نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (95)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    ذكرنا بالأمس بعض الإشكاليات والموانع التي تواجه المنهج السندي وأنّه لماذا عدل أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) من خلال روايات العرض إلى المنهج الدلالي والمتني, هذه الروايات بينا فيما سبق أنها ينحصر المراد منها بالمنهج المتني والدلالي, وأنّ الأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) وقبل ذلك الرسول الأعظم’ جعلوا المدار في قبول الرواية وردها هو موافقة الكتاب ومخالفة الكتاب.

    من الموانع التي أشرنا إليها هذا المانع وهو: ضياع القرائن سواء كان ذلك في نفسه يعني أن القرينة لا يلتفت إليها الناقل والراوي فتضيع, هذا سبب من أسباب ضياع القرائن لفهم النص لفهم الرواية, أو ضياع القرائن من خلال تقطيع النص الذي هو المتعارف في كثير من الكتب الحديثية, لأنّ ضياع القرينة تارةً يكون لغفلة الراوي لاشتباه الراوي لعدم فهم الراوي وأخرى يكون ضياع القرينة ليس من الراوي وإنما ممن قطع هذه الروايات التي جاءت إلينا فبعد تقطيعها أدى إلى ضياع كثير من القرائن.

    بعبارة أخرى: أن ضياع القرينة تارة يكون بعامل داخلي من نفس الراوي وأخرى يكون بعامل خارجي ممن قطعوا الرواية وإلا الراوي لم يقصر نقل الرواية كاملة مع جميع القرائن المحيطة بها, ولكن من جاء بعده وقطع هذه النصوص أدى إلى ضياع قرائن ومن أهم تلك القرائن هي القرائن السياقية المحيطة بهذا النص, القرائن التي قبلها أو القرائن التي بعدها, طبعاً يكون في علم الإخوة, هذه المشكلة وهي مشكلة تقطيع النصوص ليست مختصة لا يتبادر إلى ذهن البعض أن هذا مختص فقط بالروايات الواردة من كتبنا, لا هذه المشكلة أيضاً موجودة في كتب القوم في الطرف الآخر هذه المشكلة أيضاً قائمة على قدم وساق, ولذا أيضاً هنا ملاحظة أو افتحوا قوس:

    (ولذا تجدون واحدة من الامتيازات التي امتاز بها صحيح مسلم على صحيح البخاري هو هذه النقطة, يعني بعض من فضّل أو أولئك الذين فضّلوا صحيح مسلم لأنه يوجد خلاف فيما بينهم أنه صحيح البخاري أضبط أو أن صحيح مسلم ماذا؟ نفس الكلام الموجود في كلامنا أن الكافي أضبط أو أنه الطوسي مثلاً أيهما مثلاً الصدوق أضبط أو الطوسي أضبط مثلاً, نفس هذا الكلام موجود في كلماتهم أنه أيهما أضبط وأتقن وأحسن كتاب البخاري أو كتاب مسلم, باعتبار أنهما أصحا كتابٍ بعد كتاب الله عند الآخر. إذن على هذا الأساس وقع التمييز فمما ميز به صحيح مسلم على صحيح البخاري هذه النقطة؟ قالوا: أن البخاري قطع الرواية ولم يذكر الرواية الواحدة أو روايات موضوع واحد في بابٍ واحد وإنما وزعها على كل أبواب البخاري, الإخوة الذين يريدون أن يراجعوا هذا البحث يراجعوه في (سير أعلام النبلاء, توجد حاشية مفصلة هناك تقريباً في صفحة ونصف التي هي بإشراف شعيب الأرنؤوط, ج12, ص566 و567) يقول: [صاحب الصحيح الذي هو تلو صحيح البخاري عند أكثر العلماء وذهبت المغاربة وأبو علي النيسابوري من المشارقة إلى تفضيل صحيح مسلم على صحيح البخاري], الآن ما هو وجه هذا التمييز والتفضيل؟ يقول: [وقد انفرد مسلم بفائدة] الحاشية مفصلة ومفيدة الإخوة الذين يوجد عندهم الآن إما كمبيوتر أو كتاب يراجعونه جداً مفيدة واقعاً [وقد انفرد مسلم بفائدة حسنة وهي كونه أسهل متناولاً من حيث أنه جعل لكل حديث موضعاً واحداً يليق به جميع فيه طرقه التي ارتضاها واختار ذكرها وأورد فيه أسانيده المتعددة وألفاظه المختلفة فيسهل على الطالب النظر في وجوهه واستثمارها ويحصل له الثقة بجميع ما أورده مسلم من طرقه بخلاف البخاري] فإنّه أولاً: قطع الروايات, وثانياً: وزعها على أبواب متعددة, فمن لم يجمع هذه الروايات يقول خبر واحد ولعله الرواية هي متواترة لعلها هي مستفيضة لعله من المقارنة بين ألفاظ الحديث الواحد نصل إلى نتائج أهم مما لو نظرنا إلى صيغة واحدة).

