بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
الزمان والمكان عنصران أساسيان في فهم جميع المعارف الدينية, صحيح أنه نحن تكلمنا في الأبحاث السابقة فيما يتعلق بموضوعات الأحكام وبمتعلقات الأحكام وبنفس الأحكام أو مصاديق المتعلقات والموضوعات, إلّا أنه هذا من باب أن موضوع بحثنا هو فيما يتعلق بالاجتهاد الفقهي واستنباط الأحكام الفقهية, وإلا فللزمان والمكان آثار أوسع من ذلك بكثير, من تلك الأبواب المهمة التي تتأثر بالزمان والمكان بالمعنى المصطلح, يعني مجموعة الشروط والظروف السياسية والاجتماعية والمالية وغيرها, هو ما يتعلق بمسألة الخطاب الأخلاقي أيضاً -أنا فقط أعنون هذه الأبحاث وإلا إن شاء الله تعالى في محلها لابد أن تبحث حتى يتضح أنه ما هو تأثير ذلك وبأي قدرٍ يؤثر- على سبيل المثال: فيما يتعلق بالقضايا الأخلاقية والتعاملات الاجتماعية تجدون أن النصوص الواردة في هذا المجال ليست قليلة, من قبيل ما ورد عن الإمام أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) في نهج البلاغة, فيما يتعلق بخطبه كلماته القصار هناك في (الكلمة 115) قصار الكلمات وبعضها أيضاً في (رقم 114) قال: وقال× بنفس هذا العنوان الذي هو محل كلامنا, قال×: >إذا استولى الصلاح على الزمان وأهله< طيب ما معنى استولى الصلاح على الزمان, ما هو المراد من الزمان يعني الزمان الفلسفي؟ بطبيعة الحال لا, الزمان الاجتماعي يعني الساعة واليوم والليلة والنهار والسنة والقرن من الواضح لا, إذن مراده من الزمان كما في روايات أخرى قال: >لا تسبوا الزمان< روايات عندنا في كلمات أمير المؤمنين ما هو المراد من الزمان؟ من الواضح أنه ليس المراد بالزمان الليلة واليوم والساعة ونحو ذلك, مراده هذه مجموعة الظروف المحيطة بالإنسان فتؤدي به أن يفعل كذا وأن لا يفعل كذا.
قال: >إذا استولى الصلاح على الزمان وأهله ثم أساء رجلٌ الظن برجلٍ لم تظهر منه خزية فقد ظلم< يعني بعبارة أخرى: إذا كان الزمان زمان صلاح, المجتمع كان مجتمع صالح والظروف الحاكمة ظروف طبيعية وعادلة وصحيحة وصالحة فالتعامل لابد أن يكون على أساس أصالة الفساد أو أصالة الصحة, يقول الإمام× لابد أن يكون على أساس أصالة الصحة وأما >إذا استولى الفساد على الزمان وأهله فأحسن رجل الظن برجلٍ فقد غرّر< غرّر بنفسه غرّر بالآخرين لابد أن يبني على أصالة الفساد لا على أصالة الصحة والصلاح.
طيب الآن هذه أبعادها كدولة ما هي؟ يعني بعبارة أخرى: الأجهزة الأمنية كيف تتعامل مع الناس تتعامل على أساس أصالة الصحة أو تتعامل معهم على أساس أصالة الفساد, أنا وأنت عندما نتعامل فيما بيننا نتعامل على أساس أصالة الصحة والصلاح, أو على أساس أصالة الفساد, انظروا أن الإمام قضية اجتماعية عامة يربطها بالزمان والظروف والشروط الحاكمة على الزمان.
إذن يتضح بأنه الزمان ليس فقط أثره في موضوع الحكم الشرعي أو متعلق الحكم الشرعي أو مصداق الحكم الشرعي لا لا أبداً, وإنما في العلاقات الاجتماعية أيضاً للزمان والمكان تأثير واضح.
كذلك من قبيل قوله (عليه أفضل الصلاة والسلام) >لا تقصروا أولادكم على أخلاقكم فإنهم خلقوا لغير زمانكم< طيب ما هو المراد من >لغير زمانكم< هل المراد الساعة والنهار, هذا هو الذي له الأثر؟ الجواب: كلا, فإن الظروف والشروط الاجتماعية والثقافية والفكرية وغيرها الحاكمة في زمان تختلف عن زمان آخر, ولكل زمانٍ وظروفه وشروطه مجموعة من القوانين الاجتماعية التي لابد أن يتعامل على أساسها مع حفظ الثوابت مع حفظ الضروريات, مع حفظ الأطر الأساسية في تلك الشريعة وذلك الدين وذلك المذهب, هذا فيما يتعلق بنحو الإجمال في القضايا الاجتماعية القضايا الأخلاقية.
