بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
حديث الثقلين سنده ودلالته ق (59)
المقدم:
السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله وبركاته, أحييكم في هذه الحلقة من (الأطروحة المهدية) في قم مباشرة من استوديوهات قناة الكوثر الفضائية من مدينة قم المقدسة.
موضوعنا أعزائنا المشاهدين في هذه الليلة أيضاً نتناول فيه (حديث الثقلين سنده ودلالته في قسمه التاسع والخمسين) أرحب بسماحة آية الله السيد كمال الحيدري. سماحة السيد أهلاً ومرحباً بك في هذه الحلقة, تحدثتم عن الحديث في قسمه (58) في الحلقة الماضية, هل يمكن لكم أن تلخصوا ما تقدم في تلك الحلقة لكي نبدأ أسألتنا في هذه الحلقة.
السيد: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين, اللهم صلي على محمدٍ وآل محمد وعجل فرجهم.
انتهينا بحمد الله تعالى في الحلقات السابقة إلى أن من أهم محاور والمقاطع التي اشتمل عليها حديث الثقلين هو هذا المقطع الوارد في قوله’: >فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض<. قلنا هذا المقطع ورد بطرق وأسانيد صحيحة ومعتبرة وقفنا عند تلك الطرق في الأبحاث السابقة.
ثم قلنا أن المنهج الذي نتبعه عموماً في فهم مقاطع هذا الحديث هو أننا أولاً: نأتي إلى المفردات التي يتكون ويتشكل منها هذا المقطع, وهذا ليس منهجنا في فهم الحديث فقط وإنما انتهجنا نفس هذا المنهج كما هو في كتابنا (اللباب في تفسير الكتاب) الذي يشتمل على تفسير سورة الحمد, وكذلك إن شاء الله تعالى في الكتاب الذي الآن قيد الطبع (منطق فهم القرآن, الأسس المنهجية للتفسير والتأويل على ضوء أو في ضوء آية الكرسي) أولاً: وقفنا على المفردات التي يتكون منها النص, وما لم نقف وما لم نتوفر على مفردات أي نص ديني فإننا لا يمكن أن نفهم ذلك المحتوى التركيبي لذلك النص, باعتبار أن هذا المحتوى التركيبي مركبٌ من هذه الأجزاء وهذه المفردات فما لم نتوفر على فهم وندقق في فهم هذه المفردات, بطبيعة الحال سوف ينعكس ذلك سلباً على الفهم التركيبي للنص الديني, أعم من أن يكون نصاً قرآنياً أو أن يكون نصاً نبوياً كما في المقام.
من هنا نحن حاولنا أن نقف عند مفردات هذا المقطع المبارك والشريف الوارد في حديث الثقلين وأشرنا في الحلقة السابقة إلى مفردتين نمر عليها مروراً حتى ننتهي إن شاء الله تعالى إلى المفردات اللاحقة.
المفردة الأولى: قلنا أن النبي’ لم يبدأ هذا المقطع بقوله فهما لن يفترقا بعد أن قال >كتاب الله وعترتي أهل بيتي< لم يقل: فهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض وإنما قال >فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض< وبينّا أن إنّ لا إشكال ولا شبهة أنها تفيد التأكيد, يعني أن الرسول الأعظم’ يريد أن يؤكد هذه الحقيقة فبدأ الجملة بأداةٍ من أدوات التأكيد وإلا كان بإمكانه أن يقول فهما لن يفترقا, أو وهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض, وهذا ما توفرنا عليه في الحلقة السابقة.
المفردة الثانية – التي وقفنا عندها في الحلقة السابقة- هو قوله’: >لن< ذكرنا في الحلقة السابقة, وهذه القضية بودي أن المشاهد الكريم لأنه جاءت اتصالات متعددة طلبت توضيح هذه الحقيقة.
أعزائي, لفظة وكلمة ومفردة >لن< هذه >لن< لا إشكال ولا شبهة أنها تفيد النفي وقلنا في الحلقة السابقة أن >لن< تقع في قبال >سوف< كما أن سوف تفيد الإثبات >لن< تفيد النفي.
إذن النبي الأكرم’ هنا ينفي الافتراق بتأكيد وهو >فإنهما لن يفترقا<. نعم, هذا القدر متفق عليه بين جميع النحويين لم يخالف في ذلك أحد أن مفردة >لن< تفيد النفي, هذه ما في كلام في هذه, إنما وقع الكلام أن مفردة >لن< وهذه اللفظة النافية أو المفيدة للنفي, هل فقط تفيد النفي البسيط والساذج, كما افترضوا كلمة >لم< أو >لا< ونحو ذلك, أو بالإضافة إلى النفي تفيد تأكيد النفي, أي منهما؟
المقدم: هنا وقع الاختلاف.
السيد: هنا وقع الاختلاف, هذه قضية.
القضية الثانية التي وقع فيها الاختلاف, إذن يوجد عندنا مورد اشتراك واتفاق, وهي أن >لن< تفيد النفي, أما مورد الاختلاف ما هو؟ وهو أن >لن< بالإضافة إلى إفادتها للنفي هل تفيد تأكيد النفي يعني نفيٌ مؤكد أو لا تفيد؟ هذا خلاف.