    كما يتذكر الإخوة إن شاء الله تعالى إذا وفقنا والآن نطرحه في بحث الأطروحة المهدوية صيغ حديث الثقلين, فإنّ هذا الحديث له صيغ متعددة واقعاً كل صيغة تمتاز عن الصيغ الأخرى بفوائد لا توجد في الصيغ الأخرى. إذن هذه ميزة التفتوا جيداً, هذه الميزة إنما نستطيع أن نستند إليها إذا بنينا على المنهج المتني, أما إذا بنينا على المنهج السندي, طيب نأتي إلى هذه الصيغة مباشرة نقول الرواية ضعيفة السند فنسقطها يعني نخرجها عن معادلة الفهم وفهم تلك النصوص, أما إذا بنينا على المنهج الدلالي لا, كل هذه الصيغ نأخذها بعين الاعتبار, فتشكل لنا صورة واضحة, مثل اللوحة, إذا كانت اللوحة مقطعة لعلك لا تستطيع أن تميز الألوان فيها جيداً وتفهم اللوحة كاملاً أما إذا ارتبطت بعضها ببعض, تستطيع أن تفهم منها شيئاً غير الذي تفهمه على الانفراد. وهكذا في كل المباحث الواردة وخصوصاً في الأبحاث العقدية, وهذا امتياز في المنهج الدلالي إذا بنينا على المنهج السندي هذا الامتياز يؤخذ من أيدينا.

    ولذا السيد الشهيد& عندما يأتي إلى بعض روايات العرض يقول: [ما لم يكن عليه شاهد أو شاهدان من كتاب الله] هذه الرواية جداً قيمة إخواني, [أو قسهما على أخبارنا فما أشبهها] هذه كلها يسقطها عن الاعتبار, [وهي خير] هذه النصوص [خير صيغ تفيدنا لفهم ماذا؟ لفهم روايات العرض على كتاب الله, ولكن لأنه المنهج عند السيد الشهيد منهج سندي فلهذا هذه الروايات كلها أخرجها عن خانة الاعتبار, وعن خانة العرض على الكتاب وإنما فقط صحت عنده روايات اثنين أو ثلاثة التي عبر عنها المستفيضة.

    إذن هذا أيضاً امتياز آخر موجود للمنهج الدلالي لا يوجد للمنهج السندي وبه نستطيع أن نفهم لماذا أن الأئمة أكدوا على منهج أو على روايات العرض على كتاب ربنا.

    من الموانع الأخرى التي تمنع من الاعتماد على المنهج السندي, ما يتذكر الإخوة وذكرناه بالأمس وهو تصرف الرواة والنقل بالمعنى ووقفنا عنده إجمالاً لا نطيع الكلام فيه.

    من الموانع الأخرى الخطيرة جداً مسألة التقية, نحن نعلم أن أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) على مر تأريخهم الطويل ابتداءً من الإمام السجاد وانتهاءً بالإمام الحادي عشر من أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) يعني ما يقرب 160 أو 170 سنة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) بل أكثر من ذلك 180, 190 سنة كانوا مبتلين بالتقية.

