نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (36)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    و به نستعين

    و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين

    يقيناً أن الأخوة يتذكرون بأنه نحن إنما عرضنا لهذا البحث لا لغرض تاريخي وإنما لهدف وغاية فقهية مرتبطة بمسألة تشخيص تكليفنا إزاء مثل هذه الظروف أو مثل هذه الشروط التي تحققت ووجدت في حياة أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام).

    وذلك لما أشرنا إليه فيما سبق وسنؤكده إن شاء الله تعالى في خاتمة هذا البحث لعله إن شاء الله في هذا اليوم أو في غد هو أنه: ليست وظيفة الفقيه في زمن الغيبة منحصرة فقط في بيان الحكم الشرعي الجزئي أو الفتوى الشرعية بحسب ما يوجد في الرسالة العملية, نعم هذه وظيفة أساسية يقوم بها الفقيه في زمن الغيبة, وإنما هناك مسؤولية أخرى أهم من هذه المسؤولية وهي: ادارة المجتمع وقيادة جماعة أو قيادة أتباع مدرسة أهل البيت (عليه أفضل الصلاة والسلام) على مستوى الأمر السياسي والأبعاد السياسية والاجتماعية, وأنا أتصور أن هذه المسألة إذا لم تكن واضحة في الأزمان البعيدة فهي واضحة الأهمية والضرورة في زمننا هذا, أنتم أمامكم الآن الأوضاع التي يعيشها العراق والأوضاع التي تعيشها المنطقة والأوضاع التي يعيشها أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) سواء على مستوى تلك الدول التي هم فيها أكثرية أو على مستوى تلك الدول التي هم فيها أقلية, من الواضح أنه لا يستطيعون أن يستوفوا حقوقهم إلا من خلال قيادة سياسية واعية عارفة بزمانها حتى لا تُسلب حقوقها ولا تهضم حقوقها وأنا أتصور أن التاريخ خير شاهد على ما نقول, وأن الصراع محتدم مذ صدر الإسلام وإلى قيام الساعة في هذا المجال.

    إذن القضية ليست قضية تاريخية محضة حتى يُقال بأنه ما هو علاقتها أو ما هي علاقة هذه القضايا بمسألة الأبحاث الفقهية, الجواب: لعله تعرضنا أكثر من اللازم ولكنه في النتيجة أصل القضية مسألة ضرورية ومهمة جداً.

    ولكنه الأخوة يتذكرون نحن لسنا فقط في بيان التكليف الشرعي وإنما كنّا بصدد بيان لماذا لا أقل اختلف موقف الإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) عن باقي أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام). لماذا أن الإمام الحسين إن صح التعبير بتعبيرنا في أدبياتنا الحديثة, لماذا كانت معارضته معارضة مسلحة بالطريق المسلح وبالقوة المسلحة أما معارضة باقي الأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) لم تكن بهذه الطريقة وإنما كانت بآليات أخرى, ما الذي حدث في شروط الإمام الحسين وظروف الإمام الحسين حتى أدى ما أدى إليه من ذلك الموقف الدموي الذي نعرفه جميعاً.

    في الواقع أتذكر رجوعاً إلى بحثنا, أتذكر بأنه فيما سبق بينّا بأنه أساساً الأمويين حاولوا بكل ما أوتوا من قوة أن يتسلموا السلطة بعد رسول الله’ وقد وفقوا إلى ذلك بنحوٍ كبير كما هو واضح عندما نصل إلى عهد معاوية, فإن معاوية استطاع أن يتسلم السلطة بنحو واضح وصريح بل بنحو مشروع أيضاً باعتباره خليفة لرسول الله’ يعني لم يأتِ إلى السلطة بعنوان الانقلاب العسكري وإن كان في واقعه انقلاب عسكري ولكنه بنحو مشروع وقبلت الأمة الإسلامية أن معاوية هو من؟ هو خليفة رسول الله’ وانه يمثل الدين ويمثل الشريعة وأنه أمير المؤمنين كما هو متعارف حتى في زماننا هذا, بل أنتم تجدون حتى في زماننا هذا يحاول البعض أن يصبغ إمارة المؤمنين وأنه أمير المؤمنين حتى على من؟ على يزيد فضلاً عن معاوية فضلاً عن الخلفاء الذين سبقوا معاوية يعني الأول والثاني والثالث.

