بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
يمكن تلخيص البحث السابق بالنقاط التالية:
النقطة الأولى: أنّ هناك محذوراً لا يمكن لأي فقيهٍ أن يتجاوزه وأن يتخطاه, سواء كان عنده دليلٌ على الخلاف أو لم يكن عنده دليل على الخلاف, هذه المسلمات لا يمكن تجاوزها وهي التي عبرنا عنها بأنّه يلزم تأسيس فقهٍ جديد.
النقطة الثانية: أن هذه الكبرى التي ذكرت في كلامهم هو هذا اللازم الباطل الذي ذكر في كلامهم لم يتم توضيحه في كلمات الأعلام, يعني لم يأتي فقيه ليقول لنا ما هو المراد من هذه الكبرى, ما معنى أنّه يلزم تأسيس فقهٍ جديد, أنّ هذه الكبرى لم يرد توضيحاً لها في كلمات فقهائنا الأعلام (قدس الله أسرارهم) ولكنّها كما قال أستاذنا الشهيد أن هذه الكبرى ثابتة وجدانياً وتوجد فيها قناعة وجدانية, سواء وجد دليل علمي وصناعي عليها أم لم يوجد, المهم أن هذه القناعة ثابتة عند فقهائنا عندما يدخلون في علمية الاجتهاد الفقهي.
النقطة الثالثة: التي أشرنا إليها أن جملة من الأسس والقواعد والمباني التي نقحت في المدرسة الأصولية القديمة, باعتبار أن جملة من الأعلام يصطلحون على زمن الشيخ الأنصاري وما بعد ذلك بالمدرسة الأصولية الحديثة, كتعبيرات أستاذنا السيد محمد تقي الحكيم في الأصول العامة للفقه المقارن, فإنّه يعبّر عن زمان الشيخ وما بعد ذلك لا ذاك التقسيم الذي يشير إليه السيد الشهيد وهو العصر الثالث من عصور علم الأصول لا يعبر عنها مدرسة الأصول الحديثة في النجف, في قبال المدرسة الأصولية القديمة باعتبار هذا التفاوت الأساسي الذي وقع بين هاتين المرحلتين, على أي الأحوال.
في المدرسة الأصولية القديمة كانت هناك مجموعة من المباني الأصولية, كالإجماع والشهرة وحجية الإعراض والعمل ونحو ذلك من المباني, هذه إنما صيغة لأجل بيان البناء النظري لهذه المسلمات -إن صح التعبير- هي الغطاء النظري العلمي الصناعي لهذه المسلمات التي يُعبر عنها تأسيس فقهٍ جديد.
وهذا ما قرأنا في العبارات السابقة والآن لا نحتاج إلى إعادتها مرةً أخرى, مجموعة من هذه المباني لا أننا ندور معها حيثما دارت وإنما نحن – يعني الفقيه- يدور مدار هذه القناعات والمسلمات, سواء كانت تلك المباني تؤيدها أو لا تؤيدها.
إذن النقطة الثالثة: هو أنه جملة من هذه المباني إنما صيغت لأجل تغطية هذه القناعات وهذه الأمور الثابتة وجدانياً, فهذه الأدلة سواء وجدت أم لم توجد تلك القناعات ثابتة, لا أنّ الفقيه يدور مدارها إن وجدت يعمل بها وإن لم يوجد لا يعمل, هذا تصريح يوجد في كلمات السيد الشهيد وسأبينها وأقرأ لكم العبارة.
النقطة الرابعة: أن كثيراً من هذه المباني الأصولية والقواعد الأصولية انتهت حجيتها في المدرسة الأصولية الحديثة. (السيد الشهيد& في تقريرات السيد الحائري, ج2, ص95) هذه عبارته, يقول: [ولكن المتأخرين من الأصحاب (قدس سرهم) شرعوا بالتدريج في هدم هذه المباني] أي مباني؟ هذه المباني التي كانت تغطي لتلك المسلمات والقناعات الثابتة في الرتبة السابقة, [فكان هدم بعض تلك المباني من قبل الشيخ الأعظم مثلاً سُلماً لوصول المتأخرين عنه إلى آخر ما يقتضيه هذا المسلك من هدم تمام تلك المباني, إذ كلها كانت هواء في شبك وكان التفطن إلى بطلان بعضها مستدعياً للتفطن بالتدريج إلى بطلان ما يشابهه وكأنّ السيد الأستاذ] المقصود السيد الخوئي, يعني المتكلم هو السيد الصدر عن السيد الخوئي+ [وكأنّ السيد الأستاذ من أوائل من بنى على عدم إنجبار الخبر ووهنه بالعمل والإعراض] طيب انتهت هذه المباني.
