نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (52)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    أنا في المقدمة لابد أن أشير إلى مقدمة وهذه المقدمة لعلي كررتها لخمسة أو عشر مرات, هذا البحث ليس بحثاً فقهياً كلاسيكياً هذا الذي تجدوه في الحوزات العلمية, وإلا كونوا على ثقة ما أسهل هذا البحث الكلاسيكي, خصوصاً مع توفر المصادر الآن في الأيدي أنت تستطيع أن تراجع مصدرين ثلاث كن على ثقة لا يأخذ من وقتي أكثر من نصف ساعة وأأتي وأدرس هنا, تراجع التنقيح وتراجع كلمات الأعلام وكل شيء مرتب وانتهت القضية, إذا كان الغرض هذا والإخوة الذين حضروا هذا الدرس لأجل هذا البحث الكلاسيكي هذا غير موجود في بحثي هنا.

    وإنما أنا عقدت هذا البحث لهذه النقطة ولهذه المنهجية أنه أريد أن أقول أن البحث الفقهي ليس شيئاً منفصلاً عن البحث العام في فهم الدين, فهم الدين مقولة عامة واسعة فيها مجموعة من المباحث التي واحدة منها ما هو؟ فهم أو استنباط الحكم الشرعي, وأنا لا استطيع أن أفهم الحكم الشرعي منعزلاً عن فهم القرآن منعزلاً عن فهم العقائد, منعزلاً عن فهم القواعد العقلية, هذه مجموعة واحدة لابد أن تفهم بنحوٍ واحد بمنهجيةٍ واحدة, مع اختلاف في هذه المسائل. إذن لا يذهب إلى ذهن الإخوة أنه لماذا لم ندخل, نحن في الأبحاث الكلاسيكية, في الأبحاث الكلاسيكية إذا أعرض لها أعرض لها بنحو النموذج.

    وأنا أتذكر لعله في الخمسين درس الماضية نحن دخلنا في عدة أبحاث كلاسيكية, يعني بحث الزكاة بحث العملات, بحث الأوراق النقدية, مجموعة من العناوين, طيب هذه أبحاث كلاسيكية دخلناها, ولكن دخلناها ضمن هذه الرؤية التي نحملها والمنهج الذي نريد أن نؤسس له إن شاء الله تعالى في مثل هذه الأبحاث, ولا أقل -إن صح التعبير- وإن كان كثيراً لا أوافق باعتبار أنه فيها مدلولاتها الخاصة التي أنا ما أريد أن ألتزم بمدلولاتها الخاصة, لا أقل هذه قراءةٌ أخرى لعملية الاستنباط, لأنه أنا لا أقول قراءة باعتبار أنه تعلمون أنه تعدد القراءات لها أبعاد ولها معاني ولها مدلولات أنا ما أريد الآن أن أدخل في تلك, ولكنّه أريد أن أقدم منهجية أخرى في عملية استنباط وفهم الدين, لأنه كثير من الأخوة اليوم بحمد الله تعالى طلبة فضلاء ولكن غداً قد يكون عالم في منطقة ويُسأل عن أسئلة لابد أن يرجع إلى القرآن لابد أن يرجع وليس كل ما يُسأل عنه مرتبط بالحكم الشرعي كثير منها قضايا أخلاقية قضايا فكرية قضايا ثقافية قضايا عقائدية, خصوصاً مع هذا الانفتاح الموجود الآن على الفضائيات, طيب ماذا يفعل إذا لا يوجد عنده منهج صحيح في عملية التعامل مع القرآن في عملية التعامل مع النصوص الشرعية الواردة في السنة, كل همّي أنه أعطي ولو رؤوس نقاط, لأنه القضية تعلمون أوسع من أنه في سنة وسنتين أو عشرة أن نفهمها بهذه البساطة, ولكنّه تحصل رؤية عامة كيف تتعامل مع النص الديني.

    الآن انظروا مسألة أخرى في هذا اليوم التي تدخل أيضاً في هذا البحث.

