بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
كان الحديث في هذه المسألة وهو أننا ذكرنا بأنه لابد أن نميز بين أمرين أساسيين:
الأمر الأول: وهو ما يتعلق بالدين وواقع الدين ونفس الدين لا إشكال ولا شبهة أن هناك مجموعة من الخصوصيات متوفرة في هذه المرحلة وهو ما يصطلح عليه الدين, لا أقل بما نعتقده في ديننا وشريعتنا وهو أن هذه الشريعة وهذا الدين بمختلف أبعاده التي عرض لها فهو كاملٌ وحقٌ وثابتٌ ودائمٌ وأبدي هذه الخصوصيات لا مجال للمناقشة فيها بحسب ما نعتقده في علم الكلام من أن هذه الشريعة الموجودة بأيدينا في واقعها يعني كما نزلت على قلب الخاتم’ {نزل به الروح الأمين على قلبك} هذه الحقيقة لا مجال فيها لا للتغير ولا للتكامل ولا للتبدل ولا للتحول ولا للإضافة ولا للنقيصة إلى غير ذلك, هذه لابد أن لا يشكك أحد في هذه وإلا إذا كان عنده تشكيك لابد أن يرجع إلى هذه المسألة إلى علم الكلام ليثبت له بأنه أساساً الدين كاملٌ أو ناقص, الدين ثابتٌ أم متغير, هذا المعنى الإخوة لا أقل بنحو الإجمال يرجعون إليه في كتابنا >الثابت والمتغير في المعرفة الدينية ص48< عبرنا عنه >الدين مطابق للواقع, الدين كاملٌ لا نقص فيه, الدين خالص لا شائبة فيه< هذه هي حصيلة الخصوصيات التي أثبتها علم الكلام, هذه مرحلة.
طيب هذه الحقيقة أين موجودة؟ كما هو اعتقادنا موجودة في قلب الخاتم’ موجودة عند الأئمة الأوصياء (عليهم أفضل الصلاة والسلام) باعتبار أنهم معصومون ولا يحتاجون إلى أي زيادة في العلم ونحو ذلك, الآن إذا قلت ماذا تقولون في تلك النصوص أنه >لو لم نزدد في كل ليلة جمعة لنفد ما عندنا< هذا الإخوة إن شاء الله يراجعونه في كتاب >علم الإمام< هناك بينّا بأن هذه الزيادة مرتبطة بالعلم أو مرتبطة بشيء آخر ذاك بحثه في محله.
المحور الثاني: هو الذي يصطلح عليه بالمعرفة الدينية أو الفهم من الدين, وهذا الذي عندي وعندك يعني في البشر غير المعصوم, أما البشر المعصوم فذاك الذي قلنا في المرحلة الأولى والمحور الأول, هنا لابد أن يعلم الإخوة أن المعرفة الدينية قابلة لأن تتكامل قابلة لأن تزداد قابلة لأن تنقص قابلة لأن تتبدل قابلة لأن تزداد, قابلة.. إلى غير ذلك, هذه كلها خصوصيات مرتبطة بالمحور الثاني التي هي المعرفة الدينية أو سميه الفهم من الدين وهذه هي المحور الثاني وأيضاً هذا المعنى أشرنا إليه بشكل واضح وصريح الإخوة إن شاء الله الكتاب ليس بكبير في 180 صفحة الإخوة يراجعون وهو ما عبرنا عنه الفصل الأول بين الدين والفهم الدين, أساساً كيف نميز بين الدين وبين الفهم الديني, التفتوا جيداً.
يوجد محور ثالث نحن بالأمس ما أشرنا إليه لأنه لم يدخل في أبحاثنا ولكن للإشارة أشير إليه حتى أنه تعرفون الخلط الذي يقع فيه جملة من الكتّاب المعاصرين سواء كانوا الآن في إيران أو في خارج إيران والمشكلة في هذا المحور الثالث, وهو الذي يسمى عندهم بفلسفة الدين, إخواني الأعزاء فلسفة الدين لا هو الدين ولا هو المعرفة الدينية, التفتوا جيداً, لا هو الدين ولا هو المعرفة الدينية, إذن ما هو فلسفة العلم؟ هذا الذي يقولون عنه -عفواً- فلسفة العلم ما هو المراد من فلسفة العلم؟ إخواني الأعزاء في كلمةٍ واحدة, هذه المعرفة الدينية التي وجدت عند العلماء على مر التأريخ, افترضوا من صدر الأول الإسلام إلى يومنا هذا وإلى قيام الساعة وجدت معرفة دينية هذه أمامكم هذه الاختلافات الواقعة بين العلماء هذا النفي والإثبات هذا التكفير وغير التكفير هذا التضليل وغير التضليل هذه عشرات المسائل التي طرحت, هذا صاحب فلسفة العلم يخرج خارجاً لينظر ما هي القوانين التي تحكم المعرفة الدينية, عندما يستكشف هذه القوانين, هذه القوانين تسمى ماذا؟ فلسفة العلم أو فلسفة المعرفة الدينية.
