بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين
كان الكلام في أن للأمة وللناس ولقبول الناس دورٌ في فاعلية الإمامة في الأمة, بتعبيرٍ آخر كان الحديث في هذه النقطة وهي أنه هل للأمة دورٌ في تصدي الإمام للإمامة ولقيادة الأمة ولقيادة المجتمع أو لم يكن له دور أو الأمة لا دور لها؟
النصوص الواردة في المقام في الواقع كثيرة في هذا المجال ولكنه أنا أشير إلى نصين من هذه النصوص.
من هذه النصوص نص ورد في (شرح نهج البلاغة هذه الطبعة التي هي دار إحياء الكتب العلمية في المجلد الحادي عشر ص11, تحت عنوان: من أخبار طلحة والزبير) لأنه الطبعات مختلفة (الخطبة رقم 100) ومن كلامٍ له عليه السلام كلم به طلحة والزبير بعد بيعته بالخلافة (رقم كلامه 198) طيب في المقدمة يوجد بأنه يبين لأنه لماذا طلحة والزبير خرجا على الإمام امير المؤمنين بعد أن بايعاه, في المقدمة يشير طلحة والزبير أنه نحن بايعنا الإمام أمير المؤمنين بشرط أن يعطينا حصة من الحكم أما أنه نبايع هكذا بلا حصة بلا محاصصة ما تصير, فالمحاصصة كان يطالب بها طلحة والزبير يقول: [قد تقدم منّا] ابن أبي الحديد يقول [قد تقدم منّا] في المقدمة أنا بودي واقعاً للأخوة أن أشير إلى هذه النقطة واقعاً لله اذهبوا واقرؤوا تاريخ هذه المرحلة خمسين سنة ماذا حدث بعد رسول الله في مدة أقل من نصف قرن تقع حادثة كربلاء, يعني ماذا حدث في المجتمع الإسلامي لا خمسمائة سنة لا ثلاثمائة سنة لا مائتين سنة خمسين سنة يعني بعد الكثير من الذين رؤوا رسول الله بعدُ كانوا أحياء وحدث ما حدث في كربلاء وحدث ما حدث في المدينة, هذا الانقلاب مائة وثمانين درجة كيف حدث ما الذي فعلوه وأفضل طريق لمعرفة هذه الحقيقة هو الوقوف على نهج البلاغة, لأن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام كاملاً مؤرخ وأرخ هذه المسألة, المهم أنه نحن أيضاً طلبنا من الأخوة إجازة أنه ندخل في هذا البحث ولو كم يوم حتى نقف على القضية بشكل دقيقة وواضح لنفهم لماذا أن الإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) تبدل نهجه من نهج الإمام علي ومن نهج الإمام الحسن إلى نهج آخر ما الذي حدا بالإمام الحسين أن يغير نهج الإمام علي, الإمام علي لم يفعل ذلك الإمام الحسن لم يفعل ذلك ما الذي حدث الذي اضطر الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) أن يتخذ موقفاً آخر إزاء بني أمية, ماذا حدث, المهم هذه مقدمات ذلك الحدث وإن شاء الله أنا سأقف عند ذلك لعله بالمقدار المناسب.
يقول: [قد تقدم منّا ذكر ما عتب به طلحة والزبير على أمير المؤمنين وأنهما قالا ما نراه يستشيرنا في أمر ولا يفاوضنا في رأي ويقطع الأمر دوننا] هو وحده بتعبير أحد الأعلام يريد أن يأكلها وحده وحده وحده, طيب ما يصير يعني لابد أيضا حصة يعطينا [ويستبد بالحكم عنّا وكانا يرجوان غير ذلك وأراد طلحة أن يوليه البصرة] حصتنا أعطيها لنا, [وأراد الزبير أن يوليه الكوفة, فلما شاهدا صلابته في الدين وقوته في العزم وهجره الإدهان والمراقبة ورفضه المدالسة والمؤاربة وسلوكه في جميع مسالكه منهج الكتاب والسنة وقد كانا يعلمان ذلك قديماً من طبعه عليه السلام] يعني ليس بجديد الآن عرفوا علي بن أبي طالب بهذا, [وكان عمر قال لهما ولغيرهما] هذه القضية كانت معروفة [إن الأجلح] الأجلح هذا الذي شعره قليلاً متأخر عن [إن الأجلح إن وليها ليحملنكم على المحجة البيضاء والصراط المستقيم] كان يعرفهن هذه ليس اجتهد فأخطأ عمر أبداً, كان يعلم أنه علي إذا جاء ماذا يفعل؟ هكذا [وكان رسول الله] محل شاهدي هذه الجملة [وكان رسول الله’من قبل قال وإن تولوها علياً تجدوه هادياً مهدياً] الآن أنا محل شاهدي في هذه الجملة ماذا؟ [وإن تولوها علياً] يعني ماذا؟ طيب يا رسول الله الله سبحانه وتعالى أمرك أن تولي علياً وأنت تنصبه خليفة, إذن يظهر أن للأمة أيضاً دور وإلا لا معنى, الآن ما معنى الدور هذا الدور ما هو؟ أشرنا إليه بالأمس واليوم أيضاً نوضحه ولكن المقصود أنه الأمة لابد أن تقبل بهذا المعنى, أن تقبل بولاية علي أن تبين أن تقبل الطاعة وفرض الطاعة له (عليه أفضل الصلاة والسلام) وهذا الذي من الناحية السياسية يظهر بعنوان البيعة طائعاً بعنوان البيعة اختياراً هذه البيعة مظهر وعلامة على أنه نحن قبلنا بسياستك.