طيب إذا كان الفقهاء, التفتوا جيداً, إذا كان الفقهاء يدورون مدار هذه المباني وجوداً وعدماً كان ينبغي مع وجودها أن يعملوا بمقتضاها ومع عدمها أن لا يعملوا بمقتضاها ولكن نجد حتى بعد سقوط هذه المباني بقوا يلتزمون بمقتضى تلك الإجماعات والشهرات وغير ذلك, طيب هذا يكشف عن ماذا؟ يكشف أن هناك أن العمل للفقهاء أن تلك المسلمات للفقهاء ما كانت مستندة إلى هذه المباني, بدليل أنه سقطت هذه المباني ومع ذلك نجد أن عملهم في الفقه سقط أو لم يسقط؟ لم يسقط, ولذا يقول: [ولقد كانوا في أوائل أيام الشروع في إبطال هذه المباني يبطلون هذه المباني في الأصول ويتمسكون بها في الفروع, ولذا كان يشكل عليهم بأن الإجماع المنقول أصبح في الأصول غير حجة وفي الفقه حجة] هذا التهافت كيف ما هو توجيهه؟ توجيهه هذا عند الفقيه, وهو أنه كان يعتقد أنه يستند لا إلى الإجماع المنقول وإنما يستند إلى تلك المسلمات إلى تلك الأطر التي لا يحق لفقيه أن يخرج عنها بأي شكلٍ من الأشكال, ولكنه يقول هذا التصريح لا يوجد في كلامهم, تصريح لا يوجد ولكن من الناحية العملية ومن ناحية ممارسة العملية الاجتهادية تجد أن هناك التزام صارم بتلك المسلمات, [ولذا كان يشكل, وترى الشيخ الأعظم يجعل لمثل ذلك أثراً مهماً في الفقه والإفتاء مع إبطاله إياه في علم الأصول] يعني عندما تراجع المكاسب وأنا بودي هذه أبحاث قيمة ودقيقة, ارجعوا إلى المكاسب انظروا أنه في كم مورد أن الشيخ الأنصاري يعتمد على الإجماع المنقول أو الشهرة أو لا أقل لا يتجاوزهما مع أنه في الأصول تجاوز نظرياً تجاوز الإجماع المنقول والشهرة. [وواقع المطلب] يقول هذا التهافت هذا عدم الانسجام بين الغطاء النظري أو بين علم الأصول وبين علم الفقه ما هو منشأه يقول: [وواقع المطلب أن الدافع لهم في الحقيقة إلى الإفتاء هو تلك الحالة النفسية] لا أن الدافع هو الإجماع حتى إذا سقط الإجماع يخرجون لا أبداً ليس الأمر كذلك, الدافع تلك الحالة النفسية [ولكن التزامهم بالفن] التزامهم بذلك النزوع الذي أشرنا إليه وهو أنه لا يقول إلا مع وجود الدليل, [ولكن التزامهم بالفن كان مانعاً من ظهور ذلك لهم بوضوح وموجباً للاستنكاف من دعوى فتوى مع الاعتراف بعدم اقتضاء الأدلة والقواعد لها, فكان أثر هذه الحالة النفسية يبرز لهم في صورة دليل] حجية الشهرة حجية الإجماع ونحو ذلك [ودعوى حجية الشهرة والإجماع المنقول ونحو ذلك بينما الدليل الحقيقي لهم على تلك الفتاوى إنما هو تلك الحالة النفسية دون هذه الأدلة ولذا تراهم ينكرون تلك الأدلة في الأصول ويعملون بها في الفقه لوجود نفس الدافع السابق والدليل الحقيقي الكامن, فكأن واقع الدليل لم يبطل] ما هو الدليل؟ تلك المسلمات, وهو بطل أو لم يبطل؟ أساساً ليس قابلاً للإبطال لأنه هذه مرتكزات مسلمة لا يجوز الخروج منها [إلى أن انتهى الأمر بالتدريج إلى جعل ما في الأصول الجديد من إبطال هذه المباني مؤثراً في عملية الفقه] يعني نجد بأنهم بدأوا ينسجمون مع مبانيهم الأصولية, طيب جيد, هم لا يستطيعون تجاوز تلك المرحلة وتلك الحالة ماذا يفعلون؟ بين أمرين لا ثالث لهما إما أن يرفعوا اليد عن تلك الأسس السابقة والمسلمات السابقة والقواعد غير المرئية, لأنه الآن لو تسألهم ما هي تلك المسلمات لا يوجد فقيه يقول المسلمات واحد اثنين ثلاث أربعة خمسة لا يوجد فقيه, ولكنه فقهياً وجدانياً ارتكازياً الفقيه ماذا؟
ولذا الآن أنت جدد في الفقه على شكل تجزيئي في هذا المورد كانوا يقولون طهارة أنت قل ماذا؟ نجاسة, هم كانوا يقولون بالحرمة أنت قل بالوجوب, هذه إلى هذا الحد مسموح أما إذا وجدوا أن أعمدة الفقه بدأت تهتز فيوافق أحد أو لا يوافق؟ لا يوافق, يقولون هذا يلزم منه تأسيس فقه جديد, أبداً, بمجرد أن تنقل الفقه والفقيه المطلع يعرف لوازم هذا المبنى, يقول لا يمكن الالتزام بهذا المبنى, لا يمكن الالتزام بهذه النظرية, لا يمكن الالتزام بهذا المنهج, لا يمكن الالتزام بهذا الأصل الأصولي لا يمكن, لماذا؟ لأنه يلزم منه تأسيس فقهٍ جديد. هذا الذي قلناه إذا يتذكر الإخوة في أول بحث تأثير الزمان والمكان, يقولون لو كان كذلك للزم تأسيس فقه جديد, إذن ماذا فعلوا؟ هنا يقول السيد الشهيد& يقول: [ولأجل هذه التطورات بدأت تلك الحالة النفسية تظهر في مظهرٍ آخر] يعني تجد أسس لها غطاءٌ آخر [وهو حجية السيرة] والبحث عن حجية السيرة وأقسام السيرة العقلائية إلى آخرها [ولذا ترى الاستدلال بالسيرة في ألسنة المتأخرين عن الشيخ الأعظم كثيراً وفي لسان الشيخ الأعظم قليلاً فضلاً عمّا قبل الشيخ الأعظم].
ما هو تحليل هذه الظاهرة؟ يعني كل فقهائنا السابقين لم يكونوا ملتفتين إلى السيرة, طيب السيرة العقلائية أمور ليست غيبيات, السيرة العقلائية يعيشها الفقيه مع الناس هي سيرة عقلائية, لماذا لم يلتفتوا إليها إلى زمن الشيخ الأنصاري, بل حتى الشيخ الأنصاري يقول أيضاً لم يهتم بها كما ينبغي, وإنما بدأ الاهتمام بها بعد ذلك إلى أن واقعاً صارت من أعمدة ومفاتيح عملية الاجتهاد في المنهج الذي اعتمده السيد الشهيد الصدر&. الآن واحدة من أهم ركائز استنباط الفقه عند الشهيد الصدر هو بحث السيرة.
أنت إذا لم تفهم حقيقة السيرة وأقسام السيرة وارتكازات السيرة وأنها متى تكون دليلاً على الكبرى, يعني على المسألة الأصولية, ومتى تكون دليلاً على الصغرى, يعني على المسألة الفقهية, ومتى نحتاج فيها إلى المعاصرة ومتى لا نحتاج فيها إلى المعاصرة لأنه السيرة ليس كلها نحتاجها إلى المعاصرة, فيما يتعلق بتعيين مصاديق الموضوعات, طيب لا نحتاج إلى معاصرتها, تجب النفقة على الزوجة على الأولاد, طيب النفقة ما هي؟ طيب في ذلك الزمان شيء وفي زماننا شيء آخر, يعني الآن هذه السيرة لو تبدلت في النفقة لابد أن تكون معاصرة للمعصوم؟ لا لا يشترط ذلك, إذن أي سيرة يشترط معاصرتها أي سيرة لا يشترط معاصرتها؟ هذه كلها أقسام.
