نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (83)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    كان الكلام فيما يتعلق بكيفية معرفة أن هذا الخبر حجة يمكن الاستناد والاعتماد عليه أو لا يمكن.

    قلنا أنه يوجد هناك بشكل عام منهجان:

    المنهج الأول: هو المنهج السندي.

    المنهج الثاني: هو المنهج المتني أو الدلالي.

    ولا يعني أننا نقول عندما نقول أنه يوجد منهجان, أن أصحاب المنهج الأول لم يستفيدوا من المنهج الثاني, أو أن أصحاب المنهج الثاني لم يعتمدوا على المنهج الأول, بل نتكلم بشكل عام, أنه الإطار العام يوجد منهجان, وقد أصحاب هذا المنهج يستفيدون من ذاك المنهج وبالعكس.

    وأهمية هذا البحث إن شاء الله تعالى تقدم الكلام عنها وسيأتي بعد ذلك تفصيلاً عندما نعرض للمنهج المتني والدلالي وأن هذا المنهج على ماذا يعتمد وكيف يمكن فهم ترابط العلوم بعضها مع بعض, وأساساً معنى الأعلمية أيضاً تأخذ منحاً آخر غير المنحى الموجود في الرسائل العملية أو الذي يعتمد المنهج السندي في هذا المجال. المنهج المتني أيضاً يعتمد على قواعد وهذه القواعد هي التي تعين معنى العالم في الدين معنى الأعلم في الدين. إذن هذه مجموعة أبحاث وإن كان ظاهرها أبحاث رجالية إلا أنه سيتضح أنه ليس كذلك ليست القضية قضية رجالية محضة كما سيتضح لعله بعض أبعادها في هذا اليوم وفي الأيام اللاحقة.

    يتذكر الإخوة قلنا بأنه لا بأس بالإشارة إلى بعض مباني المتقدمين في الجرح والتعديل, نحن نعلم بأن المنهج السندي أساساً في علم الرجال يقوم على أساس الجرح والتعديل, يعني: أنه يجرح شخص يضعف شخص ويوثق شخص آخر, السؤال المطروح: أنه على أي أساس ضعف أو وثّق المتقدمون هؤلاء الرجال الذين نعتمد عليهم في هذه الأبحاث.

    في الواقع عندما نستقرأ كلمات الأعلام في ذلك الزمان لا نجد تقريباً أي أثرٍ أو إذا كان فهو باهتٌ جداً فيما يتعلق بالسلوك الخارجي, وإنما التضعيف والتوثيق قائم على أساس عقائدي وعلى أساس المباني العقائدية, يعني على أساس أن هذا الشخص ما هي مبانيه العقائدية يوثق ويضعف ويقدح فيه, بشكل واضح وصريح كما ستتضح من كلمات القوم.

    أما بشكل الإجمال أو بنحو الإجمال أنا أعنون البحث وإن شاء الله نقرأ الكلمات.

    فيما يتعلق بالجرح والتعديل عند القدماء ولا أقل على مستوى مدرسة قم في ذلك الزمان, والتي ذهبت آثارها أو سرت آثارها في كثير من الكتب الرجالية المعتمدة عليها في زماننا هؤلاء كانوا يعتقدون أن الإنسان إذا كان مغالياً فهو لا يمكن الاعتماد على أحاديثه وعلى رواياته, بل أكثر من ذلك, إذا اتهموا أحداً بأنه غالي إلى جنب ذلك يتهمونه أنه كذاب, يعني لا فقط أنه ينقل الروايات التي فيها غلو والتي فيها مقامات كذائية وإنما مباشرة يتهمونه أنه هو واضع هذه الأحاديث وإلا لم تصدر, يعني ينتقلون مباشرة من الغلو إلى الكذب, طيب من الواضح إذا كان الراوي لا أنه معروف بالكذب حتى لو اتهم بالكذب فيمكن الاعتماد على روايته أو لا يمكن؟ لا يمكن, ولا أقل يتوقف الإنسان في أنه يمكن الاعتماد عليه أو لا يمكن الاعتماد عليه, هذا أصل.

    إذن القضية الأصلية في الجرح والتعديل عند المدرسة القمية القديمة وهي سرت إلى تراث كثير من الرجاليين عندنا أنها كانت تقوم على أساس ماذا؟ على أساس عقائدي لا على أساسٍ آخر, هذه قضية.

