بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
حديث الثقلين سنده ودلالته ق (58)
المقدم: الحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله وبركاته, أحييكم من قناة الكوثر الفضائية من استوديوهات قم المقدسة معكم في برنامج (الأطروحة المهدوية). في حلقات سابقة جرى الحديث عن حديث الثقلين سنده ودلالته, هذا اليوم سوف ندخل في صلب الحديث في صلب الموضوع لنستكشف من خلال سماحة آية الله السيد كمال الحيدري عمق ودلالات هذا الحديث الشريف.
أرحب بسماحة آية الله السيد كمال الحيدري, سماحة السيد أهلاً وسهلاً بك, وأبدأ معك من المقطع الأول الذي سنقف عنده فيما يتعلق بحديث الغدير.
السيد: حديث الثقلين.
المقدم: حديث الثقلين عفواً, كثرة الأحاديث توجب هذا, وهذه نعمة من نعمات أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) أنهم لم يتمسكوا بحديث واحد وإنما هناك عشرات الأحاديث التي وردت بحقهم, إذن حديث الثقلين سنده ودلالته في قسمه (58) ما هو المقطع الأول الذي سنقف عنده.
السيد كمال الحيدري:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين, اللهم صلي على محمدٍ وآل محمد وعجل فرجهم.
في الواقع أشرنا في الحلقات السابقة حتى لا نطيل على المشاهد الكريم, قلنا: أن هذا الحديث يقع الكلام فيه في مراحل أربع:
المرحلة الأولى: وهي ما يتعلق بسند هذا الحديث وكذلك فيما يتعلق بصيغ هذا الحديث إلى أن انتهينا إلى المرحلة الرابعة, وهو البحث في فقه هذا الحديث ودلالات هذا الحديث ومضمون هذا الحديث الذي لم يختلف أحدٌ من المسلمين في صدوره من النبي الأكرم’.
ولكنه في الحلقات السابقة ايضا اشرنا بأنه هذا الحديث له مقاطع متعددة لعله تصل إلى سبع أو ثمان مقاطع أشرنا إليها, في اعتقادي نريد أن نبدأ بأهم هذه المقاطع ومحور هذه المقاطع وأصل هذه المقاطع, نبدأ بهذا المحور ونحاول أن نفهم المقاطع الأخرى في ضوء وعلى ضوء هذا المقطع من الحديث, يعني: أتصور أن هذا الحديث إذا فهم هذا المقطع منه سوف يلقي بضلاله وينور لنا الطريق لفهم المقاطع الأخرى.
وهذا المقطع هو المقطع الذي قال فيه الرسول الأعظم’ >فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض< باعتبار أن الحديث كان عن الكتاب والعترة أهل البيت, النبي الأكرم’ قال: >فإنهما< أي الكتاب والعترة >لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض<.
هذا المقطع يشكل كما أشرنا بيت القصيد في حديث الثقلين.
المقدم: نقطة الارتكاز.
السيد: واقعاً نقطة الارتكاز, يعني نقطة المحور لباقي أجزاء هذا الحديث.
والشاهد على ما أقول: هو أننا عندما نأتي إلى الشيخ ابن تيمية نجد عندما يصل إلى هذا المقطع من الحديث لا يستطيع أن يفعل له شيئاً إلا أن يضعفه, لأنه هو يعلم أن هذا المقطع من الحديث إذا تم فإنه يثبت هناك مقام للعترة لا يمكن لأحد أن يناقش مثل هذا المرتبة ومثل هذا المقام وهذه الدرجة الثابتة لعترة أهل البيت^.
ومن هنا على طريقته والمشاهد الكريم يتذكر مراراً قلنا, والمشاهد الكريم يعلم أنه عندما يصل إلى حديث مرتبط بعلي وبأهل بيته, يحاول بوسائل متعددة إما أن يضعف السند إما أن يضعف الدلالة ولكن هنا لم يستطع أن يتلاعب بدلالة الحديث وبمضمون الحديث وإنما حاول أن يضعف سند هذا المقطع. قال: أن حديث الثقلين حديث صحيح وارد في صحيح مسلم ولكن لا بهذه الصيغة التي يوجد فيها هذا المقطع لأنه ضعيف ولم يوثقه أحد من أهل العلم, أو قال غير واحد من أهل العلم أنه ضعيف.
المقدم: حسب قوله.
السيد: نعم, هذا كلامه هو. (منهاج السنة لابن تيمية, تحقيق: الدكتور محمد رشاد سالم, ج4, ص300, طبعة أربع مجلدات, والطبعة ثمان مجلدات, ج7, ص394) يقول: [وأما قوله] قول الرسول الأعظم’ [>وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض< فهذا رواه الترمذي وقد سئل عنه أحمد بن حنبل فضعفه وضعفه غير واحد من أهل العلم] يعني القضية واضحة من المسلمات أن هذا المقطع.
المقدم: على طريقته السابقة.
السيد: على طريقته وهي الإيهام وهي أن القضية كأنه مسلمة بين أهل العلم أن هذا المقطع من الحديث غير صحيح, قال: [وقد سئل عنه أحمد بن حنبل فضعفه وضعفه غير واحد من أهل العلم وقالوا لا يصح] لا يصح هذا المقطع من الحديث.
