نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (35)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    و به نستعين

    و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين

    في النتيجة انتهى المطاف إلى انتخاب الإمام علي (عليه أفضل الصلاة والسلام) للخلافة, ولكنه كما تعلمون أن الإمام أمير المؤمنين وقرأنا ذلك في خطاباته السابقة أن الإمام كان يعمل أن التركة ثقيلة وأن الانحرافات كبيرة جداً, ولذا اشترط شروط متعددة على قبول الخلافة والولاية بعد الخليفة الثالث. ومن هنا جاءت كلماته (عليه أفضل الصلاة والسلام) أنه يكون وزيراً أولى من أن يكون أميراً, ولكنه كيف ما كان عندما يتحقق شرط فاعلية الإمامة والخلافة لابد أن يتصدى الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) كما بينّاه مفصلاً فيما سبق بأنه شرط فاعلية الخلافة وشرط الواجب هو اجتماع الأمة وقد اجتمعت الأمة على الإمام علي (عليه أفضل الصلاة والسلام).

    وهذا بحث تقدم بما يكفي.

    ولكن, كما تعلمون أن الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) كان يعلم أن أمامه مشروع إصلاحي كامل لكل التركة الإدارية والاجتماعية بل ولكل الانحرافات الفكرية والعقائدية والدينية التي حصلت في هذه المدة التي هي ليست بالقليلة كما هو معلوم عند الأخوة.

    طيب بطبيعة الحال وأنا أتصور أن هذا منطق السلطة أنه في مواقع السلطة كان أولئك كما هو عبر (عليه أفضل الصلاة والسلام) أن المنافقين كانوا في مواقع السلطة وأن الذين حكموا كانوا أئمة الضلالة إذن بطبيعة الحال أن مفاتيح الأمور وأزمة الأمور ومقاليد الأمور بيد أولئك, وبطبيعة الحال سوف يبدأ المشروع مشروع المخالفة ومشروع المناكثة ومشروع إسقاط هذا المشروع العلوي وقد قاموا بذلك على أحسن وجهٍ واقعاً سواء فيما يتعلق بأبعاده العسكرية ومخالفاتهم العسكرية او ما يتعلق بأمور أخرى وقد قرأنا بعض الكلمات التي سبقت بالأمس.

    لذا بشكل واضح وصريح العلايلي وغير العلايلي يشيرون إلى أنه تقريباً اجتمعت الكلمة من كل الأحزاب التي كانت في ذلك الزمان وكل العصبيات وكل التكتلات وكل الخطوط سواء كانت أموية أو زبيرية أو.. كلها اجتمعت على إسقاط المشروع العلوي. وهذا المعنى كما أشرنا ذكرناه فيما سبق والإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) أيضا أشار إليه في ذلك وان قريش اجتمعت على أن لا يصل الأمر إلى علي وأهل بيته (عليهم أفضل الصلاة والسلام).

    ولكنه النقطة المركزية التي يؤكد عليها مجموعة من المحققين في هذا المجال, أنهم كانوا, طبعاً هذا أيضاً وجدته في كلمات الإمام أمير المؤمنين أن هؤلاء كانوا يحاولون أن لا يصل الحكم إلى علي (عليه أفضل الصلاة والسلام) وإذا وصل الحكم إلى علي (عليه أفضل الصلاة والسلام) لا يستطيع أن يفعل شيئاً حتى ترتبط الأمة بمن؟ بآل علي (عليه أفضل الصلاة والسلام), يعني بعبارة أخرى: أن لا يذوقوا طعم العدل الإلهي والعدل العلوي من أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) حتى يمكن إدامة تلك المسيرة التي بدأت بالسقيفة الأولى واستمرت إلى السقيفة الثانية وبعد ذلك انتهت إلى خلافة وإلى إمارة وحكومة معاوية وبعد ذلك الحكم الأموي والحكم العباسي وإلى يومنا هذا كما هو واضح عند الأخوة.