الآن لا فرق هذه التي يعبر عنها في الفلسفات الحديثة بالفلسفات المضافة في قبال الفلسفة المطلقة التي هي الفلسفة, هذه يعبرون عنها فلسفة مضافة فلسفة المعرفة الفقهية, فلسفة المعرفة الأصولية, فلسفة المعرفة الفيزيائية, هذه كل علم وكل باب من أبواب المعرفة يمكن أن نوجد لها فلسفة نسميها فلسفة مضافة يعني مضافة إلى باب معين من الأبواب لنعرف مثلاً على سبيل المثال صاحب فلسفة العلم يسأل هذا السؤال الذي سنسأله نحن إن شاء الله وهو من أبحاثنا الأساسية وهو أنه:
أساساً هؤلاء العلماء الذين اختلفوا فيما بينهم كل كلماتهم حجة أو بعضها حجة دون البعض الآخر؟ هذا لا يسأله صاحب المعرفة الدينية يعني في المحور الثاني, صاحب المعرفة الدينية دائماً يعتقد ما انتهى إليه هو الحق وهو الحجة وهو المطلق وهو المطابق للواقع, يشك في هذا, إذا شك فلا تصير معرفة دينية, يعني لو تسأل أنت الذي وصل إلى طهارة أهل الكتاب تقول له بأنه أنت معتقد أن هذا صحيح, يقول مائة في المائة, طيب لا يقول لك أنه سبعين بالمائة أنا أقول مطابق وثلاثين بالمائة يوجد احتمال مخالف, طيب يوجد احتمال مخالف إذن أنت جزم واطمئنان بالحكم الشرعي أو لا يوجد عندك؟ طيب كيف تفتي الناس, ما أدري واضح أم لا.
هذا السؤال من يسأله؟ ليس الذي يعيش في المحور الثاني وهو المعرفة الدينية حتى يقول بأنه نحن كلنا على حق, كيف كلنا على حق؟ هذا قائل بالطهارة هذا قائل بالنجاسة كيف كلنا على حق, ماذا يصير كلنا على حق؟ أما الذي يجلس خارج المعرفة الدينية.
ما أدري إذا تسمحوا لي أضرب لكم مثال, واجدين كرة القدم, كرة القدم الذين يعلبون داخل الملعب هؤلاء هم المعرفة الدينية, كلٌ عندما يقوم بعمله يقول هذا هو علمي لابد أن يصير, أما الذي جالس الهيئة المحكمة التي جالسة في الخارج تقول هذا صحيح وهذا ماذا؟ أو هذا كله صحيح أو كله خطأ, هذا وفي كثيرٍ من الأحيان التفتوا, وفي كثيرٍ من الأحيان هذا الذي جالس في المحور الثالث الذي يقيّم ينسى موقعه أين ينزل؟ للمحور الثاني, يصير طرف مع أنه ليس بطرف, يعني أضرب لك مثال, هذا عندنا لا أريد أن أأتي بالأسماء لأنّه تنتشر ما أريد أن أأتي بالأسماء, هذا الذي جالس في المعرفة الدينية يقول بأنه من قال كذا فهو كافرٌ, تقول على أي أساس؟ يقول هذا دليلي يقول هذا الإنسان كافر, ذاك الطرف الآخر يقول لا هذا كافر, هذا يكفر ذاك وهذا يكفر هذا, نأتي إلى المرحلة الثالثة من؟ يعني الذي جالس في موقع فلسفة العلم, تقول له أيهما صحيح؟ يقول والله هذا بحسب أدلته صحيح وهذا أيضاً بحسب أدلته صحيح, يعني هذا كافر وهذا كافر, هذا الذي جالس في الموقع الثالث ينزل إلى الأرض في الموقع الثاني يقول كيف أنت تقول كافر؟ يقول طيب ثبت عندي, يقول لا ليس من حقك لاحتمال أن يكون رأيك غير مطابق للواقع, إذن ليس من حقك أن تقول له كافر؟
الجواب: هذا الكلام للموقع الثاني أو للموقع الثالث؟ هذا للثالث لأنه هو الذي يقول أن هذه الكلمات مطابقة أو غير مطابقة, أنت ليس من حقك أن تنزل من الموقع الثالث إلى الموقع الثاني تقول لماذا أن الفقهاء يكفر بعضهم بعضا, لماذا الفقهاء يقول أن هذا مرتد أو أن هذا ظالم؟ الجواب: هذه وظيفته, نعم أنت اخرج عن هذا الموقع ولا تصير طرف فيهم ثم قيم أنه من حقهم أن يقولوا أو ليس من حقهم أن يقولوا أما لا تصير طرف تقول أنه إذن أنت مشتبه أن تكفر الآخرين لأنك فهم ديني والفهم الديني ليس بالضرورة مطابق للدين, ما أدري استطعت أن أوصل الفكرة للأعزاء أو لا.