من هنا نجد أن أتباع الشيخ ابن تيمية هذا النهج حاولوا أيضا أن يسيروا بنفس هذا الاتجاه, فانقسموا إلى قسمين: قسم منهم قال: أن الحق مع الشيخ ابن تيمية أن حديث الثقلين لم يرد فيه هذا المقطع, ومنهم (شعيب الارنؤوط في تحقيقه كتاب مسند الإمام أحمد بن حنبل, ج17) عندما ينقل الرواية عن أحمد بن حنبل قال رسول الله [قال: >وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض< قال: [حديث صحيح دون قوله: >فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض<] هذا المقطع الحديث لا يمكن لأحد أن يناقش فيه ولكن هذا المقطع غير تام, إذن تبعاً لمن؟ تبعاً لابن تيمية يضعف هذا المقطع من الحديث.
ولكن بعض أعلام أتباع ابن تيمية المعاصرين من الوهابية حاول أن يسلك مسلكاً آخر, ماذا قال؟ وجد أنه تضعيف الحديث سنداً غير ممكن, ولهذا ذهب إلى طريقة أخرى لتضعيفه, قال أساساً هذا ليس لفظ رسول الله هذا الحديث منقول بالمعنى فلا قيمة له, يعني: لم يستطع أن ينكر سند هذا المقطع, قال هذا المقطع سنده صحيح, ولكنه نقل إلينا لا بألفاظ رسول الله وإنما نقل إلينا بالمعنى والصحيح هو ما ورد من صحيح مسلم الذي لا يوجد فيه هذا المقطع ويتذكر المشاهد الكريم أنا وقفنا عند ذلك فيما سبق, هذا ورد في (كتاب اللئالئ البهية, في شرح العقيدة الواسطية) كتاب العقيدة الواسطية للشيخ ابن تيمية والشرح لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ, تحقيق: عادل بن محمد مرسي رفاعي, دار العاصمة, ج2, ص461) يقول بعد أن قال: يقول: [لكن في رواية الترمذي وغيره جاءت هذه الزيادة >ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض< ففهم البعض من ذلك أن هذين اللذين لن يتفرقا كتاب وأهل بيت النبي] فهم منه هذا المعنى, جيد [وهذا فهم خاطئ] لماذا؟ [لأن هذا الحديث حصل فيه اختصار في الروايات وزيد بن أرقم ذكر بأنه أختصر الكلام كما في صحيح مسلم وأنهما لن يسقه بكامله لشيء حصل له والرواية التي في صحيح مسلم واضحة] يقول ذاك المتن صحيح أما هذا المتن غير صحيح, [وقد قال عددٌ من المحققين من أهل الحديث أن هذا اللفظ سيق بالمعنى ولم ينقل كلفظ عن رسول الله, وبعضهم جعله من الشاذ وأن هذه اللفظة غير محفوظة] وهكذا.
إذن تجدون أن هناك إصرار على إسقاط هذا المقطع من حديث الثقلين, لماذا؟ لأنه واقعاً علموا أنه لو تم هذا المقطع من حديث الثقلين لا يمكن أن تثبت المرجعية لأحدٍ بعد رسول الله إلا العترة أهل البيت, ولذا وإلا أنتم وجدتم فيما سبق في أبحاث سابقة عندما وقفنا عند حديث الغدير قالوا نعم, >من كنت مولاه فهذا عليٌ مولاه< نعم نحن ايضا نقول ولكن المولى بمعنى المحبة بمعنى النصرة, قالوا لا مشكلة, هؤلاء لو كانوا يستطيعون أن يعطوا للحديث معنىً لا تثبت فيه درجة ومنقبة وفضيلة خاصة وامتياز خاص لعلي وأهل بيته لفعلوا ولكن وجدوا أن هذا الحديث ظهوره وصراحته ونصيته في أمر لا يمكن المناقشة فيه على الإطلاق, من هنا فعلوا إما قالوا أن السند ضعيف, وإما قالوا أن المضمون منقول ماذا أو أن النص منقول بالمعنى أو أنه شاذ أو .. إلى غير ذلك.
المقدم: لكن سماحة السيد لو سمحت لي, أن هذا يبين ايضا ضعف الرأيين لأنه رأي يقول أن هذه الفقرة.
السيد: لا الآن نبين أنه ما هو, القضية.
المقدم: استعجلت.
السيد: نعم, الآن نبين هذا المعنى جيد.
من هنا واقعاً أنا بودي أنه في هذا اليوم أو في هذه الليلة بنحو الإجمال وإلا هذا البحث عرضنا لعله قبل ثمانية أشهر أو تسعة أشهر ولذا أمر عليه بسرعة لعله في الحلقات من حديث الثقلين رقم 33 -34- 35 فيما سبق وقفنا عند هذا الحديث أو عند هذا المطلب تفصيلاً سنداً, ولكن أمر عليه إجمالاً حتى ندخل في إثبات ما هو المراد من هذا المقطع.
الأول: أن هذا الحديث ورد في مسند الإمام أحمد بن حنبل في مواضع ثلاثة:
الموضع الأول: كما أشرنا (مسند الإمام أحمد, تحقيق: شعيب الأرنؤوط, ج17, ص170) قال: [>وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض<] وكذلك في (ص211) طبعاً في هذا الجزء وإلا في الأجزاء الأخرى ايضا ورد, قال: [>وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض<] رقم الحديث (11131) وكذلك في (ص309) قال: [>وعترتي أهل بيتي ألا أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض<].
