بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
كان الكلام في المقدمات التي نحتاج إليها لبيان الوجه الخامس الذي قلنا هو الوجه المختار في الجمع بين هذه الروايات المتعارضة في باب الزكاة, ولكنه هنا لابد أن أشير إلى أنه هذه المقدمات وهذا الوجه من الجمع الذي نشير إليه ليس مختصاً بباب الزكاة, فهو من قبيل ذلك الجمع المشهور بين الأعلام من الحمل على الاستحباب في موارد التعارض, فهو جمع نعتقده في كثير من الأبواب الفقهية وفيما يتعلق بالمعاملات بالمعنى الأعم لا العبادات.
انتهى بناء المقام إلى المقدمة الثانية قلنا فيه هذه المقدمة الثانية نجد أن هناك تأكيداً خاصاً وأهمية خاصةً للزكاة, بالنحو الذي وجدنا أن الآيات دائماً تقرن بين الزكاة وبين الصلاة, فإذا علمنا أن الصلاة عمود الدين عند ذلك يتضح لنا أيضاً دور الزكاة في هذا المجال, ومن الواضح أننا لا نجد مثل هذا التأكيد في أي فريضة أخرى غير الفرائض التي بني عليها الإسلام, هذا التأكيد أنتم لا تجدونه في باب الخمس, سواء كان في بعده الإيجابي أو كان في بعده السلبي, يعني سواء لمن أدى هذه الفريضة أو من امتنع عن أداء هذه الفريضة, وقرأتم في علم الكلام في مورده في محله, أنه واحدة من أهم الوسائل والطرق لمعرفة أهمية فريضة من الفرائض التي جاء ذكرها في القرآن وفي النصوص هو من خلال الآثار المترتبة على أداء تلك الفريضة وعلى ترك تلك الفريضة.
ولذا أنتم تعرفون في باب الكبيرة والصغيرة واحدة من أهم الوسائل لمعرفة هذه كبيرة أو لا, قالوا ننظر إلى العقاب المترتب عليها, كذلك في المقام فإننا من خلال هذا الطريق نتعرف على أهمية خاصة للزكاة وعندما أقول الآن زكاة يعني هذه الفريضة المالية التي عبر عنها في القرآن الكريم {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} إلى آخره.
على مستوى البحث القرآني أشرنا في الحلقة السابقة أو الدرس السابق قلنا هناك مجموعة من الآيات ومن أهم تلك الآيات هذه الآية المباركة في سورة البقرة وهي الآية 261 من سورة البقرة قال: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} أو الآية 265 {وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ ابْتِغَاءَ} طبعاً هذه كلها العبارة فيها أموالهم {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ} وهذه {يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ} العنوان عنوانٌ واحد لا عنوان متعدد, ولذا إذا وجدنا اختلاف مصاديق المال هذا لا يؤثر على الأصل قرآني شيء, الأصل القرآني محفوظ في الجميع, {ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ} إلى آخر الآية المباركة. في بعده السلبي أيضاً القرآن الكريم أشار بآيات متعددة لمن لا يؤدون هذه الفريضة في الآية 33 من سورة التوبة قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} إلى أن قال: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} الآن يأتي هذا التساؤل وهو أن الآية لم تذكر الأموال وإنما ذكرت الذهب والفضة باعتبار أن الذهب والفضة تُعد من أوضح مصاديق الأموال في تلك الأزمنة وهذا أيضاً أسلوب قرآني وروائي أن في كثير من الأحيان أن الآية بدل أن تذكر الموضوع تذكر المصاديق البارزة للموضوع, ولذا على الفقيه أن يتنبه أن يلتفت أن المذكور هو الموضوع أو أن المذكور هو المصاديق الواضحة للموضوع, وهذه قضية دقيقة وعميقة لابد أن يلتفت إليها الفقيه في عملية الاستنباط.
قال: {وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ ِلأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ} والروايات إذا صار مجال نقرأ بعضها أنه أساساً هذه الروايات الواردة في ذيل مثل هذه الآيات كلها تذهب إلى الصدقة الواجبة ليس المراد الصدقة المستحبة, هذا على مستوى النصوص القرآنية.