    وهنا لابد أن يُعرف بأن التقية مع الأسف الشديد أن هذا البحث وقع في آخر أيام التحصيل عندنا وإلا كان ينبغي الوقوف عنده, أساساً أن أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) عندما كانوا يتقون ممن كانوا يتقون؟ هذه القضية التي لم يبحث عنها في أبحاث التقية سواء البحث الفقهي منه أو البحث الاجتماعي والسياسي منه, ممن متعلق المتقى منه من هو؟

    نحن في الأعم الأغلب نفهم التقية على أنها كانت تقية من السلطات الحاكمة, ولكنّه في جملة من الأحيان نجد أن جملة من علمائنا يحملون روايات على التقية مع أنه لا علاقة لها بالسلطة الحاكمة, فما هو وجه ذلك؟ وجهه إخواني الأعزاء من قال لكم أنه دائماً التقية كانت تقية سياسية من السلطات الحاكمة, في كثير من الأحيان كان أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) يتقون من علماء زمانهم, لأنه كانوا يخافون, يخافون أن هؤلاء يتخذون جبهة في مقابل أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) وأهل البيت لا توجد عندهم لا إمكانات ولا قدرات سياسية ولا أدوات ولا أجهزة حاكمة فلهذا بالإمكان محاصرتهم بسهولة خصوصاً إذا كانت المحاصرة محاصرة فكرية محاصرة ثقافية محاصرة دينية, الآن كثير من الفضائيات أمامكم واقعاً تستطيع هذه الأجهزة الإعلامية في كل زمان كانت موجودة بحسب ذلك الزمان, كانوا يستطيعون أن يحاصروا فكر أهل البيت محاصرة فكرية ثقافية عقدية, إذن كانوا مضطرين أهل البيت أن لا يصطدموا مع علماء زمانهم. وهناك دائرة أوسع من هذه وهي التقية من عموم الناس, لأنّه إذا, نحن الآن بينك وبين الله لا نخرج على الفضائيات ولا نتكلم ببعض الأمور ما هو السبب؟ السبب لأنه عموم الناس أو عموم المسلمين لهم مجموعة من المتبينات والعقائد والأفكار والأصول أنت إذا اقتربت منها أساساً توجد حاجز نفسي بينك وبينهم, حتى لا توجد هذا الحاجز إذن تقترب من تلك الخطوط أو لا تقترب؟ لماذا لا تقترب؟ لأنه تريد أن تكلم الآخر والآخر عنده متبنيات. ولذا الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) يتكلم وهو آخذ بعين الاعتبار أي نقطة؟ آخذ بعين الاعتبار رأي الناس عموم الناس توجهات الناس عقائد الناس أفكار الناس. وهذا هو الذي يفسر لنا الروايات التي قراناها فيما سبق وإن شاء الله الإخوة يطالعونها بشكل واضح وصريح في روايات >أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم< أو تلك الروايات التي قراناها >من قال لكم أنكم لابد أن تقولوا كل ما تعلمون< من قال هذا, أصلاً كانوا يرفضون من تلامذتهم وأصحابهم أن يقولوا كل ما يعلمون أبداً, لا تقولوا كل ما تعلمون, وبتعبيرنا المتعارف بأنه (الكذب حرام ولكن الصدق ليس بواجب) في كثير من الأحيان أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) كانوا يبينون الحقيقة كاملة أو لا يبينون؟ لا يبينون, لماذا لا يبينون خوفاً من السلطة؟ لا أبداً, خوفاً من العلماء؟ لا أبداً, خوفاً من ماذا؟

    مع الأسف الشديد -مرة أخرى أقول لأنه هذه تسجل والوقت أيضاً ضيق- وإلا الآن كثير من الشعائر التي بدأت الآن تخرج عندنا في قضايا شعائر الإمام الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) أنت أجلس مع العلماء المختصين تقول له توافق يقول لا لا أوافق ليست بصحيحة هذه, تقول له سيدنا شيخنا مولانا لماذا لا تتصدى؟ يقول ما يمكن أمام هؤلاء الناس شخص ماذا يفعل؟ ما يمكن, هذا ما يمكن يعني ماذا يذبحونه؟ لا ما يذبحوه ولكنّه يوجد ماذا؟ يوجد حاجز بينه وبينهم فيستطيع أن يؤثر أو لا يستطيع؟ فهو حفظاً لهذه الرابطة يقول هذه ليست بصحيحة أو لا يقول؟ لا يقول, وإلا بينكم وبين الله بعض الشعائر أنا نقلتها وقلت لكم -هذه التسجيلات بعض الأحيان موانع- أنا رأيت فيلم ما أريد أن أقول أين, للشعائر الحسينية هذه الصبة هذه التي أمامكم هذا الجدار عرفت كيف في اليوم العاشر يبتعد عشرين ثلاثين متره ويأتي بسرعة أربعين كيلو متر ويضرب رأسه بالحائط, الآن أنا جيد جداً, فلم رأيت لا أنه أتوا به لنا من بعض المناطق قالوا سيدنا يقيمون الشعائر بهذه الطريقة.

