بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
كان الكلام في أن إنكار الضروري في الأمور العقدية هل يخرج عن الدين أو لا.
قلنا بأن هذه المسألة تعد من الوسائل الأساسية وتترتب عليها آثار كثيرة ونتائج خطيرة.
في مقام الجواب عن هذا التساؤل قلنا: تارةً نبني على ما هو المشهور وهو أن إنكار الضروري سببٌ مستقل للخروج عن الدين. كما هو الحال لمن أنكر التوحيد أو أنكر الرسالة, فإنه من أنكر التوحيد فإنه ليس بمسلم, ومن أنكر رسالة خاتم الأنبياء فإنه ليس بمسلم, لأي شأن كان, ولأي سبب كان لشبهة أو لغير شبهة, لقصور أو لتقصير, لعلم أو لجهل, لأي سبب إذا لم يؤمن برسالة خاتم الأنبياء فليس بمسلم.
فهل أن إنكار الضروري في الأمور العقدية أيضاً كذلك, يعني سببٌ مستقل للخروج عن الدين لأي سبب كان أو لا؟ قلنا يوجد اتجاهان:
اتجاه: يرى أنه نعم, لا فرق بين التوحيد والنبوة وإنكار الضروري كيف أنهما سببٌ مستقل كذلك إنكار الضروري.
بناءً على هذا الاتجاه فإن إنكار أي ضروري من ضروريات الدين يؤدي إلى الخروج عن الدين سواء كان يجب على المكلف أو على الإنسان الاعتقاد بذلك الشيء أو لا يجب؟ لا فرق.
قد تقول أنه لا يجب الاعتقاد, نقول نعم, إنكار الضروري سبب مستقل وهذا أنكر ضروري من ضروريات الدين, وإن لم يكن يجب الاعتقاد, وأما على الاتجاه الثاني, وأما على الذي اخترناه وهو أنه لا إن إنكار الضروري ليس بنفسه سبب مستقل للكفر, فهل أن إنكاره يؤدي إلى الكفر إنكار الضروري؟ الجواب: هنا نفصّل التفتوا جيداً لأنه أنا من خلال أسئلة الإخوة احتجت إلى أن أكرر أو ألخص البحث السابق.
هنا نفصّل نقول: إذا كان ذلك الضروري من الأمور التي بها يتحقق الإسلام, يعني لكي يكون الإنسان مسلماً لابد أن يعتقد بها وأنكرها لا إشكال ولا شبهة أن ذلك الضروري أن إنكار ذاك الضروري يورث الكفر, لماذا؟ باعتبار أنه لا يتحقق الإسلام إلا به, والمفروض أنه أنكره, أما إذا كان ذلك الضروري مما لا يتحقق الإسلام به, يعني يمكن أن يكون مسلماً من غير ذلك الضروري فلو أنكره يخرجه عن الدين أو لا يخرجه؟ الجواب: لا يخرجه.
وقرأنا بالأمس كلمات الهمداني وكلمات السيد الحكيم& في المستمسك, عبارة الهمداني واضحة وصريحة وكاملة واقعاً& في مصباح الفقيه المجلد السابع ص271, قال: لكن ليعلم أن إنكار الضروري أو غير الضروري يعني فضلا عن غير الضروري, من الأحكام المعلومة الصدور عن النبي’ ليس ضروريّ التنافي للتصديق الإجمالي, يعني كل إنكارٍ للضروري ليس بالضرورة ينافي التصديق الإجمالي الذي يتحقق به الإسلام, بل قد يتحقق الإسلام وهو منكر للضروري.
بل قد يجتمعان, يعني هو مسلمٌ ومنكرٌ لا أقل شاك في ذلك, بل قد يجتمعان بواسطة بعض الشكوك والشبهات الطارئة على النفس فليس الإنكار في مثل هذا الفرض منافياً للإيمان بالله ورسوله فلا يكون موجباً للكفر, تقول إنكارٌ للضروري وضروري من الضروريات العقدية ومع ذلك لا ينافي الإسلام يقول نعم, لماذا؟ لان الإسلام يتحقق من غير هذا أيضاً, الآن من خلال الأمثلة بعد ذلك ستتضح.