    ثم, المشكلة الأخرى أن هؤلاء جاؤوا وعرّفوا الغلو بأوسع أبوابه, يعني حتى من يقول أن النبي لا يسهو فهو غالي, لابد أن يؤمن ماذا؟ هذه نظرية رفض إقصاء الآخر هذه بشكل واضح أنتم تجدونها ماذا؟ إما أن تؤمن بما تؤمن به المدرسة القميّة وإما, لا فقط لا يسمحون لك, بل تتهم بالوضع والكذب والغلو وتقدح في عدالتك بل أصلاً يبعد كما الآن عندنا يبعد شخص من مكان إلى مكان آخر, كان يخرج من قم ولا يعتنى بروايته.

    ولذا التفتوا, إذن أصلان أساسيان في علم الرجال القائم عندنا الآن والذي نعتمد على كلماتهم في التوثيق والتضعيف: أولاً: كان يقوم على أساس عقائدي لا على أساس آخر, وثانياً: أنه كان يقوم على فهم خاص لمسألة الغلو في أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام).

    فلهذا أنا أشير إلى هذين الأمرين معاً من خلال كلمات جملة من الأعلام أنه ماذا فسروا الغلو أولاً, وبعد ذلك جاؤوا إلى التطبيقات ثانياً.

    أما فيما يتعلق بتفسير الغلو عند المدرسة القميّة, الأول أنا أشير إلى كتاب (طرائف المقال في معرفة طبقات الرجال, للعلامة الفقيه الرجالي السيد علي أصغر البروجردي, المتوفى سنة 1313, مع مقدمة لآية الله العظمى المرعشي النجفي) جيد, والآن تعرفون بأن الكتاب يعني عندما يحققه السيد المرعشي+ يعني من الكتب لأنه هو رجالي -السيد المرعشي- فلهذا عندما يحقق هذا الكتاب أو يكتب له مقدمة إذن مورد الاعتماد. في هذا الكتاب أنا بودي أن الإخوة يكون عندهم هذا الكتاب في (ج2, ص296) يقول: [في ذكر ما وقع في الرجال من أسباب الذم وإمارات الطعن ورد الرواية وضعف الحديث]. هناك يبين مجموعة من الاصطلاحات الموجودة في الجرح والتعديل, التي الآن في كثير من الأحيان عندنا عندما نصطلح أو نذكر تلك الاصطلاحات يتصور أنه لا يمكن الاعتماد على الرواية, ويبين هناك غير صحيح التفتوا جيداً, مثلاً يقول: [ومنها ضعيف قيل ونرى الأكثر يفهمون منه القدح وليس كذلك] أساساً لا معنى إذا قيل في الرجل أنه ضعيف أنه مقدوح فيه, التفتوا جيداً وهذا مع الأسف الشديد من لا يعرف الاصطلاح بمجرد أنه يراجع كتب الرجال ويقول بأنه ضعيف يقول إذن ماذا؟ وهذه هي المشكلة التي عندنا الآن مع بعض هؤلاء المثقفين وأصحاب القلم حتى مع المعممين الذين لا خبرة لهم بعلم الرجال أو بالاصطلاحات يتصور عندما الرجالي قال ضعيف إذن ما هو؟ إذن مقدوح مع أنه ليس كذلك, ويذكر مجموعة من الاصطلاحات أنا بودي أن ترجعوا إليها. إلى أن يأتي إلى ص270, يقول: [ومنها غالٍ] يعبر عن الرجل في كتب الرجال بأنه غالٍ [وهو موجب للذم البليغ والقدح] هذا ما فيه شك, إذا قيل بأنه غالي مغالي إذن ماذا؟ يمكن الاعتماد عليه أو لا يمكن الاعتماد عليه؟ لا يمكن, ولكن المشكلة أين؟ المشكلة ليست في الكبرى, المشكلة في بيان المراد من الغلو [فإنه أعلى مراتب الفسق] الغلو أعلى مراتب الفسق, أساساً مع الشرك بالله كما أنه في الآيات والروايات [نعم, لو وقع مثله من القميين فللتأمل في رد روايته مجال] إذن الكلام ليست في الكبرى مع القميين في الصغرى أنه كل من اتهموه بالغلو واقعاً أنه غلو أو ليس غلو؟ [فإنهم يطلقون الغلو على غير ما هو المصطلح عليه في الغالب] الآن هذا نظره, لا يوجد عندنا بحث أنه صحيح أو غير صحيح, أريد أن أبين بأنه أساساً هناك مدرسة وهي المدرسة القمية كانت تسقط الكثير بمجرد الغلو, الآن ما هو الغلو عند المدرسة القمية؟ تعلمون بأن المدرسة القمية كما يقول السيد الخوئي+, في كتابه (التنقيح, ج3, ص75) يعني في مسألة الخوارج والنواصب وأنه نجسين أو لا, يقول: [لو نسب إلى الأئمة] أو [لو نسب أحد إلى الأئمة أنهم يحييون كإحياء ملك الموت أو يميتون كإماتة ملك الموت] هل هذا من الغلو أو ليس من الغلو؟ بأي بيان؟ بالبيان الذي أنت تعتقده في القرآن, لأن القرآن أيضاً إضافة الإماتة إلى الله {الله يتوفى الأنفس} وأيضاً أضاف الإماتة إلى ملك الموت قال: {قل يتوفاكم ملك الموت} أي معنىً قبلت, الآن هذا الإسناد إلى ملك الموت إسناد حقيقي أو إسناد مجازي أو إسناد حقيقي, وإذا كان إسناداً حقيقياً إسناد في العرض أو إسناد طولي هذا على الخلاف في مسألة هذه الإسنادات في القرآن الكريم.