    طيب أنتم ما هي وظيفتكم أيها العلماء تكلموا إذا هذا صحيح, مولانا قد فرشوا على الأرض وواضعين الزجاج وجاعليه هكذا بشكل صغير مثل الحصى الصغير على مسافة هذه 50 ,60 ويتعرى إلا بشيء خاص ثم يتقلب عليه إلى أن يخرج من ذاك الطرف الآخر, الآن اللطيف ليس هو الذي يتقلب رأيت الفلم قد جاء بطفل صغير لسنة عمرة وقد قلبه أيضاً ومات بمرض الزجاج, هذا يتقرب لمن؟ طيب الآن أنا بيني وبين الله إذا هو الصحابة اجتهد فأخطأ طيب هؤلاء مساكين يجتهدون, طيب لابد شخص أن ينبههم, ولكن تجد أنه توجد حركة من العلماء الكبار للوقوف أو لا توجد حركة؟ لماذا؟ أين الإشكالية؟ هذه نوع من التقية, نوع من التقية يقول لأنه إذا أنا تكلمت بهذا الاتجاه مباشرةً أوصم بأنه أنا ضد الشعائر فإذا صرت ضد الشعائر فخرجت وانتهيت فلا يسمع كلامي ولا ..

    كثير من الظواهر التي الآن نعيشها سواء على مستوى الشعائر أو غير الشعائر, قلت لك -التسجيل والمكان والزمان كله يمنع أن نضرب أمثلة- على أي الأحوال والمعنى في بطن الشاعر لا في قلب .. بلي (كلام أحد الحضور) هي بلي أحسنتم هذه أيضاً نوع من التقية. وإلا أعياد النوروز أنتم يعجبني تسمعون أوائل الثورة ماذا كانوا يقولون عنها والآن ماذا يقولون عنها؟ اسمعوها أنا بودي أنه إذا شخص يستطيع أن يرجع إلى الإرشيف يرى كيف كان يتكلمون عنها, لأنه كانت السياسة في ذاك الوقت إقصاء أعياد النيروز أو النوروز ولكن الآن صار البناء ماذا؟ انتهى.. الآن تقول له لماذا؟ يقول ما أمكن ما أمكن إذا لابد حشر مع الناس.. وهذه ظاهرة ابتليت بها, أنا ما أدري في هذه الليلة ليلة الجمعة قرأت حديثاً الإخوة يتذكرون (من نيل الأوطار للشوكاني) ما أدري الإخوة الذين رأوا البرنامج أنه توجد شبهة وهو أنه أساساً استلحاق معاوية لزياد بعد أن استلحقه هل يجوز أن يقال زياد ابن أبي سفيان أو لا يجوز؟ يقول: أجمع أهل العلم أنه يحرم لا يجوز, لماذا؟ لأنه على خلاف القضاء القطعي من رسول الله, حرام إلحاقه بأبي سفيان, تقول طيب في بعض كبار كلمات العلماء يوجد زياد ابن أبي سفيان, نص العبارة يقول هذه العبارات يقول صدرت في زمن بني أمية تقية من الحكم الأموي, إذن هؤلاء كانوا يخافون أن يقولون زياد ابن أبيه, فكان يقولون ماذا؟ هكذا كثير عندنا.