فليس الإنكار في مثل هذا الفرض موجباً للكفر, إلا أن نقول بكونه يعني الإنكار للضروري من حيث هو كالكفر بالله ورسوله سبباً مستقلاً للكفر كما هو صريح بعض وظاهر آخرين, إلا إذا بنينا على الاتجاه الأول, فإن مجرد إنكار الضروري يخرجه عن الدين.
مثال: أعزائي بماذا يتحقق الأصل الأول, مثال نضرب للأصل الأول, بماذا يتحقق الأصل الأول, أن الإنسان يجب عليه أن يعتقد أن الله واحدٌ لا شريك له, التوحيد من أنكر التوحيد, التوحيد سببٌ مستقل, من أنكر التوحيد سبب مستقل للكفر.
الكلام, آمن الإنسان لو سألته أنت تؤمن بأن الله واحد؟ يقول: نعم أؤمن بان الله (سبحانه وتعالى) واحد لا شريك له, سؤال: اسأله سؤال ثاني قل له أي وحدة هذه التي تؤمن بها أنت؟ كم حال يوجد, حال يقول والله هذا السؤال لم أفهمه يعني ماذا أي وحدة أنت تؤمن, كما هو عموم الناس, الآن اسأل الناس أنت قل لهم أن الله واحد يعني ماذا واحد؟ واحد يعني, يعني واقعاً يستغرب منك إذا سألته هذا السؤال.
ولكن نفس هذا المطلب عندما جاء إلى المتكلمين عند الفلاسفة عند العرفاء بحثوا فيه بل في النصوص الروائية بحثت فيها بشكل مفصّل بأي شيء يتحقق الإسلام؟ بالوحدة الإجمالية والسلام, انتهى. من آمن بالوحدة الإجمالية لله أن الله واحد فقد صار مسلماً, الآن أنت تعال على سبيل المثال فلنصعد بأية درجة, افترضوا أن علمين أحدهما آمن بالوحدة العددية لله وعالم آخر آمن بالوحدة غير العددية الوحدة العددية هذه التي نعد بها الأشياء, التي الإمام أمير المؤمنين يقول: >واحد لا كالعدد لا يُحسب بعّدٍ< جاء شخص من العلماء آمن بالوحدة العددية, قال: أن الله واحد عددي, الآخر قال محال أن الله يكون واحداً عددياً, وكانت الوحدة غير العددية من الواضحات من الضروريات من الأمور الثابتة على سبيل المثال, الآن أيهما مسلم أيهما كافر أعزائي؟
بعبارة أخرى: هل يحق لأحدهما أن يكفر الآخر أو لا يحق؟ الجواب: كلا, حتى لو كان كل واحدٍ منهما منكرٌ لما يؤمن به الآخر وفرضنا أنه ضروري يكون كافراً أو لا يكون كافراً؟ لا يكون لماذا؟ لأن الذي به يدخل الإنسان إلى الإسلام هما الإيمان بالوحدة بنحو الإجمال لا الإيمان بهذه الوحدة دون تلك الوحدة.
الآن هذا الكلام أنا لماذا قلته؟ لأنه في الآونة الأخيرة مع الأسف الشديد وجدت أن هذه القضية واقعاً بيد بعض من لا تخصص له ولا معرفة له مباشرة عندما يقول فلان بالوحدة الشخصية للوجود إذن هو ماذا؟ كافر, مع أن الوحدة شخصية أو عددية أو تشكيكية أو كذا, هذه داخلة في الإسلام أو غير داخلة في الإسلام؟ ليست بها يتحقق الإسلام, لم يثبت لنا أن الوحدة التي بها يتحقق الإسلام هو الوحدة من نوع ألف فإذا صارت من نوع باء فهي تخرج الإنسان عن الإسلام ليس الأمر كذلك.
ولذا كل المحققين أعزائي المحققين أنا أتكلم لمن عرض المسألة إذا صار وقت نراجع كلماتهم.
كل المحققين عندما وصلوا إلى مسألة الشخصية للوجود التي تنسب للصوفية للعرفاء للجن, الآن ليس المهم لمن تنسب, كلهم قالوا أن هذا لا يدل على الكفر, إلا في بعض الفروض التي لا يقول بها عاقل لا التي لا يقول بها عالم, فقط من باب المصادر أعزائي الكرام.