في القضايا العقائدية أيضاً للزمان والمكان تأثير كبير وكبير.. وبودي إن شاء الله تعالى إذا صار وقت في مجال من المجالات وإلا الآن ليس بحثنا هذا, من باب الإشارة حتى الإخوة إن شاء الله عند المطالعة هذا يكون على ذكر من هذه المسألة.
انظروا إلى هذه الرواية الواردة عن أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) الرواية في (البحار, ج53, ص39, الحديث الثالث) الرواية في الاختصاص >عن حماد عن فضيل عن الباقر× قال: لا تقولوا الجبت والطاغوت< عندما تريدون أن تسمون الأول والثاني لا تسموهم بالجبت والطاغوت, عجيب, هذه الرواية مع أنه عندنا روايات تقول أنه هم عبروا عنهم بالجبت والطاغوت, >قال: لا تقولوا الجبت والطاغوت ولا تقولوا الرجعة< أيضاً لا تتحدثوا عن الرجعة, الإمام الباقر يقول >فإن قالوا لكم< أشكلوا عليكم >فإنكم قد كنتم تقولون ذلك< طيب أنتم ممن يؤمن بالرجعة, ممن يعبر عن فلان وفلان الجبت والطاغوت؟ >فقولوا أما اليوم فلا نقول< كنا نقول >أما اليوم فلا نقول, فإن رسول الله< التفتوا جيداً للتعليل >فإن رسول الله’ قد كان< هذه قد للتحقيق >قد كان يتألف الناس بالمائة ألف درهم ليكفوا عنه< الآن أنت تريد أن تسميه مال سياسي أي شيء تريد أن تسميه سمه ولكن الرسول’ هذه المصالح التي كان يشخصها كان يفعل ذلك, >ليكفوا عنه, أفلا تتألفوهم بالكلام< أسهل ما يكون هذا, هذا ليس كلام يعني صر ذو وجهين وذو كلامين لا لا أبداً, أساساً خطابك لابد أن يكون في كل زمان خطابه لابد أن يكون مختلف, لابد أن ترى أنه أنت عندما تريد أن تقيم علاقة مع الآخرين تريد أن تؤمن بحوار الحضارات بحوار المدنيات بحوار المذاهب بحوار الشرائع والأديان ومن جهة تقول أنت رجس نجس كالكلب والخنزير, طيب هذه ما يجتمعن هذه, يعني أنت تثقف الناس أن هؤلاء كالكلاب والخنازير وأنجس من الكلاب والخنازير ومع ذلك تعقد الجلسات وتقول حوار الحضارات, هذا ممكن؟ هذان الخطابان ينسجم أحدهما مع الآخر أو لا ينسجم؟ يوجد تناقض بينهما تهافت, >أفلا تتألفونهم بالكلام< ثم يعلق التفتوا إلى تعليق من؟
تعليق صاحب البحار, قال: >بيان ذلك: أي لا تسموا< عنده كلمة إشارة إلى الأول والثاني ما أريد أن أقرأها, >أي لا تسموا< فلان وفلان -هذا تعبير مني- >بهذين الاسمين< يعني الجبت والطاغوت >أقول:< بيان >أو لا تتعرضوا لهما بوجهٍ من الوجوه< هذا صاحب البحار الذي هو أربع خمس مجلدات كاتب في هذا المجال, بلي يقول الرواية هذا مضمونها, وهو أنه قد يكون مقتضى الزمان أن تتعرضوا لهم أو لا تتعرضوا لهم؟ فهذا التشخيص اطمأنوا هذا التشخيص ليس تشخيصاً فردياً هذا التشخيص لابد أن تكون عندنا مؤسسات علمية في حوزاتنا العملية تقوم بدور أنه خطابنا الآن مع الآخر بأي نحو يكون؟ ومن الواضح أن مسألة صحة أو عدم صحة وغصب أو عدم غصب, هذه المسألة بالنسبة إلينا فيما يتعلق بخلافة رسول الله مسألة فقهية؟ أبداً, مسألة عقائدية, مسألة تُعد من أركان مدرسة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) ومع ذلك تجد أن الأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) والخطاب في هذا كثير والروايات كثيرة.
