بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
كان الكلام في نقاط ضعف المنهج السندي الذي هو المعتمد عليه عموماً في تصحيح الروايات وتضعيفها. قلنا بأنه في النتيجة بعد أن علمنا أن هناك كثير من الروايات الموضوعة وكثير من المدخولات في النصوص الروائية فلا إشكال في أننا نحتاج إلى منهج لإثبات الحجية وعدم الحجية. وجد بشكل عام في المقام منهجان:
المنهج الأول: وهو المصطلح عليه بالمنهج السندي, والمراد بهذا المنهج هو أنه يعتمد الرواة بقطع النظر عن المضمون والمتن إلا في موارد نادرة, وإلا هذا المنهج أيضاً محتاج إلى البُعد المتني والدلالي, كما لو فرض أن مضمون الرواية كان مخالفاً لتوحيد الله سبحانه وتعالى, لا إشكال عند أحد أن هذه الرواية حتى لو كانت صحيحة السند لا يُعتنى بها, أو كانت مخالفة للمسلمات والضرورات المذهبية أيضاً نجد أنه لا يعتنى بها حتى ولو كانت صحيحة السند, ولكنه هذا المنهج بشكل عام يستند إلى الرواة رواة النص لقبول رواية ولعدم قبول رواية أخرى, لحجية رواية ولعدم حجية رواية أخرى, هذا هو المنهج العام الذي يصطلح عليه بالمنهج السندي.
بالأمس قلنا بأنه توجد نقطتان أساسيتان في ضعف هذا المنهج:
النقطة الأولى: أن المنهج السندي لا علاقة له بالصدور وعدم الصدور, ولا يثبت لنا إذا كان صحيحاً فهو صادرٌ وإذا كان ضعيفاً فهو ليس بصادر, لا يقول لنا هذه المقولة إذا كان صحيحاً فهو صادرٌ أو مظنون الصدور, وإذا كان ضعيفاً فهو غير صادر أو مشكوك الصدور لا أبداً لا علاقة له بالصدور وعدم الصدور, وإنما كل هم هذا المنهج إثبات الحجية أن هذا الخبر حجة يمكن الاستناد إليه أو أن هذا الخبر ليس بحجة ولا يمكن الاستناد إليه, بأي دليل نقول هذا؟ إن شاء الله بعد ذلك سنقف مفصلاً عند روايات العرض, روايات العرض تبين لنا أن الصحة والضعف في السند ليس معناه الصدور وعدم الصدور, وإلا لو كانت الصحة والضعف, دليل الصدور وعدم الصدور إذن لماذا الروايات تقول لنا اعرضوا كلامنا على كتاب ربنا, طيب إذا كانت الرواية صحيحة فماذا نفعل؟ نعمل بها, لماذا أن الإمام يقول اعرضوه على كلام ربنا؟ هذا يكشف عن أن ليس كل ما صح فهو صادرٌ, وإلا لو كان كل ما صح فهو صادر لما كانت هناك أي ضرورة للعرض على الكتاب الكريم, وهذا خير شاهد على أن المنهج السندي ليس هو بصدد إثبات الصدور وعدم الصدور, وإنما هو بصدد إثبات الحجية وعدم الحجية, وهذا إن شاء الله بعد ذلك كما أشرنا بالأمس سيتضح بأنه في المنهج المتني أو الدلالي ليس الأمر كذلك, نحن نريد أن نتعرف من خلال المنهج المتني على أن الرواية صادرة أو ليست صادرة, لا أنها حجة أو ليست حجة.
وهذا فارق كبير وأساسي بين المنهج السندي والمنهج المتني.
