نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (34)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    و به نستعين

    و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين

    في الأصل أريد أن أبين هذه النقطة ولابد أن تكون على ذُكر عند الأخوة وهي أنه أساساً الحزب الأموي بتعبير العلايلي, أو هذه العصبية الأموية بتعبيرٍ آخر أو هذه الكتلة عبروا عنها ما شئتم, ولكنها جميعاً تؤدي إلى حقيقة واحدة أن هؤلاء كانوا يخططون لاستلام السلطة بعد رسول الله’ بأي ثمن كان. سواء على مستوى ما يتعلق بالسقيفة الأولى التي أدّت إلى انتصاب الخليفة الأول ومن بعده الخليفة الثاني أو السقيفة الثانية التي هي الشورى السُداسية التي شكّلها الخليفة الثاني وأدّت إلى أن ينتصب للخلافة هو عثمان الخليفة الثالث, وبتعبير بعضهم الملك عثمان, وبعد ذلك سأشير إلى أنه جملة من المعاصرين يعبرون بأنه أساساً في زمن الثالث انتقلت إلى الملوكية قبل أن تنتقل في زمن معاوية إلى ذلك, على أي الأحوال, المهم بأنه السقيفة الثانية انتهت إلى أن تنصب الخليفة الثالث بتدبير واضح من الخليفة الثاني لإيصال الحكم إلى الأمويين بهذه الطريقة.

    طيب بطبيعة الحال وهذه سنة الحياة ومنطق السلطة في كل زمان, أن الحزب الذي أوصل عثمان إلى السلطة بعد كل تلك المجريات لابد أن يأخذ سهمه واستحقاقه من السلطة, وهذا ليس في ذلك الزمان فقط وإنما في كل زمان, لأنهم لهم الحق الأوفى في أن يستفيدوا من هذه السلطة, وهذا ما يعبر عنه بأن منطق السلطة واحد المنطق الذي يحكم السلطة إذا كانت مجردة عن الحدود والقيود والموازين الدينية والأخلاقية والإنسانية بطبيعة الحال تؤدي إلى نتائج واحدة وأساليبها أيضاً أساليب واحدة وإن كانت الأدوات مختلفة, على أي الأحوال.

    انتهى الأمر إلى سلطة بني أمية على الحكم بكل أبعاد ذلك, ولذا الإمام أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) وهذا من أشرنا إليه وإنما للتأكيد فقط ما أشار إليه في قوله (عليه أفضل الصلاة والسلام) قال: >وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع إلى أن انتكث قتله وأجهز عليه عمله وكبت به بطنته< هذا هو التصوير الذي يصوره الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) لنا في زمن الخلافة التي تولاها الخليفة الثالث.

    وكذلك ما أشرنا إليه فيما سبق في (ص353) بعبارة أخرى يعني (الخطبة 209 من نهج البلاغة) قال: >ثم بقوا بعده< إشارة إلى المنافقين الذي قرأنا الخطبة لعلي أتذكر قرأنا هذه الخطبة, >ثم بقوا بعده عليه وآله السلام فتقربوا إلى أئمة الضلالة والدعاة إلى النار بالزور والبهتان< هذا هو تصوير الإمام أمير المؤمنين للخلفاء الذين سبقوه الخليفة الأول والخليفة الثاني والخليفة الثالث. تعبيره عنهم أولاً: أنهم أئمة الضلالة الذين يدعون إلى النار بنص القرآن الكريم, >فتقربوا إلى أئمة الضلالة والدعاة إلى النار بالزور والبهتان فولوهم الأعمال< هؤلاء المنافقين دخلوا في عمق السلطة وأخذوا مقادير الناس بأيديهم >فولوهم الأعمال وجعلوهم حكّاماً على رقاب الناس< من هم؟ المنافقون الذين طردهم رسول الله’ من المدينة, >فأكلوا بهم الدنيا< يعني بواسطة هؤلاء وبوسيلة هؤلاء وبأدوات هؤلاء المنافقين واقعاً أكلوا الدنيا وإنما الناس مع الملوك والدنيا إلا من عصب الله فهو أحد الأربعة الذين نقلوا الروايات عن من؟ عن رسول الله’, على أي الأحوال.

    هذا المعنى بشكل واضح وصريح ابن أبي الحديد في (نهج البلاغة) أنا في المقدمة لابد أن أشير وأشرت لعله في أبحاث سابقة أنه هذه التهمة تهمة أن ابن أبي الحديد شيعي هذه تهمة السلفية لأنهم حاولوا عندما وجدوا أن هناك حقائق كثيرة موجودة لابن أبي الحديد ولهذا اتهموه بأنه شيعي حتى يسقطوا اعتبار ما يذكره في شرحه, وإلا في الواقع فإن ابن أبي الحديد كتابه مملوء من أوله إلى آخره أنه معتزليٌ بل متصلب ومتعصب من المعتزلة ولعله الأخوة إذا يريدون أن يجمعوا ما في هذا الكتاب من نقاط يجدون من أشد المتعصبين ضد مدرسة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام). نعم, هناك مجموعة من الحقائق لابد أن يشير إليها وأشار إليها.

