بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
إنشاء الله تعالى لم تبقى عندنا إلا مسألة أو مسألتين حتى ندخل في بحث آيات الخمس, لأن الأعلام عموماً تكلموا عن آية واحدة في الخمس ولعله يمكن الاستناد إلى أربع أو خمس أو ست آيات في الخمس في القرآن الكريم, وأرجوا الله (سبحانه وتعالى) أن نقف عليها جميعاً نوفق للوقوف عليها جميعاً.
ولا نتهم أنه السيد جعل البحث تفسير وليس بحث فقه.
المسألة الأولى الباقية التي أعتقد أنها ضرورية, وتترتب عليها ثمرات مهمة هو أنه بعد أن اتضح ما هو ملاك الإسلام يعني بماذا يتحقق الإسلام وبما يخرج الإنسان عن الإسلام, تقدم الكلام مفصلاً في ذلك.
البحث الذي كان ينبغي أن يعرض له وسنعرض له إجمالاً في هذا اليوم بماذا يتحقق التشيع؟ هذا الذي لم يعرض له كعنوانٍ مستقل في كلمات علمائنا.
يعني متى نقول هذا الإنسان داخلٌ في التشيع, ومتى نقول أن هذا الإنسان المسلم خارج عن التشيع, وعن مدرسة أهل البيت؟
قد يقول قائل ما هي الثمرة المترتبة على ذلك؟ هناك ثمرات عديدة مترتبة على ذلك فقهية وكلامية, أما الفقهية فأبواب متعددة مترتبة على هذه المسألة.
منها: ما يتعلق بالطهارة والنجاسة, فإن بعض فقهائنا ذهبوا إلى أن غير الإمام محكوم بالنجاسة. وإن كان كلاماً غير تامٍ إلا أنه رأيٌ يوجد في المقام فلابد أن يبين لماذا أن هؤلاء قالوا هذا الكلام.
من الأبواب الأخرى المترتبة على المسألة, مسألة إعطاء الحقوق الشرعية, وهو أن الخمس هل يجوز إعطائه لغير المتولي لإمامة أئمة أهل البيت أو لا يجوز؟ طيب من الواضح أنه قالوا أنه لا يجوز, نعم في باب الزكاة له حكم آخر, أما في باب الخمس قالوا لا يجوز. إذن لابد أن نعرف أن هذا الإنسان شيعي أو ليس بشيعي, موالي لإمامة أئمة أهل البيت أو ليس موالياً, وعندما أقول موالي الولاء بالمعنى المصطلح وإلا الولاء بالمعنى العام يعني المحبة من ضروريات الدين, فمن أبغضهم خرج عن الدين لأنه من الضروريات.
من المسائل الأخرى المترتبة في المقام مسألة النكاح, وأنه هل يجوز نكاح أو إعطاء أخذ غير الموالية أو إعطاء البنت لغير الموالي ولو على مستوى الكراهة كما ذهب إليه البعض – أنا أتكلم في الأعم من الاستحباب وكراهة ووجوب وحرمة وأحكام وضعية وتكليفية-.
من الأحكام الأخرى ما يتعلق بالذابح للهدي, فإن البعض بعض الأعلام ذهبوا إلى أنه يشترط أن يكون الذابح ماذا؟ شيعياً. وأنا شككت أن هذا الإنسان شيعي أو ليس بشيعي؟
إذن أعزائي الآثار المترتبة كثيرة من حيث الأبواب الفقهية.
ولذا أدعوا من هنا الأعزاء إذا أرادوا أن يكتبوا رسالة في الماجستير أو أعلى من ذلك, فلينتخبوا هذا الموضوع, موضوع بكر فيه آثار مهمة فقهية وكلامية.
أما على مستوى البحث الكلامي.
فيما يتعلق بالبحث الكلامي يتذكر الأعزاء أننا ذكرنا أنه إذا كان شيعياً فيوجد هناك وعدٌ بالثواب الإلهي, أما إذا لم يكن فهل يوجد وعدٌ أو لا يوجد؟ قلنا قد يدخل الجنة ولكن لا بالوعد الإلهي بل بالفضل الإلهي.
