نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (60)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    كما ذكرنا في الأبحاث السابقة أن هذه المسألة تعد مسألة مهمة وضرورية وتعد مفاتحاً من مفاتيح عملية الاجتهاد في النص الديني لا فقط عملية الاجتهاد في البحث الفقهي والمجال الفقهي, صحيح نحن أبحاثنا إنما هي في مفاتيح عملية الاجتهاد الفقهي, ولكنّه هذا البحث الذي عرضنا له في أصالة الظهور هذا البحث يُعد من مفاتيح عملية فهم النص الديني عموماً, ولعله بل على اليقين أنّه وبالنسبة إلينا تُعد هذه المسألة من المسائل المحورية التي لا يمكن الغفلة عنها أو تجاوزها خصوصاً لما تترتب عليها من آثار بعد ذلك سنشير إليها ومن أهم آثارها هي مسألة أن القراءة أو أن النص الديني له قراءة واحدة أو أن النص الديني يمكن أن تتعدد قراءته, وإذا تعددت هذه القراءة فهل أن جميعها حجة أو أن بعضها حجة دون البعض الآخر, وإذا كانت جميعها حجة فهل أنّها جميعاً يمكن أن تكون مطابقة للواقع أو لا يمكن؟ هذه مسائل كما تعلمون أساسية.

    والمشهور بين أعلامنا في الفقه والأصول وغيرهما يعتقدون بأنه أساساً, طبعاً عندما أقول مشهور يعني من عرض لهذه المسألة, وإلا كثير من أعلامنا لم يعرضوا لهذه المسألة حتى نعرف رأيهم في هذه المسألة, ولكن بالقدر الذي قراناه في الأبحاث السابقة من كلمات السيد الشهيد وكلمات السيد الطباطبائي وغيرهما, يظهر تقريباً أنهم يعتقدون -خصوصاً- من كلمات السيد الصدر&, يعتقد بأنه أساساً أن الظهور أو القراءة وإن كانت قد تتعدد ولكن الحجة منها واحدة وأنّ الواقع الذي تحكيه واحد.

    وهذا هو البحث الذي إن شاء الله تعالى بعد أن نستمع إلى أسئلة الأخوة سندخل فيه وهو الجواب عن التساؤل الثالث, يتذكر الأخوة نحن قلنا أنه توجد أسئلة خمسة أجبنا عن السؤال الأول وعن السؤال الثاني وانتهينا إلى أنه لابد أن نجيب على التساؤل الثالث, التساؤل الثالث كان يقوم على هذا الأساس وهو: أنّ كل نص ديني هل له ظهور موضوعي واحد أو يمكن أن يكون لنص ديني ظهورات موضوعية متعددة, يتذكر الأخوة أن السيد الشهيد صرح بأنه لكل نص ظهور موضوعي واحد وأنّ هذا الظهور الموضوعي الواحد قد نصيبه وقد نخطئه, والواقع الذي وراء هذا الظهور الموضوعي الواحد أيضاً واحد.

    من هنا نحن إن شاء الله تعالى سنبحث هذه المسألة وهو أن النص الديني هل له ظهورٌ موضوعيٌ واحد أو يمكن أن يتعدد ظهوره الموضوعي, هذا أولاً.

    وثانياً: إذا تعدد الظهور الموضوعي – على اصطلاح ما يقوله السيد الشهيد- فهل أنّ جميعها حجة أو أن الحجة واحدة من هذه الظهورات الموضوعية, هذا ثانياً.

    وإذا قبلنا أن جميعها حجة فهل أنها جميعاً يمكن أن تكون مطابقة للواقع أو أن المطابقة للواقع واحد والباقي أخطأ الواقع؟

    هذه أسئلة أو مطالب مرتبطة بالسؤال الثالث, ولكن قبل أن أدخل في السؤال الثالث كما وعدنا -في اليومين الماضيين- أنه نستمع إلى أسئلة الأخوة فيما طرحناه في هذه الأبحاث يعني فيما يتعلق بمسألة تعدد القراءات وفي مسألة تعدد فهم النص الديني وما ذكره القوم وما ذكرناه نحن في الجواب عن السؤال الثاني والثالث.

    الآن أنا استمع إلى أسئلة الإخوة في هذا المجال, الأخوة الذين معي في الغرفة فاستمع مباشرة والذين خارج الغرفة أيضاً بإمكانهم إذا يوجد عندهم شيء فيكتبوه ويبعثوه لنا, أنا أستمع, بسم الله الرحمن الرحيم, مرة أخرى من الذي عنده سؤال أستمع.

    (كلام أحد الحضور) تفضلوا (كلام أحد الحضور) لا ألتفت إلى السؤال أعد مرةً أخرى مقصودك ماذا تُشكل على كلامي تُشكل على كلام المشهور (كلام أحد الحضور) قالوا الواقع واحدٌ متواطي (كلام أحد الحضور) واحد متواطي لا, لم يقولوا مشكك, (كلام أحد الحضور) ما فيه محذور ولكن نحن لم نوافق عليه لا محذور فيه, هم يقولون بأنه هو واحد ونحن قلنا الشواهد على أنه متعدد (كلام أحد الحضور) لا, أريد أن أقول أنه أنت تسأل عن مطلبي أو تسأل عن مطلب المشهور أخي العزيز, أنت حدد سؤالك بشكل واضح بعد ذلك أأتي إليك, في ذهنك حدد سؤالك لأنه الآن سؤالك ليس محدد في ذهنك.

