بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
كان الكلام في هذه النقطة وبودي قبل أن أفهرس البحث وأشير إلى ما تقدم وأكمل إن شاء الله, أشير إلى نكتتين:
النكتة الأولى: أنّ بحث تأثير الزمان والمكان في فهم النص الديني يُعد هو الأم لكل الأبحاث اللاحقة, يعني عندما نبحث عن تأثير الزمان والمكان في موضوعات الحكم الشرعي فأصله أين موجود؟ في فهم النص الديني عندما نبحث عن تأثير الزمان والمكان في الحكم الشرعي وتغير الحكم الشرعي فأصله أين يكمن؟ يكمن في النص الديني, عندما نبحث عن الملاك عندما نبحث في المصاديق عندما نبحث في الموضوعات المستحدثة, وأنا أتذكر أنه لمرات عديدة أشرت إلى هذه القضية أن الزمان والمكان له تأثيرٌ في أصل الفهم الديني قبل أن نصل إلى هذه الأبحاث لكن نحن لم نعرض لهذا البحث باعتبار أنه مرتبط بنظرية المعرفة لا أنه مرتبط بالأبحاث الفقهية.
ولذا بقدر ما نحتاج إليه سندخل في هذا البحث, لا يتبادر إلى الذهن أننا نريد أن نفصل الكلام في هذه المسألة فإن في تفصيل الكلام واقعاً لابد هناك مجموعة من القواعد والأسس لابد أن يشار إليها كما الآن أشير إلى بعض تلك القواعد ولو على نحو الفتوى المعرفية -إن صح التعبير- أمّا ترتيب الآثار سأشير إليها باعتبار أنها داخلة في صلب البحث, هذا أولاً هذه النكتة الأولى.
النكتة الثانية: أنّ هذا البحث الذي أعرضه بهذه الطريقة لم أعرضه في كتبي لا يتبادر إلى الذهن أنه مثل في بحثنا في مباحث القطع إشارات موجودة, في بحث اللباب إشارات موجودة في الثابت والمتغير إشارات موجودة, أما بهذه الطريقة التي أنا أبحثها هنا عنده الإخوة هذه لم يسبق لها أن بحثت في أي كتب من الكتب التي أشرت إليها.
إخواني الأعزاء ولطلب الإخوة من خلال الأسئلة ومن خلال الاتصالات أنه سيدنا هذا البحث أوضحه أكثر فأكثر حتى أنه تتضح رؤيتك خصوصاً وأنه نحن ذكرنا مجموعة من المطالب استشهدنا بها بكلمات السيد الشهيد الصدر& فتبادر إلى ذهن جملة من الإخوة أنّنا نتبنى نفس النظرية التي يتبناها السيد الشهيد, ولذا في هذا اليوم أحاول أولاً: أن أفهرس نظرية السيد الشهيد في مسألة الفهم التي معبر عنها عندنا حتى يكون واضح عند الإخوة معبر عندها عندنا بأصالة الظهور هذه مسألة الفهم باصطلاح المحدثين وباصطلاح الكتّاب المعاصرين يقولون أن الأفهام متعددة هو إشارة إلى مسألة أصالة الظهور عندنا التي تعد من أمهات المسائل المعرفية قبل أن تكون من أمهات المسائل في علم الأصول, لأنه أنت جنابك تحتاج إلى الظهور لا في الأحكام الشرعية فقط وإنما تحتاج إلى أصالة الظهور في العقائد, تحتاج إلى أصالة الظهور في الأخلاقيات, تحتاج إلى أصالة الظهور في التاريخيات, تحتاج إلى أصالة الظهور في كل ما يرتبط بالنص الديني, وأنتم تعلمون أن النص الديني لا يختص أمره ولا يختص بالأمور الفقه الشرعي ولكن -مع الأسف الشديد- نحن جئنا وجعلنا كأن أصالة الظهور المبحوث عنها في علم الأصول قضية مرتبطة بالأحكام الشرعية وبالأبحاث الفقهية فقط, مع أن الأمر ليس كذلك وهذا ما أشرت إليه في بحث في دورة الأصول قلت: بأن أصالة الظهور مسألة معرفية تدخل في كل أبحاث النص الديني أعم من أن تكون عقدية أو عملية أو أن تكون تاريخية أو أخلاقية أو غير ذلك, إذن مرة نعبّر الظهور ومرة نعبر الفهم, هذا لا يؤثر على المقام كثيراً وإنما هو اختلاف في الاصطلاح.