النقطة الثانية -التي أشرنا إليها بالأمس-: قلنا هي المباني التي على أساسها نصحح سند أو نصحح رجال أو نوثق رجال أو نضعف رجال آخرين لعله على بعض المباني الرجالية يكون بعض الأشخاص في أعلى مراتب الوثاقة وعلى مبانٍ أخرى يكون في أنزل درجات الضعف والاتهام ونحو ذلك. طيب أي منهج نتبع لنعرف أن هذا صحيح وأن ذاك ليس بصحيح, الآن أنا ما أريد أن أدخل في بحث آخر وهو أنه في ذلك الزمان وهو زمان عدم وجود الإمكانات أنه على أي أساسٍ كان بإمكان الرجالي أن يطلّع على أحوال الرجال ليكتب أنه موثوق أو ليس موثوق, هو في هذا الزمان الذي توفرت فيه كل الإمكانات معرفة أن فلان ثقة أو ليس بثقة ليس بالأمر السهل, فما بالك في ذاك الزمان في آلاف الرجال أنه ثقة أو ليس بثقة, هذا على أي أساسٍ واقعاً يمكن للإنسان أن يطمئن أنه بمجرد قال ثقة لا بأس به حسنٌ طيب يؤخذ به, قال مجهول طيب مجهول عند هذا لا مجهول في الواقع ونفس الأمر, طيب لا يعرفه هذا, يعني يوجد عندنا آية أو رواية أن هؤلاء الرجاليين كانوا مطلعين على كل الأحوال بالدقة التي ما بعدها دقة حتى بمجرد أنه قال مجهول إذن بتعبيرنا – طاح حظه- هذا أي منطق هذا؟ في زماننا هذا الآن بينكم وبين الله إذا في هذا الزمان أنا سئلت عن فلان وفلان افترض أيضاً علاقات الاجتماعية علاقات الرجالية ما أدري الإمكانات كلها مهيأة لكن يسألوني عن شخص, أقول لا أعرفه, بالنسبة لي مجهول الحال, ولكن أنا بالكتاب لا أكتب بالنسبة لي مجهول الحال, عندما أكتب كتاب رجالي أكتب مجهول, وغداً أيضاً العمامة تصير كبيرة جداً والاسم يصير كبير جداً طيب عندما يقول بلي العلامة الفلاني قال أنه مجهول, عند ذلك أنا -الله يعلم- لا يهمني أنه فلان يصير مجهول أو يصير معروف أو موثوق, ولكنه لعله هذا الإنسان نقل لي عشرات الرواة روايات في أهم مفاصلنا العقائدية والمعرفية هذه كلها تضيع بمجرد أن فلان قال ماذا؟ مجهول, وهذا الذي حادث الآن, وبعد ذلك سيتضح أنه كثير من تراثنا الآن صارت ثقافة عامة في أوساطنا الشيعية أنه بمجرد, روايات ضعيفة, وكأنه الروايات الضعيفة يعني روايات مكذوبة مسلمة عدم الصدور وأنها موضوعة على الأئمة مع أنه ليس الأمر كذلك, وإنما الشخص الذي نقل فلان قال, كما عندنا في مشكلة كما يعرف الإخوة والمتتبعين لهذه القضايا في أمثال محمد ابن سنان, كم روايات توجد عن محمد ابن سنان وفيها هذه علامة الاستفهام, لماذا؟ لأنه فلان كان يعتقد أن محمد ابن سنان من الغلاة فلان مدرسة قميّة أو غير قميّة كانت تعتقد أن محمد ابن سنان كان ينقل روايات فيها أمور لا يتعقلها هو لا أنها لا تتعقل, لا يتعقلها إذن ضعف محمد ابن سنان ومن ورائه أنه نحن عشرات أو مئات الروايات ضعفت بسبب أن فلان ضعفه.
أما لو كان المنهج منهجاً متنياً ما هي علاقتي أنا بمحمد ابن سنان, >اعرف الحق تعرف أهله< أنا اذهب إلى النصوص أعرضها على كتاب الله أعرضها على القرائن الأخرى أعرضها على الأدلة الأخرى فإن كان المتن صحيحاً تاماً الآن سواء كان الناقل محمد ابن سنان أو كان الناقل اكس من الناس ماذا يفرق لي أنا, ولكن مع الأسف الشديد هذا المنهج لا على مستوى مدرستنا وعلى مستوى الاتجاه الذي نعتقد به, بل على مستوى كل الاتجاه العام الإسلامي واقعاً وجّه ضربات أساسية إلى المعارف الموجودة, وبالأمس نحن قرأنا لكم يعني: أنه واحدة من الأسباب التي ضاعت معارف أهل البيت على الطرف الآخر ولم يستطع أن يقبلها هذه المباني الرجالية التي أسسوها, يعني: هو بينك وبين الله إذا كان عنده على سبيل المثال مبنى التوثيق يعني الرواية الموثقة, لأنه تعلمون صحيحة حسنة ضعيفة هذه عند القوم أيضاً موجودة ولكن نحن بالإضافة إلى ذلك عندنا موثقة يعني أن الراوي وإن لم يكن على مذهبنا على اعتقادنا مخالف ولكنّه عادلٌ في النقل يعني صادق, إذا كان هذا المبنى يقبله كم من الروايات الموثقة كان يمكن لهم أن يقبلونه ولكن لأنهم جعلوا الميزان في قبول في جرح وتعديل الرجل مبانيه وأصوله العقائدية كل هؤلاء سقطوا عن الاعتبار.
وبالأمس قرأنا للإخوة عبارة, الآن أيضاً أريد أن أقرأ للإخوة بعض العبارات الأخرى الذي تجدون المنهج العام, وهذا إلى أي نتيجة خطيرة أدت.