    تفضلوا (كلام أحد الحضور) لا انظروا سؤال جيد, ولكنّه بيني وبين الله الآن ليس بحثي في مناهج التفسير (كلام أحد الحضور) تفضلوا (كلام أحد الحضور) لا, موجود, الآن مع الأسف اللباب إذا كان بيد الأخوة أبداً أنا ذكرت خمس مناهج وفي الأخير مختار المنهج الجامع (كلام أحد الحضور) لا لم أقل المنهج المختار, قائل بأنه: لعله مختار.. الآن العبارة ليست أمامي الآن ما استطيع أن (كلام أحد الحضور) أنتم أحسنتم لابد أن أراجع, هذا مضافاً إلى أنه الآن بحثي ليس في مناهج التفسير, أنظروا مرة نحن بحثنا الآن في مناهج التفسير, أنا كنت أعرض منهج السيد الطباطبائي ما هو, المحذورات الموجودة كذا, أنا تكلمت عن أصل كلي وهو ضرورة وجود منهج لكل مجال معرفي يعني ما يحق لنا أن ندخل إلى التفسير إلا ويوجد عندنا منهج, ما يحق لنا أن ندخل إلى الأصول إلا ويوجد عندنا منهج, ما يحق أن ندخل إلى العقائد إلا ويوجد عندنا منهج, أما نأخذ القلم ونكتب من غير قلم فهذا لا الكتاب ولا القلم ولا المتكلم يستحق الخطاب, أما الآن منهجنا في التفسير ما هو ذاك حديث آخر.

    تفضلوا (كلام أحد الحضور) بعضه لا كله, الآن أقول (كلام أحد الحضور) جيد, جزاكم الله خيراً, وهذا هو الذي نريد أن نقوله, سؤال جيد, أنظروا السيد يقول بأنه أساساً نحن لا يوجد عندنا واقع متعدد وإنما عندنا لكل حالة واقعها الخاص. الجواب: نعم, نحن هذا الذي نريد أن نقوله ولكنّ الأعلام فرضوا أن للجميع ماذا؟ نحن إشكالنا على ماذا؟ إشكالنا على الواقع الذي يعيشه من هو في صدر الإسلام والواقع الذي نحن نعيشه ما هو؟ واحد, نحن قلنا لا لا نوافق على هذا فإن الذي يعيشه في صدر الإسلام له واقع خاص, والذي نعيشه لنا واقع, وهذا هو الذي نريد أن نقوله, هم ماذا قالوا؟ قالوا لا, أن الواقع يعني على سبيل المثال, هم قالوا – هذا بحثه سيأتي هذا مرتبط بالأبحاث اللاحقة- هم قالوا عندما الشارع قال بأن اللعب بالشطرنج حرام هذه الروايات عندنا أو لا؟ نعم, ولكنّه قلت لهم لو سألتهم اللعب بالشطرنج حرام سواء كان اللعب بالشطرنج يُعد من مصاديق اللهو أو من مصاديق الرياضيات؟ يقول: لا يفرق, سواء كنا في ذلك الزمان الذي هو من مصاديق ماذا؟ اللهو, أو في هذا الزمان الذي هو من مصاديق الرياضيات -على سبيل المثال- الآن نحن نفرض الآن شخص قد يناقش الصغرى الآن ليس بحثنا يقول الآن في هذا الزمان أيضاً لهو, ما يهمنا هذا, سواء قالوا كان لهذا أو لهذا الواقع ما هو؟ واحد لا يتعدد, نحن ماذا نريد أن نقول؟ نقول: لا, فإنّه اللعب بالشطرنج إذا كان اللعب به من مصاديق اللهو فهو حرامٌ, أما إذا لم يصدق عليه في زماننا أنه من مصاديق اللهو, فاللعب بالشطرنج حرامٌ أو ليس بحرام؟ ليس بحرام, هذا معناه ماذا؟ هذا معناه أنه مع اختلاف الزمان أنّه الواقع إذا تعددت الشروط أنه يكون حلالاً في أي زمان ولكن ليس نفسه يكون حراماً في زمان آخر, أو حراماً أو حلالاً في زمان آخر, هذا يتبدل واقعه يعني ذاك واقع, وهذا واقع.

    مثال آخر أقوله إن شاء الله يأتي بحثه, هذا بحثه إن شاء الله فقهياً يأتي, وهو أنه في الملاكات, الدم هل يجوز بيعه وشرائه أو لا يجوز؟ المني هل يجوز بيعه وشرائه أو لا يجوز؟ التعامل على المني يجوز أو لا يجوز؟ على الدم يجوز أو لا يجوز؟ هذا نرجع إلى ماذا؟ عندما نرجع إلى النصوص التي بأيدينا نجد بأنه لم يحرم بيع أو المعاملة على الدم لأمر تعبدي قال: سواء كانت فيه منفعة أو لم تكن فيه منفعة وسواء كذا أو كذا لم يقل, إنما مرة قال لنا حرام مطلقاً كما قال الصلاة واجبة سواءً في هذه الشروط أو في هذه الشروط, ومرة لا, نستكشف من حرمة التعامل بالدم أو المعاملة على الدم باعتبار أنه في شروط معينة كانت له منفعة أو ليست له منفعة؟ ليست له منفعة, فإذا صرنا في زمان آخر فيه منفعة, طيب هذا معناه أن هذا الدم نفس ذاك الواقع أو له واقع آخر؟ له واقع آخر وحكم, وإذا قلنا يجوز بيعه هذا يجوز بيعه واقعاً لا بالعنوان الثانوي ولا بالعنوان الولائي ولا بعنوان حكومي وهكذا.