    لو قال قائل أن ما يسند إلى الملائكة يسند إلى أئمة أهل البيت لأن القرآن يقول {فالمدبرات أمرا} فلو نسبنا إلى الأئمة التدبير هل هذا غلو أو ليس بغلو؟ يقول: [ومثل هذا الاعتقاد غير مستتبع للكفر ولا هو إنكار للضروري فعد هذا القسم من أقسام الغلو نظير ما نقل عن الصدوق] نقل عن الشيخ ابن الوليد, أو [ما نُقل عن الصدوق أن نفي السهو عن النبي أول درجات الغلو, والغلو بهذا المعنى الأخير] أي معنى؟ الذي يقوله الشيخ الصدوق ومن نقل عنه, [والغلو بهذا المعنى الأخير مما لا مناص عن الالتزام به في الجملة] عجيب يعني درجة من درجات الغلو إذن كل علماء الشيعة ماذا يصيرون؟ من المغالين على هذا المبنى, وهذا حدث.

    إخواني إما أن تأتون في أول الوقت أو لا أنه في وسط الدرس في عشرين دقيقة, أو اجلسوا في الخارج ليس بالضرورة أن تأتوا إلى هنا. نحن وضعنا هذه البردة حتى لا أقل لا نرى الذي يأتي متأخراً حتى أنه لا يكون كذا لا أنه في وسط البحث.

    إذن مسألة الغلو أعزائي كانت بهذه الدرجة الرجراجة وهذا البعد بين اليمين وبين اليسار, وعلى هذا الأساس المدرسة القمية ماذا كانت تفعل؟ تعتقد أنه كل من لم يعتقد بسهو النبي فإذن هو ماذا؟ غالي, وإذا صار غالي فالغلو أعلى درجات الفسق, فإذن يعتمد عليه أو لا يعتمد عليه؟

    وعلى هذا الأساس تجد أن هناك الآن حتى إلى يومنا هذا, أن كثيراً من أكابر رواة وأصحاب أئمة أهل البيت سقطوا في علم الرجال عندنا, لماذا؟ لأن القميين اتهموهم بالغلو, وسرى ذلك إلى كتب الرجاليين واتهموا بالضعف أو اتهموا بالكذب أو اتهموا بكذا وكذا إذن سقطت رواياتهم عن الاعتبار, وبتبع ذلك سقط عندنا تراثٌ ضخم في الباب العقائدي قبل أن نصل إلى الأبحاث الفقهية, وهذا مع الأسف الشديد بعض هؤلاء – كما قلت- هؤلاء المثقفين الجدد الذين هم مجموعة من الجهلة عرفت كيف, يقول أكثر هذه الروايات هي ضعيفة, فقط تتكلم معه, بل بعض أهل العمائم قالوا ثلثين الكافي كله ضعيف, هذا منشأه من أين جاء؟ منشأه جاء من هذا المنهج وهو أنه هؤلاء لم يرجعوا إلى كتب المتقدمين في التحقيق الرجالي ليعرفوا أنه محمد ابن سنان أو سهل ابن زياد أو فلان أ وفلان.. هؤلاء لماذا اتهموا بأنهم ضعفاء أو اتهموا بالكذب أو اتهموا بالوضع, ما هو المنشأ؟ المنشأ مدرسة القميين, لا أن هؤلاء واقعاً كانوا كذلك.