من قبيل الآن الذي عندنا انتخابات, أنت عندما تذهب بملك اختيارك وتنتخب شخص يعني توافقه على المشروع الذي يريد أن يطبقه. قال: [وإن تولوها علياً تجدوه هادياً مهديا] إلا أنه هذه كانوا قد سمعوها من الخليفة الثاني ومن رسول الله وكان يعرفون من طباعه ولكن يقول: [إلا أنه ليس الخبر كالعيان ولا القول كالفعل ولا الوعد كالإنجاز وحالا عنه وتنكرا له ووقعا فيه وعاباه وغمطاه وتطلبا له العلل] وبدأت المعركة التي خرجوا فيها وفعلوا ما فعلوا ونتيجته كانت معركة الجمل المعروفة. هذا نص ظاهرة ينقلها من رسول الله. هذا النص >إن تولوها علياً< هذا النص الأول.
النص الثاني: واردٌ في هذا الكتاب الذي بالأمس ذكرته للأخوة (ولاية الفقيه, ص69) هذا النص ينقله عن (كشف المحجة لابن طاوس) أنا ما كان عندي كشف المحجة فلهذا أنقل النص من هنا يقول: >فإن ولوك في عافيةٍ وأجمعوا< الرواية عن رسول الله’ يخاطب علياً, >فإن ولوك في عافيةٍ وأجمعوا عليك بالرضا فقم بأمرهم< هذه العبارة واضحة جداً, أنه أنت متى تتصدى فعلياً وتفعل الإمامة التي الله سبحانه وتعالى جعلها لك >إن ولوك في عافية< لا في معركة >ورضوا بذلك وأجمعوا عليك بالرضا فقم في أمرهم وإن اختلفوا فعليك فدعهم وما هم فيه< فإن الله سيجعل لك مخرجا<. أما إذا وجدت بأنه تولت غيرك بايعوا غيرك وهو كما يقول: >انثالوا على غيري بالبيعة< كما في نصوص نهج البلاغة, إذن أنت ماذا تفعل؟ لا لا أبداً, اترك أمرهم هكذا >لسقيت آخرها بكأس أولها< كما أنه أنا تركتهم أولاً عندما لم يريدوني لو في الآخر لو لم يأتوا إليّ ولم يبايعوني ولم يمدوا كفي للبيعة أيضا لسقيت آخرها بكأس ماذا؟ لكنت أفعل آخراً ما فعلته أولاً, يا أمير المؤمنين ماذا تفعل؟ يقول والله يوجد عمل كثير بالمزارع أذهب وأعمل وانتهت القضية, أرادوا أرادوا ما أرادوا هذا سوء توفيقهم ما الذي أريده منهم, والأخوة الذين ذهبوا إلى المدينة يعلمون بأنه إذا يذهبون إلى أبيار علي, أبيار علي التي الأمير (عليه أفضل الصلاة والسلام) ذهب وأحياها هناك وحفر فيها ما فيها تقريباً تبعد عشرة كيلو مترات عن المدينة يعني ما كان في المدينة كان في ماذا بتعبيرنا في ضواحي المدينة خرج من المدينة لم يبق في المدينة الإمام سلام الله عليه, كان ليله ونهاره كله يقضيه خارج المدينة, على أي الأحوال >فدعهم وما هم فيه فإن الله سيجعل لك مخرجا<.
طيب الآن يأتي هذا السؤال الذي طرحناه بالأمس وهو أنه: الأمة لها دورٌ ما هو دورها؟
قلت بالأمس: أنه أنا من الناس الذين لا أقل أنا معتقد بهذا أن للأمة دوراً في الإمامة سواء كانت في الإمامة المعصومة يعني في زمن الحضور أو في الإمامة في زمن الغيبة, يعني: ما يرتبط بعلماء الدين في زمن الغيبة, الأمة لابد أن ترضى بمن؟ بالإمام وتبايع الإمام حتى يحق له التصدي وإلا تصديه سوف يكون منتجاً أو لا يكون منتجاً, لا يكون منتجاً لماذا؟ لأن الأمة لا تريد هذا المشروع تخالف هذا المشروع, نعم الآن من حقها ذلك أو ليس من حقها ذلك بحثه بعد ذلك سيأتي, ولكن المهم أن المشروع متى ينجح إذا كانت الأمة ترضى بذلك المشروع أما إذا كانت الأمة قد رفضت المشروع فينجح التصدي أو لا ينجح التصدي؟ وهذا هو أحد الأسباب أن أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) لم يسعوا للتصدي بعد الإمام الحسين بعد الإمام الحسن إلى الإمام الحادي عشر من أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) لماذا؟ لأنهم كانوا يجدون حتى لو تصدى أن الأمة تقبل هذا المشروع أو لا تقبل؟ لا, تعارض هذا المشروع, فينجح أو لا ينجح؟ فيرجع الفشل إلى نظرية الإمامة, لأن الإمام حكم ولكن استطاع أن ينجح المشروع أو لم يستطع؟ لم يستطع, فالنتائج تكون خطيرة جداً.