بعد هذه المقدمة أنا بودي أنه إذا أردنا أن نتكلم على مباني مشهور المحققين في هذه المسألة, أولاً: ألخص النظرية, وبعد ذلك أبيّن موارد اختلافي وفهمي ونظريتي في مسألة أصالة الظهور, وما اعتقده في مسألة أصالة الظهور, الذي سيلقي بظلاله على كل أبحاثنا اللاحقة يعني إذا أردنا أن نكتب تفسيراً نحن نؤمن بهذه النظرية, نريد أن نكتب فقه نؤمن بهذه النظرية, نريد أن نكتب كلام نؤمن بهذه النظرية, هذه النظرية نظرية المشهور من المحققين تقوم على أسس ثلاثة:
الأساس الأول: أن هناك واقعاً هذا الواقع قد نصيبه وقد نخطئه, في قبال أولئك الذين يقولون أساساً لا واقع وإنما ما يصل إليه اعتقاد الفقيه هو الواقع, وهذه النظرية باطلة وواضحة نحن نعتقد بأنه هناك مجموعة من الواقعيات الثابتة في لوح الواقع في اللوح المحفوظ عبّروا عنها ما تشاؤون, ليس هذا مهم, المهم أن هناك واقعيات في مجال العقائد, هناك مجموعة من الواقعيات في مجال الأخلاق هناك مجموعة من الواقعيات, في مجال الأحكام هناك مجموعة من الواقعيات, في العقائد الإمامة إما أصل من الأصول الاعتقاد وإما أنها ليست كذلك, ليست تابعة لرأي المتكلم إن آمن فهي موجودة إن لم يؤمن فهي ليست موجودة, لا ليس الأمر كذلك, في الواقع ونفس الأمر, ولهذا أنت عندما تقول الإمامة أصلٌ هذه القضية إما صادقة وإما كاذبة, لا يُعقل أن تكون لمن وصل إلى أن الإمامة أصلٌ صادق هذا, وإلى أن من وصل إلى أن الإمامة ليست بأصل أيضاً صادقة, هذا لا نوافق عليه, هذا النظر الذي يحاول أن يقولون بالنسبية حتى يتضح, الذين يقولون بالنسبية يقولون هذا نظره انتهى إلى أن الإمامة معصومة, طيب رأيه محترم هذا رأيه أن الإمامة غير معصومة, هذا أيضاً هذا رأيه محترم, نعم رأيه محترم شيء وأنه مطابق للواقع شيء آخر, يقيناً عندما تدور القضية بين أصل وليست أصل يقيناً إحداهما صادقة والأخرى كاذبة, هذه من أصول اعتقادات مدرسة أهل البيت, يكون في علمكم من لم يؤمن بهذا إذن يخرج من مباني أهل البيت, أما من لم يؤمن بطهارة أهل الكتاب ونجاسة أهل الكتاب هذا لا يخرج من مدرسة أهل البيت, أما من لم يؤمن بهذا الأصل فيخرج ماذا؟ أن الإمام المهدي الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت موجودٌ حيٌ الآن إمّا هذه القضية صادقة وإما لا, لا يعقل أنه الذي يعتقد بصدقها هو من أبناء وأتباع مدرسة أهل البيت, ومن لم يعتقد بصدقها أيضاً هو من مدرسة أهل البيت, الإمامة معصومة أو لا, لا يعقل أن تكون كلتاهما صادقة كلتاهما كاذبة, إحداهما صادقة والأخرى كاذبة, وهكذا ..
إذن الأصل الأول والقاعدة الأولية التي لابد أن تحفظوها, طبعاً الآن كما قلت, الآن لست بصدد الدليل, قد يقول قائل ما هو دليلكم على هذا الأصل؟ وهذا ممّا يؤسف له أنّه في علم الأصول نحن ندخل على فرض أن هذه أصول ثابتة ولكن ما بحثت في أي مكان؟ أنتم ابحثوا في أي كتاب بحث هذه القضية, نحن بشكل إرسال المسلمات نحن العدلية نعتقد أنها قائمة على أساس مصالح ومفاسد واقعية, طيب ما الدليل على ذلك؟ ما الدليل الكلامي ما الدليل النقلي ما الدليل العقلي على هذا, طبعاً كما قلت أنا في بحث الأصول أشرت إليها إجمالاً ولكن هذه تؤخذ كأصول موضوعة إما من نظرية المعرفة أو علم الكلام له بحث آخر. هذا هو الأصل الأول.