    إذن إخواني الأعزاء, الآن بينكم وبين الله هذا التراث المليء بالتقية بهذا المعنى العام للتقية, نريد أن ندخل إليه لنميز الصحيح من السقيم يعني ماذا؟ لنميز ما صدر تقيةً وما لم يصدر تقيةً بينكم وبين الله يمكن التمييز على أساس سندي أو لا يمكن؟ محال, لماذا؟ لأنه كثير من الثقات نقلوا روايات التقية, ولذا أنتم تجدون توجد فوضى عندنا في مسألة حمل الروايات على ماذا؟ عالم يحملها على التقية وعالم يقول لا محمولة على الجد, بلا أي قرينة, لأنه لا توجد فيها ضابط, فقط هو بحسب, وخصوصاً صاحب الحدائق أذهبوا واقرؤوه, لأنه أنا هذه فقه صاحب الحدائق& الحدائق الناظرة أنا قرأته من الجلد إلى الجلد حرفاً بحرف غير تلك الإضافات التي جاءت بعد ذلك ثلاثة أربع مجلدات, حرفاً بحرف بالدقة أنا طالعته, وطالعته لسبب وهو أنّه أردت أن أرى بأنه أساساً العقل الفقهي غير المتأثر بالعقل الأصولي كيف يتعامل مع النصوص, لأنه صاحب الحدائق دخل إلى البحث الفقهي غير متأثر بمباني, لأنه هذه من القديم وإن كنت ما أعرف قضية الزمان والمكان, هذا الكلام أقوله بالضبط اطمأنوا قبل 35 -36 سنة, ما كنت ألتفت إلى قضية الزمان والمكان, ولكن هذه كنت ملتفت إليها أنه هذا يتكلم يجتهد بطريقة غير التي يجتهد فيها الأصولي المتأثر بالقواعد الأصولية والعقلية, هذا نمط وذاك نمط, تجد من هنا تذهب من هنا تذهب حمل الرواية على التقية, على أي ضابط؟ لا تعلم, أما على المنهج الدلالي القضية تكون واضحة لماذا؟ لأنه في القرآن يوجد تقية أو لا يوجد تقية في القرآن؟ في حديث رسول الله, ولذا تجدون أن الروايات أكدت >اعرضوه على كتاب ربنا وسنة نبينا< لماذا؟ لأنه لا في القرآن يوجد تقية ولا في سنة النبي توجد تقية, ما أدري واضح استطعت أن أوصل المطلب إلى الإخوة.

    إذن عند ذلك يصير عندنا منهج واضح ودقيق للتعامل مع النصوص التي نريد أن نحملها على التقية أو نحملها على المراد الجدي للأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام).

    العامل الآخر الذي واقعاً يكون بصالح المنهج المتني في قبال المنهج السندي, هو مسألة الدس والتزوير والوضع, وهذه لا يمكن القضاء على هذه الظاهرة من خلال المنهج السندي, لماذا؟ لأنه كثير من هذه الروايات الموضوعة المدسوسة المكذوبة أسنادها ما هي؟ صحيحة السند, على المنهج السندي لابد أنت ما تتعامل معها إلا أن تعارضها بروايات أخرى تقول معارضة الآن صارت معارضة إما تساقط أو عموم وخصوص من وجه أو عام وخاص وهكذا وخمسين مشكلة نحن عندنا.

    أما بناءً على المنهج الدلالي أنت مباشرة ما تريد أن تتهم الذي نقل الرواية تتهم الوضاعين الكذابين, وهذا الإنسان كان سهلاً يعني ماذا؟ يعني من الذي يراه ظاهره جيداً كان ينقل منه روايات, هو أيضاً ساذج كان, وليس أهل تحقيق كان, هو مؤمن ثقة الذي نقل عنه ثقة ترى سلسلة السند ترى أن سلسلة السند تصلي ورائهم جماعة, تحلف على رأسهم -بتعبيرنا- طيب ماذا تفعل له الرواية على أي أساس تسقطها أنت في المنهج السندي؟

    أما في المنهج الدلالي ماذا تقول؟ تقول لم تنسجم مع القواعد انتهت لم تنسجم, كما الآن من باب التقريب إلى الذهن, كما أنه أنت في القضايا الطبيعية في الروايات الواردة في القضايا الطبيعية أردت أن تعتمد المنهج السندي, تأتيك رواية تقول الماء مركب ليس من الهيدروجين والأوكسجين ماذا تفعل لهذه الرواية صحيحة السند؟ ماذا تقول؟ تقول والله علماء الطبيعة تقول لنفسهم وهذه الرواية صحيحة؟ تقول هذا مشتبه وإلا يقيناً بأنه أهل البيت يمكن أن يصدر منهم هذا أو لا يمكن؟ -طبعاً في القضايا الطبيعية القطعية لا الاحتمالية- هكذا في القضايا التاريخية, هكذا في القضايا الفلكية, هكذا في القضايا التجريبية, كم عندك روايات, رواياتك قليلة في هذا المجال, فإذا اعتمدت السند هذه واقعاً تبقى في حيرة ماذا تفعل لها؟

    أما في المنهج الدلالي مباشرةً تقول إما مدسوسة إما موضوعة إما تصرف من الناقل إما .. وإما -العامل الأخير- وإما من الغفلة من النسيان من الاشتباه, هذه العوامل منفية عن الراوي الثقة العادل أو غير منفية؟ غير منفية, لأنّه الثقة فقط ينفي تعمد الكذب أما لا ينفي عنه ماذا؟ الاشتباه, لا ينفي عنه النسيان لا ينفي عنه الغفلة.

