بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
قلنا: أن هذه الآية المباركة إخواني الأعزاء وهي قوله تعالى: {إني جاعلك للناس إماما* قال ومن ذريتي* قال لا ينال عهدي الظالمين} وقفنا عند قوله تعالى إماما ما هو المراد من الإمامة في الآية المباركة.
دعوني أخرج حاشية مختصرة اليوم, شيخنا الأستاذ شيخ حسن زادة آملي الله يحفظه ويطيل في عمره قال عندما رأيتموني في الدرس أذهب من هنا ومن هنا وخارج الموضوع اعرفوا بأنه أنا بالأمس لم أحضّر … فعندما بدأت خارج الموضوع ومن هنا ومن هنا يعني ماذا؟ يعني بالأمس أنا لم أحضّر.
إخواني الأعزاء الآية المباركة قلنا فيها أربعة هذه الإمامة فيها أربعة احتمالات:
الاحتمال الأول: أن يكون المراد من الإمامة هي الرسالة وهذا ما ذهب إليه جمهور المفسرين من السنة, أنها إما هي الرسالة وإما هي القدوة والأسوة, وهذا الاحتمال باطلٌ وساقطٌ جزماً عندنا لا أقل أتكلم, لعدّة قرائن:
منها: قرائن لغوية.
ومنها: قرائن تاريخية, لأنها في أخريات حياته.
ومنها: قرائن مضمونية.
ومنها: قرائن خارجية روائية.
مثلاً من قبيل القرائن اللغوية, ما أشار إليه جملة من اللغويين قال: فلأن قوله إماما مفعول ثانٍ لعامله الذي هو قوله جاعلك, جاعلك للناس إماما مفعول ثاني لجاعل, لجاعلك واسم الفاعل, واسم الفاعل لا يعمل إذا كان بمعنى الماضي وإنما يعمل بمعنى الحال والاستقبال, وإنما يعمل إذا كان بمعنى الحال أو الاستقبال إذن هذا وعدٌ له بالإمامة أن يُعطى وهو يتكلم معه إذن كان نبياً ورسولاً لا يعقل أنه لم يكن ثم يتكلم معه.
مضافاً إلى القضية التاريخية التي هذه القضية بالاتفاق أنها في أخريات حياته بقرينة {ومن ذريتي} لأنه إذا لم يكن له ذرية فلا معنى لأن يطلب الإمامة لمن؟ لذريته على الكبر إسماعيل, تعلمون أنه على الكبر الله أعطاه, إذن عندما يطلب الإمامة لذريته إذن الذرية كانت ماذا؟ موجودة وإلا إذا لم تكن موجودة من أين يعلم عنده ذرية حتى يطلبها لذريته.
وأهمها القرائن الخارجية الروائية وهي الروايات الصريحة الواضحة التي قالت أن الإمامة أعطيت لإبراهيم بعد مقام العبودية والخُلة والرسالة والنبوة فلما جمعها له جميعاً قال {إني جاعلك للناس إماما}.
والروايات في هذا المجال متعددة منها هذه الرواية هي في أصول الكافي الجزء الأول ص426 في هذا الباب, قال الرواية هذه عدة روايات موجودة بطرق متعددة, الرواية: >سمعت أبا عبد الله الصادق× يقول: إن الله تبارك وتعالى اتخذ إبراهيم عبداً قبل أن يتخذه نبياً وإن الله اتخذه نبياً قبل أن يتخذه رسولا وإن الله اتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا وإن الله اتخذه خليلاً قبل أن يجعله إماما, فلما جمع له الأشياء قال {إني جاعلك للناس إماما}.
إذن الإمامة غير النبوة وغير الرسالة.
إذن باعتقادنا نحن باعتبار هذه الروايات لا إشكال أن الإمامة ليست هي الرسالة والنبوة, وليست الإمامة أيضاً بالقطع واليقين بمعنى القدوة والأسوة لماذا؟ لأنه لا معنى لأن يكون نبياً ورسولاً من أنبياء أولي العزم وليس مقتدى وليس قدوة في الأمة, أصلاً لا ملازمة يوجد بين كونه نبي ورسول وبين كونه مقتدى أسوة يُقتدى به.
إذن هذان الاحتمالان ساقطان.
فلذا السيد الطباطبائي& يقول: ولا معنى لأن يقال لنبي من الأنبياء مفترض الطاعة إني جاعلك للناس نبيا, هذا تحصيل للحاصل, هذا رد الاحتمال الأول.
أو مطاعاً فيما تبلغه بنبوتك أو مقتدىً يقتدى بك في أقوالك وأفعال نبي هو لا معنى لهذا.