    هذا المعنى بشكل واضح وصريح في مقدمة كتابه أنا أبين هذا المعنى يقول: [اتفق شيوخنا] في (ص7), [اتفق شيوخنا كافة المتقدمون منهم والمتأخرون والبصريون والبغداديون على أن بيعة أبي بكر الصديق بيعة صحيحة شرعية] أنا ما أتصور بأنه واحد يستطيع يذهب يميناً ويساراً لاتهامه بالتشيع [وأنها لم تكن عن نص وإنما كانت بالاختيار الذي ثبت بالإجماع] وهذا كذب وصريح وواضح لأنه بتعبيره هو, بتعبير ثاني أنها كانت فلتة بتعبير أمير المؤمنين أنها كانت لم تكن بيعتكم إياي فلتة, يشير إلى بيعة أبي بكر, على أي الأحوال.

    ثم إلى أن يقول بالآخر الآن من هو الأفضل يقول بأنه اختلفوا علمائنا بأنه من هو الأفضل وأما نحن يعني مراده ابن أبي الحديد وخطه, فنذهب إلى ما يذهب إليه شيوخنا البغداديون من تفضيله عليه السلام وقد ذكرنا في كتبنا الكلامية ما معنى الأفضل, نعم علي بن أبي طالب أفضل ولكن الحمد لله الذي فضل المفضول على الفاضل, هذه قناعة هذه المدرسة, وهل المراد به كذا, ولكن ليس هذا الكتاب موضوعاً لذكر الحجاج في ذلك أو في غيره من المباحث الكلامية لنذكره, و.. إلى آخره.

    هنا ابن أبي الحديد المعتزلي المتعصب للاعتزال والذي لا علاقة له بمدرسة أهل البيت انظروا هو ما يقول عن الخليفة الثالث, في (ج1 من كتابه الطبعة الموجودة عندي ص198) هذه عبارته, يقول: [نتفٌ من أخبار عثمان بن عفان, وثالث القوم] يشرح هذه الخطبة الشقشقية, [وثالث القوم هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن فلان, فلان فلان بايعه الناس بعد انقضاء الشورى واستقرار الأمر له وصحة فيه فراسة عمر] لا صحة فيه, صح فيه ما كان يعلمه منه عمر, لأنه هو كان قد هيأه لهذا الموقع, على أي الأحوال [فإنه أوطأ بني أمية رقاب الناس] يقول بأنه إن وليتموها فلان فماذا يسلط عليكم؟ يسلط عليكم بنو أمية, [فولاهم الولايات وأقطعهم القطائع وافتتح افريقيا في أيامه فأخذ الخمس كله فوهبه لمروان] باعتبار أنه خمس الغنيمة للحروب لابد أن تذهب لمن؟ لا أن تذهب إلى المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان بل تذهب إلى من طرده رسول الله من لعنه رسول الله.

    طيب هذا واضح يا أخي, القضية أنا ما أدري أيوجد من يشك بأنه طيب هؤلاء اجتهدوا فأخطأوا طبعاً أنا أتكلم في مدرسة أهل البيت أتكلم من بعض هذه الأقلام التي نسمعها هنا وهناك أنه في النتيجة توجد كانت اجتهادات متعددة كانت اخطاء متعددة. نعم أخطأوا, لا يا أخي القضية واضحة واقعاً اجتهاد في مقابل بل نص في مقابل نص لا اجتهاد هذا, على أي الأحوال.

    يقول: [وطلب منه فلان وطلب منه عبد الله بن خالد فلان صلة فأعطاه أربعمائة ألف درهم وأعاد الحكم بن أبي العاص بعد أن كان رسول الله قد سيّره] انظروا كيف يلطف العبارة, مع ان رسول الله سيّره أو أبعده وطرده, ولكن هو يعبر ماذا؟ هذا الذي أقول أنه مملوء سم هذا الكتاب من أوله إلى آخره ولكنه البعض لا يريد أن يقبل هذا, [ثم لم يرده أبو بكر ولا عمر وأعطاه مائة ألف درهم, وتصدق رسول الله’ بموضع سوق بالمدينة يعرف بمهزور على المسلمين فأقطعه عثمان الحارث بن الحكم أخا مروان بن الحكم, وأقطع مروان فدكاً وقد كانت فاطمة طلبتها بعد وفاة أبيها تارة بالميراث وتارة بالنحلة فدفعت عنها من قبل الأول والثاني, وحمل مراعي حول المدينة] قال لا يجوز لأحد أن يستفيد من هذه المراعي [من مواشي المسلمين كلهم إلا عن بني أمية, وأعطى عبد الله بن أبي سرح جميع ما أفاء الله ..] فثلاث صفحات يبين الآن عبروا عنها إقطاعيات أو منح وهدايا عثمان لمن؟ للعصبة الأموية.