التنقيح للسيد الخوئي+ حتى تعرفوا أن الوحدة المطلوبة في الإيمان هي الوحدة ماذا؟ الوحدة الإجمالية لا الوحدة التي لها خصوصية خاصة, في التنقيح المجلد الثالث ص81 هذه عبارته, يقول: والقائلون بوحدة الوجود من الصوفية إذا التزموا بأحكام الإسلام, طيب هذا القيد قيد ماذا؟ واضح باعتبار إذا لم يلتزم بأحكام الإسلام فهو خارج ماذا؟ يعني يؤدي إلى إنكار أصل الرسالة, إذا التزموا بأحكام الإسلام فالأقوى عدم نجاستهم, وذلك لعدم كفرهم, طيب الآن هذه عبارة المتن عبارة السيد.
أما الحاشية, القائل بوحدة الوجود إن أراد أن الوجود حقيقة واحدة ولا تعدد في حقيقته وأنه كذا وكذا فهذا, هذا المعنى الأول, فهو مما لا يستلزم الكفر والنجاسة بوجهٍ من الوجوه بل هو مذهب أكثر الفلاسفة, هذا الأول.
الثاني: وإن أراد بوحدة الوجود أن الوجود واحدٌ حقيقةً ولا كثرة فيه وإنما الموجود متعددٌ – ونظرية الانتساب المعروفة بنظرية الانتساب التي لذوق المتألهين- أيضاً في آخر المطاف يقول: ولقد اختار ذلك بعض الأكابر ممن عاصرناهم وأصر عليه غاية الإصرار بجملةٍ وافرةٍ من الآيات حيث أنه تعالى قد أطلق عليه, وهذا المدعى التفتوا جيداً, وهذا المدعى وإن كان باطلاً إلا أنه غير مستتبعٍ لشيء من الكفر والنجاسة والفساد. بلي نحن نختلف معه نقول هذا الذي تقولوه في الوحدة صحيح أو باطل, باطل, ولكن ليس كلما إذا اختلفنا في الوحدة إذن أنت كافر أنت مسلم. وإلا لازمه أعزائي نحن لا يبقى عندنا إنسان مسلم لماذا؟ لأنه هذا يقول أنت كافر وذاك أيضاً يقول أنت كافر الجمع ماذا يصير؟ طيب كلامها كافر.
يقولون في قضية سياسية أن بعض الأحزاب السياسية اختلفت فيما بينها فبعضٌ اتهم هؤلاء أنكم عملاء للأجنبي, وأولئك أيضاً اتهموا هؤلاء أنهم أنت أيضاً عملاء للأجنبي, رئيس الدولة قال أنا أصدقكم جميعاً أنتم كلكم عملاء للأجنبي فعدمهم كلهم انتهت القضية, قال: لأن هؤلاء يقولون هؤلاء عملاء وهم صادقين أناس جيدون هؤلاء, وأولئك أيضاً يقولون أنتم عملاء وهم أيضاً صادقين فأصدقكم جميعاً, إذا صار البناء أعزائي هذا يتهم هذا بالكفر وذاك يتهم هذا بالكفر إذن يبقى لنا عندنا عالم مسلم أو لا يبقى؟ الأعلام ملتفتين إلى هذه القضية, فلهذا يقول: وإن كان أمراً باطلاً في نفسه ولكن لا يستتبع الكفر والفسق.
بقي احتمال آخر وهو ما إذا أراد القائل بوحدة الوجود والموجود في عين كثرتهما وهو الذي اختاره صدر المتألهين والأولياء العارفين من عظماء أهل الكشف واليقين قائلاً بأن الآن حصحص الحق واضمحلت الكثرة وارتفعت أغاليط الأوهام, الآن هو السيد يقول إلا أنه لم يظهر لنا إلى الآن حقيقة ما يريدونه من هذا الكلام.
