بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
حديث الثقلين سنده ودلالته ق(69)
المقدم: السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله وبركاته, أحييكم في برنامج الأطروحة المهدوية, يأتيكم مباشرة من قم المقدسة, أعتذر بدايةً بسبب هذا التأخير الذي حصل في وقت البرنامج, إن شاء الله في الأسابيع والأيام المقبلة يتم تجاوز مثل هذه الوقفات وهذه الأعطال وبعض الخلل إن صح التعبير. (حديث الثقلين سنده ودلالته في قسمه 69) هو موضوع هذه الليلة من الأطروحة المهدوية, أحي وأرحب بسماحة آية الله السيد كمال الحيدري, أهلاً ومرحباً بك سماحة السيد, تأخرنا عن وقت البرنامج نعتذر إليك أيضاً, أبدأ مباشرة بطرح السؤال: وقفنا طويلاً عند سند حديث الثقلين والصيغة التي جاء بها هذا الحديث, في هذه الحلقة نبدأ ببيان المراد من الفقرات الأساسية فيه, ونبدأ بالفقرة التي تقول: >فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض< ما المراد بهذه العبارة.
السيد: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرحيم, بسم الله الرحمن الرحيم, والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين, اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم.
في الواقع هذا المقطع وهذه الفقرة من حديث الثقلين, تُعد من المقاطع المحورية والأساسية في فهم هذا الحديث وكذلك في بيان الدور الذي أوكل إلى العترة أهل البيت في منظومة المعارف الدينية عموماً وبيان المرجعية الدينية بعد رسول الله’.
أشرنا إلى هذه النقطة في الحلقات السابقة وقلنا: بأن هذا الحديث يريد أن يبين لنا ما هي المرجعية الدينية بعد رسول الله’ وذلك لأن الحديث يقول: >إني تركت فيكم< إذن هذه القضية مرتبطة بالمرجعية بعد رسول الله’ سواء على مستوى المعارف أو على مستوى القيادة والإمامة والولاية في الأمة.
ولذا اعتقد أن هذا المقطع وأن هذه الفقرة من الحديث تُعد مفتاحاً لفهم باقي الفقرات من الحديث والمقاطع الأخرى من حديث الثقلين المتواتر الذي وقفنا عنده طويلاً في الحلقات السابقة.
وهذا هو السر الذي أدّى بجملة من المعاصرين ذات الاتجاهات الخاصة أنهم ما استطاعوا أن ينفوا سند حديث الثقلين الذي ورد بصيغة >كتاب الله وعترتي أهل بيتي< سلموا قالوا نعم, أن رسول الله’ قال في حديث الثقلين: >إني تارك فيكم كتاب الله وعترتي أهل بيتي< إلا أنهم حاولوا إنكار هذا المقطع من الحديث لمعرفتهم بأهمية هذا المقطع ومحورية ومفتاحية هذا المقطع في حديث الثقلين, وهذا ما حاوله بكل ما أوتي من قوة علمية العلامة شعيب الأرنؤوط في تحقيقاته على كتاب مسند الإمام أحمد بن حنبل, فإنه عندما نقل الإمام أحمد بن حنبل, أحمد بن حنبل نقل هذا الحديث بصيغة >كتاب الله وعترتي فإنهما أو وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض< ما من مورد ذكر الإمام ابن حنبل هذا الحديث مع هذه الصيغة إلا ووجدنا أن المحقق وهو شعيب الأرنؤوط في حاشيته في تعليقاته في تحقيقاته قال نعم, الحديث صحيح دون هذا المقطع, لا في مورد ولا موردين, موارد عديدة الإمام ذكر هذا الحديث مع صيغة >فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض<.
حتى لا أطيل على المشاهد, أشير إلى موردٍ واحد, من هذه الموارد ما ورد في (مسند الإمام أحمد بن حنبل, تحقيق وإشراف: شعيب الأرنؤوط, مؤسسة الرسالة, ج17) أنظروا إلى الرواية: >قال رسول الله إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض< وقد كرر ذلك الإمام أحمد بن حنبل في كتابه وقد قرأنا مراراً من شيخ الإسلام ابن تيمية بأنه قال أن الإمام أحمد بن حنبل لم ينقل حديثاً ضعيفاً أو مرسلاً أو معلولاً في مسنده, ولكن مع ذلك يقول المحقق شعيب الأرنؤوط: [حديث صحيح بشواهده دون قوله >فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض< هذا إسنادٌ ضعيف] وهكذا في كل مورد جاء ذلك ضعّف ماذا؟ قبل أصل الحديث وأن رسول الله قال: >كتاب الله وعترتي أهل بيتي< ولكن لن يقبل أنه قال >إنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض< لماذا؟ لأنه واقعاً يعرف إذا تم هذه المقطع وهذه الفقرة من الحديث تمت واقعاً تفتح آفاق مهمة في منظومة المعارف الدينية والسياسية.
المقدم: سماحة السيد لو أدخل عليك بسؤال فقط فيما يتعلق بهذا: عندما يقول النبي الكريم’ أنهما تركت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي هل هذا يعني الافتراق.
السيد: لا لا, لا يدل على عدم الافتراق, ولكن لا يدل, نعم, المهم نحن الآن نريد أن نرى أن رسول الله قال لا يفترقان أو لا, نعم أرجع إليهما ولعلهم يفترقان.