    وأنا واقعاً كثيراً ما أريد أن أعلق, أنتم الآن ارجعوا الآن إلى وضعنا في العراق تجدون حالة من هذا القبيل مع الأسف الشديد هو أنه بمجرد أنه وزير يستلم سلطة من أي مذهب طائفة كذا تلقفوها يا بني فلان وهذا الواقع الذي تجدوه.

    طبعاً هذه القضية كما قلت في مقدمة هذا البحث هذا منطق السلطة, إذا لم يكن فيه البُعد الأخلاقي والموازين الدينية, النتيجة ماذا هذه النتيجة التي نراها لا فقط في هذه السلطة بل في أي سلطة تحكم وله نظائر كثيرة على مر الزمان, الأخوة بودي أن هذا يرجعون إليه لأنه يقول: [وأتاه أبو موسى بأموال من العراق جليلة فقسمها كلها في بني أمية وأنكح الحارث فلان وانضم إلى هذه الأمور أمور أخرى نقمها عليه المسلمين كتسيير أبي ذر] التفتوا جيداً تقريب بني أمية وإبعاد الطبقة الأولى من صحابة رسول الله’ عن مواقع التأثير في المدينة وغير المدينة.

    إذن هذه القضية انتهت إلى هذه الحالة, انتهت إلى أنه بني أمية تسلطوا على كل الأمور ولكنهم مع ذلك كله كانوا راضين بهذا الوضع أو كانوا يطمحون إلى الأكثر, لا لا كانوا يطمحون إلى قضية أوسع من ذلك وهي الوصول إلى قمة الهرم الأموي يعني من؟ يعني معاوية, هذه كلها مقدمات كانت مقدمات للوصول إلى معاوية.

    طبعاً في هذه المرحلة الإمام أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) حاول أن يصلح هذا الأمر, مع انه من الناحية السياسية كان يستطيع أن يستفيد من هذا الوضع حتى أنه يصل إلى السلطة ولكنه كان يحافظ على ذلك وعنده عبارة العلايلي عبارة قيمة جداً يقول: [لا حباً بعثمان ولا حباً ببني أمية وإنما كان حفاظاً على خلافة رسول الله’] وعندما أقول على خلافة رسول الله ليس أنه هذا خليفة رسول الله, هذا العنوان لا أقل يكون محفوظ ومقدس وإن كان الشخص الذي يملأ هذا الموقع عنده اشتباهات كثيرة بل أخطاء بل عنده انحرافات بل ضال مضل, ولكنه مع ذلك هذه عبارته العلايلي بودي أن الأخوة يلتفتوا إليها هناك في (مقدمة هذا الكتاب) الذي مراراً أشرنا وإن شاء الله الأخوة يطالعوه بشكل جيد ودقيق, [فلم تكن مهمة حزب علي] بتعبيره هو [سوى المحافظة على ترسم النهج النبوي] في (ص37) [دون التهجم على شخص الخليفة الذي يحترمونه باحترام الخلافة] هذه الحيثية التعليلية, لا أنه يتحرمونه لأنه عثمان أو لأنه أبو بكر أو لأنه عمر لا لا [يحترمونه باحترام الخلافة التي هي النيابة عن الرسول الأعظم] إلى ذلك الموضع هذا كان محفوظ وهو أنه بتعبيري أنا الذي مراراً عبرته قلت هذه الصبغة الظاهرية كانوا يحافظون عليها خصوصاً الأول والثاني ولكنه سيتضح بعد ذلك أنه معاوية بدأ ينزع عن نفسه هذه الصبغة إلى أن انتهينا إلى عهد يزيد.

    يقول: [هذا هو علي حقاً الذي لا يعرف فؤاده الكبير معناً للختل والمغابنة وتدنيس الضمير ولو كان ناقماً حقيقة على شخص عثمان لاستغل مثل هذه الظروف التي كانت تضمن له كل شيء].