ولذا تجدون أن السيد الحائري في (مباحث الأصول, ج1) عندما يصل إلى بيان النكات الجديدة في المنهج للسيد الشهيد الصدر يقول بأنه [السيد الشهيد يمكن تقسيم ما جدده في علم الأصول على أقسام: القسم الأول: أنها لم تبحث من قبل, وأخرى: أنها بحثت ولكنها لم تبحث كما ينبغي, فمن القسم الأول ما جاء به من البحث الرائع لسيرة العقلاء ولسيرة المتشرعة فقد تكرر لدى أصحابنا المتأخرين المتمسك بالسيرة] لدى أصحابنا المتأخرين وإلا قبل ذلك لا يوجد هناك استدلال بالسيرة [لإثبات حكم ما, ولكن لم يسبق أحدٌ أستاذنا فيما أعلم في بحثه للسيرة وإبراز أسس كشفها والقوانين التي تتحكم فيها والنكات التي ينبني الاستدلال بها على أساسها بأسلوب ٍ بديع ومنهجٍ رفيع وبيان متين] هذه من خصائص مدرسة من؟ مدرسة السيد محمد باقر الصدر+.
طيب هذا يكشف لك عن ماذا؟ يكشف لك عن ماذا؟ إن شاء الله بعد ذلك سأشير أن السيد الشهيد+ كان يريد أن يناقش تلك المسلمات أو أيضاً يجد غطاءً لها؟ لا, كان يريد أن يجد غطاءً لها وإلا لما أوصل السيرة إلى أوجها وإلى عمقها, لأنه وجد أن كثير من تلك المسلمات لا يمكن أن نجد دليلاً علمياًِ وصناعياً عليها إلا بحث السيرة, أنتم الآن ادخلوا إلى بحث حجية خبر الواحد, ادخلوا إلى بحث حجية الظواهر, ادخلوا إلى جملة من الموارد, تجدون مهم الدليل عند الأعلام المتأخرين هو حجية السيرة, الآن تقول ما المحذور؟ خبر الواحد إن دل الدليل نقبل حجيته إن لم يتم الدليل نرفض, يقول لا لا, هذه حجية خبر الثقة -إن صح التعبير- هذه من الأمور التي لو أنكر أحدٌ حجيتها للزم تأسيس فقهٍ جديد, إذن هذه ما يمكن التلاعب بها هذه من الأركان, هذه أصلاً هذه >لا تعاد الصلاة إلا من خمس< هذه من الخمسة, ما يمكن هذه أركان مفاتيح أصلية في عملية الاستنباط. لو جاء شخص وقال بأن الظهور يتبدل يتغير بالفهم, نقول له أبداً أبدا السيرة العقلائية قائمة على أنّ الظهور واحدٌ ثابتٌ لا يتبدل لا يتغير في عصر الصدور في عصر الوصول, ماذا نفعل لها؟ بطل عندنا الاستصحاب القهقرائي نخرج له أصالة الثبات, تلتفتون, هذا الأصل ثابت هذا غير قابل للتغير وهو أنّه لابد أنه لكي يكون الظهور حجة لابد أن نحرز أن هذا الظهور هو الظهور الذي كان في زمان الصدور لا أنه ظهور آخر. نقول طيب ذاك الظهور لهم ولنا؟ أقول لا لا أبداً هذا لو قلنا به للزم تأسيس فقهٍ جديد.
إذن ماذا نفعل, بطل الاستصحاب القهقرائي ماذا نفعل؟ نأتي باستصحاب عدم النقل, استصحاب عدم النقل أيضاً غير صحيح؟ نقول لا مشكلة نأتي بأصالة الثبات في اللغة, أصالة الثبات في اللغة نعلم أنها مخادعة غير مطابقة للواقع, يقول حتى لو قبلنا أنها غير مطابقة للواقع ولكن توجد سيرة عقلائية على إمضائها, واطمأنوا أنت لو تأتي بألف إشكال على هذه المباني يستحدث لك ماذا؟ لعدم المساس بهذا الأصل, هذا الأصل لابد أن لا يمس, لماذا؟ لماذا أن الفقه عنده إصرار, كونوا على ثقة لا جاءته آية قرآنية, ولا مرتبط بالإمام الحجة قال له بأن هذا الأصل لابد أن تحفظه, من أين جاء؟ هذه قناعات تبلورت على مدى مئات السنين غير قابلة للتزلزل غير قابلة للتلاعب.