سؤال: ما ورد في مسند أحمد هل هو صحيح أو ليس بصحيح؟ هذا السؤال الأول.
الجواب: أنظروا ماذا ينقل العلامة الألباني من الإمام أحمد بن حنبل في مسنده, يقول: [إن هذا الكتاب] من يقول؟ الإمام أحمد عن كتابه مسند [إن هذا الكتاب قد جمعته وانتقيته من أكثر من سبعمائة وخمسين ألفاً فما اختلف المسلمون فيه من حديث رسول الله] كما الآن اختلفوا أن المقطع موجود في حديث رسول الله أو غير موجود [فما اختلف المسلمون من حديث رسول الله فارجعوا إليه] إلى هذا المسند إلى هذا الكتاب [فإن كان فيه وإلا فليس بحجة] يعني إذا كان فيه فهو حجة وإلا إذا كان فيه وليس بحجة لا قيمة لهذا المسند, بشكل واضح.
إذن مسند بن احمد يصرح بأنه كل ما أورده هنا فهو ماذا؟ فهو حجة عنده, وقد أوردنا لا أقل قبل قليل موارد ثلاث أنه في (ج17, بتحقيق: شعيب الأرنؤوط) فيه [>وأنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض<].
وهذا ما صرح به ايضا ابن تيمية, ابن تيمية في (ج4, من منهاج السنة, ص303, ج7, ص999) يقول: للإمام أحمد كتابان, فضائل الصحابة ومسند بن أحمد, قال: [وله كتاب مشهور في فضائل الصحابة روى فيه أحاديث] يعني في فضائل الصحابة [لا يرويها في المسند لما فيها من الضعف] لماذا؟ يقول هناك روايات في فضائل الصحابة لا ينقلها في المسند لأنها ضعيفة, [لكونها لا تصلح أن تروى في المسند لكونها مراسيل أو ضعاف بغير الإرسال] إذن في المسند لم ينقل لا ضعيف ولا مرسل. وإلا لو كان فيه.
المقدم: يعني مجرد وجوده في المسند يشكل حجة.
السيد: يشكل حجة بإقرار الجماعة, طبعاً كما قلت مراراً, ليس بحجة علينا, وإنما حجة عليهم, حجة إلزامية عليهم, جيد جداً, إذن هذا هو العلم الأول الذي صرح بصحته. إذن ما نسبه إليه ابن تيمية من أنه سئل أحمد بن حنبل فضعفه فنحن لا نعلم أين ضعف ماذا؟ بل هو نقله في مسنده ومسنده لا ينقل فيه لا ضعيفاً ولا مرسلاً.
المقدم: يعني شخص مثل شعيب الأرنؤوط كيف ..
السيد: المهم أنا ما أريد أن أدخل, لأن هذا البحث وقفت عنده, الآن نريد أن نمر عليه إجمالاً على هذا البحث وإلا ناقشناه تفصيلاً فيما سبق. هذا المورد الأول.
المورد الثاني: ما ورد عند الإمام الأعلام الذين صححوا من المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين, إذن الشخص الأول هو الإمام احمد بن حنبل.
الشخص الثاني: (الإمام المحدث الفقيه المفسر الطحاوي المتوفى 321 من الهجرة في شرح مشكل الآثار, ج5, ص18- 19) بعد أن ينقل الحديث يقول: [> فإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض< قال أبو جعفر] يعني أبو جعفر الطحاوي [فهذا الحديث صحيح الإسناد لا طعن لأحد في أحد من رواته] هذا الإمام الثاني, الذي صرح بهذا.
ومن الأئمة الذين صرحوا بصحة هذا الحديث في كتاب واحد سأشير إليهم ثلاث: أولاً: الحاكم النيسابوري, ثانياً: الإمام الذهبي, ثالثاً: الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية, أنا أشير فقط إليهم إجمالاً وإلا التفصيل موكول إلى محل آخر.
هذا كتاب (البداية والنهاية للحافظ ابن كثير الدمشقي, تحقيق: الدكتور التركي, ج7, ص668) بعد أن ينقل الحديث يقول: [>كتاب الله وعترتي أهل بيتي< ولا يوجد في نص واحد كتاب الله وسنتي وإنهما لن يفترقا وإنما كتاب الله وعترتي وأنهما لن يفترقا<] إذن حديث وسنتي لا يوجد فيه مقطع لن يفترقا, هذا ولن يفترقا مرتبط بحديث وعترتي. قال: [>فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض<] انظروا ماذا يقول الحافظ ابن كثير: [قال شيخينا أبو عبد الله الذهبي وهذا حديثٌ صحيح] هذا الإمام الذهبي, وابن كثير لا يناقش, وفي الحاشية يقول: [أخرج هذا الحديث الحاكم وقال هذا حديثٌ صحيح ووافقه الذهبي] إذن هؤلاء ايضا ثلاثة بإضافة أولئك الاثنين كم صاروا؟ خمسة.