    وهذا المعنى هو الذي أشار إليه الإمام أمير المؤمنين في خطبة واضحة ولكنه مع الأسف يقرؤون هذه الخطب ولا يعرفون بأنه الجو الذي صدرت فيه هذه الخطبة, هذه الخطبة أشار إليها (محمد عبده في ص260) وهي خطبة من الموارد التي كثيراً ما يحاول واقعاً أعداء مدرسة أهل البيت أن يقفوا عند هذه الخطبة, لأنها خطبة فيها كثير من الكلمات واقعاً لو لم تقرأ في ظروفها التي صدرت لا يمكن قبولها على ظاهرها, يقول في (الخطبة 163) يقول: >إن الناس ورائي وقد استسفروني بينك وبينهم< جعلوني سفيراً إليك إلى عثمان >ووالله ما أدري ما أقول لك ما أعرف شيئاً تجهله ولا أدلك على أمر لا تعرفه إنك لتعلم ما نعلم ما سبقناك بلا شيء فنخبرك عنه ولا خلونا بشيء فنبلغك وقد رأيت كما رأينا وسمعت كما سمعنا< يقولون أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) الذي تقولون معصوم ويعلم كل شيء طيب هو يساوي نفسه بمن؟ مع أنه ظروف الخطبة الإمام يشير إلى ماذا؟ إلى الوضع السياسي أنه لا يوجد شيء أنت لا تعلمه ونحن نعلمه, لعله أخبر منّا بمثل هذه القضايا, ولكنه إذا اقتطعت هذه الخطبة من زمان صدورها واقعاً مشكلة, تقية أي تقية هذه, تقية في العلم نحن لم نجد أن الأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) يقولون الناس يساونا ومن؟ أمثال عثمان آخر القضية جدُ يحتاج إلى تكلف وإلى مؤونة لفهم هذه الخطبة, بعد أكثر من هذا فيها كلام.

    يقول: >وصحبة رسول الله كما صحبنا< التفت إلى هذه الجملة الخطيرة >وما ابن أبي قحافة ولا ابن الخطاب أولى بعمل الحق منك< يعني الأول والثاني كانوا يعملون بالحق أو لا يعملون؟ طيب إذا كانوا يعملون بالحق إذن بأنه >احفها السؤال واستخبرها الحال وقد اجتمعت أمتك على هضم حقي والله .. تلك ماذا نفعل لها؟

    إذن التفتوا جيداً, إذن القضية جداً خطيرة ما لم تقرأ الخطبة في ظروفها الخاصة بها. >وأنت أقرب إلى رسول الله’ وشيجة رحم منهما وقد نلت من صهره ما لم ينالا, فالله الله في نفسك فإنك والله ما تبصر من عمى ولا تعلم من جهل وإن الطرق لواضحة وأن أعلام الدين لقائمة فاعلم أن أفضل عباد الله عند الله إمام عادل هدي وهدى فأقام سنة معلومة وأمات بدعة مجهولة, وإن السنن لنيره.. < إلى أن يقول: >وأن شر الناس عند الله إمامٌ جائرٌ ظل وظُل به فأمات سنة مأخوذة وأحيا بدعة متروكة وإني سمعت رسول الله’ يقول: يؤتى يوم القيامة بالإمام الجائر وليس معه نصير ولا عاذر فيلقى في نار جهنم فيدور فيها كما تدور الرحى ثم يرتبط في قعرها وإني أنشدك الله أن لا تكون إمام هذه الأمة المقتول فإنه ..< إلى آخره.

    طيب هذه المقدمة وهو أنه الإمام العادل هكذا الإمام الجائر هكذا في النتيجة يا أمير المؤمنين أنت عثمان أين تريد أن تضعه في هذه الخانة أو تريد أن تضعه في تلك الخانة؟ مقدمة الخطبة ما فيها دلالة ولكنه يوجد سطر في آخر الخطبة الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) يتضح بأنه أين يضع عثمان يقول: >فلا تكونّ لمروان سيقة يسوقك حيث يشاء< إذن اتضح بأنه مروان في خانة الحق في خانة الإمام العادل أو في خانة الإمام الجائر؟ الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) بعد أن بين الأصل الآن يطبق الصغرى يقول: >حيث يشاء بعد جلال السن وتقضي العمر< عيب عليك ليس مناسب لك.

    إذن هذه الخطبة بشكل واضح وصريح تبين ما يقوله العلايلي بأنه الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) كان كل هدفه إصلاح هذا الوضع ولكنه وفق أو لم يوفق؟ لم يوفق لذلك, لماذا؟ لأنه الخط الذي كان يحكم في صدر الإسلام كان خطاً قوياً جداً, على أي الأحوال.

    وكيف كان بتعبيرنا في النتيجة انتهت الخلافة العثمانية بشتى أنحائها كما يقول.

    هنا قلنا في الحلقة السابقة أو في الدرس السابق بأنه حدث أمر لم يكن في معادلة بني أمية, وهو ماذا؟ وهو الالتفات الجماهيري الواسعة الالتفات الشعبي حول من؟ حول أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) ولعله في خطب في حلقات ودروس سابقة بينا للأخوة عدة كلمات للإمام أمير المؤمنين يقول بأنه أنا إنما قبلت بالخلافة بسبب ماذا؟ بسبب هذا الاجتماع ولذا كما قلت أنه قال: فرق خلافتي عن خلافة الأول أن خلافتي أو بيعتهم إياي لم تكن فلتة, هذا المعنى أشار إليه أيضاً محمد عبده يعني في (نهج البلاغة, ص221, الخطبة رقم 135) >ومن كلام له عليه السلام في وصف بيعته قال: لم تكن بيعتكم إياي فلتة وليس أمري وأمركم واحدا..< ثم يبين بأنه ما هي الفروق بينه وبينهم في هذا المجال.