ولذا أنتم تجدون الآن لو إنسان يلقي نظرة كلية على الفقه الذي بدأ من زمان الشيخ الأنصاري إلى الفقه الذي جاء إلى زماننا, مع أن المدارس الأصولية تعددت يعني الشيخ الأنصاري عنده مجموعة من المباني, صاحب الكفاية عنده مجموعة من المباني, المحقق النائيني عنده مجموعة من المباني, العراقي أو الأراكي عنده مجموعة من المباني -هذا عراق العجم لا عراق العرب, المحقق الأراكي, لأنه هذه أراك كانت سابقاً تسمى ومعروفة بعراق العجم- المحقق العراقي كان كذلك, المحقق الأصفهاني جاء بمجموعة من المباني, السيد الخوئي+ جاء بمجموعة من المباني, والسيد الصدر أيضاً جاء بمجموعة من المباني, إذن إذا تنظر إلى الحركة الأصولية تجدها حركة تصاعدية, ولكن انظر إلى الرسائل العملية من زمن صاحب الكافية والسيد أبو الحسن الأصفهاني وإلى يومنا هذا, تجد تغير فيها أو لا تجد؟ أين الإشكالية لماذا هذه المباني ما تظهر آثارها في الرسالة العملية؟
أنتم الآن تجدون أن جملة من الرسائل العملية الموجودة هي رسالة تحرير الوسيلة لمن؟… السيد أبو الحسن الأصفهاني, وسيلة النجاة, طيب هذه تحرير الوسيلة هي ماذا؟ وسيلة النجاة لأبو الحسن, وبعده أيضاً تعليقات مختصرة الآن خمسين مورد مائة مورد هذه أيضاً إما احتياط أو مسائل إلى آخره, وإلا الهيكل العام لفقهنا ماذا؟
الآن هذا السؤال الذي هنا يطرح نفسه: لماذا أنه يوجد خط بياني تصاعدي في الحركة الأصولية وتطور وعمق في الحركة الأصولية, ولكنّه الحركة الفقهية باقية على حالها؟ الجواب: لأن الحركة الفقهية دليلها تلك المسلمات, الحركة الفقهية صحيح في الأصول يأتي في جملة من الأحيان ليجد غطاء نظري لهذه الحركة الفقهية ولا يمكن التلاعب بها.
سؤال آخر: الآن أنا بودي واقعاً أن الإخوة يخرجون من هذا الإطار التقليدي أنه اقرأ هذا الكتاب وأقرأ هذا الكتاب, كما أنه مع الأسف الشديد في حوزاتنا العملية أنه يصير تنقيح آخر وتعال قرر للناس ويتصور القضية انتهت هو بحث الخارج هذا, لا يا أخي بحث الخارج ليس هذا, هذا بحث الخارج بالحمل الأولي, وإلا بحث الخارج بالحمل الشائع أنه الإنسان يعرف بأنه هذه المباني كيف وجدت لماذا وجدت, لماذا أن حوزاتنا العلمية الآن فيها ثبات, -أنا لست ضد الثبات- أنا أقول إذا كانت الأدلة تقتضي الثبات فلابد أن نلتزم بالثبات, أما إذا كانت الأدلة تقتضي التغير لماذا هذا الثبات؟ والله توجد مسلمات لا يمكن تجاوزها, هذه المسلمات ما هي أدلتها؟
ولذا بودي أن الإخوة يرجعون إلى مطلبين أو يتعابوا مطلبين:
المطلب الأول: أنّهم يذهبوا إلى كلمات الفقهاء متقدمين متأخرين معاصرين ما أدري كلاسيكيين محدثين ويبحثوا بأنه هل عرض أحدٌ لهذه المسألة وهي ما هو المراد من قولهم يلزم تأسيس فقهٍ جديد, هذه العبارة ما هو معناها أصلاً؟ وإذا بينت العبارة ما هو المراد منها ما هي أقسامها ما هي ضوابطها ما هي مصاديقها؟ يعني متى نقول هذا يلزم منه تأسيس فقه جديد وهذا لا يلزم منه, يعني الضابطة ماذا؟ لابد أن توجد عندنا ضابطة, يعني الآن متى يكون هذا كافر هذا مسلم, طيب في كتاب الطهارة والنجاسة في مسألة الكفار بينوا الضابط هذا يؤدي إلى الإسلام وهذا يؤدي إلى الكفر, نريد أن نعرف ما هو الضابط الذي على أساسه نقول هذا يؤدي إلى تأسيس فقه جديد وهذا لا يؤدي حتى نعرف حتى لا أقل لا نقترب من هذه الخطوط الحمراء, أما أنه تبقى ضبابية تبقى غائمة, تبقى غير واضحة ما هو؟ هذا أولاً.