في (تهذيب التهذيب, ج3, ص480) التفتوا لهذه العبارات جيداً, هذه عبارات أعلام القوم يعني لا يوجد أكبر منهم هؤلاء في الوضع الآخر, يقول في ترجمة من اسمه لمازه -أخاف تهذيب التهذيب طبعاته مختلفة- في ترجمة من اسمه لمازه يقول: [وقد كنت] طبعاً تهذيب التهذيب كما تعلمون لابن حجر العسقلاني الذي هو من الأعلام في هذا المجال, يقول: [وقد كنت استشكل توثيقهم الناصبي غالباً] سابقاً كنت أقول بأنه ناصبي وأيضاً مبغض لعلي وأيضاً مع ذلك موثق كيف يصير موثق وهو منافق لماذا؟ لأنه ورد في علي >لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق< وهذا الناصبي من أوضح مصاديق النفاق [وتوهينهم الشيعة مطلقا] كنت استغرب أن هؤلاء يوثقون النواصب ويضعفون الشيعة مع أنه مقتضى القاعدة لابد القضية أن تكون معكوسة يوثقون الشيعة ويضعفون النواصب [ولاسيما أن علياً ورد في حقه >لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق< ثم] بحمد الله يقول انحلت المشكلة [ثم ظهر لي في الجواب عن ذلك] طيب ماذا ظهر في الجواب يقول: بعد التأمل في الرواية وبعد التأمل في التاريخ اتضح لي هذا الحب والبغض مرتبط بأمور دنيوية ولا ارتباط له بأمور أخروية, الذين أحبوه لأمر دنيوي والذين أبغضوه لأنه قاتل أبوه عنده مشكلة معه أخذ منه شيء, طيب هذه ما هي علاقتها بالأمور الأخروية حتى أنه يوثق وماذا؟ طيب الآن أنت فلان قد آذاك وانته ما تحبه, طيب هذا لا يصير دليل على أنه تسقط عدالتك, طيب لا تحبه, تقول ممكن تقول ما أحبه ما يعجبني, انتهت القضية, [ثم ظهر لي الجواب عن ذلك أن البغض ها هنا مقيد بسبب وهو كونه نصر النبي لأن من الطبع البشري بغض من وقعت منه إساءة في حق المبغض والحب بعكسه وذلك ما يرجع إلى أمور الدنيا غالباً]. إذن هذا الحديث يمكن أن يكون ميزان الحق والباطل أو لا يمكن؟ إذن يسقط, حتى لو تم الحديث.
الآن إلى هنا لعله الإنسان يتحملها, يقول: بأنه الشيعة أيضاً إذن هذا الحديث ما فيه مشكلة سقطوه من الاعتبار, ولكن بعد ذلك وبالعكس [ولكن وأيضاً] – هذا محل الشاهد- [وأيضاً فأكثر من يوصف بالنصب يكون مشهوراً بصدق اللهجة والتمسك بأمور الديانة] انظروا الميزان, هذه الموازين وهذه بدأت من صدر الإسلام ولكنه على مر التأريخ هذه نظّر لها أسس لها إلى يومنا هذا فصار عندنا تراث ضخم بهذا الاتجاه.
إذن فأكثر إذا تريد أنت لا تتهم بأنك كذابٌ وضاعٌ صاحب بدعة أفضل طريق لذلك أن تصير ناصبي, هذا أفضل طريق, أفضل طريق الاستكبار العالمي أمريكا توافق عليك تسوي علاقة مع إسرائيل, انتهت القضية, بمجرد أن تسوي علاقة مع إسرائيل ماذا؟ ما تسوي علاقات مع إسرائيل أنت ماذا؟ خارج عن المعادلة الدولية وأنت إرهابي, وافق على الاحتلال أنت وطني, خالف الاحتلال ماذا تصير؟ إرهابي, هذا هو, ولكن هذا منطق ماذا؟ منطق فكري لا منطق سياسي, هو نفس هذا المنهج ولكن منطق, ولذا يقول: [فأكثر من يوصف بالنصب يكون مشهوراً بصدق اللهجة والتمسك بأمور الديانة] التفت [بخلاف من يوصف بالرفض فإن غالبهم كاذب ولا يتورع في الإخبار] أصلاً قاعدة, بمجرد أن يثبت رافضي فهو ماذا؟ يساوي يرادف كذاب, يرادف وضّاع [والأصل فيه] التفتوا إلى القاعدة, [والأصل فيه أن الناصبة اعتقدوا] قراءة كانت عندهم ليسوا هكذا, اعتقادات مباني عندهم كلامية [اعتقدوا أن علياً قتل عثمان أو كان أعان عليه فكان بغضهم له ديانة] يتدينون إلى الله يتقربون إلى الله ببغض من؟ ببغض علي, بينك وبين الله عند ذلك أنت الذي يتربى في هكذا جوٍ فكري وثقافي وعقدي تتوقع بأنه يقترب من مدرسة أهل البيت ومن الرواة ومن الذين ينقلون عن الإمام الصادق والباقر؟ والله رأيت بعضهم على الفضائيات -ما أريد أن أأتي بأسمائهم لأنهم أحقر من أن يذكروا, عرفت كيف- لا يستطيع على لسانه أن يأتي قال جعفر الصادق, هذه الصادق لا يستطيع أن يقولها, فقط إلا أن يقول جعفر ابن محمد, مع أنه أسهل شخص يقول جعفر الصادق مما يقول جعفر ابن محمد, والله تابعته بشدّة يمكن ساعة ونصف, أردت أن أرى بأن هذه عفوية تصير؟ رأيت لا, يوجد إصرار على أن يسميه إما جعفر حافي, أو جعفر ابن محمد, ما تأتي على لسانه, الآن تقول لي لماذا يعني هذا مولود, لا هذا ليس مولود هذا تراثه رباه بهذا الاتجاه, وهو أنه يتقرب إلى الله ببغض هؤلاء, كيف أنت تريد أنه بمبانيك العقائدية أن هذا يقبل بها, من أي طريق يقبل بها؟ هو عنده البخاري والبخاري في اتجاه آخر, التفت, هذا المنهج السندي, هذا مورد.