    إذن نحن إدعاءنا نريد أن نقول بأن الواقع لابد أن يؤخذ بقيوده وشروطه لا أن يؤخذ مطلقا, هذا بحثه إن شاء الله في الجواب عن السؤال الثالث سيأتي.

    (كلام أحد الحضور) بلي (كلام أحد الحضور) نعم, يعني انظروا الآن عندما أنت تأتي تريد أن تجعل منهجك منهجاً نقلياً, يعني أنت تريد أن تقول أنه أنا أريد أفسر القرآن -على سبيل المثال- من خلال الروايات, كما الآن عندنا بعض علمائنا أو جملة من أعلامنا في مدرسة أهل البيت هو يسمح لنفسه أن يفسر القرآن أو لابد أن تفسره الرواية؟ يقول: لابد أن نرى أن الرواية ماذا تقول, الرواية قالت هذا المعنى, حتى صرح بعضهم -وأنا نقلت هذه الكلمات- حتى صرح بعضهم {قل هو الله أحد} نحن ليس من حقنا أن نفسرها, من يفسرها؟ يقول إذا وردت الرواية بالتفسير, فإذا وردت الرواية بالتفسير فعند ذلك نفسر الآية إذا لم ترد ليس من حقنا أن ندخل في تفسير القرآن, هذا ما نسميه نحن؟ نسميه المنهج الروائي في تفسير القرآن, عند ذلك >يفسر بعضه بعضا< ما أدري كذا, هذا كله يقول أصلاً هذا منهي عنه هذا تفسير بالرأي هذا ضرب القرآن بعضه ببعض, إلى آخره, التفتوا.

    الآن نسأل هؤلاء نقول له أنت على أي أساس قلت أن الرواية تفسر القرآن؟ يقول: للأدلة التالية, الدليل الأول, الدليل الثاني .. فإذن أولاً: يستدل على أن الرواية تفسر القرآن ثم بعد ذلك يستند إلى الرواية, أو على سبيل المثال الآن انظروا في الفقه عندنا, نحن الآن عندما نستند إلى خبر الثقة لإثبات حكم شرعي وجوب حرمة استحباب كراهة إلى غير ذلك, على أي أساس نقول خبر ثقة يدل على, يعني كل خبر ثقة مطابق للواقع؟ لا, أبداً وإنما علم الأصول قال لنا أن الخبر إذا كان موثوقاً أو الرواي ثقة على اختلاف المبنى, أن الخبر الموثوق هو المدار أو خبر الثقة – تعرفون الفرق بينها- أن الخبر ثقة أو الخبر الموثوق سواء كان هذا أو كان ذاك بأي دليل نقول أنه يستند إليه لكشف الحكم الشرعي؟ يقول لما ثبت في علم الأصول أنّه إما بأدلة قرآنية إما بأدلة روائية قطعية وإما بدليل السيرة العقلائية الممضاة من قبل الشارع, إذن أولاً: نثبت حجة خبر الثقة أو الخبر الموثوق, ثم بعد ذلك نستند إليه ماذا؟ وهكذا في الدليل العقلي, عندما يأتي شخص ويقول الدليل العقلي أوصلني إلى كذا, نقول له طيب العقل هو ليس بالميزان حتى نزن العقل, ما هو العقل؟ أصلاً عرف لي العقل ما هو العقل؟ يقول بأن العقل له قواعد بديهية له قواعد أولية وهذه لا تحتاج إلى دليل وعندك مجموعة قواعد نظرية هذا النظرية إذا انتهت يمكن الاستناد إليه وهكذا, إذن ما لم نستدل على الطريق الذي نتبعه لا يمكن الاستناد إليه وهذا معنى أنه لابد أن يكون هناك منهج مستدل يعني يمكن الاستدلال عليه, أما إذا كان المنهج غير قابل للاستدلال, انظروا الآن أضرب لكم مثال وهذا من الأمثلة المهمة, انظروا أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) كان بإمكان أمير المؤمنين× في نهج البلاغة يأتي ويقول أن الله واحد, أقول له لماذا؟ يقول أنا أقول, بإمكانه أو ليس بإمكانه؟ نعم, يقول أنا كما عبدّتك أن تصلي صلاة الصبح ركعتين أقول لك تعبدّ أن الله واحد, هذا فعلوه أو لم يفعلوه؟ أبداً أهل البيت لم يفعلوا ذلك, أهل البيت في مجال العقائد أي مفردة عقدية بينوها لنا استدلوا عليها إما استدلوا بآية قرآنية, إما استدلوا بقاعدة عقلية, مثلاً: الله محدود أو ليس بمحدود؟ الإمام بإمكانه أن يذهب بطريقين مرة يقول بأنه يجب عليك أن تعتقد أن الله لا متناهي وانتهت القضية, يجب عليك أن تعتقد أن الله لا متناهي, أقول له: يا أمير المؤمنين على أي أساس؟ يقول: أنا أقول ذلك, مثل ما أقول لك صلاة الصبح ركعتين صلاة المغرب ثلاث ركعات تعتقد أن الله لا متناهي هذا هو الطريق, ولكن أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) ما استعملوا هذا الطريق, قال: >ومن حدّه فقد عدّه, ومن عدّه فقد أبطل أزله< هذا استدلال هذا, قال: بأنه من قال بأن الله محدود يلزم أن يكون ماذا؟ معدود, وإذا صار معدود فيلزم أن يكون حادث أو أزلي؟ هذه استدلالات عقلية, ولهذا قال لي أنت يجب عليك أن تعتقد أن الله لا متناهي ولكن تعبداً أو بالدليل؟ بالدليل, هذا الدليل, أنت أيضاً تأتي وتحلل هذه الجملتين تجد واقعاً بأن الشيء إذا صار معدوداً محدوداً ينتهي إلى أنه حادث أو أزلي؟ حادث وإذا صار حادث يكون واجب الوجود أو ممكن الوجود؟ ممكن الوجود.