وخير دليل على ما أقول عدم ظهور الإمام إلى زماننا هذا, لماذا أن الإمام لا يظهر إلى زماننا هذا؟ ما هو السبب؟ قيادته يريد أن ينضج في القيادة, طيب نحن لا نوافق على هذه النظرية وإن طرحت جداً في بعض الكلمات, المشروع ناقص لا, المشروع تام {وأنزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء} إذن من الناحية القيادة, القيادة تامة, من ناحية المشروع المشروع كامل وموجود وناجز إذن أين المشكلة؟ المشكلة أن البشرية الآن عندنا استعداد أن تتقبل هذا المشروع أو لا؟
ولذا تجدون القرآن الكريم وهذا ذكرته للأخوة مراراً, في أبحاث أخرى عندما تأتون أنتم إلى سورة الحديد الآية 25, يقول: {لقد أرسلنا رسلنا بالبيانات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان} التفتوا جيداً, الحديث عمن؟ عن الانبياء ونزول الكتاب والميزان معهم, طيب ما هي وظيفة هؤلاء؟ مقتضى سياق الآية كان ينبغي أن يقول أرسلنا رسلنا {أنزلنا معهم الكتاب والميزان} ليقيموا القسط في الناس ولكن الآية ما قالت ليقيم القسط في الناس, قالت: {ليقوم الناس بالقسط} الفاعل من؟ الناس, هذا معناه أن الناس لهم هو الدور الأساسي هو الذي يحمل المشروع, أخواني القيادة حتى لو كانت قيادة الله لا قيادة الأنبياء والأئمة إذا الناس لا يريدون مختارين, من شاء فليؤمن ومن شاء, الله سبحانه وتعالى لم يكره الناس, نعم لو شاء الله أن يجعلهم مهديين لجعلهم ولكن هذه ليست حكمته وليس قضائه الحتمي قضائه الحتمي {من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} هم أحرار, إذن ما لم يتهيأ الناس لقبول المشروع الإلهي المشروع ينجح أو لا ينجح؟
وخير شاهد على ما نقول النبي’ توجد قيادة أحكم وأكثر حكمة من قيادة الرسول الله’, ولكنه بعد ثلاثة وعشرين عام من قيادته ونبوته ورسالته ماذا حدث بعده؟ لا فقط ماذا حدث, ماذا حدث بعده إلى يومنا هذا, انقلبت الأمور {أفإن مات أو قتل انقلبتم} وانقلبوا, إذن الأمة لها دور أساسي والمشروع لا يمكن أن ينجح إلا بقبول الأمة. {ليقوم الناس بالقسط} الفاعل من؟ الفاعل ليس الأنبياء الفاعل الناس.
نعم, الأنبياء وظيفتان أولاً: القيادة, وثانياً: بيان الشريعة الكتاب والميزان, هذا نعم.
إذن صريح الآيات صريح الروايات يقول أن للناس دورٌ في نجاح المشروع, وإلا إذا لم يقبل الناس بالمشروع فالقيادة تنجح في مشروعها توفق أو لا توفق؟ لا تصل إلى نتيجة.
نعم, يبقى أن الأمة هذه المسؤولية التي ألقيت على عاتقها هي مخيرة في أن تهيأ المقدمات أو لا تهيأ المقدمات أو أنها يجب عليها أن تهيأ المقدمات أي منهما؟ هذه مسألة ثانية تلك المسألة الأولى مسألة كلامية, هذه المسألة الثانية مسألة فقهية, مرتبطة بالناس ما هي وظيفة الناس.