الخلاف الثاني: أن >لن< تفيد النفي بالإضافة إلى النفي تفيد التأبيد, يعني: أنه تفيد نفياً مؤبداً وأبدا, هل تفيد أو لا تفيد؟ إذن يوجد عندنا خلافان مورد اتفاق هو أن لن تفيد النفي, ومورد خلاف أو موردان للخلاف أن >لن< بالإضافة إلى النفي, تفيد النفي المؤكد أو لا تفيد, تفيد النفي المؤبد أو لا تفيد؟
هنا أعزائي, ذهب العلامة الزمخشري صاحب (الكشّاف) إلى أن >لن< كما تفيد النفي تفيد التأكيد أيضاً كما في بعض كتبه وتفيد التأبيد ايضا كما في كتاب آخر. واستدل على ذلك بآيات متعددة من القرآن الكريم من قوله: {لن تراني} قال: أن لن هنا تفيد النفي لا مطلق النفي بل النفي المؤبد يعني يستحيل أن تراني. هذا رأيٌ.
والرأي الآخر: الذي ذهب إليه جملة ايضا من أعلام النحويين, ومنهم أبي هشام الأنصاري المصري المتوفى 761 من الهجرة في (مغني اللبيب عن كتب الأعاريب, دار إحياء التراث العربي) في كلمة >لن< هناك قال: [ولا تفيد لن توكيد النفي خلافاً للزمخشري في كشّافه, ولا تأبيده] يعني تأبيد النفي [خلافاً له في أنموذجه, وكلاهما] يعني كلام الزمخشري في هذين الكتابين الأنموذج والكشّاف, [كلاهما دعوىً بلا دليل, ولو كانت للتأبيد] ثم بدأ يناقش نظرية التأبيد [ولو كانت للتأبيد لم يقيَّد منفيها باليوم في {لن أكلم اليوم إنسيا}] إذا كانت >لن< تفيد التأبيد لا معنى لأن يقيد بيومٍ واحد الأبد ينافي اليوم الواحد مع أنها قيدت في الآية باليوم [ولكان ذكر الأبد {ولن يتمنوه أبدا} تكراراً] لماذا؟ لأن لن تفيد التأبيد فعندما قال أبداً صار مؤكداً للأول والأصل عندهم من القواعد اللغة العربية أنه إذا دار الأمر بين التأسيس وبين التأكيد يكون التأسيس اولى من التأكيد, يعني أن >لن< لا تفيد التأبيد والأبدية استفيدت من كلمة أبدا.
وهذا بحث التفتوا جيداً, الآن قد يقول قائل سيدنا: لماذا طرحت هذا البحث هنا؟
الجواب: أريد أن أقول أن هذا الخلاف الموجود في >لن< لا يؤثر على فهمنا لهذا الحديث.
المقدم: على أصل القضية, التي هي النفي.
السيد: على أصل القضية التي هي محل الكلام, التي هي تفيد النفي. التفتوا جيداً, الآن بالإضافة إلى النفي تفيد تأكيد النفي أو تفيد تأبيد النفي سواء دلّت كما قال الإمام الزمخشري أو لم تدل كما قال الإمام أبي هشام الأنصاري, هذا لا يؤثر سلباً على فهمنا لهذا الحديث.
ولذا فقط أنا أشرت للأعزة هذه القضية أنه لا يتبادر إلى ذهن الأعزة أن >لن< تفيد التأبيد, لا, ليس الأمر كذلك, لعله أساساً وهذه من الأمور التي انفرد بها الإمام الزمخشري, يعني لم يتابعه على ذلك إلا الأقل القليل, وإلا المشهور بين أعلام النحويين والمحققين من أعلام النحويين أن >لن< تفيد النفي المؤكد لا النفي مطلقا لا النفي المؤبد, يعني أخذوا الوسط, قالوا أن >لن< فرقها عن باقي أدوات النفي أن >لن< تفيد النفي المؤكد لا أصل النفي ولا النفي المؤبد, إذا تم هذا, إذن توجد عندنا ثانية للتأكيد. الأداة الأولى: إن >فإنهما<. الأداة الثانية: لا أنه لا يفترقان >لن يفترقا<, إذن تأكيد بعد تأكيد.
إذن أعزائي هذا ما وقفنا عنده بحمد الله تعالى في الحلقة السابقة.
المقدم: طيب, ما هو المراد من المفردات الأخرى من هذا الحديث.
السيد: جيد جداً, قلنا أن هذا المقطع من الحديث فيه مفردات أخرى, من المفردات الأخرى الموجودة, قوله’: >لن يفترقا< بغض النظر أن الذي يفترق الكتاب والسنة أو الكتاب والعترة ذاك بحث آخر سيأتي, ما هو المراد من الافتراق؟
أعزائي, حتى لا أطيل على الأعزة كثيراً ولا أريد أن أدخلهم في متاهات البحث اللغوي, إذا كان هناك شيئان أحدهما يمشي أو شخصان أحدهما يمشي إلى جنب الآخر, ماذا يقال؟ يقول: متلاصقان أو متلازمان او أحدهما إلى جنب الآخر, أما بمجرد أن ذهب أحدهما إلى جانب وذهب الآخر إلى جانب الآخر يقال افترقا, أنت عندما يوجد عندك صاحب صدق معك بمجرد أن يريد أن يذهب تقول: افترقنا أو افترقا أو انفك أحدهما عن الآخر.
بعبارة واضحة: أن هذه الكلمة تريد أن تقول أن القرآن والعترة أحدهما إلى جنب الآخر, يفترقان أو لا يفترقان؟ لن يذهب أحدهما في طرفٍ والآخر في طرف ثاني, دائماً أينما يسير القرآن فإلى جنبه يوجد عدل القرآن, الآن ما هو عدل القرآن؟
المقدم: سنة أو عترة, يأتي بحثه بعد ذلك.
السيد: هذا يأتي بحثه بعد ذلك, أحسنتم, فقط نريد أن نثبت أصل القضية. وهي: أنهما لن يفترقا بتأكيدين التأكيد الأول >إن< التأكيد الثاني >لن<, وكلمات اللغويين واضحة في هذا المجال حتى لا أطيل.
