لاستظهار هذا المعنى, هذا ظهور ماذا؟ موضوعي, وكل ظهور لم يستند إلى منهج فهو ظهور ذاتي, الآن سواء كان ما استند إلى منهج يوافق عليه العموم أو يخالف العموم, أضرب لك مثال: ظواهر القرآن حجة أو ليست بحجة؟ ماذا تقول, الأصوليين جاؤوا بحثوا لأشهر وثبّتوا حجية الظواهر, على ماذا استندوا؟ استندوا على مجموعة من الأدلة والقواعد والاستدلالات والمنهج استدلوا وإلا بالهوا ما قالوا أنه نحن بالأمس بالطيف رأينا أن الإمام الصادق يقول ظهور القرآن حجة, هكذا قالوا, أم استدلوا؟
سؤال: في المقابل الذي أنكر حجية ظواهر القرآن ادعى أنه رأيت طيفاً أم يستند إلى مجموعة من الاستدلالات, يقول بأن عندنا روايات لا يفهمها إلا من خوطب به, عندنا روايات تقول لا يفهمه إلا من نزل في بيته هم أعرف به, تقول أنه وقع التحريف وهكذا مجموعة من الاستدلالات, سؤال: أيها ذاتي وأيها موضوعي؟ أيها استدلاله ذاتي هذا الذي يقول ظهور القرآن ليس بحجة ولو كان واحد لا مائة هذا ظهور كلامه ذاتي أم موضوعي؟ الجواب: إذا استند إلى منهج واستدلال, قد تختلف معه اختلف لا مشكلة, هذا الظهور موضوعي وذاك الظهور موضوعي متى يكون الظهور ذاتياً؟ إذا لم يستند إلى قاعدة إلى منهج إلى أصل.
وبهذا نحن نفسّر ارجعوا إن شاء الله تعالى إلى أول منطق فهم القرآن أو أصول التفسير أو لا فرق أو اللباب, وبهذا فسّرنا نظرية تفسير القرآن بالرأي, من فسّر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده روايات متفق عليها هذه الروايات لم تقل قال برأيه يعني جعل ظهور ذاتي, لا لا, يعني قال كلاماً مستند إلى دليل أو لا؟ لا, حتى لو كان حقاً, لا يقول لي بأنه هذا كلامي مطابق للواقع, أقول ليس بمهم, لا قيمة للمطابقة, الآن بينك وبين الله لو جاء شخص من الشارع عوام الناس رأى بأنه نحن نبحث أهل الكتاب محكوم بالطهارة أو محكوم بالنجاسة, قال والله أنا مزاجي هؤلاء محكومين بالنجاسة, هؤلاء هكذا .. إلى آخره, وافترض في لوح الله الواقعة أهل الكتاب محكومين ماذا؟ فإذن كلامه ماذا؟ فإذا قلده أحد بيني وبين الله يجوز أو لا يجوز؟ وهو معذور في هذه الفتوى أو ليس بمعذور؟ أولاً: هو مؤاخذ يوم القيامة وإن كان كلامه مطابقاً للواقع, وثانياً: من عمل به سوف يعاقب على ذلك, تقول طيب أنت ماذا تريد ألم ترد المطابقة؟ طيب طابق, يقول لا لا, أنا كنت أريد عندما تتكلم تتكلم مع الدليل {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين} سواء طابقت الواقع أو خالفت, الملاك ليس عندي طابق أو تخالف, الملاك كلامك قائم على أساس علمي استدلال منهجي أو ليس بقائم.
فإن كان كلام المفسر قائماً على استدلال صحيح بانيه هو, باني استدلالات قال هكذا, فهو تفسير بالرأي أو ليس تفسيراً بالرأي؟ لا لا, ليس تفسيراً بالرأي وهو ممدوح, أما إذا قال كلاماً في القرآن وإن كان حق اللوح المحفوظ أصلاً كما في اللوح المحفوظ, ولكن لم يكن عليه دليل فهو تفسير بالرأي ولا قيمة له هو مؤاخذ ومن يتبعه مؤاخذ.
ولذا قلنا أن التفسير بالرأي مرتبط بالكاشف لا مرتبط بالمنكشف, لا ننظر إلى المنكشف وهذه هي الروايات التي وردت استفدت من الروايات القضاة أربعة, رجل قضى بالحق وهو لا يعلم أنه الحق اين؟ فهو في النار, عجيب قضى بالحق, يقول لا لا, الآن من باب الصدفة هنا, أنا هذا الباب أريد أن أغلقه أنه ليس من حق أي واحد أن يقول كلاماً فيما لا يعنيه وليس من تخصصه.