وبتعبير السيد الشهيد: مبني على أصل صوفي لا نفهمه, هؤلاء ماذا يريدون أن يقولون ما ندري, التفتوا جيداً, ولكن وكيف كان فالقائل بوحدة الوجود بهذا المعنى الأخير حتى الذي لا نفهمه أيضاً غير محكوم بكفره ولا بنجاسته ما دام لم يلتزم بتوالٍ فاسدة من إنكار الواجب والرسالة أو المعاد.
نعم يوجد فرض واحد إخواني الأعزاء إذا التزم به أحد لا إشكال في كفره ما هو؟ وهو أن يكون كل شيء تضع يدك عليه هو الله, يعني تضع يدك على الجدار هو الله, تضع يدك على أبو جهل هو الله, تضع يدك على الحمار تقول ماذا, طيب إذا رأيت أحداً يقول هذه المقالة بيني وبين الله قول الله يشفيك وإلا يوجد قائل يقوله.
ولذا السيد الخوئي أيضاً ملتفت إلى هذه القضية, يقول: وإن أراد من وحدة الوجود أنه ليس في الديار غيره ديار كل شيء هو الله يقول وهذا القول نسبه صدر المتألهين إلى بعض الجهلة من المتصوفين وهو الذي ورد في قول بعضهم كذا وكذا إلى آخره ليس في جبتي سوى الله, إذا وجدتم أحد يقول من العرفاء من الصوفية بيني وبين الله قولوا ماذا؟ لأن هذا نتيجةً يؤمن بالله (سبحانه وتعالى) أو لا يؤمن؟ لا يؤمن لأنه كل شيء هو الله. هذا السيد الخوئي&.
السيد الحكيم في المستمسك الجزء الأول ص391 هذه عبارته, يقول: أما القائلون بوحدة الوجود من الصوفية فقد ذكرهم جماعة ومنهم السبزواري في تعليقته على الأسفار – الأعزاء الذين يريدون أن يراجعون الجزء الأول ص71 في تعليقة على الاسفار يوجد ينقلها كاملة هنا أقول بعد أن ينقل عبارة السبزواري في الأسفار- أقول: حسن الظن بهؤلاء القائلين بالتوحيد الخاص, سيدنا أنت تحسن الظن بهم؟ يقول: بلي لابد من حسن الظن بهم لأنهم علماء كبار هؤلاء وليس بأناس عاديين حتى بمجرد قالوا قولاً ماذا نفعل؟ نتهمهم هنا, السيد حيدر الآملي ليس بإنسان عادي حتى أنا بمجرد أنه نسب إليه وحدة الوجود أقول كافر, ملا صدرا صحيح نختلف معه مائة في المائة ما في مشكلة ولكن لا يمكن أنه نتجاوز ببساطة عنهم, حسن الظن بهؤلاء القائلين بالتوحيد الخاص, هذا الأصل المرتب بالأشخاص الذي تنظر أن المتكلم من هو, والحمل على الصحة المأمور به شرعاً وهذا هو الحكم الفقهي, يوجبان حمل هذه الأقوال على خلاف ظاهرها, يقول: يقينا أن هؤلاء قالوا هذا الكلام ولكن يقيناً ليس مرادهم هذا الظاهر الذي يأتي إلى الذهن. هذا أيضاً السيد الحكيم+.
وكذلك أعزائي ما يرتبط بالسيد السبزواري+ في مهذب الأحكام الجزء الأول ص405, هذه عبارته هناك يقول: وأما القائلون بوحدة الوجود فمقتضى الأصل والإطلاق طهارتهم أيضاً إلا إذا رجع اعتقادهم إلى إنكار الضروري إلى أن يأتي يقول: فقط الذي هو باطل بأن يكون الله تبارك وتعالى عين الكل والكل عين الله تبارك وتعالى, كل شيء هو الله والله كل شيء, هذا الذي أنكر الضروري, وما دون ذلك فهو إنكار للضروري أو ليس بإنكار للضروري؟ ليس إنكار للضروري, ولا ريب في أنه إنكار للضروري إن كان له وجه معقول متصور إلى آخره.