    أنت تعلمون في صحيح مسلم رواية الثقلين أو حديث الخليفتين – بتعبيري- هذه الرواية منقولة بصيغ غير الصيغ الموجودة لا توجد أيضاً في غير صحيح مسلم, أنّه أوصى بكتاب الله قال: >تمسكتم به لن تضلوا< ثم قال: >وأذكركم بأهل بيتي< نحن واقعاً صار عندنا, والرواية ينقلها عن زيد ابن أرقم, التفتوا جيداً, ذهبنا إلى روايات زيد ابن أرقم, رأينا أن روايات زيد ابن أرقم قريبة من هذه أو ليست قريبة من هذه؟ رأينا كل روايات زيد ابن أرقم بصيغة أخرى غير هذه الصيغة, طيب هذه يعني ماذا هؤلاء متلاعبين, عجيب مولانا, يوجد في مقدمة رواية زيد ابن أرقم في صحيح مسلم عندما يضغطون عليه لقراءة رواية مثلاً لم يسمعوها كذا يقول لهم >كبر سني ونسيت كثيراً من الأشياء< فإذن تبين أنه ينقلها بالنص أو ينقلها بماذا؟ هذه صارت لنا مشكلة إلى يومنا هذا, أنه صحيح مسلم لم ينقلها بهذه الصيغة التي أنتم تقولون صحيح مسلم نقلها بماذا؟ >أذكركم بأهل بيتي< لا >ما إن تمسكتم به< واللطيف, والعجيب لم أجد أحد من الأعلام ملتفت إلى هذه النكتة, وهو أن زيد ابن أرقم في صحيح مسلم يقول ماذا >كبر سني< أما في الروايات أخرى يسأله السائل يقول له أنت سمعت يقول لا فقط أنا سمعت عشرات الذين كانوا جالسين وكانوا في غدير خم سمعوا الحديث ورأوا رسول الله, إذن كبر السن الاشتباه النسيان يؤدي إلى هذه المشاكل.

    هذه مجموعة -بنحو الإجمال- مجموعة من العوامل التي ترجح عندنا المنهج المتني والدلالي على المنهج السندي.

    الآن تقريباً يوجد عندنا تقريباً ربع ساعة وغد أو لعله بعد غد أنا لا أعلم الآن انظروا البحث أين ينتهي أريد أن ألملم البحث, نصل إلى البحث الأصلي لهذه المقدمة المفصلة التي انتهينا إليها وهي: ما هو المراد من عرض هذه النصوص على الكتاب والسنة؟

    أنا أحاول بقدر الإمكان أن أجيب على تساؤلات ثلاث:

    التساؤل الأول: أنّنا عندما ننظر إلى هذه الروايات نجد أن هذه الروايات تشتمل على هذين المقطعين, بعضها تقول >كل حديثٍ مردود إلى الكتاب والسنة وكل شيء لا يوافق كتاب الله فهو زخرف< هذا انتهت. ولكن بعض الأحيان الروايات >ما جاءكم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقله< إذن ما هو المطلوب في العرض الموافقة لكتاب الله أو عدم المخالفة لكتاب الله أي منهما؟ ما أدري واضح السؤال.

    بعض النصوص يقول ما لم يوافق كتاب الله انتهى, أو يشترط الموافقة مع كتاب الله, ولكن بعض النصوص يقول موافقة وعدم المخالفة, فإذن ما هو المطلوب من العالم من المحقق عندما يعرض على كتاب الله أن يحصل الموافقة لكتاب الله أو أن يكتفى بعدم المخالفة لكتاب الله؟

    الآن من حقك أن تسأل هذا السؤال: سيدنا هو أساساً يوجد فرق بينهما أو لا يوجد فرق بينهما؟ قد يقول قائل: أنه يوجد فرق, ما هو الفرق؟ عندما يقول المولى موافق لكتاب الله يعني: أن ذلك المضمون في الرواية لابد أين يكون موجود؟ موجود حتى يكون موافق, وإلا إذا لم يكن موجوداً فلا معنى لأن نقول موافق لكتاب الله. ما أدري صحيح أم لا.