    العلايلي في (ص40) يشير إلى هذه النقطة بشكل واضح وصريح في (مقدمته) كما أشرنا مراراً وتكراراً يقول: [وأما الأسباب التي جعلت هذه الأحزاب] الخمسة أو الستة التي أشرنا إليها فيما سبق, [تميل ميلاً ضده] اجتمعت على مضادة علي [وتعمل مجتمعةً على إبعاد هذا الأمر عن الإمام علي (عليه أفضل الصلاة والسلام)] النكتة هذه, [رغم ما هو منفرد به من مؤهلات دينية وعقلية ومجتمع له من سابقات نادرة النظير في حقل هذا الدين] باعتبار أنه يتكلم على منطق مدرسة الصحابة لأنه هو لا يعتقد بمسألة النص, [فإنها خفية إلى درجة الغموض ولكن نستطيع أن نقول قولاً يعلل الموضوع في جملته] السبب الرئيسي هو هذا التفتوا جيداً في سطر واحد [وهو: ما لمسوه من هوى الناس وتعلقهم ببيت علي] إذن مودة الناس ارتباط الناس من الناحية العاطفية كانوا مرتبطين بعلي وأهل بيته (عليهم أفضل الصلاة والسلام) [ومعنى هذا أن الخلافة إذا وصلت إليه لم تخرج عنه أبداً] لماذا لأن هؤلاء سوف يعرفون بأن الحق ما هو وأن العدل ما هو وان الأمن ما هو, وأن الدين حقيقة ما هو كل هذا سوف يذوقوه فإذا ذاقوه فبطبيعة الحال تصل النوبة إلى غيرهم أو لا تصل النوبة؟ لا تصل, فإذن لابد هذا المشروع إما على نحو الدفع أن لا يصل إلى علي وهذا حاولوه في الخلافات الثلاثة الأولى والثانية والثالثة, وإذا وصل لابد أن يكون بنحو الرفع وهو أنه أن يرفع هذا بأن يسقط هذا المشروع كاملاً. [وبذلك يكونون قد أخذوا الفرصة على أنفسهم] لو أعطوا المجال لعلي الفرصة سوف تذهب عنهم, لأنه لا هم أهل سابقة في الإسلام لا هم أهل عدل مجموعة من المنافقين من الظالمين من الفاسدين من المستبدين من .. من السراق .. مجموعة من السرّاق والتاريخ خير شاهد, وبالأمس قرأنا بعض كلماتهم في هذا المجال. [هذا أقرب ما يمكن ظنه في هذا المجال فقد ظهر لنا مما ..] إلى آخره, ثم يأتي إلى طلحة والزبير وعائشة وبشكل واضح وصريح يدخل في هذا البحث.

    الإمام أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) هذا المعنى أشار إليه, أنا وجدت هذا المعنى في (الإرشاد, ج1, ص486) أيضاً هذا المعنى يشير إليه, الرواية يقول: >عن جندب بن عبد الله قال دخلت على علي بن أبي طالب بالمدينة بعد بيعة الناس لعثمان فقلت له: سبحان الله فوجدته مطرقاً كئيباً فقلت له: ما أصاب قومك, قال: صبرٌ جميل, فقلت: سبحان الله والله إنك لصبور, قال: فأصنع ماذا< ماذا أفعل لهؤلاء لا رأي لمن لا يطاع >فقلت: تقوم في الناس وتدعوهم إلى نفسك وتخبرهم أنك أولى بالنبي بالفضل والسابقة وتسألهم النصر على هؤلاء المتماثلين عليك فإن أجابك عشرة من مائة شددت بالعشرة على المائة< عشرة بالمائة لو يطيعوك كافي يكفيك أنت عشرة بالمائة >فإن دانوا لك كان ذلك على ما أحببت وإن أبوا قاتلتهم فإن ظهرت عليهم فهو سلطان الله الذي آتاه نبيه وكنت أولى به منهم وإن قتلت في طلبه قتلت شهيداً وكنت أولى بالعذر عند الله وأحق بميراث رسول الله, فقال: أتراه يا جندب يبايعني عشرة بالمائة< أنت تتصور.

    طبعاً التفت, هذه بعد الفترة خمسة وعشرين سنة التي مضت بعد خلافة من؟ بعد خلافة الثلاثة لأن هؤلاء أساساً بدلوا مذاق الناس الفكري الثقافي الديني التربوي المال كل أصلاً أفسدوا الناس, وخير شاهد الآن أنتم تجدوه في الفساد في العراق, النظام البائد استطاع أن يفسد الناس, إصلاحهم ليس بالأمر السهل واقعاً إصلاحهم ليس بالأمر السهل.

    أخ كان عندي قبل يومين من جامعة كربلاء, من جامعة أهل البيت في كربلاء جامعة أهل البيت التي تشكلت حديثاً الآن, (كلام أحد الحضور) بلي مسؤولين.. يقول هناك سيدنا أنا عندما يأتون لي ببرنامج التربية الدينية أقرأه في التربية الدينية موجود المنهج القديم على ما هو عليه وفيه صلى الله عليه وسلم, فأنا بالصف قلت لهم هذا ليس بصحيح لابد أن تقول صلى الله عليه وآله, يقول جاء المشرف التربوي من كربلاء قال لماذا تخالف المنهج؟! التفتوا في كربلاء وفي جامعة بعنوان اسم أهل البيت ولكنه ليس مسموحاً أن تقول وآله, خلاف المنهج هذا, وواقعاً يوجد عمل جبار اشتغله الأول والثاني والثالث لهذا الإفساد وآتى أكله بعد ذلك, بدليل سأشير إلى الشواهد.

    قال: >قلت: أرجو ذلك, قال: لكنني لا أرجو ولا من كل مئة اثنين< هؤلاء الذين كانوا مسلمين وبايعوه في الغدير >وسأخبرك من أين ذلك< الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) التفتوا جيداً إلى النكتة التي سيشير إليها وهذه التي وجدتها واضحاً مبثوثة في كل نهج البلاغة الإمام يركز على هذه النقطة.