إخواني الأعزاء في كثيرٍ من الأحيان هذه المشكلة نحن عندنا وهو أنه يأتيك شخص يقول أنا ما عندي مشكلة مع الدين أنا عندي مشكلة مع فهمك الديني, طيب أنا معتقد أن فهمي الديني ماذا؟ هو الدين, أنا لست معتقداً أن فهم الديني مخالفٌ للدين فلابد أن أعمل به والدين هكذا يقول, وهذا الخطأ الشائع الموجود في كثيرٍ من كتابات المعاصرين سواء كان هنا في المجتمع الإسلامي أو في المجتمعات العربية وهو أنه يقول لماذا أنتم تقولون كذا وكذا مع أن هذا فهمٌ من الدين وليس هو الدين.
الجواب: أن هذا فهم من الدين وليس الدين هذا مرتبطٌ بالمحور الثالث وإلا من يعيش داخل المحور الثاني دائماً يعتقد ما فهمه هو نفس الدين, فيعمل بمقتضى ما يأمر به, وإلا بمجرد أن الفقيه أو المتكلم أو المفسر قال هذه معرفة دينية وفهمٌ ديني وهو شيء غير الدين إذن كلامه له قيمة أو ليست له قيمة, لأنه نحن إنما نريد أن نتبع الدين أو نريد أن نتبع الفهم الديني؟ نريد أن نتبع الدين وهو يعتقد أن ما وصل إليه هو الدين فلابد أن يعمل به ولابد أن تعطيه, نعم أنت صير خارج الدائرة صير حكم, قل بأنه إخواني الأعزاء هذا صحيح وهذا أيضاً صحيح هذا باطل وهذا أيضاً باطل, أما أنه أنت تصير في الموضع الثالث ثم تنزل وتعرض على هذا الموضع الثاني وتقول له لماذا تكفر؟ الجواب يقول: لابد أن أكفر ولابد أن أقيم الحد ولابد أن أحكم بالارتداد ولابد .. إلى آخره, لماذا؟ لأني أعتقد أني ما فهمته من الدين هو نفس الدين. الآن المهم, الآن من نضرب الأمثلة سيتضح لكم.
إذن هذه محاور ثلاثة التفتوا إليها جيداً وهذا البحث أيضاً إذا الإخوة يريدون أن يراجعوا إليه يرجعوا إليه في ص26 من الكتاب هناك قلنا وبينا أنه نحن عندنا أساساً مراحل ثلاثة هذه المراحل الثلاثة لابد أن يلتفت إليها ممكن أنه أن يرجع إليها الإخوة هناك أنا لا آخذ من الوقت.
السؤال المطروح: -وهو السؤال الأساسي- هذا السؤال لا مرتبط بالدين ولا بالفهم الديني -الذي هو المحور الديني الذي هو آراء العلماء- وإنما هو مرتبط بالمحور الثالث وهو فلسفة المعرفة الدينية أو فلسفة العلم, طيب الآن أنا أمامي على مر التاريخي مجموعة من الآراء, طيب أي الآراء حجة وأي الآراء ليست بحجة؟ واحد قال بطهارة أهل الكتاب والآخر قال بنجاسة أهل الكتاب, واحد يقول بوجوب النزح من البئر وواحد يقول لا يجب النزح من البئر, واحد يقول بدخالة الزمان والمكان في عملية الاستنباط, الآخر يقول لا مدخلية للزمان والمكان في عملية الاستنباط, أيهما حجة هذا حجة أم ذاك حجة؟
في المقدمة لابد أن تفهموا أو لابد أن نعرف ما هو الحجة؟ عندما أقول هذه معرفة دينية وفهم ديني حجة, ما هو المراد من الحجية؟ يوجد معنيان أو احتمالان -الآن لا نقول معنيان-:
الاحتمال الأول: عندما نقول هذه المعرفة الدينية حجة يعني مطابقة للواقع ونفس الأمر كما الآن أقول زيد جالس وهذه الجملة تكون مطابقة للواقع الخارجي, الله موجود واجب الوجود وهذه القضية مطابقة للواقع الخارجي, اجتماع النقيضين ممتنع وهذه قضية مطابقة للواقع ونفس الأمر, عندما نقول حجة يعني مطابقة للواقع ونفس الأمر.
طيب سؤال هنا: هل يعقل هذا أو لا يعقل؟ أن يكون المراد من الحجية المطابقة؟ الجواب: أن هذا غير معقول أساساً, غير معقول أن يكون المراد من أن المعرفة الدينية حجة يعني مطابقة للواقع ونفس الأمر أصلاً هذا غير معقول هذا الاحتمال لماذا غير معقول؟ أولاً: من أين تستطيع أن تشخص أن قولك مطابق للواقع, أنت كل الذي تستطيع أن تقول, تقول هذه الأدلة الموجودة بيدك تؤدي إلى أن تقول أن هذا قولي ماذا؟ أما أنك تعلم جزماً أن ما قلته مطابق للواقع من يستطيع أن يقوله إلا الله أو الإنسان المعصوم وإلا غيره فقط تستطيع أن تقول أنا أجزم أن ما أقوله مطابق أما واقعاً أو غير مطابق تستطيع أن تتأكد منه أو لا تستطيع؟ لا تستطيع لا يوجد طريق لمعرفة أن قولك مطابق للواقع, لأن الواقع بيدك أو ليس بيدك, نعم في بعض القضايا الواقع بيدك, كالمحسوسات, أرى الأخ أمامي أقول جالس انتهت القضية, هذا واقع, أما كل القضايا النظرية من قبيل زيد جالس وعمر قائم؟ لا ليس الأمر هكذا, أمر كثيرة أن المطابق لها بيدنا أو ليس بيدنا؟ الدين واقع الدين بيدنا أو ليس بيدنا؟ لا ليس بيدنا الذي بيدنا مجموعة من النصوص وفهمنا لهذه النصوص, هذا الذي بأيدينا, هذا أولاً.