    قلنا فيما سبق: بأن معاوية بعد أن استلم السلطة السياسية بدأ عمله الفكري وعمله الثقافي وعمله التربوي وذلك بالتركيز على نقطة مركزية, التفتوا جيداً وآثارها إلى يومنا هذا, هذه واضحة يعني, طبعاً تختلف الدرجة شدة وضعفاً, وهو: تغيير ذائقة الأمة الإسلامية إزاء أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) عندما أقول ذائقة مرادي ذلك البُعد العاطفي ذلك البعد الفكري ذلك البعد الديني ذلك البعد الذي أكد عليه القرآن الكريم {قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى} هذا الأساس الذي وضعه القرآن الكريم وحاول النبي’ في هذه الفترة القصيرة حاول أن يركز هذا في المجتمع الإسلامي أن الناس لا أقل إن لم يؤمنوا بهم أنهم أئمة معصومون وأنهم واجبوا الطاعة ومفترضوا الطاعة ولكن يحفظ ذلك البعد العاطفي بالنسبة إليه (عليهم أفضل الصلاة والسلام) لعله يكون هو المدخل لتأثير الأئمة في المجتمع الإسلامي, وهم أيضاً جاؤوا إلى هذه النقطة المركزية وهو أنه يبدلون ذائقة وارتباط الأمة بأهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام). وقد فعلوا ما فعلوا والتاريخ خير شاهد على ذلك, وقرأنا جملة من النصوص الذي دلت على هذه الحقيقة.

    بعد هذه المرحلة, أنتهت هذه المرحلة بكل مآسيها في زمن معاوية وانتهينا إلى عهد يزيد, العلايلي عنده جملة واقعاً هذه الجملة افهموها جيداً, يعني لا أقل تدبروا ماذا يريد أن يقول هذا الرجل, عنده في (ص58 من المقدمة) هذه العبارة, يقول: [تحت عنوان من يزيد] هذا العنوان يقول: [لنفهم مصرع الحسين يلزمنا أن نعرف من يزيد] انظروا العلاقة التي يحاول أن يوجدها بين شهادة الإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) وبين ماذا؟ طبعاً الحكم الأموي سائر على نهجه للوصول إلى غايته ولكنه يتبين أن للحاكم وشخصية الحاكم أيضاً له دور في أن نفهم حدث من الأحداث التي تقع في ذلك الزمان, هنا يبدأ بحث عنده مفصل في بيان شخصية يزيد وأنه يزيد ماذا كان يريد وإلى أي شيء كان يريد أن ينتهي.

    يكفي أن تعلموا أنه يقول في المقدمة: [يبدو مستغرباً بادئة ذي بدء أن نعرف أن يزيد نشأ نشأة مسيحية] أساساً يزيد الآن أنتم واقعاً الغريب جداً بعدُ لم نبعد عن الإسلام وعن ذهاب الرسول الأعظم’ إلا كم؟ أربعين سنة, يعني من سنة 11من الهجرة إلى سنة 50 من الهجرة, المسافة كم؟ أربعين سنة, استطاع الحكّام واستطاعت السلطات والخلافات التي تعاقبت إلا هذه الفترة القصيرة لأمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) استطاعت أن تبدل ذائقة المجتمع الإسلامي برمته, حتى تجعلها تقبل بإمامة وخلافة مثل يزيد, ولم يعترضوا على ذلك, الاعتراض لم يكن والدليل على ذلك, أنه عندما اعترض الإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) كم من الناس اجتمعوا حوله (عليه أفضل الصلاة والسلام) لم يجتمع الناس, نعم الآن بعضهم كان عندهم عواطف وارتباط وكذا ذاك بحث آخر ولكنه استطاع أن المجتمع الإسلامي يتحول إلى هذا المستوى.

    الآن هو ما يكتفي بأنه نشأته أنه والدته من كذا كذا في آخر المطاف يرى بأنه نشأته أنه كانت نشأة مسيحية قليلاً العبارة فيها بعد إسلامي ينتهي إلى هذه النتيجة الخطيرة, يقول: [إذا كان يقيناً أو يشبه اليقين أن تربية يزيد لم تكن إسلامية خالصة] طيب إلى هنا أيضاً بعدها فيها مقدار أنه كانت تربية إسلامية ولكنها ليست خالصة كتربية أبي ذر وعمار وسلمان وهذه الطبقة, يقول: [أو بعبارة أخرى كانت مسيحية خالصة] هذه تربية من؟ يزيد.

    سؤال: أنتم تتصورون بأنه عندما التربية تربية مسيحية والمستشارين كلهم من المسيح أنتم ماذا تتوقعون أن الحكم الإسلامي إلى أين ينتهي؟ ولذا هو عنده في (ص28) فلهذا نصحت الأخوة أن يقرؤوا هذا البحث الحق والإنصاف بحث مهم جداً في (ص26) يقول: [وبهذا يفسّر] ماذا نفسر يقول هذه الظاهرة, يعني الظاهرة الأموية التي بدأت في اعتقادي من خلافة الأول بشكل باهت واستمرت إلى زمن خلافة معاوية ثم انتهت إلى يزيد واستمرت هذه الحالة, يعني لولا حركة الإمام الحسين أيضاً لكانت تستمر قرون متعددة, ولكنه بعد حركة الإمام الحسين أيضاً الحكم الأموي استمر في فجوره وفي قضائه على الإسلام, ولكن بحمد الله تعالى وببركة مواقف الإمام الحسين وأئمة أهل البيت من بعد ذلك ما استطاعوا أن يقضوا على الإسلام كاملاً وإلا لو لم تكن هذه الحركة وهذه الخطة من أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) لما بقي من الإسلام لعله حتى الرسم لم يكن باقياً من الإسلام كما هم كانوا يريدون.