    >إنما ينظر الناس إلى قريش وإن قريشاً تقول< الناس ينظرون إلى هذه النخبة, النخبة في العالم العربي إن صح التعبير في ذلك الوسط, >وإن قريشاً تقول إن آل محمد’ يرون لهم فضلاً على سائر الناس< هؤلاء يعتبرون أنفسهم ماذا؟ الله أعطاهم ما لم يعطه أحد من العالمين >وأنهم أولياء الأمر دون قريش< وأن الحق لمن؟ لهم >وإنهم إن ولّوه لم يخرج منهم هذا السلطان إلى أحد أبداً< إذا القضية وصلت لعلي وأهل بيته والناس ذاقوا عدل علي فيعدلون عن غيره أو لا يعدلون؟ لأنه لأي سبب يعدلون إذا دين فالدين مع علي إذا عدل فالعدل مع علي, إذا حقيقة فالحقيقة مع علي, طيب لماذا يذهبون إلى غيره, إذن بأي ثمن قريش تسمح أن الحكم يصل إلى علي وإلى أولاد علي أو لا تسمح؟ لا تسمح >ومتى ما كان في غيرهم< أما التفت جيداً هذه تداول السلطة تبين أنها من ذاك الزمان يشتغلون عليه يقول: >ومتى كان في غيرهم تداولتموه بينكم< كل واحد مدة يبقى عشرين سنة ثلاثين سنة خمسين سنة تتداولون بشكل سلمي السلطة تقتسموها فيما بينكم, >ولا والله لا تدفع قريشاً إلينا هذا السلطان طائعين أبدا< إلا بسيف الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) عندما يخرج آخر الزمان برغم أنوفهم يأخذ هذا, >قال قلت له: أفلا أرجع فأخبر الناس بمقالتك هذه وأدعوهم إليك, فقال لي: يا جندب ليس هذا زمان ذلك< الآن ليس زمانه, وهذا أيضاً من النصوص التي تؤكد على أن الزمان ليس في كل زمان يقال كل شيء.

    هذا المعنى بشكل واضح وصريح هذا في (الإرشاد) موجود.

    في كلمات الإمام أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) في نهج البلاغة عشرات الموارد أنا وجدت ولكنه أشير إلى بعض هذه الموارد.

    واحدة منها هذا المعنى قال: >ما لي ولقريش< الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) في (الخطبة رقم 33 من نهج البلاغة, محمد عبده): >ما لي ولقريش والله لقد قاتلتهم كافرين< هي هذه المشكلة من هنا بدأت >والله لقد قاتلتهم كافرين ولأقاتلنهم مفتونين وإني لصاحبهم بالأمس كما أنا صاحبهم اليوم والله ما تنقم منا قريش إلا أن الله اختارنا عليهم< طيب الآيات الصريحة أيضاً تشير إلى هذه الحقيقة أنهم محسودون أو ليسوا محسودون؟ صريح الآية والإمام الباقر أو الإمام الصادق (عليهم أفضل الصلاة والسلام) يقول: الحسد لا تعلم ماذا يفعل, الحسد يفعل بأنه أخوة يوسف أخوهم يجعلوه في غيابة الجب الحسد يفعل هذا, هذا مورد.

    المورد الثاني في (ص363, من هذه نسخة نهج البلاغة, في الخطبة 216 ومن كلام له): >اللهم إني استعديك على قريش ومن أعانهم فإنهم قد قطعوا رحمي وأكفؤا إنائي وأجمعوا على منازعتي حقاً كنت أولى به من غيري< إلى أن قالوا: وثم يقول (عليه أفضل الصلاة والسلام) هذا المعنى الذي قرأناه في الإرشاد >وفي الحق أنتم نعم, فاصبر مغبونا أو مت متأسفا فنظرت فإذا ليس لي رافد ولا ذاب ولا مساعد إلا أهل بيتي فظننت بهم عن المنية فأغضيت على القضى وجرعت ريقي على الشجى وصبرت من كضم الغيظ على أمر من العلقم وآلم للقلب من حذ الشفار ..< إلى آخره, أيضاً مرتبطة بقريش.

    مورد ثالث: وهو في (ص438 من هذه النسخة, يعني ومن كتاب له رقم 36) يقول: >فدع عنك قريش وتركاضهم في الضلال وتجوالهم في الشقاق وجماحهم في التيه فإنهم قد أجمعوا على حربي كإجماعهم على حرب رسول الله’ قبلي فجزت قريش..< إلى آخره.

    إذن الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) انتهى به الحال إلى هذا, وحاولوا بحروب ثلاثة أن يسقطوا هذا المشروع أو لا أقل لا يعطوا مجالاً لهذا المشروع العلوي أن يؤتي أكله في زمانه, وانتهى الأمر بشهادته (عليه أفضل الصلاة والسلام).

    واستقامت الأمور لمن؟ لمعاوية. عندما استقامت الأمور لمعاوية بشكل كامل استقامت الأمور, إلا كانت عنده مشكلة مشكلة الإمام الحسن (عليه أفضل الصلاة والسلام) والإمام الحسن أيضاً أنهى قضية الإمام الحسن بلطائف الحيل استطاع أن ينتهي, التفتوا إلى المرحلة اللاحقة من هذا المعنى.