    الآن وقد وقع ما وقع, وهو أن الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) انتخب لأي شيء؟ للخلافة, أنظروا الآن المفارقة الأصلية.

    المفارقة التي صارت هنا وهو أن هؤلاء حاولوا بمجرد أن تصدى أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) الخط الأموي, بمجرد أن تصدى أمير المؤمنين للسلطة أن يمتزجوا رأي الإمام أمير المؤمنين الإمام علي في قضية ولاة بني أمية وبالخصوص من؟ معاوية, وحاولوا بشق الأنفس وبمختلف الوسائل أن يبقوا على ولاة عثمان يعني على ولاة الأمويين, وبالخصوص البقاء على معاوية, لأنه إذا هذا خرج من السلطة, الآن الولاة إذا يخرجون فليخرجوا ولكن إذا معاوية خرج من السلطة عند ذلك الرجوع إلى مثل هذه المواقع ممكن أو غير ممكن؟ غير ممكن.

    هذا المعنى بشكل واضح وصريح يشير إليه جملة من المؤرخين ومنهم المسعودي, وهذا ما يشير إليه أيضاً العلايلي, العلايلي هنا بشكل واضح في (ص42 من المقدمة) يقول بعد أن سقط ذلك قال: [أولى البوادر أتى بها المغيرة حينما جاء إلى علي يستكشفه رأيه ويستطلع ضميره في الأمويين ومعاوية على وجه الخصوص] ماذا طلب منه؟ كما ينقل عن المسعودي, يقول: [جاء إلى علي بعد مقتل عثمان بيوم فقال أخلني] يعني فليكن اجتماع خاص دعهم يخرجون حتى نستطيع أن نتكلم, [ففعل فقال المغيرة إن النصح رخيص وأنت بقية الناس وأنا لك ناصح وأنا أشير إليك أن لا ترد عمال عثمان عامك هذا] لا أقل سنة هؤلاء بقيهم في السلطة, الآن ماذا تريد أن تسميها مصالحة وطنية تريد أن تسميها … هؤلاء بقيهم هؤلاء دعهم يبقون .. يقول: [فاكتب إليهم بإثباتهم على أعمالهم فإذا بايعوا لك واطمأن أمرك عزلت من أحببت وأقررت من أحببت فقال والله عليٌ والله لا أداهن في ديني ولا أعطي الرياء في أمري, قال: فإن كنت قد أبيت فانزع من شئت واترك معاوية] لا أقل هذا حجر الزاوية ابقيه لنا إلى أن الأمور تستقيم [فإن له جرأة هو في أهل الشام مسموع ولك حجة في إثباته] أنت أيضاً معذور أمام الله باعتبار أنك تقتدي بالخليفتين الأول والثاني هؤلاء ما عزلوه أنت أيضاً ماذا؟ التفت إلى هذه النقطة أن الأول والثاني ماذا فعلوا؟ أثبتوه ولا يستطيع أحد أن يقول لا أقل الثاني الخليفة الثاني كان لا يعلم أن معاوية ما هو خططه ما هو مشروعه في الشام وماذا يريد أن يفعل ولكن مع ذلك أبقاه [ولك حجة في إثباته فقد كان عمر ولاه الشام كلها, فقال له لا والله ولا استعمله في يوم واحد].

    إذن هؤلاء الخط الأموي بتعبيرنا يئس من من؟ سؤالنا من الناحية السياسية أفلس من علي, طيب ما هي الخطوة اللاحقة؟ (كلام أحد الحضور) لا إفشال هذا المشروع إلى أن تتأتي الفرصة للقضاء عليه, ولذا تجد مرة أخرى رؤوس النفاق والضلال خرجت, هؤلاء أين كانوا هؤلاء الذين فعلوا هذه الحروب الثلاثة, أين كانوا في زمن الأول والثاني والثالث, لماذا كانوا ساكتين؟