    بعبارة أخرى: المنشأ -إذا نريد أن نقرب إلى ذهن الإخوة- المنشأ الآن في أوضاعنا السياسية الاختلاف في السياسة بمجرد أن المعارضة تختلف مع النظام ماذا يصيرون؟ يصيرون إرهابيين خارجين عن القانون, هذه وجهة نظر وهذه أيضاً ماذا؟ ولكن لا, باعتبار أنه لا يوجد مجال للرأي الآخر للقراءة الأخرى, ولكن للقراءة الأخرى العلمية المنهجية لا أي شخص يأتي من الشارع يقول أنا عندي قراءة, ثم يكتب كما يشاء يميناً ويساراً في الرجال يكتب في العقائد يكتب في الأصول يكتب في كذا يكتب, هذا منشأه أن هؤلاء لم يلتفتوا إلى هذه القواعد.

    ولذا لا ينبغي لكل كتاب أن يخرج الإنسان يذهب ويطالعه, لابد أن يعرف أن الكاتب متخصص أو غير متخصص.

    الآن تعالوا معنا, هذه القضية كان ملتفت إليها في كل كلمات علمائنا, يكون في علمكم, لا تتصورون أنه أنا الآن اكتشفتها, ولكنه مع الأسف الشديد أنه لم يرتب عليها الأثر اللازم. أنقل إليكم بعض الكلمات.

    من هذه الكلمات ما ورد في كتاب (نهاية الدراية, للسيد حسن الصدر) هذا الكتاب أنا لم يكن عندي الذي هي مطبوع في إيران وتحقيق ماجد الغرباوي, [ومنها قولهم غالي وفي مذهبه ارتفاع ومرتفع القول وكان من الطيّارة] هذا التعبير [يريدون بذلك كله التجاوز بالأئمة عليهم السلام إلى ما لا يسوغ] الآن في نظرهم ما لا يسوغ ماذا؟ نفي السهو ماذا؟ هذا ما لا يسوغ لأنه مقتضى البشرية أن يسهو الإنسان فإذا نفيت عنه السهو فقد قلت فيه ما لا يسوغ عند نظرهم [ثم لا يخفى ظهور ذلك كله في القدح غير أن أهل قم جعلوا نفي السهو عنهم غلواً وربما جعلوا نسبة مطلق التفويض إليهم أو المختلف فيه أو الإغراق في إعظامهم ورواية المعجزات وخوارق العادات عنهم أو المبالغة في تنزيههم عن النقائص وإظهار سعة القدرة وإحاطة العلم بمكنونات الغيوب في السماء والأرض ارتفاعاً موجباً للتهمة والتسقيط] وعلى هذا الأساس السيد كمال الحيدري في ذاك الزمان لا فقط يصير مغالي بل يكون في رأس الغلاة, لأن هذه كلها نحن معتقدين بها في علم الإمام بل أكثر من ذلك, حتى ما لم يخطر على أذهان هؤلاء الأعلام, نحن قائلون بها. والمدرسة القمية ماذا كانوا يفعلون لنا, والحمد لله رب العالمين الآن ليسوا موجودين, ذاك الوقت ماذا كانوا يفعلون لنا إذا كنا في قم؟ مباشرة إبعاد, وأين نذهب بعد ذلك؟ لابد أن نذهب إلى جزيرة واق واق .. أين نذهب. التفتوا جيداً. هذا المنهج, هذا الذي أدى, عند ذلك بطبيعة الحال فمن الذي نقلت رواياته في الكتب؟ ذاك الذي أخذ الرسمية يعني أخذ المشروعية, أما هؤلاء المغضوب عليهم فأخذت رواياتهم أو لم تنقل رواياتهم؟ لم تنقل رواياتهم. التفتوا جيداً.

    وهذه قضية في كل زمان لا تتصور فقط في ذلك الزمان, وهو إعطاء المشروعية لاتجاه لتوجه لمنهج معين, وسلب المشروعية عن آخر, ما أريد أن أأتي بالرسائل أو الفتاوى اليزدي في العروة عندما تصل إلى شخص يقرأ فلسفة ويدرس في الحوزة بأنه يستحق سهم الإمام أو ما يستحق؟ اذهبوا وانظروا إليها ما هي, انظروا إليها, الآن لا توجد هذه ولكن هذه كانت فتاوى عليها العمل أنه أساساً هذا من مصاديق من يستحق سهم الإمام أو ما يستحق, هذه إلى الآن آثارها في الحوزات العلمية. ولذا لو شخص يأتي بحقوقه ويعطيها للفقيه جزماً قدر متيقن أنه ماذا؟ يرضي الإمام, أما إذا أعطى للمفسر؟ مشكوك وأصالة الاحتياط لابد أن يعيد, مفسر مولانا؟ يقول: القدر المتيقن الروايات من؟ لماذا؟ لأنه المنهج العام أعطى المشروعية للفقيه بالمعنى الاصطلاحي لا الفقيه القرآني, الفقيه بالمعنى الاصطلاحي أما المفسر أما المتكلم فهذا من مصاديق الفقيه أو ليس من مصاديقه؟ ليس من مصاديقه. على أي الأحوال.