من المسائل الأخرى المهمة: ما يتعلق بمسألة الشفاعة في البحث الأخروي في المسألة الكلامية, وهو أن شفاعة أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) تختص بشيعتهم يوم القيامة ولا تشمل غير شيعتهم. تختص بشيعتهم يوم القيامة ولا تشمل غير شيعتهم. والروايات الواردة في ذلك متعددة, إذن لابد أن يثبت في الرتبة السابقة أن هذا شيعي وأن هذا موالي.
الروايات الواردة في المقام كثيرة منها هذه الرواية الواردة في تفسير القمي هناك يشير إليها السيد الطباطبائي في الميزان المجلد الأول ص178, الرواية في تفسير القمي قال: >ويلك ما من أحدٍ – الرواية عن الإمام السجاد- ويلك ما من أحدٍ من الأولين والآخرين إلا وهو محتاج إلى شفاعة محمد يوم القيامة< اللهم صلي على محمد وآل محمد, وهذا بحث عرض له مفصلاً في كتاب الشفاعة أن شفاعة النبي هل تختص بأمته أو تشمل الأولين والآخرين. هذه الرواية من الروايات التي تقول لا يمكن لأحدٍ أن يستغني عن شفاعته’. ثم قال: >إن لرسول الله الشفاعة في أمته ولنا شفاعة في شيعتنا< طيب من الواضح أن القضية لا تثبت موضوعها, من هو الشيعي, هل أنا وأنت من الشيعة أو لسنا من الشيعة, فإن كنا من الشيعة فنرجوا شفاعة أهل البيت يوم القيامة, وإلا فلا تشملنا الشفاعة.
الروايات الواردة في ذلك كثيرة, الأعزة إذا أرادوا أن يراجعونها أنا أشرت في كتاب الشفاعة في ص345 تحت عنوان شفاعة أهل البيت^>قال ونشفع لشيعتنا فلا يرد ربنا< عشرات الروايات الواردة في هذا الباب يمكن مراجعتها.
من الآثار الأخرى الموجودة في المقام وهي التي أشار إليها السيد الخوئي بغض النظر أننا نتفق معه أو نختلف, يقول: أن غير الشيعي لا يحشر القيامة مسلما, وإنما يحشر يوم القيامة كافرا, ولا يبين أن هذا أي كفر الكفر في قبال الإسلام, الكفر قبال الإيمان, ولكنه جملة يقولها ويتجاوز وتحتاج إلى بحث واقعاً, لماذا أن غير الإمامي لا يحشر يوم القيامة مسلما, طبعاً قلت وأؤكد مرة أخرى بغض النظر أننا نتفق معه أو نختلف وأقولها صريحة لا نوافق معه في هذه المسألة لأن عنوان الكفر والإسلام من العناوين الفقهية المرتبطة بالدنيا والآخر لا يوجد فيها عنوان مسلم وكافر ومؤمن وإنما يوجد ثواب وعقاب, ولذا هذا البحث أشرنا إليها فيما سبق فقط للعنوان أريد أن أشير إليه.
قال: وقد كنّا سمينا هذه الطائفة أي طائفة؟ التي هي محكومة بالإسلام في الدنيا, سمينا هذه الطائفة في بعض أبحاثنا بمسلم الدنيا وكافر الآخرة. أؤكد مرة ثالثة لا نتفق مع هذا الاصطلاح ولكنه بحث طرحه العلماء لابد أن نقف عنده.
إذن أعزائي مسألة أنه بماذا يتحقق التشيع, وبماذا يخرج الإنسان من التشيع له آثار فقهية, وله آثار عقائدية وكلامية, لابد أن تبحث بشكل تفصيلي.
ومما يؤسف له في كتب فقهائنا عرضوا لمسألة ما هو الميزان في الدخول إلى الإسلام والخروج من الإسلام, ولكن لم يعرضوا مسألة الدخول إلى التشيع والخروج من التشيع.