أنا ما أريد أن أذكر, واحد من الأعلام أذكر اسمه لأنه هو الرجل لا يخفي هذا, الشيخ جوادي كنّا في سفر سوية في سورية, كان توجد دعوه هناك قبل عشر سنوات, مؤتمر للإمام زين العابدين× معقود في قاعدة من أهم القاعات في سوريا, كنا في سفر ثلاثة أنا ومعه وشخص ثالث, كونوا على ثقة أول ما نزل الشيخ جوادي إلى السفارة وكان في السفارة اجتماع هناك, اجتمع مع القائمين على المؤتمر أول كلمة قالها قال: اليوم عندما تتكلمون في سوريا فقط تولي تبري ممنوع هنا, طيب لماذا, لماذا في قم تولي وتبري ولكنه في سوريا تولي بلا تبري؟ الجواب: أننا جالسين في عقر دار الأمويين, طيب في النتيجة توجد علاقات توجد ارتباطات, ثم الذين يجلسون في المجلس أصلاً لا علاقة لهم بقضية التبري عندنا, إلى أن نريد أن نوضح هذه القضية نحن نحتاج إلى أيام وليالي.
إذن إخواني الأعزاء, هذه القضية, القضية العقائدية وتأثير الزمان والمكان في الخطاب يعني في مقام الإثبات لا في مقام الثبوت لا في مقام اعتقاداتنا لا, قد تقول بأنه سيدنا هذه موجودة في كتبنا, أقول موجود في كتبك شيء وأنه أنت في فضائياتك أو في وسائلك الإعلامية أن تجعل ذلك ثقافة وفي منابرك أن تجعله ثقافة شيء آخر, هذان أمران أن تكون الحقائق موجودة في الكتب وأن يكون الخطاب الثقافي والإعلامي والعقائدي شيء آخر.
إذن هذه القضية التي نحن نذكرها الآن وهي تأثير الزمان والمكان ومعرفة الظروف وهذا الذي أشرنا إليه ولعله كبر عند البعض أنه لا يكون الفقيه عندنا فقيهاً الفقاهة بالمعنى الأعم ليس مقصودي كان الفقيه بالفقه الأصغر لا, حتى الفقه الأكبر يعني في الأمور العقائدية لا يكون إلا إذا عرف زمان صدور هذه النصوص عن أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام). طيب نرجع عود على بدء, نرجع إلى أبحاثنا الأصلية وهي الأبحاث الفقهية.
عندنا بقي حتى لعله ندخل إلى أبحاث أخرى, عندنا مثالين أريد أن أشير إليهما.
المثال الأول: هناك مجموعة من النصوص وبعضها صحيحة السند قالت والنصوص واردة عن الرسول الأعظم’, قالت: >من ترك الدرهمين< يعني مات وترك درهمين >قال (عليه أفضل الصلاة والسلام) فقد ترك كثيرا< بل أكثر من ذلك, في بعض النصوص التي سأقراها لكم قال: >من ترك درهمين يكون كيّاً بين عينيه يوم القيامة< عجيب طيب إذا كان الأمر كذلك, فينجو أحد أو لا ينجو أحد؟ لا ينجو أحد واقعاً. دعوني أقرأ بعض النصوص حتى لا تقولون السيد, في (ج9, من الوسائل, في ص290, الحديث 9, كتاب الزكاة, باب 24, باب جواز إعطاء المستحق من الزكاة ما يغنيه, مؤسسة آل البيت 11978) في هذا الباب الرابع والعشرين من أبواب الزكاة الحديث التاسع الرواية هذه مرسلة التي سوف أقرأها ولكنّه الرواية الأخرى صحيحة السند التي واردة في (معاني الأخبار) الرواية: >عن عبد الرحمن ابن الحجاج عمّن سمعه وقد سماه عن أبي عبد الله الصادق× قال: سألته عن الزكاة ما يأخذ منها الرجل, ثم يقول< أنا محل الشاهد عندي هذه الجملة >وقلت له: أنه بلغنا أن رسول الله’ قال: أيّما رجلٍ ترك دينارين فهما كيٌّ بين عينيه< يعني يحشر يوم القيامة وهذه يكون كيّ بين عينيه, هذه مرسلة.
ولكن الرواية الثانية التي واردة في (معاني الأخبار) أنا ما كان عندي هذا الكتاب, الرواية: >عن الصدوق عن أبيه, قال حدثنا سعد ابن عبد الله عن احمد ابن محمد ابن خالد عن أبيه عن فضالة عن أبان, قال: ذكر بعضهم عند أبي الحسن× فقال: أن بلغنا أن رجلاً هلك على عهد رسول الله’ وترك دينارين< لا أكثر كل تركته كم كانت؟ دينارين, >فقال رسول الله’ ترك كثيرا<.