إذن إذا لم يذكر ذلك لا يوجد عندنا دليل على عدم الافتراق, هو التفت إذا قلنا ذلك هناك آثار معطيات دلالات ضخمة تترتب على عدم الافتراق ولذا حاول أن ينكر هذا المقطع, طبعاً ليس هو ابن تيمية حاول هذا الاتجاه عموماً حاول أن ينكر هذا المقطع. واكتفوا بالصيغة الواردة في صحيح مسلم الذي لا يوجد فيها عبارة >وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض<. هذا كلام من؟ كلام العلامة شعيب الأرنؤوط.
أين كلامه؟ في (مسند الإمام أحمد, الطبعة الثانية: سنة 1429 من الهجرة, الآن الطبعة الأولى متى؟ لعله قبل أربع سنوات خمس سنوات عشر سنوات لا أعلم, المهم الطبعة الثانية تقع في 1429. هذا كلام من؟ كلام المحقق شعيب الأرنؤوط, أؤكد هذه الحقيقة لماذا؟ لأنه كثير ممن لا يعلمون واقعاً من أهل الجهل ليسوا من أهل العلم أو ممن يعلمون ولكنه يوهمون أن شعيب الأرنؤوط بقي على هذا الرأي من غير تبدل, مع أن الأنصاف أن الأمر ليس كذلك, فإن شعيب الأرنؤوط في كتبه اللاحقة وفي تحقيقاته اللاحقة رفع اليد عن تضعيف هذا المقطع وهذه الفقرة وقبل بصحة هذا المقطع. وهذه نقطة أساسية, لأنه قد يقول قائل أن بعض المتقدمين صححوا أما المتأخرون لم يصححوا؟ الجواب: كلا وألف كلا, فإن شعيب الأرنؤوط والعلامة الألباني وغيرهما من الأعلام هؤلاء صححوا حديث الثقلين الوارد بصيغة >كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض< أين قال ذلك؟
هذا كتاب (الجامع الكبير, سنن الترمذي, تأليف: الإمام الحافظ الترمذي, المتوفى 279 من الهجرة, تحقيق: أيضاً شعيب الأرنؤوط الرسالة العالمية, تلك كانت الطبعة الثانية سنة 1429, فلعله إذن مرتبطة بعشر سنوات, هذه الطبعة الأولى سنة 1430 من الهجرة, إذن هذا الرأي يعد رأي أحدث من ذلك الذي صدر من مسند الإمام أحمد, ماذا يقول العلامة شعيب الأرنؤوط في هذا المجال, التفتوا جيداً, الرواية نفس الرواية, >عن زيد بن أرقم< كما كانت في مسند أحمد, قال: >قال رسول الله إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما< التفتوا العلامة شعيب الأرنؤوط في الحاشية يقول: [حديث صحيح من حديث زيد ابن أرقم].
المقدم: إذن صححه بأجمعه.
السيد: بأجمعه بما فيه هذه الصيغة أو هذا المقطع >ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض<.
إذن أعزائي هذا المقطع من الثوابت في حديث الثقلين, ما هي دلالته؟
دلالته بنحو الإجمال: أنا الآن أتكلم بشكل عام ماذا قال أعلام أهل السنة عن عدم الافتراق, التفتوا لأنه الآن إذا ثبت أنه لم يفترقا ما هو المراد من عدم الافتراق؟ أعزائي حتى لا أحتاج أن أطيل في كتاب (جواهر العقدين في فضل الشرفين شرف العلم الجلي والنسب النبوي للإمام السمهودي المتوفى 911 من الهجرة, دراسة وتحقيق: مصطفى عبد القادر عطا, منشورات: محمد علي بيضون, ص244) التفتوا ماذا يقول ما هو مضمون عدم الافتراق, لا مضمون كتاب الله وعترتي.
المقدم: دلالة عدم الافتراق.
السيد: دلالة عدم الافتراق, هذا المقطع ماذا يدل؟ يقول: [إن ذلك يفهم] هذا المقطع [يفهم وجود من يكون أهلاً للتمسك من أهل البيت والعترة الطاهرة في كل زمانٍ إلى قيام الساعة].
المقدم: يعني يثبت المهدوية.
السيد: الآن أنا ما أريد أن أتكلم بالعناوين, المهم.
المقدم: واضح الكلام.
السيد: جيد, الحق معك أنا أقول الاستفادة في محلها, أنا أريد أن أكون مع نص العبارة, مع واقعاً مُر العبارة كما يقول أهل الاصطلاح, العبارة تقول أن الحديث عندما قال: >لن يفترقا< إذن كما أن القرآن محفوظٌ بين الأمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها, من لا يفارقه لابد أن يكون بجنبه, فإذا ارتفع لزم الافتراق, هذه أعيد العبارة احفظوها, يقول: [أن ذلك يفهم وجود من يكون أهلاً] ليس للمحبة لماذا؟ [للتمسك] للاعتصام {واعتصموا بحبل الله} [للتمسك من أهل البيت والعترة] التفتوا جيداً, لأن عنوان أهل البيت قد يقال أنه يشمل النساء, أما العترة فعلى الاتفاق لا يشمل نساء النبي [والعترة الطاهرة] إشارة إلى آية التطهير [في كل زمان وجدوا فيه إلى قيام الساعة حتى يتوجه الحث المذكور إلى التمسك به] يقول حتى يصح أنه تمسكوا, وإلا إذا لم يكن واحداً من العترة الطاهرة موجود بمن نتمسك؟ >ما إن تمسكتم<.