بنحو الإجمال أقول للأعزاء – لأنه كما تعلمون الوقت ضيق اليوم وغداً فقط عندنا- بنحو الإجمال أقول أعزائي الكرام, في اعتقادي وما أختاره وما اعتقده أنه لكي يكون الإنسان داخلاً تحت هذا العنوان ويكون داخلاً في هذه الدائرة لابد – طبعاً الحد الأدنى والحد الأعلى أمثال أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) وأئمة أهل البيت- الحد الأدنى الذي من لم يؤمن بواحدة من هذه فهو خارج عن المذهب سواء كان عالماً أو كان جاهلاً وسواء كان جهله عن قصور أو عن تقصير, بأي سببٍ كان لو أنكر واحدة من هذه الأمور فهو خارج عن المذهب, من قبيل ما قلنا في مسألة التوحيد وفي مسألة الرسالة, قلنا بأنه من أنكر التوحيد فهو مسلم أو غير مسلم؟ غير مسلم, من أنكر رسالة خاتم الأنبياء مسلم أو غير مسلم؟ يقول طيب اشتبهت يقولون صحيح اشتبهت يوم القيامة معذور لا تعاقب ولكن أنت مسلم أو كافر؟ أنت كافر, البحث ليس في أنه يعاقب أو لا يعاقب, معذور أو غير معذور, إنما الكلام في أنه هذا العنوان يصدق عليه يعني بعبارة أخرى من لم يؤمن هل يستطيع أن يتزوج مسلمةً؟ الجواب: نقول لا يجوز, يقول طيب أنا قاصر, نقول قاصر مقصر جاهل عالم لا يجوز.
هذه الأصول الثلاثة أو القواعد أو الأركان هي:
أولاً: الإيمان بأنهم اثنا عشر لا أقل ولا أكثر. لأنه يأتينا في يوم ما شخص ويقول الآن الأدلة دلت على أنهم ليسوا بأقل من اثنا عشر وقد يصيرون أكثر, لا لا أبداً هذه اثنا عشر إمام لا أقل ولا أكثر – أتكلم في الإمامة لا في العصمة-.
الأصل الثاني: أن يعتقد بعصمة – النبوة خارجة- أن يعتقد بعصمة ثلاثة عشر, بدخول سيدة نساء العالمين. الإمامة اثنا عشر أما العصمة ثلاثة عشرة.
الأصل الثالث: أن يعتقد بأن الثاني عشر من أئمة أهل البيت حي الآن إلى أن يأذن الله له بالظهور.
هذه الأمور الثلاثة أعزائي لم يقع فيها خلاف عند أحد من علماء مدرسة أهل البيت, الجميع يقول من أنكر واحدة من هذه الأمور فقد خرج عن المذهب.
نعم, إذا أنكر بعضها وهو يعلم بثبوتها من النبي فقد خرج من الدين لأن هذا جحود وتكذيب للنبي, لا يقول لم يثبت عندي, وإلا لو ثبت لآمنت ولكن لم يثبت عندي, أو لم يلتفت كان جاهلاً قاصراً لم يؤمن بالأئمة الاثني عشر, لم يؤمن بعصمتهم, لم يؤمن بوجود الإمام الثاني عشر, هذا الإنسان مسلم مؤمن بالمعنى العام للإيمان ولكنه ليس شيعياً وليس مؤمناً بالمعنى الخاص للإيمان كما شرحناه مفصلاً فيما سبق.
سؤال: هذه الأركان الثلاثة, الآن أين تظهر الثمرة؟ تظهر الثمرة في أنه لو جاء شخص يقول أنا أؤمن بعصمتهم في الجملة ولكن لا أؤمن بعصمتهم بالجملة, معصومون على بيان الحلال والحرام أما في الموضوعات قد يشتبهون, وقد يسهون, وعصمتهم ثابتة حال إمامتهم أما قبل ذلك إما ينفي وإما يقول متوقف لم يثبت عندي, هذه في مسألة العصمة.
في مسألة العلم بالغيب يعلمون الغيب أو لا يعلمون الغيب؟ يقول: أبداً لا يؤمنون, نعم في موارد جزئية الله يعلمهم نعم, أما هذا شيء وأن يعلم ما كان وما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة لا لا أؤمن بذلك, بل أنكر أشد الإنكار هذا.