وآخر من ذكر ذلك السيد الشهيد& في بحث شرح العروة الوثقى الجزء الثالث ص394 هذه عبارته, لعله من العبارات الجيدة, وهو أنه يقول: الضابط هو أن القائل بالتوحيد لابد أن يصور لنا نحواً من الاثنين بين الخالق وبين المخلوق, لا يقول لنا أن الخالق عين المخلوق وأن المخلوق عين الخالق, أما كيف يصور ذلك وبأي نحو يصور ذلك, فهذا داخل في مسألة التوحيد أو غير داخل في مسألة التوحيد؟ فلتكن هناك خمس نظريات في تصوير الاثنينية ولكن كلهم يقول بالاثنينية, لا شك في أن الاعتقاد بمرتبةٍ من الثنائية التي توجب تعقل فكرة الخالق والمخلوق مقومٌ للإسلام إذ بدون ذلك لا معنى لكلمة التوحيد, وهذا صحيح, لأن معنى التوحيد ان يوجد خالق وأن يوجد مخلوق.
أما أعزائي أن هذه الأثنينية على نحو بتعبير الإمام أمير المؤمنين >على نحو البينونة العزلية والعددية أو على نحو البينونة الصفتية وغير العددية< فهذا داخل في حقيقة الإسلام أو غير داخل؟ فلو أنكره منكر وكان ضرورياً يخرج عن الدين أو لا يخرج عن الدين؟ يعني الآن اضرب لكم مثال.
مثال فقهي: وهو أن الفقيه انتهى إلى أن الاثنينية بين الخالق والمخلوق هي الاثنينية الموجودة بيني وبينكم, أنا وأنت اثنان أو لسنا باثنين؟ لسنا باثنين, يقول أنا والله أيضاً اثنينية من هذا القبيل, كيف أن هذا الكتاب يتميز عن هذا الله أيضاً يتميز عنا بنفس هذا التميز كما هو رأي ابن تيمية وأتباع ابن تيمية, وجاء عالم آخر ومتكلم آخر قال محال أن تكون هذا النحو من التميز هو الحاكم بين الخالق وبين المخلوق أيهما مسلم وأيهما كافر؟
الجواب: لا هذا داخل في قوام الإسلام ولا ذاك داخل, كلاهما مسلم ولكن اختلاف في وجهات النظر.
نحن الآن كثير من أفكار ابن تيمية وأفكار المجسمة وأفكار الحشوية وأفكار الذين يقولون كذا وكذا ابتعدوا عن أهل البيت في التوحيد كلها نقول ماذا؟ صحيحة أم باطلة عندنا؟ نقول من المسلمات أنها ليست هي حق, ولكن هذا يخرجهم عن الإسلام أو لا يخرجهم عن الإسلام؟ الجواب: لا يخرج أحداً عن الإسلام.
هذا إنما أقوله أعزائي حتى قليلاً بتعبيرنا العراقيين (خذ ابريك) عندما تريد أن تحكم على أحدٍ بالكفر, كونوا على ثقة أن أنت ليس الحمد لله الذي أنت لست حاكماً على الإسلام والكفر وإلا لما كنت تبقي أحداً أصلاً, الحاكم على ذلك هو الله, أنت وظيفتك أن تعرف الموازين هذا الموازين كذا وكذا, أما مباشرة أنه اختلفنا في الرأي فهو كافر وأنت مسلم فهو خارج المذهب وأنت داخل إلى المذهب, هذه تعالوا قليلاً ما نخفف منها فلتكن على أساس ضوابط, هذا ما يرتبط بالأصل الأول.
الأصل الثاني: وهو النبوة, بماذا يتحقق الإسلام؟ قلنا يتحقق الإسلام الإيمان بالتوحيد والإيمان بالرسالة, أي قدرٍ من الإيمان بالنبي يحقق الإسلام؟ أي قدر؟ الجواب: أن تعلم أنه مرسلٌ من قبل الله (سبحانه وتعالى) وأنه معصوم فيما يخبر به وأن كلما جاء به إجمالاً هو حق من الله (سبحانه وتعالى).