    إذن دائماً أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) دائماً أهل البيت في القضايا العقدية لم يطلبوا منّا التعبد, وإنما يطلبون منّا الإيمان بالمفردة العقدية على أساس الدليل, الآن هذا الدليل إما دليل عقلي وإما دليل نقلي مع أنه هو الحقائق انكشفت له, هو يعرفها كاملة.

    إذن كل من يريد, إذا لا يوجد منهج وإذا لا يوجد طريق وإذا لا يوجد دليل مستدل أنا استطيع أن أحاور أو لا استطيع؟ يعني بعبارة أخرى: يوجد بيني وبينه جسرٌ مشترك أو لا يوجد؟ لا يوجد, (كلام أحد الحضور) كاملاً لابد أن يتفقون على المنهج لا الدلالة لا, على المنهج يعني على الطريق الذي يستعمل, مثل ضربت الأمثلة يا سيدنا إذا تدققون أنا أجيب على ذلك, لابد في الرتبة السابقة نحن في علم الأصول نتفق أن خبر الثقة حجة أو ليس بحجة؟ إذا اختلفنا هنا فهنا في الفقه ما نستطيع أن نأتي ونتفق لماذا؟ لأنه هو خبر الثقة عنده حجة وأنا خبر الثقة ماذا؟ يقول لي: الارتماس للصائم مبطل, أقول له لماذا؟ يقول: لصحيحة زرارة, أنا ماذا أقول له؟ من قال لك بأنه خبر زرارة حتى لو كان كذا فهو يمكن الاعتماد عليه؟ يقول: طيب هذا ثبتناه في علم الأصول, أقول: أنا ما أقبل, طيب انتهت القضية نحن ما نستطيع أن نتباحث, إذن في الرتبة السابقة لابد أن يوجد هناك شيء مشترك نتفق عليه.

    ولذا نحن قلنا مراراً وتكراراً, هذه المناظرات التي تخرج على الفضائيات وهذه المناظرات التي تصير في الكتب هذه المناظرات التي تصير شخصية, هذه كلها عقيمة لماذا؟ لأنه ما فيها أصول مشتركة, هو يستند إلى البخار أنت أين تستند؟ إلى الكافي, أنت تقبل البخاري؟ لا, هو يقبل الكافي؟ لا, إذن على أي شيء تتباحثون؟ نعم, يوجد طريق واحد وهو أن تقول له أنت تقبل البخاري يقول بلي كل ما ورد في البخاري حجة, تذهب وتأتي له برواية من البخاري وتقول له تفضل, التفت, أو هو ماذا يفعل؟ يقول هذه الرواية واردة في أصول الكافي, يقول صحيحة عندكم؟ تقول له نعم, يقول لماذا لا تعملون؟ طيب دله على فلان شيء, ونحن هذه الآن ندخل في المناظرات وتوجد أصول مشتركة أو لا توجد أصول مشتركة؟ لا لا توجد أصول مشتركة.