المورد الثاني: في (ميزان الاعتدال, للذهبي, ج1, ص49, في ترجمة أبان ابن تغلب) أبان ابن تغلب في (تهذيب الكمال, ص6 أو 7) عندما يأتي إليه يقول: [أبان ابن تغلب الربعي أبو سعد الكوفي القاري, قال عبد الله ابن أحمد ابن حنبل عن أبيه وإسحاق ابن منصور عن يحيى ابن معين وأبو حاتم والنسائي ثقة, وزاد أبو حاتم صالحٌ, وقال: فلان وقال فلان ونقل عنه الجميع وقال.. روا له الجماعة إلا البخاري] الآن من هنا أنت تعرف أن الخط العام الذي يسير عليه ماذا؟ حتى الذي وثقه أحمد ابن حنبل وابن معين والنسائي هذا بعده مرضي عند البخاري, انظروا النهج العام في رجال البخاري مرضي أو ليس بمرضي؟ ليس بمرضي عنه, الآن انظروا أنتم الذهبي عندما يأتي إلى ترجمته ماذا يفعل.
يقول: [وقد وثقه أحمد ابن حنبل وابن معين وأبو حاتم وأورده ابن عدي, فلقائل أن يقول] توجد مشكلة هنا [كيف ساغ توثيق مبتدع وحد الثقة العدالة فكيف يكون عدلاً من هو صاحب بدعةٍ, وجوابه: أن البدعة على ضربين: بدعة صغرى كغلو التشيع] أصلاً عندما يبدأ يحب علي يعني ماذا؟ صاحب بدعة انتهى سقط اعتباره, انظروا كيف المقاييس أنها انعكست هذا الذي رسول الله قال >لا يحبك إلا مؤمن< صار لا يحبك إلا مبتدع وصاحب بدعة, انظروا هذا العمل الفكري والثقافي الذي نحن الآن غائبين عنه أخواني الأعزاء في العراق, الذي يريدون أن يشتغلون فليلتفوا, وإلا اطمأنوا بعد عشرين سنة ما تعلمون ماذا يحدث في العراق من الناحية الفكرية والثقافية, يتصورون القضية فقط قضية حكم, العمل الفكري الذي جاؤوا هم يعلمون ماذا يريدوا أن يفعلوا, على أي الأحوال.
يقول: [فبدعة صغرى كغلو التشيع, أو كالتشيع بلا غلو ولا تحرق] التفت يقول: [فهذا كثيرٌ في التابعين] كانوا يحبون علي, كانت ظاهرة هذه, ولذا نحن مضطرين أن هذا صاحب البدعة الصغرى يعني الذي يحب علياً ويوالي علياً ما نسقط روايته وإلا لضاع أكثر تراثنا, ملتفتين هو أنه ليس حباً بهذا المبتدع ولكن يجد بأنه يستطيع أن ينفي تراثه أو ما يستطيع؟ فبقدر ما يستطيع أن يشذبه يسقط منه كلمة يسقط منه رواية إلى آخره.