إذن ما هو تعريف الذاتي والموضوعي عندنا؟ تعريف الذاتي والموضوعي عندنا (اللباب, ج1, ص65) يعني مقصودي سورة الحمد, هذه العبارة أنا كاملاً واضحة, يقول: [الملاك الصحيح في الموضوعية والذاتية الموصوف بهما الظهور المقتنص فلو حصل ظهور من إنسان من خلال اعتماده على منظومة فكرية ومنهجٍ استدلال أقام الدليل على صحته فسوف يكون هذا الظهور موضوعياً, طابق الواقع أو لم يطابق, مختصاً بشخص أو بالعام, ليس له مدخلية الواحد أو الكثير, ومتى كانت الكثرة والعموم لها المدخلية في الحجية أصلاً, بمعنى: [وأما إذا لم يكن الأمر كذلك بمعنى أنه لم يستند إلى منهجٍ معرفي مستدلاً على صحته فلا يكون موضوعياً وإن أصاب الواقع صدفة واتفاقاً] إذن أنا موافق على الذاتي والموضوعي ولكن الذاتي والموضوعي بهذا المعنى.
فلا يأتيني يناقشني أحد ويقول لي هذا الذي تقوله يقوله أحد, أصلاً بيني وبين الله أصلاً لم يقله أحد أنت قل لي بأنه هذه المقدمات التي أنا أنظمها آخذ منها هذه النتيجة فيها إشكال أو ليس فيها إشكال.
ومن هنا نحن انفتحنا على صحة تعدد القراءات, قلنا: من حق أي إنسان عالم أن يقدم قراءته عن مسألة دينية, وليس من حقنا مباشرة إذا لم يتفق معنا نتهمه بالشذوذ والخروج من الدين والخروج من المذهب ولكن بشرطها وشروطها يعني ماذا؟ يعني عالم أولاً, وعنده قواعد واستدلالات ومنهج فكري ثانياً فإذا عنده يقول ضمن هذه المقدمات أنا أصل إلى هذه النتيجة, أنت من حقك أن تقول له أنا هذه المقدمات ليست تامة عندي وهذه النتيجة باطلة, أما ما تستطيع أن تتهمه.
ومن هنا يمكن لمسألة واحدة دينية أن تتعدد فيها لا تقول قراءات لأن بعض الناس يخافون, عدة آراء, هذا هو ديدن حوزاتنا العلمية في الكلام في الفقه في الأصول, مع الأسف الشديد الآن في المئتين وخمسين سنة الأخيرة نحن تضيقت عندنا الدائرة وإلا الآراء الأصولية متعددة الآراء الكلامية متعددة الآراء الفلسفية متعددة, الآراء التفسيرية متعددة, أنظروا إلى كلمات علمائنا, أنت أنظر بينك وبين الله أستاذ وتلميذ من الشيخ الطوسي وأستاذه السيد المرتضى, السيد المرتضى يدعي الإجماع على عدم حجية خبر الواحد, تلميذه ماذا يدعي؟ الإجماع على حجية خبر الواحد, في حوزة واحدة هذا يدعي هذا وهذا يدعي هذا, لا التلميذ يقول للأستاذ أنت كذا ولا الأستاذ يقول للتلميذ أنت ما تفتهم, هو هذه قراءته وهذا رأيه, والسيد المرتضى أهل لأن يقول رأيه والشيخ الطوسي أهل لأن يقول رأيه ما هي المشكلة, وهكذا في المسائل الكلامية.
ولذا نحن في بحث سابق أشرنا إلى هذا, قلنا الآن لو أن شخصاً يأتي هكذا يقول: لو فرض المحال ليس بمحال, لو جاء شخص وقال نحن ما دل عندنا دليلٌ على أن الإنسان لكي يكون شيعياً لم يدل عندي دليل يشترط أن يعتقد بعصمة الإمام. ولكن ليس يعتقد بعدم العصمة لا لا, إذا اعتقد بعدم العصمة يخرج من المذهب, لا, كل الذي أنا دل عندي أن هؤلاء وجودات تجب طاعتهم مفترضوا الطاعة لماذا؟ يقول ما أدري, وأنا أعتقد أن هؤلاء ماذا وأتابعهم, هذا الاعتقاد صح أو خطأ؟ قد يأتي شخص يقول صح كافي, هذا الحد الأدنى وواحد يأتي ويقول لا لا ليس بكاف, طبعاً هذا الذي يقول كافي لابد أن يأتي بمنظومته الفكرية والعقدية ويثبت هذا المعنى, يثبته من الروايات يثبته من الآيات يثبته من حياة الشيعة في عصر الأئمة كل هذه, يقول هذه أدلتها, أنت تأتي تقول له لا, ليس هكذا, نحن الذي استفدناه من الأدلة لا يكون الشيعي شيعياً إلا إذا اعتقد بإمامتهم وعصمتهم فإذا لم يؤمن بعصمتهم خارج عن التشيع.