على مستوى الروايات أيضاً من باب الإشارة وإلا البحث أوسع من هذا بكثير, على مستوى الروايات في (الوسائل, ج9, ص22, وما بعد) هناك مجموعة من الروايات تحت هذا الباب >باب تحريم منع الزكاة, الباب 3, من أبواب ما تجب فيه الزكاة< هناك مجموعة من النصوص القيمة منها هذا النص الوارد عن >الإمام الباقر× قال: إن الله تبارك وتعالى قرن الزكاة بالصلاة فقال: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة} فمن أقام الصلاة ولم يؤتي الزكاة فكأنه لم يقم الصلاة< التفتوا إلى عظمة هذه القضية, أنتم في باب العقائد تتذكرون {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} عظمة الإمامة والخلافة إلى حدٍ أنها توازي كل الرسالة وهي أساساً هي الرسالة لا أنها توازي الرسالة؛ باعتبار أن الرسالة هي الحدوث والإمامة هي البقاء, فإذا لم يتخذ الإجراء المناسب للبقاء فكأن الحدوث حدث أو لم يحدث؟ لم يحدث, وهذا هو من أهم البيانات المربوطة بهذه الآية.
الآية المباركة أو الإمام× يقول: العلاقة بين الصلاة والزكاة من قبيل هذه العلاقة وهو أنه من لم يؤدي هذا الحق المالي فكأنما لم يؤدي الصلاة, الآن أنا ما أريد أن أدخل إلى بحث أنه ما هي العلاقة بأداء الزكاة وعدم إتيان الصلاة, لأن الصلاة لصلاح المجتمع والبعد الأساسي والعنصر الأساسي في صلاح المجتمع هو البعد المالي والفقر والعدالة الاجتماعية, فإذا لم تتم هذه تعطي الصلاة أكلها وثمرتها ونتائجها أو لا تعطي, لا تعطي ثمرتها, ولهذا أنتم تجدون الآن في واقعنا الاجتماعي الإنسان ينظر نظرة أولية يجد أن الصلاة تقام ولكنه واقعاً تعطي أكلها في الحياة الاجتماعية أو لا تعطي؟ بل لا فقط لا تعطي أكلها في الحياة الاجتماعية حتى على مستوى الحياة الشخصية للشخص أن الصلاة ماذا؟ لان القرآن صريح {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} على أي الأحوال. هذه رواية.
ورواية أخرى عن >الإمام الباقر× أنه قال: ما من عبدٍ منع من زكاة ماله شيئاً إلا جعل الله ذلك يوم القيامة ثعبان من نار مطوقاً في عنقه ينهش من لحمه حتى يفرغ من الحساب وهو قول الله عز وجل {سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة} يعني ما بخلوا به من الزكاة< إذن الكلام كله في الفريضة الواجبة, الآن هناك مستحبات ذاك بحث آخر.
ورواية أخرى وهي الرواية التاسعة في هذا الباب وهي قوله: >عن جعفر ابن محمد عن أبيه عن آبائه (عليهم أفضل الصلاة والسلام) قال: رسول الله’ لا تزال أمتي بخير ما لم يتخاونوا وأدوا الأمانة وآتوا الزكاة وإذا لم يفعلوا ذلك ابتلوا بالقحط والسنين والجوع< والآن أنت انظر إلى المجتمعات الإسلامية وأنظر إلى الآثار المترتبة على منع مثل هذه الفريضة.
رواية أخرى: وهي الرواية العاشرة وهي >عن الإمام الرضا× أن الله أمر بثلاثة مقرون بها ثلاثة أخرى أمر بالصلاة والزكاة, فمن صلى ولم يزكي لم تقبل منه صلاته, وأمر بالشكر له وللوالدين فمن لم يشكر والديه لم يشكر الله, وأمر باتقاء الله وصلة الرحم فمن لم يصل رحمه لم يتقِ الله<.
هذه من الموارد التي القرآن الكريم أشار إليها مقرونة هذه الأمور الثلاثة.
وكذلك الرواية الثانية عشر الرواية: >عن الإمام الباقر× قال: وجدنا في كتاب علي قال رسول الله’ إذا منعت الزكاة منعت الأرض بركاتها<.
وأنت الآن انظر مرة أخرى إلى واقعنا الاجتماعي وانظر بأنه واقعنا الاجتماعي ما هو واقعنا الزراعي ما هو واقع نزول الأمطار وبركات الأرض والتصحر الموجود إلى غير ذلك ما هو.
هذه كلها واقعاً من البيانات التي صدرت من النبي الأكرم’ وروايات كثيرة في هذا المجال. فضلاً عن الروايات, الآن لا أأخذ وقت الإخوة, فضلاً عن تلك الروايات التي تكلمت عن أن الإسلام بني على خمس وهذه الخمس هي: الصلاة والزكاة والحج والصوم, والإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) عجيب أن الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام), الرواية موجودة في (وسائل الشيعة) التفتوا أن الإمام يرتب أولويات في هذه الرواية, الرواية في (أبواب مقدمة العبادات باب وجوب العبادات الصلاة والزكاة .. إلى آخره, في الوسائل, ج1, هذه مؤسسة أهل البيت ص13, الباب الأول أو الكتاب الأول) قال: >قلت ثم الذي يلي ذلك< بعد أن ذكر الإمام قال: >الولاية أفضل لأنها مفتاحهن والوالي هو الدليل عليهن< قلت: >ثم الذي يلي ذلك في الفضل فقال الصلاة, قلت ثم الذي يليها في الفضل فقال الزكاة, لأنها قرنها به وبدأ بالصلاة قبلها {أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة} قلت فالذي يليها في الفضل قال الحج, قلت: ماذا يتبعه؟ قال: الصوم<.