    السؤال المطروح هنا -دخولنا في بحثنا لهذا اليوم- السؤال المطروح هنا وهو من الأسئلة الأساسية: أنتم على أي أساسٍ فلسفي معرفي -ليس بمهم هذا- على أي أساسٍ تقولون أنّه مع تغيّر الشروط الفكرية والثقافية والاجتماعية والحياتية بنحوٍ عام فإنه يؤثر هذا التغيّر في هذه الشروط يؤثر على فهم الإنسان من الدين, على أي أساسٍ تقولون هذا, ما هو مبنى هذه الدعوى؟

    الفهم هو ماذا؟ التفتوا جيداً دعني أبين لك المقولة التي أصحاب الثبات يقولونها, ونحن أصحاب -إن صح التعبير- أصحاب التغيّر, أصحاب الثبات ماذا يقولون؟ يقولون إخواننا الأعزاء الدين الذي بأيدينا ما هو؟ يعني النص الديني, يعني القرآن يعني الروايات يعني كلمات العلماء هذه النصوص لا أقل القرآن والسنة, هذا النص الديني أولاً: أنه كامل {وأنزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء} وثانياً: أنّه ثابتٌ دائمٌ, أيشك أحد بأن الدين متغيرٌ؟ أبداً, الله سبحانه وتعالى أنزل هذا الدين أنزل هذا النص وخصوصاً النص الديني, أنزله إلينا كاملاً ثابتاً دائماً {ما عندكم ينفد وما عند الله باق} وهذا الدين من أين جاء؟ جاء من عند الله سبحانه وتعالى {إن الدين عند الله الإسلام} طيب إذا صار الإسلام دينٌ عند الله والآية الأخرى ماذا تقول؟ {ما عندكم ينفد وما عند الله باق} إذن هذا الدين ما هو؟ باقٍ ثابت دائم لا يتغير إلى آخره, والفهم ما هو؟ قرأتم في الفلسفة في الكلام في المنطق قرأتم الفهم ما هو؟ هو الوجود الذهني لهذه الموضوع الخارجي يعني الوجود العلمي لهذا الأمر الثابت, طيب إذا كان المعلوم ثابتاً فهذا العلم به أيضاً يكون ثابتاً لأنه هو انعكاسٌ لما هو موجود في الواقع الخارجي, والواقع الخارجي ثابتٌ فهذا الذي ينعكس في أذهننا كالمرآة فإنه يكون ثابتاً, إذن على أي أساس أنتم تأتون تأثير الزمان ومكان ومقولة التغيّر وتحول والاستنباط ما أدري تعدد قراءات, هذه كلها لا أساس فلسفي يوجد لها ولا أساس معرفي يوجد لها, ما أدري واضح الإشكالية, يعني الطرف الآخر ليسوا بقالين حتى نحن نتصور بأنه كيف يتكلمون بهذا الكلام, لا عندهم أسس يتحركون من خلالها.

    هذا مضافاً طبعاً أنا ما أريد أن أدخل في التفاصيل وإلا إن شاء الله إذا صار وقت ندخل فيه, عندما يقول الأحاديث الصحيحة المستفيضة -ما أريد أن أقول المتواترة- المطمئن بصدورها >حلال محمد’ حلال إلى يوم القيامة, وحرامه حرام إلى يوم القيامة< إذن ثابت أم متغير؟ ثابت, أيوجد أحدٌ يفهم من هذا النص أنّه متغيّر, والفهم ما هو؟ انعكاسه في الذهن ليس إلا, إذن ما معنى أن الزمان والمكان يؤثر في الفهم, يؤثر في التطور في التكامل في التغيّر ما معنى ذلك؟ هذه هي المقولة التي يستند إليها.

    في مقام الجواب عن هذه المقولة, التفتوا جيداً لما أقوله, نحن لا نشك في المقدمة الأولى وهي: أن الدين عندما أقول دين يعني النص القرآني يعني الروايات في نفسها قبل أن تنعكس إلينا قبل أن آخذ منها مفاهيم آخذ منها نظريات أنا أطرحها بنحو اجتهادي -لا قبل هذا- الدين أمرٌ كاملٌ ثابتٌ دائمٌ باقٍ لا يتغيّر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها, هذه المقدمة لا شك فيها, هذا اعتقادنا, هذا الاعتقاد الكلامي, الآن شخص لا يعتقد ذاك بحث آخر لابد أن ندخل معه في علم الكلام لندخل معه لنرى بأنه أساساً لماذا لا يعتقد ولماذا نحن نعتقد, ولكن هذا كأصل موضوعي نحن قد انتهينا منه, إنّما الكلام ماذا؟ فهمنا لهذا الدين, هذا الذي أنا أمامي الآن أنا أريد أن أفهمه, هنا يأتي دور العنصر البشري في فهم الدين, العنصر الأول الركن الأول عنصر بشري أم عنصر إلهي؟ عنصرٌ إلهي ثابت لا يتغيّر, وإنما العنصر الثاني الذي يريد أن يدخل على الخط هو العنصر البشري.