الأصل الثاني: أن هذا الواقع واحد لا أنه متعددة, هذا الواقع الذي قد نصيبه وقد نخطئه عشرة أو واحد؟ الجميع يعني المشهور من المحققين يعتقدون أنه واقع لا أنه الواقع متعدد, الله سبحانه وتعالى في كل واقعة له خمسة أحكام أو حكم واحد؟ حكمٌ واحد, وهذا أصل من الأصول المسلّمة في مدرسة أهل البيت أن الواقع لا يتعدد, أما في الأمور العقائدية فواضح وأما في الأمور الحكمية أو العملية الفقهية فأيضاً هذا هو الاعتقاد, الآن عندنا كلام في هذا أو لا, لعله نوفق أن نشير إليه بعد ذلك أنه ما هو مرادهم أن الواقع ما هو؟ واحد, طيب إذا كان الواقع واحد فقط من باب الإشارة لتنبيه أذهانكم, إذا كان الواقع واحد طيب في النتيجة صلاة الليل واجبة أو مستحبة؟ في الواقع, بغض النظر عن فتواي وفتواك وفتوى الفقهاء ماذا نقول؟ لا إشكال تقولون صلاة الليل ماذا؟ مستحبة, طيب لماذا صارت بالنسبة لرسول الله واجبة, ماذا له واقع غير الواقع الذي عندنا رسول الله؟ (كلام أحد الحضور) لا لا رجاءً لا تتكلمون وسط البحث, الواقع واحد طيب كيف تعدد الحكم إذا كان الواقع واحد؟ وهؤلاء القائلون بأن الواقع واحد -خلافاً للأخ العزيز- لا يقبلون لا استثناء ولا كذا لا يقول أحدٌ بأنه أهل البيت محكمون بالعصمة وفيها استثناء الإمام الجواد غير معصوم, لا لا ليس الأمر كذلك, الدليل عندما قال الواقع واحد فلا يتعدد ولا يقبل ماذا؟ يعني كالأحكام العقلية, الأحكام العقلية تقبل التخصيص أو لا تقبل التخصيص؟ لا تقبل التخصيص ولا الاستثناء ولا ولا.. إلى غير ذلك المهم أنا أذكرها على نحو الفتوى, الآن تقول لي سيدنا ما الدليل, أصلاً من أين جاء علمائنا بهذا الأصل أن الواقع ما هو؟ واحد, يعني لو جاء أحدٌ من الخارج من خارج مدرسة أهل البيت, يقول أنتم الذين تبنون على الواقع أن الواقع واحد, هذا من أين جئتم به؟ حتى أنه تقولون أنه إما أن نصيب هذا الواقع وإما أن نخطئه, فأنتم مخطئة, طيب هذا ثبت العرش ثم انقش, أنا أقول الواقع كم؟ خمس واقعيات عادة, هذا يصيب واقع وهذا يصيب واقع وهذا أيضاًِ يصيب واقعاً, لماذا أنتم تقولون أنه نحن مخطئة, لا مصوبّة عشرة واقعيات موجودة, هذا الذي أقول بأنه يحتاج إلى استدلال هي ليست قضية, نعم بالنسبة إلى الآخرين نرسلها إرسال المسلمات, أما بالنسبة كبحث علمي في الحوزة العلمية نحن في وجود الله نقول ما الدليل على وجود الله, نحن الباب مفتوح في البحث النظري.
هذا هو الأصل الثاني, عندنا فيه بحث أساسي حتى يتضح ما هو موارد اتفاقنا مع مشهور المحققين في هذه المسألة وما هو موارد اختلافنا مع المحققين في هذه المسألة.
المورد الثالث أو الأصل الثالث, والقاعدة الثالثة في المقام وهو: أن فهم هذا الواقع الواحد أنّ فهمه ليس واحداً, فهمه من خلال النص, من خلال النص الذي بأيدينا, فهم واحد أم فهم متعدد؟ أنا أتصور أنه أنت ارجع مراجعة تاريخية إلى الفقهاء إلى الأصوليين إلى المتكلمين إلى الفلاسفة إلى العرفاء إلى المفسرين, مع أنهم جميعاً يقبلون الأصل الأول والأصل الثاني ولكن مع ذلك فيما بينهم يختلفون أشد الاختلاف يعني بين النقيضين يختلفون, صحيح أم لا؟ طيب كل هؤلاء يقولون أن رأينا هو الواقع, أيوجد عاقل يقول هذا, يعني ذاك يقول بالعصمة, هذا ينكر العصمة, كلاهما يقول أنا الواقع؟ نعم, يقول أعتقد هو الواقع ولكن ما يستطيع أن يثبت أنه هو الواقع, وهذا الذي اشرنا إليه فيما سبق بأنه لا يوجد طريقٌ للعالم للمحقق أن يقول أنا أمثل ماذا؟ نعم, بإمكانه أن يرتب آثاره الحجية على ما وصل إليه, ولكن ما يستطيع أن يقول أنا المصيب وغيري طبعاً, نحن تعاملاتنا فيما بيننا قائم على هذا, ولكن هذا فيه أساس معرفي أو لا يوجد فيه أساس معرفي؟ لا يوجد. نعم, يقول أنا بحسب الأدلة الموجودة عندي أقول بأن الإمام الثاني عشر موجودٌ, وذاك يقول غير موجود, عصمة هذا يقول معصوم مطلقاً ذاك يقول معصوم إلا في كذا وكذا, طيب أيهما هو الواقع؟ إذا كان المتكلم معصوم, نستطيع أن نقول هذا هو الواقع, أما إذا كان المتكلم بشري غير معصوم, يستطيع أن يقول هذا هو الواقع, نعم, يقول أنا أعتقد أن هذا هو ماذا؟ ومن حقه ذلك لأن أدلته دلته على هذا الدليل, هذا الذي أشرنا إليه فيما سبق مفصلاً وقلنا بأنه لا طريق لأحد أن يقول هذا هو, نعم اعتقاده هو الواقع ومن حقه هذا, لأنه أدلته دلته على هذا المعنى.
إذن الأصل الثالث ما هو؟ هو أن فهم هذا الواقع من خلال النص الديني أعم من أن يكون كتاباً أو سنة فهمه واحد أم متعدد؟ فهمه متعدد وهذا قلت له لا ريب فيه يعني لا مجال للشك فيه والدليل على ذلك أنظروا أنتم الآن في كل كلمات علمائنا بل في العالم الواحد, العالم الواحد تجده في أوائل حياته يقول بنجاسة أهل الكتاب في أخريات حياته يقول بطهارة أهل الكتاب, طيب سؤالك: تقول له هذا الواقع أم ذاك الواقع؟ يقول والله كنت في ذاك الزمان أعتقد بذاك هو الواقع والآن أعتقد ماذا؟ طيب أيهما الواقع, يقول ما أدري أيهما الواقع.