المقدم: يحصل الافتراق.
السيد: يحصل الافتراق, >ما إن تمسكتم بهما< لا ما إن تمسكتم به أو ما إن تمسكتم بها.
المقدم: أو بأحدها.
السيد: أحسنتم, ما إن تمسكتم بهما, ولذا الأصل القرآن والعترة, لا القرآن بلا عترة كما تقول حسبنا كتاب الله, ولا العترة بلا قرآن كما يقول البعض ممن لا علم له وإنما الحق القرآن والعترة. ثم القرآن هو الأصل هو الثقل الأكبر والعترة هي الثقل الأصغر, ولذا نحن أشرنا في الحلقات السابقة بضرورة عرض أحاديثهم على كتاب الله, لأن حديثهم هو الأصغر وكلام الله هو الأكبر.
قال: [حتى يتوجه الحث المذكور به كما أن الكتاب العزيز كذلك] فكيف أن الكتاب العزيز يتمسك به وموجود, [ولهذا كانوا كما سيأتي أماناً لأهل الأرض فإذا ذهبوا] يعني العترة [ذهب أهل الأرض] هذه إشارة إلى النصوص التي قالت: >لولا الحجة لساخت الأرض بأهلها< وهؤلاء هم الذين >من مات وليس في عنقه بيعة لهم مات ميتة جهلية مات ميتة ضلالة< هذا النص الأول من الإمام السمهودي المتوفى 911 من الهجرة.
المقدم: إذن المعطى الأول.
السيد: بعده, هذا الأول ولكن أريد أن أقول هذا ليس فقط السمهودي, جملة كبيرة من أعلام المسلمين أشاروا إلى هذا.
المورد الثاني: ما أشار إليه (الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة, تأليف: ابن حجر الهيتمي, تحقيق فلان, ج2, مؤسسة الرسالة) وهو ليس رافضي وليس شيعي كتب الكتاب للرد على الروافض. يقول في (ص442, ج2): [وفي أحاديث الحث على التمسك بأهل البيت, >ما إن تمسكتم بهما< إشارة إلى عدم انقطاع متأهلٍ منهم للتمسك به إلى يوم القيامة كما أن الكتاب العزيز كذلك] لابد أن يوجد واحد من أهل البيت وإلا كيف نتمسك يأمرنا النبي: >ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبداً< ولا يوجد من نتمسك به, يعني الله سبحانه وتعالى – من باب الأمثال تضرب ولا تقاس- خلق الإنسان وفيه حاجة إلى الماء ولا يخلق له الماء, يعقل هذا أو لا يعقل؟ لا يعقل, رسول الله يقول: >نجاتكم من الضلالة إنما تكون بتمسككم بالكتاب والعترة ولكن لا يوجد أحد من العترة حتى يتمسك به<.
الآن أنا يقين عندي بعض النفوس ما أريد أن أقول الكذائية المريضة ما أريد أن أقول أكثر من هذا, بعض النفوس يقولون جيد, لماذا لا يظهر إذن الحجة حتى نتمسك به. يأتي إن شاء الله بحثنا في الأطروحة المهدوية أنه أساساً هل توجد هناك ضرورة أن يكون بيننا بشكل فيزيكي وجسماني أو لا ضرورة لذلك؟ ما هو الضروري من وجوده بيننا؟ هذا بحثه سيأتي.
[ولهذا كانوا أماناً لأهل الأرض..] كما سيأتي هذا المورد الثاني.
المورد الثالث: ما ورد في كتاب (فيض القدير شرح شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير, العلامة المناوي, دار الكتب العلمية, ص20) هناك هذه عبارته, يقول: [وهذا الخبر يفهم وجود من يكون أهلاً للتمسك به من أهل البيت والعترة الطاهرة في كل زمنٍ إلى قيام الساعة] هذا المورد الثالث.
المورد الرابع: ما ورد في كلمات العلامة الزرقاني (شرح العلامة الزرقاني المتوفى سنة 1122 من الهجرة, على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية للعلامة القسطلاني, ضبطه وصححه: محمد عبد العزيز الخالدي, ج9, دار الكتب العلمية) هذه عبارته, التفتوا إليها جيداً, يقول: [وعترتي أهل بيتي] في (ص249 -250) يقول: [وعترتي أهل بيتي تفصيل بعد إجمال بدل أو بيان يعني إن إئتمرتم بأوامر كتاب الله, وانتهيتم بنواهيه واهتديتم بهدي عترتي] لا فقط أحببتموهم, تودونهم تحترمونهم لا, أن تهتدوا.
المقدم: كما القرآن.
السيد: أحسنتم كما القرآن, [واهديتم بهدي عترتي واقتديتم بسيرتهم اهتديتم فلن تضلوا] في الترمذي من حديث زيد بن أرقم ينقل إلى أن يأتي إلى عبارة (ص250) يقول: [وقوله: >لن يفترقا<] التفتوا احفظوها أهل التحقيق أهل العلم [وفي لن يفترقا أي يستمرا متلازمين, >حتى يردا علي الحوض يوم القيامة, إذن هذا التلازم أستاذ علاء فقط في الدنيا؟
المقدم: لا.