وعلم آخر وإمام آخر في هذا المجال وهو الإمام السيوطي في (الجامع الصغير من حديث البشير النذير للإمام السيوطي, المتوفى 911, تحقيق: حمدي الدمرداش, ج2, الناشر: مكتبة دار نزار مصطفى الباز, ص544) قال: [>وأنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض< ص, ح] يعني ماذا؟ يعني صحيح, هذا رمز لكونه صحيح عند السيوطي, والمحقق ايضا يقول صحيح يعني الذي حقق من المعاصرين ايضا يقول صحيح.
المقدم: المصنف والمحقق كلاهما.
السيد: كلاهما.
ومنهم ايضا الحافظ الهيثمي في (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للحافظ الهيثمي المصري, ج9, ص182- 183) قال: [>وأنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض< رواه احمد وإسناده جيد].
وممن ايضا صرح ايضا بصحته الإمام أو الحافظ ابن حجر الهيتمي, صاحب (الصواعق المحرقة, ج2, ص653) قال: [وفي رواية صحيحة >فإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض<].
وعلم آخر من الأعلام العلامة الكبير الآلوسي في (روح المعاني في تفسيره, تحقيق: ماهر حبوش, ج21, ص305) قال: [إن ظاهر ما صح] إذن الرواية صحيحة, [>وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض<] في ذيل الآية 33 من سورة الأحزاب.
ومن الأعلام المتأخرين ما ورد في صحيح سنن الترمذي, الذي قال نقله الترمذي لا يقول وصححه الترمذي, العلامة الألباني في (ج3) بعد أن ينقل الرواية رقم الرواية (3788) يقول: [>وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض< صحيح] من العلامة الألباني.
المقدم: والترمذي ايضا ذكره. اثنا عشر.
السيد: نعم نقله, أحسنتم جيد. وممن أيضا صحح هذه الرواية بأسانيد اخرى غير السند الموجود هناك في مسند أحمد, وهو ما ورد عن الحافظ الطبراني في (المعجم الكبير, دار إحياء التراث العربي, رقم الحديث 4980) قال: [>وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض<].
وهو ينقل هذه الرواية, طبعاً يكون في علم الأعزة الحافظ الطبراني وفاته متوفى في سنة 360 من الهجرة, وهو ينقل الرواية عن من؟ عن الإمام الفسوي المتوفى سنة 277 من الهجرة, من هو الإمام الفسوي؟ الإمام الفسوي هو من الأعلام جاء في سير أعلام النبلاء [الإمام الحافظ الإمام الحجة أبو يوسف الفسوي] إلى آخره, المتوفى 277 من الهجرة في كتابه (المعرفة والتاريخ) هناك ايضا ينقل هذه الرواية في (ج1, ص295) منه يقول: [>وإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض<].
ومع ذلك كله.
المقدم: يقول ضعفه جملة من الأعلام.
السيد: الآن ما يقول جملة من الأعلام, أعيد العبارة مرة اخرى للمشاهد الكريم حتى يتضح كيف يوهم, يقول: [وقد سُئل عنه أحمد بن حنبل فضعفه, وضعفه غير واحد من أهل العلم] نحن نسأل واقعاً سؤال يوجه إلى أهل العلم إلى أهل الإنصاف لأهل المعرفة لأهل التحقيق لنرى بأنه اين ضعفه أحمد بن حنبل, وأين أولئك غير واحد من أهل العلم ضعفوا هذا المقطع إلا هو الذي ضعف هذا المقطع من حديث الثقلين لأنه يعلم ماذا يحتوي هذا المقطع من حديث الثقلين.
المقدم: طيب, السؤال الأساس: يحتاج نتوقف مع فاصل سماحة السيد.
السيد: جيد.
المقدم: إذن أعزائنا المشاهدين فاصل قصير ونستأنف بعده هذا الحديث حول المراد من هذا الحديث أو من هذا المقطع من الحديث, فاصل ونعود.
المقدم: أحييكم ثانية أعزائنا المشاهدين وأحيي سماحة السيد آية الله السيد كمال الحيدري, السؤال الذي طرحته قبل الفاصل ما هو المراد: بهذا المقطع من الحديث.
السيد: أحسنتم: في الواقع بأنه هذا المقطع من الحديث أعزائي يشتمل على عدة مفردات, يعني: عندما نرجع إلى هذا الحديث نجد يقول: إنهما وإنهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض<.
المقدم: أو يتفرقا.
السيد: يتفرقا باعتبار بعض الصيغ قالت يفترقا ولكن المضمون واحد من الناحية اللغوية لأن كلاهما مأخوذ من مادة واحدة, أنا أعزائي أحاول قبل أن أدخل في بيان المراد ومن معطيات هذا الحديث ودلالات هذا المقطع من الحديث, أن أقف قليلاً عند مفردات هذا المقطع. لتتبين المجموع يعني أولاً. وهذا هو المنهج الذي اعتدته أنتم عندما تراجعون الآن بحثي التفسيري في كتابي (اللباب) أو في (كتاب منطق فهم القرآن) قبل أن أأتي إلى تفسير الآية وفهم الآية أقف عند مفردات الآية.
المقدم: نوع من الاستقراء.