    يقول: [وبهذا يفسر تشجيع حياة المجمون في المدينة بلد الرسول الأعظم’] ثم يبدأ العلايلي ببيان خصوصيات المدينة ومكة في زمن الأمويين يقول: [من جانب الأمويين إلى حد الإباحية] مدينة الرسول الأعظم التي لم يمضي إلا نصف قرن عن ذهاب الرسول الأعظم’ [فقد كان خاضعاً لسياسة مقصودة وقد أثبت في موضوعٍ لي عن حياة عمر بن أبي ربيعة وشعره أن الأمويين..] يعلمون الأخوة أن عمر بن أبي ربيعة من؟ [أن الأمويين استأجروا طوائف من الشعراء والمغنيين والمخنثين من بينهم عمر لأجل أن يمسحوا عاصمتي الدين مكة والمدينة بمسحةٍ لا تليق بهما ولا تجعلهما صالحتين للزعامة الدينية, وبذلك يكون لهما مركزاً ثانوي في محيط الحركة الإسلامية ولقد نجحوا كثيراً في ذلك حتى يقول الأصمعي] ينقل عن الأصمعي [حتى يقول الأصمعي دخلت المدينة فما وجدت فيها إلا المخنثين ورجلاً يضع الأخبار ..] الآن أنا الأخوة أنا الحمد لله عاشوا الفترة الذي عاشه النظام البائد, أنه تشعر بأنه كان قارئ تاريخ الامويين بشكل دقيق وأنه كيف إذا أراد أن يمحو ذاكرة الدين وذاكرة الارتباط بأهل البيت ولكنه وجدتم أيضاً أنه أيضاً الحسين وشعائر الحسين أيضاً هي التي وقفت أمام هذه المؤامرة, وهنا يتضح لكم الدور الأساسي التي قامت بها نهضة الإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام).

    يقول: [ولقد يتمادى الظن بنا إلى أبعد من هذا وبالأخص بعد حركة عبد الله بن زبير] يقول هذا ماذا فعل [يتمادى بنا الظن إلى أن المروانيين فكروا بصرف الناس عن المقدسات الإسلامية التي تنزل من الإسلام منزلة الشعيرة] كيف بإنشاء المسجد الأموي في دمشق, يقول هذه كلها كانت ضمن خطة مدروسة, المهم آخر المطاف يقول: [هذا استطراد ليس فيه ما يفصم منّا وحدة الموضوع بل فيه ما يزيدنا فهماً لأسباب الانقلاب الكبير الذي انتهى بمصرع الإمام الحسين] إذن هذه النتيجة التي انتهينا فيها.

    إذن الإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) عاش هكذا ظرف في زمن الأمويين, وإلا هذا الظرف لم يكن في, نعم, ابتدأت العملية من زمن الخليفة الأول والثاني والثالث ووصلت إلى أوجها علي يد معاوية إلا أنها لم تصل إلى هذه المرحلة إلا على يد يزيد.

    بنحو الإجمال لأن الوقت لا يسعني نريد أن ننهي البحث اليوم وغد, بنحو الإجمال, هذه الحقبة التي هي تقريباً خمسين سنة, أنا أريد أن أشير إلى عدّة نقاط فيها وعدّة أبحاث بنحو الإجمال.