السيد: لا, في البرزخ أيضاً متلازمان وفي الحشر الأكبر أيضاً متلازمان إلى آخر موقف من مواقف الحشر الأكبر وهو على الحوض, عند ذلك هذا يذهب إلى الجنة {ففريق في الجنة وفريق في السعير}. قال: [أي يستمرا متلازمين حتى يردا عليّ الحوض يوم القيامة زاد في روايةٍ كهاتين وأشار باصبعه] ولا يعارضه إلى آخره.
المقدم: هذه نتائج منطقية سماحة السيد.
السيد: لا فقط منطقية وإنما تُعد خطيرة جداً وعظيمة, لأنه الآن واحدة من أهم القضايا التي يشكلون بها على مدرسة أهل البيت, أنتم على أي أساس تقولون لابد من وجود شخص يكون قرين القرآن عدل القرآن لا يفارق القرآن ولا يفارقه القرآن, أعزائي نحن إنما عملنا بسنة رسول الله’.
المقدم: فيما يتعلق بالنص هذا نص.
السيد: بيني وبين الله تطلبون منّا نصاً قطعياً دال على وجود واحد من العترة لن يفارق القرآن ولن يفارقه القرآن.
وآخر عبارة إذا يسمح لي المشاهد الكريم أنقلها, وهي ما ورد في أيضاً (الجامع الكبير, سنن الترمذي, بتحقيق: شعيب الأرنؤوط, ج6, ص337) التفتوا إلى العبارة, ينقل عبارة عن السندي, من ينقل؟ العلامة شعيب الأرنؤوط في تعليقته على سنن الترمذي ينقل عبارة يقول: [قال السندي تفسير عترتي] ما معنى >وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض<؟ قال: [جعلهم] من؟ يعني رسول الله جعل العترة أهل البيت, [جعلهم قائمين مقامه فكما كان في حياته] حياة رسول الله [القرآن والنبي كذلك بعده القرآن وأهل البيت] يعني نفس الموقع ونفس الدور, ونفس المسؤولية, التي ألقيت على عاتق النبي في حياته انتقلت هذه المسؤولية وصارت في عهدة وعاتق أئمة أهل البيت بعد رسول الله’.
المقدم: بنص الحديث.
السيد: نعم, سؤال: ما هي المسؤوليات التي كانت على عاتق رسول الله؟ هذا سنأتي عليه, هذه المعطيات أستاذ علاء, وهي أنه كان مبيناً للقرآن {لتبين للناس ما نزّل إليهم} لا يحق لأحد {إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم} كان إماماً للمسلمين كان ولياً على المسلمين >كان أولى من المؤمنين< وعشرات مرجعية دينية مرجعية سياسية القدسية كل ما ثبت رسول الله بحديث الثقلين يريد أن يقول أيها الناس >إلا أنه لا نبي بعدي ولكن استنثوا النبوة وكل ما ثبت لي فهو ثابت لمن؟ لخلفاء من بعدي الخلفاء من بعدي اثنى عشر.
المقدم: أعزائي المشاهد نتوقف عند فاصل قصير نستأنف بعده هذا الحديث حول حديث الثقلين سنده ودلالته في قسمه (69) فاصل ونعود.
المقدم: أعزائي المشاهدين أحييكم مرة أخرى وأحيي سماحة آية الله السيد كمال الحيدري, سماحة السيد عرضتم أقوال بعض العلماء فيما يتعلق بعدم الافتراق, ولربما هناك إشارات إلى دلالته, هنا نسأل ما هي أهم الدلالات والمعطيات التي ذكرها علماء المسلمين فيما يتعلق بقضية عدم الافتراق بين الكتاب والعترة الطاهرة.
السيد: أحسنتم, يعني في البحث الأول في الجواب عن السؤال الأول اتضح بأنهما لن يفترقا واتضح بأن عدم الافتراق ليس له زمان معين, بل ما دام القرآن بين الأمة فواحد من العترة لابد أن يكون إلى جنب الأمة. جيد. هذا فقط, هذا القدر يثبت لنا أنه وجود شخص من العترة في الأمة, أما ما هي خصائص هذا الشخص هل له مرجعية دينية أو ليست له, هل هو معصوم أو ليس بمعصوم؟ هل هو عالم بتمام القرآن أو ليس بعالم؟ هل التمسك به ينجي من الضلالة أو لا ينجي؟ هل التمسك به ينجي من الفتن أو لا ينجي؟ هذه كلها إلى الآن لم نتحدث فقط هذا القدر ثبت, أنه ما دام القرآن موجود لابد أن يكون هناك واحد من العترة مع القرآن الكريم.
أنا الآن في هذه الليلة, أريد أن ادخل إلى المعطيات بالطريق الذي دخل إليه كبار علماء الوهابية وأتباع ابن تيمية, أريد أن أدخل من هذا المدخل, لم أذهب إلى علماء المسلمين أدخل من أين؟ نسأل ابن باز, نسأل صالح الفوزان, نسأل.
المقدم: العثيمين, البراك, الأرنؤوط.
السيد: هذه الطبعة أحسنتم, نسأل الألباني, نسألهم أنتم ماذا تفهمون من عدم الافتراق, بغض النظر أنه الكتاب والعترة أو الكتاب والسنة, أصلاً الكتاب والسنة.
المقدم: البحث حول عدم الافتراق.