    الآن سؤال: هذا الإنسان -التفت افتح قوس- إذا تتذكرون في أول هذه الأبحاث, طبعاً الإخوة لعلهم لم يأتوا بعد, في أول هذه الأبحاث قلنا واحدة من أهم مقومات فهم عملية استنباط الدين والمعارف الدينية هو فهم حقيقة الإنسان, حتى البعض قالوا ما هي علاقة فهم الإنسان بفهم عملية الاستنباط؟ الجواب: لأن هذا الإنسان يشكل الركن الثاني في عملية الاستنباط, فإذا فرضنا أن هذا العنصر الثاني ليس بثابت هو العنصر الثاني متغيّر, متبدل متكامل تتداخل عليه عوامل متعددة خارجية فتغيّر رؤيته للأشياء, عند ذلك ثبات العنصر الأول بالضرورة يكون ثبات العنصر الثاني أو لا ملازمة بينهما؟ لا ملازمة بينهما, لو كان الإنسان واقعاً مرآة صادقة لا يتدخل في الصورة المرآتية, نعم الإشكال كان وارداً والتساؤل ثابت وهو أنه ما معنى الزمان والمكان يؤثر؟ الآن لو أنت تضع أمامك مرآة صادقة ثابتة لا توجد فيها شوائب كل الذي تضعه أمام هذه المرآة ماذا تفعل المرآة؟ تعكسها بنحوٍ صادق ودقيق, أما إذا فرضنا أنه لا أن هذه المرآة, مرة مقعرة مرة محدبة مرة كبيرة مرة صغيرة, مرة مشوبة مرة صافية مرة فيها شوائب مرة لا توجد فيها شوائب, هذه تؤثر على الصورة المرآتية أو لا تؤثر؟ تؤثر بشكل واضح وصريح.

    الآن سؤالنا: أن الإنسان بحسب الفهم هو مرآة ولا تدخل عوامل وعناصر التغيير فيه أو تدخل عوامل وعناصر التغيير؟ أول هذه العوامل إخواني الأعزاء هي اللغة, هذه اللغة, كل لغةٍ, ولذا الآن في العلوم المعاصرة ولعله هذه لم توجد في القديم, في العلوم المعاصرة يعتبرون اللغة ظاهرة اجتماعية يعني ماذا؟ يعني محكومة بكثير من القوانين التي تحكم الظواهر الاجتماعية, طيب هذه اللغة أنت تريد أن تتعامل معي ومعك, التفتوا أنت تتعامل معي وأنا أتعامل معك أنا كيف أتعامل معك وكيف تتعامل معي, طيب لم تتعامل معي من خلال الأعيان الخارجية, تتعامل معي من خلال الألفاظ الكلمات السياقات الفضاءات الفكرية التي تعيشها, صحيح أم لا, أنت عندما تقرأ في القرآن الكريم {فإن حزب الله هم الغالبون} طيب أنت عندما تقرأ قرآنياً حزب الله واقعاً لو ضمن السياقات التي الآن تسمعها عندما تسمع حزب الله أين يذهب ذهنك؟ توجد سياقات أخرى تحكم, لعله قبل مائة سنة لو شخص يقول ولاية الفقيه بينك وبين الله يخطر على ذهنه هذه السياقات الموجودة لنظرية ولاية الفقيه؟ أبداً, ولكن الآن توجد نظرية فالذي يعيش في هذه السياقات الفكرية عندما يقال له نظرية ولاية الفقيه, واقعاً تعطي مدلولاتها بكاملها من سياسية وإدارية واجتماعية وقيادية هذه كلها تعطيها, أما هذه الكلمة أنت لو تقرأها قبل مائتين سنة كن على ثقة لا يخطر على ذهنك هذا المدلول من هذه الكلمة, هذه من أين جاءت؟ جاءت من هذا التطور من هذه السياقات الفكرية التي عشناها.

    إذن إذا كان الأمر كذلك, إذن الإنسان ليس يعيش في الفضاء المجرد الإنسان يعيش في ماذا؟ ولذا أنا يقين عندي أنت إذا تعلمت لغة من اللغات لابد أن تذهب إلى تلك اللغة لترى سياقاتها الاستعمالية ما هي؟ لعله أنت بحسب كتب اللغة لها معنىً وتلك بحسب سياقاتها الفكرية والثقافية والاجتماعية لها معاني أخرى وأنت عندما تتكلم تقول له والله أنا هذا ليس مقصودي, أنا مقصودي المعنى اللغوي لها, يقول لا, أنت عندما قلت هكذا يؤخذ بظاهر كلامك, طيب هذا النص الآن نحن من الدين ماذا بأيدينا, اللوح المحفوظ بأيدينا؟ طيب ليس اللوح المحفوظ بأيدينا, الذي بأيدينا هذه النصوص القائمة على أساس لغة وهذه اللغة لغةٌ وهذه اللغة ظاهرةٌ اجتماعيةٌ لها سياقاتها الفكرية والثقافية إلى آخرها, طيب أنا أأتي إلى هذا النص الذي بين أيدينا بالضرورة أن النص الذي بيدنا أفهمه كما يفهمه الشيخ الطوسي أو قد نختلف في الفهم؟ طيب هذا منشأ الاختلاف من أين جاء؟ لا يستطيع أن يقول لي أن النص هو منشأ الاختلاف, النص هو منشأ الاختلاف لا, نص واحد, الذي دخل على الخط هذه مجموعة الثقات.