    يقول: [خصوصاً والغلاة كانوا مخلوطين به] على أي الأحوال يقول: [فينبغي التأمل في جرح القدماء بأمثال هذه الأمور] وهذا مع الأسف الشديد أنت مباشرة ترجع إلى كتب الرجال تلتفت إلى هذه النكتة أو لا تلتفت؟ مع أن هؤلاء كانوا ملتفتين أنه لابد أن تعرف أنه عندما يضعف ما هو وجه التضعيف ما هي نكتة التضعيف, [ومن لاحظ موضع قدحهم في كثير من المشاهير كمحمد ابن سنان وعبد الرحمن والمفضل ابن عمر ومعلى ابن خنيس وسهل ابن زياد ونصر ابن الصباح عرف أنهم قشريون] كما ذكرنا, هذا من يقوله؟ السيد حسن الصدر.

    وكذلك (الوحيد البهبهاني في الفوائد الرجالية, ص38 – 39) [وبالجملة الظاهر أن القدماء كانوا مختلفين في المسائل الأصولية] مراده من الأصولية هنا يعني في قبال الفرعية يعني في المسائل العقائدية [فربما كان شيء] واللطيف الآن بعض الناس هنا وهناك يكتب على أنه لا, القضايا العقائدية مسلّمة ماذا مسلمات؟ واقعاً مجموعة من النظريات قد يوافق هذا باتجاه وذاك باتجاه آخر, ولا محذور فيه, لأنه القضايا المسلّمة بعدد الأصابع والباقي نظريات هو واقعاً صاحب الاختصاص له حق أن يجتهد ويقول هذا رأيي وذاك رأي, ذاك عنده علم بالغيب والآخر لا لا يوجد عنده علم بالغيب, ولا محذور في ذلك, كما في المسائل الفقهية يوجد اختلاف ولا محذور فيه, طيب في المسائل الكلامية أيضاً يوجد اختلاف, المشكلة أين؟ عندما تصل إلى إعطاء المشروعية لتوجه دون التوجه الآخر, المشكلة في الإقصاء في رد الطرف في عدم قبول وعدم المشروعية للطرف الآخر بمجرد أن الإمكانات بيدك أنت. على أي الأحوال.

    يقول: [فربما كان شيء عند بعضهم فاسداً أو كفراً أو غلواً أو تفويضاً أو جبراً أو تشبيهاً أو غير ذلك, وكان عند آخر مما يجب اعتقاده] عند الأول كفر وعند الآخر يجب اعتقاده. عند الأول بدعةٌ غلو وعند الآخر أصلاً من كمال الإمامة ممكن أو غير ممكن؟ نعم, هذه أمامنا هذه كتب الكلام ارجعوا إليها, أو لا هذا ولا ذاك [وربما كان منشأ جرحهم بالأمور المذكورة وجدان الرواية الظاهرة فيها منهم أو..] ثم يقول: [ثم اعلم أنّه أي محمد ابن عيسى والغضائري ربما ينسبان الراوي إلى الكذب ووضع الحديث أيضاً] منشأه ماذا؟ منشأه الغلو, بعد ما نسباه إلى الغلو, بمجرد إذا نسباه إلى الغلو ينسبونه مباشرة, طيب أنت أيضاً ترجع إلى كلمات المتقدمين تقول ماذا؟ كذاب وضاع مع أنه هو يبني على مبنى كلامي أن هذا مغالي يعني يضع الروايات لأنه فاسق فاجر كذاب إلى آخره. هذا أيضاً كلام الوحيد البهبهاني في الفوائد الرجالية.