    البحث الأول: الذي لابد أن يلتفت إليه جيداً أن الثروة إذا اجتمعت مع السلطة وكانت هناك إيديولوجية وراء هذه السلطة والثورة واقعاً تغير المجتمع, لا يتبادر إلى ذهن أحد بأنه المال ليس مهماً, لا يتبادر إلى ذهن أحد أن السلطة ليست مهمة لا, الظهر الأساسي والقوة الأساسية في أي إيديولوجية تقوم على السلطة والمال, والشاهد على ذلك: ما انتهى إليه المجتمع الإسلامي في صدر الإسلام ثلاثة وعشرين النبي اشتغل على المجتمع الإسلامي, ربع قرن تقريباً, لا أقل عشرة سنوات الأخيرة من عمره كان عنده دولة, إذن كان بإمكانه أن يفعل, ولكن لم تتوفر كثير من مقومات الدولة لها لأنه المال لم يكن في ذلك الوقت, ولكنه بعد خلافة الأول وخصوصاً الثاني ثم انتهاءاً بأواخر عهد الثالث ثم وصولاً إلى معاوية, تجدون بأنه المال أخذ يلعب دور أساسي, الآن هذا ماذا يدعونا؟ واقعاً يدعونا بأنه نفكر بشكل جدي بأنه أتباع مدرسة أهل البيت عايشين زهد وامجادية بتعبيرنا, أم عندهم مال؟ والآن التاريخ خير شاهد أمامكم, الآن واقعاً الصهيونية في العالم تقول على أي أساس؟ على المال, وعلى السلطة وخلفها يوجد إيديولوجية وفكر الآن انظروا ماذا فعلوا, بل أوضح مثال أكثر من ذلك, أنتم تتصورون بأنه محمد بن عبد الوهاب إذا لم يكن يدخل في حلف عبروا عنه مقدس أو غير مقدس مبارك أو غير مبارك هذا تابع لكم, مع آل سعود كانت الوهابية تنتشر في سبعين سنة في العالم هذا الانتشار؟ الآن يوجد موقع في العالم الإسلامي وغير العالم الإسلامي ليس هنا لهم تأثير وليس هناك لهم دور وليس هناك لهم فساد وإفساد وتق.. وإلى غير ذلك؟ كانت واحدة من هذه المدارس التي جاءت وتنتهي بعد زمن.

    أخواني الأعزاء, هذا الدرس ينبغي أن لا ننساه إذا أردنا لهذا الفكر الذي نحمله وهو فكر أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) وهي مدرسة أهل البيت أن نفكر بشكل جدي في هذين الأصلين في هذين البُعدين المال والسلطة, هذه القضية إجمالاً أنا أشير إليها الآن ليس محل حديثي أتجاوزها.

    الأمر الثاني: الذي لابد أن أشير إليه أيضا إجمالاً وهو: أنه كان هناك تدبير نبوي وكان هناك تدبير وأطروحة علوية, التدبير النبوي لم يعطي أكله لأن يتسلم الإمام أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) الخلافة. نعم (كلام أحد الحضور) التدبير النبوي لم يعطي أكله, الآن ما هي الأسباب له بحث, أما لماذا لم يعطي التدبير العلوي والأطروحة العلوية لم تعطي أكلها كما ينبغي؟ لا لم تعطي أكله, التفتوا إلى هذه النكتة, أكررها مراراً, ليس مرادي بأنه أن الأطروحة العلوية وأن أطروحة أهل البيت لم تعطي ثمارها لا لا أبداً, وإنما لم تعطي ثمارها كما خطط لها من؟ الإمام أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) وأنتم عندما ترجعون إلى كلماته تجدون أنه كان عنده مشروع عندما تسلم الخلافة بعد الأول والثاني والثالث, ولكن مع ذلك لم يستطع أن يحقق كل ما يريد وعلى ما ينبغي ما هو السبب في ذلك؟

    العلايلي يشير إلى أسباب ثلاثة, هو تعبيره أنه لماذا فشلت السياسة العلوية, أنا ما أوافق على أنها فشلت السياسة, ولعل مراده أنه لم تحقق أكلها كاملاً, وإلا لو أن السياسة العلوية والأطروحة العلوية وأطروحة الإمام علي لم تأتي أكلها الآن كان باقي شيء من مدرسة الإمام علي وأهل بيته أو لم يبقى شيء؟ مع أنه الآن تجدون بأنه لعل من أقوى المدارس الفكرية والعقائدية انتشاراً وقوةً وفكراً في العالم الإسلامي هي مدرسة أهل البيت أنظروا إلى هذه الحقيقة يكون في علم الأخوة, نحن عندما نقاس إلى جميع الأمة الإسلامية نحن أقلية ولكن عندما نقاس إلى أي فرقة من فرقهم نحن أكثرية ولسنا أقلية, نعم عندما أنت تجمع كل مدارسهم من حنفية وشافعية وإباضية وزيدية اجمعوها جميعاً تقولون أولئك أكثرية, أما عندما تضع كل فرقة من هذه الفرقة مدرسة من هذه المدارس ليس بالضرورة هم يشكلون الأكثرية.

    وهذا خير شاهد ودليل تاريخي وواقعي على نجاح مدرسة أهل البيت مع أنه كل الإمكانات كانت مسلوبة عنهم كل الإمكانات كانت تصرف للقضاء عليهم, وهذا الآن أمامكم التاريخ, انظروا إليه في زماننا ماذا يفعلون بأتباع مدرسة أهل البيت فما بالك بالأزمنة الغابرة.