يبقى عندنا احتمالان آخران:
الاحتمال الثالث: أن هذه الإمامة هي الإمامة التكوينية لا علاقة لها بعالم التشريع مرتبطة بعالم {إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون} السيد الطباطبائي يعتقد – ولم أجد في كلام غيره هذا الاحتمال- يعتقد ليس المبنى المبنى موجود في كلمات علمائنا أما أن هذه الآية تشير إلى تلك الإمامة هذا غير موجود في غير كلمات السيد الطباطبائي, يقول: أن الإمامة هنا هي الإمامة التكوينية, الملكوتية, الباطنية, التي لا علاقة لها بعالم التشريع والإمامة السياسية.
ولذا بشكل صريح وواضح يقول: لا معنى لأن يقال للنبي أنك رئيس تأمر وتنهى في الدين أو وصي أو خليفة في الأرض تقضي بين الناس في مرافعاتهم, لا معنى لهذا في الآية, هذا الاحتمال أيضاً وهو الاحتمال الرابع السيد العلامة يقبله أو يرفضه؟ يرفضه بشكل قاطع وواضح, الآن بأي دليل السيد الطباطبائي يقول؟
إخواني الأعزاء السيد الطباطبائي منهجه تفسير القرآن بالقرآن يعني يقول هذه الآية إذا أريد أن أفهمها أرجع إلى آيات أخرى أغض النظر بحسب الظاهر عن الروايات, الآية قالت {إني جاعلك للناس إماما} ثم قالت في آيتين أخريتين {وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا} ويقول المراد من أمرنا {إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون} إذن هذا أي أمر؟ ليس الأمر التشريعي وإنما الأمر التكويني, هذا مبنى انتهت القضية, هذا الاحتمال ماذا؟
ولذا لا يذهب إلى أن يجد قرينة من رواية تؤيد أو لا تؤيد أبداً لا علاقة له بها (كلام أحد الحضور) بلي الآن هذا أبينه بعد ذلك ما هو منهج السندي بعض غير المطلعين وغير المتدبرين أو العوام وإن كان على رأسهم ما يوجد قالوا بأنه هذا منهج حسبنا كتاب الله, لا هذا اشتباه كبير السيد الطباطبائي ليس منهجه حسبنا كتاب الله وأبين ما هو منهجه, انظروا الآن هذا سؤال, طيب هذا السؤال يدخلني في بحث علم التفسير لا علاقة له بحثي, إذا أقول كما نقحته أين؟ في محله, طيب لم تتضح القضية, على أي الأحوال الآن هذا اتركوه إذا بقي وقت أبينه, جيد هذا منهج.
المنهج أو الاحتمال الرابع: ماذا كان بالأمس ماذا قلنا للإخوة, قلنا: أن المراد أن الإمامة هنا يعني الإمامة السياسية ما معنى الإمامة السياسية؟
مرة أخرى أبين للإخوة الأعزاء كما قال السيد السبزواري+ في الجزء الثاني ص11 هناك قال: هي السلطة الفعلية الإلهية على تنظيم أمور الرعية بما يريده رب البرية, وبتعبير زيارة الجامعة >ساسة العباد< هؤلاء الذين يسوسون العباد, ولا ريب في أنها أعلى مقامات الإنسانية, الآن اعتقاد السيد السبزواري يقول هذه من أعلى مقامات الإنسانية أن ما هي؟ إعطاء السلطة التنفيذية للنبي والإمامة, لكونه كذا … إلى أن يقول: فلابد أن يكون أعلم الناس أتقَ الناس أعقل الناس وهذا كما في نبينا الأعظم وإبراهيم … وباقي الأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام). جيد.
السيد السبزواري+ بعد أن ذكر هذا الرأي لم يشر إلى أي قرينة تؤيد ماذا؟ وإلا طيب غير مكتوب بتعبيرنا (على صدر الآية على جبين الآية) أن هذه الآية ما هي؟ الإمامة السياسية, طيب من قال بأنها الإمامة السياسية, من أين؟ هذه دعوى احتمال أن الإمامة هي الإمامة السياسية.
إذن التفتوا جيداً إخواني الأعزاء يوجد بين الاحتمال الثالث والرابع يمكن جمعهما في قول واحد أو لا يمكن؟ لماذا؟ لأن الاحتمال الثالث الإمامة تكوينية مرتبطة بكن فيكون والاحتمال الرابع الإمامة إمامة تشريعية مرتبطة بنصبٍ من الله وجعلٍ من الله, وبهذا يتضح الخلط وعدم الدقة في تفسير الأمثل للشيخ مكارم الشيرازي.