مرة وظيفة الناس يقولون إذا تهيأت الشرائط كالاستطاعة فنذهب إلى الحج, أما وظيفتنا نهيأ مقدمات الاستطاعة أو ليست وظيفتنا؟ نحن ليست من وظيفتنا أن نهيأ المقدمات حتى أن الإمام ينجح في مشروعه نحن لسنا مسؤولين عن هذا, نعم إن توفرت فبها ونعمت إن لم تتوفر وهذا إن شاء الله التفتوا هذه القضية التفتوا إليها, إن شاء الله عندما نأتي بعد ذلك في زمن الغيبة تجد أنه كلا الاتجاهين موجود, اتجاه من فقهاء الإمامية ولعلهم الأكثر يرون أن المرجع أن الفقيه أن العالم في زمن الغيبة ليس مسؤول عن تهيأة المقدمات لإقامة الحكم, هذه ليست مسؤوليته. نعم, إذا الناس الآن بالاتفاق بالتنظيم بالترتيب بالأحزاب بالحركات استلموا السلطة وجاؤوا بها إلى الفقيه وظيفة الفقيه أن يستلمها, يعني: تهيأة المقدمات شرط وجوب عندهم لا شرط واجب, أما نظرية جملة من الفقهاء الآخرين منهم السيد الخميني السيد الصدر هذه الطبقة, يقول لا, أساساً إقامة الحكم واجب شرعي علينا فلابد من تهيأة مقدماته يعني مقدمة واجب لا مقدمة وجوب, وهذا خلاف أساسي في مدرسة فقهاء أهل البيت, ولكن مع الأسف جملة من الأعلام ما يلتفتون, أنه لماذا بعض الفقهاء لا يسعون وفقهاء آخرين يسعون, لماذا أن بعض الفقهاء يسعى لإقامة الحكم الإسلامي, يجعل أحزاب حركات يقوم بأعمال جهادية ما أدري عسكرية ثقافية فكرية لماذا يفعل ذلك؟ طيب الآخرين ما يفعلوا ذلك؟
الجواب: هذا مبني على البُعد النظري, النظرية ماذا تقول, هو يعتقد أنه ليست وظيفتي هذه أصلاً, وإن شاء الله أأتي لكم بكلمات الذي يصرح بأنه ليس من وظيفته إقامة الدولة, وإنما إذا أقيمت الدولة وجيء بها وهذا حدث عندنا في العراق وأنا ما أحتاج أن أذكر المصاديق, حدث في العراق هذا, عندما أسقطوا أو سقطت بعض المحافظات جاؤوا إلى بعض الأعلام ذاك الوقت تصدوا أو لم يتصدوا؟ نعم تصدوا, ولكن هو سعى للتصدي أو لم يسعى؟ لا لم يسعى, هذه القضية لابد أن نفهمها, طبعاً هذه قضية أساسية في سيرة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) أن أهل البيت كانوا يسعون لاستلام السلطة أو ما كان يسعون؟ البعض يقول لا, ما كان يسعون, هذه نظرية ومن حقه هذه قراءة يقدموها عن سيرة أهل البيت والبعض الآخر يقول نعم, كانوا يسعون بكل ما أتوا من قوة, لكن كان يعلمون أنه التصدي للسلطة لا يكون إلا من خلال إصلاح الناس لأن هؤلاء هم أصحاب المشروع والمشروع يطبق عليهم لا على غيرهم, هذه أنا أهيأ الأرضية حتى عندما نأتي بعد ذلك لماذا أن أهل البيت بعد الإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) لم يخرجوا بالسيف, لماذا لم يخرجوا أين كانت الإشكالية؟ إذا الشهادة فهؤلاء كرامتهم من الله الشهادة, أين الإشكالية فقط الحسين كان يحب الشهادة, يعني باقي أهل البيت ما كان يحبون الشهادة, لماذا أن الإمام الحسين قام بهذا العمل لم يسبقه إمام ولم يلحقه إمام بهذا الاتجاه, أين كانت القضية. وهذه في صلب اعتقاداتنا والتي تترتب آثار في حياتنا الآن, أنه نسعى لإقامة الدولة أو لا نسعى, وكيف نسعى لإقامة الدولة؟
كم طريق يوجد لإقامة الدولة واحدة تذهب وتتفق مع القوى الكبرى وتجعل انقلاب بالنظام هذا أيضاً طريق لاستلام السلطة, هذا واجب أن نذهب ونفعله, أو لا يوجد طريق آخر وهو إصلاح والأمة تقبل أي منهما؟
هذه أبحاث إذا صار وقت والأخوة أيضاً ساعدونا أنه لا يقولون لنا بأنه سيدنا بحثنا خرج عن كونه بحثاً فقهياً, وإن كنت معتقداً أن هذه أبحاث فقهية وأيضا كلامية وعقائدية وضرورية لفهم أئمتنا لا أقل الآن بغض النظر عما يجب علينا في زمن الغيبة على أي الأحوال.