إذن هذا أيضاً بحث مهم وأساسي الآن ليس محله, في باب التزاحم عندما يصير لك أهم ومهم هذه الروايات تنفع إذا وقع تزاحم بين أمر مرتبط بالصلاة وأمر مرتبط بالزكاة أو بالزكاة والحج, أو الحج والصوم ونحو ذلك, هذه من أهم الروايات التي تبين ميزان وأولوية وأهمية العبادات. جيد.
طيب أنا ما أتصور أن الإخوة خافٍ عليهم لماذا هذا التأكيد على مسألة الزكاة, ما هو؟ لأن القضية ليست خافية, ليست قضية تعبدية محضة, نعم, فيها جانب تعبدي ولكن ليس فقط تشريعها وهذا التأكيد عليها لأجل هذا البعد التعبدي بل فيها جوانب أخرى لأنها كما أشرنا في الدرس السابق تمثل العصب الأساسي العنصر الأساسي في الحياة المالية للمجتمع الإسلامي هو المورد الأساسي الذي من خلاله تسد كل احتياجات من؟ كل احتياجات المجتمع الإسلامي بمختلف أبوابه المتعددة. هذه المقدمة الثانية.
المقدمة الثالثة: في المقدمة الثالثة أنتم لابد أن تعرفوا, وهذه أيضاً مقدماتها مطوية الآن ليس محل حديثها وهو أنه أساساً أي تشريع يصدر من الشارع وخصوصاً في المعاملات بالمعنى الأعم -في العبادات واضح ذاك- في المعاملات بالمعنى الأعم يعني الشامل للعقود والإيقاعات والأحوال الشخصية وكل الأحكام الأخرى هذه الأحكام إنما شرعت هذه التشريعات إنما شرعت لكي تؤمن وتدير المجتمع الإنساني, وحيث أن هذه الشريعة شريعة خاتمة, {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين} وحيث أن الشرائع ختم بهذه الشريعة, إذن لابد أن يكون أي تشريع يشرّع فيه القدرة للاستجابة لكل متطلبات الحياة إلى قيام الساعة, يعني المجتمع كان مجتمع فقير فيه قدرة على الإدارة, مجتمع غني فيه القدرة على الإدارة مجتمع يعيش الثروة الحيوانية فيه قدرة, على الثروة الزراعية فيه قدرة, على التكنولوجيا فيه قدرة, على هذه التقنية الحديثة فيه قدرة, لو عشنا في كواكب أخرى أيضاً البشر استطاع أن يسكن في كواكب أخرى وهذا أيضاً الآن المساعي جارية على قدم وساق لماذا؟ لاستعمار – الاستعمار بالمعنى اللغوي- لاستعمار الكواكب الأخرى أيضاً الإسلام قادر على إدارة تلك المجتمعات ولو في كواكب أخرى أو غير قادر؟ نعم أي مدنية أي تطور أي بشر أي مستوى أي طبقة الإسلام قادر على إدارة ذلك, هذا هو اعتقادنا, أما إذا قلت لا, نحن لا نقبل هذا الأصل, طيب ما عندي كلام معك؟ كلامنا أن القرآن يدعي لنفسه أنه بهذه الشريعة يحصل الإنسان على الحياة الصحيحة في الدنيا ونتائج هذه الحياة الصحيحة في الآخرة, إذن عندما يأتي المشرع ويشرع الزكاة لابد أن يكون وهو العنصر المالي أو البعد المالي في المجتمع الإسلامي الذي يؤمن كل الاحتياجات المالية, لابد أن يكون هذا العنصر قادر فقط في زمان رسول الله’ أو قادر في صدر الإسلام أو في زماننا أيضاً قادر على إدارة وتأمين البعد المالي في المجتمع الإسلامي؟ طيب أنتم إذا حصرتم الزكاة التي هي العنصر المالي في المجتمع الإسلامي والذي يؤمن احتياجات المجتمع حصرتوها في هذه الأمور التسعة التي أشارت إليها الروايات وقلتم أن نتعبد >حلال محمد’ حلال إلى يوم القيامة, وحرامه حرام إلى يوم القيامة< طيب المجتمعات التي لا يوجد فيها مثل هذا ماذا نفعل؟ أيوجد هناك بعد مالي تأمين مالي في ذلك المجتمع أو لا يوجد تأمين مالي؟ هذا معناه أن التشريع استطاع أن يؤمن البعد المالي لكل مجتمع أو لم يستطع ذلك؟ هذا معناه أنه لم يستطع.