السيد: جزاك الله خيراً, لنأخذ منهم الإقرار, ماذا يفهمون من عدم الافتراق عند ذلك المشاهد على بينة أن عدم الافتراق بين الكتاب والسنة أو الكتاب والعترة.
المقدم: وإذا ثبت أنه بين الكتاب والعترة فكل ما يقع في السنة وارد في العترة, هذه نتيجة منطقية.
السيد: أحسنتم, هم يقولون وهذه نتيجة منطقية أنا أتصور أنه أساساً, إذن نسأل تعلمون من أئمة أتباع ابن تيمية ومحمد بن وهاب هو ابن باز, تعالوا نسأل ابن باز, نقول له ماذا تستفيد من عدم الافتراق, يقول ليس بين القرآن والعترة بين القرآن والسنة, أقول الآن ليس خلافنا في هذا, خلافنا عدم الافتراق ماذا تفهم منه؟ >لن يفترقا< ماذا يدل؟ يقول, العلامة بن باز, الشيخ بن باز الإمام ابن باز, سمه ما تشاءون, لأن هذا البرنامج مراراً قلنا ليس الهدف منه لا سامح الله إهانة أحد وإنما البحث قائم على أسس علمية وطرح البحث علمياً.
المقدم: أحسنتم, مناقشة أفكاره.
السيد: الأفكار وعدم الحكم أيضاً على النوايا وإنما يترك ذلك بشكل واضح للمشاهد الكريم ليتخذ القرار أن الحق معه أو الحق مع غيره {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}. يصرح الشيخ ابن باز, العلامة ابن باز يصرح يقول: [أن عدم الافتراق دالٌ على الأمور التالية] التفتوا جيداً [الأمر الأول: يدل أنه كما يجب التمسك والاعتصام بالقرآن يجب التمسك والاعتصام بمن لا يفارق القرآن]
المقدم: بعدله.
السيد: بلا أي فرق بينهم. لا أنه نقول نتمسك بالقرآن ونقول نحب هذا نود هذا لا نتمسك لا, على حد التمسك بالقرآن لابد من التمسك بالثقل الآخر الذي هو عدل القرآن.
الثاني, طبعاً هو يقول السنة لماذا؟ لأنه هو يعتقد أنه لم يرد عندنا وعترتي وإنما ورد وسنتي. ولكن قلت هذا ليس محل الخلاف, محل الخلاف دلالة عدم الافتراق.
[الأمر الثاني: يقول كما أن القرآن والتمسك بالقرآن ينجي من الضلالة والفتن في كل زمان إلى قيام الساعة فكذلك من تمسك بالثقل الآخر فإنه ينجيه من الضلالة ومن الفتن إلى قيام الساعة].
جيد [الأمر الثالث: كما أنه لا يجوز لأحد أن يرد على كتاب الله وإلا لخرج من الدين كذلك لا يحق لأحدٍ إذا ثبت عنده ما يقوله العدل الآخر إذا رده خرج من الدين] وهذه قضية خطيرة جداً عند الإمام ابن باز أحفظوها جيداً, طبعاً نحن كما قلنا أنه نحن برنامجنا ليس تكفير أحد ولا إخراج أحد من الدين أبداً, هذا المنهج لا نؤمن به, نحن نؤمن ببيان الحقائق أما التكفير فله حساب آخر.
المقدم: شغلة آخرين هذه.
السيد: أحسنتم, واقعاً هذا ليس منهجي لا أقل ولا منهج المحققين من علماء مدرسة أهل البيت.
إذن كما لا يجوز الرد على الكتاب والرد على الكتاب ردٌ على الله, الرد على عدل القرآن رد على رسول الله, لماذا؟ لأن رسول الله قال: >لن يفترقا< فإذا رددت على هذا فقد خالفت رسول الله قول من {لا ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى}.
من حق المشاهد يقول سيدنا هذه الدعاوى خطيرة جداً أين يقولها العلامة ابن باز.
المقدم: السند.
السيد: السند على القاعدة أحسنتم, السند (مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لعبد العزيز بن باز, ج1, جمع وترتيب: الدكتور محمد بن سعد الشويعر, دار: أصداء المجتمع, ص378) قال: [ومعلومٌ أن هذا الدين متلقى عن وحي الله إلى رسوله كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسول الله اللذين قال فيهما >لقد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وسنتي< إذن التمسك بهما ينجي من الضلالة.
قلت لكم هو يقول كتاب الله ولكن ثبت سابقاً بطلان وسنتي, وإنما الصحيح وعترتي أهل بيتي. الآن أنا ما أريد أن أناقش هذه المفردة لابن باز.
المقدم: لأننا ناقشناها سابقاً.
السيد: أحسنتم, هذا المورد الأول.
المورد الموضع الثاني: أيضاً في جزء آخر من كتابه (مجموعة فتاوى ومقالات متنوعة, ج6, ص267 -268) يقول: [ولهذا أوصى عليه الصلاة والسلام في خطبة حجة الوداع بهذا الكتاب العظيم..] إلى أن يقول: [وقال في خطبته وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله< وفي رواية الحاكم وغيره >كتاب الله وسنتي< فالاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله هو السبيل الوحيد للنجاة وهو الصراط المستقيم.
إذن من أين استفدت يا علامة يا ابن باز هذه المعاني؟ أنه هو السبيل الوحيد أنه هو الصراط المستقيم.