وثانياً: إذا قلنا أنّه -هذا الإشكال الأول- على أنه لا يمكن أن يراد من الحجية يعني المطابقة.
الإشكال الثاني: إذا قلنا أن المراد من الحجية يعني المطابقة, سؤال: الأفهام واحدة أم متعددة؟ المفروض أنها متعددة والواقع واحد أم متعدد؟ يستحيل أنه كلها تكون ماذا؟ خصوصاً إذا كانت الآراء متنافية بين النفي والإثبات وأنتم تعلمون يستحيل أن يكون النفي والإثبات كلاهما مطابق للواقع, يستحيل أن يكون الشيء ومنافيه كلاهما مطابقٌ للواقع معقول هذا؟ الله موجود ونقيضه غير موجود كلاهما مطابق للواقع, النبي مرسل من قبل الله وغير مرسل كلاهما مطابق للواقع, هذا معقول أو غير معقول؟ الطهارة والنجاسة متضادان, كلاهما مطابق للواقع معقول أو غير معقول؟ غير معقول, إذن لا يمكن كل الافهام تكون حجة بمعنى المطابقة, يبقى احتمال آخر وهو أن يكون بعضها دون البعض الآخر, طيب سؤال هذا بعضها دون البعض الآخر هذا البعض المطابق للواقع المعين أو غير المعين, فإن قلت بعضها المعين مطابق للواقع دون بعضها الآخر هذا ترجيح بلا مرجح, للإشكال الأول وهو أنه من أين عرف أن هذا مطابق وذاك غير مطابق, فإن قلت بعضها غير المعين, طيب ينفعني أو لا ينفعني؟ لا ينفعني.
هذا مضافاً إلى لوازم أخرى وهو أنه إذا كان في الأمور العملية طيب لعله يمكن إجراء الاحتياط هذا إذا لم يلزم منه دوران الأمر بين المحذورين, أما في الأمور العقائدية أساساً ممكن الاحتياط أو غير ممكن الاحتياط؟ مولانا احتاط فيمن يؤمن بالولاية التكوينية ومن لا يؤمن بالولاية التكوينية كيف احتاط, أعتقد بالولاية التكوينية ولا أعتقد بالولاية التكوينية كيف يمكن هذا؟ احتياطه لابد أن أجمع بينهما, أساساً لا معنى له.
إذن هناك مجموعة من الأدلة والقرائن تبين لنا أنه لا يعقل أن يكون المراد من الحجية ماذا؟ المطابقة للواقع وعدم المطابقة للواقع, إذن ما هو المراد من الحجية؟ التفتوا جيداً, هذه هي القضية الأساسية.
المراد من الاحتمال الثاني أن هذه النتيجة التي انتهيت إليها هل هي قائمة على أسس مستدل عليها بشكل صحيح أو ليس كذلك, فإن كانت هذه النتيجة من مقدماتٍ مستدلٍ عليها باستدلال منطقي عقلاني نقلي صحيح يعني منهج مستدلٌ عليه لا إدعاءات فالنتيجة ماذا؟ حجة, ما معنى الحجة يعني يمكن الاعتماد عليها وعقد القلب عليها والإيمان بها إذا كانت أمراً عقدياً ويمكن العمل بها بل يجب العمل بها إذا كانت أمراً عملياً سواء طابقت الواقع أو خالفت الواقع, ما أدري واضح هذا المعنى. إذن ما معنى أن المعرفة الدينية حجة؟ معناه معنى الحجية يعني أنه قائمٌ على أسس منهجية مستدل عليها تعطي هذه النتائج, ولذا نحن بشكل واضح وصريح عندما جئنا إلى هذه القضية في اللباب الجزء الأول ص65 هكذا عرفنا الحجية, قلنا: الملاك في ذلك هو أنّه يمكن الاستدلال عليها بشكل أنه استند إلى منهجٍ معرفي مستدلٍ على صحته سواء أصاب الواقع أو أخطأ الواقع لا فرق, وبهذا يتضح معنى تعدد القراءات من يحق له أن يقول هذه قراءة وتلك ليست بقراءة؟
الجواب: في جملة واحدة إذا كان المنهج القائم مستدل عليه الآن قد أنت جنابك لا توافق عليه طيب لا توافق كما أنه الآن ملا صدرا كثير من مبانيه يوافقون عليها أو لا يوافقون؟ لا يوافقون يقولون هذا الكلام غير صحيح, طيب فليكن غير صحيح ولكن هذه أدلته, هذه أدلتي انتهيت إلى التشكيك وأرفض التباين, العارف يقول هذه أدلتي لإثبات الوحدة الشخصية, تقول باطلة, طيب الآن عندك باطلة ولكن عندي ما هي؟ صحيحة ولكن عنده منهج استدلالي واضح لا أنه أقول له بأنه على أساس تقول بالأمس رأيت طيفاً أنا؟ على أي أساس يقولون رأيت الحجة؟ يقول جاءني في النوم هكذا قال لي.