ولذا أنتم تجدون في التشريعات البشرية بين آونة وأخرى لا فقط القوانين العامة تتبدل والقوانين الشخصية تتبدل, حتى القوانين الأساسية يعني الدستور الدائم تتبدل قوانينه, ولكن هذا ما لا يمكن في التشريع الإلهي, هذا هو الفارق الأساس بين التشريع البشري والتشريع الإلهي, وهو أنه التشريع الإلهي لا يتغير واقعاً >حلاله حلال إلى يوم القيامة وحرامه..< ولكن يقيناً أن الشارع ضمناً تشريعاته قدرة على الاستجابة لكل متطلبات الحياة وإلا لو لم يضمنها هذه القدرة على التجدد على الاستجابة على التحدي إذن كان كافياً لكل المجتمعات أو غير كافياً لكل المجتمعات؟ لا يصلح لكل زمان ومكان, وإنما يصلح لزمان ومكان دون زمان ومكان آخرين, والذي يؤدي هذا الدور هو عملية الاجتهاد, يعني الاجتهاد واقعاً في مدرسة أهل البيت لم يوضع حتى أنه نحن عندنا أربع نظريات في باب الطهارة نجعلها كم؟ جيد, هذا أيضاً مهم, يعني نحن نحتاج أيضاً تحقيق في باب الطهارة وفي باب النجاسة وباب الصوم وباب .. هذا كله نحن نحتاج إليه, ولكنّه الحياة كلها عبادات, يعني الإسلام فقط الجانب العبادي يعتني به؟ طيب هذه هي معركتنا مع الليبراليين مع الذين يقولون أن الدين وظيفته الأصلية هو تنظيم الحياة الفردية علاقة الإنسان مع ربه, أما الحياة الاجتماعية الحياة الاقتصادية الحياة المالية, الدين يعرض لها أو لا يعرض لها؟ يقول لا علاقة له, هذه هي مشكلتنا هذا هو خلافنا الأصلي, ونحن ندعي لا, أن الإسلام في كل هذه له أطره عنده نظرياته له تشريعاته في إدارة الحياة, طيب من الذي يستطيع أن يستكشف هذه الكنوز المودعة في النص الديني الإلهي سواء كان القرآن أو كان حديث سنة من النبي أو أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) هي عملية الاجتهاد.
ولكن مع الأسف الشديد نحن في حوزاتنا العلمية لأسباب متعددة, الآن لست بصددها, ولعوامل أدت تاريخياً وعلمياً على أن بحوثنا كلها تنحصر أين؟ في الجانب العبادي في الجانب الفردي لا في الجوانب الأخرى من الحياة الإنسانية.
إذن المقدمة الثالثة: أن أي تشريع من التشريعات الإسلامية لابد أن تكون لها القدرة على تأمين ما يحتاجه الإنسان في كل زمان ومكان. وهذا أصل كلامي ومقدماته أيضاً واضحة في محلها الآن نحن فقط ذكرناها كأصل موضوعي.
المقدمة الرابعة: أنتم الآن تنظرون بأنه هذه المقدمات صحيح نريد أن نستفيد منها في المقام في هذا الوجه الخامس, ولكن هي مقدمات ماذا؟ مقدمات عامة ليست مختصة بمحل الكلام, يعني بكرة عندما نأتي إلى باب الحدود أيضاً نتكلم هذه المقدمات, عندما نأتي إلى باب الإرث نتكلم في هذه المقدمات, عندما نأتي إلى باب المعاملات نتكلم بهذه اللغة, عندما نأتي إلى باب العلاقات الدولية نتكلم بهذه المقدمات وهكذا, إذن القضية ليست قضية مرتبطة بهذا الوجه حتى يقال بأنه لماذا سيدنا تطيلون الكلام في مثل هذه المقدمات, هو جمع تريدون أن تذكرون للجمع بين الروايات في باب الزكاة؟
الجواب: هذه مقدمات سيالة في كل الأمور -غير العبادات- في كل الأمور المرتبطة بإدارة حياة الإنسان بمختلف أبعادها وصعدها المتعددة والمعقدة والتي تتعقد يوماً بعد آخر.