فيما يتعلق بهذا الأمر كما قلنا بأنه يوجد فهمان وفهمي أن الأمة ليس بيعتها للإمام من قبيل مقدمة الوجوب, وإنما بيعتها للإمام من قبيل مقدمة الواجب, بأي دليل؟ ولو إجمالاً, أخواني بدليل أن الإمامة نصبت من قبل الله سبحانه وتعالى للأئمة, ولو كانت مقدمة وجوب إذن لا إمامة, الإمامة متى تكون بعد بيعة الناس, مع أن الآيات والروايات التي تحدثت {إني جاعلك للناس إماما} يعني إمامة فعلية لا أنه إني رشحتك للإمامة أنت الأصلح لها فإن قبلوك فأنت إمام, وإن لم يبايعوك أنت ليست بإمامة, فرق يوجد بين أن نقول أن الإمامة إمامة .. وهذه توجد بعض النظريات هذا أقوله هذا الكلام أنه الآن جملة لعله أيضاً من أتباع مدرسة أهل البيت يتجهون بهذا الاتجاه وهو أنه أساساً كل النصوص التي وردت في إمامة وخلافة علي بن أبي طالب إنما هي لترشيحه لهذا الموقع رشحه, فإن قبلت الأمة به صارت إمامته ناجزة فعلية محققة, وإن لم يرشحوها اشتبهوا, رشحوا غيره.
أنت عندما تنظر إلى النصوص تجد لا, الآيات والروايات تتكلم بأنه أساساً نحن نصبنا للإمامة على الأمة, يعني إمامتنا إمامة فعلية على الأمة, ولكن هذه الإمامة لكي تؤتي أكلها وتعطي نتائجها لابد أن الأمة ماذا تفعل؟ لابد أن الأمة تتفاعل معها إن صح التعبير تقبلها ترضى بها تبايعها حتى ينتج, أما إذا خالفتها, فالمشروع ينجح أو لا ينجح؟ ولكن وظيفتها أن تفعل ذلك, واجبها الشرعي أن تفعل ذلك لا أنها مخيرة أن تفعل وأن لا تفعل.
الله سبحانه وتعالى صحيح يقول {يا أيها الذين آمنوا} هذا المثال من باب التقريب {يا أيها الذين آمنوا أقيموا الصلاة} طيب هذا الآية ماذا تريد أن تقول؟ تريد أن تقول الصلاة واجبة عليك, ولكن جعل شرطاً للصلاة جعل مقدمة للصلاة, ما هي؟ أن تتوضأ >لا صلاة إلا بطهور< فأنت لابد أن تذهب وتهيأ المقدمات وأنت لست معذوراً بأن تقول ما كان عندي طهارة فلا أصلي, يقول لا, الله أراد منك أن تصلي, أراد من الأمة أن تولي علياً, لا أنهم مخيرين أن يولوه أو لا يولوه, أراد من الأمة أن يكون علياً إمامها بعد رسول الله’ هذه وظيفتها هذه مسؤوليتها كمسؤولية الصوم كمسؤولية الصلاة كمسؤولية أي واجب آخر في الشريعة, إن لم يكن أهم, >وما نودي شيء كما نودي على الولاية< لأنه المفتاح عليهم, إذن وظيفة الأمة أن تبايع وظيفة الأمة أن ترضى وظيفة الأمة أن تقبل وظيفة الأمة أن توصل نفسها إلى مشروع من؟ إلى مشروع..
ولذا أنا وأنت أخواني الأعزاء واقعاً عندنا ولكنه هذا مغفول عنه لأن بحثها الكلامي والفقهي لم يبحثوه وهو أنه نحن الآن عندنا وظيفة أن نهيأ مقدمات ظهور الإمام أو ما عندنا وظيفة؟
سؤال: هذا الذي قلت فيه أبعاد فقهية متعددة, سؤال: الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) إذا شخصنا قبلنا هذه النظرية أن تأخر ظهور الإمام مرتبط بالناس لأن المقدمات لم تتهيأ أنا مسؤول عن هذه المقدمات أو لست مسؤول؟ إذا قلنا مقدمات وجوب, فنحن مسؤولين؟ لسنا مسؤولين, نحن نجلس عايشين الآن خرج الإمام نؤيده لم يخرج طيب ما هي علاقتنا لم يخرج, أو لا, أنت لابد في كل خطوة تخطوها في كل عمل في كل كلمة تقولها أنت هدفك تهيأة الأمة لظهور المنقذ لظهور المصلح لظهور الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام).
الآن انظروا إذا توجهت الأمة تثقفت الأمة بهذه الثقافة أين سوف نتجه, ولكن بما أننا لسنا مثقفين بهذه الثقافة فلهذا ظهور الإمام المهدي يوم الظهور اليوم الموعود أساساً يُعد ركنا في حياتنا أو لا يعد؟ أبداً غافلين عنه لسنا بحاله أصلاً.