    إذن فالمشروع العلوي مشروع أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) أدى دوره ونجح نجاحاً لا بأس به ولكنه لم يحقق نجاحاً كاملاً مطلقاً, ما هي الأسباب؟ يشير كما قلت العلايلي إلى أسباب ثلاثة وهذه الأسباب مهمة جداً لا فقط في ذلك الزمان بل في زماننا أيضاً. التفتوا إلى هذه الأسباب الثلاثة التي يشير إليها, هذه الأسباب يشير إليها من (ص44 إلى ص51) يقول: [أسباب فشل سياسة علي عليه السلام ونجاح السياسة المعادية] يشير إلى أسباب ثلاثة [العامل الأول] هو يعبر عنه [العامل الذي لم يشمل العرب بالتربية الدينية] أنا أعبر عنه بالعامل الكمي لا العامل الكيفي, يعني: أن المسلمين نعم من حيث العدد في أخريات حياة النبي الأكرم’ دخلوا الإسلام جماعات جماعات ولكن هؤلاء ربوا تربية إسلامية صحيحة كأبي ذر وسلمان وعمار وهذه الطبقة من الأصحاب والصحابة أو لم يربوا هذه التربية؟ لم يربوا, ولذا كانوا يميلون مع كل ريح يميناً ويساراً وأنتم وجدتم أن النبي’ في غدير خم ينصب علياً وبعد ذلك يحصل الانقلاب ولا يتحرك أحد وإذا تحرك بعض فعل به ما فُعل.

    ولذا تعبيره يقول: [هذا سبب في ضعف التربية الدينية..] إلى آخره.

    الآن لماذا أن النبي’ اهتم بالعامل الكمي ولم يولي أو الوقت لم يسعه أن يولي أهمية للعامل الكيفي, له بحث آخر, يعني لماذا أن النبي’ كانت استراتيجيته قائمة على توسيع رقعة الإسلام جغرافية وتوسيع عدد المسلمين, لماذا كانت هذه هي السياسة ولماذا لم يتعامل مع أولئك المنافقين مع أنهم كلهم كانوا في المجتمع المدني معه, ولكن النبي’ بشكل رسمي اتخذ لهم موقف أو لم يتخذ؟ لم يتخذ, هذا معناه أنه كان يريد أن العدد يكبر, هذا بحث الآن ما أريد أن أدخل إليه له بحث آخر لابد أن يدرس.

    ولذا كلمات الإمام أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) أيضاً واضحة في هذا المجال أنه >قاتلكم على تنزيله وأقاتلكم على تأويله< يعني الرسول ’ كان مهتماً بالظاهر وأنا مهتم بالباطن, وبعبارة ثالثة: كان مهتماً بالكم وأنا مهتم بالكيف وهذه لابد أن تدرس لماذا ذيك الاستراتيجية هناك ولماذا هذه الاستراتيجية هنا؟ هذا العامل الأول.

    العامل الثاني الذي أشار إليه هو أنه هذا العامل جداً عامل وأشار إليه الإمام أمير المؤمنين في كلمات متعددة, العامل الثاني يقول: [سياسة علي الدينية] يقول الإمام علي بن أبي طالب (عليه أفضل الصلاة والسلام) في كل قضية كان يحسب لها مائة حساب ديني وما يفعل إلا ضمن الموازين الدينية, أما معاوية ماذا كان يفعل؟ [وإنه يفجر ويغدر] ذاك ضمن تلك القاعدة ينجح أو يفشل, طبعاً يكون في علمكم الذي وضع أساس هذه ولكن ضمن قالب ديني هو من؟ الخليفة الثاني عمر, عمر بدأ هذه السياسة هذه قضية اجتهاد في قبال النص ومصالح وتغيير و.. إلى غير ذلك والآن تُعد من كرامات عمر وأنه استطاع أن يؤسس دولة هو كلها كانت قائمة على هذا الأساس وهي أن الغاية تبرر الوسيلة.