ولذا تجدون أن المحققين من علمائنا عندما جاؤوا إلى مسألة الأعلمية هذا الرأي استضعفوه جميعاً تقريباً -إلا من ليس من أهل التحقيق- وهو أن يكون أقرب إلى الواقع, قالوا لا طريق لنا, راجعوا المسألة, هؤلاء الذين يقولون يصورون أنه مطابقة للواقع, كلهم يقولون أصلاً لا طريق لنا من أين نعرف أن هذا آرائه أقرب إلى الواقع, هذا من أين؟ من أين يعرف فلان, نعم أعلم بحسب الموازين, أعلم بحسب الأدلة, أعلم بحسب تطبيق الكبريات على الصغريات كما يقول جملة من الأعلام, أساساً فسّر ما تشاء, ولكنّه أن تفسر الأعلمية بالاقربية هذا له طريق أو لا يوجد له طريق؟ نعم إذا كانت كل فتاواه مبنيةٌ على الاحتياط فيصير أقرب إلى الواقع ولكن هذا لا يصير فتوى هذا ما يصير اجتهاد يصير احتياط, هذا ليس اجتهاد.
هذه أصول ثلاثة أحفظوها لقواعد ومباني بحثنا وهو تعدد الفهم وتعدد والظهور الذي يبحث عنه في أصالة الظهور وإلا إخواني الأعزاء لو جنابك كما هو هكذا, مع الأسف الشديد في حوزاتنا هكذا الآن, تدخلون أنتم في بحث أصالة الظهور وهذه القواعد مغفول عنها لا تعلم لماذا أن الظهور لابد أن يكون واحداً بعد ذلك سيأتي, يقولون أن الظهور واحدٌ لا يتعدد, سيدنا لماذا واحد؟ الجواب: لأن الواقع واحد, بعد ذلك سيأتي كلامه, جيد.
إذا اتضحت هذه القواعد نأتي إلى نظرية السيد الشهيد+ في أصالة الظهور, ومسألة الظهور, طبعاً هو يبحثها في البعد الحكم الشرعي ولكنّه على ما بيناه مرتبط بالحكم الشرعي أو مرتبط بكل المعارف الدينية؟ من الواضح بأنه لا يختص بالحكم الشرعي بل يشمل كل المعارف الدينية.
هنا أنا أحاول أن أبيّن هذه القضية أولاً: هذا الذي أقوله ليس مبنايّ وليست نظريتي في هذا المجال وإنّما هذه نظرية سيدنا التي هي واقعاً أفضل النظريات تطوراً وبياناً وترتيباً حتى عندما أناقش فلا أحتاج إلى أن أقول النائيني ماذا قال و.. لأنه في بحث الأصول أنا ذكرت خمس ست نظريات موجودة, فعندما نحن نبين موارد اختلافنا مع نظرية سيدنا الشهيد يتضح مورد اختلافنا مع نظرية أعلام الأصوليين الأنصاري الكفاية النائيني العراقي … إلى آخره.
أجيب على أو أبيّن نظرية السيد الشهيد من خلال الجواب عن أسئلةٍ خمسة:
السؤال الأول: هل الظهور واحدٌ أم الظهور متعدد؟
بعبارة أخرى: إذا أردنا أن نتكلم بلغة المنطق كم هو, كم هو أقسام الظهور؟
الجواب: السيد الشهيد يقسم الظهور تقسيماً أولياً إلى ظهور ذاتي وإلى ظهور موضوعي, يعبر يقول الظهور إما ذاتي وإما موضوعي, سيدنا ما هو تعريفهما؟ في تقريرات السيد الهاشمي الجزء الرابع ص291 يقول: >المراد بالظهور الذاتي الظهور الشخصي الذي ينسبق إلى ذهن كل شخص شخص< تعطي هذا المطلب بيد فلان يفهمه ألف, بيد فلان يفمه باء, بيد فلان, يقول هذا التعدد في الفهم هذا مرجعه إلى سوابقه مرجعه إلى أطره الذهنية مرجعه سمي, هذا ظهور ذاتي, إذا وجدتم تعدداً فهو الظهور الذاتي, التفتوا إلى دقائق البحث, أما الظهور الموضوعي يقول: >الظهور الموضوعي ليس ظهوراً فردياً ينسبق إلى ذهن كل شخص شخص, بل هو ظهور نوعي الذي يشترك في فهمه أبناء العرف والمحاورة< انظروا يفسر الظهور بالفهم, هذا الذي قلت بأنه عندما نعبر فهم هو مرادهم هو الظهور والظهور هو الفهم, يقول: >الذي يشترك< تعلمون أنتم بأنه يقولون في باب الحرج في باب الكذا أنه لابد أن يكون حرجاً نوعياً لا أن يكون حرجاً شخصياً بنفس البيان الذي عندكم في الشخص والنوع, لأنه قد شخص لا يتحمل -على سبيل المثال- لا يتحمل إذا برودة الماء أيضاً ليست برودة الماء صفر وليست البرودة اثنين درجة مئوية إذا برودة الماء أيضاً خمسة وعشرين درجة مئوية يستطيع أن يضع فيه؟ مريض لا يستطيع أن يضع يده حتى لو خمسة وعشرين درجة, ولكنّه المتعارف في الأفراد إذا درجة حرارة الماء خمسة وعشرين يستطيعون أن يضعون يده أم لا؟ نعم يستطيعون, نفس ذلك البعد في تفسير الشخصي والنوعي نفسه أيضاً تأتون إلى الفهم إلى الظهور, يقول: >وأما الظهور الموضوعي فهو الظهور النوعي الذي يشترك في فهمه أبناء العرف والمحاورة الذين تمت عرفيتهم وهما قد يختلفان< من؟ الظهور الذاتي عن الظهور الموضوعي >لأن الشخص قد يتأثر بظروفه وملابسته وسنخ ثقافته أو مهنته وغير ذلك, فيحصل في ذهنه أنس مخصوص بمعنى مخصوص لا يفهمه العرف العام من ذلك اللفظ ومن ذلك السياق< هذا كله يجعله في الظهور الذاتي لا في الظهور الموضوعي, التفت, لأنه أنا أركز على هذه المحاور حتى بعد ذلك عندما تأتي المناقشة حتى تتضح, يقول بأنه: >يتأثر بظروفه ملابساته سنخ ثقافته مهنته< فإذا تأثر بهذه فالظهور ماذا يصير؟ يصير ذاتي شخصي, طيب سؤال: أنت تستطيع أن تجد شخصاً في هذا العالم شخص ما يتأثر بهذه؟ غير المعصوم؟ المعصوم لا يتأثر إذا أراد أن يفهم لا يتأثر, أما أنا وأنت أصلاً تستطيع أن تتجرد من كل هذه, أصلاً ممكن, أصلاً إذا تجردت عن كل هذه كن على ثقة النص تفهمه أو لا تفهمه؟ لا تفهمه لأنه النص إذا مكتوب بلغة عربية فأنت عندما تريد أن تفهم هذا النص فلابد أن ترجع إلى لسان العرب صحيح, فلسان العرب عندما يعطيك الكلمة ومعناها فهذه معناها من أين مأخوذ؟ يعني هذا الأفريقي أو غيره أو غيره في تاج العروس هذه المفردات من أين أخذوا معانيها؟ أخذوها وذهبوا وسألوا العربي معانيها, طيب هذا العربي عندما يقول معنى هذه اللفظة كذا هذا مأخوذ من بيئته ومهنته وثقافته وظروفه أو لم يتأثر بها؟ محال أن لا يتأثر بها.
الآن السيد الشهيد هذا أين يضعها؟ في الظهور الذاتي وعندنا كلامٌ بعد ذلك سيأتي, أن هذا الكلام صحيح أساساً يعقل أن يأتي أحد إلى أي نص ديني وهو مخلى من كل شيء أو لا يعقل هذا أصلاً؟ بعد ذلك سيتضح أنه أساساًَ هذا غير معقول لأنه في النتيجة لكي يفهم النص الديني يحتاج إلى مجموعة من قواعد المنطق وقواعد اللغة قواعد العرف العام القضايا العقلائية الاجتماعية هذه كلها لابد أن يحتاجها أليس كذلك, هذه تؤطر ذهنه, عندما يقرأ النص يفهم النص بهذا الإطار تقول له جرده, فعندما تجرده فالنص لا يفهمه, أنت أأتي بأمّي الآن لا يعرف كل شيء حتى الموروث اللغوي قل له افهم لي هذا النص يستطيع أو لا يستطيع؟ لا يستطيع محال هذا, الآن دعونا فقط أنا أبين مباني السيد الشهيد.
وهذا مع الأسف الشديد من لا أريد أن أعبر عنه, من الكلمات الشائعة أن الإنسان ينبغي أن يدخل إلى فهم القرآن ويكون معرى من كل ثقافته وأولوياته, كيف يمكن هذا محال أصلاً هذا, وإذا أنا أتعرى مما أفهمه من الفلسفة والكلام والعقائد والاجتماعيات والسياسيات والتاريخيات والفقهيات واللغويات وكلها أفهمها ثم أأتي إلى النص الديني, فأفهم شيء من النص الديني أو لا أفهم؟ ما يمكنك أن تفهم محال أصلاً هذا, الآن هذا دعونا عنه, وبعد ذلك سنأتي فيه. ومع الأسف أن جملة من الأعلام فسروا التفسير بالرأي بهذا المعنى, قالوا التفسير بالرأي أنه أنت تأتي بموروثك وتفهم النص الديني, النص القرآني, إذن ما هو التفسير الممدوح؟ قال: أنه كل موروثك أين تضعه؟ خلف رأسك, كأنه هو حمّالة حاملها على رأسه يرفعها وضعها ماذا؟ هذا جزء من كيانه الفكري والثقافي هو, أصلاً في هذا الإطار كبر, ماذا يعني أنه لابد أن يتجرد؟ ماذا هي مجموعة من الأمور وضعها في جيبه حتى يخرجها ويضعها على جانب, الآن دعوه, هذا هو السؤال الأول.