السيد: أحسنتم, أن هذه المفردة ماذا تدل, يعني مفردة مفردة بالاستقلال ثم نجمع هذه المفردات ونخرج بها بتفسير للآية, كذلك هنا أريد أن أفعل بنفس المنهج وهو أنه أن اقف عند المفردات مفردة مفردة ثم بعد نرجع أنه ماذا يريد أن يقول هذا المقطع, ماذا يفهم من هذا المقطع من حديث رسول الله’.
المقدم: لا تسقط المعنى العام على المفردات, وإنما تشكل المعنى العام من خلال الأجزاء والمفردات.
السيد: جزاكم الله خيراً, يعني: باعتبار أن هذا المركب له مفردات.
المقدم: وهذا هو الأسلوب العلمي.
السيد: العلمي أحسنتم وجزاكم الله خيراً, يعني نحن عندما نأتي إلى مركب معين قد يقول أنتم من أين استفدتم هذا المعنى, العام من هذا المقطع.
المقدم: نقول من أجزائه.
السيد: من أجزائه, أنظر إلى الأجزاء أقول بأنه هذا ماء, تقول مفرداته ما هي؟ أقول: هيدروجين وأوكسيجين, وهذه إذا كان كذا ضمن ضوابط معينة ينتج هذا المعنى أو ينتج هذا السائل الذي هو الماء.
هذا الحديث بدأ بقوله’: >وإنهما< أو >فإنهما< >ألا أنهما< لا يفرق كل واحدة لها, ولكن أنا أريد أن أقف على المتفق عليه, المتفق >إنهما< الضمير لمن يعود؟ لما سبقه وهو الكتاب والعترة, وقلنا نتحدى من الناحية العلمية أنه في حديث أو في صيغة كتاب الله وسنتي فيه ماذا؟ هذا الذيل أو هذا المقطع, هذا المقطع مختص بالروايات التي قالت كتاب الله وعترتي أهل بيتي >إنهما<.
السؤال: لماذا قال >إنهما< كان بإمكان رسول الله’ أن يقول >وهما< لماذا إنهما؟ الجواب في جملة واحدة إن تفيد التأكيد والتوكيد إذن الرسول’ بدأ الكلام بحرف يفيد التأكيد والتوكيد يعني هذا الذي أريد أن أقوله بعد ذلك مؤكداً هو كذلك, وإلا لو كان يقول: وهما لن يفترقا, هذا التأكيد كان يحصل أو لا يحصل؟ لا يحصل, إذن متى يحصل هذا التأكيد؟ إذا جاء إنهما للتأكيد.
المقدم: وإن كان يشكل حجة, ولكن هذا حجة إضافية.
السيد: بلي, هذا جمع القرائن الذي أعبر عنه. جيد. تعالوا معنا إلى (مغني اللبيب عن كتب الأعاريب للإمام أبي هشام الأنصاري المصري, المتوفى 761 من الهجرة, ج1, تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد, دار إحياء التراث العربي) هناك يقول: [إن المكسورة المشددة على وجهين] ما هو الوجه الأول [أحدهما أن تكون حرف توكيد] تؤكد ما بعدها [محمد عالم غير قولنا إن محمداً عالم] فرق كبير, بين محمد, ولذا نجد, ولو قال إن محمداً لعالم ايضا كانت هذه قرينة إضافية يعني: دخول اللام على الخبر يفيد تأكيداً وتوكيداً إضافياً.
إذن الأمر الأول: أن النبي’ بدأ هذا المقطع من الحديث بحرف يفيد التوكيد. هذا الأمر الأول. هذه المفردة الأولى.
المفردة الثانية: قوله >وإنهما< الضمير هما يعود على الكتاب والعترة لا يوجد فيه بحث, >وإنهما لن< لن حرف لن, ماذا يستفاد من حرف لن؟
أعزائي, وإن كان البحث بمقدار علمي ولكنه ضروري لأنه كثيراً ما يستفاد أو يستند إلى حرف لن أنها تفيد كذا وتفيد كذا, مثلاً: هذا الموضع اين ينفعنا؟ لن تراني, البعض قال لن تفيد التأبيد نفي التأبيد يعني أبداً لن تراني, هنا لابد أن نقف قليلاً, وهو أن لن ماذا تفيد.
اتفقت كلمة النحويين وإن كان البحث فني هذه الليلة قليلاً ولكن ضروري, اتفقت كلمة علماء النحو وعلماء النحويين أن لن تفيد النفي تفيد النفي, هذا متفق عليه وإذا دخلت على المضارع تفيد النفي الاستقبالي لا نفي الحال ولا نفي الماضي وإنما تريد أن تقول في المستقبل هذا منفي هذا الأمر لا يقع ابدا الآن أبدا فيه او لا, ذاك بحث آخر.
هذا المعنى ممكن الرجوع إليه في كتاب (معاني النحو, تأليف: دكتور فاضل السامرائي, مؤسسة التاريخ العربي, ج1, ص310) قال: [لن, تدخل على الفعل المضارع فتخلصه للاستقبال] يعني تجعله خالصا لنفي الأمر في المستقبل [وتنفيه.. ] إلى آخره, [وهي نقيض سوف فإذا قلت سوف أفعل فنفيه لن أفعل] إذن لن تقع في قبال سوف سوف تفيد الاستقبال ولن تفيد نفي الاستقبال [فسوف للإثبات ولن لنفي ولا يجمع بينهما وهذا واضح] وإنما وقع الكلام بين الأعلام استاذ علاء في هذه النقطة وهي: أن لن تفيد النفي مع التأكيد أو تفيد النفي بلا تأكيد؟ هذا رأيٌ.