    ولذا عباراته واضحة في هذا المجال العلايلي يقول: [سياسة علي القانونية] مراده من القانونية هي الشرعية والدينية [فقد كان يلتمس لكل إجراءاته وجوهاً من القانون] أي دينية [ويجتهد بإيضاحها قبل أن يقوم بحركةٍ ما ولا شك في ان طبيعة القانون غير طبيعة الظروف والمفاجئات, هذا سببٌ ثانٍ للفشل بينما كانت سياسة معاوية لا تتقيد بحدود ولا بأوضاع دينية وإنما تركب كل صعب وذلول في سبيل أغراضها وكذلك سياسة مستشاره عمر بن العاص وخليق بهذه السياسة أن تظفر] وظفرت واقعاً, وانتهت إلى نجاحات الآن تقولون نجاحات جزئية نجاحات تكتيكية عبروا عنها ما شئتم المهم انتهت إلى نجاحات وصارت سياسات وبدأنا الآن نقرأ توجيه لها بل مدح لهذه السياسات, بل وجدنا في زماننا هذا أنه من هم في أتباع مدرسة أهل البيت بدؤوا ينجرون إلى تلك السياسة, ويقولون لا مخرج إذا أردنا أن نحكم فلا مخرج إلا تلك السياسة التي قام بها فلان وفلان, [لأنها مشتقة من طبيعة الحوادث ومن طبيعة الأطماع ومن روح الاستمالة وجدير] إلى أن ينتهي في (ص48) [هذا ميزان نستطيع أن نزن به سياسة علي ومعاوية فقد كان علي محافظاً دينياً لا يمكنه أن يسوس الناس إلا على قانونه الخاص الذي يسيطر عليه ولا يتحلل من أسره ولذلك هو يلتمس لنفسه دائماً شواهد من القانون تبرر عمله فإن لم يجدها أحجم إحجام المذعور ومن ثم لا يُعطي أذنه لأي ناصح مهما علم صدقه وصدق رأيه] إشارة إلى من أشار عليه أنه الآن اسكت على فلان اسكت على فلان [بينما كان معاوية متحللاً من هذا القيد فلم تكن سياسيته قانونية بل سياسية ظرفية, ومن ثم كانت قمينة بالنجاح وجديرة بأن لا تفشل] هذا أيضاً العامل الثاني.

    العامل الثالث وهو عامل – إن صح التعبير- عامل إقليمي أو عامل قطري, يقول: [وهو روح العراق في ذلك الزمان القبلي] أن العراق كان محكوماً بروح قبلية ثم يدخل في تحليل أن الروح القبلية أساساً بطبيعتها تقبل النظام وتقبل الطاعة وتقبل الإتمار أو لا تقبل؟ ثم يقايس بينها وبين الروح الشامية التي كانت في الشام التي أساساً كانت روح نظامية باعتبار أنها كانت في زمن الروم وغيرهم وهؤلاء متعلمين على الانتظام والإئتمار والطاعة ولذا تجدون أن الإمام أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) قال عندي استعداد أن أبادل أهل العراق بأهل الشام (كلام أحد الحضور) أحسنتم يعني واقعاً ماذا كان هناك ولم يكن يعني كان هنا متدينين ولم يكن هنا متدنين, يقيناً ليس هذا الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) يريد أن يشير إليه, يريد أن يشير أن أولئك أناس لا أقل يطيعون قادتهم وأنتم ماذا؟ ولذا عرفت هذه الجملة المعروفة >لا رأي لمن لا يطاع< >أفسدتم علي< وهكذا عشرات الكلمات, التي الإنسان يريد أن يقرأ واقعاً تاريخ العراق في تلك المرحلة لابد أن يمر بدورة على نهج البلاغة ليعرف ماذا كان يجري في العراق في ذلك الزمان.

    بعبارة أخرى: نتكلم بلغة سياسية, يعني في العراق تنفع القائمة المفتوحة أو القائمة المغلقة؟ (كلام أحد الحضور) نعم لأنها لو تصير مفتوحة هذا ينتخب رئيس العشيرة وذاك ينتخب رئيس العائلة وذاك ينتخب .. وإذا نحن ندخل إلى مجلس النواب بدل أن يكون عندنا خمس كتل عندما 275 ماذا؟ نحن خمس كتل ما استطعنا أن نتفق الآن إذا صارت مئتين كتلة ماذا نفعل؟ أنظروا هذا هو العمل السياسي, العمل السياسي ليس دين, بلي الدين ركن من أركان العمل السياسي ولكن معرفة الشروط التي أنت تعيشها أن هذا الشعب شعب واقعاً الآن يفهم القائمة المفتوحة, أصلاً تنفعه القائمة المفتوحة أو تنفعه القائمة المغلقة, ينفعه أساساً الانتخاب الآن أو ينفعه الإدارة وتقديم الخدمات أي منهما؟ واقعاً مشكلة العراق أنتم ترونها في هذه الخمس ست سنوات الماضية في العراق, أنا أشير للعراق باعتبار أنه هي التي أفشلت سياسة الإمام علي (عليه أفضل الصلاة والسلام) وهي من قبل أيضاً وهي من بعد ذلك قضت على من؟ على الإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام). هم العراقيين لا غيرهم يعني.

    الآن تقول لي في الكوفة ما كانوا فقط عراقيين غير العراقيين أيضاً كانوا, أقول بلي أنا أتكلم الآن بشكل عام وإلا ما أتكلم أن كلهم كانوا كذا, وأتكلم في قضية خارجية ولكن هذه لابد أن تدرس.