يقول: [فهذا كثير في التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق فلو رد حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية وهذه مفسدةٌ بينة] ما نستطيع أن هذه نفعلها وإلا لو يطيح بيدنا لحذفنا هؤلاء ولكن ما يستطيع هذا [ثم بدعة كبرى] ما هي البدعة الكبرى؟ البدعة الكبرى أنه يقدم علياً على ماذا؟ إلى أن يقول: [فالشيعي الغالي] التفت إلى الاصطلاحات وهذه التفتوا إليها عندما تقرؤون الكتب هذه التفتوا إليها هذه الاصطلاحات, يقول: [فالشيعي الغالي في زمن السلف وعرفهم] يعني: في زمن التابعين وما بعدهم [هو من تكلم في عثمان والزبير وطلحة ومعاوية وطائفة ممن حارب علياً] هذا يصير شيعي غالي, بمجرد أنه تقول أن معاوية لماذا حارب علي, لا أنه تسب الأول والثاني, لا لا المعيار الآن بدأ يدخل على الخط من؟ معاوية, بمجرد أنه أنت تتعرض لمعاوية إذن ماذا يصير؟ هذا يقول في ذاك الزمان, إذن يتهمون ويقولون هذا شيعي غالي, شيعي غالي, ليس معناه أنه يسب أو يلعن أو يبغض أبا بكر وعمرو وإنما فقط يتكلم في من خرج على علي, لأنه الزبير وطلحة تعلمون المشكلة أين هي؟ هي فقط هذين الاثنين, يعني عندك الجمل وعند صفين, [والغالي في زماننا وعرفنا هو الذي يكفر هؤلاء السادة ويتبرأ من الشيخين أيضاً فهذا ضال معثر ولم يكن أبان ابن تغلب يعرض للشيخين أصلا] إذن لماذا زائغ مذموم مردود صاحب بدعة [بل قد يعتقد أن علياً أفضل منهم] قد, أنتم ترون القضية عمقها أين؟ عند ذلك أنت تتوقع في أربع مؤتمرات وحدة وتقريب القضية ماذا؟ يوجد تراث مبني, تراث فكري, هؤلاء أيضاً الآن بدؤوا دبلوماسيات نحن كنا ألف سنة نعمل معهم دبلوماسيات الآن هم أيضاً يعملون معنا أنه طيب هؤلاء نجلس معهم وإلا معتقدين أننا أصحاب ماذا؟ يقولون يوجد إجماع على كفر من أبغض الصحابة, إجماع عندهم على كفر من أبغض, على كفرهم, ويكون في علمك إذا أنتم معتقدين أو بعض علمائنا معتقدين بكفرهم على مستوى الآخرة هؤلاء معتقدين بكفر من أبغض الصحابة على مستوى الدنيا, إذا أردت أن أعبر لك بتعبيرٍ فني, الذي يعتقد بكفر الجماعة يعتقد بالكفر الكلامي يقول في الآخرة يحشرون كفار مثل السيد الخوئي, أما هؤلاء يقول على مستوى الدنيا هؤلاء يعني في البحث الفقهي لا في البحث الكلامي, وإلا نحن معتقدين أن هؤلاء كلهم مسلمون طاهرون توارث تناكح إلى آخره, ذاك يقول لا, كافر في الدنيا فلا توارث, بل يتقرب إلى الله بماذا؟ بالقتل, وأنا أتصور أنه واضحة الآن في المعركة في العراق إذا تنظرون إليها واضحة, هذا أيضاً كلام من أخواني الأعزاء؟ كلام الذهبي.
وأمّا الله, وأمّا ابن تيمية وما أدراك, عجيب, طبعاً هو صاحب هذا المبنى هو هؤلاء كلهم خلفه وطلابه ولا تتصورون أن هؤلاء قبله كل هؤلاء بعد ابن تيمية, يعني البناء بناء ابن تيمية, في (ج1, من كتابه منهاج السنة, ص36 و37) يقول: [ونحن نبين إن شاء الله تعالى طريقة الاستقامة في معرفة هذا الكتاب منهاج الندامة] منهاج من؟ الكرامة للعلامة, [وهذا الرجل سلك مسلك سلفه شيوخ الرافضة كابن النعمان المفيد ومتبعيه كالكراجكي وأبي القاسم الموسوي والطوسي وأمثالهم فإن الرافضة في الأصل ليسوا أهل علمٍ وخبرةٍ بطريق النظر والمناظرة ومعرفة الأدلة وما يدخل فيها من المنع والمعارضة] ناس مجموعة, لا يعرفون قواعد المناظرة قواعد البحث, [وكما أنهم من أجهل الناس بمعرفة المنقولات والأحاديث والآثار والتمييز بين صحيحها وضعيفها] وهذا تراث, أنتم لا تعلمون بأنه ابن تيمية ما هو دوره في التراث الإسلامي, واقعاً لا تعلمون, مبني تراث ضخم على أساس هذا الكلام, [وإنما عمدتهم] إذن إذا هم ليسوا أهل بحث ومناظرة ولا أهل حديث يعني لا هم أهل عقل ولا هم أهل نقل إذن عملهم هؤلاء ماذا؟ [وإنما عمدتهم في المنقولات على تواريخ منقطعة الإسناد] هذه وحدة هذا على مستوى البحث النقلي [وكثير منها من وضع المعروفين بالكذب بل بالإلحاد] هذه مجموعة رواياتهم البحث النقلي لهم هذا, [وعلمائهم يعتمدون على نقل فلان وأمثال فلان] إلى أن يقول: [وقد اتفق] هذه ما شاء الله عكازه عند ابن تيمية, المكان الذي يريد أن يقول وقد اتفق على وضع الحديث إذا ما يعجبه الحديث, اتفق أهل العلم والمعرفة بالحديث أن الحديث موضوع أو بالعكس وقد اتفق أهل المعرفة أن هذا صادرٌ من الرسول, [وقد اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والإسناد على أن الرافضة أكذب الطوائف والكذب فيهم قديمٌ ولهذا كان أئمة الإسلام يعلمون إمتيازهم بكثرة الكذب] أصلاً إذا تريد أن تميزهم الفصل المقوم للرافضة من هو؟ جنسه عرفناه, فصله ما هو؟ الكذب. ولذا يقول: [قال أبو حاتم الرازي سمعت يونس ابن عبد الأعلى يقول قال اشهب ابن عبد العزيز سئل مالك عن الرافضة فقال لا تكلمهم ولا تروي عنهم فإنهم يكذبون, وقال أبو حاتم حدثنا فلان سمعت الشافعي يقول لم أرَ أحد أشهد بالزور من الرافضة, وقال يزيد بن هارون] هؤلاء كبار أهل الجرح والتعديل, [يكتب عن كل صاحب بدعةٍ إلا الرافضة] لا يهم أي بدعةٍ تكون لا مشكلة, إلا من؟ الرافضة, طيب حكم الأمثال فيما يجوز وما لا يجوز واحد, طيب إذا كلنا أهل بدعة طيب على ماذا إلا الرافضة؟ انظروا يوجد منهج. عند ذلك أنت تتوقع بينك وبين الله أنه كيف يثق بك, كيف؟ بمؤتمر ودجاجتين تحل المشكلة؟ لا والله لا تحل المشكلة, وما تنحل. لماذا؟ لأنه هو مبني باتجاه وأنت مبني باتجاه آخر, كيف أنه كل هذا التراث تتنازل, إلا البعض الذين هم متزلزلون في داخلهم الموجودة من هذا الطرف ومن ذاك الطرف, ولعله من طرفنا إذا ليس بأكثر فليس بقليل. داخله هو متزلزل عقائدياً فكرياً ثقافياً, أساس عقائدي ما عنده هو, مباشرةً يقول والله بلي الحق معهم .. إلى آخره.
نحن اتهمناهم ونحن ولكن هو لا يعلم أنهم ماذا يفعلون في كتبهم في تهمة أنت والله بالله ارجع إلى كل كتبنا لا توجد هكذا أنه هؤلاء في النتيجة لا أقل رجالياً أنتم وجدتم بأنه نحن فتحنا عنوان مستقل للحديث الموثق, هذا الحديث الموثق, حتى لو نختلف معه عقائدياً, هذا خير شاهد على أن المنهج يختلف عن ذلك.
طيب النتيجة التي ترتبت على هذا, وأنا أريد أن الأخوة هذه يطلعونها جيداً حتى يعرفون النتائج, النتيجة التي ترتبت على هذا وقلت لكم في اعتقادي أن هذا بادي من صدر الإسلام وليس متأخراً يعني التأسيس النظري له متأخر, مسألة الإمامة ومسألة الولاية صارت ضرورية أو صارت نظرية؟ يستطيع أحد أن يدعي أنها ضرورية من ضروريات الدين؟ مع وجود هذا التراث المضاد الذي أخفى هذه الحقيقة, فالمسألة ماذا تصير ضرورية أم نظرية؟ وهذا الإمامة ومن هنا أنت تجد أن الأعلام من علمائنا اتجهوا باتجاه قالوا أن الإمامة ضرورة من ضرورات المذهب وليست .. لماذا؟ يعني أن رسول الله لم يبينها بهذا الوضوح, واقعاً يمكن أن نقول هكذا, أن رسول الله في كل تلك التأكيدات من يوم >وانذر عشيرتك الأقربين< من الساعة الأولى رسول الله عندما وضعوا أول خطوة في نبوته هو أول خطوة وضعها ماذا؟ أول أساس وضعه هو ماذا؟ هو أساس إمامة علي من اليوم الأول >وانذر عشيرتك الأقربين< يعني عشرين سنة رسول الله – بتعبيرنا- اشتغل عليها فكرياً وثقافياً وعقائدياً وروائياً وعملياً وسلوكياً كلما وجد مناسبة لذلك لتأكيد هذا الأمر ولهذه الوصايا إذن يقيناً من حيث المقتضي كان المقتضي تام لإثبات أن الإمامة ضرورة من ضرورات الدين لا أقل لا أقل من الصلاة, لا أقل ليس أقل من الصوم, إذن لماذا صارت نظرية, أين كانت المشكلة؟ أنتم إما لابد أن تقولوا المشكلة كانت في عدم وجود المقتضي أو تقولوا أن المقتضي كان تام ولكن كان مبتلىً بالمانع, بهذا الإخفاء بهذا العمل المنظم الفكري والعقدي ووضع الأحاديث لتمييع إمامة أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام).