المقدمة الرابعة: وهذه إخواني الأعزاء وإن كان نقف عندها قليلاً والسبب في ذلك أن هذه المقدمة الرابعة هي بنفسها مفتاح, ولكن أنا لاحتياجي إليها اضطررت أن أقف عندها قليلاً ولو مثلاً نصف ساعة ولو درس مثلاً هي مفاتح بنفسها, وبعض هذه المقدمات التي أشرنا إليها وبعض الأمور التي سنشير إليها لاحقاً أنتم تجدون عندما نقف عندها لأنها هي بنفسها مفتاح من مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي, ولكن حيث أنه نحن هذه المفاتيح لم نعرضها مثل لم تعرض مثل ما عرضت المسائل في علم الأصول حتى نقول وهذا بحثناه في مسألة المطلق والمقيد, وهذا بحثناه في مسألة التزاحم, في مقدمة الواجب ونحو ذلك, ولهذا نحن مضطرين إلى أن نشير إلى هذه المفاتيح ولو على مستوى الفتاوى مضمنة ببعض الأدلة الإجمالية.
إخواني الأعزاء في هذه المقدمة الرابعة, نحن نعتقد كمنهج عام في عملية الاستدلال لا في عملية الاستدلال الفقهي فقط, بل في عموم عملية الاستدلال أعم من أن يكون فقهياً أو أن يكون عقائدياً, يعني هذان البعدان الأساسيان في الدين العقائد الأمور الإيمانية والأمور العملية, الأمور التي هي مطلوبة لأجل الإيمان بها, والأمور المطلوبة لأجل العمل بها, ولذا أنا هذا التعبير تعبير الأصول والفروع أنا كثيراً لا أوافق عليها, لماذا؟ لأنه في نفس الأصول يوجد عندنا أصول وفروع, وفي نفس الفروع أيضاً توجد عندنا أصول وفروع, إذن هذا التعبير ليس تعبيراً جامع واقعاً, التعبير الصحيح, الآن أنظروا, الآن عندما أقول عندنا أصول وفروع, طيب انظر إلى مسألة إثبات وجود الله, إثبات النبوة وإثبات الإمامة, وأنظر إلى مسألة أن الله سبحانه وتعالى له ماهية أو ليست له ماهية, واقعاً مسألة إثبات وجود الله من الأصول من أركان المباحث الإيمانية أما مسألة له ماهية أو ليست له ماهية لا تعد من الأركان, تعالوا إلى أبحاث الإمامة, الإمامة الاعتقاد بعصمتها هذه من أركان بحث الإمامة, إما أن العصمة مطلقة تشمله حتى ولو في بطن أمه عالم بالغيب وهو في بطن أمه هذه ليست من مسائل أركان الإمامة, نعم من مسائل كمالات مسائل الإمامة هذه, ليست من الأركان, لذا من أنكرها يخرج عن مدرسة أهل البيت أو لا يخرج؟ لا يخرج, أما من أنكر عصمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) يخرج من مدرسة أهل البيت, من أنكر الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت وحيٌ يخرج من مدرسة أهل البيت, أما هذا الإمام الثاني عشر عنده أولاد أو لا, هذه مسائل فرعية.
إذن أنتم عندما تأتون إلى نفس الأمور العقائدية أو الأصلية تجدون أيضاً فيها أصول وفيها فروع, يعني مسائل أولوية ومسائل, تعالوا إلى باب الفروع أيضاً هكذا, الآن قرأنا الروايات التي تكلمت >بني الإسلام على خمس< طيب أنت إذا قست هذه الخمس إلى باقي التشريعات واقعاً أيهما أصل وأيهما فرع؟ الصلاة عمود الدين, أنت لا توجد عندك رواية تقول الخمس عمود الدين, ما عندك رواية تقول أي عبادة أخرى أو فريضة أخرى عمود ماذا؟ إذن هذه في الفروع تُعد أصل وتلك فروعها.
إذن التعبير الأدق إخواني الأعزاء, هو الأمور المطلوب فيها الإيمان والأمور المطلوب فيها العمل الصلاة ليست مطلوبة لأجل العلم بها والإيمان بها, الصلاة الله شرعها لأجل ماذا؟ لأجل أن يعمل المطلوب, نعم قد يترتب عليها الالتزام القلبي ولكن هذا مطلوب بالطلب الثانوي, الطلب الأول هو العمل بها, ثم هذه على كلا المستويين تنقسم إلى أصلية وتنقسم إلى فرعية, جيد.