    وممن عرض لهذه المسألة بشكل واضح هو (المامقاني في تنقيح المقال) المامقاني في تنقيح المقال التي هي (طبعة مؤسسة آل البيت لإحياء التراث, ج22, ص227) من الكتاب هذه عبارته, يقول: [وأقول قد نبهنا غير مرة على أن رمي القدماء سيما القميين منهم الرجل بالغلو لا يعتنى به]. هذا مبنى أساسي من من الأعاظم عندما يأتي ليقيم أن شخص فلان مقبول أو غير مقبول, يقول هذا التوثيق جاء من المقيين أو لم يأتي من القميين, مع أن المبنى المفروض أن نعرف أن هذا التعضيف والتوثيق جاء من هذه المدرسة أو من هذه المدرسة, هذا غائب الآن في ثقافتنا الرجالية في حوزاتنا العلمية, مع أن الأعلام أكدوا على هذه الحقيقة, أن التضعيف والاتهام بالغلو إذا كان من المقيين ومن تأثر بالمدرسة القمية الآن أقول من تأثر بالمدرسة القمية بعد ذلك, لأنه المدرسة القمية كانت المدرسة الرسمية في ذلك الزمان, كانت لها المشروعية فبطبيعة الحال أفكارها ماذا صارت؟ أثرت على المدارس الأخرى شئت أم أبيت, قال: [لأن الاعتقاد] التفت إلى العبارة [لأن الاعتقاد بجملة مما هو الآن من ضروريات المذهب كان معدوداً عندهم من الغلو] الآن في زماننا صار من ضروريات المذهب, وفي ذلك الزمان كان ماذا؟

    افتح لي قوس (إذن ممكن إخواني الأعزاء في زمان لا يكون ضروري بل يكون بدعة وبعد زمان يتحول يصير ماذا؟ إذن لا يقول لي أحد الآن ضروري وفي صدر الإسلام هذا ماذا؟ لا لا لا لا ملازمة, هذه تابعة للمباني, لأن البعض كثيراً ما, يقول يا أخي القضية من ضروريات المذهب, من أين جاءت من ضروريات المذهب؟ يقول انظر إلى علمائنا إلى فقهائنا إلى قبل عشرين سنة إلى قبل مائة سنة ثم ماذا؟ هذه النظرية استحدثت من مئتين سنة ثلاثمائة سنة صارت ماذا؟ والعكس بالعكس, قد تكون ضرورية في عصر في صدر الإسلام والآن ماذا تصير؟ لا تكون ضرورية تكون نظرية ممكن أو غير ممكن؟ نعم, ممكن وهذا ما أشرنا إليه في بحث الإمامة, قلنا نحن نعتقد أنه في صدر الإسلام أن النبي’ واقعاً بين الإمامة بما لا مجال أنها من الضروريات ولكنه مباشرة الأيدي التي اشتغلت بعد النبي’ بفترة قصيرة بقت الإمامة ضرورية أو صارت نظرية؟ صارت نظرية.

    ولذا نحن الآن نحن نقول من ضروريات المذهب لا من ضروريات الدين. هذه الأيادي إذن تستطيع أن تحول ضروري إلى نظري ونظري إلى ضروري بالمعنى المصطلح عليه في أبحاثنا الفقهية والأصولية لا الضروري والنظري بالمصطلح المنطقي أو الفسلفي.

    قال: [لأن الاعتقاد بجملة مما هو الآن من ضروريات المذهب كان معدوداً عندهم من الغلو, ألا ترى عدهم نفي السهو عن النبي (عليه أفضل الصلاة والسلام) والأئمة غلواً مع أن من لم ينفي السهو عنه اليوم لا يُعد مؤمنا] نحن نرى أنه مجرد شخص يتكلم هنا وهناك مباشرة صدرت الفتاوى أنه داخل المذهب أو خارج المذهب؟ أوت خارج المذهب انتهت القضية. أمامكم عشناها هذه الظواهر أخواني الأعزاء. مع أنه لعله أياً كان الله يعلم أنا ما أشير إلى قضية معينة, أياً كان إذا صار مجتهد هذا لا يخرجه عن ماذا؟ لا يخرجه عن المذهب أبداً لا يخرجه, لكن لأن الذين أفتوا أو الذين كتبوا أو الذين وقعوا هؤلاء لا يعرفون القواعد الكلامية جيداً مباشرة هذا داخل مذهب هذا خارج مذهب, وإلا أساساً ما هي الضوابط أن فلان داخل المذهب وفلان خارج المذهب, المسألة ليست من الضروريات وإنما هي من المسائل النظرية التي قد نتفق أنا وأنت فيها وقد نختلف.

    ثم أساساً لا تترتب عليها لا ثمرة لا دنيوية ولا أخروية الآن ما أريد أن أدخل في البحث, طيب هذا من الذين صرحوا بهذا الكلام في تنقيح المقال.