الشيخ الشيرازي في تفسيره الأمثل, في الجزء الأول ص263, طبعاً أنا أتكلم باعتبار أن هذه الترجمة تحت إشرافه فأنسبه إليه وإلا قد يقول قائل لا هذه المشتبه من؟ المترجم, ذاك بحث آخر, أنا أتكلم عن هذا الذي مطبوع تحت إشرافه وموجود في المكتبات.
هناك يقول: الإمامة بمعنى تحقيق المناهج الدينية يشرح الإمامة ماذا؟ الإمامة السياسية, ثم آخر المطاف يقول: منزلة الإمامة مضافاً لما سبق تتضمن الهداية التكوينية, طيب أنت تتكلم عن الأولى وهي الهداية التشريعية والإمامة التشريعية وهذا الذي يتكلمه السيد الطباطبائي الإمامة ماذا؟ التكوينية, وهذه يمكن جمعهما في قول واحد أو لا يمكن؟ هو يجعل القولين معاً الثالث والرابع هما قولاً واحداً وهذا خلط واضح بين القول الثالث وبين القول الرابع, الإخوة هم يراجعون لأن الوقت لا يسع أن أقرأ كل العبارة, جيد.
الآن هنا أنا أريد أن أبين للإخوة بعض القرائن التي تثبت هذه الحقيقة, القرائن إخواني الأعزاء كثيرة, ولكن أنا أحاول أن أقف عند قرينة واحدة, هذه العشرة دقائق ربع ساعة الباقية.
هذه القرينة واردة في أصول الكافي الجزء الأول ص489 من كتاب الحجة باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته, الرواية إخواني الأعزاء من حيث السند إذا نريد أن نتكلم فيها بحسب القواعد السندية المتعارفة فالرواية لا يمكن إثبات صحتها, ولكن كما ذكرت قبل قليل للإخوة أن منهجي في قبول الرواية في القضايا العقدية ليس هو المنهج السندي وإنما المنهج الدلالي والمضموني يعني كل مفردة من هذه المفردات التي وردت في الرواية أجد أن الشواهد العامة القرآنية والروائية تؤيد ماذا؟ مثلاً على سبيل المثال زيارة الجامعة قد يأتي شخص ويقول سيدنا من يقول سندها تام؟ الجواب: لا يهمني بالمعنى الحرفي سند زيارة الجامعة تام أو غير تام؟ أنا أستطيع كل فقرة واردة في زيارة الجامعة أن أثبت له ولو بعشرة طرق أخرى, ليس بالضرورة أن هذا السند بالمعنى الحرفي, وهكذا زيارة عاشوراء, الكلام الكلام, هذه أيضاً.
ويكون في علم الإخوة, هذه الرواية الواردة عن الإمام الرضا هي – اسمعني- من أطول الروايات في بحث الإمامة, ومن أدق الروايات في بحث الإمامة, ومن أعمق الروايات في بحث الإمامة, ومن أشمل الروايات في بحث الإمامة, لا أقل ورد فيها مئتين وصف للإمام في هذه الرواية, واقعاً هي موسوعة الإمامة موجودة في كلمات الإمام الرضا, وبهذا سوف أقف عندها قليلاً, الرواية:
يقول: >كنا عند الرضا فاجتمعنا في الجامع بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا فأداروا أمر الإمامة وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها, فدخلت على سيدي فاعلمته خوض الناس فيهم فتبسم× ثم قال: يا عبد العزيز جهل القوم وخدعوا عن آرائهم إن الله (عزّ وجلّ) لم يقبض نبيه حتى أكمل له الدين, وأنزل عليه القرآن فيه تبيان كل شيء بيّن فيه الحلال والحرام والحدود والأحكام وجميع ما يحتاج إليه الناس كَملا< – بنحو كامل- فقال (عزّ وجلّ) ما فرطنا في الكتاب من شيء وأنزل في حجة الوداع وهي آخر عمره {اليوم أكملت لكم دينكم وأتمتت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} التفت جيدا, وأمر الإمامة من تمام الدين يعني ماذا؟ الإمامة التي سيأتي بيناها يعني ماذا؟ يعني إذا كان دينٌ ولا إمامة فيه فهو تام أو ناقص؟ التفتوا, الآن قد تقول هذه الإمامة التكوينية؟
الجواب: بيانها يأتي من مَن؟ من الإمام بعد ذلك.