المورد الأول: ما ورد في كتاب (المفردات في غريب القرآن, للراغب الأصفهاني, المتوفى 522 من الهجرة في مادة فرق) يقول: [فرق والفرق يقال اعتباراً بالإنفصال {وإذ فرقنا بكم البحر}] يعني ماذا؟ يعني فصلنا أحد الجانبين عن الآخر, [والفِرق القطعة المنفصلة ومنه الفرقة للجماعة {أأرباب متفرقون} {كل حزبٍ بما لديهم فرحون}] لماذا؟ لأنه كل واحد متفرق عن الآخر. [ومنه الفرقة للجماعة المتفردة من الناس] لا مطلق الجماعة تقال عنها فرقة, ما هي الفرقة؟ الفرقة ليس مطلق الجماعة, الجماعة التي انفصلت عن الجماعات الأخرى عن الناس, إلى أن يقول: [وفرقت بين الشيئين فصلت بينهما] فإذا وقع الفصل والانفكاك هذا في جانب ذاك في جانب آخر يقول وقعت الفرقة بينهما [ذلك بفضل, وفرقت بين الشيئين فصلت بينهما سواء كان ذلك بفصلٍ يدركه البصر] إذا كان أمراً مادياً.
المقدم: حاجز معين.
السيد: أحسنتم, حاجز معين أو لا, احدهما ذهب يمين والآخر ذهب يسار.
المقدم: شخص فكره بهذا الاتجاه والآخر فكره .. غير المرئي.
السيد: هذا البعد المعنوي, جزاكم الله خيرا, فلهذا قال: [بفصل يدركه البصر أو بفصل تدركه البصيرة] يعني: قد يكون القرآن بجنبك لا تفارقه مادياً وجسدياً بل تحفظ القرآن ولكن بفكرك واعتقاداتك وسلوكك أنت بعيد مفارق للقرآن, التفتوا جيداً. وبعد ذلك سيتضح أنه نحن عندما نقول >لن يفترقا< ليس مرادنا >لن يفترقا< المادي الجسدي وإلا >كم قارئ للقرآن والقرآن يلعنه< لماذا يلعنه؟ باعتبار أنه ظالم باعتبار أنه فاسق, باعتبار أنه .. كذا وكذا فالقرآن لعنهم.
إذن, هذا الفصل قد يكون فصلاً مادياً وقد يكون فصلاً معنوياً, ما معنى؟ يعني أن يكون منفصلاً مفترقاً منفكاً عنه عقائدياً خلقياً سلوكياً منهجياً في السيرة ونحو ذلك. ولذا إن شاء الله تعالى بعد ذلك سنقف على هذه الحقيقة بشكل واضح أنه عندما سئلت بعض أزواج النبي عن خُلق النبي, قال: كانت خلقه القرآن, يعني ماذا؟ يعني أنه لا انفكاك اصلاً تجلى القرآن بكل كمالاته وأخلاقه ووجوده في وجود خاتم الأنبياء والمرسلين, يعني يفارق القرآن أو لا يفارق القرآن؟ لا, ملازم له, لا ينفك أحدهما عن الآخر. اعتقاداً وأخلاقاً وسلوكاً وسيرةً ومنهجاً وفهماً وهدايةً وإمامة و.. إلى غير ذلك, وإلا بمجرد أن انفك عنه في مورد فافترق وقعت الفرقة بينهما.
ولذا الراغب بعد ذلك يقول: [{ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله}] ما معنى يفرق بين الله ورسله؟ وهل يستطيع أحد أن يفرق بين الله ورسله يقول: [ان يظهرون الإيمان بالله ويكفرون بالرسل] إذن معنى أنه كان ينبغي أن لا يفرقوا, {لا يفرقون بين أحد من رسله} هذه وظيفتهم ولكن إذا فرّقوا, ما معنى فرّقوا؟ يعني آمنوا باحدهما ولم يؤمنوا بالآخر.
إذن التفتوا إلى النكات الأساسية التي أشار إليها الراغب الأصفهاني في المفردات.
ونفس المعنى موجود في كتاب (تهذيب اللغة, لأبي منصور الأزهري المتوفى 370 من الهجرة, دار إحياء التراث العربي في هذه المادة, ج9, ص96, مادة فرق) قال: [والفرق تفريقٌ بين الشيئين] ولكنه اتضح ليس بالضرورة تفريق بين الشيئين جسدياً مادياً جسمانياً, وإنما أعم من أن يكون جسدياً أو أن يكون معنوياً عقدياً ونحو ذلك, هذا المورد الثاني.
المورد الثالث والذي ايضا واضح, إنما أنا أشرت إلى أعلام اللغويين في هذا, وإلا كلمات اللغويين ممتلئة.
ومنها ما ورد في كتاب (النهاية في غريب الحديث والأثر, للإمام ابن الأثير الجزري, تحقيق: علي بن حسن, دار ابن الجوزي, في مادة فرق, ص703) قال: [والتفرق والافتراق سواء] التفتوا جيداً, إذن سواء ورد >لن يفترقا< أو ورد لن يتفرقا, فهما بمعنى واحد.
المقدم: هذه قضية مهمة.
السيد: هذه قضية مهمة لأنها وردت بصيغتين هذا المقطع من الحديث الشريف, >لن يفترقا< و>لن يتفرقا< ولكن المعنى واحد, قال: [والتفرق والافتراق سواء ومنه حديث ابن مسعود: صليت مع النبي’ بمنى ركعتين] يعني قصراً [>ومع أبي بكر وعمر ثم تفرقت بكم الطرق] ما معنى تفرقت بكم الطرق, التفتوا إلى العبارة دققوا [أي ذهب كل منكم إلى مذهبٍ ومال إلى قول وتركتم السنة].