    فإذن الموافقة تستلزم وجود ذلك المضمون في كتاب الله حتى الرواية تصير موافقة, أما أن لا يخالف كتاب الله, أن لا يخالف كتاب الله أعم من أن يكون ويكون مخالف أو أصلاً لا يكون في كتاب الله, إذا الشيء غير موجود أنا خالفت كتاب الله أو لم أخالف؟ لم أخالف, ما أدري واضح استطعت أن أوصل المطلب أم لا.

    إذن في مسألة الموافقة لابد من وجود المضمون في كتاب الله, أما في مسألة عدم المخالفة فهي منسجمة مع السالبة بانتفاء المحمول والسالبة بانتفاء الموضوع, يعني: أن يوجد في كتاب الله وأنا أخالفه, ينبغي أن لا أخالفه, أو أن لا يوجد أصلاً في كتاب الله. هذا منسجم.

    نعم, الآن قد يأتي في ذهن أحد أنه هذا كيف لا يوجد في كتاب الله؟ الجواب: يوجد في كتاب الله ثبوتاً ولكن أنا عندما استعرضت وجدت شيئاً يخالف أو لم أجد؟ هذا مقام الإثبات لا يرتبط بقولنا أن تبيان كل شيء, لا يصير خلط بين الأمرين -قلت لكم مع الأسف في ضيق الوقت ما أستطيع أن أفتح البحث- والشاهد على ذلك أنه قال إن لم تجده في كتاب الله فارجعوا إلى قول نبيكم, طيب كيف لا يوجد في كتاب الله؟ مع أنه القرآن هم أهل البيت يقولون أي شيء قلناه لكم اسألونا أين في كتاب الله, إذن كل شيء موجود في كتاب الله, ولكن إذا صار كل شيء ثبوتاً موجود في كتاب الله يعني بالضرورة كل إنسان يراجع القرآن يستطيع أن يستخرجه من كتاب الله؟ لا ملازمة بينهما, الثبوت لا يلازم الإثبات هنا, الوجود لا يلازم الوجدان هنا, قد يكون موجود ولكن أنا ماذا؟ أنا لا أجده, هذا ممكن جداً.

    إذن ما هو المطلوب في السؤال الأول؟ المطلوب موافقة الكتاب أو المطلوب عدم مخالفة الكتاب؟

    الجواب: في اعتقادي الشخصي أن جملة من الأبحاث لابد أن ينظر إلى أن ذلك البحث هل أخذ فيه الدقة العقلية أو أخذ فيه الفهم العام, أي منهما؟ وهذه أيضاً من القواعد التي لابد أن تنقح في فهم كلمات القرآن والنصوص الواردة عن النبي وأئمة أهل البيت, تارةً أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) يعني الشارع يتكلم مع عموم الناس, فعندما يتكلم مع عموم الناس يعني يريد تلك المعاني الدقيقة التي لا يلتفت إليها إلا الأوحدي يمكن هذا؟ لا يمكن هذا, وأخرى لا, يتكلم بكلامٍ للأوحدي من الناس, {أفلا} ماذا؟ (كلام أحد الحضور) ينظرون بلي, {أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت} طيب ذاك الإنسان العربي في ذلك الزمان ويجد هذه الخصائص التي يعرفها كثير من الخصائص يعرفها في الإبل لعله أنا وأنت نقول الإبل ماذا يعني؟ ولكن ذاك العربي الذي الكلام موجه إليه يعرف خصائص الإبل ولكن قله {وهو معكم أينما كنتم} الذي هذه يتغنى بها العارف والحكيم والفيلسوف و… إلى غير ذلك, {قل هو الله أحد} أصلاً تكتب عشرات الرسائل, أنت واجد في يوم محقق حكيم كاتب رسالة في {أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت}؟ لم تجد, لماذا؟ لأنه ذاك موجه إلى طبقة هذا موجه إلى أخرى, إذن ذاك لابد أن يفهم بمقتضى الدقة العقلية هذا يفهم بمقتضى الفهم العرفي لابد أن يفهم بما يفهمه الناس, أنت إذا قلت لمن حولك من الناس لابد أن لا تخالفني يعني ماذا؟ عرفاً يعني: أعم من السالبة بانتفاء الموضوع والمحمول أو لابد أن لا تخالفني يعني إذا صدر مني شيء أنت ينبغي أن لا تخالفني أي منهما تفهم؟ أصلاً لعله هذا التوجه إلى انتفاء الموضوع والمحمول لا يلتفت إليها إلا بعد التحليل وإلا قبل التحليل لا يلتفت إليها.