في الولاية التكوينية, هل توجد عندهم ولاية تكوينية على حد ما كان للأنبياء السابقين لعيسى لإبراهيم لباقي الأنبياء أو لا توجد. يقول لا لا توجد. إنكار الولاية التكوينية.
في مسألة إنكار أو مسألة وساطة الفيض >بكم بدأ الله وبكم يختم< أصلاً لا يأتي شيء في هذا العالم إلا بتوسط وجودهم, ولو أنكر وساطة الفيض – ووساطة الفيض أعزائي غير الولاية التكوينية كثيراًِ ما يقع الخلط بينهما- فلو أنكر وساطة الفيض فهل يخرج أو لا يخرج.
هذه مسائل الآن تجدون محل ابتلاء, الآن نحن قد شخص لا يتفق معنا في الولاية التكوينية مباشرة ماذا نقول؟ نقول خارج عن المذهب, إذا لم يؤمن بالعصمة المطلقة الذي أنا وأنت نعتقد بها نقول ماذا؟ خارج عن المذهب, ولا يتبادر أنه العوام يقولون هذا الكلام, وإنما على مستوى فقهاء كبار يقولون هذا الكلام. ومن الواضح ثبت العرش ثم انقش ثبت أن هذا قيدٌ شرطٌ مقوم في المذهب حتى إذا أنكره يخرج ماذا؟ هو أين دليله؟
أنا فقط أشير إلى موردين ولا أريد أن أدخل في التفاصيل.
بالأمس ذكرنا عبارة الشيخ المفيد فيما يتعلق بالعصمة, قلنا اليوم نتكلم في النبوة, غداً نتكلم في الإمامة, وجدتم قال: أنه ما بعد إمامتهم بلي, أما ما قبل ذلك فنحن ماذا نتوقف, اليوم أنقل لك عبارة أو عبارتين من صاحب البحار& نفس صاحب البحار, صاحب البحار هل يؤمن بالولاية التكوينية أو لا يؤمن؟ طبعاً أنا لم أتكلم في كل البحار لا أقل في بعض الموارد أنقل عبارته, الآن قد يقول لي قائل سيدنا لا عنده عبارة أخرى أقول جيد لعله, أنا أنقل هذه العبارة.
بحار الأنوار – هؤلاء الذين أنكروا الولاية هذه لم يكونوا يعرفون ولو كانوا يعرفون كانوا يقولون والله لم نقل نحن بذلك كل علماءنا قالوا به- في البحار أعزائي في المجلد الخامس والعشرين ص374 تحت عنوان باب نفي الغلو في النبي والأئمة, فذلكة: وأما التفويض فيطلق على معانٍ بعضها منفيٌ عنهم^, وبعضهم مثبت لهم, أما الأول – وهو المنفي- أنهم يفعلون جميع ذلك بقدرتهم وإرادتهم, يعني الله خلق العالم كما يقول المفوضة وفوض أمر تدبيره لمن؟ استقلالاً, وهذا مما لا إشكال في بطلانه وإن كان هو يقول كافر ولكن عندنا كلام بأن هذا جزء مما الاعتقادات التي يجب أن يعتقد بها الإنسان للدخول إلى الإسلام أو ليست كذلك؟ ليست كذلك, إذن ليس إنكارها يخرج ماذا, له بحث آخر, هذا في بحث التفويض.
الأمر الثاني: – هذا محل الكلام- أن الله تعالى يفعل ذلك ماذا يفعل؟ الخلق والرزق والإماتة والإحياء هذه الأمور التكوينية التي ثبتت للأنبياء في القرآن الكريم, أن الله تعالى يفعل ذلك مقارناً لإرادتهم لا أنه هم يفعلون, إذا أرادوا من يفعل؟ التفت جيداً, ليس هو الفاعل حتى هذا القدر يثبته أو ينفيه, القائلون بالولاية التكوينية يقولون يفعلون بإذن الله, يقول ذاك ليس بثابت, الآن قد يقول قائل: أنهم إذا أرادوا في عين إرادتهم الله يفعل بمقتضى إرادتهم لا أنه هم يفعلون بإذن الله, لا أنهم يخلقون, إذا أرادوا الخلق الله مباشرة يخلق, ولكن مقارن لإرادتهم. أن يفعل ذلك مقارناً لإرادتهم كشق القمر وإحياء الموتى وقلب العصا حية وغير ذلك من المعجزات فإن جميع ذلك إنما تحصل بقدرته مقارناً لإرادتهم لظهور صدقهم, طيب هذا ممكن أو لا؟ يقول التفويض بالمعنى الأول باطل جزماً, أما في هذا المعنى الثاني, فلا يأبى العقل عن أن يكون الله تعالى خلقهم وأكملهم ثم خلق كل شيء مقارناً لإرادتهم ومشيتهم, إذن من حيث الإمكان ممكن أو ممتنع كالقسم الأول؟ يقول لا ممكن وليس بممتنع.