    ثم, أنت تقول له قال الصادق, هو بالنسبة إليه الصادق من هو؟ تابعي تابعي لا فقط تابعي هو ليس فقط ليس من الصحابة ولا من التابعين الطبقة الأولى والتابعين الطبقة الثالثة والرابعة صحيح, طيب قال الصادق ما هو قيمته بالنسبة إليه؟ بينك وبين الله أنت تابعي من التابعين هو نقل لك اجتهاد أو رأي من تابعي تقبله أو لا تقبله منه؟ تقول له هذا إذا نقله عن رسول الله حجة أما هو هذا ماذا؟ قوله ليس بحجة, طيب يقول لك قول الصادق أيضاً ليس بحجة, تقول لا لأن الصادق معصوم, يقول لا, تعال نتفق من أول الأمر ثبت العصمة ثم استند إلى ماذا؟ ولكن أنت تستدل مباشرة بماذا؟ الإمام الصادق قائل الإمام الباقر قائل أئمتنا قائلين, طيب هؤلاء الأئمة لك أنا ما هي علاقتي بهم, بدليل أنه هو ينقل عن الصحابي إذا ما يستنده إلى رسول الله له قيمة أو لا قيمة له؟ ليس له قيمة, طيب افترض أن علياً نقل أمراً عرفت كيف ونسبه إلى من؟ إلى نفسه حجة أو ليس بحجة؟ علينا حجة, أما عليه ليس بحجة, إلا إذا يثبت أن هذا الذي يقوله يقيناً نقله من من؟ من رسول الله, هذا الذي نحن نسميه بالمضمرات عندما يقول قال زرارة يقيناً زرارة من عنده ماذا؟ لم يقل شيء وإنما ينقل عن من؟ عن الباقر, عن الصادق, هذه الروايات المضمرة عندنا هكذا, هم أيضاً عندهم هكذا يسموها مرفوعات, وهو أنه يقول أنه قال فلان قال فلان الصحابي ولا ينسبه إلى من؟ خصوصاً أن تلك القضايا التي نقلت عن الصحابي مرتبطة بالأمور الغيبة, يقولون يقيناً هذا عنده علم أو ما عنده علم هذا؟ يقيناً أخذها من من يوجد عنده هذا العلم فيكون حجة لا باعتبار الصحابي بل باعتبار أنه كاشف عن رسول الله, وهذا نفس الطريق الذي نحن نستعمله عندما يصير عندنا سيرة متشرعية في زمان الأئمة, ما أدري تتذكرون أن علمائنا عندما يأتون بأنه, انظروا كلمات السيد الخوئي+ ومجموعة من الأعلام في مسألة أنه يجب أن يكون الوضوء في غسل اليد الابتداء من أين؟ من المرفق, يقول: دليل واضح لا يوجد يقول الابتداء من المرفق, الآيات الروايات كذا, روايات البيانية يوجد فيها كلام, يقول ولكنه يقيناً يوجد إصرار من مدرسة أهل البيت خصوصاً المتشرعة المعاصرين لأهل البيت أنه إلا أن يبدأ من المرفق, وهذه إذا لم يأخذون هذا الإصرار من أهل البيت طيب على ماذا يوجد عندهم إصرار طيب مرة يتوضون هكذا ومرة يتوضون هكذا, بل أسهل لهم أن يتوضون من أين؟ من هنا, لأن عموم الناس كيف يتوضون؟ تلتفت, فتستكشف من السيرة المتشرعية رأي من؟ رأي المعصوم, أنتم ترون هؤلاء. التفتوا أخواني الأعزاء لو نرجع إلى مباني القوم أو مدرسة الصحابة, كثير منها ترونهم على القواعد يتكلمون, نعم لابد أن نأتي وننسف قواعدهم, يقول طيب عندما اتفقت كلمة الصحابة حول رسول الله على عملٍ ما يمكن لي أن أقبل أن هؤلاء كلهم فسقة فجرة مرتدين ساقطين, هذا من أين أخذوه؟ (كلام أحد الحضور) أخذوها من رسول الله لا من عدالة الصحابة, أخذوها من رسول الله’, ملتفت, فيخلقون سيرة متشرعية معاصرة لمن؟ لرسول الله’. ملتفت. هذه القضية ليست بهذه البساطة التي نحن نتصور هذا واقعاً يوجد عاقل يقول هذا, لا, واقعاً أنت ادخل إلى مبانيهم انظر أنهم تكلموا على أساس وقواعد, وأنت جملة من هذه القواعد أيضاً متكلم بها, ومعتقد بها وملتزم بها, نعم, إذا أنت تقول هذا باطل هذا الكلام فتعال ادخل عندهم وناقش الأدلة بشكل واضح وقواعدهم بشكل واضح.

    إذن أرجع وأقول أي بحث سواء كان في المناظرة أو كان على انفراد أنت في الرتبة السابقة لابد أن تعين ماذا لك؟ منهجك قواعدك التي تستند إليها للوصول وللكشف عن حقيقةٍ من الحقائق.

    هؤلاء الأخوة بعثوا لي بسؤالين: يقول بينتم في نظريتكم على قاعدة أن الواقع حقيقة مشككة وهذا مسلم في الأمور التي تحكي عن واقعٍ ورائها فهل الحكم الشرعي ما بإزاء فوق اعتبار؟

    الجواب: نعم, هذا كلام الأشاعرة هذا, يعني نحن معتقدين أن الأحكام الشرعية أيضاًِ ناشئة من مصالح ومفاسد واقعية, نحن لا نقول باعتبار المعتبر أن الله عجبه صلاة الصبح يجعلها ركعتين نقول له سلمنا, كان يعجبه أن يجعلها ثلاثة أكنّا أن نقول له سلمنا {لا يُسأل عمّا يفعل} نعم, هناك للحكم الشرعي ومبنى العدلية قائم على أساس, يعني غريب أن هذا السؤال يظهر بأنه هذا السؤال الآن الحمد لله ما أعرفه حتى استطيع أن أتكلم جيداً, يظهر بأن هذا المعالم لم يقرأها وإلا لو قرأ المعالم هكذا كلمة لم يتكلم بها, فهل للحكم الشرعي ما بإزاء فوق اعتبار المعتبر, طيب كنّا معتقدين أنه على مبنى العدلية الأحكام الشرعية ما هي؟ بجعل الجاعل أو ناشئة من ملاكات ومصالح ومفاسد واقعية. جيد.