سؤال: معصوم قبل البلوغ أو غير معصوم قبل البلوغ؟ لو الآن جاءكم شخص قال أنا لا أؤمن بأن النبي معصوم قبل البلوغ, أكثر من ذلك صعد قال أنا لا أؤمن بأن النبي معصوم قبل النبوة, أصلاً أصعد أكثر, قال أنا لا أؤمن أن النبي معصوم في الموضوعات, صعد أكثر قال أنا لا أؤمن بأن النبي معصوم في تطبيقات الحكم الشرعي, يعني ماذا؟ يعني يبين الحكم الشرعي ولكن عندما يريد أن يطبقه قد يشتبه يسهو, طيب مسلم هذا أو ليس بمسلم؟ ما أتصور أن أحد يختلف في أنه ليس من شرط الإيمان بنبوة النبي أن يؤمن بأنه معصوم مذ ولادته إلى أن يموت أبداً لم يقل أحد, لا فقط الاختلاف بين علماء المسلمين وإلا لو كان ذلك الشرط إذن كل المسلمين يخرجون عن الإسلام لأنهم لا يؤمنون, بل كثير أو جملة من علماء الإمامية سوف يخرجون عن الإسلام؟ لأن الشيخ الصدوق معتقد بسهو النبي أو ليس بمعتقد؟ طيب هذا شرط في الإيمان برسالة النبي أو ليس شرطاً فيها؟ فإن قلت أنه شرط في الإيمان برسالة النبي أن لا يعتقد أنه يسهو إذن الشيخ الصدوق ما هو؟ خارج عن الإسلام, لا أنه خارج عن المذهب لا لا, خارج عن الإسلام يلزم, فضلاً عن, الآن باقي الأئمة يلزم الخروج عن المذهب الآن نتكلم في من؟ في النبي’.
ولذا السيد الخوئي& في التنقيح المجلد الثالث عنده عبارة جداً جيدة في ص74 من التنقيح و75 من التنقيح هذه عبارته, يقول: لو أن شخصاً اعتقد بأن الرزق والخلق والإيجاد والموت وغيرها كما تسند إلى الله تسند إلى غير الله (سبحانه وتعالى) يعني كما يصح إسناد فعل الرزق والخلق والإحياء والإماتة إلى الله كما هو صريح القرآن يمكن إسناد هذه الأفعال إلى غير الله (سبحانه وتعالى) إلى بعض أوليائه فهل هذا يوجب الكفر أو لا يوجب الكفر؟ يقول: ومثل هذا الاعتقاد غير مستتبع للكفر ولو أسند فعل الله إلى غير الله (سبحانه وتعالى), يقول: وإلا لو كان كذلك للزم أن يكون من أسند إليهم فعل من أفعال الله يلزم أن يكون كافراً, أولهم من يصير كافر؟ عيسى يكون كافر, لأنه يقول: {وإذ أخلق لكم من الطين كهيئة الطير} فأسند إلى نفسه فعل من؟ فعل الله (سبحانه وتعالى) ولذا يقول: كما ورد {وأحيي الموتى بإذن الله} وغيره مما هو من إسناد فعلٍ من أفعال الله إلى العاملين له بضربٍ من الإسلام, أصلاً كل الملائكة يصيرون كفار, لماذا؟ لأن القرآن يقول {يدبر الأمر من السماء إلى الأرض} فمن المدبر للسماوات والأرض؟ الله رب العالمين هو المدبر, إذن {فالمدبرات أمرا} كلهم يصيرون كفار, لأنه اسند إلى الملائكة فعل من أفعال الله.
ومثل هذا الاعتقاد غير مستتبع للكفر ولا هو إنكار للضروري فعد هذا القسم من أقسام الغلو – محل الشاهد هذه الجملة- نظير ما نقل عن الصدوق عن شيخه ابن الوليد أو ما نقل الصدوق عن شيخه ابن الوليد أن نفي السهو عن النبي أول درجة الغلو, فلو أنت صار مبناك أخي العزيز أن نفي السهو عن النبي من ضروريات الدين إذن الآن الشيخ الصدوق ينكر ماذا؟ ينكر الضروري من ضروريات الاعتقاد بالنبي الأكرم يخرجه عن الدين أو لا يخرجه عن الدين؟ أبداً لا يخرجه لماذا؟ لأن هذه القضية ليست داخلة في حقيقة الإيمان بالرسالة. هو لابد أن يؤمن بأن النبي’ مرسل من قبل الله أما يسهو أو لا يسهو؟ هذا ليس داخلاً في الاعتقاد فلو أنكره وكان ضرورياً يخرج أو لا يخرج؟ وكم له أمثله ونظائر كثيرة في التوحيد وفي النبوة.