طيب الآن أنتم هذه الروايات التي وردت هنا التي بعضها صحيحة السند وعن رسول الله’ اجمعوها إلى الروايات التي وردت أيضاً في نفس هذا الباب التي في (الوسائل, ج9, ص258) مجموعة من الروايات صحيحة السند, الرواية >عن أبي عبد الله× قال: تعطيه من الزكاة حتى تغنيه< طيب افترضوا اليوم أخذ الزكاة هذا المسكين وغداً مات فترك ماذا؟ ترك كثيراً, لأنه أكثر من درهمين هذه, طيب بالدرهمين لا يستغني الإنسان, هذه رواية.
الرواية الثانية أيضاً الرواية رقم ثلاثة, >قال: قلت له: أعطي الرجل من الزكاة ثمانين درهماً؟ قال: نعم وزده, قلت: أعطيه مائة؟ قال: نعم واغنه إن قدرت أن تغنيه<.
رواية رابعة في هذا المجال >عن أبي عبد الله× أنه سئل كم يوم يعطى الرجل من الزكاة؟ قال: قال أبو جعفر إذا أعطيت فأغنه<.
بل أكثر من ذلك, أساساً هناك حثٌ واستحباب في أن الإنسان ينبغي أنه عندما ينام في الليل قوة سنته تكون تحت رأسه, هذا لعله إذا شخص يقوله على المنبر, هذا خلاف النصوص التي عندنا لابد أن لا يجمع, أساساً توجد نصوص حث وذم على من لا يهتم بهذه القضية, وهذه قضية أساسية, ومع الأسف الشديد دائماً نصعد على المراكز الإعلامية التلفزيون أو الفضائيات أو المنابر أو غيرها ونتكلم بذاك البُعد, أما هذا البُعد الذي نصوص واردة عن أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) وأنهم كانوا يقولون لا فقط انتم افعلوا ذلك نحن نفعل ذلك يعني لا أنه هذه توصية لنا وإلا هم كل يوم ما كان عنده أول الصبح يحصل على درهمين حتى يعيش لا لا أبداً, ليست هكذا القضية. التفتوا إلى هذه الروايات.
الروايات واردة في (الوسائل, ج17, كتاب التجارة, ص434) عدّة أحاديث أنا أقرا واحدة أو اثنين منها. >سألت أبا الحسن الرضا× عن حبس الطعام سنة< أحبس طعام سنة هذا ليس احتكاراً, >عن حبس الطعام سنة< يعني أنا في البيت يوجد عندي الطعام الأصلي, >فقال: أنا أفعله< لا أنه أنتم فقط أوصيكم بذلك أنا أفعله أيضاً. هذه رواية.
الرواية الثانية الواردة في المقام وهي: الرواية الثالثة الرواية: >عن أبن بُكير عن أبا الحسن قال: قال رسول الله’: إن النفس إذا أحرزت قوتها استقرت< اطمأنت خرجت من القلق من الاضطراب أنه بعد عشرة أيام ماذا أفعل بعد عشرين يوم ماذا أفعل؟ طبعاً هذه ليست فقط في القوة باعتبار أنه في ذاك الوقت لعله مشكلة الإيجار لم تكن موجودة, الآن مشكلة الإيجار موجودة ومشاكل عشرة موجودة, ينبغي قوة السنة وليس المراد أنه فقط القوة بالمعنى المصطلح يعني الطعام, وإنما المراد إدارة حياته لمدة سنة واحدة, هذه رواية.
رواية أخرى: أيضاً الرواية >عن الإمام الصادق× في حديث طويل قال: ثم من قد علمتم< هذه لم ننقلها للناس هذه, > ثم من قد علمتم في فضله وزهده سلمان وأبوذر رحمهما الله< هذا أيوجد أحد أعلى في أصحاب رسول الله وفي أصحاب أمير المؤمنين من سلمان وأبي ذر >فأما سلمان فكان إذا أخذ عطائه رفع منه قوته لسنته حتى يحضر عطائه من قابل< هذه ضعها إلى جنب >فقيل له يا أبا عبد الله أنت في زهدك تصنع هذا< لمن قيل هذا؟ لسلمان, أبي عبد الله ليس المراد منه الإمام الصادق, الخطاب موجه إلى سلمان >أنت في زهدك تصنع هذا وأنت لا تدري لعلك تموت اليوم أو غداً< هذا الذي نقوله للناس >فكان جوابه أن قال: ما لكم لا ترجون لي البقاء كما خفتم عليّ الفناء< طيب هذا احتمال متساوي بناء على الاحتمال, طيب احتمال بقاء واحتمال الفناء أيضاً يوجد, طيب أنت لماذا ترجح جانب الفناء على جانب البقاء, من قال لك أني بكرة أموت, نعم بكرة احتمال احتمال طيب وأيضاً بكرة احتمال موجود أنا, طيب إذا موجود طيب بتعبيرنا >اسخاميش أسوي برأسي إذا لا يوجد عندي أنا) انظروا هذه نصوص أهل البيت أنا ما أدري ما هو السبب أن هذه غابت من ثقافتنا الدينية وثقافتنا, وهذا هو السبب صار بأنه الناس لا يبحثون عن العمل لا يبحثون عن الكسب لا يبحثون عن التجارة أساساً البطالة حاكمة في مجتمعاتنا تجدون من أوله إلى آخره ما أدري المتعلق محذوف أنتم ضعوا المتعلق, ما هو السبب؟ السبب هذه الثقافة لم تأتي في توجيه الناس >أما علمتم أن النفس تلتاث على صاحبها< ما تستقر ما تطمئن >إذا لم يكن لها من العيش ما تعتمد عليه فإذا هي أحرزت معيشتها اطمأنت< هذا الإمام الصادق, هذا إقرار وليس كلام تقول ليس صحيح كلام, الإمام الصادق ينقل عن سلمان ويؤيد هذا الكلام.