المقدم: وهذا هو الفرق الافتراق المعنوي وليس المادي.
السيد: أحسنتم, الافتراق المعنوي الافتراق الديني, إذن بعد ذلك إذا جاء شخص وقال: نقبل الكتاب ولا نقبل السنة, نقول ماذا؟
المقدم: يؤمن ببعض الكتاب وكفرتم ببعض آخر.
السيد: أحسنتم يؤمن ببعض الدين ويكفر ببعض, يعني: تفرق افترق عن الحق, التفتوا, وإذا جاء شخص قال نقبل الكتاب ولا نقبل العترة, الكلام الكلام, لماذا؟ لأن القرآن الكريم بشكل واضح وصريح قال: {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} وما آتانا به قال: >إني تركتم فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترة أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض<. هذه هي المفردة الثالثة.
أما المفردة الرابعة.
المقدم: قبل المفردة الرابعة سماحة السيد, في مفردة >لن يفترقا< الآن ذكرتم.
السيد: أقول: لا تدخل في البحث المضموني لأنه هذا يأتي في المعطيات, أنا فقط أتكلم على مستوى البحث اللغوي.
المقدم: إذن نتكلم في اللغة.
السيد: أحسنتم عزيزي أنا لماذا قلت: بعد ذلك سنقف إن شاء الله تفصيلاً عند المعطيات المستفادة من هذا المجموع من هذا المركب, لأنه الآن فقط نريد يعني غداً إذا قلنا أن >لن يفترقا< يعني ملازمة تامة بينهما, لا يقال لنا: من أين تقولون اين أثبتت اللغة.
المقدم: هذا الذي أريد أن أقوله, يعني: >لن يفترقا< لربما كثيرون هناك وحدة في الموضوع.
السيد: هذا في المضمون يأتي, في المضمون نأتي معنى أنه >لن يفترقا< يعني شيء واحد, شيئان متلازمان أو مرتبتان من الوجود أحدهما لفظي والآخر خارجي.
المقدم: لأنك أشرت في ما نقل عن واحدة من زوجات النبي حول خُلق النبي.
السيد: ولهذا قلت فقط للإشارة.
المقدم: خُلقه القرآن, بمعنى: أنه هو القرآن.
السيد: خلقه القرآن بمعنى أنه هو القرآن يعني القرآن إذا أردنا هذه الحقيقة التي هي القرآن إذا كتبت صارت ألفاظ القرآن صار هذا الكتاب العزيز الكريم, وإذا تجسدت صارت من؟ صارت رسول الله, إذن رسول الله هو القرآن بوجودٍ متجسد والقرآن هو رسول الله بوجود لفظي مكتوب, وهذا إن شاء الله بعد ذلك سيأتي, هذا الذي أنتم تصطلحون عليه بأنهما وجهان لحقيقة واحدة, هذا إن شاء الله يأتي بحثه تفصيلاً في معطيات هذا الحديث.
المفردة الرابعة: ولذا أنا إن شاء الله أعتذر من المشاهد الكريم أنه لابد أن يصبر معنا طويلاً لفهم هذا الحديث المتواتر القطعي الصدور من النبي الأكرم.
المفردة الرابعة: كلمة أو مفردة >حتى< ماذا قال؟ قال: >وإنهما لن يفترقا حتى< ما هو مفاد كلمة >حتى<؟
الجواب: أنها تفيد الغاية.
المقدم: باختصار.
السيد: باختصار يعني غاية الشيء, سرت الطريق حتى وصلت إلى النهاية حتى يعني الغاية حتى النهاية.
هذه أمامكم كتب اللغة بأيديكم, (معاني النحو, تأليف: د, فاصل السامرائي, مؤسسة التاريخ العربي, ص29, ج3) قال: [حتى حرف غاية] غاية الشيء. الذي نصل إليه, نعم, وقع الكلام أنه غاية يعني ما بعده يدخل فيها أو لا يدخل فيها؟ يعني مثلاً عندما تقول مثلاً قرأت القرآن حتى سورة الناس, يعني وقفت عند سورة الناس او قرأت سورة الناس؟ قرأت سورة الناس, أما إذا تقول على سبيل المثال صمت رمضان حتى يوم الفطر, يعني صمت يوم الفطر أو لم تصم يوم الفطر؟ لم تصم يوم الفطر, إذن قد يكون ما بعد حتى داخلٌ وقد يكون غير داخل, هذا ايضا لا يؤثر على بحثنا.
الذي يهمنا من هذا البحث, هنا الآن تظهر الثمرة في >لن< سؤال: أنه >لن يفترقا< إلى متى؟ >لن يفترقا< لمدة عشر سنوات؟ >لن يفترقا< لمدة مائة سنة >لن يفترقا< لمدة خمسمائة سنة؟ >لن يفترقا< لكل عمر الدنيا؟ إلى متى ما هي الغاية, إلى متى >لن يفترقا<؟
هنا الحديث بشكل واضح وصريح قال >فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض<؟ أين؟ إذن عندما صدر هذا الحديث المبارك من فم الرسول الأعظم’ الذي {ما ينطق عن الهوى, إن هو إلا وحي يوحى} لا يفترق القرآن عن العترة او السنة؟
المقدم: لا في القرن الأول.
السيد: لا في القرن الأول, ولا الثاني ولا الثالث ولا العاشر ولا المائة ولا الألف إذا طالت الدنيا إلى ذلك بل >ولن يفترقا< في عالم البرزخ {ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون} بعد .. حتى الحشر الأكبر ومواقف الحشر الأكبر, كلها القرآن يفترق عن عِدله, لا نتكلم ما هو عِدله.