هذه القضية أخواني الأعزاء قضية أساسية ومهمة في حياتنا الفكرية في حياتنا العملية في سلوكنا و… إلى غير ذلك. طيب إذا قبلنا هذه النظرية وهو أن للأمة دور يترتب على ذلك ورتب أهل البيت هذا المعنى, يترتب على ذلك أنهم (عليهم أفضل الصلاة والسلام) تصدوا للإمامة حين بيعة الناس لهم, ولم يتصدوا للإمامة حينما تفرق الناس عنهم, هذه النتيجة الطبيعة المترتبة على هذا الأصل, وهو دور الناس في فاعلية الأمة وإعطاء النتيجة المطلوبة لقيادة الإمام في الأمة, فإن بايعوه يأتي إليه, وإن لم يبايعوه تفرقوا عنه بايعوا غيره ماذا يفعل؟ ينصحههم يوجههم يقول أخطأتم اشتبهتم والله سوف تعيشون الذلة من بعدنا كل هذا يبينه, ولكنه يحاولون الوصول إلى السلطة بأي طريق كان أو لا يحاولون؟ لا لا يحاولون, لماذا لا يحاولون؟ أنا أقول بأي طريق يعني بالانقلاب العسكري بتعبيرنا, بأي طريق كان؟ أبداً لا يحاولون ذلك, وهذا تاريخ أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) وعند ذلك أنت ارجع إلى كلمات أهل البيت اقرأها من هذا المنظار تجدها واضحة جداً أن أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) الإمام أمير المؤمنين الإمام الحسن (عليه أفضل الصلاة والسلام) إلا استثناءً طبعاً هذا الاستثناء كان بقائي لا حدوثي, الإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) أيضا عندما تحرك إلى كربلاء تحرك على أساس رسائل من؟ إذن على أساس أن الأمة طلبته للتصدي ولكن في وسط الطريق بدأت تأتي الرسائل تقول ماذا؟ الآن هناك بحث, وهو أنه هذا القبول بالإمامة هل لابد أن يكون حدوثي وبقائي أم يكفي. هذه أبحاث كلها موجودة في كلمات أهل البيت ولكن نحن غبنا عن هذا الأبحاث في حوزاتنا العلمية, ذهبنا وطرحنا مسائل يقسم أحد الأعلام وهو من الأعلام واقعاً من الأعلام الكبار رحمة الله تعالى عليه, يقسم يقول أنا أقسم أن مئات المسائل هو كان يقول أكثر من هذا, أنا أقول مائة, مئات المسائل التي طرحت في كتبنا ورسائلنا العملية وفتاوانا أنا أقسم من زمن آدم ما حصلت وإلى قيام الساعة لم تحصل, ولكنه نحن عشنا, فقط كتبنا فيها رسائل وكتبنا فيها كتب وهكذا في حوزاتنا العملية .. إلى آخره, هذه أثرينا هذا البحث وهو جيد لم نختلف ولكن هذه الأبحاث الأساسية التي هي عمود حياتنا الفكرية والسياسية والدينية, غبنا عنها كاملةً, أن الإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) أيضاً لم يتحرك إلا بطلب الناس ولكن وسط الطريق عرف ماذا؟ الآن البعض يقول أن الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) أراد أن يبطل ولكن لم يدعوه يبطل, قال لهم اتركوني أذهب إلى اليمن أذهب إلى فلان مكان طيب أنتم لا تريدونني فأرجع, قالوا له لا إما أن تبايع أو ماذا؟ الآن ذاك بحث إذا وفقنا نقف عنده.
الآن أقرأ لكم كم شاهد من كلمات أمير المؤمنين ومن كلمات الإمام الحسن (عليه أفضل الصلاة والسلام) التي تبين أنه للناس دور.
من هذه الشواهد هذا الشاهد, وأنا هذه أقرأها من (نهج البلاغة, شرح محمد عبده) جداً مهم هذا الشرح يكون بيد الأخوة لأنه فيه مطالب جداً مفيدة للأخوة الآن أبين كيف فيها مطالب مفيدة, في (ص37, الخطبة الشقشقية) التي تعلمون مأخوذة هذا الاسم من شقشقة هدرت, هو في المقدمة في عنوان الخطبة هذا كلام من؟ كلام شيخ محمد عبده, يقول: [يتظلم في هذه الخطبة مما لحقه من الغبن في صرفه عن الخلافة بعد ما كان المهيأ الأكفأ لها] التفت على مبانيه طبيعي لأنه لم يعتقد هو بنظرية النص, وإنما معتقد أن هذا رسول الله عندما قال كذا وكذا كان يرشح من؟ الإمام لأنه هو الأكفأ والأحق وفي كلمات أمير المؤمنين توجد شواهد كثيرة على أنه هو الأكفأ لأنه في الأعم الأغلب يقول حق لي الأحق بها ونحو ذلك من التعابير هذه التعابير هي التي الآن يستدلون بها أن الإمام أمير المؤمنين لو كانت الإمامة بالنص لما كان يقول حق, الحق غير النص, غير الأحق, هذه موجودة النصوص وكثيرة النصوص موجودة في نهج البلاغة أن الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) واقعاً في الأعم الأغلب لا يوجد تعبير لعله لا يوجد تعبير أن النبي نص عليّ بالإمامة, في نهج البلاغة أتكلم, الآن هذا بحث آخر.