رواية أخرى: >عن الرضا أنه سمعه يقول: كان أبو جعفر وأبو عبد الله< التفتوا إلى الرواية وراجعوها الرواية, >كان أبو جعفر وأبو عبد الله (عليهم أفضل الصلاة والسلام) لا يشتريان عقدةً حتى يدخلا طعام السنة< ماذا يعني لا يشتريان عقدة ؟ العقدة كما في الصحاح موجودة, العقدة مثل البستان والدار, إذن (عليهم أفضل الصلاة والسلام) أيضاً كانوا يشترون بيوت وأيضاً يشترون بساتين, طبعاً يكون في علمك أيضاً هم بينوا بأنه إذا كانوا الناس في سعة أما إذا كانوا الناس في ضيق ماذا يفعلون؟ لا, الذي عندكم أخرجوه لمن إلى الناس هذا الزمان والمكان, التفتوا, قال: كان لا يشتري عقدة إلا إذا >حتى يدخلا طعام السنة, وقالا أن الإنسان إذا أدخل طعام سنة خف ظهره واستراح<.
طيب هذه كيف تجمعوها بأنه >ترك درهمين ترك كثيراً<؟ تلك أين هذه أين؟ أنه طعام سنة ينبغي أن يكون عنده, قوة سنة ينبغي أن يكون عنده إمكاناته لسنة لابد بتعبيرنا -موجود في البنك مرتاح يدري لسنة وراتب لم يعطوه تقلب الراتب صعد فلان نزل فلان مات فلان ارجع فلان هذه الرواتب ماذا .. نعم لأن الطلبة واقعاً الطلبة يدعو ليل نهار أن فلان لا يموت وفلان لا يموت لأنه بمجرد أن يموت الراتب نقص عشرين بالمائة نقص عشرة بالمائة نقص ثلاثين بالمائة- هذا واقعنا من يعلم بأنه الرواتب هكذا ثابتة إلى آخر السنة وأنه يعطى أو لا يعطى, وهو عنده باب ارتزاق غير هذه أو لا يوجد عنده؟
الآن بحث آخر يوجد أنه أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) كانوا هكذا يرتزقون؟ أبدا كل صباح عندهم بعض تلامذتهم والروايات صريحة أنه كان يعطي له ألف دينار يعطي عشرة آلاف درهم يعطيه عشرين ألف درهم ويقول له أذهب بالتجارة كانوا يشتغلون, الآن ذاك باب آخر ما أريد أن أدخل فيه, أنه هؤلاء مع أنه الآن في ثقافتنا الطلبة الذي يذهب ويكتسب والذي يحصل رزقه أو يتاجر هذا خلاف المروة, أصلاً ليس من شأنه, ليس من شأن الطلبة يذهب ويعمل, على أي الأحوال.
إذن هذه الروايات, ما هو الجمع بينهما؟ الروايات بينت الجمع بينهما, الروايات نفسها ذكرت وجه الجمع بينهما, ذكرت أن رسول الله’ إنما ذكر ذلك الكلام في المدينة في الصفة ناس فقراء لا يوجد عندهم أساساً كانوا يتكدون الناس, أساساً يتعيشون ما يتغدون ويتغدون ما يتعشون بلي الذي يجمع في ذلك الزمان >كيّ بين عينيه< تلك الظروف أين هذه الظروف الأخرى شيء آخر, أنظروا إلى الرواية.