الله يعلم الأشياء قبل إيجادها أو لا يعلم؟ ماذا تقول؟ إذا قلت يعلم طيب يوجد من يقول لا يعلم, يقول يعلم الكليات وحين وجود الجزئيات ماذا؟ يعلمها, يكفر أو لا يكفر؟ الجواب: لا لأن الإيمان بالله (سبحانه وتعالى) أن نقوم ليس معرفة أن العلم تفصيلي قبل الإيجاد أو ليس تفصيلي قبل الإيجاد.
يقول: فعد هذا القسم من أقسام الغلو نضير ما نقل عن الشيخ الصدوق أن نفي السهو عن النبي أول درجة الغلو والغلو بهذا المعنى الأخير, أي معنى؟ الذي من مصاديقه نفي السهو عن النبي, والغلو بهذا المعنى الأخير مما لا محذور فيه, بل لا مناص عن الالتزام به, يعني سيدنا أنت مغالي؟ يقول بلي إذا كان هذا غلو فأنا مغالي, إذن أعزائي إذا اتفق أحد معكم في مسائل النبوة – عفواً- إذا اختلف أحدٌ معكم في مسائل النبوة التي لا تدخل في ضرورة الاعتقاد بها في الاعتقاد بها بالرسالة فهذا يخرج عن الإسلام أو لا يخرج عن الإسلام؟ لا يخرج من الإسلام.
أطبق هذه أعزائي, طبعاً في مسألة العصمة واقعاً المسألة جداً مفصلة لا تتصورون بأنه علمائنا في مسألة العصمة يعني عصمة النبي’ هكذا مسلمة واضحة لا أبداً لا لا, الأعزاء كلهم يعرفون بأن الشيخ المفيد من مؤسسي المباني الكلامية لمدرسة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) هذه مشكلة أنهم يسجلون ويوزعون, ماذا نستطيع أن نفعل هذه موجودة في كتبنا, واختلاف رأي, الشيخ المفيد لا شيخ الصدوق, أنا الآن عن من نقلت؟ عن الشيخ الصدوق, الآن تقل لي سيدنا الشيخ الصدوق ليس من المؤسسين للمباني الكلامية أما الشيخ المفيد فمن المؤسسين للمباني الكلامية.
في البحار أعزائي, المجلد السابع عشر ص96, بعد أن يشير إلى اختلاف آراء العلماء في عصمة النبي والأئمة, الآن نحن بحثنا أين؟ في النبي بحث الأئمة له بحث آخر, وقع كلام أن عصمتهم وكمالهم قبل البلوغ أو قبل النبوة هل هو تام أو ليس بتام؟ أقرأ لك قليلاً من العبارات وإن كانت مطولة ولكن مفيدة.
يقول: والأنبياء والأئمة عليهم السلام من بعدهم معصومون في حال نبوتهم وإمامتهم من الكبائر والصغائر كلها, هذا أين قيدها, التفتوا حال النبوة وحال الإمامة, والعقل يجوز عليهم ترك مندوبٍ إليه على غير التعمد ولا يجوز عليهم ترك مفترضٍ, طبعاً في حال النبوة والإمامة, إلا أن نبينا والأئمة من بعده كانوا سالمين من ترك المندوب, إذن التفتوا جيداً.
أولاً: يقول حتى الأنبياء في حال نبوتهم قد يتركون المستحبات, نعم يقول أئمتنا ونبينا الأكرم لا يتركون المستحب.