رأيٌ آخر: أن لن تفيد النفي مع التأبيد أو بلا تأبيد؟ لأنه من هنا يوجد قولان بين أعلام النحويين: القول الأول: وهو القول الذي ذهب إليه علم من أعلام الأدب والنحو واللغة وهو الزمخشري, الزمخشري قال: إن لن كما تفيد النفي تفيد تأكيد النفي, بل تفيد تأبيد النهي, يعني مؤبداً كذلك.
المقدم: يعني مطلقة.
السيد: مطلقة أبداً في المستقبل, فإذا تم هذا القول إذن يوجد عندنا عنصر ثاني للتأكيد يعني النبي’ لم يقل وإنهما لا يتفرقان وإنما قال >وإنهما لن يتفرقا<.
المقدم: يعني أبداً لن.
السيد: إذا قلنا بكلام القول الأول يعني الزمخشري, وإذا قلنا لا تفيد التأبيد تفيد التأكيد يعني يضاف تأكيد إلى التأكيد الأول. ولذا نجد أن الزمخشري في قوله في سورة البقرة من تفسيره المهم (الكشاف للزمخشري, ج1, مكتبة العبيكان) في ذيل هذه الآية من سورة البقرة وهي قوله تعالى:{فإن لن تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين} يقول عنده كلام [فإن قلت ما حقيقة لن في باب النفي] لن تفيد النفي, ولكن أي نفي تفيد؟ تفيد النفي العادي كأي أداة نفي أخرى كـ (لا ولم) ونحو ذلك أو تفيد نفياً خاصاً ما حقيقة لن في باب النفي, [قلت: لا, ولن أختان في نفي المستقبل] كلاهما تفيدان نفي الأمر الاستقبالي [إلا أن في لن توكيداً وتشديداً]
المقدم: يعني ليست نفي عادي وإنما نفي وتوكيد.
السيد: نفي مؤكد, إذن التفتوا جيداً >إنهما< إن للتأكيد, ولن ايضا تفيد التأكيد ولذا ماذا يقول؟ يقول: [تقول لصاحبك لا أذهب لا أقيم لا أسافر فإذا سألك لا تسافر؟ تقول: لن أسافر] يعني جزماً لا أسافر.
المقدم: جزمية.
السيد: نعم, ولذا يقول: [تقول لصاحبك لا أقيم غداً فإن أنكر عليك قلت لن أقيم غدا] لماذا؟ يقول: لأنه لن ولا كلاهما.
المقدم: فيها إصرار.
السيد: أحسنتم فيها جزم فيها تأكيد تريد أن تؤكد بأدوات من أدوات اللفظية فتستعمل لن, هذا قول.
في مقابل هذا القول ولعله هو المشهور بين النحاة وأعلام النحويين, يقولون لا, لن لا تفيد إلا النفي, ولكنه هناك جملة من القرائن المرتبطة باللفظ, أو المرتبطة بأمور خارجية قد يستفاد من مجموعها أنها تفيد التأكيد أو تفيد التأبيد, إذن التأبيد والتوكيد ليسا مدلولين لنفس لن وإنما تستفاد من قرائن خارجية.
الآن نضرب أمثلة هذه مهم عندنا, نضرب أمثلة: تعالوا معنا إلى قوله تعالى في سورة الحج الآية 73, أنظروا ماذا يقول في سورة الحج, قال تعالى: {يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له, إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا} لا >لا يخلقوا ذبابا< لا, {لن يخلقوا ذبابا} هذه لن ماذا تفيد؟ النفي أو النفي المؤبد؟ أبدا محال أن يستطيع غير الله أن يخلق ذبابة.
من اين استفدنا أن لن تفيد التأبيد من أين؟ المعتزلي الكشاف الزمخشري في الكشاف وفي غيره يقول هذه التأبيد استفدنا من نفس كلمة لن, لن تفيد وحدها.
مشهور النحاة يقولون لا, باعتبار أن القرينة الخارجية دلت أنه لا خالق إلا الله سبحانه وتعالى.
المقدم: وقد سبقتها إن ايضا.
السيد: الآن تلك تأكيد, ولكن لن يقولون نحن نستفيد التأبيد ليس من لفظة لن وإنما نستفيده من القرينة الخارجية.
ومن هنا نجد ابن هشام في (مغني اللبيب, ج1, ص284) يقول: [ولا تفيد لن توكيد النفي خلافاً للزمخشري في كشافه ولا تأبيد النفي خلافاً له في أنموذجه] إذن ماذا تفيد؟ يقول: تفيد النفي, تقول إذن كيف تستفيد منها النفي المؤكد أو المؤبد؟ يقول: من قرائن خارجية.
الآن سؤال: سيدنا أنتم ماذا تقولون أن لن في قوله >لن يتفرقا< تفيد التأبيد والتأكيد أو لا تفيد؟
الجواب: إن صار نبني على كلام الإمام الزمخشري فنقول هذه تنفي الافتراق مؤكداً بل أبدا, بين العترة وبين الكتاب. هذا إذا بنينا على رأي الزمخشري. إذن أعزائي, هنا دقيقتين أو ثلاثة وأستمع إلى المداخلات.