يقول: لأنه قال >لن يفترقا< قال: [فالواجب على أهل الإسلام بل على جميع المكلفين أن يدخلوا في دين الله وأن يلتزموا بدين الله وأن يعتصموا بهذا الكتاب العظيم والسنة المطهّرة وذلك فرض على جميع المكلفين من الجن والإنس من العرب والعجم من الذكور والإناث والأغنياء والفقراء والحكّام والمحكومين].
سؤال: أنا أضع سؤال على كبر التأريخ أمام كل محقق عليكم أن تذهبوا وتحققوا, إن كان رسول الله قال كتاب الله وسنتي فالحق مع العلامة ابن باز, أما إذا ثبت أن رسول الله قال: >كتاب الله وعترتي< فكل ما قاله عن السنة يرد في العترة, يعني هم الصراط المستقيم, يعني هم ينجي من الضلالة يعني هم سبيل النجاة, يعني يجب على كل المكلفين إنساً وجناً إلى قيام الساعة التمسك بالكتاب والعترة ومن لم يتمسك فقد مات ميتة جاهلية] فقد مات ميتة جاهلية, فقد مات ميتة ضلال, تقول بأي دليل؟
أقول: والله بحديث رسول الله, وبتفسير العلامة ابن باز, أنا لم أفسر من عندي, فسره من؟ فسره إمام من أئمة الوهابية المعاصرين, فسّره علم من أعلام مدرسة ابن تيمية قال: [بأن عدم الافتراق دال على هذا المعنى, فهل يكفي أن تقول قال فلان وقال فلان قال آبائنا قال أجدادنا قال كبرائنا قال علمائنا] لا لا يوم القيامة لا يكفي لا كبرائنا ولا أجدادنا ولا العادات ولا التقاليد ولا الجامعة ولا البيئة ولا الظروف ولا المنصب. عليك أن تتحقق وهذا الكلام لم يكن متوجهاً فقط للوهابية, موجه إلى كل مسلم, بل موجه أولاً إلى شيعة أهل البيت.
اذهبوا واقعاً إذا أردتم أن تكون عقيدتكم على حق على بينة >ليحيى من حي على بينة, ويموت من مات عن بينة ويهلك من هلك عن بينة< يذهب ليحقق أن رسول الله واقعاً قال كتاب الله وعترتي أو قال كتاب الله وسنتي, لعل الحق مع الآخر.
المقدم: طبعاً فيما يتعلق بالبرنامج ثبت أن.
السيد: نعم أنا أتكلم بشكل عام.
المقدم: ثبت أن كتاب الله وسنتي هو حديث ضعيف بالأساس.
السيد: نعم, أصلاً لا سند له, وسيتضح أن عبارة >لن يفترقا< لم يرد في حديث الثقلين وسنتي أبدا, هذا النص إنما اختص بماذا؟ >كتاب الله وعترتي< هذا سأبينه.
مورد ثالث: (مجموع فتاوى ابن باز, ج8, ص154- 155) قال: [فحث على كتاب الله] ثم قال ثم قال [ثم الوصية بكتاب الله وصية بالسنة لأن القرآن أوصى بالسنة وهما الثقلان وهما الأصلان اللذان لابد منهما, من تمسك بهما نجى ومن حاد عنهما هلك] إذن لا تقولون لماذا تقولون من لا يعتقد بأهل بيت يا شيعة علي بن أبي طالب من مات ولم يؤمن بهم مات ميتة جاهلية.
المقدم: يهلك.
السيد: يهلك هو يقول لا أنا.
المقدم: حسب تعبيره.
السيد: حسب تعبيره قال: [ومن حاد عنهما] عن من؟ عن الثقلين إن كان الكتاب والسنة فالحق معه, إن كان الكتاب والعترة فالحق معنا, [ومن حاد عن القرآن والعترة فقد هلك] [ومن أنكر واحداً منهما كفر بالله وحل دمه وماله] هذا لا نوافق عليه, هذا المنطق لا نوافق, فلهذا نحن نقول من أنكر العترة ولم يثبت له بعد أن بحث لم يثبت له لا أبداً ليس كافر ولا حل دمه بل هو مسلم له ما للمسلمين وعليه ما على المسلمين هذا المنطق التكفيري. قال: [وقد جاء في رواية أخرى إني تارك فيكم ما لن تضلوا إن اعتصمتم به كتاب الله وسنتي< هذا من؟ هذا العلامة ابن باز في فهمه لعدم الافتراق.
أما الوقت كم دقيقة بقت.
المقدم: لم يبقَ لكم الكثير شخصياً, لكن هناك.
السيد: طيب ولكن لي كم دقيقة بقيت.
المقدم: اليوم لم نأخذ اتصالات, أكمل هذا السؤال وما تبقى منه نأخذ اتصال.
السيد: جيد, المورد الآخر: وهو ما ذكره أحد كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية (محاضرات في العقيدة والدعوة, بقلم: فضيلة الشيخ صالح الفوزان, دار العاصمة للنشر والتوزيع, ج2, ص35) يقول: [فقد أوصى أصحابه في آخر حياته أن يجتمعوا على كتاب الله وسنة رسوله] إذن الاجتماع لابد أن يكون على الثقلين, فإذا كان الكتاب والسنة فالحق معه, أما إذا كان الكتاب والعترة لابد أن يكون الاجتماع على القرآن والعترة, فقال: >إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا< عجيب وصفة نبوية هذه, أن النبي’ يقول أنا ضامن لمن تمسك بالقرآن والعترة فهو ناجٍ فهو مهتدٍ إلى أن يرد عليّ الحوض.