يقول: أما الوصف لهم بالكمال في كل أحوالهم يعني ماذا؟ يعني مذ ولدوا إلى أن يرحلوا عن هذا العالم, يدخل في تفاصيل إلى أن ينتهي إلى نتيجة, هذا كلام الشيخ المفيد في تصحيح الاعتقاد, يقول: والوجه أن نقطع على كمالهم يعني النبي الأكرم والأئمة- في العلم والعصمة في أحوال النبوة والإمامة ونتوقف فيما قبل ذلك, لا قبل البلوغ قبل الإمامة, يعني النبي ما قبل النبوة معصوم أو ليس بمعصوم؟ ماذا يقول الشيخ المفيد؟ نتوقف, توافق أنت الآن هذا الرأي موافق عليه في زماننا أو غير موافق عليه؟ غير موافق عليه, الشيخ المفيد يخرج من الدين؟ لا والله لا يخرج من الدين ولا يخرج من المذهب, لأنه هذه المسائل مما يجب الاعتقاد بها في الدخول إلى الدين أو في الدخول إلى المذهب, إذن الآن إذا شخص نقل لك أن فلان شخص لا يؤمن بعصمة الإمام أو النبي قبل البلوغ مباشرة لا تقل عجيب أنكر ضرورياً من ضروريات المذهب إذن محكوم بكفره, هذا منطق غير العالم, بالأمس استعملت تعبير ما كان مناسب؟ منطق غير العالم, منطق غير المحقق, منطق غير الواقف على كلمات الأعلام, هذه كلمات الأعلام ونتوقف فيما قبل ذلك وهل كانت أحوال نبوة – يعني ما قبل النبوة والإمامة- وهل كانت أحوال نبوة وإمامة أم لا, ونقطع على أن العصمة لازمة لهم منذ أكمل الله عقولهم وأكمل الله عقولهم عند الإمامة وعند النبوة.
طيب أنا الآن أوافق على هذا الرأي أو أختلف معه؟ الآن كل الأعلام المعاصرين يوافقون أو يختلفون؟ يختلفون,
الوقت ضاق أنا فقط جملتين أقرأها لكم أعزائي, وهكذا في مسائل الإمامة أعزائي في مسائل المذهب أصل واحد هو الضروري أعزائي وهو أن تعلم أن هؤلاء التفتوا أن هؤلاء مفترضوا الطاعة من الله (سبحانه وتعالى) الآن العدد اثنا عشر والثاني عشر حي هذا داخل وما زاد عن ذلك يدخل أو لا يدخل في مسألة الدخول إلى المذهب؟ لا أبداً, ولا أريد أن أفصل أكثر من ذلك, خصوصاً في مسائل الخلافة بعد رسول الله.
وهذه فيها نصوص أعزائي وليس هو استنباط شخصي, فيها نصوص من أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) الرواية أنقلها لك من عيون أخبار الرضا وموجودة في مصادر أخرى, في عيون أخبار الرضا المجلد الثاني ص290, قال: >يقتل حفدة بأرض خراساني – قال أبو عبد الله الصادق- يقتل حفدة بأرض خراسان في مدينة يقال لها طوس من زار إليها عارفاً بحقه أخذته بيدي يوم القيامة فأدخلته الجنة, قال قلت: جعلت فداك وما عرفان حقه – أن نعرفه ما هو- قال: يعلم أنه إمام مفترض الطاعة< يا ابن رسول الله معصوم من أول ما يخرج من بطن أمه إلى كذا؟
يقول نعم إذا آمن بهذا فهو من كمال الإيمان ولكن من أصل الإيمان, أن يعلم أنهم يعلمون وما كان وما يكون وما هو كائن فإن أنكر ذلك منكر وأنت اعتقدت أن هذا من ضروريات المذهب فإنكاره يخرجه عن المذهب أو لا يخرجه؟ لا يخرجه.
ذاك من كمال الإيمان, فإن اعتقدت أن الرجعة ضرورية من ضروريات المذهب, وأنكرها منكر يخرج عن المذهب أو لا يخرج؟ لا يخرج, لأن الرجعة ليست من أصول الإيمان في المذهب … وهكذا عشرات الأمثلة.
إذن أعزائي في مسألة هذه الأصول الثلاثة الأساسية عندنا, في مسألة التوحيد في مسألة النبوة, في مسألة الإمامة, الحد الأدنى اتضح وما زاد عن ذلك حتى لو كان ضرورياً فمن أنكره يخرج عن الدين والمذهب أو لا يخرج؟ الجواب: لا يخرج.
والحمد لله رب العالمين.