السؤال الثاني: هل أنّ كل ظهورٍ حجة يعني قلنا ظهور ذاتي يوجد عندنا وماذا؟ كلاهما حجة ما معنى الحجية هنا؟ السيد الشهيد يقول اطمأنوا أنه ليس المراد من الحجية يعني المطابقة ماذا؟ لا, مرادنا من الحجية يعني يمكن الاستناد والاحتجاج به سواء احتاج الله على عبده {ولله على الناس الحجة البالغة} أو احتجاج العبد على ربه التفت, {لئن لا يكون على الناس على الله حجةٌ بعد} وإلا إذا الله سبحانه وتعالى بعض الأمور لا يبينها يوم القيامة من يحتج؟ العبد يحتج, الله يقول لكي لا أكون محجوجاً هناك يوم الحشر {يوم تبلى السرائر}
جيد إذا كنت أنت تريد مني هذا لكان بينت هذا, أنا ماذا علم الغيب عندي أنه ماذا يجري في نفسك ماذا تريد مني في اللوح المحفوظ {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} لماذا؟ إلهي لماذا {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}؟ يقول لأنه إذا عذبت بلا أن أبعث رسول أكون أنا لي الحجة أو لهم الحجة؟ لهم الحجة, {لئن لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل} أما قبل الرسل؟ لهم الحجة, إذن السؤال الثاني, جوابه: أنه ليس كل ظهور حجة ولو كان ظهوراً ذاتياً بل الظهور الموضوعي هو الحجة.
هذا البحث أنا أشرت إليه وفصلت الكلام فيه في بحث القطع وأيضاً في بحث اللباب الجزء الأول ص64, هناك عندي بحث الإخوة هم يراجعونه لأن الكتب بأيديهم وأنا لا أحتاج إلى أن أطالعها.
فقط أشير إلى كلمات السيد الشهيد, هو أشار إلى هذا البحث في ص292 من الكتاب, يقول: >وموضوع أصالة الظهور< التي نقول أن الظهور حجة >ليس مطلق الظهور أعم من أن يكون ظهوراً ذاتياً أو ظهوراً موضوعياً, لا ينبغي الإشكال في أنه الظهور الموضوعي لا الذاتي< هو ليس مورد الشك, لماذا؟ >لأن حجية الظهور بملاك الطريقية وكاشفية ظهور حال المتكلم< أنا أريد أن أكتشف الواقع وهذا الظهور لأجل إيصالي إلى الواقع ولذا لابد أن أستند إلى القوانين التي وضعت في العرف واللغة لإيصال إلى ماذا؟ الكل يريد الوصول إلى الواقع يكون في علمك, لا يوجد أحد يقول أنا لا أريد الواقع أنا أريد الحجية, لا, الكل يريد الواقع ولكن يصيبه الكل أو لا يصيبه؟ لا يصيبه قد يصيبه وقد لا ماذا؟ إذن هناك واقعٌ نريد الوصول إليه >لأن حجية الظهور بملاك الطريقية وكاشفية ظهور حال المتكلم ومن الواضح أن ظاهر حال الشارع متابعة العرف المشترك العام لا العرف الخاص للسامع< يعني الظهور الذاتي >القائم على أساس أنس شخصي وذاتي يختص به ولا يعلم به المتكلم عادةً وهذا أيضاً واضح< هذا أيضاً القضية انتهينا منها.
إذن السؤال الثاني: أي ظهور هو الحجة, مطلق الظهور ذاتياً كان أو موضوعياً أو الموضوعي فقط؟ الموضوعي, هذا سؤال.
السؤال الثالث: هل أنّ التفتوا هذا من محاور نظرية أستاذنا الشهيد, هل يوجد لكل نص بيدي ظهورٌ موضوعي واحد أم متعدد, لا ظهور ذاتي متعدد, لا لا, الظهور الموضوعي, الكاشف عن الواقع لأن الظهور مرتبط بالفهم, له ظهور موضوعي واحد أم له ظهور موضوعي متعددٌ؟ هنا إخواني الأعزاء تكمن نظرية تعدد القراءات, السيد الشهيد الذي هو أكثر الأصوليين والمفكرين في حوزة النجف تطوراً وعمقاً واقعاً يعني كل مباني النجف مدرسة النجف الحديثة من الشيخ الأنصاري أنا أعبر -النجف الحديثة- هذه تعبيرات سيدنا الأستاذ السيد محمد تقي الحكيم& في الأصول العامة في الفقه المقارن تجدونه يعبر هناك مدرسة النجف الحديثة الذي يقول بدأت من زمن الشيخ الأنصاري واستمرت إلى زماننا, وواقعاً بأنه لو أردنا أن ننظر إلى الخط البياني لهذه المدرسة مدرسة النجف الحديثة في علم الأصول واقعاً وصلت في قمتها أو إحدى قممها نظريات من؟ نظريات محمد باقر الصدر+, صحيح, يقول لا, الظهور الموضوعي ما هو؟ واحد, الآن تبيّن, التفتوا تبيّن إلى هنا أن السيد الشهيد يعتقد أن الواقع واحد وأيضاً يعتقد أن الظهور الموضوعي الكاشف عن الواقع أيضاً واحد, ما أدري واضح, الآن بعد ذلك أشير دعوني أبين لك تسلسل البحث.