    وكذلك من صرح بهذا الكلام في (منتهى المقال في أحوال الرجال للحائري المازندراني, ج3, ص51, في ترجمة الحسين ابن عبيد الله السعدي) من كتابه عبارته واضحة وجلية في هذا المجال, يقول: [أقول: رمي القميين بالغلو وإخراجهم من قم لا يدل على ضعف أصلا] أبدا, والآن أنت ارجع إلى علم الرجال عندنا انظر أنه كم من الذين ضعفوا يقولون أخرج من قم, [فإن جُل علمائنا وأوثقهم غالٍ على زعمهم] كلهم ماذا يصيرون؟ يصيرون في أعلى درجات الفسق والغلو, على مباني من؟ على مباني القميين, الآن تقول لي هؤلاء كانوا ماخذين من السي آي أي؟ لا والله لم يأخذوا من السي آي أي نظرهم كان هكذا, بأنه الذي يقول أن النبي إذا لا يسهو فهو غال, نظرهم وهو محترم, يقول وإلا على مباني القميين [فإن جُل علمائنا وأوثقهم غالٍ على زعمهم] جداً لطيفة هذه العبارة, [بل لو وجدوه في قم لأخرجوه منها] يعني جُل علمائنا وكبار علمائنا هؤلاء لو كانت هذه الطبقة موجودة في قم هؤلاء ماذا كانوا فعلوا لهم؟ يعني لو أعطي الأمر بأيديهم لأخرجوهم من قم, بأي تهمة؟ يا ليت بتهمة أنه كذا وكذا بتهمةٍ هي في أعلى درجات الفسق وهي الغلو وهو الكذب وهو الوضع ونحو ذلك.

    أيضاً وممن أشار إلى هذه القضية في (البحار, ج25, ص347) هذه عبارته, يقول: [ولكن أفرط بعض المتكلمين] كتاب الإمامة باب نفي الغلو في النبي والأئمة, [ولكن أفرط بعض المتكلمين والمحدثين في الغلو لقصورهم عن معرفة الأئمة (عليهم السلام) وعجزهم عن إدراك غرائب أحوالهم وعجائب شؤونهم فقدحوا في كثير من الرواة لنقلهم بعض غرائب المعجزات حتى قال بعضهم من الغلو نفي السهو عنهم أو القول بأنهم يعلمون ما كان وما يكون وغير ذلك] من الأمور التي ذكرت.

    إذن إخواني الأعزاء ننتهي إلى نتيجة مهمة في هذا المجال, بأنه المنهج السندي يقوم على أي أساس؟ على الراوي لا على المتن لا على الدلالة لا علاقة له بالدلالة, الدلالة يمكن أن نصححها أو لا يمكن؟ يقول لا علاقة لي, أنا علاقتي بمن؟ بأمر خارج عن المتن وعن المضمون وهو السند, هذه مقدمة. المقدمة الثانية: أن السند أيضاً مبني على أصل عقدي هذه ثانياً, والأصل العقدي هكذا فسروه فانتهوا إلى نتيجة إلى أنه أمثال محمد ابن سنان أمثال سهل ابن زياد الذي أنتم تعملون أن هؤلاء نقلوا عشرات بل مئات من الروايات في الأصول والفروع.

    والآن أنا واقعاً ما أريد أن أدخل بحث رجالي مع الإخوة وإلا فقط أشير إلى مواضع هذه الأبحاث حتى إن شاء الله تعالى نرى آثار هذا في الأبحاث اللاحقة, أنظروا إلى سهل ابن زياد.

    سهل ابن زياد كما يقول السيد بحر العلوم يعني رجال السيد بحر العلوم معروف بالفوائد الرجالية, في (ج3, ص21) يقول: [سهل ابن زياد قد ضعفه الشيخ وابن الغضائري وتبعه الصدوق في ذلك والأصح توثيقه وفاقاً لجماعة من المحققين] محل الشاهد يقول: [والأصل في تضعيفه] كما يظهر من كلام القوم [هو أحمد ابن محمد ابن عيسى الأشعري وحال القميين سيما ابن عيسى في التسرع إلى الطعن والقدح والإخراج بالتهمة والريبة ظاهر لمن راجع علم الرجال, ولو كان الأمر فيه على ما قالوا] إلى آخره. إذن هذا مورد, مورد من الموارد.