    ما ذكرتم من أمثلة على تعدد الواقع باختلاف الزمان ليست من باب تعدد الواقع, بل لأن الواقع من البداية كان مشروط, هو هذا سؤالكم الذي سألتموه بلي, وهو كذلك وهذا ما نعتقده, وضوابط خاصة كعنوان اللهو أو غيرها, فعند انتفائها في زمان معين ينتفي الحكم, وهذا الذي نحن نريد أن نقوله, نريد أن نقول بأن الشارع من الوهلة الأولى لم يذكر واقعاً مطلقاً لكل زمان ومكان, وإنما له لكل زمان واقعه الخاص به, ونحن كل همنا هو هذا, هو هذا الذي نريد أن نقوله, كما أنه كيف أنه أنت بالنسبة إلى المكلف الآن لو أسألك هذا السؤال العام, بالنسبة إلى المكلف يجب عليه الصلاة تاماً أو قصراً؟ أي منهما؟ ماذا تجيبون؟ تقول: والله إذا كان حاضراً فواقعه صلاة تمام, إذا كان مسافراً فواقعه الصلاة ماذا؟ عجيب يعني أنتم معتقدين بتعدد الواقع, لا, نحن معتقدين ماذا؟ ولكن لكلٍ واقعه بحسبه, الآن أنا سؤالي هذا: وهو أنه أنا واقعي بعد ألف سنة وواقع من كان في صدر الإسلام واحد أو متعدد؟ هم يقولون ماذا؟ واحد, أنا أقول ماذا؟ نعم, واضح, إذن واضح, إذن الفارق جوهري, أنا أيضاً لا أقول أن الواقع يتعدد, أنا أقول الواقع أيضاً واحد أنا أقول حكم الله >حلال محمد’ حلال إلى يوم القيامة< أنا لم أقل متغير, ولكن هذا حلاله وحرامه ضمن شروطها بشرطها وشروطها أو مطلقاً؟ بشرطها وشروطها, وعلى هذا الأساس ممكن أنا أقول ممكن لا تقول لي سيدنا أفتيت, ممكن أن يكون الشيء في ظرفٍ المسافر, نضرب مثال المسافر: المسافر الذي يريد أن يقطع سفر يحتاج إلى يوم وليلة حتى يقطع المسافة الشرعية, الشارع أخذ بعين الاعتبار هذا الذي قاطع أربعة وعشرين ساعة ثمان فراسخ الآن ماذا لابد أن يفعل له؟ يخفف عليه, أما إذا يقطع الثمان فراسخ بثلاثة عشر ثانية, أصلاً ما يحس بها؟ هذا أيضاً يقصر؟ لعله لا, هذا الواقع تبدل لأنه ذاك الذي قاله الشارع, أقول لعل, لا يذهب بكرة يذهب شخص ويقول أن السيد يقول هكذا, لا ليس هكذا, أقول لعل, (كلام أحد الحضور) اسمحوا لي سيدنا, أقول لعل, إذا الشروط تبدلت لا الواقع يتبدل, هناك واقع جديد وواقع آخر وله حكم شرعي آخر, يعني هذا المباح الذي في زمان ألف سنة قبل كان مباح, لعل هذا المباح عندما يتبدل زمانه وشروطه ماذا يصير؟ يصير وجوب, من يشخصه هذا؟ الفقيه, هذا الذي نحن فتحنا يده وقلنا له أنت تمثلنا في زمن الغيبة, ما قلنا بأنه في كتاب الطهارة سبع احتمالات اجعلها ثمانية, ما قلنا, قلنا بأنه أنت تنظر إلى الواقع إلى الشروط إلى الزمان إلى المكان إلى الاجتماع إلى الاقتصاد إلى .. غير ذلك, لعله زمان يأتي.

    الآن أنتم واجدين بأنه الآن في الانتخابات الكل بدأ يقول: واجب وشرعي ووطني وأخلاقي, أليس هكذا, لعله بعد عشرين ثلاثين سنة هذه قضية رأي الأمة في انتخاب القيادة يصل إلى مرحلة تجد جملة من الفقهاء يفتون بالوجوب الشرعي, تقول طيب هذه قبل خمسين سنة كانوا غائبين؟ يقول لا, لأنه الآن اتضح أنه وعي الأمة واصل على مرحلة هي لابد أن تعين قيادتها, تقول لماذا ما التفتوا قبل عشرين سنة؟ الجواب: لان الوضع الفكري وعي الناس فهم الناس إدراك الناس بينك وبين الله كان بهذا المستوى الذي عندنا؟ الآن هذا الوعي السياسي الذي الآن موجود بحمد الله تعالى في واقعنا الديني أو الاجتماعي هذا الواقع السياسي والفهم السياسي بينك وبين الله قيسوه إلى قبل عشرين سنة خصوصاً الذين أعمارهم ثلاثين وأربعين سنة, تقول أين كان فهم الناس الآن ماذا؟ والروايات التي تقول أن الحجة عندما يظهر يمسح على رؤوس الناس فيكون عقل الواحد بأربعين عقلاً, يعني ماذا عقل الواحد بأربعين عقلاً؟ يعني أن وعي الناس من ناحية تطور المجتمع تطور البشرية حركة البشرية, هذه كلها تولد موضوعات, يعني تسوي موضوع جديد هذا الموضوع قبل خمسين سنة ما موجود, لعله والله العالم, لعله أقول هذه أمامها ضع اثنا عشر لعله حتى لا تتهمني, لعله والله العالم, مسألة نجاسة أهل الكتاب من هذه الموارد, يعني في زمانٍ الشارع عندما جاء إلى المجتمع الإسلامي كان يريد أن يمنعه أن لا يختلط فكرياً وثقافياً مع المجتمع الآخر, يعني اليهود والنصارى لماذا؟ لأن أولئك من الناحية الفكرية من الناحية الثقافية من الناحية السياسية كانوا أقوى من المجتمع الإسلامي فإذا اختلطوا بهم يؤثرون أو يتأثرون؟ يتأثرون (كلام أحد الحضور) اسمع مولانا, يتأثرون, يتأثرون منهم من تلك المجتمعات لأنه أقوى منهم, فكرياً اقتصادياً اجتماعياً توعياً سياسياً, بطبيعة الحال الآن أنت بينك وبين الله عندما تذهب إلى الغرب تؤثر أو تتأثر؟ والله حتى لو يكون سلمان, هناك يتأثر لماذا؟ لأنه في الشارع طيب هذا, في المدرسة هذه, في التلفزيون ذاك في المراكز هذه, يذهب للتسوق هذه, إلا إذا يجلس في بيته ولا يرى أحد طيب إذن لماذا ذهبت إلى أوروبا؟ صحيح, يتأثر بطبيعته ما يستطيع هذه الحساسيات التي هنا عنده هناك عنده أو لا؟ يتكلم مع الأجنبية ويصافحها ويضحك معها تقول له, يقول والله ما عندي قصد غير جيد معها, وانتهت القضية, أما هنا لو سمع صوت أجنبية يقوم يتراجف مع نفسه, لماذا هذه الحساسية هنا موجودة وهناك غير موجودة؟ لأنه هذه طبيعة الاختلاط توجب. جيد. الشارع يريد أن يقول له لا تختلط معه أخاف تتأثر ثقافياً, يستطيع أن يفهم أو لا يستطيع ذاك المجتمع أن يفهم؟ ما يستطيع, ماذا يقول له؟ نجس, أما عندما تعيش أنت عالم العولمة وهذا التداخل الثقافي والفكري وهذه الفضائيات وهذه, فهل يحتاج أن يقول له نجس؟ لا والله يستطيع أن يقول له والله يوجد هجوم ثقافي افتح عينك, ممكن يأتي شخص ويقدم قراءة من هذا القبيل. طبعاً لابد أن يكون فيها أسس ليست القضية جزافية, ليس كل شخص يكون في علمكم, لصاحب الاختصاص.