إذن أعزائي, هنا ما يقال أن لن تفيد التأبيد هذا ليس كلاماً علمياً عند جميع الأعلام النحاة وإنما هو رأي الزمخشري وبعض من تبع الإمام أو العلامة الزمخشري, وإلا المشهور بين النحاة أن لن لا تفيد التأبيد.
فأعزائي التفتوا حتى لا أطيل, لأنه نحن وصلنا إلى هذه المفردة وتتمتها إنشاء الله في الأسبوع القادم, إذن لن في حديث الثقلين ماذا تفيد؟
الجواب: إن بنينا على كلام الزمخشري فتفيد التأكيد والتأبيد, وإن بنينا على مشهور النحاة هي بينت بقرينة موجودة في الحديث >وإنهما لن يفترقا حتى يردا< إذن هم في الدنيا لن يفترقا.
المقدم: ما بين الحوض.
السيد: من الآن يعني من ما قاله رسول الله إلى أن يردا عليّ الحوض, يعني الدنيا لن يفترقا, عالم البرزخ لن يفترقا, عالم الحشر الأكبر لن يفترقا إلى أن يردوا عليّ الحوض, الآن الحوض ما هو؟ هو آخر موقف من مواقف الحشر الأكبر, يعني بعده الناس ينقسمون إما إلى الجنة وإما إلى النار, فمن شرب من حوض الكوثر فإلى الجنة, لأن هذا الماء سوف يطهره, طهوراً كامل, ومن منع منه وذيد عنه ولم يسمح له بالشراب, كما قرأنا من أحاديث من صحيح البخاري أن جماعة من أصحابه يأتون ويذادون عن الحوض فهؤلاء فسحقاً سحقا.
إذن هذا الحديث ذاك الخلاف النحوي بين النحاة لا يؤثر على بحثنا شيئاً سواء قلنا في الحالتين هذه الاستمرارية يعني لن يقع الافتراق بينهما إلى أن يردا الحوض على رسول الله’. تتمة الحديث تأتي.
المقدم: أعزائنا المشاهدين اذن في الحلقة القادمة سوف تكون هناك تتمة لمفردات الحديث, لكن في هذه اللحظة نستمع إلى مداخلاتكم, معي اتصال من بغداد, حيدر تفضل:
الأخ حيدر: سلام عليكم, عندي مداخلة على السريع لأنه أنتم لا تعطونا المجال لأنه.
المقدم: ليس معك فقط يعني.
الأخ حيدر: فقط أريد أن أقول للسيد السلام عليكم على اثنيكم, أدامكم الله وأثابكم وجعلكم فخراً للمسلمين والإسلام, وأطال في أعماركم إن شاء الله, طيب يصير أن أقول أنت عظيم للسيد أم حرام.
السيد: جزاكم الله على هذه العواطف.
المقدم: الله يسلمك إن شاء الله العظمة لله.
الأخ حيدر: وقضية أخرى أيضا أطلبها أنه في اليوم الثاني لا نستطيع أن نصل ونتابع في هذا الوقت وأنت كل ثلاثاء جداً سريع لا نستطيع أن نكتب.
المقدم: هذا سماحة السيد في اتصالات خاصة أيضاً قالوا, لكن هذه طبيعة.
السيد: هذه طبيعتي.
المقدم: هذا طبيعة بيان السيد.
السيد: وطبيعة البحث وإلا ماذا نفعل.
المقدم: وأنا أشير للإخوة الأعزاء المتصلين أنه يمكنهم أن يراجعوا موقع قناة الكوثر وحتى الموقع الرسمي لسماحة السيد الحيدري ومن هناك يمكن أخذ نص البرنامج, موجود على هذين الموقعين ولربما على مواقع أخرى تنشر هذه المواضيع. شكراً لحيدر.
من اسبانيا معي اتصال, عبد الرحيم تفضل:
عبد الرحيم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, أتقدم إليكم أولاً: بالشكر الخالد لما نورتمونا به من العلم وقد نقلتمونا إلى أجواء الدراسات الحوزية والله لقد اشتقنا إلى مثل هذه الدروس العلمية الرائعة, لدي سؤال لفضيلة الشيخ, قول الرسول’ >وإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما< هل يعني أن من لم يتمسك بأهل البيت في الدنيا ما دام أهل البيت والقرآن سوف يردا على الرسول’ في الحوض غداً يوم القيامة, هل الذين لا يتمسكون بهما في الدنيا لم يردا على رسول الله الحوض؟
السيد: سؤال جيد.
المقدم: سؤال جيد يتعلق بمضمون الحديث, سهى من السعودية تفضلي:
الأخت سهى: السلام عليكم, السيد كمال, عندي مداخلة, أنا أقول للسيد كمال الله يعطيه ألف عافية على, طبعاً هو يقول لنا أشياء في حياتنا ما سمعنا بها, لا في كتب لا في دراسة لا في صحف ولا في منابر ولا في خطب الجمعة ولا في أي شيء بحمد الله, طبعاً هو يقرأ على صفحة بيضاء, وأتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يكمل ما بداه, طبعاً نحن سعيدين أنه نسمع هذا البرنامج مثل هذا من زمان أنا أتابع هذا البرنامج هذا من بداية.. وللسيد كمال أتمنى أن يتكلم قليلاً عن الشيعة المختلفة في كل أنحاء العالم يعني الشيعة الاثنى عشرية أو…
المقدم: الأخت سهى, طبعاً هذا البحث بحث تاريخي وهنا.