المقدم: السنة أو العترة.
السيد: لا نتكلم, بحثه يأتي, >لن يفترقا< يعني في الآخرة عندما يحشر القرآن الكريم ايضا ليس هو في جهة وعدله في جهة أخرى لا لا أبداً, ايضا في نفس الصراط الذي يوجد القرآن يوجد عِدل القرآن إلى جانبه.
من هنا ننتقل إلى المفردة الأخيرة من هذا الحديث.
المقدم: حقيقة كبيرة.
السيد: عظيم, واقعاً لعله إن لم أقل أعظم ما ورد من النبي الأكرم في قضية العترة لا أقل من أهم وأعظم ما ورد في قضية التمسك بالعترة, أعزائي القضية خطيرة جداً.
المقدم: أنت يوم الحشر مع القرآن, وبجنبك أهل البيت أو السنة. عِدله.
السيد: مع القرآن وبجنبك عِدله, الآن نقول عِدله بعد ذلك سيأتي, إذن إلى متى هؤلاء يستمر هذا التلازم, يستمر هذا عدم الانفكاك يستمر عدم الافتراق يستمر عدم التفرق, إلى الحوض >حتى يردا عليّ الحوض<.
المقدم: يعني قبل الافتراق إلى الجنة أو النار.
السيد: الآن انظروا, نعم انظروا, أعزائي تعلمون أن هذا بحثي في هذه الليلة ليس بحث في الحوض ولا بحث في حقيقة الحوض, ولكنه بنحو الإجمال اريد أن أضع المشاهد الكريم في الصورة حتى تكون اللوحة واضحة المعالم أمامه.
المقدم: الآن هذه قضية مهمة لا أقل في قضية الحوض ليس هناك سنيٌ أو شيعيٌ مدرسة أهل البيت لأنها حقيقة.
السيد: أقول سأقرأ النصوص من كتب كبار علماء أهل السنة, حتى يتضح أن القضية كما تفضلتم أن القضية مجمع عليها, ليست من قبيل قضية عصمة الأئمة وعدد الأئمة وقعت فيها الاختلاف, مسألة الحوض لم يقع.
أعزائي: ما هو الحوض؟ فقط أشير إليكم, الروايات الموجودة عندنا من كتب كلمات علماء المسلمين بعض يقول أن مواقف القيامة قد تكون خمسين موقفاً, وبعضها تقول أن مواقف القيامة قد تكون سبعين موقفاً, وبعضها تقول أقل وبعضها أكثر, هذه المواقف بعضها أشير إليها وبعضها مسكوت عنها, مثلاً – على سبيل المثال- من المواقف تطاير الكتب, من المواقف الميزان, {والوزن يومئذ الحق} من المواقف شهادة الأعمال {يوم يقوم الأشهاد لرب العالمين} من المواقف الأعراف, جيد جداً, والمواقف ذكرت في النصوص, من المواقف موقف الشفاعة, من المواقف التي تُعد من آخر المواقف.
المقدم: المحطات الأخيرة.
السيد: هو موقف الحوض, المواقف الأخيرة التي بعدها كما تفضلتم يعني إما إلى الجنة وإما الى النار. الآن لماذا الحوض؟ باعتبار أنه – سنقرأ الروايات- باعتبار أنه لابد أن يشربوا كأساً من هذا الحوض, لماذا؟ صريح القرآن الكريم في سورة الإنسان والبحث ليس بحثي وإلا كنت أقف عنده حتى يتضح للمشاهد الكريم, صريح القرآن الكريم يقول: {وسقاهم ربهم شراباً طهورا} هذا الشراب من الحوض يطهرهم من كل شيء عند ذلك يستحقون عند ذلك يتهيأون للدخول إلى دار الطهر دار الخُلد وهي الجنة.
المقدم: سوف أتوقف وإن كان الكلام الآن يعني: بلغ ذروته في الجمال ونقطة حساسة ولكن أتوقف عند فاصل نأخذ أعزائنا المشاهدين نحن وإياكم فرصة نتأمل فيها هذا الموقف إن شاء الله, فاصل ونعود.
المقدم: اعزائنا المشاهدين أحييكم, إذن هي المواقف أو المحطات الأخيرة من يوم الحشر او يوم القيامة الحوض.
السيد: الحوض أنا لا أريد أن أطيل على الأعزة وإن كان الوقت بدأ يضايقني ولكن أشير إلى بحث أو بحثين مرتبط بالحوض.
هناك خلطٌ وفوضى في كلمات المفسرين والمحدثين تصوروا أن نهر الكوثر هو حوض الكوثر, ولذا وقعوا في إشكالات متعددة سأشير إليها, لأنه واحدة من أهم الإشكالات, أن النصوص الواردة من المدرستين من علماء المسلمين جميعاً يقول: أن نهر الكوثر إنما هو في الجنة وأن رسول الله رأى هذا النهر اين؟ عندما عرج به في المعراج رأى هذا النهر في الجنة, هنا يأتي هذا السؤال: إذن كيف يعقل أنه يأتي بعض أصحابه إلى حوض الكوثر بعضهم يشرب وبعضهم يرد, وهل يمكن أن يكون أحد في الجنة ويرد.
المقدم: يعني: كيف يدخل ويرد.
السيد: كيف يدخل ويرد أحسنتم, من هنا أعزائي, نحن وقفنا عند هذا البحث تفصيلاً وسأشير إلى المصدر وبودي أن الأعزة يراجعون, نحن ميزنا كاملاً بين نهر الكوثر الذي أصله في الجنة وبين حوض الكوثر الذي هو شعبةٌ من شعب هذا النهر العظيم يخرج خارج باب الجنة, فمن شرب منه دخلها ومن منع وصرف عنه لم يدخلها.