    ولذا تجدون بأن المروانيين عندما جاؤوا وجدوا أن العراق لا يحكم إلا بمن؟ إلا بالحجاج, وجدوا أن الطريق لحكم العراقيين يمر من خلال, وأنتم تجدون أن الحجاج استطاع أن يحكم العراق, لمدة طويلة حكم, هذه لابد أن تكون مدعاة لنا الذين نحن الآن الأكثرية الشيعة في العراق وأتباع مدرسة أهل البيت وندعو الله سبحانه وتعالى أن نوفق لأن يبقى لنا صوت مؤثر في السلطة أين؟ في العراق, ولابد أن ندرس العراق جيداً, وإلا إذا ما ندرس العراق جيداً وما ندرس الشعب العراقي جيداً وما ندرس روح العراقيين جيداً ننتهي إلى نتائج أو لا ننتهي إلى نتائج؟ نفشل بعبارة أخرى, على أي الأحوال هذه أيضاً اتركوها.

    إذن أخواني الأعزاء, هذه العوامل الثلاثة يشير إليها.

    طيب في قبال هذا المشروع الأموي الذي يقيناً علي بن أبي طالب وأهل بيته والإمام الحسن والكل عرفوا أن المشروع ماذا يريد أن يفعل بالإسلام, هل يبقي له باقية أو لا يبقي؟ ماذا فعل أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) الذي هو ختام حديثي واقعاً, ماذا فعل أهل البيت؟

    أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) قاموا بفعلين أساسيين:

    الفعل الأول: ما قام به الإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام).

    الفعل الثاني: إن صح التعبير الموقف الثاني, ما قام به الإمام السجاد وانتهاءً بالإمام الرضا (عليه أفضل الصلاة والسلام) باعتبار أنه ما بعد الإمام الرضا (عليه أفضل الصلاة والسلام) يعني بدأت عندنا حركة جديدة تهيأة للغيبة, يعني عندك من الإمام السجاد إلى الإمام الرضا واقعاً نجد واقعاً بأن هناك حركة واسعة من أئمة أهل البيت ضمن خطة مدرسة إن صح التعبير.

    الموقف الأول: موقف الإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) وأنه وجد بأنه لا يمكن إرجاع هذا القطار الخارج عن سكة الإسلام لا أقل أن يشعر الناس وأن يلتفت الناس أن هذا القطار خرج عن سكته الأصلية لا طريق لذلك من خلال النصح والإرشاد والموعظة والكلمات والصعود إلى المنابر والمقاومة السياسية والمعارضة السياسية واي شيء من هذه الأمور تنفع لبيان هوية السلطة الحاكمة والخلافة الحاكمة أو لا تنفع؟ لا تنفع, ما هو الطريق الذي ينفع؟ أن يقدم لهذا ثمن على مستوى دم من؟ دم الإمام الحسين وبتلك الطريقة التي شهدناها في كربلاء.

    إذن الحركة الحسينية الهدف الأصلي منها كان إيجاد هذه الحالة في الأمة أن الخلافة وصلت يعني الخلافة الإسلامية وصلت إلى هذه الدرجة من الانحراف أي درجة من الانحراف؟ أنه تستطيع أن تقتل ابن بنت رسول الله’, وهذا الذي لم يحدث على مر تاريخ الإسلام إلى زمن يزيد, يعني معاوية لم يفعل ذلك, يعني الخليفة الأول الخليفة الثاني الخليفة الثالث وغيرهم لم يفعلوا ذلك, وإنما يزيد فعل ذلك على هذا المستوى.

    إذن فقط الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) قدم دمه قام بحركته فقط لإثارة الأمة لتحسيس الأمة أن الخلافة وصلت إلى هذا المنزلق الخطير.

    طيب إذا تحققت هذه الحقيقة عند ذلك يبدأ الدور الثاني لأئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) ما هو الدور؟ وهو أنه كيف ينبون الأمة من جديد, لأنه معاوية وغير معاوية استطاعوا أن يبدلوا الأمة كاملة ذائقة الأمة أزاء أهل البيت كاملاً تبدلت, ولذا تجدون لم يسعى أحد من أئمة أهل البيت لاستلام السلطة لأن القاعدة الجماهيرية متوفرة أو غير متوفرة؟ غير متوفرة, القاعدة الجماهيرية.