    طبعاً خلاصة هذا البحث أنا ما أريد أن أطيل على الأعزة, وإلا بيني وبين الله البحث يستحق واحد أن يقف عنده ولكنه لأنه نحن تعلمون سوف لا نطرق هذا البحث مرةً أخرى, مرة واحدة أطرقه ويكفي, هذه الخلاصة أشار إليها العلايلي في (ص55 إلى ص58) في هذه المقدمة, في هذه المقدمة لا يوجد لي وقت أقرأ كل هذه المقدمة وإلا واقعاً تستحق من (ص54 إلى ص58) تعبيره: [الانقلاب الأموي أو الثورة على حكومة الخلفاء] الآن هو يعتقد أن الأمويين انقلبوا على حكومة الخلفاء ولكن واقع الأمر هم لم ينقلوا على حكومة الخلفاء وإنما انقلبوا على حكومة من؟ على الحكومة النبوية لا فقط العلوية على الحكومة التي خطط ودبر لها النبي الأكرم’ من بعده ولكنه تحققت أو لم تتحقق؟ استطاعوا من خلال السقيفة الأولى ومن خلال السقيفة الثانية ومن خلال الحروب التي أجروها ومن خلال ما فعلوه بجيش الإمام الحسن أن ينتهي الأمر إلى ماذا؟ ولم يطل العهد واقعاً, يعني: الفترة العمل الجاد لهذا الحزب واقعاً انتاج جبار لا يتجاوز العهد كم؟ أقل من ثلاثين عاماً, من رحلة الرسول الأعظم’ 11 من الهجرة إلى تسعة وثلاثين أو أربعين مباشرة استلم معاوية استلم بشكل فعلي استلم السلطة, نعم كانت مشاكل ولكن استلم السلطة, ولذا هو في لاحق هذه الابحاث هكذا يقول: [وقد يستبعد كثيرون نسبة هذه الثورة الانقلابية إلى العصبة الأموية وأنها كانت مقصوده منهم] مدبر كان [ولكن عندنا من النصوص والقواطع ما لا يحتمل معارضة أو مناصبة وإني أنصح] واقعاً أنا أيضاً أنصح تبعاً له [وإني أنصح لكل الذين يشتغلون بتأريخ هذه المرحلة أو الظرف أو هذه الفترة أن يقدموا بين يدي درسهم] إذا أرادوا أن يدرسوا هذه المرحلة [كتاب (النزاع والتخاصم فيما بين بني أمية وبني هاشم) لتقي الدين المقريزي] يقول طالعوا أول هذه ثم ادخلوا لدراسة هذه الفترة [فقد كشف غوامض لا يتسق البحث ..] إلى آخره.

    ثم يقول: [وقد كان من الأمويين] التفتوا التخطيط الذي بدأ من السقيفة الأولى بل قبل السقيفة الأولى وانتهى إلى ما انتهى إليه, [وقد كان من الأمويين عمال في زمن أبو بكر وعمر] إذن هم كانوا يخططون من ذلك الزمان الآن على أحسن التقادير كما قلت للأخوة فيما سبق إما على أصالة الصحة وإما على أصالة الفساد إما أن الأول والثاني كان يعلمون هؤلاء ماذا يفعلون أو غفلة, وإن كان أنا لا استطيع أن أقبل النظرية الثانية لأنه توجد هناك شواهد كثيرة وخصوصاً ما فعله الخليفة الثاني في السقيفة الثانية والشورى السُداسية.

    يقول: [ولم يولى أحد من بني هاشم] هذه نقطة أساسية, يقول في زمن خلافة الأول والثاني ولي بني أمية ولكن ولي أحد من بني هاشم أو لم يولَ؟ لم يولَ, هذه واحدة, [فهذا وشبهه هو الذي حدد أنياب بني أمية وفتح أبوابهم وأترع كأسهم وفتل أمراسهم حتى لقد وقف أبو سفيان ابن حرب على قبر حمزة فقال رحمك الله أبا عمارة قاتلتنا على أمرٍ صار إلينا] في النتيجة بلي, كم عملتم كم قدمتم دماء ولكن انتهى الأمر إلى ماذا؟ فهو يعلق يقول: [فهل بعد قول أبي سفيان على قبر حمزة ما يترك شبهة في أن هناك حزباً أموياً كان يعمل للوصول إلى السلطة] ثم يقول: [ونقدر أن الحزب قد أحكم الخطة للانقلاب ولكن لم يجد الفرصة إلا في أواخر عهد عمر] يقول كان يشتغل وبقيت العقبة الوحيدة أمامه من؟ عمر, بقيت العقبة فلذا قلنا فيما سبق أنه ماذا فعلوا قتلوه اغتالوه [من حيث أن المسلمين متجهون للتوسع والفتح وعمر هو العقبة الوحيدة في سبيل تحقيق الانقلاب الذي يعمل له الأمويون فاغتالوه ولإبعاد الشبهة استخدموا فارسياً ليسارع الظن إلى أنه بمحض الانتقام وهذا الاختيار من إحكام الخطة] وهذا أيضاً شرحناه مفصلاً فيما سبق.