الرواية أقرأها مرةً أخرى نفس الرواية التي قراناها فيما سبق (الوسائل, ج9, ص260) الرواية >سألته عن الزكاة ما يأخذ منه الرجل وقلت له: قال: فقال:< أن الرسول’ قال ذلك الكلام أين >قال: فقال: أولئك قومٌ< هذا الكلام’ قاله أين؟ قاله في هؤلاء لا أنه قاله مطلقاً ولكن أنت وصلك هذه الجملة المطلقة ونسيت الظرف الذي صدر فيه هذا النص, من لم يعرف زمان الصدور واقعاً يستطيع أن يفهم النصوص أو لا يفهم؟ لا يستطيع أن يفهمها في الأعم الأغلب, >قال: أولئك قومٌ كانوا أضيافاً على رسول الله< الآن إما مراد الصُفة أو غير الصُفة, المهم يقول >كانوا أضيافاً على رسول الله, فإذا أمسى قال يا فلان اذهب فعشي هذا< يعني عشائه مضمون, لأنه رسول الله’ يقول بأنه اذهب وعشيه, >وإذا أصبح قال يا فلان اذهب فغدي هذا, فلم يكونوا يخافون أن يصبحوا بغير غداء ولا بغير عشاء< هؤلاء غداهم وعشائهم ماذا؟ مرتب مضمون, إذن النص يعطيك الضابطة أنه إذا كنت مضمون فعند ذاك الوقت لا تسعى إلا أنه أنت تهيأ قوة سنتك, أما إذا لم تضمن فما هو حسابك, حساب آخر لك >قال: فجمع الرجلين منهم دينارين< من من؟ من هؤلاء الذين كان مضموناً على رسول الله’ ذلك >فقال رسول الله فيه هذه المقولة< وإلا ليس جزافاً بنحو مطلق >من ترك درهمين فقد ترك كثيرا< حتى إذا قلنا فلان مات وترك كثيراً نقول عجيب انظر كيف سيحاسب هناك, لا, أنت قلت بأنه بيني وبين الله أعطى حقوقها جزاه الله أحسنت جزاه الله اليد العليا خير من اليد السفلى.
>قال: فإن الناس< ثم الإمام× يبين الكبرى يقول هذه المقالة صدرت من هذا القبيل, >فإن الناس يعطون من السنة إلى السنة< ما فيه مشكلة هذه, >فللرجل أن يأخذ ما يكفيه ويكفي عياله من السنة إلى السنة< كل إشكال ما فيه, ولكن هؤلاء القضية كانت خاصة واردة والرسول’ ورد فيهم هذا الخطاب.
إذن الروايات الواردة في هذا المجال واقعاً >فقال رسول الله ترك كثيرا< الروايات بهذا المعنى, وتريد أن تشير إلى أنه إذا كان الظرف ظرف فقرٍ فحساب وإذا كان الظرف ظرف يسارٍ فحساب آخر. هذا فيما يتعلق بهذه المسألة.
المسألة اللاحقة, هذه المسألة اللاحقة واقعاً من المسائل التي سوف نجد فيها تأثيراً للزمان والمكان على الحكم والمتعلق والموضوع ومصاديق المتعلق ومصاديق الموضوع, هي مسألة واحدة ولكن كل هذه المسائل يمكن أن نصورها في هذه المسألة بودي أن يلتفت إليها وهي مسألة أيضاً ابتلائية في كل زمان موجودة تضيق وتتسع ولكنها في كل زمان موجودة. طبعاً لا أقل في مجتمعاتنا وإلا في المجتمعات المرفهة والغنية والمتمكنة ذاك حساب آخر, وهي مسألة الاحتكار.
مسألة الاحتكار من المسائل التي وجدت في صدر الإسلام من زمان النبي الأكرم وإلى زماننا هذا موجودة وقائمة ومحل ابتلاء كثير من الناس, أنا أحاول بالقدر الذي يمكن, طيب لا أريد أن أبحث كل المسألة ولكنّه بالقدر الذي يرتبط ببحثنا.
أما المحتكِر الذي هو الموضوع, موضوع التكليف الذي قلنا فرقّنا فيما سبق بين موضوع الحكم الشرعي وبين موضوع التكليف يعني المكلف, الروايات وردت كثيرة وتبين أنه المحتكِر أيضاً ملعون وأيضاً خاطئٌ, الآن من هنا لابد أن يعرف بأن هذه الألسنة هل هي ألسنة الحرمة أو ألسنة الكراهة, ومن هنا أيضاً وقع البحث بينهم بأنا الاحتكار حرام أو أن الاحتكار مكروه, الآن أنا ما أريد أن أدخل في مسألة الحكم, لأنه ذاك له بحث مختص ببابه الخاص به وإن كنت من القائلين بالحرمة لا أنه قائل بالكراهة, ولكن هذا بحث موكول إلى محله.