    ولذا أنت تجد هذا النص القرآني الواحد, هذا مثال نعيشه نحن جميعاً, نص قرآني واحد أعطيه بيد العارف يعطيك لها تفسيراً, أعطيه بيد الفيلسوف المشائي يعطيك تفسيراً, أتكلم في العقائد ما أتكلم في الفقه الآن, أعطيه بيد الحكمة المتعالية يعطيك تفسيراً ثالثاً, أعطيه بيد المعتزلي يعطيك تفسيراً رابعاً, أعطيه بيد الأشعري يعطيك تفسيراً خامساً, أعطيه بيد المحدث والإخباري يعطيك تفسيراً سادساً, أعطيه بيد العوام تقول ماذا تفهمون {وهو معكم أينما كنتم}؟ يعني يقول والله الله معنا, طيب الله معكم, أكثر من هذا لا يفهم, أما عندما تعطي إلى العارف إلى الحكيم يقول هذه المعية القيومية هذه, هذه التي داخل في الأشياء لا بممازجة وخارج عنها لا بمزايلة, الآن أنت ابق ثلاثة وعشرين سنة مع العرف يستطيع أن يعرف هذه المعارف, طيب سؤال: يعني هؤلاء كلهم أخذوا من السي أي أي حتى يختلفون في الفهم؟ أبداً والله, هذا عنده سياق فكري معين يفهم النص ضمن هذا السياق الذي عنده, وذاك عنده سياقات أخرى يفهم النص ضمن سياقاته, أيوجد غير هذا, أنا أسألك هذه الأدلة التي استند إليها الفقهاء لإثبات طهارة أهل الكتاب التي الآن صارت عندنا حالة عامة بين فقهاءنا, هذه الأدلة كانت بيد السابقين أو لم تكن بيد السابقين؟ أم خرجت أدلة جديدة؟ لا والله لم تخرج عندنا أدلة جديدة ولا روايات جديدة نفس الروايات السابقة موجودة بأيدينا, لماذا الآن ضمن السياقات العامة للعولمة الفقهاء يفهمون منها ماذا؟ طهارة والسابقون أجمعوا على النجاسة.

    أين الإشكالية؟ كم مسألة تريد عشرات المسائل بل مئات المسائل, القدماء فهموها بشيء, نفس النصوص عندما جاءت عندنا نفهمها ماذا؟ بشيء آخر, الآن هذه نظريات حقوق الإنسان الآن كم كتاب مكتوبة الآن حديثاً في حقوق الإنسان من خلال الزاوية الإسلامية؟ يمكن عشرات إذا لم أدعي المئات, طيب لماذا قبل خمسين سنة لم يتكلم أحد بحقوق الإنسان, يعني هذه الروايات والنصوص لم تكن موجودة؟ لا يا أخي لأنه الآن الفكر الإنساني والبشري بشكل عام تطور في هذه الأبعاد بطبيعة الحال هذا سوف يؤثر عليّ أنا أن أرجع إلى النص الذي الآن بيدي لأرى بأنه واقعاً يستطيع أنه يجاري هذا العصر أو لا يستطيع؟ الآن أنا ما أريد أن أدخل كونوا على ثقة.

    في باب الإرث, المسلم يحجب الكافر عن الإرث أو لا يحجب؟ كافر مات وعنده وارث كافر وعنده وارث مسلم, يحجب المسلم أو لا يحجبه؟ يحجبه, طيب لو فرضنا أن الكافر ابنه وهذا بالطبقة الثالثة, يعني بينه وبين المسلم يوجد سبعة وتسعين واسطة, أما ذاك ماذا؟ يحجب أو لا يحجب؟ الآن جملة من الأعلام واقعاً متوقفين كن على ثقة لو ترجع إلى كلمات السابقين ما عنده شك أنه ماذا؟ أما هنا يقول لا, ولذا صاروا بصدد إيجاد المخارج لها, قالوا ماذا؟ قالوا نأتي ونجعل عقد عام وهو عقد الذمة أنه يشترط هذا الذمي الذي في بلدنا الذي يعيش فيه, لأنه نريد مخرج يجد بأنه هذه تنسجم مع حقوق الإنسان أو لا تنسجم؟ لا تنسجم, قال ماذا يفعل؟ قال يشترط في عقد الذمة أنه إذا أنا مت إرثي لمن يذهب؟ (كلام أحد الحضور) لا لا للكافر, يقولون ملزم أم لا؟ يقول بلي, لا دليل على المنع, طيب من حقه أن يشترط هذا فيمنع من؟ فيمنع المسلم, لماذا هذه المخارج الآن بدأت توجد عندنا لماذا الآن ما هي المشكلة؟ لماذا قبل خمسين سنة لم يفكروا في هذه؟