إن لم تجدوا إذن وجدتم واقعاً استفيد تابعوا هذه القضية لنا واستخرجوا كلمات الأعلام في هذا. إن لم تجدوا الحمد لله تعالى بفضل الله ومنته في مدرسة أهل البيت الآن فقهاء كبار موجودين في حوزة النجف موجودين في حوزة قم موجودين, ابعثوا إليهم إذا تستيطعون الوصول إليهم اجلسوا معهم واسألوهم إذا ما يمكن الوصول اسألوا ابعثوا إليهم برسائل أنه ما هو المراد من هذا المحذور؟ ما هو المقصود من قولهم يلزم تأسيس فقهٍ جديد؟ لعله الفقهاء في أذهانهم المباركة توجد ضوابط واضحة ولكنهم لتصورهم أنها واضحة لم يكتبوها في الكتب, واجمعوا بحث عن هذا الموضوع الأساسي.
ولكن مع كل هذا وذاك نحن بحسب التتبع, أشرنا إلى بعض مصاديق هذه المسلمات, الآن قبل قليل أشرنا إلى بعضها, ولكن في اعتقادي من أهم ومن أخطر هذه المسلمات التي بُني عليها فقهنا في مدرسة أهل البيت من أهم تلك المسلمات التي لا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال وكثير من المباني الفرعية إنما ترتبت على هذا الأصل أصولياً وفقهياً هي مسألة تجريد النص الصادر من المعصوم عن الظروف المحيطة بالنص. نحن نعلم أنه وردت عندنا نصوص عن النبي وردت عندنا نصوص عن الأئمة الأوائل وردت عندنا نصوص عن الأئمة الأواخر والمسافة بينها كبيرة جداً مئتين وخمسين سنة, لا قليلة هذه الفترة, خصوصاً في صدر الإسلام يعني قرنين ونصف في صدر الإسلام لعله تعادل الآن عندنا عشرة قرون, لماذا؟ للتطورات الهائلة الفكرية والاقتصادية والاجتماعية والفلسفية ودخول الأمم في, لأنه تعملون الفتوحات التي صارت في صدر الإسلام وبعد ذلك واستمرت إلى أن استطاع الإسلام أن يبسط رايته على نصف الكرة الأرضية, أنا هذه الأمم التي دخلت الإسلام كان عندها ثقافة كان عندها كتب كان عندها مباني كان عندها سيرة عقلائية كان عندها شرائع أو ما كان عندها؟ طيب بطبيعة الحال البشر ما كانوا أنبياء, بطبيعة الحال كانوا المسلمين بدأوا يتداخلون معهم ثقافياً.
بعبارة أخرى: ذاك الزمان طيب لم يكن حوار الحضارات ولكنّه عملياً يوجد تزاوج الحضارات تأثير الحضارات والمدنيات بعضها على بعض, وبعض تلك الأمم التي دخلت إلى الإسلام كانت من حيث شرائعها أفكارها أقوى من المجتمع الإسلامي, نحن عندما تصدر النصوص أول قاعدة أصلية وعليها بنينا كل أصولنا يكون في علمكم, هو أنه جئنا إلى كل نص صادر من النبي أو من الإمام الحادي عشر الإمام الحسن العسكري قلنا جرده عن كل ظروفه التي أحاطت به أبداً, وكأنه هذا النص سواء صدر في زمن آدم أو صدر في زمن صدر الإسلام أو صدر في زماننا النص يبقى واحداً يعني أن الظروف لها مدخلية أو ليست لها مدخلية, ليست لها مدخلية, ومن هنا جاءت عندنا نظريات الإطلاق, إخواني مسألة الإطلاق وقواعد الحكمة وقرينة الحكمة كلها مبنية على هذا الأصل وهو تجريد النص من ظروفه المحيطة, وإلا إذا أنت قبلت أن الظروف المحيطة لها أثر أنت تقول بأنه لم ينصب قرينة, طيب هذه هي القرينة الموجودة معها وهي الظروف المحيطة بها, هذه قرينة ولكن أنت فرضت أن هذه قرينة أو ليست قرينة, ليست قرينة, جردتها.