هذا أنا أستطيع أن أتكلم معه أو لا استطيع؟ أو التقيت في مكان ما على هكذا كذائية وتمشينا ساعة وقال لي هكذا افعل وهكذا افعل, هذه أقولها لأنه سمعتها على الفضائيات, أنه ساعة تمشى معه وأخذ أوامره منه, هذا نحن لا نستطيع أن نتكلم معه, إذا استطاع أن يستدل عليها فما عندنا مشكلة, يعني إذا جاء شخص وقال أن الآن من الآيات والروايات والمباني العقلية استدل على حجية الرؤية, ما عندنا مشكلة, ولكن أما يقول بأنه أنا أقول فلا أستطيع أن أتكلم معه, هذا يغلق الحديث معه علمياً يوجد مجال للحوار العلمي معه أو لا يوجد؟ لا يوجد, الآن السيد الشهيد بنى أصوله على نظرية الاحتمال طيب الآن أنتم انظروا الدراسات والنقود التي وجهت إلى نظرية الاحتمال إلى ما بعد السيد الشهيد, جيد فالتوجه, ولكنّه بنى أصوله وفقه وعقائده وفلسفته ومنطقه انظروا إلى المذهب الذاتي أنا شرحت هذا مفصلاً بناه على نظرية الاحتمال, ما هي نظرية الاحتمال؟ قال هذه نظرية الاحتمال في الأسس المنطقية وهذه مبانيها وهذه نظرياتها, هذا مبنايّ, إذن أعطى نتائج ولكن قائمة على أسس مستدلّة. سواء توافق عليها أو ماذا؟ سواء كانت هذه الأسس والمناهج مطابقة للواقع أو مخالفة للواقع.
إذن هل يمكن لكل أحد أن يدعي ويقول أن قراءتي هذه, كما نجد الآن في كثير من الكتابات المعاصرة؟ من حقه أو ليس من حقه؟
الجواب: بيني وبين الله ثبت العرش ثم انقش, ثبت أنك صاحب منهج كما الآن أنا أحاول الآن 52 درس وبعد ما أدري كم مستمر, أريد أن أقول بأنه عملية الاستنباط في الفهم الديني يدخل الزمان والمكان كعنصرين أساسيين في الاستنباط, أصلاً جنابك تقول سيدنا من أوله إلى آخره لا نوافق عليه باطلٌ من أصله, موفقين ما عندنا مشكلة, ولكن هذا منهجي وهذه أدلتي وهذه قواعدي وهذه آيات وهذه روايات, وافقت فبها ونعمت, خالفت فموفقين اذهب إلى المنهج الآخر ولم يقل أحد غير ذلك وهذا هو منهجي, أما أنا أأتي وأقول أنه أنا بالأمس احتملت هذا المعنى أن الزمان والمكان عنصران دخيلان في عملية الاستنباط ما هو الدليل؟ تقول له واضحة القضية ما يحتاج إلى بيان, هذا ما يمكن التكلم به واضحة بديهيات هذه.
الآن يأتي (كلام أحد الحضور) الآن يأتي إن شاء الله هذا اتفاق العلماء له قيمة أو ليس له قيمة يأتي, هذا واحد من نتائج هذا البحث يأتي أحسنتم, سيأتي واحد من نتائج هذا البحث أن الاتفاق أو أن الإجماع أو الشهرة هذا واحد من أهم نتائج مسألة المعرفة الدينية وتعدد المعرفة الدينية وأن السابق فهمه حجة على اللاحق أو لا, وأن إجماعات السابقين شهرات السابقين واقعاً حجة أو ليست حجة, أو لا أقل تضيء الطريق أو لا لا قيمة لها, بالنسبة لنا وإن كانت هي حجة في نفسها عليهم ولها قيمة ولكن أنا أتكلم في ماذا؟ في زماني الذي اختلف الزمان والمكان والفهم والعناصر والأدوات والعلوم والمعارف و … وإلى غير ذلك, هذه واحدة من أهم النتائج التي إن شاء الله تعالى سأوفق أشير إليها.