    الجواب: لأن السياقات العامة الآن في حقوق الإنسان والتعامل الإنسان الذي قائم على أساس المواطنة وليس على أساس الأيديولوجية ما يسمح بأنه أنت تعامل الناس في الحقوق المالية على أساس إيديولوجي ما يسمح لك بهذا, تقول سيدنا الدين هكذا نفعل نحرف رويسك المهم أنه هذا الواقع, إذن إخواني الأعزاء همنا الأصلي أن نفهم أنّه الدين والفهم الديني حقيقة واحدة أم حقيقتان؟ لابد أن نقبل هذا الواقع, تقول سيدنا الآن ألف وأربعمائة سنة فقهائنا لم يلتفتوا, أمور كثيرة لم يلتفتوا إليها ماذا فقط هذه ما التفتوا إليها, بمقتضى سياقاتهم الفكرية والاجتماعية ما التفتوا, طيب الآن في أبحاث التعارض والتزاحم -قرأتم في علم الأصول- أن باب التزاحم باب غير باب التعارض, هذه متى بدأت؟ بدأت في زمان الميرزا النائيني, وإلا قبل الميرزا النائيني بهذا الوضوح ما موجودة, يعني خفيت على علمائنا؟ نعم خفيت.

    الآن اتضحت هذه الحقيقة, قبح العقاب بلا بيان ما أريد أن أقول هذا صح وذاك خطأ, السيد الشهيد ماذا يقول؟ يقول طيب خفيت على علمائنا, قبح العقاب بلا بيان ليست قاعدة ماذا؟ ألف وأربعمائة سنة, يقول طيب اشتبهوا, بل أكثروا من ذلك السيد محمد باقر الصدر يدعي ما أدري واجدين ذلك أم لا, أنا أقرأ لك الجملة حتى أنت لا تقول لي سيدنا كلمات العلماء والأعلام والفقهاء والمراجع هؤلاء كلهم ما افتهموا؟ لا.

    الآن ما أدري الجملة أجدها للسيد الشهيد أو ما أجدها عرفت كيف, في نظرية الاحتمال عنده جملة هذه الجملة أنا مراراً ذكرتها للإخوة, تتذكرونها أين في الجزء الرابع في نظرية الاحتمال, ما أدري استطيع أن أجدها وأنا لست على المنبر حتى نقول صلوا على محمدٍ وآل محمد, اللهم صل على محمد وآل محمد, عنده عبارة لعله بعد ذلك أجدها, هذه العبارة يقول أنا في هذا الكتاب وهو كتاب >الأسس المنطقية للاستقراء< استطعت أن أصل إلى نظريةٍ هذه النظرية استطاعت أن تناقش الفكر البشري وتخطئه لألفين وخمسمائة سنة, هذا ادعاءه, (كلام أحد الحضور) لا واقعاً هذا إدعاءه بشكل رسمي هذا الآن لماذا أريد أن أنقل العبارة لكم, أريد أن أنقل العبارة باعتبار أن العبارة جداً مهمة في هذا المجال, موجودة في الجزء الرابع أتذكر ولكنها أين ما أدري, المهم إذا وجدتها إن شاء الله أجدها يقيناً أجدها في الجزء الرابع, وأدري في هذا الجانب, ما كان في ذهني والآن جاء في ذهني ونقلتها لكم, في ص130 يقول: >إلا أن هذا التصور أساساً غير صحيح على ما شرحناه مفصلاً في كتاب الأسس المنطقية, فإن هذا البحث كان منشأ لانتقالنا إلى نظريةٍ جديدةٍ للمعرفة البشرية استطاعت أن تملأ فراغاً في نظرية المعرفة لم يستطع الفكر الفلسفي أن يملأه خلال ألفي سنة< أنا قلت ألفين وخمسمائة سنة, هي ألفين, يعني معقول؟ طيب لماذا أن السيد محمد باقر الصدر وفق لهذا ولم يوفق غيره, بغض النظر عن الصحة, أصلاً بعد ذلك سيتضح لكم أنه لا يوجد أحد يستطيع أن يقول ما أقوله هو المطابق للواقع سأبين لكم, لماذا؟ إخواني الأعزاء هذا ليس محمد باقر الصدر, هذه مجموعة سياقات تطور الفكر البشري استفاد منه السيد الشهيد+ وإلا محال أن هذه الفكرة يصل إليها إنسان قبل ألف سنة, يعني محال وقوعي لماذا؟ لأن السياقات الموجودة في الفكر البشري تسمح بهذا الظهور لمثل هذا الفكر أو لا تسمح؟ لا تسمح لهذا الظهور.