إخواني الأعزاء سواء كان البحث في الأمور العقائدية والإيمانية العقائدية يعني المطلوب فيها الإيمان يعني عقد القلب عليها, تسمى عقائد لأنه هناك يوجد عقد بين القلب وبين محتوى تلك القضية, وهذا هو الفرق بين العلم وبين الإيمان, سواء كانت تلك القضية عقدية عقائدية إيمانية وسواء كانت تلك القضية قضية عملية يعني المطلوب فيها العمل, إخواني الأعزاء لكي نعرف حكم الشريعة والدين فيها أو نظره ونظريته فيها الأصل فيها جميعاً هو القرآن الكريم. التفتوا لهذه القضية, لأنه هذه من أخطر ما ابتليت به حوزاتنا العملية وهو أن القرآن أخذ موقعه في فهم المعارف الدينية أو لم يأخذ موقعه؟ واقعاً انتم تجدون الآن لعله كل شيء في الحوزة إلا البحث القرآني والبحث التفسيري وعملية الاستعانة بالنص القرآني لفهم المعارف الدينية.
إذن الأصل في كل شيء الأصل وبتعبير الحديث الذي سنقرئه وبتعبير الحديث المتواتر حديث الثقلين هو الثقل الأكبر, في قبال العترة الذين هم الثقل الأصغر.
هذه القضية لا أريد أن أدخل فيها تفصيلاً انه من أين تدعي هذا الكلام, هذا الكلام ما هو مبناه ما هو دليله؟ في الواقع أن أدلته العقلية أدلته النقلية في الكتاب في القرآن الكريم يقول تبيان ويقول بيان ويقول نور بالإضافة إلى مئات الروايات الواردة عن النبي وأئمة أهل البيت أساساً هذا القرآن بعد القرآن من فقر وليس قبل القرآن من غني, نصوص عن النبي وعن علي ابن أبي طالب الإمام أمير المؤمنين وأئمة أهل البيت فوق حد الإحصاء في بيان محورية القرآن في كل شيء, في كل شيء يرتبط بالمعارف الدينية, الآن أنا ما أريد أن أدعي في كل شيء حتى في الكمبيوتر والطائرات والأفلاك وإلى غير ذلك ذاك حديث آخر, ولكنّه في كل شيء فيما أراد الشارع وجعل من مسؤوليته بيانه للإنسان حتى يصل إلى كماله اللائق به, الآن هذه الدائرة ضيقة لأنه بحث مفصل يوجد بين علماء الكلام أنه هذه الدائرة دائرة ضيقة أم دائرة واسعة ما هي الدائرة التي جعل الشارع المسؤولية في عنقه لبيانه ما هي الدائرة؟ الآن نحن نتكلم بنحو القضية المهملة نقول تلك الدائرة التي جعل الشارع مسؤولية بيانها على عهدته الأصل في جميع معارفها من أين يؤخذ؟ يؤخذ من القرآن الكريم, بأي دليل؟ أنا فقط أذكر دليلين:
الأول: متواتر بين جميع المسلمين. وأريد أن آخذ منه نتيجة, الأول متواتر بين جميع المسلمين.
والثاني: لا أقل مستفيض إن لم يكن متواتر في مدرسة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام).
أما الدليل الأول: فهو حديث الثقلين, فيما يتعلق بحديث الثقلين أنا ذاكر مصادر هذا الحديث في كتاب (علم الإمام, ص17 وما بعد, المبحث الأول سند حديث الثقلين) وفي ذاك المكان وأنا بودي أن الإخوة يرجعون إلى (نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار) ثلاث مجلدات تكلم في حديث الثقلين واقعاً هذا يُعد من أبحاث الإمامة مبحث حديث الثقلين, لما له من أثر مفيد ونتائج مهمة, الإخوة يراجعون البحث هناك ولكن الوقت لا يسع, أنا الآن ما أتكلم في السند لأنه إدعاء التواتر واضح بين علماء المسلمين, ولا أقل ذكر 39 صحابي إن لم يكن أكثر نقلوا فإذا كانت الطبقة الأولى كم؟ 39 صحابي, فأنت أي تواتر يحصل أكثر من هذا, طبعاً أنا أيضا ذكرت المصادر الآن الإخوة هذا الكتاب قد يكون ليس بأيديهم, أنظروا هذا البحث هناك في (غاية المرام للبحراني) >وصلت أحاديثه من طرق السنة إلى تسعة وثلاثين< يعني تسعة وثلاثين طريقاً, لا تسعة وثلاثين حديثاً, >ومن طرق الشيعة إلى اثنين وثمانين طريقاً< طيب من الواضح بأنه حديث له في صدر الإسلام, (ابن حجر في الصواعق) يقول: >اعلم أن لحديث التمسك بذلك طرقاً كثيراً وردت عن نيف وعشرين صحابياً< إذن قضية السند مما لا ريب في تواتر مثل هذا السند.