الروايات في هذا المجال متعددة أنا أشير إلى بعض هذه الروايات, في (ج17, من الوسائل, في الباب 27 من أبواب آداب التجارة, باب تحريم الاحتكار عند ضرورة المسلمين) عدّة روايات موجودة في هذا المجال أنا أشير إلى كم رواية.
الرواية الأولى: >عن أبي عبد الله الصادق× قال: قال: رسول الله الجالب مرزوق والمحتكر ملعون< هذه الرواية الثالثة.
الرواية الأخرى: وهي الرواية الثامنة في هذا المجال, >قال: لا يحتكر الطعام إلا خاطئٌ< إذن معبر عنه بأنه خاطئ لا ملعون.
وكذلك الرواية الحادية عشر, >عن النبي قال< الآن هذه الرواية من حيث السند كذا, ولكنه في مجموعة ابن أبي فراس يعني مجموعة ابن ورام, >عن النبي’ عن جبرائيل, قال: اطلعت في النار فرأيت وادياً في جهنم يغلي فقلت يا مالك لمن هذا فقال لثلاثة المحتكرين والمدمنين الخمر والقوادين<.
هذه الروايات الواردة في ذم هذا العمل والقائل بالحرمة أيضاً عنده نصوص أخرى بالإضافة إلى هذه النصوص, الآن ليس حديثي أين؟ فيما يتعلق بحكم الاحتكار, هذا الأمر الأول.
الأمر الثاني: ما هو الاحتكار؟
هناك بحث بين الأعلام أنّ الاحتكار هل هو مجرد حبس الطعام وإن كان موجود في السوق أو أنه لا يصدق الاحتكار إلا إذا كان هذا الحبس مؤدياً إلى عدم وجود الطعام, قد يكون موجود في السوق ولكن أنا الآن ما أريد أن أبيعه وأنتظر به شيئاً آخر, فالاحتكار أي منهما مجرد الحبس هو الاحتكار أو الحبس المؤدي إلى قلة الطعام, الآن لماذا أقول طعام؟ باعتبار أن النصوص صرحت أن موضوع الاحتكار هو ماذا؟ هو الطعام, >قال: لا يحتكر الطعام إلا مخطئ أو خاطئ< إذن جعلت موضوع الاحتكار ما هو؟ الاحتكار الآن عندنا إما يحرم أو يكره, هذا الحكم, المتعلق ما هو؟ الاحتكار, الموضوع ما هو؟ الطعام, كما في هذه النصوص التي قراناها. هنا أيضاً توجد مجموعة من الروايات أنا أشير إليها.
الرواية الأولى: >عن أبي عبد الله الصادق×< أيضاً هي صحيحة معتبرة >قال سُئل عن الحكرة فقال: إنّما الحكرة أن تشتري طعاماً وليس في المصر غيره< لا أنه تشتري طعام فتحتكره وإن كان في السوق يوجد غيره ولكن أنا أحبسه لحاجة في نفس يعقوب >فتحتكره فإن كان في المصر طعامٌ أو متاعٌ< التفتوا طعامٌ, هنا الرواية وسعت في الموضوع, جعلته فقط الطعام أو شملت المتاع؟ الآن هذا بحثه سيأتي, >فإن كان في المصر طعامٌ أو متاعٌ غيره فلا بأس أن تلتمس بسلعتك الفضل< ما تبيع أنت وتريد أن تنتظر بعد ثلاثة أشهر والآن وقت يأتي التمن الكل يبيع ولكن أنا أشتري التمن وأبقيه إلى أن يرتفع السعر لا أنه يوجد في السوق, يوجد في السوق وأنت تستطيع أن تذهب وتشتري منه, هذا الحديث الأول.
الحديث الثاني: وهي الرواية الثالثة وهي صحيحة الحنّاط, الحنّاط يعني الذي يبيع الحنطة, >قال: قال لي أبو عبد الله الصادق× ما عملك؟ قلت: حنّاط< من الحنطة يعني بياع الحنطة, >وربما قدمت على نفّاقٍ وربما قدمت على كسادٍ< إما أنه أنفقه أبيعه بسرعة وإمّا لا, السوق لا يشتري أحد باعتبار أنه متوفر في السوق كمية العرض كثيرة والطلب قليل, >فحبست< فعندما أكون على كسادٍ ماذا أفعل؟ أحبس ذلك الحنطة أو الطعام, >فحبست فقال: فما يقول مَن قبلك فيه< الذي حولك ماذا يقولون؟ >قلت: يقولون محتكر< عندما أحبسه لا أبيعه يعبرون عني محتكر >فقال: يبيعه أحدٌ غيرك< موجود في السوق, >قلت ما أبيع أنا من ألف جزء جزاء< مئات أمثالي موجودين يبيعون الحنطة ولكن أنا ما أريد أن أبيع الحنطة >قال: لا بأس, إنما الحكرة والاحتكار إنّما كان ذلك رجل من قريش يقال له حكيم ابن حزام وكان إذا دخل الطعام المدينة اشتراه كله, فمر عليه النبي’ فقال يا حكيم ابن حزام إياك أن تحتكر< إذن الرسول’ أين قال >إياك أن تحتكر<؟ ولكن المقصود إذا لم يكن في المصر غيره, هذه المسألة الثانية.