    ولذا أنتهي إلى هذه النتيجة إجمالاً الآن تفصيلها في نظرية المعرفة, في جملة واحدة: أنّه لا ملازمة بين ثبات الدين وثبات الفهم الديني, الآن لا يذهب ذهنك, (افتح قوس: لا يذهب ذهنك وكل واحد الحمد لله سوف يقول كيف ما يعجبك اليوم عندنا هؤلاء المثقفين المعاصرين, كل ما يعجبه يقوله ولكن تقول له من أين هذه؟ يقول هذه قراءة ما هي الإشكالية, لا لا ليست هذه, بعد ذلك سيأتي أنه ضوابط فيها, وليس كل بقالٍ يأتي ويقول بأنه أنا عندي قراءة عن الدين, فيها قواعد كل من يريد أن يقدم قراءة لابد ماذا؟ الآن بينكم وبين الله كل واحد يستطيع أن يأتي للرياضيات ويقدم ما يشاء من نظريات في عالم الرياضيات والفيزياء والكيمياء أم توجد ضوابط؟ توجد ضوابط لا يمكن لكل أحد, تقول قراءتك أنت اثنين زائد اثنين تصير أربعة, أنا قراءتي اثنين زائد اثنين تساوي تسعة, تقول ما يصير هذه فيها قواعد فيها ضوابط فيها ثوابت فيها متغيرات ليست هكذا القضية).

    وهذا المعنى إخواني الأعزاء كل من التفت إلى المسألة أقر بهذه الحقيقة, الآن أقر بها بشكل واسع أو بشكل ضيق ليس بمهم, المهم بمجرد أن توجه إلى القضية قبل وقال نعم, وأنا أتصور من أقوى المدارس التي التفت إلى هذه الحقيقة هي مدرسة أهل البيت تبعاً لإرشادات وتوجيهات مدرسة أهل البيت, هذه مسألة الحكم الظاهري والواقعي قائمة على هذا الأساس, الواقع ما هو؟ واحد, يتعدد أو لا يتعدد؟ لا يتعدد, يتبدل أو لا يتبدل؟ الآن أنت تجد نظريات المعتزلة والاشاعرة لا يوجد عندهم واقع والواقع إما يومياً يتبدل على نظر المجتهد هذه كلها باطلة عندنا لأنه نحن مخطئة, ولكنّه هذا منع الفقيه أن يكون الحكم الظاهري عنده متعدد أو لم يمنعه؟ أبداً, الآن أنت لا تعبر تعدد قراءات عبر تعدد الأحكام الظاهرية, ولكن الذي يريد أن يعطي حكم ظاهري غير الحكم الظاهري الآخر, لابد عنده قواعد عنده ضوابط عنده منهج متكامل على أساسه يقول أنا على هذا الأساس أقول هذا ولا أقول هذا, ولعله مطابق للواقع ولعله مخالفٌ للواقع.