    إذن هذه الألاعيب كانت من الزمن القديم وليست جديدة [وغاية هذا الحزب الرئيسية] ما هي؟ [جمع مقدرات الحكم في أيدي الأمويين والاستيلاء على السلطة العليا بأي أسباب كانت منذ وفاة النبي’ وكما سبق كان لهم تأثير كبير في سياسة الدولة من طريق غير مباشرة في الأكثر وأحياناً من طرق مباشرة في زمن عثمان بعد انتهى, ويكفي أن نعلم ..< إلى آخره.

    ثم ينقل كلام بعض المستشرقين, أنظروا هؤلاء المستشرقين نعم كلماتهم غير كذا ولكن بعض كلماتهم أيضاً مفيدة, يقول: [وهذه نتائج انتهى من قبلنا إليها المستشرق الألماني ماربين في كتابه السياسة الإسلامية قال: يلزمنا الالتفات قليلاً إلى تاريخ العرب قبل الإسلام لنفهم الدور الذي لعبه الأمويون] يقول هذه المعركة بين بني هاشم وبني أمية كانت قائمة وفي المعركة الأولى وفي الجولة الأولى من المعركة من ربح المعركة الجولة الأولى؟ رسول الله باعتبار صار نبي وأولئك اضطروا ماذا؟

    وهذه أنا بودي أن الأخوة إذ يريدون أن يقرؤون إذا موجود عندهم هذا الكتاب وفي الأعم الأغلب موجود عندهم هذا, وهو أنه الجزء الأول من كتاب (عبد الفتاح عبد مقصود لعلي بن أبي طالب) هذا الجزء الأول منه يوجد تحليل رائع لهذه القضية ومفردات هذه القضية عبد الفتاح عبد المقصود الذي هو من أهم, وأنتم تعلمون الاهتمام الذي صار في مقصود والاهتمام الذي صار بهذا الكتاب بالخصوص طبعاً شذرات منه موجودة في كتاب (الإمام علي صوت العدالة لجورج جرداق) ولكن تفصيله موجود أين؟ في كتب عبد الفتاح وخصوصاً هذا الكتاب وكتاب (السقيفة والخلافة لعبد الفتاح) هذين كتابين الذين يطالعون يعرفون هذه المرحلة جيداً يطالعون هذين الكتابين.

    المهم, يقول: [بلغت نهاية بظهور الإسلام تم للنبي الفوز الحازم بفتح المعركة فدخل الأمويون في طاعته وكانوا على الاستعداد للإيقاع] إلا أنهم ماذا فعلوا؟ أولاً: اسقطوا نظرية ولاية العهد النبوي, نظرية النص, التفتوا جيداً, يقول هذه كانت مؤامرة مرتبة من الأمويين لإسقاط نظرية ولاية العهد في ذلك الزمان, ثم عندما وصلت إلى السقيفة الأولى رجحوا كفة من؟ رجحوا كفة معارضي الإمام علي (عليه أفضل الصلاة والسلام) يقول: [أن لا يكون الخليفة على أصول ولاية العهد] أولاً فعلوا ذلك, ثانياً: [ولم تدع شدة مخالفة بني أمية أن تكون أكثرية الآراء في الخلافة بجانب بني هاشم, فكان هذا أول فوز ظفر به بنو أمية] في السقيفة الأولى [وبسبب الخلافة تمكنوا من الحصول على مقام منيع فشقوا الطريق لمستقبلهم وعملوا على توطيد مكانهم عند الخلفاء] وهذا الذي قرأناه من خطاب أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) قال: >تقربوا إلى أئمة الضلالة فولوهم الأعمال< هذه النصوص كلها واقعاً, هذا التحليل ليس, هو تحليل مرحلة تاريخية ولكن كلها شواهدها اين موجودة؟ موجودة في نهج البلاغة, [حتى أصبحوا ركناً من أركان السلطنة] في ذلك الزمان الإسلامية [وكان هذا فوزاً آخر تم بوصول عثمان إلى العرش] انظروا هؤلاء لم يتعاملوا مع المرحلة تعامل الخلافة, يعبرون عنه ملك ويعبرون عن الواقع عن السلطة بالعرش, [الذي به أصبحوا متفوقين تفوقاً مطلقاً فاضطهدوا خصومهم القدامى باسم الدين مما حرك بني هاشم للعمل باعتبارهم الهدف الثابت وانتهى الأمر بالانقلاب والثورة وسجلوا لأنفسهم الفوز النهائي بصلح الحسن] هذه آخر مرحلة من هذه المعركة [فكان معاوية من جهةٍ يسعى لتقوية ملكه ومن جهة أخرى يسعى لخضد شوكة بني هاشم ولم يفتر دقيقة واحدة عن محوهم] هذه هي الخطوة.