وهذا المعنى إخواني حتى لا يتبادر إلى ذهن الإخوة أنه نحن أخيراً واصلين إلى هذا المعنى, هذا المعنى بشكل واضح وصريح أنا أشرت إليه في مقدمة لا ضرر ولا ضرار هذه المقدمة أنا ذكرتها يكون في علم الإخوة في 1420 يعني قبل أحد عشر سنة من الآن كتبت هذه المقدمة والنظرية عندي تقريباً قبل عشرين إلى خمسة وعشرين سنة النظرية موجودة ولكنه هذه مكتوبة قبل أحد عشر سنة, يقول: [ولم يذكر لنا الأستاذ الشهيد بعض تلك المسلمات والمرتكزات الفقهية التي ورثها المتأخرون عن المتقدمين ولكن لعل واحدة من أهم تلك المسلمات هو تجريد النصوص الواردة عن الرسول الأعظم وأئمة أهل البيت عن الظروف الاجتماعية والاقتصادية والعلاقات التي كانت تحكم الناس في ذلك الزمان وفهمها بمعزل عن تلك الشروط التي صدر النص فيها. والواقع] في ص60 [أن تجريد النصوص عن الزمان والمكان الذي صدرت وعدم إدخال الخصائص التي تحكم عصر الصدور وعزل النص التي قد تكون دخيلة فيه والقول بالتعميم يعد من أهم المسلمات والمرتكزات الفقهية التي بقيت تحكم علم الأصول والفقه إلى يومنا هذا مع كل التغييرات والتطورات الأساسية التي مر بها هذان العلمان والمراحل المتعددة والأشواط الطويلة التي قطعها حتى انتهى إلى ما هو عليه في زماننا الحاضر] ولكن بقيت هذه النقطة مشتركة بين كل هذه المراحل, يعني سوءا كنا في العصر الأول أو كنا في العصر الثاني أو كنا في العصر الثالث بتقسيم السيد الشهيد أو في العصر الرابع باعتبار أن السيد الحائري يعتقد بأنه المدرسة الأصولية للسيد الشهيد هي العصر الرابع لهذا العلم سواء كنا في الأول أو الثاني أو الثالث أو الرابع هناك عنصر مشترك بين جميع هذه العصور ما هو؟ وهو تجريد النص عن الظروف المحيطة به. وترتب على ذلك أبحاث التعارض كلها, لأنه بحث التعارض ولذا أنا قلت في ص59 [ومن هنا نجدهم يوقعون المعارضة بين نص صادر في عشرين من الهجرة والنص الصادر في مائة وعشرين من الهجرة, مع أنه إذا أخذت الظروف بعين الاعتبار لعل ذاك النص مرتبط بتلك الظروف وهذا النص مرتبط بهذه الظروف. هذه أنت لا تجده الآن في فقهنا وأصولنا, أنت تأخذ الرواية وتنظر إلى القائل للرواية أو لا تنظر؟ تنظر عن الإمام الصادرة عنها الرواية أو لا تنظر؟ تقول لا علاقة, هذا الإطلاق صدر من معصوم الآن سواء كان في عشرين من الهجرة أو في سنة مئتين وعشرين إطلاق هذا الإطلاق من أين جاء؟ لأنك أنت جردته عن كل الظروف المحيطة به, كل نظرية التعارض عندنا هذا الأصول الموجود عندنا, هذا الأصول علم الأصول المتعارف في حوزاتنا العلمية قائم على أساس هذه العكازة هذه المفردة هذا العنصر الأساسي هذا المفتاح الأساسي في عملية الاجتهاد. ما أدري واضح أم لا, فإذا جاء منهج آخر أنا ما أريد أن أبين المنهج خطأ أن أريد أن أبين الآن أحلل لك العملية الاجتهادية التي أنا وأنت نعيشها, فإذا جاء منهج آخر قال لا فإن للظروف المحيطة بالنص لها تأثير بالنص, إذن ليس بالضرورة إذا صدر نص في أول البعثة في أول الإسلام في أول بعثة الإسلام وفي آخر سنة مئتين وخمسين من الهجرة إذن ليس بالضرورة يوجد بينهما تعارض, هذه العملية الاجتهادية تبقى على حالها أم تتبدل؟ تأخذ لباس آخر. وما تستطيع أنت بمجرد أنه لا توجد قرينة قرينة من النص تقول إذن النص مطلق, لا لا, لابد أن تنظر إلى الظروف الاجتماعية والفكرية والثقافية المحيطة بزمان صدور النص حتى تقول فيه إطلاق أو لا يوجد فيه إطلاق, هذا الذي أريد أن أقوله بأنه المنهج الاجتهادي يؤثر على العملية على ممارسة العملية الاجتهادية.