[وبعد أن قال النبي ما قال في حقه يوم غدير خم, من كنت مولاه فعلي مولاه] ولكن يفهمون هذا النص بأي عنوان؟ بعنوان هو الأكفأ والأصلح للخلافة ثم يشير الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) في هذه الخطبة [ثم يشير إلى الأسلوب المصطنع] هذا تعبير محمد عبده, [في ترشيح السنة للخلافة من قبل الخليفة الثاني] بلي (كلام أحد الحضور) لعله يوجد خطأ (كلام أحد الحضور) يعني تريدون أن تقولون أن هذا مطلب الرضي هذا في المقدمة, لأنه أنا (كلام أحد الحضور) لا لا, أنظروا الخطب الأخرى التي رأيتها بأنه ما فيها شرح لعله هذا أيضاً من هنا, ليس ببعيد. الآن ما أدري شككت لأنه نسخ أخرى (كلام أحد الحضور) جيد, الآن المهم.
في آخر الخطبة هكذا يقول الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) يقول: >وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع إلى أن انتكث قتله وأجهز عليه عمله< هذه الجملة احفظوها >وأجهز عليه عمله< إن شاء الله يأتي بحثها, >وكبت به بطنته< يعني: بطانته >فما راعني إلا والناس كعرف الضبع إليّ ينثالون علي من كل جانب حتى لقد وطأ الحسنان وشق عطفاي مجتمعين حولي كربيضة الغنم فلما نهضت بالأمر نكثت طائفة ومرقت أخرى<. التفتوا جيداً إلى العبارة.
إذن أولاً: بيعة, عند ذلك الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) يقول نهضت بالأمر, أما إذا لا توجد بيعة ولا يوجد اجتماع عليه أنهض أو لا أنهض؟ نعم واجبهم أن يبايعوني حتى أنهض, أما إذا لم يبايعوني ولم يقوموا بواجبهم الشرعي أنا أنهض أو لا أنهض؟ انظروا لا أنهض لا أنه إمامة لا توجد, إمامة موجودة ووظيفتي أن أقوم بمسؤوليتي ولكن هذه المسؤولية فيها شرط فيها مقدمة واجب هذه المقدمة من لابد أن يهيأها؟ المقدمة هو لابد أن يهيأها والأمة, يعني يرشد الأمة أنه أنا الأصلح لكم وفعل ذلك (عليه أفضل الصلاة والسلام) ولكن قبلوا منه أو لم يقبلوا منه؟ لم يقبلوا منه.
يقول: >فنكثت طائفة ومرقت أخرى وقسط آخرون كأنهم لم يسمعوا كلام الله حيث يقول: بلى والله لقد سمعوها ووعوها< هذا دليل آخر على أن هؤلاء اجتهدوا فأخطأوا أو كانوا على عمد يعلمون كل شيء؟ لا, يقول جيد فهموا الآيات ووعوها >ولكن حليت الدنيا في أعينهم وراقهم زبرجها أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر< إذن القضية ماذا؟ قضية أنه الآن يوجد حاضر ويوجد ناصر, أنا قمت بالأمر, وإلا إذا لم يكن هذا لقمت أو لا أقوم, لما انتهضت للأمر >لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر< الحجة متى تقول على الأمة وأنها تجب؟ بوجود الناصر >وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كضة ظالم ولا سغب مظلوم لألقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس أولها< لفعلت آخراً كما فعلت أولا أبداً, ولكنه الآن اختلفت الظروف اختلف الزمان اختلفت الشروط, شروط أولها كان شيء وشروط آخرها كان شيء آخر, هنا ماذا؟ انتهضت أو نهضت بالأمر. هذا المورد الأول.
المورد الثاني: في (ص158, من خطبة له (عليه أفضل الصلاة والسلام) قال: >دعوني والتمسوا غيري< التفتوا جيداً, هذه من أهم الخطب التي يستدل بها أولئك الذين لا يؤمنون بنظرية النص, يقولون لو كانت نصاً إلهياً طيب لماذا الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) يقول دعوني ماذا هو باختياره أن يقول دعوني والتمسوا غيري, (كلام أحد الحضور) رقم الخطبة 92 >دعوني والتمسوا غيري< الآن لماذا الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) لأنه يبين مشروعه يقول بأنه إذا أنا جئت هكذا أفعل هكذا أفعل .. فإذا قبلتموني ورضيتم بي وبايعتموني فلا أرحمكم وكذلك لم يرحمهم, أما قبل ذلك سكت عنهم, فعلوا ما فعلوا في زمان الخلفاء الثلاثة الأول الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) كان كناصح أمين, أما أكثر من هذا, أما إذا صارت السلطة بيدي وبايعوا وأرادوا أن يخالفوا فيرحمهم أو لا يرحمهم؟
وهذا أصل آخر لابد أن نفهمه وهو أنه قبل المبايعة أنت وظيفتكم النص, أنت وظيفتك الإرشاد أنت وظيفتك بيان الحقائق بشكل سلمي, أما إذا بايعت الأمة الإمام وأعطته البيعة والرضا والأمة على ذلك فإن خرج عليه خارج ماذا يفعل؟ ينصحه أو يقاتله؟ لا لا, يقضي عليه, انتهى, وهذا ما فعله (عليه أفضل الصلاة والسلام), لم يقل بعد أنه أنا أنصحكم أنه تريدون أن تقبلوا أو لا تريدون؟ قال: >دعوني والتمسوا غيري فإنا مستقبلون أمراً له وجوهٌ وألوان< مشكلة توجد تعقيدات بعد ذلك, >لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول وأن الآفاق قد أغامت والمحجة قد تنكرت وأعلموا إن أني إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم< هذا مشروع, إذا وافقتم فلابد إلى الآخر تكونون معي لا أنه. أما في وسط الطريق تريدون أن تبطلون أسمح أو ما أسمح؟ انتهت.