والروايات الواردة كثيرة, أنا أضرب بعض هذه الروايات, أنظروا أعزائي, الوقت ضيق مع الأسف الشديد, انظروا هذا كتاب (حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح للإمام ابن قيم الجوزية, تحقيق: زائد بن أحمد النشيري, ج1, دار عالم الفوائد, ص380) يقول: رسول الله يقول في ليلة المعراج, أن رسول الله قال [رفعت لي سدرة المنتهى في السماء السابعة] إلى أن يقول هناك [ويخرج من أصلها نهران ظاهران ونهران باطنان, فقلت يا جبرائيل ماذا؟ قال: أما النهران الباطنان ففي الجنة] الآن بعد ذلك سيأتي, [وأما النهران الظاهران فالنيل والفرات] الآن هذا بحث بعد ذلك يأتي ما معنى الظهور ما معنى البطون له حديث آخر.
في رواية أخرى: يقول: [وفي صحيحة بينا] الرواية عن أنس [بين أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف, فقلت ما هذا يا جبرائيل؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاك ربك, قال: فضرب الملك بيده فإذا طينه أزفر {إنا أعطيناك الكوثر} هذا من مصاديق الكوثر القرآني.
رواية أخرى: (في صحيح مسلم) قال: >الكوثر نهرٌ في الجنة وعدنيه ربي عز وجل<.
وروايات هكذا ينقل, رواية أخرى: >الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهب ومجراه على الدر والياقوت يقول هذا حديث حسن صحيح.
هذا اين؟ هذا في نهر الكوثر.
أما تعالوا معنا إلى حوض الكوثر, التفتوا جيداً إلى المفارقة, هذا (كتاب البخاري, ج4, بتحقيق: شعيب الأرنؤوط) هذه الروايات أذكر المشاهد الكريم قرأناها مراراً وتكراراً, الرواية: >عن أبي هريرة< (ج4, ص563, رقم الحديث 6585, كتاب الرقاق, باب 53) الرواية: >عن أبي هريرة أنه كان يحدث أن رسول الله قال يرد عليّ يوم القيامة رهط من أصحابي فيحلؤون عن الحوض< لا عن النهر, >فأقول: يا ربي أصحابي, فيقول إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك انهم ارتدوا< إذن هؤلاء يعطون أو يمنعون؟
المقدم: يمنعون.
السيد: فإذن هؤلاء داخل الجنة أو خارج الجنة؟
المقدم: منطقياً خارج الجنة.
السيد: لا يعقل داخل الجنة ويمنع, أحسنتم, {ولدينا مزيد}
المقدم: وفيها ما تشتهي الأنفس.
السيد: أحسنتم لهم فيها ما يشاؤون .. إلى آخر الآيات {ولدينا مزيد} لا معنى لأن يمنع. إذن يظهر من هذا البيان أن النهر داخل الجنة وأن شعبة من شعبه تخرج خارج الجنة أين مكانها؟ مكانها في باب الجنة حتى يطهر {وسقاهم ربهم شراباً طهورا}.
وبهذا يتضح أن ما ذكره في صحيح مسلم ولم يلتفت إليه كثير ممن شرح صحيح مسلم, حيث قال: فإنه, هذا (صحيح مسلم, ج1, ص364, في ذيل قوله يعني رقم الحديث 400) >قال: ثم قال: أتدرون ما الكوثر, فقلنا الله ورسوله أعلم, قال فإنه نهرٌ وعدنيه ربي عز وجل عليه خيرٌ كثير هو حوض ترد عليه أمتي<. الجواب: لا, النهر شيء والحوض شيء آخر خلطٌ بين النهر وبين الحوض.
إذن هذا الكلام في صحيح مسلم غير تام.
ولذا أعزائي فقط الأعزة بإمكانهم أن يرجعوا إلى هذا البحث تفصيلاً في كتابي (المعاد رؤية قرآنية, بقلم: الشيخ خليل رزق, ج2, هناك في بحث مفصل يعني في الدرس في المبحث الواحد والعشرون, نهر وحوض الكوثر يوم القيامة) هناك قلت, هناك شواهد كثيرة: الشاهد الأول أنه عبر في بعضها النهر وعبر في بعضها الحوض, ومن الواضح أن النهر شيء والحوض شيء آخر.
الشاهد الثاني: أن الروايات بينت أن النهر يجري من تحت ساق العرش ولم تقل ذلك في الحوض.
الشاهد الثالث: أن الحوض عليه أواني بعدد نجوم السماء, لأجل ماذا؟ لأجل الاستفادة منه, ولكن لم يرد هذا في النهر.
الشاهد الرابع: أن الروايات ذكرت.
وهذا إن شاء الله إذا وفقنا أن نقف عندها أن الروايات ذكرت, أن بيت النبي وبيت علي وبيوت أهل بيته على ضفتي نهر الكوثر في الجنة.
الشاهد الخامس: هو من أهم الشواهد أن الحوض شيء وهو انقسام الناس بإزاء الحوض إلى قسمين بعضهم يشرب وبعضهم يحرم منه ومن كان في الجنة لا معنى لأن يحرم من ماء الكوثر ومن نهر الكوثر.
إذا اتضح ذلك, وبعد ذلك استمع المداخلات.
المقدم: هل هناك إشارة إلى من يسقي على هذا الحوض.
السيد: هذا إذا أردتم نعرضه إن شاء الله تعالى في الأسبوع القادم, وإلا الآن الوقت انتهى دقيقة لا تكفي, هذا يحتاج أن نقيم الأدلة على ذلك.
المقدم: إذن في الأسبوع القادم.