إذن, انظروا تسلسل البحث ماذا صار؟ صار عندنا بأنه أساساً أولاً: هناك أفهام متعددة وأن هذه الأفهام جميعها حجة بمعنى المطابقة للواقع, قلنا هذا مستحيل, بمعنى أنها يمكن الاستناد إليها نعم, ولكن بشرط, ما هو الشرط؟ أن يكون كل فهم من هذه الأفهام قائم على أساس منهجي مستدلاً عليه, الآن الإخباري عندما ينكر حجية ظواهر الكتاب واقعاً يدعي الرؤية؟ لا والله أبداً كتبوا كتب لإثبات عدم حجية ظواهر الكتاب, لا جزافاً قالوا هذا, منهج موجود, عندما قالوا بأن العقل ليس بحجة في كثير من المسائل النظرية, هذا ادعاه في الرؤية أو من نعاق الغراب لا والله, كتبوا كتب أثبتوا عدم حجية ماذا؟ ولذا أنتم اذهبوا إلى الجزء الرابع للسيد الشهيد تجد أدلتهم بياناتهم كلماتهم ليست ادعاءات, عنده منهج هذا, أنت تقول لا أوافق المنهج جيد جداً الآن سؤال: هو منهجه مطابق للواقع أو منهجك مطابق للواقع؟ الجواب: لا يستطيع أن يدعي منهجي هو الواقع ولا أنت تستطيع, نعم هو يقول منهجي هو الحجة وأنت تقول منهجي هو الحجة. وأنت تلتزم بلوازم منهجك وهو أيضاً يلتزم بلوازم منهجه, أنت تقول هؤلاء يخربون الدين أنت في المقابل تقول لا والله لم يخرب الدين إلا أنت, وكلاهما معذور أمام الله سبحانه وتعالى, لأنه لا هذا أخذ من السي آي أي ولا ذاك, هذا منهجه أوصله إلى أنه أنتم تابعون للفقه الكذائي وهو أيضاً يقول أنتم متخلفين انتهت القضية.
دعوني أنا جملتين أخرج عن الموضوع, انظروا هذا البعد الثقافي هذه القضية إذا تثقفنا جميعاً على هذا كم الآخر نحترم الآخر, أما إذا صرنا كل واحد يعتقد هو الحق ولا حق غيره, الآن انظروا التنابز الذي يصير في الواقع العلمي عندنا, (كلام أحد الحضور) اسمحوا لي سيدنا رجاء.
إذن على هذا الأساس هذا البُعد الثقافي, على هذا الأساس لابد أن يلتفت أننا عندما نقول حجية مرادنا من الحجية ليس المطابقة للواقع وإنما المراد من الحجية أنه هناك منهج أو لا يوجد هناك منهج؟ الآن قد يقول لي قائل سيدنا هذا من عندك, أنا إنما أذكر كلمات السيد الشهيد& حتى أخرج كما يقولون من وحشة الوحدة, وإلا لا توجد حاجة إلى أن نذكر كلمات الأعلام لأنه معتقدين بكلامنا أنه صحيح كما نعتقد الآن الذي يوافقنا فليوافق والذي لا يوافق وفقه الله, في اقتصادنا ص430 يقول: >ولأجل ذلك كان من الممكن لمفكرين إسلاميين مختلفين أن يقدموا صوراً مختلفة للمذهب الاقتصادي في الإسلام< طبعاً هذا من باب المثال أن يقدموا صوراً مختلفة للمذهب العبادي في الإسلام, في المذهب الاجتماعي في الإسلام, في المذهب السياسي للإسلام, للمذهب المالي في الإسلام, ممكن أو ليس بممكن؟ هذا من باب المثال لأنه يتكلم في الاقتصاد يقول المذهب الاقتصادي, إذن ممكن أنه نحن يوجد عندنا فلاسفة أو مجتهدين متعددين يقدمون رؤية سياسية واحدة أو عدة رؤى سياسية؟ سؤال: إذا قدموا عدّة رؤى سياسية كلها حجة أو كلها لا اعتبار بها, يقول: >طبعاً لاختلاف اجتهاداتهم, وتعتبر< التفتوا عند هذه العبارات, >وتعتبر كل تلك الصور إسلاميةً< عجيب إذا كان المراد من الاجتهاد المطابقة للواقع يعقل أن تكون كل الصور إسلامية؟ محال لأن الواقع الاقتصادي والمذهب الاقتصادي الواقعي واحد أم متعدد؟ طيب كيف يمكن أن تكون له أفهامٌ وكلها إسلامية؟ الجواب: يقول لأنه نحن ليس مقصودنا المطابقة مقصودنا أنه الاجتهاد مسموح به ضمن الآليات الموجودة, فإذا اجتهد ضمن الآليات الموجودة أو أوجد لنفسه آلية فالصورة تكون صورة إسلامية, >لأنها تعبر عن ممارسة عملية اجتهاد التي سمح بها الإسلام وأقرها ووضع لها مناهجها وقواعدها وهكذا تكون الصورة إسلامية ما دامت نتيجة لاجتهاد جائز شرعاً< إذن كل صورة وكل قراءة سوف تكون إسلامية, بشرط أن تكون ناتجة عن اجتهادٍ ومنهج مقبول في الشريعة, لا أن الشريعة تقول لا أريد هذا الطريق, أضرب لك مثال, على سبيل المثال, رسول الله جاءنا وقال إذا أردتم أن تفهموا كلام ربنا هكذا افهموا بهذا الطريق ألف يعني يفسر بعضه بعضا, على سبيل مثال قبلنا هذه النظرية, الآن شخص يأتي ويقول لا صحيح صاحب الشريعة يقول هذه الطريقة لفهم كتاب الله ولكن أنا لا أريد أن اعتمد هذه الطريقة, تقول له هذا اجتهاد ولكن هذا الاجتهاد أجازه الشارع أو رفضه الشارع؟ رفضه قال ليس هذا الطريق هو لفهم كلامي, أنا أعطي طريقة لفهم كلامي أنت ليس من حقك أن تخرج منه.