طيب سؤال: أي ظهور موضوعي -صار واحداً- أي ظهور موضوعي هو الحجة والذي يأتي الاعتماد عليه, هذا الظهور الموضوعي الذي في زماني أو الظهور الموضوعي في زمان ظهور النص؟ لأنه أنت فرضت أن الظهور الموضوعي كم؟ واحد, أي منها الذي الشارع يريده ذاك أم هذا؟ خصوصاً إذا ابتعدنا ألف سنة عن النص, يقيناً الظهور الموضوعي ماذا؟ لا الظهور الذاتي, الظهور الموضوعي قد يتبدل أي منها الذي يعتنى؟ يقول ذاك الشارع يريده لا هذا, هذا لا قيمة له, ما أدري واضح أم لا, عند ذلك هنا وردت مشكلة في علم الأصول, علماء الأصول عموماً مروا عليها مرور الكرام, طيب أنا الذي عايش ألف سنة ولعله بعد ذلك ألفين سنة ولعله بعد ذلك خمسة آلاف سنة وهذه الأفكار تزاحمت ولعله وحقك بعض الأحيان لعله بعد ألف سنة يأتون ويقولون في سنة ألف وأربعمائة أو ثلاثمائة من الهجرة الأعلام كانت متفقة كلمتهم وقد بطلت أشد البطلان في هذا الزمن, ماذا ما صار عندنا في الفقه والأصول هذا المعنى؟ قلنا سبعة قرون أجمعوا على النجاسة, أجمعوا على الطهارة والآن نقول وقد انفسخت هذه الآراء, طيب بعد ألف سنة يأتون ويقولون كان يوجد إجماع في القرن الثالث عشر والرابع عشر الهجري من أعلام هذه المدرسة على فلان مدرسة أصولية فقهية كلامية وقد ماذا؟ طيب أيهما الشارع يريدها تلك أم هذه؟ السيد الشهيد في الجواب عن السؤال الرابع يقول يريد تلك, ما هو الطريق للتثبت من أن هذا هو ذاك؟ هنا يأتي الاستصحاب القهقرائي للجماعة, هذا الاستصحاب القهقرائي, وتعلمون أنه لماذا سمّي قهقرائياً لأنه هناك عندك يقين بالشك هنا معكوسة القضية عندك الآن يقين بالظهور وشاك أن هذا الظهور هو نفسه في الصدر الأول فقلبوه وصار قهقرائياً, بالمقلوب يعني سموه الاستصحاب المقلوب أو المعكوس, لأن الاستصحاب المتعارف ما هو؟ اليقين السابق والشك اللاحق, لا أنه اليقين الآن اللاحق والشك السابق, ولذا السيد الشهيد هنا, طبعاً كل كلمات الأصوليين هذا, السيد الشهيد يقول هذا الاستصحاب ليس بحجة, لأن أدلة حجية الاستصحاب تشمل ذاك ليس هذا المغلوب على رأسي واقف ذاك لا هذا, الآن ما عندنا, ولذا يقول أنا استبدله بأصالة الثبات في اللغة, التفت, استبدله بأصالة عدم النقل في اللغة, ولكن أقول لك جملة واحدة وإن شاء الله تفصيله يأتي لأن الوقت ينتهي.
في الحلقة الثالثة التي هي أحدث من تقريرات بحثه وكثير من آرائه الأساسية موجودة في الحلقة الثالثة يقول: >وهذا الثبات والتطور البطيء الذي كذا وهذا الإيحاء يعني بثبوت اللغة وإن كان خادعاً< نعلم بأنه هذا صحيح أو غير واقعي؟ لكن استقر العرف العقلائي على ذلك ونحن نمشي ذلك, الآن هذا نرى بأنه مع أننا نعلم أنّه خادع ونعلم أنه غير واقعي ممكن الاعتماد عليه أو غير ممكن؟ التفتوا.
إذن الآن كم سؤال عندنا لابد أن نجيبه؟
السؤال الأول: أن الظهور الموضوعي لكل نصٍ ديني واحدٌ أم متعدد؟ فهم الدين ليس بقالة لكن مع الأسف الشديد -افتح لي قوس- مع الأسف الشديد في الآونة الأخيرة هؤلاء ما أدري طبعاً لا فقط مثقفين أو أفندية لا لا أبداً, بل عندنا كثير من المعميين يتصور أنه بقراءة أربعة كتب وأربع كراسات وأربع جرائد يستطيع أن يقدم فهماً دينياً, لا يا أخي القضية جدُ معقدة وكلما ابتعدنا عن زمان النص ماذا يصير؟ العملية تصير أعقد, ولذا ترون أنه في ذاك الزمان نحتاج إلى أصول على مستوى عدّة الأصول, أما في هذا الزمان ماذا نحتاج؟ دورة فقهية كاملة المبسوط يكتب في سبع مجلدات, أما الآن عندما يريدون أن يكتبون المبسوط في الفقه ماذا يحتاجون؟ خمسمائة مجلد, هذا تطور العلم وهذا ليس فقط في الفقه, في الطبيعيات هكذا في الفيزياء هكذا في الرياضيات هكذا, في الطب هكذا, في يوم الشيخ الرئيس طبيب هو الآن في كل فرع من الفروع يوجد عشرة اختصاصات, هذا تطور طبيعي وليس, هذه خصوصية الإنسان هذه, جيد.