المسألة الثالثة: ما هو موضوع الاحتكار؟
الآن الحكم قلنا الآن على الخلاف الموجود. المتعلق ما هو؟ الاحتكار, هو المتعلق وهذا قلنا بشرطين: أنّه الحبس مع عدم الوجود أن يبيع الغير, هذا هو المتعلق.
الثالث ماذا؟ الثالث: الموضوع, موضوع الحكم الشرعي لا موضوع التكليف, والموضوع في الروايات هو الطعام.
إذن ينبغي التمييز بين المتعلق وبين الموضوع, طيب الروايات ماذا قالت؟ قالت: أن المتعلق -لا أقل في كثير منها- أنّ المتعلق هو الطعام.
الروايات الواردة في هذا المجال متعددة منها هذه الرواية, وهي في (ص424, الحديث الثاني والحديث السادس) الحديث الثاني الرواية هكذا >سألته عن الرجل يحتكر الطعام ويتربص به هل يصلح ذلك, قال: إن كان الطعام كثيراً يسع الناس فلا بأس أن يحتكر يعني أن يحبسه, أما وإن كان الطعام قليلاً لا يسع الناس فإنه يكره< هؤلاء القائلين بالكراهة من أين قالوا؟ من هذه النصوص, الآن ذاك بحث أن الكراهة في النصوص هل هي الحرمة أو الكراهة الاصطلاحية, >فإنه يكره أن يحتكر الطعام ويترك الناس ليس لهم طعام< هذه رواية.
الرواية الثانية: >عن أبي جعفر قال: قال رسول الله’: أيما رجل اشترى طعاماً فكبسه أربعين صباحاً< الآن إما كبسه إما مثلاً الأصل حبسه >فكبسه أربعين صباحاً يريد به غلاء المسلمين ثم باعه ..< إلى آخره.
إذن النصوص بشكل واضح وصريح تقول بأن المراد من الموضوع الموضوع أين؟ يعني بعبارة أخرى: في الكهرباء نحن يوجد عندنا احتكار أو لا؟ لا, في الدواء يوجد عندنا احتكار أو لا؟ لا, فيما يحتاجه الناس في النفط في الغاز, الآن الغاز مثلاً في العراق عندنا فيه احتكار أو لا يوجد عندنا؟ بحسب النصوص يصدق عليه الاحتكار او لا يصدق؟ لا يصدق, لماذا؟ لأن النصوص قالت: أن الحكرة والاحتكار موضوعه ما هو؟ موضوعه الطعام. بل أكثر من ذلك, هذه النصوص هي نفسها بينت مصاديق الطعام أيضاً, لا أنه فقط اكتفت بذكر الطعام وإنما عينت ما هو المراد من الطعام, أنظروا إلى هذه النصوص وهي متعددة.
النص الأول الوارد في هذا المجال روايات متعددة منها هذا النص, النص الأول الرواية: >عن جعفر ابن محمد عن أبيه أن علياً قال كان ينهى عن الحكرة في الأمصار, فقال: ليس الحكرة إلا في الحنطة والشعير والتمر والزبيب والسمن< هذه الأمور الخمسة, إذن الطعام أيضاً عين, إذن التمن فيه احتكار أو ليس فيه احتكار؟ لا ما فيه احتكار, مواد غذائية أخرى فيها احتكار أو ما فيها احتكار؟ ما فيها احتكار بحسب النصوص, هذه رواية.
رواية ثانية: >عن السكوني عن جعفر ابن محمد عن آبائه عن النبي قال: الحكرة في ستة أشياء في الحنطة والشعير والتمر والزيت والسمن والزبيب< ما زاد عن هذه الأمور الستة أساساً فيها حصر هذه الروايات. هذا هو مجمل البحث في الاحتكار حكماً ومتعلقاً وموضوعاً.
هنا نحن يوجد عندنا بعد أن استعرضنا المسألة في كلماتهم الآن لابد من الحديث في أمورٍ ثلاثة إن شاء الله يأتي غد.
والحمد لله رب العالمين.