السخاوي في استجلاب ارتقاء الغرف في حديث الثقلين ينقل بأنه هذا, وأما السمهودي في جواهر العقدين وفي الباب عن زيادة على عشرين من الصحابة ثم يعدهم هذه الطبقة الأولى, أما الطبقات اللاحقة فماذا؟ أنتم تعلمون في الأعم الأغلب في الأخبار المتواترة نحن مشكلتنا أين؟ في الطبقة الأولى, لأن الذين ينقلون نرجع إليهم نجد أنهم اثنين ينقلون ثلاثة ينقلون, إذن في الطبقات المتوسطة والأخيرة قد يكون متواتر, أما في الطبقة الأولى تجده أنه آحاد لا يخرج عن أخبار الآحاد بخلاف حديث الثقلين.
أما فيما يتعلق بمضمون هذا الحديث يعني متن الحديث وهذا هو المهم, أنا متن الحديث سوف لا أنقله من كتبنا وإنما من كتبهم من مدرسة الصحابة.
هذا الحديث وارد في (جامع الترمذي ص589) طبعاً ثلاث روايات واردة هناك, في الأحاديث أرقامها طبعاً هذه (الطبعة التي اعتنى به فريق بيت الأفكار الدولية) ولعله من أدق الطبعات هي هذه الطبعة طبعاً مع التغييرات الحاصلة فيها, قال: الرواية باب مناقب أهل بيت النبي, الرواية الأولى: 3786, يقول: الرواية صحيحة >عن جابر في حجته يوم عرفة قال: رأيت رسول الله في حجته وهو على ناقته القسواء يخطب فسمعته يقول: أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا< هذا جداً مهم هذا, لأنه في جملة من النصوص هذا المتون هذا تعبير >لن تضلوا< لا توجد ولكن في هذا المتن موجود, >لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي<.
>عن عمر ابن أبي سلمه< رواية أخرى: 3787 ربيب النبي, >قال: نزلت هذه الرواية على النبي {إنما يريد الله} في بيت أم سلمه فدعا النبي فاطمة وحسناً وحسيناً فجللهم بكساء وعليٌ خلف ظهره فجلله بكساء ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا, قالت أم سلمه< الرواية أيضاً كذلك.
رواية أخرى صحيحة: >ثم إني تارك ما ان تمسكتم به< إلى >وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما<. هذا ذاكر مجموعة من الروايات هنا.
وكذلك مجموعة من الروايات الواردة إخواني الأعزاء في (المعجم الكبير للطبراني, ج3, ص66, دار إحياء التراث) هناك مجموعة من الروايات تبدأ من رواية 2678 >وأنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض< >وإنهما ما إن تمسكتم لن تضلوا بعدي أبدا< إلى آخره.
طبعاً النص هنا أيضاً على نصوصنا موجود, قال: >الأكبر كتاب الله والأصغر عترتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض<.
هذا هو المتن الأول الذي هو متنٌ متواتر مستند لا خبر آحاد لا ظني السند وظني الدلالة, بل قطعي السند وقطعي الدلالة.
النص الثاني: وهو العرض على الكتاب, الروايات التي تكلمت على العرض على الكتاب, هذه النصوص إخواني الأعزاء أدعي تواترها ولا أقل استفاضتها ولذا قلت بأنه التواتر على مستوى مدرسة أهل البيت.
دعوى التواتر موجودة من جملة من الأعلام ومنهم الشيخ فاضل اللنكراني في كتاب عنده من الكتب القيمة الإخوة يراجعوه (ص217, وهو مدخل التفسير أبحاث ..) إلى آخره, هذه عبارته, يقول: >من الأمور الدالة على عدم التحريف الروايات المستفيضة بل المتواترة, عن النبي والعترة الطاهرة الدالة على عرض الروايات والأخبار المروية عنهم على الكتاب<. إذن هذه إما متواترة فالحمد لله رب العالمين, وإن لم تكن متواترة فلا أقل هي مستفيضة.
السيد الشهيد& في (ج 7, من تقريرات السيد الهاشمي, في ص315) هذه عبارته, يقول: >ونقصد بأخبار الطرح الروايات المستفيضة التي تأمر بعرض الحديث على الكتاب والأخذ به< ثم يصنفها إلى أصناف ثلاثة الآن لسنا بصدد البحث عنها.