يقول: >وأمر الإمامة من تمام الدين ولم يمضِ’ حتى بين لأمته معالم دينهم, وأوضح لهم سبيهم وتركهم على قصد السبيل فمن زعم أن الله (عزّ وجلّ) لم يُكمل دينه< يعني ليس بمعنى أنه لم يبين الحلال والحرام لم يكمل دينه يعني ماذا؟ يعني لم ينصب الإمامة من بعده فقد رد كتاب الله ومن رد كتاب الله فهو كافر به.
الآن هذا أي نوع من أنواع الكفر؟ ذاك في محله لأنه الكفر خمسة أقسام ليس بالضرورة أن الكفر في مقابل الإسلام, والارتداد أيضاً له معاني متعددة ليس بالضرورة أنه ارتد الأصحاب إلا ثلاثة أو سبعة, يعني الارتداد الاصطلاحي.
ثم الإمام سلام الله عليه يقول: «هل يعرفون قدر الإمامة ومحلها من الأمة< التفتوا جيدا إذن ليست الإمامة التكوينية وإنما الإمامة ماذا؟ وإلا الإمامة التكوينية لا علاقة لها بالأمة وإنما هي وساطة بين الله وبين جميع خلقه من أمة وغير ماذا؟ وغير الأمة هذا يتكلم في الأمة الإسلامية ولم يتكلم في البشرية.
>هل يعرفون قدر الإمامة ومحلها من الأمة فيجوز فيها اختيارهم< إذن نظره المبارك إلى ماذا؟ إلى ما وقع في السقيفة, >فيقع فيها اختيارهم, إن الإمامة أجل قدراً وأعظم شأناً وأعلى مكاناً وأمنع جانباً وأبعد غوراً من أن يبلغها الناس بعقولهم أو ينالوها بآرائهم أو يقيموا إماماً باختيارهم< واضح النظر إلى ماذا؟ إلى نظرية الشورى, نظرية أهل الحل والعقد, نظرية السقيفة.
الآن الإمام سلام الله عليه, انظروا كيف بدأ البحث, >إن الإمامة خص الله (عزّ وجلّ) بها إبراهيم< هذه أي إمامة؟ أصلاً حديث لا يوجد عن الإمامة التكوينية أبداً >إن الإمامة< الذي لا يستطيع الناس أن يختاروها >خص الله بها إبراهيم< هذا يكشف لك أن الأنبياء الذين سبقوا إبراهيم كانت عندهم هذه الإمامة أو لم توجد؟ لا لم تكن, يعني من زمان إبراهيم الله (سبحانه وتعالى) قبل إبراهيم الأنبياء كانوا ماذا؟ أنبياء ورسل من غير أن يكونوا مسؤولين عن إقامة الدين في حياة الناس, ولكن من إبراهيم الأمة وصلت إلى مرحلة ما يكفي التوصيات وإنما لابد من إقامة الدين.
يقول: >إن الإمامة خص الله (عزّ وجلّ) بها إبراهيم بعد النبوة والخُلة مرتبةً ثالثة< إذن الإمامة هي النبوة أو غير النبوة؟ هذا أيضاً شاهد آخر على أن الإمامة ليست هي الإمامة ليست هي النبوة.
>وفضيلة شرفه بها وأشاد بها ذكره فقال {إني جاعلك للناس إماما} فقال الخليل سروراً بها ومن ذريتي, قال الله تبارك وتعالى {لا ينال عهدي الظالمين} فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالمٍ إلى يوم القيامة, وصارت >أين؟< وصارت في الصفوة ثم أكرمه الله تعالى بها بأن جعلها في ذريته أهل الصفوة والطهارة فقال >ووهبنا له اسحق ويعقوب نافلة وكلاً جعلنا صالحين {وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات} … إلى آخره.
>فلم تزل في ذريته< لأنه هذه الإمامة وقفت عند إبراهيم أم استمرت؟ استمرت, وهذا الذي العهد الإلهي أيضاً قال, قال {ومن ذريتي* قال لا ينال عهدي الظالمين} قرناً يرثها بعض عن بعض قرناً فقرناً حتى ورثه الله (سبحانه وتعالى) النبي’<.
إذن هنا جملة واحدة إذن الإمامة السياسية الثابتة لإبراهيم ثابتة لمن؟ ورثها رسول الله’ هذا الدليل الأول على إثبات الإمامة السياسية لمن؟ لرسول الله’ لأنه هذا الإرث, هذا الإرث المعنوي وليس الإرث النسبي إخواني الأعزاء, {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} فقال {إن أولى الناس} فكانت له خاصّة فقلدها علياً بأمر الله تعالى< ثم الرواية تقول >فهي في وُلْد علي – الصحيح في وَلَد علي الجمع ليس وُلْد الجمع وَلَد الآن وإن كان هنا مكتوب وُلْد لعله أيضاً قراءة ولكنه غير معروفة- في وَلَد علي خاصة إلى يوم القيامة إذ لا نبي بعد محمد’ فمن أين يختار هؤلاء الجهال< التفت لي جيداً.