ولذا تجدون علماء الأصول دائماً عندما يقولون حكومة وورود وإطلاق وعموم وخصوص هذه كلها يحاولون أن يجدون شواهدها من أين؟ إما من الشرع وإما من العقلاء الممضى من الشارع, لماذا؟ لأنه يريد أن يجتهد في كلام الشرع إذن قواعده من أين لابد أن يأخذها؟ من هذا الشارع كيف يتكلم.
>بقطع النظر عن مدى انطباقها على واقع المذهب الاقتصادي في الإسلام< لا علاقة لنا أنها مطابقة أو مخالفة وإنما نحن ندور أنها مسموحة مجازة أو غير مجازة.
في ص415 أيضاً من الكتاب عنده عبارة لعلها أوضح من هذا, يقول: >فقد مر بنا أن اكتشاف المذهب الاقتصادي يتم من خلال عملية الاجتهاد في فهم النصوص وتنسيقها والتوفيق بين مدلولاتها في اطراد واحد وعرفنا أن الاجتهاد يختلف ويتنوع< يعني تعدد ماذا؟ الآن نحن في زماننا أسميناها ماذا؟ وأنا بالأمس أشرت قلت للإخوة الأفضل أن ما نستعمل هذه الاصطلاحات لا لأنه عندنا عداوة مع اللفظ لا لا, لأن هذه الألفاظ لها موروثها الثقافي في ثقافات أخرى. لا أنه عندنا مشكلة, نعم, أنت تعال وعين القراءة تعريف القراءة عندك أين عند ذلك يصير مشترك لفظي بين هذا وذاك, طيب أفضل من هذا أعطيها اصطلاح جديد عندك لماذا أنت تحمل نفسك موروث ثقافة أخرى. حتى يقولون لك لا هذا جداً متعصب بالحق والإنصاف جداً مثقف وإلا لا يوجد شيء آخر, تعال أنت ضع لنفسك أسسك الفكرية والثقافية.
قال: >تبعاً لاختلاف المجتهدين< التفتوا ضعوا تحتها خط كما يقال >تبعاً< يقول: >أن الاجتهاد يختلف ويتنوع تبعاً لاختلاف المجتهدين في طريقة فهمهم للنصوص< لأن كل مجتهد عنده طريقة, ما معنى الطريقة؟ يعني عنده منهجه الخاص في فهم النص, إذن الذي يحق له أن يقدم قراءة الذي يكون عنده منهج مستدل عليه في فهم النص الشرعي, >وعلاجهم للتناقضات التي قد تبدو بينها وفي القواعد وفي المناهج العامّة للتفكير الفقهي التي يتبنونها كما عرفنا أيضاً أن الاجتهاد يتمتع بصفة شرعية وطابع إسلامي ما دام يمارس وظيفته ويرسم الصورة ويحدد معالمها ضمن إطار الكتاب والسنة ووقفاً للشروط العامة التي لا يجوز اجتيازها< هذه المنهجية التي نقولها.
وكذلك عبارة عنده في ص418, >فالاجتهاد إذن عملية معقدة تواجه الشكوك من كل جانب ومهما كانت نتيجته -نتيجة الاجتهاد- راجحة في رأي المجتهد< يعني حتى لو آمن أنها مائة في المائة أنها ماذا؟ مطابقة للواقع, التفت إلى تعبير السيد الشهيد, هذا ما يتكلم عنه بعنوان في المحور الثاني يتكلم عنه وهو أين؟ في الثالث يعني في فلسفة العلم, يقول: >ومهما كانت نتيجته راجحة في رأي المجتهد فهو لا يجزم بصحتها في الواقع< يعني من حقه أن يجزم أو ليس من حقه؟ الجواب: أين في أي مرحلة ليس من حقه؟ في المرحلة الثالثة وإلا في المرحلة الثانية إذا ما يجزم كيف يفتي الناس؟ إذا أنا لم أكن جازماً فتواي بيني وبين الله أو برأيي العقائدي أو برأيي العلمي أستطيع أن أقول للناس, طيب هذا إضلال للناس هذا, أنا شاك فيه, نعم, بنحو أني أيضاً أعرف فلسفة العلم, أقول يقين عندي أن هذه الألف مسألة التي أنا أفتيت بها يقين عندي لعله مئتين منها غير مطابقة للواقع, ولكن هذا أين أقوله؟ في المحور الثالث أما في المحور الثاني لو أضع يدي على أي مسألة مسألة أقول يقيناً هذا هو حكم الشارع, ما أدري واضح أم لا.