    ولذا قلت لكم بأنه قلت لكم أنه من الناحية النفسية عندما قلت تعدد الأحكام الظاهرية, كأنه ماء بارد على قلبك استراحيت قلت الحمد لله رب العالمين لم نخرج عن المشهور, نعم يقين عندي هذا, لماذا؟ لأنه أنت عندك موروث هذا الموروث أنت عايش معه كيف يأتي شخص وكل هذا موروثك يهدمه ما يمكن, ولذا قلت ما أريد أن استعمل هذه الاصطلاحات الحديثة لأنه فيها أيضاً موروث فكري وثقافي, ولذا أنتم إذا أردتم أن تكتبوا غداً كثيراً لا تذهبون حتى تثبتون أنه أنتم معصرنين ليس من العصر معصرنين يعني من العصر, لا تذهبون أنه مباشرة تستعملون اصطلاحات, تتذكرون بالستينات والسبعينات خطبائنا عندما كانوا يتكلمون في الفضاء هكذا كان في الفلك هكذا كان بالكواكب هكذا كان ما أدري تتذكرون أم لا لماذا؟ لأنه أربع علماء بالغرب كانوا قد تكلموا كم كلمة في الفلكيات كم نجمة توجد وكم ماذا, وتسعين بالمائة منها كانت خاطئة ولكنّه كانوا يقولونها للناس والناس ما كانوا يعرفون أنهم ماذا يقولون, عرفت كيف, لا تذهبون الآن اربع اصطلاحات خرجت من الغرب ومن الشرق من هنا ومن هناك في تعدد القراءات هرمونيطيطيا ما أدي هذه الاصطلاحات دع هذه على جنب وتعالوا إلى موروثنا إلى كلماتنا أنتم اوجدوا لها ألفاظ اصطلاحات ضمن هذا الموروث الثقافي والفكري والعقائدي لنا, لماذا تستعمل تلك الاصطلاحات والألفاظ لأن تلك مملوءة بموروثاتها فعندما تأتي بها تأتي بماذا؟ مع موروثها ما يمكن لك أن تعزلها, هذه التفتوا إلى هذه الحقائق, عندما تكتبون عندما تتكلمون هذه التفتوا إليها, وإلا شئت أم أبيت تسوق مجاناً تأخذ بأمتك إلى أن تعيش الموروث الآخر, مجاناً بلا أي عوض, لأنه هو عندما يذهب إلى الديمقراطية يرى أن الديمقراطية هذه لوازمها هذه وهذه.. ونحن أيضاً جئنا بك ماذا نفعل لك في العراق؟ نريد أن نجعل لك ديمقراطية عرفت كيف, فهو أيضاً يريد أن يلتزم لا بالديمقراطية, والله يريد أن يلتزم بها أكثر مما يلتزم بها الغرب مع أنهم هم إلى الآن لم يلتزموا بلوازمها, في الولايات المتحدة الأمريكية نحن صار لنا مئتين سنة كم حزب عندنا حزبين سمعت شيئاً آخر في الولايات المتحدة, جمهوري ديمقراطي يدعون غيرهم يصعد أو لا يدعون؟ إما المنتخب واحد من هنا أو منتخب واحد من هناك أما تأتي في الجمهورية الإسلامية يرشحون لرئيس الجمهورية ألف وستة وتسعين نفر, في المرة الأخيرة ما أدري سمعتم أم لا, ألف وستة وتسعين نفر مرشحين لرئاسة الجمهورية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية, عندما تقول له يقول لك حقي هذا, انظروا ذاك يعرف ضوابطها ما هي؟ تعالوا التفتوا إلى أنه نُخدع من حيث لا نشعر, جيد.

    ولذا الآن فقط أقرأ بعض كلمات السيد الشهيد لأنه الوقت لا يسع, انظروا السيد الشهيد الذي ملتفت هذه في الستينات السيد الشهيد كتب هذا الكتاب اقتصادنا ص417 التفت إلى العبارة, يقول: >وحتى لو تأكدنا أحياناً من صحة النص< يتكلم في النصوص السنة يعني لا في القرآن, وهذا الذي نحن فيما سبق قلنا لابد أن نميز في التعامل بين القرآن وفي التعامل مع ماذا؟ مع السنة, لأنه هذه المشاكل الموجودة عندنا في السنة لم توجد عندنا أين؟ في القرآن ولكن مع الأسف الشديد نحن الذي هو أقل إشكاليات جعلناه في الرف, يعني إما أسقطنا حجيته قلنا ما باللازم, أو إذا قبلنا حجيته جعلنا المفسر له من؟ من هو أضعف له سنداً ودلالةً وأكثر إشكالات إلى آخره, الآن المنهج العام في حوزاتنا العلمية القائلين بحجية ظواهر القرآن الكريم من مفسر القرآن؟ السنة الرواية, تقول له القرآن هكذا, يقول ما علاقتي بالقرآن انظروا الروايات ماذا تقول, الآن ذاك بحث معرفي آخر لابد أن ننظر أنه واقعاً أيهما المحور وأيهما الأصل, على أي الأحوال.