طيب شيخنا الإمكان أعم من الوقوع هذا وقع أو لم يقع؟ يقول: وهذا وإن كان العقل لا يعارضه كفاحاً, بشكل ظاهر وواضح يعارضه العقل أو لا يعارض؟ يقول لا معارضة له, لكن الأخبار السالفة تمنع من القول به, إذن حتى هذا القدر صاحب البحار يؤمن أو لا يؤمن؟ لا يؤمن, يقول إلا استثناءً, استثناءً فيما عدا المعجزات ظاهراً مع أن القول به قول بما لا يعلم, إذ لم يرد ذلك في الأخبار المعتبرة فيما نعلم, طيب هذا الكلام أين تضعه أنت؟ إذا قلت أن الإيمان بهذا القدر من القدرة التكوينية لأئمة أهل البيت داخل في الإيمان بالتشيع إذن صاحب البحار ماذا؟ خارج عن التشيع, ممكن الالتزام بهذا!!
أوائل المقالات للشيخ المفيد في ص21 يقول وأقول: أن الأئمة من آل محمد’ قد كانوا يعرفون ضمائر بعض العباد, إذن يعلمون ضمائر جميع العباد أو لا يعلمون, ويعرفون ما يكون قبل كونه, التفت جيداً وليس ذلك بواجب في صفاتهم ولا شرطاً في إمامتهم, يعني إذا أنكر منكر هذا المعنى حتى هذا القدر يخرج عن المدرسة أو لا يخرج عن المدرسة؟, نعم, إذا رأيت الآن إنسان أمامك ما أريد أن أقول بأنه جاهل لا عالم, قال أساساً كل ما تقولونه أنهم يعلمون الغيب فهو كله غير صحيح, لا تتهمه مباشرة أنت خرجت ماذا؟ لا لا أبداً لأن هذا شرط داخل في الإمامة أو غير داخل في الإمامة؟ غير داخل في الإمامة, وإنما أكرمهم الله تعالى به وأعلمهم إياه للطفٍ في طاعتهم والتمسك بإمامتهم وليس ذلك بواجبٍ عقلا ولكنه وجب لهم من جهة السماع, طيب وجب لهم من جهة السماع الموجبة الكلية أو الموجبة الجزئية؟ قال: فأما إطلاق القول عليهم بأنهم يعلمون الغيب فهو منكر بيّن الفساد, عجيب منكرٌ بيّن الفساد – المتكلم الشيخ المفيد وليس الشيخ الصدوق حتى مباشرة تقولون له أنه غير متخصص في العقائد, الشيخ المفيد الذي هو مؤسس أصول مدرسة أهل البيت- لأن الوصف بذلك إنما … إلى آخره, وعلى قولي هذا – يتكلم عن زمانه- وعلى قولي هذا جماعة أهل الإمامة إلا من شذ عنهم من المفوضة ومن انتمى إليهم من الغلاة, إذن إذا الآن أنت جنابك صرت تقول أنهم يعلمون ما كان وما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة, الشيخ المفيد أين يدخلك؟ إما بالمفوضة وإما بالغلاة.