ولهذا علمان من الأعلام أولهم السيد الخوئي+ في التنقيح, السيد الخوئي في (التنقيح, ج3, هذه الطبعة الموجودة عندي, ص86) هذه عبارته, يقول: [من الأدلة التي استدل بها على نجاسة أهل الخلاف] استدلوا بأدلة القائلين بالنجاسة استدلوا بأدلة من أدلتهم [أن أهل الخلاف منكرون لما ثبت بالضرورة من الدين] ومنكر الضروري ماذا يصير؟ كافر, وكل كافر نجس, هذه وحدة من أدلتهم, [وهو ولاية علي ابن أبي طالب, حيث بينها لهم النبي’ وأمرهم بقبولها ومتابعتها وهم منكرون لولايته وقد مر أن إنكار الضروري يستلزم الكفر والنجاسة] على الخلاف الموجود في المسألة. [وهذا الوجه] التفت [وهذا الوجه وجيهٌ بالإضافة إلى من علم ذلك وأنكره] يعني تمت هذه يعني: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم} طيب هذه بالنسبة ككبرى صحيحة, سيدنا قل لنا الصغرى, الصغرى كانت هكذا يعني وقع العلم بها وصارت ضرورية وأنكروها؟ يقول لا لا مع الأسف ما صارت ضرورية إمامة أمير المؤمنين, عجيب كيف لم تصر ضرورية إمام أمير المؤمنين, أنت عندك احتمالين لا ثالث لهما: إما أن النبي’ من اليوم الأول تساهل في بيانها أو بينها محمولة -تكلم دبلوماسي- تحتمل هذه وتحتمل هذه, إما هكذا, وإما لا, {وما هو على الغيب بظنين} ولكنه يقول: [ولا يتم بالإضافة إلى جميع أهل الخلاف, لأن الضروري من الولاية إنما هي الولاية بمعنى الحب, وهم غير منكرين لها بهذا المعنى, بل قد يظهرون حبهم لأهل البيت, وأمّا الولاية بمعنى الخلافة فهي ليست بضرورية بوجه] الآن أنا وجهت عبارة السيد الخوئي [ليست بضرورية بوجهٍ] أرجعتها إلى وجود المانع وإلا في عبارة السيد لم توجد هذه, نعم في عبارة السيد الصدر هذه العبارة موجودة أشير إليها يقول: [وإنما هي مسألة نظرية وقد فسروها بمعنى الحب ولو تقليداً لآبائهم وعلمائهم وإنكارهم للولاية بمعنى الخلافة مستند إلى الشبهة] إذن فيصير إنكار الضروري أو لا يكون إنكار الضروري؟ وإذا لم يكن إنكار الضروري فيستلزم الكفر والنجاسة أو لا يستلزم؟ لا يستلزم, هذا المعنى, هذه نتيجة هذا المنهج نتيجة هذه الطريقة التي استعملوها في إخفاء هذه الحقائق.
وكذلك السيد الشهيد& في ( بحوث في شرح العروة الوثقى, ج3, ص396) يقول: [أن المراد بالضروري الذي ينكره المخالف إن كان هو نفس إمامة أهل البيت فمن الجلي أن هذه القضية لم تبلغ في وضوحها إلى درجة الضرورة] لماذا لم تبلغ إلى درجة الضرورية أين كانت الإشكالية؟ الإشكالية في الذي بينته أنا. بعد, [ولو سلم بلوغها حدوثاً] يعني لا, في صدر الإسلام تقريباً في أواخر عهد النبي وفي قضية الغدير لا, القضية صارت ماذا؟ كانت ضرورية [ولكنّه فلا شك في عدم استمرار وضوحها بتلك المثابة لما اكتنفها من عوامل الغموض] عوامل الغموض ما هي؟ هذا الوضع هذا الطريق الذي استعمله هؤلاء للقضاء على كل ذلك.