    الجواب بجملة واحدة: وهو أنه كانت السلطة بأيديهم والآن أحسوا بالخطر إذن لابد أن يفشلوا هذا المشروع بأي ثمن, هذا المثل الشعبي العراقي يعرفوه الأخوة (لو ألعب لو أخرب الملعب) إما أن نأتي للسلطة أو لا سلطة, ولذا تجد بانه الإمام أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) في جملة واضحة وصريحة بمجرد هو وبعبارة التفريع يقول: [فلما نهضت بالأمر نكثت طائفة] أصلاً بلا فاصلة لا قد تنكث لا سوف لا س, أبداً لا سين ولا قد ولا سوف, أساساً تخطيط منظم بأنه إما أنه يبقى معاوية فيبقى ولاة الأمويين في السلطة مواقعهم محفوظة, في العراق ماذا يصير عندك؟ عفواً, في المدينة ماذا يصير عندك؟ .. في المدينة يوجد أمن واستقرار, إذا لم تضعون بأنه نحن نأخذ المواقع ماذا نفعل؟ تفجيرات لا تفجيرات نخلق .. لا تخربون الشغل علينا .. ولذا جملة واحدة أقولها للأخوة أنا في قناعتي واحدة من تحليلاتي لهذا الوضع الأمني الظاهري الذي وهم بين عشية وبين مدة ومدة ماذا يفعلون؟ عملية ضخمة في داخل العراق حتى يقولوا رسالة إلى السلطة إذا القرار نخرج من مواقعنا التي الآن نحن بأيدينا ماذا نفعل؟ فإذن بالكم وإياكم أنه عندكم عمل في وزارة الدفاع عندكم عمل في وزارة الداخلية عندكم عمل في المخابرات أبداً لا تقربوها بمجرد أن تقربوها ماذا نفعل؟ اليوم وزارة الخارجية وغداً وزارة العدل ورائها رئاسة الوزراء, إذن الآن الوضع الظاهري الآمن الذي تجدوه لا لا, هذا ليس استقرار أمني وإنما النظام البائد برؤوسه رجع إلى مواقعه الأصلي إلا أن ينقض على هذا النظام.

    هذا تحليلي الشخصي قراءتي ولا أقول بالضرورة أن هذه القراءة التي أقدمها صحيحة ولكن قراءتي الشخصية أن هذا الذي الآن يحدث في العراق كما حدث بالنسبة إلى الخليفة الأول والثاني والثالث والخليفة الرابع, وهو أن رؤوس الضلال ورؤوس النفاق سكتوا عندما كانت القضية كانت في مصلحتهم بمجرد أنهم شعروا بالخطر قال: >نكثت طائفة ومرقت أخرى وقسط آخرون<. إلى أن أنهوا المشروع العلوي, انتهى, أصلاً الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) استطاع أن ينفذ واحدة من مفردات مشروعه الإصلاحي أو ما استطاع؟ أنتم لو تقرؤون خطب الإمام أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) عندما طولب بالخلافة وبويع بالخلافة قال هكذا أفعل هكذا أفعل .. اذهبوا إلى ثلاثة أربع سنوات وثلاثة أشهر أو ثمانية أشهر التي حكم فيها انظروا استطاع أن ينفذ واحدة منها أو لم يستطع؟ لم يستطع, المشروع الإصلاحي كله فشل وآخر المطاف ماذا؟ القضاء.

    وهذا أنا بودي أنت بهذه الرؤية ادخل إلى نهج البلاغة اقرأ نهج البلاغة تجد بأن الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) بشكل واضح وصريح يشير إلى هذه القضية, ثم يقول: >كأنهم لم يسمعوا كلام الله حيث يقول {تلك الدار الآخرة نجعلها}< كل هؤلاء الطوائف الثلاث >{نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين} بلي والله لقد سمعوها ووعوها< ليس هكذا ليس اجتهاد وإنما كانوا يعلمون ماذا يفعلون, ماذا يريدون, وهذه هي سنة الحياة, أنت إما أن تقضي على رؤوس الفتنة وعلى رؤوس النفاق وعلى رؤوس الضلال أو يقضون عليك لا يوجد بدليل ثالث, لا يتبادر إلى الأذهان, لا مصالحة تنفع ولا جلسات تنفع ولا إعطاء امتيازات تنفع أبداً كلها لا تنفع.

    ولذا الإمام أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) كان بناءه أن يقضي >أنا فقأت عين< الإمام واقعاً كان بناءه هذا والإمام الحسن أيضاً أراد أن يستمر في هذا الخط, ولكنه وفقوا لذلك أو لم يوفقوا؟ الآن بعد ذلك إن شاء الله إذا بقي وقت سأشير إلى الأسباب الأساسية التي أدّت إلى عدم نجاح المشروع العلوي ونجاح المشروع الأموي, لماذا أن الأمويين نجحوا وأن كل التدابير النبوية والعلوية ما استطاعت أن تأتي أكلها كما ينبغي, أين كانت الإشكالية؟ وإلا أنتم تعلمون بأن النبي’ من يوم الدار كان يخطط لخلافة علي (عليه أفضل الصلاة والسلام) وفي كل مناسبة صغيرة كبيرة مربوطة بالمناسبة لم ترتبط بالمناسبة النبي’ كان يحاول تثبيت أقدام علي في الخلافة والولاية, ولكنه مع كل ذلك نجح التدبير النبوي أو لم ينجح أعطى أكله أو لم يعطي أكله؟ لم يعطي أكله, أين كانت الإشكالية, وهذه الإشكالية أخواني سنة من سنن الحياة, يعني هذه الإشكالية ليست فقط مرتبطة بصدر الإسلام إذا لم نلتفت إليها في زماننا أيضاً من الناحية السياسية والدينية والتربوية أيضاً نبتلي بما ابتلينا به أين؟ في صدر الإسلام, أنتم تجدون أنه أنا أبدأ هذه المرحلة ولو بعشرة خمسة عشر درس واقعاً جزافاً لا أريد أن أقرأها وأفهم التاريخ فقط, أنا أريد أن أفهم سنن التاريخ, هذه سنن إلهية في التاريخ وهذه السنن كالرياضيات الله يعلم لا ترحم حتى أشرف الأنبياء والمرسلين, أمامكم انتم ارجعوا إلى تاريخ النبي’ عندما السنن بدأت لا تجري كما ينبغي أثرت حتى على النبي الأكرم’ والشاهد على ذلك, خلافة من؟ خلافة الإمام علي, أي تدبير أعظم من هذا التدبير, ولكن مع ذلك لم يؤتي أكله المناسب له.