    إلى هنا سياسياً بني أمية استطاعوا ماذا يفعلون؟ يستلموا السلطة, السلطة السياسية الآن صارت بأيديهم, ولكن أنتم تعلمون يوجد تراث ضخم من الأبعاد العاطفية والفكرية والعقائدية مرتبطة بمن؟ بأهل البيت, العمل السياسي لا يقضي على هذا البُعد العاطفي والفكري والعقائدي, والثقافي, هؤلاء كلهم كانوا بعشرات الآلاف عايشوا رسول الله, عايشوا صحابة رسول الله كانوا هؤلاء كانوا يعرفون أهل البيت موقعهم ماذا, الآن افترضوا لا يعرفونهم بالعصمة, ولكن يعرفون موقعهم المتميز في المنظومة الدينية, ما هي المرحلة اللاحقة؟ العمل الثقافي والفكري والعقائدي. ويكفي أن أقرأ لكم بعض النصوص الواردة في (شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد) واقعاً الإنسان عندما يقرأ يجد أنه لا التاريخ كيف يعيد نفسه, أن العمل المقابل كم اشتغل عليه.

    في ذيل الخطبة التي أشرنا إليها وهي أن الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) يقسم الناس الذي قال أن ما في أيدي الناس حقاً وباطلاً تتذكرون أننا قرأناها, وهناك في ذيلها يقول: >روى أبو الحسن علي بن محمد بن أبي سيف المدائني< إن شاء الله الوقت يسعني أقرأ هذه الكلمات [في كتاب الأحداث قال: كتب معاوية نسخة واحدة إلى عمّاله بعد عام الجماعة] بعد أن انتهى من من؟ من الإمام الحسن, هذه أهل السنة والجماعة منشأها من؟ منشأها معاوية يكون في علمكم, منشأها معاوية أهل السنة والجماعة التي منها جاءت نظرية عام الجماعة يعني اجتمعت الأمة ولم تفترق هذا الأسلوب الذي استعملوه إلى يومنا هذا.

    تعميم عام من البلاط الملكي الكبير وهو أنه ماذا [أن برءة الذمة ممن روى شيئاً من فضل أبي تراب وأهل بيته] أولاً: لابد أن يقضى على أي تراث على أي فكر علوي, [فقامت الخطباء في كل كورة وعلى كل منبرٍ يلعنون علياً ويبرءون منه ويقعون فيه وفي أهل بيته وكان أشد الناس بلاءً حينئذ أهل الكوفة لكثرة من بها من شيعة علي فاستعمل عليهم زياد بن سمية وضم إليه البصرة فكان يتتبع الشيعة وهو بهم عارف] لأنه كان منهم [لأنه كان منهم أيام علي فقتلهم تحت كل حجر ومدرٍ واخافهم وقطع الأيدي والأرجل وسمل العيون وصلبهم على جذوع النخل وطردهم وشردهم عن العراق فلم يبقَ فيها معروفٌ منهم] هذا الكتاب الأول الذي عمم به على ماذا؟ على البلاد الإسلامية.

    [وكتب معاوية إلى عمّاله في جميع الآفاق] هذا الكتاب الثاني [أن لا يجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة] أيضا هذه شهادتهم سقطت في كل المحاكم والدول, ثالثاً: [ثم كتب إلى عماله نسخة ثالثة إلى جميع البلدان انظروا من قامت عليه البينة أنه يحب علياً وأهل بيته فامحوه من الديوان] هذا الحرب الاقتصادي, الله هذه الحرب الاقتصادية التي على مر التاريخ كل ما أرادوا أن يوجهوا ضربة من أين يبدأون؟ يبدأون من رواتب الناس المساكين, طيب ماذا يفعلون والناس ماذا تفعل أين تذهب, لا تقرؤون فلسفة إذا تقرؤون فلسفة (انطيح حظكم نقطع رواتبكم) انتهت… أسلوب أولاً: اسلوب التضليل والتكفير وهذه الفتوى وبعد ذلك محاربة الناس في معاشهم [وأسقطوا عطائه ورزقه] ثم [وشفع ذلك بنسخة أخرى من اتهمتوه بموالاة علي فاسقطوه] لا يحتاج أن تقوم (كلام أحد الحضور) أحسنتم التهمة كافية, [من اتهمتوه بموالاة هؤلاء القوم فنكلوا به واهدموا داره فلم يكن في البلاد أشد ولا أكثر منه بالعراق لا سيما حتى أن الرجل من شيعة علي عليه السلام ليأتيه من يثق به فيدخل بيته فيلقي إليه سره ويخاف من خادمه ومملوكه ولا يحدثونه].

    أنا أتصور الذين عاشوا في العراق يعلمون نحن عندما كنا نريد أن نتكلم كونوا على ثقة نريد أن نتكلم أولاً نبعث بأحد أنه ابحث أخاف دائر مدار البيت جالس أحد سامع يسمع شيء حتى نتكلم .., تبين القضية مدروسة كاملاً يعني سياسة كاملة ومدروسة.