الآن أنت تقول لي سيدنا تقبل هذا الكلام, أقول جزماً لا أقبل إذا كان هذا هو التفويض فأنا رأس المفوضة, وإذا كان هذا هو الغلو فأنا شيخ المغالين, لأنه أنا من المعتقدين أنهم يعلمون ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة, فقط الأعزة إذا يريدون أن يراجعون في كتاب علم الإمام, ما أطيل على الأعزاء هذا البحث لأنه طويل الذيل, طبعاً أنا أقمت أدلة متعددة قلت: الدليل الأول, الدليل الثاني, الدليل الثالث.
الدليل الأول: أنهم قرناء القرآن والقرآن فيه تبيان كل شيء وهم لا يفارقون القرآن ولا يفارقهم القرآن فلو لم يعلموا كل شيء لفارقوا القرآن فالتالي باطل فالمقدم مثله, بأي دليل؟ بنص حديث الثقلين المتواتر.
الدليل الثاني: أنهم ورثة علم رسول الله ورسول الله يعلم ما كان وما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة فورثته أيضاً يعلمون.
الدليل الثالث: وهي الأدلة الخاصة المتفرقة, قال (عليهم أفضل الصلاة والسلام): >عن الباقر قال: قال رسول الله ما من أرض مخصبةٍ ولا مجدبةٍ ولا فئة تضل مئة وتهدي مئة إلا أنا أعلمها, وقد علمتها أهل بيتي يعلم كبيرهم صغيرهم إلى أن تقوم الساعة<.
أمير المؤمنين: >لو شئت أن أخبر كل رجل منكم بمخرجه ومولجه وجميع شأنه لفعلت ولكن أخاف أن تكفروا فيّ برسول الله< أخاف أن تقولون أن هذا أصبح أعلم من رسول الله.
>والذي بعثه بالحق واصطفاه على الخلق ما أنطق إلا صادقا وقد عهد إليّ ذلك كله وبمهلك ومنجى من ينجو وما أبقى شيئاً يمر على رأسي إلا أفرغه في أذني وأفضى به إليّ< فقط الدنيا تعلم >قال لا, فاسألوني قبل أن تفقدوني< وهذه الروايات موجودة في كتب السنة بطرقٍ صحيحة, ابن كثير ينقلها بطريقٍ صحيح, >فوالذي نفسي بيده لا تسألوني عن شيء فيما بينكم وبين الساعة< بينكم وبين الساعة.
>يا مفضل من زعم أن الإمامة من آل محمد’ يعزب عنه شيء من الأمر المحتوم فقد كفر بما نزل على محمدٍ’< هذا أي كفر هذا؟ هذا ليس الكفر الذي يخرجه عن الإسلام, ولا الكفر الذي يخرجه عن الإيمان, هذه المرتبة العالية من الإيمان, قلنا للإيمان ماذا؟ مراتب هذا اصطلاح آخر في الكفر.
>وإنا لنشهد أعمالكم< عجيب, يعني كيف تشهدون أعمالنا؟ بينك وبين الله الآن الحجة سلام الله عليه كيف يشهد؟ التفت إلى العبارة ما أريد أن أدخل في التفاصيل {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم} وليس فسيعلم الله عملكم, فرق كبير بين يرى ويعلم, الله ماذا؟ يعلم أعمالنا أم يرى أعمالنا؟ فرق كبير بين أن أقول أعلم وبين أن أقول, هذه من الذي يستطيع أن يقول أرى إذا لم يكن محيطاً بنظام العالم, ممكن أصلاً أو غير ممكن؟ إحاطة وجودية لا إحاطة علمية, >وإنّا لنشهد أعمالكم ولا يخفى علينا شيء من أمركم, ثم قال (عليه أفضل الصلاة والسلام) والله لقد أعطينا علم الأولين والآخرين, ثم قال: علم النبي جميع علم النبيين وعلم ما كان وعلم ما هو كائن إلى يوم القيامة<.
فقط للاطلاع أنا بصدد فقط أرتبه إنشاء الله إلى الآن لم أوفق إلى الآن جمعت في الروايات أو النصوص الواردة في علم الأئمة ثلاثة آلاف نص, كم نص؟ لا ثلاثة ولا ثلاثين هي فقط رواية في الاستصحاب (ربعنه) بحثوها كم؟ خمس سنوات, ثلاثة آلاف رواية في مئة بابٍ قسمتها أنا, من هذه الأبواب فقط أشير إليها.