قال: لا يجزم بصحتها في الواقع ما دام يحتمل خطئه في استنتاجها, الآن إما لعدم صحة النصف في الواقع وإن بدا له صحيحة أو لخطأ في فهمه للنص أو في طريقة التوفيق بينه وبين سائر النصوص أو لعدم استيعابه نصوص أخرى ذات دلالة في الموضوع ذهل عنها الممارس أو عاثت بها القرون< فيشكل هنا يقول: >وهذا لازمه إذن انغلاق باب الاجتهاد< لا, أنا أبين كلام السيد الشهيد, يقول: نتكلم في المرحلة الثالثة لا في المرحلة الثانية, في المرحلة الثانية كل يعتقد أن هذا النص الذي بيده صحيح, وأنا ما فهمه من النص صحيح وأنه يوجد نص معارض له, لا, وأنه جمع بينه وبين النصوص الأخرى بشكل صحيح, هذا كله جازم به, وإلا بمجرد, أنا أقول جازم المراد منه الجزم العرفي العقلائي الاطمئنان وإلا لم يقل أحد بأنه نريد اليقين المنطقي الأعلائي ذاك أبداً, ما أدري واضحة القضية.
إذن على هذا الأساس تصريحات واضحة في هذا المجال من السيد الشهيد.
الآن يبقى عندنا سؤال: في قبال الفهم الحجة ماذا يوجد؟ الفهم غير الحجة, إذا أردنا أن نستعمل مصطلحات حديثة في قبال القراءة المشروعة توجد عندنا قراءة غير مشروعة يعني غير مقبولة, طيب ما هي القراءة غير المقبولة؟ وهي أنه إن كانت القراءة ولذا إخواني الأعزاء إذا أردت في يوم ما أن تلزم القلم أو تكتب كتاب اطمأن أنه كلمة كلمة يوم القيامة تحاسب والناقد بصير, والله بتعبير العرفي العراقي (والله يطيحون حظنا هناك) يعني ماذا أنت لازم قلم تكتب الآن يقال له من أين جئت بهذا الكلام تقول والله فلان كتب وفلان كتب, نعم انسبه إلى الآخرين لتنجوا, إما أن يكون عندك منهج خصوصاً أولئك الذين له قُراء لهم مستمعون لهم من يقبل منهم لهم .. هؤلاء يوم القيامة يؤاخذون أشد المؤاخذة, إما أنك تبحث عن منهج.
ولذا تجدون واقعاً في زماننا من أوضح من اعتمد هذا المعنى السيد الطباطبائي, أنتم اقرؤوا أصول الفلسفة تجدون في أول أصول الفلسفة ما دخل بحث أصالة الوجود وكذا .. دخل نظرية المعرفة, وهذا هو المنهج الصحيح لأنه أساساً أنا ما هو منهجي الذي أريد أن أبني الفلسفة والنظرة الكونية والرؤية الكونية عليها, أنت هذه في الفلاسفة السابقين, طبعاً هذه لعله من بركات فلاسفة الغرب لأنه هم اعتنوا بفلسفة العلم وبنظرية المعرفة طبعاً موجودة في كلماتنا ولكن بنحوٍ متناثر، أنا في مدخل إلى مناهج المعرفة أشرت إليه مفصلاً.
ومنهم السيد الشهيد, أولاً ذهب وأسس نظريته في الأسس المنطقية للاستقراء قال هذه نظريتي, عند ذلك أنت أدخل في الفتاوى الواضحة تجدها أنه تطبيقات نظرية الأسس, في العقائد مرسل ورسالة ورسول تطبيقات لنظرية الأسس, في المنطق تطبيقات لنظرية الأسس, في الفلسفة تطبيقات نظرية الأسس, أما أنا وأنت ندخل عملية استنباط الفقه, عندنا منهج أو لا يوجد عندنا منهج, عندنا مجموعة مقولات منهجية متناثرة, إذا ما عندك منهجي فأمي لا علاقة لنا, ولكن أتكلم عن أولئك الذين هم أصحاب اختصاص ويجتهدون, عنده مجموعة أفكار متناثرة يدخل عملية التفسير يا أخي أقرأ تفسيره يا أخي عشرة صفحات لا يوجد ما هو منهجه في التفسير, أنت ماذا تريد أن تفسر القرآن على أي أساس, لأنه نحن عندنا منهج كلامي, منهج عرفاني, عندنا منهج تجريدي, عندنا منهجي عقلي, عندنا منهج روائي أي منهج تريد أن تفسر أنت, عندنا منهج تركيبي عندنا منهج تجزيئي أي منهج؟ عند ذلك أنا اعتبره مفسر أو أعتبره أمي, طبعاً أمي هذا متوسط, بين ذاك الأمي الذي لا يعرف شيئاً وبين صاحب المنهج, انتهى.
والحمد لله رب العالمين.