    [وكتب إليهم أن انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه وأهل ولايته والذي] الآن التفتوا, إذن أولاً: إقصاء البيت العلوي كاملاً, الآن ماذا؟ تصعيد وإظهار البيت الأموي والبيت العثماني [والذين يروون فضائله ومناقبه فادنوا مجالسهم وقربوهم وأكرموهم واكتبوا لي بكل ما يروي كل رجل منهم واسمه واسم أبيه وعشيرته ففعلوا ذلك حتى أكثروا في فضائل عثمان ومناقبه] الكتب قامت تتألف والمصادر وال.. كلها بدأت [لما كان يبعثه إليهم معامل الصلاة والكساء والحباء والقطاع ويفيض في العرب منهم والموالي فكثر ذلك في كل مصر وتنافسوا في المنازل والدنيا فليس يجيء أحد مردود من الناس عامل من عمال معاوية فيروي في عثمان فضيلة أو منقبة إلا كتب اسمه وقربه وشفعه فلبثوا بذلك حينا] هذه أيضاً كل التقارير ترفع لمن؟ إلى خليفة المسلمين, عند ذلك [كتب إليهم كتاباً آخر, ثم كتب إلى عمّاله أن الحديث في عثمان قد كثر وفشا في كل مصر] إلى هنا كافي, طيب ماذا نفعل الآن المرحلة اللاحقة فكرياً التفتوا جيداً, كاملاً نعم, القضية ليست جزافية كاملاً مدروسة, طبعاً هو ابن أبي الحديد لم يرتبها بهذا الترتيب الذي أنا أقوله, هو ينقل مجموعة كتب ولكن أنا عندما قرأتها رأيتها كاملاً منظمة كتاب وراء كتاب منظم.

    يقول: [وفي كل وجه وناحية فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأولين] الآن عثمان ماذا؟ (كلام أحد الحضور) صار كثير كافي, الناس بلي ما يصدقون إلا باقي أن يجعلوه نبي ويجعلوه الله, طيب ما يصير يعني, [ولا تتركوا خبراً يرويه أحدٌ من المسلمين في أبي تراب إلا و..] التفتوا إلى هذه النقطة الخطيرة في فكر معاوية يعني في المنهج أو في السياسية الثقافية والدينية والتربوية لمعاوية [ولا تتركوا خبراً يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلا وتأتوني بمناقض له في الصحابة] فكل ما رأيتم هنا قولوا هذه أين واردة؟

    وأنتم الآن بودي مراجعة عامة لصحاح القوم, لا أقل صحيح البخاري وصحيح مسلم, تجدون ما من منقبة ثبتت لعلي إذا استطاعوا أن يحذفوها لعلي فحذفوها عن علي وإذا ما استطاعوا فيجدون نظير لها ماذا؟ ولذا أنت تجد روايات ينقل أنه >لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق< روايات عديدة في صحيح البخاري ومسلم جاؤوا بها في المهاجرين والأنصار, يعني القضية لم تختص بعلي, وهذه تميع القضية انتهت القضية.

    الآن التفت جيداً ماذا فعلوا لا فقط جاؤوا بأربع روايات, التفتوا [فإن هذا أحب إليّ وأقر لعيني] أنه تأتون مناقض للصحابة, [وأدحض لحجة أبي تراب وشيعته وأشد إليهم من مناقب عثمان وفضله] لأن عثمان ما نستطيع أن نمشيه كثيراً لأنه أموي معروف إذن أين نذهب؟ على من سبق عثمان أبو بكر وعمر, بعد يقول: [فظهر حديث كثير موضوع] هذه المأساة, [وبهتان منتشر ومضى على ذلك الفقهاء والقضاة والولاة وكان أعظم الناس في ذلك بلية القراء المراءون] المنافقين [والمستضعفون] لم يعرفوا الموازين [الذين يظهرون الخشوع والنسك فيفتعلون الاحاديث ليحضوا بذلك عند ولاتهم ويقربهم مجالسهم ويصيبوا به الأموال والضياع والمنازل حتى انتقلت تلك الأخبار والأحاديث إلى أيدي الديانين] انتشرت بين من؟ (كلام أحد الحضور) فلهذا لو كان يذهب إلى المدينة إلى مكة إلى شرق الأرض غرب الأرض كلهم يتحدثون في فضائل الصحابة, طيب هذا يريد واقعاً لنبي ومعصوم حتى من هذا الركام الضخم من الروايات والثقات والرواة و.. والعلماء والفقهاء والمحدثين يقول هؤلاء كلهم كذابون أو خطأ, هذا سهل يعني؟!

    ولذا الآن واقعاً الطرف الآخر مبتلي بقضية التواتر, لأنه في الأعم الأغلب الروايات التي بأيديهم روايات ماذا هي؟ متواترة, طيب ضوابط التواتر أيضاً منطبقة عليهم, عند ذلك تفهم >العارف بزمانه< ما هو معناه, هؤلاء لو واقعاً يعرفون ظروف حدوث هذه الروايات, وإلا البخاري يقول من مائة ألف رواية أنا جمعت هذا صحيح البخاري, من مائة ألف رواية, طيب أنت تقول له هذا كله كذب, يستطيع أن يقبل منك أو ما يستطيع؟ على أي الأحوال.

    إذن, التفتوا جيداً هذه السياسة التي اتبعها معاوية, التفت.