    المهم, بأنه هؤلاء جيشوا جيوشهم وجمعوا كل كلماتهم وبتعبيره (عليه أفضل الصلاة والسلام) يقول بانه >أجمعت كلمتهم على هذا المجال< كلمة واضحة أجمعت على هذا المجال إذا يوجد وقت أنا أقرأ بعض كلمات أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام).

    هنا فقط أشير إلى نقطة وهي: أنه هؤلاء الذين خرجوا على الإمام علي بن أبي طالب يعني في النهروان وفي صفين وفي الجمل, هؤلاء ما هو حكمهم؟ انظروا الحزب الأموي أو الخط الأموي عبر عنه أو الخط الذي كان يريد أن يستلم السلطة لا فقط أسس سياسياً لا فقط عمل عسكرياً وإنما بدأ ينظر فكرياً وإيديولوجياً وعقائدياً, هنا مباشرة خرجت عندنا نظرية اجتهد فأخطأ, حتى يُعطوا هذه الصبغة الشرعية التي كانت موجودة لكل هؤلاء تبقى على حالها, يعني يبقى علي وطلحة على حد سواء, يبقى علي ومعاوية على حد سواء, لأن هؤلاء كلهم صحابة, نعم الفارق بينهم هو هذا أن علي أصاب له أجران ومعاوية أخطأ له أجر واحد, وإلا لا توجد إشكالية, حتى ولو سماهم رسول الله الفئة الباغية, لا مشكلة.

    وهذه هي النقطة الأخيرة التي إلى يومنا هذا نحن مبتلين بهذه المرحلة فكرياً وعقائدياً, إلى يومنا هذا نحن ندفع الثمن.

    انظروا هذا معناه أنه واقعاً السلطة في ذلك الوقت أو الذي كانوا يخططون كانوا عارفين بأن المعادلة ما تمشي فقط في البعد قولوا معي في البعد السياسي وهذه من أخطاؤنا المعاصرة الآن نتصور أن القضايا كلها تحل بالقضية السياسية مع أنه لا, القضايا الفكرية والقضايا العقدية والقضايا التربوية لها تأثير كبير وهذا ما أسسوا له وإلى يومنا هذا, لا فقط ما استطعنا أن نقف أمام ذلك التوجه بل مع الأسف الشديد وجدنا بعض أتباع مدرسة أهل البيت بدؤوا ينظرون لذلك الاتجاه الآخر.

    كتابات صدرت في قم لا في مكان آخر, في قم صدرت كتابات وقالت بأنه بعد ذهاب الرسول الأعظم’ وجد خطان اجتهادان اجتهاد كان يعتقد بأن الإمامة بالنص واجتهاد يعتقد بأن الإمامة بالشورى, وأنا أتصور أن الكتب بأيدي الأخوة لعله أهل المطالعة يعرفون ماذا أقول.

    واللطيف أن هؤلاء الكتّاب ممن كانوا؟ كانوا من النخبة لم يكونوا من عموم الناس لم يكونوا من الخط التقليدي كانوا من النخبط التي كان المفروض أنها حللت التاريخ بشكل دقيق وعميق ولكن مع ذلك لأنه لا توجد أسس عقائدية وفكرية صحيحة, تجد أنهم ينجرون إلى مثل هذه التحليلات التي بدأت هنا وهناك تظهر حتى على بعض فضائياتنا على بعض أقلامنا على بعض مثقفينا ونحو ذلك.

    مع أن الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) يصرح بشكل واضح وصريح أن هؤلاء كان لهم خطة واضحة في إسقاط هذا المشروع, التفتوا جيداً.