>لا يحجب عنهم من علم السماء وأخباره وعلم الأرض شيء<.
>أعطوا علم ما مضي وما بقي إلى يوم القيامة<.
>عندهم الكتب التي فيها أسماء الملوك الذين يملكون<.
>عندهم ديوان فيه أسماء شيعتهم وأسماء آبائهم<.
>عندهم الصحيفة التي فيها أسماء أهل الجنة وأسماء أهل النار<.
>يعرفون الضمائر وحديث النفس<.
>يخبرون شيعتهم بأفعالهم وبأفعال غيرهم<.
>يعلمون من يأتي إلى أبوابهم من قبل أن يستأذنوا عليه<.
وعشرات الأبواب التي هم ذكروها, عند ذلك أنا استطيع أن أقبل من الشيخ المفيد يقول بأنه منكرٌ بيّن الفساد كلا, بل عدم الإيمان بهذا منكرٌ بيّن الفساد, تقول من هو الشيعي أنت أم هو؟ والعباس وجفين العباس أنا وهو من الشيعة, لماذا؟ لأن التشيع ما أخذ في قوامه الإيمان بهذه القضية, حتى من أنكر يكون خارجاً عن التشيع, ما أدري واضحة هذه القضية أعزائي.
وأنتم في هذه الأيام تبتلون كثيراً بهذا.
الآن عندنا قضية, إلى هنا تقول لي سيدنا إلى هنا هذه القضايا الآن الإيمان بها أنا أعبر طبعاً أدنى الإيمان اسميه أصل الإيمان, وهذه القضايا أعبر عنها بكمال الإيمان. وهذا الكمال له درجة واحدة أو درجات؟ الإيمان على عشر درجات, على تسعة وأربعين درجة, على سبعين درجة وهذه بحسب التقسيمات.
المسألة الأخطر من هذه مسألة النص على أمير المؤمنين× وهذه أخطر من الأبحاث السابقة, فهل أن الإيمان, هذه القضية الثانية, فقط أعنونه لأنه لا أريد أن أطيل حتى صوتي يساعد إنشاء الله غداً أكون في حضرة الإخوة.
فهل أن الإيمان بأن رسول الله نص على علي بأمر من الله بالخلافة, هل هذا يقوم التشيع من مقومات التشيع أو ليس كذلك؟ إذا قلنا من مقومات التشيع فكل من أنكر أن الخلافة بالنص فقط خرج عن التشيع, ولا فرق بين أن يكون عالماً أو جاهلاً مجتهداً أو مقلداً قصوراً أو تقصيراً لأنه هذا مأخوذ في قوام التشيع فمن أنكره لأي سبب كان فقد خرج عن المذهب.
أما إذا لم نقل ذلك, لم نقل أن هذا من الأمور التي تقوم المدرسة والتشيع, فلو أن شخصاً أنكره اجتهاداً حصلت له شبهة قال والله وبالله لو ثبت عندي أن رسول الله نص على علي لكنت مؤمناً ولكن لم يثبت عندي هذا, لم يكن معانداً ولا أخذ مالاً ولا عميل سي آي آي أبداً أبدا رجل معروف بالتقوى بالعلم بالاجتهاد بالتحقيق ولكن يقول ما ثبت عندي, هذا يخرج أو لا يخرج؟
ومسألة فقهية لا يقولون لي اليوم السيد قال بحثاً كلامياً أبداً المسألة مسألة فقهية محضة, نعم فيها بعد كلامي أيضاً, ولكن هي مسألة فقهية لأنه أنا أريد أن أعرف أن هذا أعطيه الآن رجل جاءني سيد من السادة محتاج من المحتاجين قال محتاج سهم إمام أعطيه أو ما أعطيه هذا؟ وهو منكر النص على إمامة أمير المؤمنين أو لا أقل شاك في النص والنصب من الله (سبحانه وتعالى) يعطى أو لا يعطى؟ محل ابتلاء أو ليس بمحل ابتلاء؟ بلي كثير محل ابتلاء خصوصاً في مثل هذه الأيام.
تتمة البحث تأتي.
والحمد لله رب العالمين.