السيد: فقط جملة واحدة أقول: سؤال: إذن عِدل القرآن لا فقط موجود مع القرآن في الدنيا, لا فقط موجود مع القرآن في البرزخ, لا فقط موجود مع القرآن في كل مواقف الحشر الأكبر وإنما يستمر إلى باب الجنة, لماذا؟ باعتبار أنه بعد ذلك هو الافتراق إما إلى الجنة وإما إلى السعير ففريق إلى الجنة وفريق إلى الجحيم. ولا معنى هناك أساساً يبقى لماذا؟ لأنه أساساً هناك
المقدم: كلام عظيم ومفرح سماحة السيد.
السيد: وإن شاء الله تعالى في الأسبوع القادم أعد المشاهد الكريم أن نقف عند هذه الحقيقة لأنه هناك تساؤل أستاذ علاء خطير جداً ومهم جداً, ما معنى أن القرآن يرد على الحوض؟ أصلاً القرآن كتاب, ما معنى يرد؟ يعني يأتون بالكتاب إلى الحوض مثلاً؟ هذا معناه.
المقدم: وما فائدة ورود القرآن.
السيد: أحسنتم >حتى يردا< يعني يرد من؟ القرآن, لا أتكلم الآن في عِِدل القرآن, عِدل القرآن ما هو؟ الآن اتركوه, الآن نتكلم صريح الروايات قالت: >حتى يردا< يعني القرآن يرد على رسول الله يعني حتى القرآن يشرب مثلاً من حوض الكوثر؟ ما معنى هذه الجملة.
ومع الأسف الشديد, ومع الأسف الشديد, لم أجد من عرض لهذه الأبحاث المهمة والأساسية لفهم محتوى هذا الحديث ومفردات هذا الحديث, وهذا ما سنتوفر عليه إن شاء في الأسبوع القادم.
المقدم: إن شاء الله, أعزائنا المشاهدين يمكننا الآن أن نستمع إلى مداخلاتكم, لا أدري إذا كانت المداخلات غير جاهزة.
أبو روان من بلجيكا تفضل:
أبو روان: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, تحياتي لكم يا أخو, بودي أن أسأل الشيخ بارك الله فيك, يعني: سؤال: الصحابة هل هم مسلمون أم مؤمنون.
المقدم: يعني ما هو دخل هذا السؤال في هذه الحلقة؟!
أبو روان: مشكور, ولكن أريد الإجابة على سؤال لو في مجال.
المقدم: السؤال واضح إذا سماحة السيد أراد أن يجيب.
السيد: لا, أجيبه في كلمتين. ولكنه تفصيله في محله, الصحابة هل هم مسلمون أو مؤمنون؟
المقدم: الأخت أم حسين من بغداد تفضل:
الأخت أم حسين: السلام عليكم, طبعاً كيف الحال سماحة السيد, هذا البرنامج طبعاً هو رحمة لنا ورحمة للمسلمين جميعاً هو بمثابة بحث علمي منهجي حجة على كل من ألقي السمع وهو شهيد, لكي لا تبقى حجة على من يدعي العلم وهو بعيد عنه, طبعاً وهم يعلمون أنه بقبولهم هذه الأحاديث الشريفة بهذا يحرقوا جميع الكتب التي عندهم, يعني تقريباً .. غير صحيح.
المقدم: يعني حرق الكتب نحن لا ندعو إلى حرق الكتب, يكفينا ما حرق في السابق وما منع من تدوينه. شكراً لك أم حسين على هذه المداخلة, جزيت خيراً.
أبو جعفر من السعودية تفضل:
الأخ أبو جعفر: السلام عليكم, سيدنا أطال في عمرك وأيدك إن شاء الله وحشرنا الله وإياكم في ركاب محمد وآل محمد يوم نرد على الحوض وسقانا الله من نهر الكوثر من يعد علي بن أبي طالب عليه السلام, سيدنا كيف لنا أن نربط بين حديث الثقلين والآية الكريمة آية التطهير, وهل أن آية التطهير هي آية {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} إرادة تكوينية أو تشريعية, فإن كانت تشريعية فهذه الإرادة التشريعية.
المقدم: يعني هذا الأمر خارج عن نطاق هذا البحث.
السيد: نحن نتكلم في حديث الثقلين لا في آية التطهير, ومع ذلك سأشير إلى المصدر الذي يراجع.
المقدم: هو يسأل عن هل هناك ربط بين هذين.
السيد: الآن أبين, هل هناك ربط.
المقدم: أكرم من العراق تفضل:
الأخ أكرم: سلام عليكم: والله حبينا أن نسلم على السيد, ويا حبذا أن تعطون وقت أطول من هذا للسيد والله.
المقدم: إذن هي دعوة لإطالت الوقت شكراً لك, جزيت خيراً, معي اتصال آخر جعفر من العراق:
الأخ جعفر: سلام عليكم, أنا أريد أن أسلم على السيد كمال الحيدري وأسأل الله أن يحفظه وينصره.
المقدم: يعني سماحة السيد الناس كثير تسأل عنك وتدعو لك وتحب أن تشكرك وهذه كلها مشاعر وأحاسيس وعواطف وهي مشكورة.
السيد: نعم, ولكن ماذا نفعل الوقت ضيق جداً كما يجد المشاهد الكريم.
المقدم: عقيل من هولندا تفضل:
الأخ عقيل: السلام عليكم, كيف حالك دكتور كيف صحتك, سيدنا مولاي كيف حالك, سيدنا أسعد إنسان عندما سمعت صوتك سيدنا والله يسلمك مولاي, سر يا مولاي سر بارك الله بك سر رعبتهم يا مولاي, سر الحسين يحميك الإمام الحجة معاك يا مولاي, سر يا مولاي, سر يا خادم آل بيت محمد, سر بارك الله بيك اضرب يا مولاي.