طيب إلى هنا سيدنا أنت فقط أشرت إلى بعض الشواهد أن الإمامة سياسية, من قال أن هذه الإمامة بشكل واضح وصريح أن الإمام لم يقل أن الإمامة ما هي؟ سياسية, الآن التفت إلى التصريح من الإمام الرضا, قال: >إن الإمامة زمام الدين ونظام المسلمين وصلاح الدنيا وعز المؤمنين إن الإمامة أس الإسلام النامي وفرعه السامي بالإمام تمام الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد< ولذا في روايات >بني الإسلام على خمس< قال: >وما نودي شيء كما نودي على الولاية لأنه مفتاحهنّ والدليل عليهن وتوفير الفيء والصدقات وإمضاء الحدود والأحكام ومنع الثغور و…< يعني ماذا يعني الإمامة, يعني حكومة يعني هذه الأعمال ترون, إمضاء الحدود لا تشريع الحدود, منع الثغور لا توصية الناس اذهبوا إلى الجبهة لا, تشكيل جيش للدفاع عن ثغور المسلمين, >الإمام يحل حلال الله< يعني ماذا يحلل حلال الله يعني يشرع؟ لا, يقيم الحلال في حياة الناس, ويحرم حرام الله< يعني ماذا؟ يعني الحرمات يقف سداً مانعاً إزائها, >ويقيم حدود الله ويذب عن دين الله< من الحافظ لدين الله؟
طيب سؤال: الفقيه في زمن الغيبة ما هو عمله يكتب رسالة عملية ويجلس في البيت؟ هذه وظائف الإمام؟ أن يكتب رسالة عملية ويقضي بين الناس ويفتي بالحلال فقط؟ أن يدافع أن يذب عن دين الله عن بيضة الإسلام عن حياض المسلمين لا فقط يدافع مادياً, يدافع مادياً ويدافع فكرياً ودينياً وعقدياً >ويدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة والحجة البالغة< تصدير الإسلام – ما أريد أن أقول تصدير الثورة حتى يقولون بأنه نظرية فلان ..- تصدير ماذا؟ تصدير المبادئ الإسلامية, هذه هي الإمامة, أي إمامة؟ هذه الإمامة الإبراهيمية والتي استمرت إلى من؟ إلى رسول الله’ والروايات في استمرارها كثيرة جداً, ومنها رواية الأمالي.
أمالي الشيخ الطوسي ص 52 هناك الرواية >عند عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله أنا دعوة أبي إبراهيم, فقلنا يا رسول الله فكيف صرت دعوت أبيك إبراهيم, قال: أوحى الله (عزّ وجلّ) إلى إبراهيم {إني جاعلك للناس إماما} فاستخف إبراهيم الفرح – طار بها فرحاً وسروراً- فقال يا ربي {ومن ذريتي} أئمة مثلي يوجد؟ فأوحى الله (عزّ وجلّ) إليه أن يا إبراهيم إني لا أعطيك عهداً لا أفي لك به, قال: يا رب وما العهد الذي لا تفي به, قال: لا أعطيه لظالمٍ من ذريتك, قال يا رب ومن الظالم من ولدي الذي لا يناله عهدك, قال من سجد لصنم من دوني لا أجعله إماماً أبداً< هذه أي إمامة؟ الإمامة السياسية ولا يصح أن يكون إماماً قال إبراهيم {وأجنبني وبنيّ أن نعبد الأصنام}, قال النبي: فانتهت الدعوة إليّ وإلى أخي علي لم يسجد أحدٌ منا لصنم قطُ فاتخذني الله نبيا وعلياً وصياً وإماما< واضح إلى هنا.
الآن أنا أتصور أن الآية إلى هنا أكتفي بها, ولكن يبقى عندي بحث وهو أنه في النتيجة ما المرجح لاحتمال الرابع على الاحتمال الثالث, ذاك الاحتمال الثالث أيضاً له قرائن قرآنية وهذا له قرائن روائية, فهل الترجيح مع الاحتمال الرابع الذي أشرنا إليه مع قرائنه التي لم يشر إليها السيد السبزواري أم الترجيح مع الاحتمال الثالث الذي هو مبني على تفسير القرآن بالقرآن, يأتي.
والحمد لله رب العالمين.