    طيب على هذا الأساس المجتمع الإسلامي اتجه بأي اتجاه؟ اتجاه الصحابة وبعد ذلك تأصلت نظرية عدالة الصحابة والخلفاء وأفضلية الخلفاء على الترتيب الزماني و.. إلى غير ذلك, إلى أن جاء, الآن دعونا من الإمام الحسين لأنه نحن إلى الآن وصلنا إلى الإمام الحسن وانتقلت السلطة إلى معاوية, الآن دعوا هذا الفترة الإمام الحسين, الآن يأتي الإمام السجاد (عليه أفضل الصلاة والسلام) إلى هذا المجتمع الذي صارت فيه فتوحات شرق الأرض وغربها, والذي كلهم يبلغون ويتكلمون ويقضون ويحدثون ويعلمون ويفقهون و.. كلهم أي اتجاه؟ اتجاه الأموي سمه الاتجاه الأموي, يعني بعبارة أخرى: السياسة الأموية, بينك وبين الله الآن جاء الإمام السجاد, أو جاء الإمام الباقر ويريد أن يبدأ العمل ماذا يستطيع أن يفعل بينه وبين الله؟ يسوي ثورة يستلم السلطة, أصلاً ممكن هذا؟ لا مباشرة يقتلوه باعتبار أنه خرج على إمام المسلمين لأنه أساساً الوضع العام والشرعية لمن؟ للسلطات القائمة وأنهم خلفاء رسول الله’.

    إذن لابد أن ينحصر عمله في العمل الفكري والعمل الثقافي والعمل الديني والعمل التثقيفي لإصلاح المجتمع لا يوجد طريق آخر, إلا أن يريدوا أن يقتلوا أنفسهم, ذاك بحث آخر, وخرج الإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) ماذا فعلوا به؟ قتلوه وانتهت القضية, تقول الإمام الباقر أيضاً كان يخرج, طيب الإمام الباقر كان يخرج وينتهي الإمام الباقر, الإمام الصادق كان يخرج, طيب يخرج الإمام الصادق ويقتل وتخرج عشرات الروايات ومئات النصوص تقول بأنه خرج على إمام زمانه وعلى الخلافة الشرعية في زمانه, إذن كان يبقى هناك فرصة لتأصيل مدرسة أهل البيت أو لا يبقى؟ يعني أنا الآن هنا جالس أتكلم في مدرسة أهل البيت هذا كان يصل إلينا أو لا يصل؟ لا يصل ينتهي كل شيء, وهذا هو الذي بدأه الإمام أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) بعد ذلك إذا تكلمنا إن شاء الله تعالى أنه لماذا الإمام أمير المؤمنين لم ينجح في سياسته لا يتبادر إلى ذهن أحد أنه أريد أن أقول السالبة الكلية, أريد أن أقول أنه لم تتحقق الموجبة الكلية وإلا لو لم ينجح في هذا البعد لما كنّا الآن نتحدث في مدرسة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام).

    إذن, إلى هنا انتهينا إلى أن أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) شخصوا ما انتهى إليه المجتمع الإسلامي, أن المجتمع الإسلامي أن الآن ما يمكن أن يستلم السلطة والذي يستلم السلطة فيه, أيضاً يكون في علمكم, الذي يستلم السلطة فيه أيضاً لابد أن يحكم بما حكم به الأمويون, وهذا ما حدث في زمان الإمام أمير المؤمنين, الإمام أمير المؤمنين صلاة التراويح ما استطاع أن يفعل لها شيء, طيب ألم يجيء أربع سنوات استطاع أن يفعل لها شيء أو لا؟ ما استطاع أن يفعل لها شيء, لأنه واسنتاه قاموا يصيحون واعمرا قاموا يصيحون.

    إذن القضية ليست بهذه البساطة التي نصورها بمجرد أن يأتي أحد الآن يستطيع, والآن خير شاهد الآن انظر الآن ماذا حدث في الأربعين سنة الماضية في العراق والآن ماذا يحدث في العراق, كم نحن استطعنا أن نغير من المناهج التربوية الثقافية الدينية على مستوى السلطة أتكلم لا على مستوى مؤسسات المجتمع المدني, ذاك حديث آخر, أبداً لم يتغير شيء, لأنه ليس بهذه البساطة. ليس ببساطة. واقعاً ليس ببساطة.

    ولذا العمل الأساسي, ولذا إن شاء الله تعالى في الأسبوع القادم, أنا أولاً أعتذر للأخوة أن هذا البحث بعض الأخوة يقولون سيدنا اختصرنا لنا حتى ندخل أبحاثنا الأصلية, بعض الأخوة يقولون سيدنا هذا قليلاً وسعه لنا لأنه في مكان آخر ما يبحث في الحوزة العلمية فلا أقل عشرة خمسة عشر محاضرات في هذا, وأنا أحاول إن شاء الله بين هذه وتلك أنه طريق وسط أنه إن شاء الله أحاول في الأسبوع القادم درس درسين إن شاء الله حتى نكمل هذا البحث.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2012/09/04
    • مرات التنزيل : 1117

  • جديد المرئيات