المقدم: وفي المقابل سماحة السيد يقول من ترك العترة ضل.
السيد: بلي, وهو كذلك هذا لازمه لأنه متضادان, إذا لم يكن مهتدياً فهو ضال, هذا مورد.
المورد الثاني: ما ورد أيضاً للعلامة الدكتور صالح الفوزان في كتابه (محاضرات في العقيدة والدعوة, ج3, ص430) التفتوا إلى عبارته يقول: [وكذلك سنة الرسول] لأنه قال: كتاب الله وسنتي كما يعتقد, [لأنها تفسر القرآن وتبينه وتوضحه وتدل عليه والنبي يقول: >إني تارك فيكم ما إن تمسكتم لن تضلوا< هذه الأمانة والضمانة من الفتن لمن تمسك بهم] إذن النجاة من الضلالة النجاة من الفتن الاعتصام بالقرآن, الكون على الصراط المستقيم كله يكون من هذا.
وهكذا واحد من الأعلام الآخرين وهو ما أشار إليه في (أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن, تأليف: الشيخ العلامة الشنقيطي المتوفى 1393 من الهجرة, إشراف: بكر بن عبد الله أبو زيد, ج7, دار عالم الفوائد, ص460) قال: [ومن المعلوم أيضاً أن عمومات الآيات والأحاديث الدالة على] أنا أستاذ علاء دقيقتين أو ثلاث أستمع للمداخلات. [ومن المعلوم أن عمومات الآيات والأحاديث الدالة على حث جميع الناس على العمل بكتاب الله وسنة رسوله أكثر من أن تحصى, قال: >ترك فيكم لن تضلوا< عليكم بسنتي مما لا يحصى] إذن لا يفترقان.
وأوضح من هؤلاء جميعاً الحق والأنصاف ما أشار إليه العلامة الألباني, وأختم به حديثي, قال منزلة السنة في الإسلام وبيان أنه لا يستغنى عنها بالقرآن محمد ناصر الدين الألباني. إذن يقول لا يستغنى, إذن لا يقول لنا قائل يخرج لنا بعض المتداخلين عندنا كتاب الله حسبنا كتاب الله, لا هذه هي تلك المقولة التي قالها ذلك الإنسان عندما أراد رسول الله أن يكتب >كتاباً لن تضلوا بعده أبداً<.
انظروا ماذا يقول العلامة الألباني في (ص14) هكذا يقول: [وجملة القول أن الواجب على المسلمين جميعاً أن لا يفرقوا بين القرآن والسنة] فإذا ثبت أن العدل الآخر هو العترة يعني أن لا يفرقوا بين القرآن والعترة, من حيث, أن لا يفرقوا بينهما في المحبة؟ قال لا, [من حيث الوجوب الأخذ بهما كليهما] يجب التمسك >ما إن تمسكتم< [وإقامة التشريع عليهما معاً] هم مصدر التشريع, يعني تريد أن تصلي لابد أن تذهب إلى القرآن وإلى بيان العترة, تريد أن تصوم, تريد .. أي عمل أي تشريع, من المبين؟
المقدم: تريد أن تقاتل تريد أن تصالح.
السيد: تريد أن تحكم, تريد كل شيء في الشريعة, لابد أن ترجع إلى القرآن ومبين القرآن, لأنه في حياة الرسول {لتبين للناس} رسول الله, بعد رسول الله لتبين من؟ من جلس في موقعه وهم الأئمة, فقال: [فإن هذا هو الضمان لهم أن لا يميلوا يميناً ويسارا ولا أن يرجعوا القهقرى ضلالا,كما أفصح عن هذا رسول الله بقوله: >تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي] والعجيب أنه هو ضعّف كتاب الله وسنتي في مكان قال لا يوجد حديث صحيح وإن كان مضمون صحيح ولكن الصحيح هو حديث >كتاب الله وعترتي<.
المقدم: في التفاتة جداً مهمة سماحة السيد فيما يتعلق بكتاب الله وعترتي أو وسنتي >لن تضلوا بعدي أبدا< إذا حدث الضلال بمعنى أن الأمة لم تتمسك.
السيد: إذن لم تتمسك بلي هذا كشف, كما يقال في المنطق هذا نكتشفه كشفاً إنياً, رسول الله وضع لنا الوصفة قال >إن تمسكتم لن تضلوا< فإذا ضللنا فإذن ماذا؟
المقدم: لم نتمسك.
السيد: طبعاً يكون في علم الأعزة أن هذا الكلام ليس فقط موجهٌ إلى المسلمين حتى أتباع مدرسة أهل البيت, إذا وجدوا أنهم ضلوا الطريق إذن معناه أنه أخلوا بالتمسك, هذا مورد.
المورد الآخر في (ص18) وأختم به حديثي, قال في نفس الرسالة [فليست السنة مع القرآن كالرأي مع السنة, كلا ثم كلا بل يجب اعتبار الكتاب والسنة مصدراً واحداً لا فصل بينهما] فإذا ثبت العترة يعني جعل القرآن والعترة مصدراً واحداً لا فصل بينهما >ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض<.