    ولذا أنا اعتقد أن هذه الروايات التي قالت: أنه لا يخالف أيضاً مضمونها أن يكون في الكتاب ولا يخالفه لا الأعم من الوجود من السالبة بانتفاء المحمول ومن السالبة بانتفاء الموضوع, لا, من السالبة بانتفاء المحمول فقط لا الموضوع أيضاً.

    إذن في عقيدتي فيما يتعلق بالجواب عن السؤال الأول لا فرق بين الموافقة للكتاب وعدم المخالفة, يعني مآلهما إلى شيء واحد. إجمالاً وإلا البحث يطول.

    السؤال الثاني -فقط أطرحه لأن الوقت لا يوجد- السؤال الثاني: الآن عرفنا في الجواب عن السؤال الأول أن يكون موافقاً للكتاب وأن لا يخالف الكتاب يؤول إلى معنىً واحد, طيب ما معنى أن يكون موافقاً للكتاب؟ يعني إذا دلّ دليل روائي على طهارة أهل الكتاب أو نجاسة كذا أو دل على استحباب كذا أو -الآن الاستحباب ما ندخله هذه أدلة السنن اتركوها على جانب- إذا دل على حرمة كذا إذا دل على كذا, لابد أن نذهب إلى الكتاب فنجد نفس ذلك المضمون موجود في القرآن هذا هو المراد؟ أو يراد منه شيء آخر؟ ما معنى أن تجد يكون موافقاً للكتاب, موافقة بأي معنى؟ إن صح التعبير: هل المراد الموافقة الحدية الموافقة التفصيلية هذا هو المراد, أو المراد من الموافقة معنىً آخر؟

    من باب أنّه يوجد احتمالان مع إبطال أحد الاحتمالين ننتهي إلى ماذا؟ أنا أريد هنا إن شاء الله غد سنبطل هذا الاحتمال الأول, أنّه لا يمكن أن يراد من موافقة الكتاب يعني المضمون الحرفي والحدي لابد أن يكون أين؟ فإذا قال واجب فلان شيء في القرآن لابد أن نجد هناك واجب, إذا قال حرام فهناك لابد أن تجد حراماً, لا يمكن أن يكون هذا لماذا؟ أقربه بقياس استثنائي, بقياس: لو كان المراد من الموافقة, الموافقة الحديّة التفصيلية للزم إلغاء دور السنة كاملاً لماذا؟ لأنه كل الذي قالته السنة لابد أن موجود؟ طيب بيني وبين الله إذا أنا عندي دليل من القرآن قطعي السند ماذا أنا مخبول حتى أذهب إلى رواية ظنية السند مشكوكة السند, فهذا دور السنة ماذا يصير؟ لغو, كل فائدة لا توجد, لأن هذا المضمون أين موجود؟ موجود في الكتاب, وقل معي في هذا القياس الاستثنائي والتالي باطل بدليل قطعي أن السنة ماذا؟ لها دورٌ وليس دورها لغواً فالمقدم مثله. إذن لا يمكن أن يراد من الموافقة الموافقة الحديّة, إذن أعيد القياس الاستثنائي: لو كان المراد من الموافقة الموافقة الحديّة التفصيلية للزم إلغاء دور السنة والتالي باطلٌ فالمقدم مثله, وفي أي قياس استثنائي أنتم تعلمون تحتاجون إلى إثبات أمرين: أولاً: إثبات الملازمة, ثانياً: إبطال اللازم, أما الملازمة فواضحة, يعني لو كان المراد للزم إلغاء دور السنة, أما إبطال اللازم من قال بأنه أن للسنة دور, من أين تقولون والتالي باطل.

    هذا بحثه يأتي.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2012/09/06
    • مرات التنزيل : 1015

  • جديد المرئيات