فإذا هذه المباني عندك, ولذا يكون في علمكم بهذا علم الأصول الموجود عندنا وهذه القواعد الموجودة عندنا في علم الأصول يمكن أن يوجد تطور نوعي في علم الفقه عندنا أو لا يمكن؟ محال هذا, مغلق, نعم رتوش ممكن صبغ خارجي ممكن أما تغيير جوهري ممكن أو غير ممكن؟ غير ممكن, من هنا أنت بدأتم تسمعون صيحات من هنا وهناك يميناً ويساراً أن هذا الفقه الموجود قابل للتطبيق أو ليس قابلاً للتطبيق؟ غير قابل للتطبيق, والواقع أنه ليس فقه مدرسة أهل البيت غير قابل للتطبيق, هذا الفقه الذي نحن أنتجناه بعقولنا الغير المعصومة هذا الفقه في كثير من مفاصله غير قابل؟ لا فقه مدرسة أهل البيت غير قابل للتطبيق. وإلا معتقدين نحن أن فقه مدرسة أهل البيت فيه قابلة على إدارة الحياة الإسلام فيه قابلة على إدارة الحياة, إذن أين الإشكالية؟ إذن الإشكالية ليست في فقه مدرسة أهل البيت الإشكالية في الفقه الذي أنتجته عقولنا ونعتقد أنها هي فقه مدرسة أهل البيت, ولعلها في مرحلة أو مراحل نعم هذا هو فقه مدرسة أهل البيت, ولكن في ظروف أخرى لابد أن يحصل تجديد ولكن التجديد ما يبدأ من الفقه التجديد يبدأ من أين؟ من الأصول, إذا أنت ما تستطيع أن تجدد مبانيك الأصولية التي تمثل الأساس لعملية الاجتهاد الفقهي فأنت تستطيع أن تطور علم الفقه أو لا تستطيع؟ تستطيع أن تكون مجدداً للفقه أو لا تستطيع؟
إذن من هنا يتضح لك إذا شخص جاء وقال لك نحن فقه نحتاج وأصول ماذا نفعل به؟ مباشرة بينك وبين الله هذا لا تباحثه لأنه هذا أساسا إلى الآن لم يفهم أن دور علم الأصول ما هو, هذا إنسان أمي إنسان جاهل, جاهل لا أنه ما يعرف معلومات عنده معلومات ولكنه لا يعرف دور علم الأصول في العملية الاستنباطية.
ومن هنا, ولكن مع الأسف الشديد إلى الآن في حوزاتنا العلمية إذا شخص قليلاً ركز على علم الأصول يقولون لا بالفقه ضعيف بالأصول جيد, مع أنه لا يعلم أن الأصول هو أساس الفقه والعملية الفقهية, فإذا صار في الفقه كثيراً يتكلم يقولون لا, هذا الفقيه من؟ هو هذا, وإن كان في الأصول المباني -ما أريد أن أقول بأنه لا يعرفها- ولكن ليس بقوي فيها, هذا خلل منهجي في حوزاتنا العلمية.
طبعاً أنا لست من القائلين بأنه الأصول فقط يصير قوي إذن بالفقه ماذا يصير؟ لا لا أبداً الأصول لها آلياته الخاصة به, والفقه لها آلياته الخاصة به.
إن شاء الله تعالى في الأسبوع غير هذا الأسبوع الأسبوع القادم تعطيل بمناسبة هذه الأعياد جماعة هنا, إن شاء الله تعالى عندنا بحثين ثلاثة حتى نرجع إلى أبحاثنا الفقهية الأخرى لعلنا نستطيع أن نطبق بعض هذه المباني التي أشرنا إليها وهو أنه أساساً هل أن السيد الشهيد+ التفت إلى هذه القضية أو لم يلتفت وهو أنّ النص الشرعي لا ينبغي أن يجرد من ظروفه وشروطه التفت إلى هذه أو لم يلتفت وإذا التفت استطاع في ممارسته في عملية الاجتهاد أن يتجاوزها أم لم يستطع ذلك؟ هذا إن شاء الله إلى ما بعد التعطيلات.
والحمد لله رب العالمين.