    يقول: >حتى لو تأكدنا أحياناً من صحة النص وصدوره من النبي أو الإمام< التفت إلى الجمل كيف قلت لكم هذه في الستينات يقولها >فإننا لم نفهمه إلا كما نعيشه الآن< عجيب ماذا الفهم متعدد؟ يقول: نعم لأن هذا النص في زماننا له فهم خاص بهذا الزمان, >ولم نستطيع استيعاب جوه وشروطه< أبداً لأنه النص صدر في شروط وجو آخر, نحن نستطيع أن نقف عليها أو لا نستطيع؟ ما لم نعش تلك الظروف نستطيع الوقوف أم لا؟ ومن هنا تأتي إشكالية معقدة جداً وهو أن الشارع عندما قال هذا النص حجةٌ عليكم هو أي قراءة يريدها تلك أم يريد هذه؟ أي منهما؟ هذه (كلام أحد الحضور) كلاهما أم ذاك واقعاً هذه مسألة وهذه أصلاً غائبة في علم الأصول عندنا, مع أنه أنت مسؤول عنها تريد أن تتعامل بحجية الظهور, أي ظهور الذي هو حجة عليك, ذاك الظهور في ذاك الزمان يعني ذاك الفهم أو هذا الفهم؟

    يقول: >ولن نستطيع استيعاب جوه وشروطه واستبطان بيئته التي كان من الممكن أن تلقي على النص ضوءاً من خلاله نفهمه< هذه في ص417.

    في ص419 >ولهذا يجب أن نفرق بين واقع التشريع الإسلامي كما جاء به النبي< يقول لابد أن نفرق هذا الذي الآن نحن نستعمل أدبياتنا لأنه في الستينيات >بين واقع التشريع الإسلامي وبين الصورة الاجتهادية كما يرسمها مجتهد معين خلال ممارسته للنصوص< يعني بين الدين وفهم الدين, لابد أن نميز هنا, عند ذلك كم مشكلة تصير عندنا الآن ما أريد, واحدة من المشاكل الحجية, وحدة من المشاكل هو الذي نحن نقول الإسلام إذا طبق يؤمن السعادة للإنسان طيب هذا الذي أنا أطبقه هو الإسلام أو فهمي من الإسلام, طيب بالضرورة أيضاً يؤمن السعادة أو يجوز لا يؤمن السعادة؟ وهذه هي الإشكالية, طيب أنت ترى في بعض الأحيان تطبق الأحكام تعطي أكلها أو لا تعطي أكلها؟ أين الإشكالية؟ أنتم قلتم أن هذا الحكم طبقوه انظروا النتائج, نحن معتقدين أنه إذا طبق الإسلام لا إذا طبق الاجتهاد الإسلامي, قد يؤتي إذا كان مصيباً وقد ماذا؟ إذا كان مخطئاً, هذه إشكالية أخرى فلهذا هو يقول: >فنحن نؤمن بأن واقع التشريع الإسلامي متكامل متراص واحد ولكن ليس بالضرورة اجتهاداتي تكون لها نفس الأحكام<.

    إذن, اتضح لكم بشكل واضح وصريح بأن الفهم الديني شيءٌ والدين شيءٌ آخر, من هنا لابد من الانتقال إلى سؤال آخر, هذا السؤال سنجيبه غداً ولكن فقط تأملوا فيه, وهو: أنّه عندما تتعدد الأفهام فهم قبل مائة سنة وفهم الآن هذه الأفهام هل جميعها حجة, بعضها دون البعض حجة, وهذا البعض دون البعض على التعيين أو لا على التعيين أي منهما؟ ما أدري واضح التساؤل, عندما قبلنا أن الأفهام للدين والاجتهادات للدين متعددة كما الآن نحن نعيش وأنت تعيش من باب المثال الواضح لك واحد يقول طهارة الكتاب وآخر يقول نجاسة الكتابي, واحد يقول بولاية الفقيه وآخر يقول يرفض ولاية الفقيه, عالم يقول بقابلية الإسلام للتطبيق في زماننا حتى مع غيبة الإمام المعصوم والآخر يقول غير قابل للتطبيق مع فقدان الإمام المعصوم هو الذي لابد أن يطبق الإسلام, طيب هذه هي الاختلافات, هذه كلها حجة أو بعضها حجة؟ إذا كانت بعضها حجة بعضها المعين أو بعضها غير المعين أي منهما؟ إذا قلنا كلها حجة كيف يصير؟ هو الواقع واحد, كيف كلها حجة, إذا قلت بعضها المعين فترجيح بلا مرجح, على ماذا باءك تجر وبائي لا تجر, فهمك حجة وفهمي ليس بحجة, إذا قلت الفهم غير المعين بعضها غير المعين طيب هذا يشكل لي علم إجمالي أنّه هذا فيها واحد صحيح وتسعة وتسعين خطأ إما كلها يتساقطن عن الحجية أو لابد من العمل بالاحتياط طيب ماذا نفعل؟

    تتمة الكلام تأتي.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2012/09/05
    • مرات التنزيل : 1111

  • جديد المرئيات