المقدم: شكراً أخ عقيل على هذه المشاعر.
أبو غسق من العراق تفضل:
الأخ أبو غسق: السلام عليكم, أقبل يداك من بعيد سيدنا, سيدنا هل هناك ربط {كل كفار عنيد} بمسألة حديث الثقلين.
المقدم: هل هناك ربط بين هذه الآية وحديث الثقلين.
طيب سماحة السيد لم يبقَ لنا كثير من الوقت, أرجو أن تكون هناك إجابات أبو روان من بلجيكا وعدتموه بالإجابة هل الصحابة مسلمين.
السيد: الجواب في كلمة واحدة: نص القرآن الكريم يقول: أن الصحابة ينقسمون إلى قسمين: قسم منهم آمنوا وجاهدوا وهاجروا وقاتلوا وقتلوا وصدقوا وصدّقوا و… وهذا هو القسم الأعظم من الصحابة الذين وقعت تلك الفتوحات على أيديهم وتلك الحروب تحت راية رسول الله’ وبعد ذلك تحت راية الإمام أمير المؤمنين في حروبه وغير حروبه, وقسم منهم صرح القرآن الكريم: {قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم} إذن فبعضٌ مؤمنون وبعض منهم مسلمون. هذا هو منطق أهل البيت وهذا هو رأي أهل البيت, والداعوي التي تقال هنا وهناك غير تامة.
المقدم: وبعض مرتدون وبعض منافقون.
السيد: أحسنتم, كما قرأنا الآن من صحيح البخاري أن بعضهم أحدث بعد رسول الله أن بعضهم ارتد القهقرى, هؤلاء كانوا من الصحابة وقرأنا مراراً هذه الأحاديث فيما سبق. إذن أعزائي لا نحن نطلق إطلاق أنهم كلهم مؤمنون عدول من أهل الجنة, هذا خلاف النص القرآني وخلاف الروايات الصحيحة والصريحة, ولا أن كلهم منافقون وكلهم إلى جهنم لا, لا هذا نقبله ولا ذاك نقبله.
المقدم: إذن المشكلة في الإطلاق والتقييد.
السيد: أحسنتم.
المقدم: طيب آية التطهير وحديث الثقلين هل هناك ربط بينهما.
السيد: إن شاء الله تعالى أعزائي الكرام, سيأتي انتظرونا قليلاً, عندما أقول قليلاً يعني في الحلقات القادمة, عندما سنبين معطيات ومضامين ومقاطع حديث الثقلين سيتضح هل يوجد هناك ربطٌ أو لا يوجد هناك ربطٌ وسيتضح أن هناك ارتباط وثيق بين آية التطهير وبين حديث الثقلين ولكن >كتاب الله وعترتي< لا كتاب الله وسنتي.
المقدم: حتى يردا علي الحوض, مسألة الحوض وحديث الثقلين, ومسألة {إلقاء كل كفار عنيد} في جنهم.
السيد: هنا أيضاً يتحدد بأنه أساساً سوف يفترق الطريق طريق إلى الجنة وطريق إلى السعر.
المقدم: هناك اتصال من العراق أبو حسين تفضل:
الأخ أبو حسين: السلام عليكم, كيف الحال سيدنا الجليل, معكم حسين الياسري, مولاي بارك الله بك, فقط أريد أن أعرف غدير خم الرسول’ عندما وصى الإمام أمير المؤمنين× يعني كانوا المهاجرين أو الأنصار كان عددهم يعني اثنا عشر ألف. عندما توفى الرسول وأخذ الخلافة أبو بكر, يعني كيف القوم في وقتهم لم يقولوا ..
المقدم: الأخ حسين, هذا خارج الموضوع, وثانياً: تعرضنا إلى حديث الغدير مفصلاً في وقته. يمكنك أبو حسين أن تراجع ما ينشر على موقع سماحة السيد الحيدري وما ينشر على قناة الكوثر.
السيد: هذا مضافاً أننا سنبين ارتباط بين حديث الثقلين وحديث الغدير.
المقدم: وأيضاً سيأتي الحديث عن ذلك, أتصور أن وقت البرنامج أيضاً انتهى, لدينا اتصال آخر اتصال من موريتانيا محمد تفضل:
الأخ محمد: السلام عليكم ورحمة الله, تحية كبيرة لسيدنا العظيم الذي أسعدنا كثيراً من برامجه وجهوده الجبارة التي لا أشك أنها كشفت عنها كثير من ؟؟, سؤالي هو هكذا: هل باستطاعتكم أن تفتحوا لنا هنا في موريتانيا ماسنجر مثلاً.
المقدم: طبعاً هو خارج الموضوع شكراً لمحمد لموريتانيا, هذه القضية أتصور أنها خارجة عن البرنامج.
السيد: وقدراتنا أيضا.
المقدم: هناك اتصال أم, طيب, أعزائنا المشاهدين وصلنا في هذه اللحظة إلى نهاية البرنامج, أنا فقط أأمل من السادة المشاهدين أن تكون المداخلات منهجية, أن يكون السؤال سؤالاً علمياً ويختص في الحلقة لأننا على موعد معكم في الليلة القادمة إن شاء الله, أرجو أن تلتزموا بهذين الأمرين, وأنا طبعاً أقدر المشاعر الجياشة التي تفيض سلاماً وحباً لسماحة السيد الحيدري وللبرنامج, على أية حال أرجو أن تلتزموا بذلك لكي نفسح المجال أكثر للمزيد من المتصلين, حتى ليلة الغد نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأشكر سماحة آية الله السيد كمال الحيدري شكركم لكم سماحة السيد, مع ألف سلامة.