مسألة أوضح من ذلك, هذا الذي أريد أن أقوله حتى تعرفون أن المسألة جدُ مهمة في العقائد وفي الفقه, شخص يأتي ويقول بأنه لا إشكال ولا شبهة أن للإيمان بولاية أهل البيت أن لهذا الإيمان دور في الآخرة, ليس الأمر, سيان سواء آمن أو لم يؤمن, وإلا إذا كان هكذا إذن عنوان مذهب أهل البيت له قيمة أو لا قيمة له؟ لا قيمة له, له دور لا إشكال, ولكن سؤال: أن الإيمان بإمامتهم وأنهم مفترضوا الطاعة شرطٌ للدخول إلى الجنة, فمن لم يوجد عنده هذا الشرط أين يأخذونه؟ للنار, مباشرة, يقول والله ما وصلت الحوزة العلمية لم تأتي لي بالخبر, يقول جاءت لك بالخبر أو لم تأتي لك بالخبر, أنت إذا تريد أن تدخل الجنة المشروط عدم عند عدم شرطه, صحيح أو لا. إذن حتى أولئك الذين لم يسمعوا بأهل البيت لم يسمعوا بالإسلام أصلاً, عايش في الأمازون, أصلاً لم يسمع إسلام يوجد دين يوجد, يوم القيامة يقال له ما هو إمامك يقول يعني ماذا؟ يقول خذوه للنار, والله أنا لست مقصراً الحوزة العلمية لم تبعث لنا مبلغ, يقول الآن بعثت لم تبعث المشروط عدم عند عدم شرطه, مثل أنه أنت خمسين سنة صليت بلا وضوء, هذه الصلاة لها قيمة أو لا قيمة لها؟ لا قيمة لها لماذا؟ لأنه >لا صلاة إلا بطهور< فإذن الطهور شرط في الصلاة, والمشروط عدم عند عدم شرطه, هذا لعله الرأي السائغ والموجود.
الرأي الآخر والذي اعتقده, ليس أن الاعتقاد بالإمامة شرطٌ للدخول إلى الجنة, البغض لهم مانع للدخول إلى الجنة, فمن أبغضهم هذا يلزم منهم نجاسة ذاتية هذه النجاسة لا تصلح للدخول إلى الجنة, أما من لم يعرفهم يبغض أو لم يبغض؟ الذي لا يعرفهم؟ سالبة بانتفاء الموضوع لا يعرفهم حتى يبغضهم, هذا لا مانع من دخوله إلى الجنة, فمن المرجون لأمر الله, >وبابٌ يدخله كل من قال لا إله إلا الله ومحمد رسول الله وليس في قلبه ذرة من بغضنا< كما قال أمير المؤمنين, قال كلهم إلى الجنة. كل من لم يبغض أهل البيت ولم يقم عنده دليل على إمامة أهل البيت فهو من أهل الجنة, أنظروا الأكثر جداً كبير, تقول سيدنا أيهما ظهور ذاتي وأيهما ظهور موضوعي؟ ما هو الجواب؟ بيني وبين الله أولئك الذين قالوا بالشرطية يقيناً مستندين إلى مجموعة أدلة ولكن أنا لم أوافق عليها, وأنا الذي قلت بأن البغض مانع أيضا مستند ماذا؟
سؤال: الآن هذا في دائرتنا العلمية دائرة علم الأصول, القطع حجة أو ليس بحجة؟ إذا لم نقل بحجية القطع فيستقر حجر على حجر أو لا؟ فلهذا اضطر الأعلام أن يقولوا حتى قطع القطاع يعني قطع الوسواس حجة أو لي بحجة؟ قالوا حجة, لماذا؟ لأنه هو الملجئ الأخير لأي استدلال فإذا أنت قليلا هززته, فيبقى لك ركن ركين تركن إليه أو لا؟
الآن بينك وبين الله شخص ذهب إلى الأدلة وإلى الكتب وإلى علماء وإلى البحث وقطع بعدم إمامة أهل البيت حجة أو ليس بحجة؟ ماذا تقولون؟ يؤاخذ يوم القيامة أو لم يؤاخذ؟ اتفقت كلمة الإمامية الذين بحثوا القضية ومنهم السيد الخوئي, راجع التنقيح يقول: [جاهل قاصر ولا يؤاخذ وهو معذور يوم القيامة] عجيب, يقول بلي, لأن المدار ليس المطابقة للواقع وعدم المطابقة للواقع, المدار أنت عندما اعتقد بعدم الإمامة استندت إلى دليل, نعم إذا كان تقليد الآباء والظروف والشروط وسامع بالفضائيات ومن هنا وهناك واحتمال أن هؤلاء يقولون جماعتكم أنه ليس بصحيح وكذا ومع ذلك لم تعتني لا, أنت جاهلٌ مقصر كان المفروض أن تذهب وتبحث.
ولذا أعزائي, قضية الظهور الذاتي والظهور الموضوعي نوافق عليه ولكن بهذا التعريف الذي قدمناه.
أما السؤال الثاني فيأتي الجواب عنه غداً.
والحمد لله رب العالمين.