    من الموارد الأخرى فيما يتعلق بمحمد ابن سنان, فيما يتعلق بمحمد ابن سنان أنتم تعلمون أن محمد ابن سنان يوجد كلام كثير عنه, وكتبت رسائل في محمد ابن سنان وفي توثيقه وتضعيفه, ممكن للإخوة أن يراجعوا هذا البحث في (الفوائد الرجالية) أو بعبارة أخرى (رجال السيد بحر العلوم, ج3, من ص249 إلى ص278) قلت لكم لأن البحث فيه كثير جداً, يعني بعبارة أخرى تقريباً ثلاثين صفحة يوجد كلام في محمد ابن سنان, النتيجة التي ينتهي إليها بعد أن ينقل أنا الآن ما أريد أن أدخل عند التفاصيل في هذا المجال, النتيجة التي ينتهي إليها [وبالجملة فالمستفاد من هذه الأخبار علو شأن محمد ابن سنان, وسلامته عمّا رمي به من الغلو والكذب, ولكن العجيب] هذه في (ص265 من المجلد 3) يأتي في صفحة عجيبة هذه واقعاً وأنا فقط أنقلها للإخوة وإلا تعليق ما أعلق, يقول: [وظني أن هذا القدح لهذا الرجل إنما جاءت من حساده] هؤلاء الذين ضعفوه لم تكن توجد عندهم مشكلة معه عقائدياً كانت عندهم مشكلة الحسد, هؤلاء الذين ضعفوه لم يكونوا قد جاؤوا من الشارع واقعاً هكذا تهمة ليست بخفيفة ومن من؟ من السيد بحر العلوم وهذا الكلام لم أقله من إنسان عادي, [وظني أن الرجل قد أصابته آفة الشهرة فغمز عليه بعض من عانده وعاداه بالأسباب القادحة من الغلو والكذب ونحوهما حتى شاع ذلك بين الناس] أعداه إعلام منظم رتبوه إلى أن سقطوه في ذلك الواقع, بالنحو الذي يقول السيد بحر العلوم يقول بأنه حتى الذين كانوا معتقدين بوثاقته وأنه من أعاظم أصحاب الأئمة هؤلاء تخلوا عنه, لأنه وجدوا أنهم إذا يدافعون عنه هم أيضاً؟ سبحان الله بمجرد أخاف أن أدافع عنه يقولون أنت ليست معه, فإذن ماذا أفعل؟ أتبرأ منه, طيب لا الدنيا ولا الآخرة متوقفة على أن أدافع على فلان, نص عبارات السيد بحر العلوم هذا الكلام, وأنتم تعلمون الذين عاندوه وخالفوه وقدحوا فيه ليسوا أناس عاديين.

    يقول: [حتى شاع ذلك بين الناس واشتهر ولم يستطع الأعاظم الذين رووا عنه كالفضل ابن شاذن وأيوب ابن نوح وغيرهما دفع ذلك عنه فحاولوا بما قالوا رفع الشنعة عن أنفسهم] إنما ضعفوه حتى يخلصون من الشبهة, وإلا الرجل لا أنه فيه شبهة, طيب هذه إذا وردت أيضاً هذه المقولة في علم الرجال عندنا واقعاً بعض الأحيان إذن تبين أن الذي يقولوه لم يقولوه حقيقة وإنما يقولوه -إن صح التعبير- تقية يعني عندما يضعفوه لم يضعفونه حقيقة وواقعاً وإنما للدفاع ورفع التهمة عن أنفسهم يقول: [رفع الشنعة عن أنفسهم كما يشهد به صدور هذه الكلمات المتدافعة عنهم] مراده من المتدافعة يعني متناقضة, يقول لأن الكلمات فيما بينهم مكان يوثقونه ومكان يضعفوه, يقول: [كما يشهد, ثم سرى ذلك إلى المتأخرين الذين هم أئمة الفن مثل الكشي والنجاشي والمفيد والشيخ وابن شهر آشوب والسيدين الجليلين ابني طاووس والعلامة وابن داود وغيرهم, فضعفته طائفة ووثقته أخرى واضطرب آخرون فختلفت كلمتهم فيه] هذا منشأه من هناك لا أن منشأه أن الرجل مطعون في أمره.

    النتيجة ماذا ترتب على ذلك؟ إن شاء الله غد هذا, فقط أعنون البحث, النتيجة ماذا ترتب على ذلك, وهذا من أخطر ما ترتب عندنا إلى يومنا هذا, وهو أنه جاء جملة من أعلامنا المعاصرين وقالوا أن أصحاب الأئمة لابد من تقسيمهم إلى قسمين إلى صنفين صنف هو المنهج الرسمي في أهل البيت, وصنف هو المنهج المغالي من أصحاب أهل البيت, والدين لابد من أين نأخذه؟ من هذا المنهج الرسمي, أما ذاك المنهج غير الرسمي أو الرواة غير الرسميين ماذا نفعل لهم؟ نضرب بهم عرض الجدار, واقعاً هكذا؟ إن شاء الله انتظروا إلى غد, انظروا من يقول هذا الكلام.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2012/09/06
    • مرات التنزيل : 1132

  • جديد المرئيات