ولذا أخواني الأعزاء دعوني أكون صريح معكم, ولذا الآن الحديث مع الآخر لا يمكن من خلال التشكيك في مصادرهم أبداً هذا ليس قابلاً للحل, أنت لا تستطيع أن تسقط البخاري ولا تستطيع أن تسقط مسلم ولا تستطيع أن تسقط أحمد ولا.. هذه ما تستطيع أن تسقطها أبداً, المنهج الذي ينبغي اتخاذه في هذه الأزمنة هو الاستناد إلى هذه المصادر والاكتفاء بالحد الأدنى مما نعتقده لإبرازه للآخر, إذا أردنا التواصل والتأثير عليهم وإذا أردنا يبقى عندنا هذا الباب مفتوح عندنا للتأثير على الآخر أنك أن تأتي من أين؟ مما اعتقدوه هو التراث الصحيح وإلا رواياته, الكافي والبحار والتهذيب الذي عندك هذا ينفعه أو لا ينفعه شيئا؟ لا ينفعه شيئا لابد أن تأتي من أين؟ تأتي من مصادره أولاً, وتكتفي من الحد الأدنى من أصولك العقدية ثانياً, وتحاول التجنب للتعرض للأول والثاني والثالث ثالثاً, هؤلاء أخرجهم من المعادلة ولو فعلاً, وإلا الطريق مغلق تقول له البخاري واضعه الأمويين, كلمة يسمعها ويقول بلي أنت أعداء طبيعي يتكلمون هكذا ما تستطيعون أن تقاومون البخاري تتكلمون هذا الكلام.
وهذا الذي نحن في الآونة الأخيرة بدأنا بهذا المنهج وهو أنه أن نذهب إلى الآخر لنرى بأنه هذه اعتقادنا مبانينا موجودة في كتبهم أو ليست موجودة ولو بالحد الأدنى, الآن ليس المهم أن نخرج الولاية التكوينية منها, ولا المهم نخرج علم الغيب بما كان وما يكون, الآن نحن أصل وجودنا مشروع أو ليس بمشروع بين المسلمين؟ أصل وجودنا ليس بمشروع, نحن الآن ليس بحثنا في كان الناقصة, بحثنا في كان التامة, أصلاً نحن مسلمين أو لسنا مسلمين؟ وفي زمان كنا نستطيع أن ننعزل أما الآن ما نستطيع أن ننعزل عن هذا الواقع.
هذا على مستوى كلمات من؟ يعني المنهج السندي ونظرية تقييم الرجال جرحاً وتعديلاً, ولا يتبادر ذهنك إلى هذا فقط, نحن في وسطنا أيضاً هذا الكلام موجود وبشكل شديد أيضاً موجود, أنا بالأمس ذكرت للإخوة هذا النص, ذكرته من الدرر, لا ليس موجوداً في الدرر موجود في (لؤلؤة البحرين لشيخ يوسف البحراني, في الترجمة رقم 47) يقول: [محمد ابن إبراهيم صدر الدين المشهور بملا صدرا كان حكيماً فلسفياً صوفياً بحتاً توفي في البصرة وهو متوجه إلى الحج في سنة 50 بعد الألف وله ابن فاضل يسمى ميرزا إبراهيم وكان فاضلاً عالماً متكلماً جليلاً نبيلاً جامعاً لأكثر العلوم سيما في العقليات] الآن أنا والله ما أدري أن مشكلة ملا صدرا عقليات كيف صار هذا فاضل لأنه في العقليات, الآن لا علاقة لي [قال بعض أصحابنا بعد الثناء عليه, وهو في الحقيقة مصداق {يخرج الحي من الميت}] أنتم تدرون أنه عندما يطلق على إنسان ميت >وذلك ميت الأحياء< كما يقول أمير المؤمنين إذا كان ذهنه إلى تلك النصوص طيب يعني يريد أن يقول أن هذا باطن حيوان كان والصورة صورة إنسان والقلب قلب حيوان وذلك ميت الأحياء< يقول: [وهو يخرج الحي من الميت] أنا بالأمس قرأته الطيب من الخبيث لا, الحي من الميت.
وإن شاء الله تعالى غداً يعني الأسبوع القادم بعض كلمات القوم وإن شاء الله نعرج على مباني المتأخرين كيف أن هذا المنهج السندي إلى يومنا هذا يضعّف كثير من معارفنا من خلال الرجال, يعني هو تلك المعارف ما يقول ضعيفها ولكن كيف يسقطها؟ يسقطها بالالتفاف عليها, يقول كل رجالها ضعاف أصحاب غلو متهمون إذن كل هذه المعارف التي يقولوها ماذا. وهذه مدرسة الآن موجودة, موجودة هنا وموجودة في النجف يضعفون كل هذه المعارف الواردة من خلال أي منهج؟ من خلال المنهج السندي.
ولذا إن شاء الله تعالى أبين خطورة هذا وآثاره الذي نعيشه الآن.
والحمد لله رب العالمين.