إذن السؤال الثالث: هل أن لكل نص ظهور موضوعي واحد أم متعدد؟ السيد الشهيد في كلماته يوجد دليلان لإثبات أن لكل نص ظهور موضوعي واحد. أنا أشير إلى الدليل الأول ما هو الدليل الأول؟ يقول: نحن عندما نأتي إلى الظهور الذاتي, أريد أن تفهمون نظرية السيد الشهيد+ وإلى الآن أنا لا أجد شخصاً شرحها بهذه الطريقة, السيد الشهيد يعتقد عندما نأتي إلى الظهور الذاتي فإنه ليس له مقام ثبوت ومقام إثبات, الظهور الذاتي ليس فيه مقام ثبوت يعني مقام واقع ومقام فهم هذا الواقع ما فيه هذا, بل مقام ثبوته وإثباته ما هو؟ واحد, يعني له واقع وراء ما فهمه الإنسان أو ليس له واقع؟ لا, ولذا يعبر >ومن هنا يعلم أن الظهور الذاتي الشخصي نسبيٌ مقام ثبوته عين مقام إثباته< لا أنه ثبوت واقع وأنا إما أفهمه أو لا أفهمه نتكلم في الظهور لا في الواقع, نتكلم في الظهور من النص, >ولهذا قد يختلف من شخص إلى آخر, أما الظهور الموضوعي< التفت لا, له ثبوت وواقع أنت قد تفهم ذلك الظهور الموضوعي وقد لا تفهمه, إذن له مقام ثبوت وله مقام إثبات الذي هو فهمك لذلك الظهور الموضوعي, يقول: >وأما الظهور الموضوعي فهو حقيقةٌ< تلك لم تكن حقيقة, >مطلقةٌ< هناك ماذا كانت؟ نسبية, >ثابتةٌ< هناك ماذا كانت؟ متغيّرة, انظروا ثلاثة قيود هنا أخذ, هناك لا توجد لا حقيقة لا مطلقة لا ثابتة, هنا صارت حقيقة من الحقائق ومطلقة لا نسبية, الذي قلت بأنه مراراً في البحث السابق قلت يا إخوان هذه نظريتنا غير النسبية, هذا معناه أنه يوجد ظهور موضوعي ثابت مقام ثبوته غير مقام إثباته, حقيقته شيء وأنت قد تدرك ذلك الظهور يعني تصل إليه وتصيبه وقد لا تصل إليه >لأنّه< الظهور الموضوعي >عبارة عن ظهور اللفظ المشترك عند أهل العرف وأبناء اللغة بموجب القوانين الثابتة عندهم للمحاورة وهي قوانين ثابتة متعينة وإن شئت عبرت بأنه الظهور عند النوع من أبناء اللغة ومن هنا يُعرف أنه الشك في الظهور الموضوعي, أما في الظهور الذاتي يُعقل الشك أو لا يعقل الشك؟ لماذا؟ لأنه في الظهور الذاتي لا يوجد عندنا واقعٌ قد نصيبه وقد نخطئه, أما في الظهور الموضوعي عندنا واقعٌ قد نصيبه وقد نخطئه, ومن هنا يعقل الشك فيه, لكونه حقيقة موضوعية ثابتة قد لا يحرزها الإنسان وقد يشك فيه< ومن هنا >والظهوران قد يتطابقان وقد يختلفان<.
ولذا أنتم تجدون عندما تأتي إلى الفقهاء ما أدري واجد أم لا, عندما تقول له أنا فهمي من هذه, يقول هذا فهمك ليس عرفي, يعني ماذا يريد أن يقول؟ يعني يريد أن يقول هذا فهمك ذاتي وفهمي موضوعي, العرف هكذا ما يفهم, يعني ماذا العرف هكذا ما يفهم؟ هذه الجملة ما هو معناها؟ معناها أن فهمك ماذا؟ فهمك ليس عرفياً إذن يكون ذاتياً إذا صار فهمك عرفياً يكون موضوعياً, عنده دليل آخر بعد ذلك سأشير إليه.
السؤال الرابع: أي ظهور موضوعي هو الحجة؟
هذا إن شاء الله السؤال الرابع والخامس بعد ذلك إن شاء الله نرتب لكم النتائج الخطيرة المترتبة أنه على أي مبنى يكون الإجماع والشهرة وفهم الأصحاب له قيمة, وعلى أي مبنى هذه لها قيمة في زمانها وليست لها قيمة في زماننا, لا أن ليس لها قيمة لا هذا التعبير خطأ, لها قيمة ولكن بظروفها وليست لها قيمة بظروفنا, التعبير جداً مهم, وفرق كبير بينها.
والحمد لله رب العالمين.