إذن فتحصل إلى هنا للمشاهد الكريم أن كبار علماء الاتجاه الوهابي وأتباع ابن تيمية يقولون أن عدم الافتراق دالٌ على هذه المواقف.
المقدم: أحسنتم سماحة السيد أعزائي المشاهدين نستمع إلى مداخلاتكم, يوسف من فرنسا تفضل:
الأخ يوسف: سلام عليكم ورحمة الله, أريد أن أعرف ما هو الهجرة في سبيل الله.
المقدم: يعني هل هو داخل في ضمن البحث أم لا أخي يوسف.
الأخ يوسف: لا لا, أريد فقط أن ..
السيد: هذا بحث آخر إن شاء الله في وقت آخر لا تأخذ وقت البرنامج.
المقدم: شكراً لك, هاشم من العراق:
الأخ هاشم: سلام عليكم, سيدي يا حبيبي أنا ما عندي سؤال, بوجودك أنت نحن لا نحتاج إلى أي سؤال أولاً, نثمن الجهود العظيمة للتصدي والوقوف بوجه الباطل وإقامة الدليل, يا من جمع بين الحداثة والأصالة, والارتقاء بالعقل والدين وال…
المقدم: أخ هاشم شكراً لك نكتفي بهذا القدر منك, شكراً لك, صلاح من السعودية تفضل:
الأخ صلاح: سلام عليكم ورحمة الله وبركاته, الله يحفظك يا سماحة السيد, يعني أنا أرى أنه ما في داعي لهذه الأحاديث في الوقت الراهن, نحن مضى علينا 1400 سنة في هذا, وهذه يعني تؤدي إلى الفرقة بين المسلمين, المسلمين الآن أصبحوا مليار ونصف.. وماذا نستفيد من هذه الطروحات.
المقدم: أخ صلاح.
السيد: دعه يكمل حتى نجيب.
المقدم: أخ صلاح أنت ترى أن هذه القضايا تفرق بين المسلمين. شكراً لك, يعطيك العافية اتصال آخر. طيب سماحة السيد الإشكال أنه.
السيد: الجواب: جملة واحدة بيني وبين الله إذا كان التمسك بالقرآن والعترة يفرق المسلمين فأول من فرق بين المسلمين هو رسول الله, لأن رسول الله أمرنا دعانا قال: >ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا به أبدا< وأخي العزيز المبارك مع احترامي له يقول هذا الحديث إذا قرأته عن رسول الله وهو حديث متواتر مقطوع به بين علماء المسلمين يقول لا تقرأ ما قاله رسول الله لماذا؟ حتى لا يألم معاوية, حتى لا يتألم بنو أمية, حتى لا يتألم الاتجاه الوهابي, حتى يتألم أولئك الذين يريدون القضاء على القرآن قبل القضاء على السنة, وإلا أنا ما قرأت شيئاً والله حديث عن الإمام الصادق.
المقدم: طيب لماذا تزييف حقيقة الدين لا تؤدي إلى الفرقة.
السيد: أنا لم أقرأ عن غير رسول الله حتى تتهمني بالتفرقة, أعزائي إذا كان الدعوة إلى التمسك بالقرآن والعترة الذي قال رسول الله >لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما أبدا< إذا كان هذا دعوة إلى التفرقة بين المسلمين فأول من أوجب علينا التفرقة بين المسلمين من هو؟ رسول الله, بحسب دعوة الأخ, وإلا أنا معتقد أن التمسك بهما هو الذي يوجد الوحدة بين المسلمين.
المقدم: نصف دقيقة أعطيها للأخ أبو أحمد من الدنمارك أبو أحمد تفضل:
الأخ أبو أحمد: سلام عليكم, باختصار الكتاب القرآن محفوظ من الله عز وجل {إنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} أما السنة نسأل: من يحفظ السنة؟ أليس أمر رسول الله يأمر يقول لا ينطق.
السيد: هذا يأتي. هذه معطيات.
المقدم: إذن وضحت الفكرة أبو أحمد.
السيد: أقول هذه أعزائي في المعطيات ستأتي إن شاء الله.
المقدم: من يحفظ الفكرة. سماحة السيد هناك أيضاً يعني في إشكالية فيما يتعلق >لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض< كيف تلازم السنة الإنسان بعد مماته.
السيد: هذه إن شاء الله كلها. هذه الإشكالات بعد ذلك نقول أولئك الذين قالوا أن الذين قالوا أن السنة لا تفارق مرادهم حديث رسول الله لا يفارق, وهذا الحديث نقله لنا مئات بل آلاف الصحابة, يعني لابد آلاف الصحابة عندما نريد حقيقة لابد أن نستقرأ كل الصحابة حتى نعرف, ثم كلهم ماتوا, ثم لم يكتب الحديث في عصر الخلفاء ثم منعوا عن التدوين, أين تلك السنة التي نعتمدها.
المقدم: شكراً لسماحة آية الله السيد كمال الحيدري, شكراً لكم أنتم أعزائي المشاهدين, اعتذر لأن وقت الاتصالات قلص بسبب الاستمرارية في البحث وإكماله, ملتقانا إن شاء الله الليلة القادمة في مثل الساعة التي بدأنا بها والموضوع هو مطارحات في العقيدة, حتى ذلك الحين نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.