    كما أنه السيد الشهيد& -أضرب مثال- طيب ألف وإلى يومنا هذا, يعتبرون الناصبي لا فقط نجس لا فقط كذا بل أشد من الكلب والخنزير ألا توجد نصوص ألا يوجد إجماع؟ طيب السيد الشهيد لماذا رفع يده عنه لأي سبب؟ ويكون في علمكم قال بأنه أنا أقول بطهارة أو بنجاسة الكافر عرفت كيف – غير الكتابي طبعاً- من باب الإجماع وإلا ما عندي دليل على ماذا؟ فإذا جاء شخص وخض هذا – هزي يا نخله- هذا الإجماع أيضاً فيبقى دليل أو لا يبقى دليل؟ لا يبقى دليل, لماذا السيد الشهيد هكذا تحرك فقهاء آخرين قبل عشرين سنة ما تحركوا بهذا الاتجاه؟ ما الذي جعل فكر السيد محمد باقر الصدر يتحرك؟ من حرّك – واضح هذا- من الذي حرّك فكر السيد الإمام+ في نظرية الزمان والمكان, تتصورون بأنه الذي حرّك فكره وأنتج هذه النظرية الواقع الفقهي؟ أبداً والله, إلى أن قبل أن يصل إلى الحكم وأن يحكم أصلاً هو موجود في تراثه الزمان والمكان؟ أبداً, اذهبوا واقرؤوا كل تراثه أبداً لا يوجد, بل حتى السنوات الأولى من حياته السياسية نظرية الزمان والمكان موجودة في ألفاظه أو غير موجودة؟ غير موجودة, ولكن هذا الواقع الذي عاشه وهو في السلطة, وجد أنه أساساً هذا الواقع يمكن أن يدار بهذا الفقه التقليدي أو لا يمكن؟ فانتج نظريته, انظر كيف يؤثر الواقع عليه.

    إذن نرجع ونقول في جملة واحدة: نحن من الذين نؤمن بتعدد الواقع ولكن لا بتعدد الواقع في شروط واحدة, حتى يشكل علينا أحد, لا في شروط واحدة الواقع ماذا؟ واحد, متى نؤمن بتعدد الواقع؟ عندما تختلف الشروط, عندما تختلف طبقات الناس الذين عبروا بعضهم مؤمنين بعضهم أبرار بعضهم مقربين, إذا اختلفت درجاتهم واقعهم أيضاً يختلف, ولكن لكل طبقة ولكل زمان واقع واحد أزلاً وأبداً لا يتبدل ذلك الواقع, (كلام أحد الحضور) هذه واحدة من التفاسير (كلام أحد الحضور) لا, مذكورة في كتابي ولكن هنا ما ذكرته (كلام أحد الحضور) ذكرتها مفصلاً في أصول التفسير راجعها (كلام أحد الحضور) أصول التفسير قلت بالأمس أصول التفسير أنا ذكرته عشرة آراء في النظرية واحدة منها (كلام أحد الحضور) بعضهم بلي السيد الشهيد يعتقده في أحد الرأيين له, يقول بأنه مراد تفسير بالرأي يعني أنت تجعل نظرية خارجاً عندك ثم تأتي وتطبقها على القرآن هذا الذي عبر عنه السيد الطباطبائي بالتطبيق لا بالتفسير, السيد الطباطبائي في (مقدمة تفسيره) يميز بين التطبيق وبين التفسير, يعني علماء الفيزياء يجلسون ويخرجون عشر نظريات في الفلك – كما فعلوا القدماء- ثم يأتي إلى القرآن يقول الآية القرآنية تقول كذا قاعدة فيزيائية, هذا تفسير أو تطبيق؟ بعضهم يقول المراد من التفسير بالرأي يعني أنه أنت تؤسس قواعد في الرتبة السابقة ثم تأتي تطبقها على القرآن, وهذا أيضاً ذكرناه هناك وناقشناه.

    يقول: ما ذكرتموه من تغير الواقع بتغير شروطه وبعينه يقول به باقي العلماء فالعلماء يقولون بتبدل الحكم إما ثانوياً وإما أولياً وذلك إذا كان الحكم هو من الأساس مقيد بقيود معينة وقد تبدلت.

    انظروا أنا هذا القدر من هذا السؤال أقبله وقدر آخر لا أقبله, أنا ما أقبل أولي وثانوي, أولي وثانوي لا يوجد كلاهما أولي, يعني هذا بشروطه أولي وهذا بشروطه أولي, لماذا ذاك أولي وهذا ثانوي على ماذا؟ أنت تقبل أن هذا واقع, هذا أولاً.