أنا الذي يهمني من هاتين الطائفتين يعني حديث الثقلين وأخبار العرض -من حيث المتن أتكلم- أما من حيث المتن فحديث الثقلين واضح خصوصاً على متن >أنه القرآن هو الثقل الأكبر< الآن ما معنى الأكبر؟ الآن دعونا, ولكنه لا إشكال بناء على روايات العرض الأصل هو القرآن أو الأصل هو الرواية؟ من الواضح عندما يقول: >يعرض حديثنا على كتاب ربنا فإن وجدتم شاهد أو شاهدين فهو نور, وإلا فلم نقله أو زخرفٌ أو اضربوا به عرض الجدار< إذن الأصل فيهما أو في هذين الثقلين هو الحديث أو الأصل فيه هو القرآن؟ من الواضح بأنه أيضاً التعبير الثقل الأكبر وأيضاً تعبير العرض يقول لنا أن الأصل ماذا؟ أن الأصل في جميع المعارف هو القرآن.
نعم, يبقى هذا البحث, الآن إذا الإخوة إذا يريدون واقعاً أعرض له ولو لدقائق, يبقى هذا البحث وهو أنه ما معنى أنه موجود في كتاب الله, خصوصاً روايات العرض, روايات العرض تقول >اعرضوه على كتاب ربنا< يعني كل صغيرة وكبيرة في الروايات نحن نجد عليها شاهد أو شاهدين في كتاب الله, طيب بالوجدان ليس كذلك, إذن ما هو المراد من أنه >اعرضوه على كتاب ربنا<؟ ما معنى أن القرآن هو الأصل؟
هذه القضية -مع الأسف الشديد- نادراً من يبحثها من علمائنا وإذا بحثها فيبحثها أين؟ يبحثونها في علم الكلام أما عندما يأتون إلى البحث الفقهي فيوجد أثر لأصالة القرآن وللثقل الأكبر للقرآن أو أنه منسي في البحث الفقهي؟! والشاهد على أنه منسي في البحث الفقهي القرآن الكريم – الآن أريد أن أستبق قليلاً الأبحاث- والشاهد على ذلك: بينكم وبين الله هذه كتب المكاسب بأيديكم أنتم ابدؤوا بها أي كتاب من كتب المكاسب إلا من ندر, بينكم وبين الله من من هذه الكتب يبدأ بالآيات التي تكلمت عن التجارة والبيع والعقود في القرآن الكريم؟ مباشرة يدخلون إلى تحف العقول, الشيخ الأنصاري+ في كتاب المكاسب أول ما يبدأ يبدأ بماذا؟ يقول: >تيمناً نبدأ ببعض النصوص< ويذكر بروايات تحف العقول, ولم يعقل عليه أحد إلا نادراً, مع أنه أنت لو ترجع إلى القرآن الكريم لا أقل هناك خمس ست آيات تُعد مفاصل مباحث المكاسب في البيوع في المعاملات {لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارةً عن تراض}, {أوفوا بالعقود}, {أحل الله البيع} وعشرات الآيات المباركة التي تكلمت, ولكن نحن جئنا إلى القرآن أولاً وأصلنا نظرية المعاملات في القرآن لنعرض عليها الروايات أو لم نفعل ذلك؟ عند ذلك تجدون كاملاً حذف عندنا بحث عرض الرواية على الكتاب لماذا؟ لأنه في المقدمة نحن لم نؤصل البحث القرآني حتى كل رواية نعرضها على البحث القرآني.
هذا البحث يحتاج إلى مقدار من التوضيح وتأصيل أنه أساساً ما معنى أن كل شيء في القرآن؟ ما معنى أن القرآن هو الأصل في جميع المعارف؟ ما معنى أن كل الروايات لابد أن تعرض على القرآن؟
حتى يتضح أن منهجنا في عملية الاستنباط كاملاً قراءة أخرى ومنهج آخر ومدرسة أخرى في كيفية التعامل أولاً: مع النص الديني, وثانياً: في ترتيب أولويات النصوص الدينية. يعني: عندما نأتي إلى النصوص الدينية الأول أي أصل الروايات -أولويات- أم القرآن الكريم؟ هذا لابد أن ننتهي منه في الرتبة السابقة في عملية الاستنباط, إما يصير مبانك أن القرآن ليس حجة علينا فانتهت القضية هذا منهجك, إذن عندك علاقة بالقرآن أو لا؟ ما عندك علاقة بالقرآن, إلا بتوسط الرواية, هذا منهج, وجملة من أعلامنا ذهبوا خلفه, لا محذور في ذلك, أما أنت لابد أن تنتخب أنت الذي تريد أن تمارس عملية الاستنباط لابد أن تنتخب في الرتبة السابقة هذا منهجك أن القرآن مغيب عن عملية الاستنباط أو منهجك أن القرآن أصيل ومحور في عملية الاستنباط.
والحمد لله رب العالمين.