قال: >إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم ولم أصغ إلى قول القائل وعتب العاتب وإن تركتموني فأنا كأحدكم< أما إذا ما بايعتموني وما فعّلتم إمامتي وقيادتي لكم, أنا ماذا أفعل لكم, أحمل السيف؟! أحاربكم إلا أن تعطوني السلطة؟ لا أبداً >وإن تركتموني فأنا كأحدكم, ولعلي أسمعكم وأطوعكم< وكان كذلك (عليه أفضل الصلاة والسلام) >ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم< وإن كان خلاف الحق وخلاف ما وجب عليكم ولكنه إن أردتم أن تخطأوا الطريق أنت أحرار >وأنا لكم وزيراً خير لكم مني أميرا< هذا النص الذي تعلمون على الفضائيات الآن مشكلة المشاكل ماذا؟ هذا النص وهو المنصوب من قبل الله سبحانه وتعالى كيف يقبل لنفسه أن يكون وزيراً ولا يكون أميراً كيف يعقل هذا؟
الجواب: هذه العبارة لا تفهم إلا من خلال هذا الأصل الذي نحن أصلناه وهو أن الأمة لها دور, الأمة إذا لم تقم بدورها الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) لا يستطيع أن ينهض بالأمر, أخواني الأعزاء هذا أقوله الآن وأنت الآن تفهم هذه القواعد إذا فهمناها عند ذلك نستطيع أن نفهم قواعد زمن الغيبة وحضور العلماء الآن ما هي وظيفتهم وكيف يتعاملون مع الناس وأنهم ماذا يسعون له وماذا لا يسعون له.
نص آخر وارد في (ص395) من هذا الكتاب (ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية رقم 6) هذا النص >إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد< محل شاهدي هذه الجملة التي هي من أهم الكلمات >وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار فإن اجتمعوا على رجلٍ وسموه إماماً كان ذلك لله رضا< هذه لا يمكن أن تطبيق قاعدة (ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم) ولا يمكن للمجادلة والحجاج يقول: >كان لله فيه رضا< تقول لي طيب أبو بكر وكذا؟ الجواب: الإمام عنده بحث في الصغرى وهو أنهم اجتمعوا عليهم المهاجرين والأنصار أو لم يجتمعوا؟ لم يجتمعوا, فلهذا في هذه الأبيات المنسوبة إليه: والمشيرون غيبوا, فإن كنت بالشورى ملكتهم فالمشيرون وإن كنت بالقربى حججت خصيمهم فغيرك أولى بالنبي وأقرب هذه الكلمات منسوبة إليه.
إذن هذه الإمامة وفاعلية الإمامة اذا اجتمعت الأمة على ذلك تكون لله فيها رضا, هذه جملة مهمة في كلمات الإمام أمير المؤمنين وهذه أيضاً هم يستدلون بها يقولون هو يستدل بالذي.. لا لا, الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) يبين الأصل والأصل فيه إشكال في الصغرى وهو أنه بالنسبة للأول والثاني والثالث يوجد اجتماع المهاجرين والأنصار أو لا يوجد؟ لا يوجد. يقول: >فإن خرج من أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه فإن أبى قاتلوه< انتهت, ولكنه قبل الإمامة يقاتل الإمام أو لا يقاتل؟ لا لا, بعد الإمامة, بعد فاعلية, ما أعبر فعلية الإمامة أخشى أنه أنت ذهنك يذهب إلى مقابلها تصير إمامة بالقوة, أعبر عنها فاعلية الإمامة تأثير الإمامة في الأمة نجاح مشروع الإمام في الأمة, >فإن أبى قاتلوه على إتباعه غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى..< إلى آخره.
ومن الكلمات التي جيدة في هذا المجال, إن شاء الله كلمات باقية مهمة في كلمات الإمام الحسن (عليه أفضل الصلاة والسلام) إن شاء الله نقرأها غد.
والحمد لله رب العالمين.