    وثانياً: بلي نحن اختلافنا معهم في الصغرى, وهو هذه الجملة يقولون: وذلك إذا كان الحكم من الأساس مقيد بقيود معينة, نحن نسأل الفقهاء المشهور نقول لهم بأنه الحكم مقيد بقيود معينة بالزمان والمكان أو لم تقيد؟ هم يقولون ماذا؟ ما مقيدة, ونحن ماذا نقول؟ هو هذا مورد اختلافنا معهم, بلي هم يقولون بأنه الأحكام مقيدة بالزمان والمكان يعني بشروطها الزمانية والمكانية أو ليست مقيدة؟ ليست مقيدة.

    ولذا تجدون أنه كلامٌ يصدر من الإمام أمير المؤمنين ويأتون إلى كلام العسكري فيقيدون كلام أمير المؤمنين كلام من؟ أو كلام العسكري بكلام أمير المؤمنين يقيدوه, أنا أقول بأنه من قال بأن هذا إطلاق وتقييد, أساساً ذاك مربوط بذاك الظرف وهذا مربوط بهذا الظرف, ولكن لأن العقل التقليدي الذي لنا الفقهي ماذا فعل؟ قال لا, هذا غير مقيد بأي زمان جعله مطلق, فلهذا عندما ورد كلام عن العسكري قال هذا مقيد أو معارض له.

    ولذا قلنا أنه واحدة من أهم آثارها يظهر في باب التعارض.

    سؤال آخر يقول: ما الفرق بين تبدل الواقع.

    أعوذ بالله من تبدل الواقع, ألف مرة قلنا للإخوة إما أن هذا الأخ جاء بالجديد, قلت إخواني الأعزاء ما يتبدل الواقع الواقع ثابت لا معنى لتبدل الواقع, الواقع, نعم كلامنا أن الواقع الثابت مقيد بقيوده أو غير مقيد؟ هذا التعبير لا تعبرون عنه, بيني وبين الله أصلاً أحرم عليكم شرعاً, أنا لم أقل تبدل, أين قلت تبدل الواقع, أنا أقول أن الواقع لكل ظرف له واقعه ماذا؟ لا هذا الواقع مع حفظ الظرف يتبدل إلى واقع, مع وجود واقع آخر يوجد واقع آخر مرتبط بشروط أخرى, لا أنا قائل بتبدل الواقع ولا قائل بتغير الواقع ولا .. إلى غير ذلك.

    سؤال: ولماذا لا يكون مثال الشطرنج تبدل في العنوان.

    أنا ما أفهم هؤلاء الإخوة الذين أتصور أن هذه الأسئلة كلها أسئلة من الإخوة الذين جاؤوا جدد وإلا لو جاؤوا من أول البحث عرفوا بأنه نحن قلنا أساساً العنوان بما هو عنوان من غير أن يكون له معنون له قيمة أو لا قيمة له؟ العنوان بما هو عنوان لا قيمة له.

    سؤال: بالنسبة إلى نجاسة الكتاب -نجاسة الكتابي مقصوده- ألم يكن فهم خاطئ للأدلة من قبل الأعلام ثم انكشف خلافه.

    سؤالي هذا: لماذا خمسمائة سنة فهموا خاطئ الآن نحن خمسمائة سنة نفهم آخر, ما الذي أداهم أن يفهموا ذاك والآن بدأنا نفهم ماذا؟ لا هم أخذوا من الحجة ولا أخذنا نحن من الحجة, نفس هذه النصوص بأيدينا, لماذا هم فهموه بذاك الإطار نحن فهمناه ماذا؟ أنا أيضاً معك, يقيناً هذان فهمان, ذاك فهم وهذا فهم آخر.

    سؤال: لماذا هو هكذا فهم وأنا هكذا فهمت لماذا, لماذا ما انعكس هو يفتهم طهارة وأنا افتهم نجاسة؟

    الجواب: أن الذي أدى بنا أن نفهم الطهارة هذا الواقع الذي نعيشه, محال إخواني الأعزاء محال وقوعي, محال أن يتجرد الإنسان عن واقعه ما يمكنه, لماذا؟ لأنه أنت الآن, الآن أنا ما أريد أن أدخل في البحث الفلسفي, عندنا وقت؟ (كلام أحد الحضور).

    انظروا في البحث الفلسفي قائلين بنظرية اتحاد العاقل والمعقول, يعني ماذا؟ يعني أنت كل مفردة عقدية أو فكرية أو ثقافية أو عملية أو سلوكية تتعلمها ماذا تصير؟ أنت وجودياً تتحد يعني تكون جزء من كيانك, فإذا صارت جزء من كيانك عندما تنظر إلى الواقع أو تنظر إلى النص الديني تنظره بكل ما تملكه من هذا الكيان الفكري والعلمي, ما تستطيع أنت هذه ترفعها هي ليست نظارة حتى هكذا فكرك هكذا تقول الآن أعاين هكذا رفعته ووضعه إلى جانب, فكرك هكذا؟ اعتقاداتك هكذا؟ يعني تستطيع أن تتجرد عنها؟ جزء من وجودك من موروثك, إذن عندما تريد أن تقرأ النص هذا الموروث كله حاضر أمامك.

    إن شاء الله تعالى غداً ندخل إلى السؤال الثالث.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2012/09/05
    • مرات التنزيل : 1076

  • جديد المرئيات