السيد: ومرتبط بالفرق.
المقدم: الفرق الملل والنحل كما يقال ويمكن أن ترجعي إلى ذلك إلى كتاب الملل والنحل فلربما تجدين في ذلك ما تبتغي. على أية حال شكراً لك على الاتصال. معي اتصال آخر, إبراهيم من فلسطين تفضل:
إبراهيم من فلسطين: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, تحية لك أخي علاء وتحية لسماحة السيد كمال الحيدري, والحقيقة يعني إذا أثبت لهم سماحة السيد صحة هذا الحديث يعني هم يؤولون ويذهبون إلى منحى آخر يقولون المقصود هم أعلى, وأنا أتحدث أصبح الدين كصلاة يحتاج يعني إلى فك .. والرسول الأعظم’ يقول: من أخذ دينه بالجدل تزندق, فإذا أصبح يعني أنا أتعجب من هذا المنهج وهؤلاء كل ما تأتي لهم بآية لا يريدوا أن يؤمنوا بحق أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) وحتى إذا قلت لهم الآن نحن كل مسلم يصلي عليهم بالصلاة يقول اللهم صل على محمد وآل محمد, أنا لا أستبعد أن يأتي يوم أن يفصلوا آل محمد بالصلاة وفقط يصلون على محمد.
المقدم: لا يستطيعون أخ إبراهيم لأنهم يخرجوا من الملة, وقد لا اتفق معك أن الدين فيه طلاسم, الدين واضح, لكن البحث يريد أن يطلسمه لكي يصعب قراءته, شكراً لك إبراهيم من فلسطين, الأخ علاء من العراق تفضل:
الأخ علاء: السلام عليك أستاذ علاء. وعلى سيدنا الجليل, أنا فقط عندي هذا الدعاء وهذا يا ريت أن يكون حجة على كل مسلم أنا أحد السنة وطلبت حتى يكون دليل و… ليلة الجمعة يوم الخميس بالليل, يدري بهذا الدعاء إذا تسمعني أستاذ علاء وإذا يسمعني مشاهدين الكرام.
المقدم: تفضل.
الأخ علاء: نعم, يتوجه ليلة الجمعة يتوضأ ويصعد فوق داره يعني فوق سطح بيتهم ويدعو بهذا الدعاء, يقول: اللهم على صل محمد وآل محمد, اللهم إني أسألك باسمك العظيم الأعظم أن تهديني إلى صراطك المستقيم. صدقني أستاذ علاء دعيت بهذا الدعاء وبعد هذا الدعاء الذي أتانا حديث أبي طالب× مالك النخعي وهداني كأس الولاية والحمد لله والشكر, وأشكر الله الذي أنا الآن..
المقدم: أشكرك الأخ علاء لأنه هناك اتصالات كثيرة, وشكراً لك على اتصالك, معي اتصال آخر, يعني يظهر أن يعلمونا بنهاية الوقت أو قرب نهاية الوقت سماحة السيد. هناك سؤال من عبد الرحيم أن هؤلاء أو الذين لا يؤمنون بأهل البيت أو بالثقلين لم يردوا.
السيد: أعزائي قلت: إن شاء الله تعالى وهذا البحث سنقف عليه في الأسبوع القادم بإذن الله تعالى, أعزائي, ما من أحدٍ في المحشر في الأعم الأغلب إلا ولعله يقترب إلا طبقة خاصة ويقترب من الحوض كما عندنا في رواية التي قرأناها في صحيح البخاري قال: >أنا فرطكم على الحوض ليرفعن إليّ رجال منكم حتى إذا أهويت لأنوالهم ماء الحوض اختلجوا دوني فأقول ربي أصحابي يقول ما تدري ما أحدثوا بعدك< إذن الذين يردون الحوض على قسمين: بعضٌ يشرب من الحوض, وبعض لا يشرب من الحوض, إذن ليس كل من يرد الحوض.
المقدم: لكن سماحة السيد نقلت قبل ذلك رواية تقول أن بعض أصحابي لن يروني.
السيد: ذاك بحث, ولهذا قلت طبقة, قلت: ليس كل من يرد الحوض بالضرورة يشرب من حوض الكوثر, من ماء الحوض, أبداً, وهذا إن شاء الله تعالى يحتاج إلى بيان أكثر نقف عليه بإذن الله تعالى في الأسبوع القادم.
المقدم: ليس هناك ما تفضل به الأخوة سؤال آخر يعني في صلب الموضوع كانت مداخلة وبعض المشاعر التي تفضلوا بها, أشكرك سماحة آية الله السيد كمال الحيدري جزيل الشكر, شكراً أنتم مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة, ملتقانا في الأطروحة المهدوية الأسبوع القادم, إن شاء الله وغداً معكم في مطارحات في العقيدة, حتى ذلك الحين أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.