    هذا المعنى بدأ ونظر له وتنظير واسع وواسع جداً, أنا نقلت هذا المعنى مرات عديدة ولعله هذه المرة أنقلها حتى للأخوة المصدر يكون بأيديهم, هذا (جامع المسانيد والسنن لابن كثير الشافعي, ج1, عاشراً) في المقدمة يقول: [رأيه في علي ومعاوية رضي الله عنهما] هذه من قبيل سيدنا معاوية قتل سيدنا حجر, هذه المقدمة هناك يقول: [إن أصحاب علي أدنى الطائفتين إلى الحق] يعني أقرب طائفتين أقرب الطائفتين إلى الحق يعني أصحاب معاوية ماذا يصير قريبين ولكن هذه خطوتين في ذاك الطرف وإلا معاوية كيف يصير .. مع أنه نص رسول الله ماذا؟ فئة باغية هو ولكنه أيضاً باغي ومع ذلك على الحق, التفتوا إلى التناقض ولكن مع ذلك وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة, وواقعاً هذه هي النظرية التي أسسوا لها من صدر الإسلام والآن يتضح لك بأنه هذه النظريات التي الآن يدافع عنها جذورها وأصولها وشجرتها من أين بدأت؟ ليس أنها بدأت من صحابة رسول الله بدأت من الخط الأموي, هذه نظريات الأمويين ولكنه بعد ذلك صارت نظريات أهل السنة والجماعة وإلا هي في الواقع ليست نظريات أهل السنة والجماعة, هي نظرية الأمويين ولكن استطاعوا أن يسوقوها بعنوان أنها نظرية علماء المسلمين, وهذا الذي أيضا تجدوه أنتم, الآن في الفضائيات السلفية يحاولون أنه كل ما يرتبط بهم يقولون أهل السنة والجماعة يقولون, نفس الاتجاه السابق في زمن معاوية.

    يقول: [وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة أن علياً هو المصيب وإن كان معاوية مجتهداً وهو مأجور إن شاء الله] ما عندنا مشكلة, ولكن علياً هو الإمام فله أجران كما ثبت في صحيح البخاري ومعاوية له أجر واحد. هذه قضية في من؟ في قضية معاوية, وأدهى من هذه في قضية الإمام الحسين لأنه ما عندهم شك أن الإمام الحسين صحابي, هذه القدر المتيقن أن الإمام الحسين صحابي هذا أدنى المراتب هو صحابي, أليس هكذا, يقول وأنه لا توجد مشكلة, يقول: [وقد تأول عليه من قتله أنه جاء ليفرق كلمة المسلمين] هؤلاء المساكين أيضاً اجتهدوا قراءتهم بتعبيرنا المعاصر قرؤوا أن الحسين جاء ليخرج على إمام زمانه فوظيفتهم أنه يوقفوه عند حده ولا مشكلة عندهم, واستمرت إلى يومنا هذا.

    طبعاً هذه القراءة كما قلت هم يحاولون أن يسوقوها هذه النظرية نظرية الأمويين بدليل التفتوا جيداً بأي دليل أقول هذا؟ بدليل, الآن المعتزلة ما كانوا ناس قليلين, المعتزلة في (ص9, ابن أبي الحديد) يقول: [وأما القول في البغاة عليه والخوارج] واضح عمن يتكلم البغاة عليه من؟ الجمل وصفين والخوارج واضح, يقول: [فعلى ما أذكره لك] ما هو رأينا [أما أصحاب الجمل فهم عند أصحابنا هالكون كلهم إلا عائشة وطلحة والزبير] الآن لماذا؟ واضح يقول: [فإنهم تابوا ولولا التوبة لحُكم لهم بالنار لإصرارهم على البغي] التفت جيداً, هذه قضية أساسية تبين هذه النظرية بأنه اجتهد فأخطأ هذه لكل علماء المسلمين أو لطبقة معينة ولكن سوقت بعنوان أنها أهل السنة والجماعة؟ تلتفتون [وأما عسكر الشام بصفين فإنهم هالكون كلهم عند أصحابنا لا يُحكم لأحد منهم إلا بالنار, وأما الخوارج فإنهم مرقوا عن الدين بالخبر النبوي المجمع عليه ولا يختلف أصحابنا في أنهم من أهل النار وجملة الأمر أن أصحابنا يحكمون بالنار لكل فاسق مات على فسقه ولا ريب أن الباغي على الإمام الحق والخارج عليه بشبهة أو بغير شبهة] لا يفرق باجتهاد أو بغير اجتهاد [فاسق وليس هذا مما يخصون به علياً عليه السلام] هذه ليست لأجل علي أنه والله خرجوا على علي وإنما لأجل أنه إمام المسلمين [فلو خرج قوم من المسلمين على غيره من أئمة الإسلام العدول لكان حكمهم حكم من خرج على علي صلوات الله عليه].

    إذن القضية إلى هنا انتهت إلى أنها هؤلاء ماذا فعلوا؟ اجتمعت كلمتهم على إفشال هذا المشروع وعلى إقصاء علي من هذا المشروع وقد فعلوا, ونجحوا في ذلك.

    تتمة الحديث تأتي.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2012/09/04
    • مرات التنزيل : 1133

  • جديد المرئيات