    وهذا ما يؤكده السيد الشهيد+ بحث قيم في (مقدمة عنده السيد الشهيد لتاريخ الإمامية وأسلافهم من الشيعة, تأليف الدكتور عبد الله فياض, مقدمة في هذا البحث تقريباً في ثلاثين صفحة) أنا بودي أن الأخوة يراجعون هذا البحث, يقول: [ولكن بعد نصف قرن وبعد أن لم تبقَ من هذه القواعد الشعبية شيء مذكور ونشأت أجيال مائعة في ظل الانحراف] أي انحراف؟ الانحراف الأموي [لم يعد تسلّم الحركة الشيعية للسلطة محققاً للهدف الكبير لعدم وجود القواعد الشعبية المساندة بوعي وتضحية وأمام هذا الواقع كان لابد من عملين: الأول: العمل من أجل بناء هذه القواعد الشعبية الواعية التي تهيأ أرضية صالحة لتسلم السلطة, والآخر: تحريك ضمير الأمة الإسلامية وإرادته] طبعاً تحريك ضمير الأمة الإسلامية ليس بالحركة الحسينية وإنما بالحركات الجزئية التي كانت كحركة زيد وغيرها وغيرها.

    أخواني الأعزاء تقريباً هذه خلاصة ما كنت أريد أن أقولها, حتى ألخص حديثي وغداً إن شاء الله حتى ندخل في بحث آخر كمقدمات لأبحاثنا اللاحقة.

    خلاصة حديثي: أن من أهم وظائف الفقيه في زمن الغيبة هو تشخيص ماذا؟ واقعاً هذه القضية التفتوا إليها, وأنا طبعاً غير متوقع بأنه هذا الجيل الذي عندنا الآن واقعاً يهتمون بهذه القضية بذلك الاهتمام الكافي, ولكنه إن شاء الله تعالى الأجيال القادمة من الفقهاء الذين يدرسون في مدرسة أهل البيت يقيناً سيعتنون بعد أن عرفوا, بعد أن عرفوا أهمية السلطة بعد أن عرفوا أهمية استلام السلطة في نشر الإيديولوجية وفكر أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام).

    أخواني الأعزاء من أهم وظائف الفقيه في زمن الغيبة تشخيص الظرف الموضوعي الذي تعيشه الأمة, يعني يعيشه أتباع مدرسة أهل البيت, طبعاً بالإضافة إلى وظائفه الأخرى الموكلة إليه, ولكنه على رأس هذه المسؤوليات, هذه المسؤولية التي أشير إليها.

    وليس الأمر كما يقول جملة من علمائنا الأعلام ومنهم سيدنا الأستاذ السيد الخوئي+ في (التنقيح, ج1, في آخر الاجتهاد والتقليد) عنده عبارة هذه, يقول: [فذلكة الكلام أن الولاية لم تثبت للفقيه في عصر الغبية, بدليل وإنما هي مختصة بالنبي والأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام)] الآن هذا بحث مرتبط بولاية الفقيه.

    إذن ما هو المستفاد دور الفقيه في زمن الغيبة, التفتوا جيداً [بل الثابت حسبما تستفاد من الروايات] يعني وظائف الفقيه [أمران: نفوذ قضائه وحجية فتواه] خلص, نحن أيضاً كل كلامنا مع هذا, طبعاً أنا ما أعلم بأنه إذا لا توجد سلطة سياسية كيف يمكن أن يكون هناك قضاء, أصلاً لا معنى له, له معنى؟ نعم قد أنت تختلف مع صاحبك في قضية شخصية تذهب إلى الحاكم الشرعي وإلا القضاء بمعنى السلطة القضائية أساساً يمكن أن يكون للفقيه دورٌ في زماننا إن لم يستلم السلطة السياسية والتنفيذية والتشريعية أو لا يمكن أن يكون؟ لا معنى لذلك.

    إذن ينحصر دور الفقيه في زمن الغيبة في بيان الفتوى الشرعية.

    وأنا أتصور من الناحية الواقعية والعملية الآن أكثر فقهائنا بهذا الاتجاه, وهو أنه ما عنده دور, نعم إن تهيأت له ظروف جزئية أخرى, عند ذلك آخر المطاف بعد ذلك بعد اللتيا واللتي يقول: [نفوذ قضائه وحجية فتواه وليس له التصرف في مال القصّر] هذه أيضاً لا حق له, [أو غيره مما هو من شؤون الولاية, إلا في الأمر الحسبي] في الأمور الحسبية هذه أيضاً لا من باب الولاية, لأنه لا ولاية له وإنما من باب أن الشارع لا يرضى بفوات مثل هذه الأمور, فالقدر المتيقن للتصدي هو الفقيه الجامع للشرائط, لا من باب أنه له ولاية على مال الصغير أو مال القاصر ونحو ذلك.

    نحن هذه الرؤية هذا الاتجاه في فهم أدوار المرجعية في زمن الغيبة نتفق معها أو نختلف معها؟ هذا الذي لا نوافق عليه.

    تتمة الحديث إن شاء الله تعالى يعني رجوعاً إلى أبحاثنا بإذن الله تعالى السابقة إن شاء الله غداً أفهرس الحديث وبعد ذلك نبدأ.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2012/09/04
    • مرات التنزيل : 1044

  • جديد المرئيات