بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
في المقدمة لابد أن أشير بأنّه أساساً عنوان المجتهد الذي وقع موضوعاً لكثيرٍ من الأحكام في فقه الأعلام المتأخرين هذا العنوان لم يرد عندنا في نصٍ واضح, الآن أنتم تجدون كثير من الأحكام سواء فيما يتعلق بالأمور المالية وغير المالية يقول لابد من أخذ الإمام من المجتهد, هذا العنوان لم يرد عندنا أبداً, وإنما هو انتزاع ومن حق العالم ومن حق المحقق أن يقول أفهم من هذه النصوص, ولكنّه ليس عنواناً وارد في النصوص الروائية الواردة عندنا.
نعم, الذي ورد من ذلك هو عنوان الفقيه الفقهاء المتفقه في الدين العالم رواة الحديث ونحو ذلك من العناوين. وهذه نقطة مهمة لابد أن يلتفت إليها الأعزة. وذلك: لأنه كما هو واضحٌ سيدنا الأستاذ السيد الخوئي في (النتقيح, ج1, ص28) هذه عبارته, يقول: [وحيث أنّ الاجتهاد موضوعٌ لجملة من الأحكام] الجواب: لم يرد عندنا في رواية أن الاجتهاد موضوع لحكم, نعم هذا العنوان عنوان الاجتهاد انتزع من العناوين قالوا لا يعقل أن يكون المراد من راوي الحديث يعني من ينقل الحديث قالوا ما يمكن أن يكون المراد من المتفقه من يقلد الغير, بعد جمع هذه الخصوصيات قالوا إذن المراد من هذه العناوين عناوين رواة الحديث والعالم والفقيه والمتفقه و.. كلها المراد ماذا؟ المراد المجتهد بحسب الاصطلاح.
ولذا أنا اعتقد أن هذا العنوان لابد أن يستبدل بعناوين النصوص لأن الروايات قالت رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم< قالت العالم, قالت العلماء ورثة الأنبياء, قالت الفقهاء ورثة الأنبياء, قالت: تفقهوا في الدين {فليتفقهوا في الدين} هذه العناوين, وهذا العنوان في عصر الغيبة, هذه العناوين أياً كان, وهذه لها آثار كبيرة جداً في عصر الغيبة الكبرى, لا أقل من آثار هذا العنوان ومن أحكام هذا العنوان أنه أعطي صلاحية الإفتاء للناس, يعني: أن الناس يستطيعون أن يرجعوا إلى هؤلاء في دينهم ودنياهم, في كل شيء يرجعون إليهم, ما يرتبط بأمور الدين, سواء أصابوا هؤلاء أم أخطئوا, وهذه ولاية كبيرة جداً, طبعاً هناك هذا الحد الأدنى من الولاية, وإلا إذا نريد أن نتكلم على المسؤوليات الأخرى والولايات أنحاء الولاية الأخرى التي أعطيت لمن تلبس بهذا العنوان فهي كثيرة, أنظروا أولاً: ولاية الإفتاء, طبعاً في عقيدتنا لا فقط ولاية الإفتاء في الأمور الفرعية بل مجموعة المعارف الدينية, ثانياً: ولاية القضاء, ثالثاً: ولاية إقامة الحدود الشرعية لا فقط يقضي أن هذا يجب أن يضرب مائة جلدة لا فقط يحكم وإنما يقيم الحد, إقامة الحدود الشرعية. القتل الجلد السجن الغرامة إلى .. عشرات العناوين الأخرى. ولاية التصرف في أموال الآخرين في حقوق الآخرين فيما يتعلق بالآخرين, ولاية الإذن أنه كثير من الأمور لا يحق لأحدٍ أن يقوم بها إلا بإذن من؟ إلا بإذن بتعبيرهم باصطلاحهم المجتهد وبعناوين الروايات العالم, المتفقه في الدين, الفقيه, ولاية الأمر, أن هناك مجموعة من الأحكام الولائية, هذه خاصة لمن الحكم الولائي, يعني أي إنسان يستطيع أن يصدر حكماً ولائياً, لا, للمجتهد بتعبيرهم, وللفقيه بتعبير النص القرآني والروايات, وأهمها جميعاً التي هي محل الخلاف ولاية الإمامة السياسية في الأمة, طبعاً تلك كثير منها يكون في علم الأعزة كثير مما تقدم تقريباً إما مشهورة وإما مجمع عليها, إنما الخلاف في هذا الأمر الأخير وهي مسألة الإمارة والإمامة السياسية وإقامة الدولة بما لإقامة الدولة من لوازم, تعلمون لمن يريد أن يقيم دولة لابد أن يكون عنده جيش وخارجية وداخلية عنده أموال وعنده قوانين وما شاء الله, كما تجدون خصوصاً الدولة الحديثة تقول على مئات الآلاف من القوانين, هذه كلها أعطيت ماذا؟
إذن أعزائي إذا تجدون أنّه نحن وقفنا عند هذا المبحث لأنه هو الآن محل ابتلائنا اليوم, يومياً نحن مبتلين, هذه الصلاحيات هذه أنحاء الولاية من الإفتاء إلى الإمارة وإقامة الدولة, هذه من هو موضوعها ما هو الموضوع فيها؟
المشهور بينهم لا اقل في كلمات المتأخرين لابد أن نتتبع كلمات المتقدمين هذه المائة سنة مائة وخمسين سنة, المشهور: من كان صاحب رسالة عملية, انتهى ليس إلا, إذا حقق في هذه وصار فقيهاً في هذه وصار عالماً في هذه وكان مجتهداً في هذه فكل هذه راجعةٌ إلى من؟ راجعةٌ إليه, من الإفتاء والقضاء وإقامة الحدود الشرعية والأحكام الولائية والأمور الحسبية, أنتم تتذكرون السيد الخوئي+ مع أنّه لم يؤمن بدليل لفظي بوجود هذه الصلاحية آمن بها من خلال الأصول العملية, كما صرح به, حتى إقامة الحروب والحرب الابتدائية.
أنا أتصور يستحق هذا العنوان أن نقف عنده أو لا يستحق؟ هؤلاء صرحوا أعزائي, حتى لا أطيل على الأعزة كثيراً, هؤلاء صرحوا بشكل واضح وصريح بأنّه نحن لا نحتاج أكثر من ذلك, التفتوا جيداً, السيد الخوئي+ بعد أن ذكر مبادئ الاجتهاد قال بعد اللغة العربية والرجال والأصول هذه عبارته حتى لا يقول لنا قائل سيدنا أشار إلى بعض المقدمات والبعض الآخر مفروغ عنها لا, التفتوا جيداً قال في (الاجتهاد والتقليد, ص27): [والمتحصل إنّ علم الرجال من أهم ما يتوقف عليه رحى الاستنباط والاجتهاد] بعد أن ذكر علم الأصول وبعد أن ذكر علم الرجال الآن لخص كلامه قال: [وأمّا غير ما ذكرناه من العلوم فهو فضلٌ لا توقف للاجتهاد عليه] تريدون, إلا أن تقولوا على الطريقة المقرر.. أنا لا أعلم الآن هذه للمقرر أو للسيد الخوئي, ولكن ظاهراً بحسب التقريض الموجود في مقدمة الكتاب هذا كلامه أو ليس بكلامه؟ كلامه. إذن لا حاجة له إلى أي علم آخر, لا إلى معرفة بالقرآن ولا إلى معرفة بالعقائد, فضلاً عن المنطق والفلسفة, يقول: [وأما علم المنطق فلا توقف للاجتهاد عليه أصلا] أبدا, ما يحتاج, ولذا تضيعون وقتكم تقرؤون منطق في الحوزة لماذا تقرؤون, المنطق ماذا تفعلون به [لأن المهم في المنطق إنما كذا وكذا..] إلى أن يقول: [وعلى الجملة المنطق إنما يحتوي على مجرد اصطلاحات علمية لا تمسها حاجة المجتهد بوجهٍ] أصلا بنحو السالبة الكلية حتى البديهيات منها ما نحتاجها [إذ ليس العلم مما له دخلٌ في الاجتهاد بعد معرفة الأمور المعتبرة في الاستنتاج وذلك] لماذا يقول: [لأن المنطق يعرفه حتى الصبيان] المنطق ما يحتاج درس, فإذن هذا الذي كان مشتغل فيه ابن سينا ماذا؟ تعليق ما أعلق, على أي الأحوال.
هذا منهج, التفتوا أعزائي, الله أعلم لست لا بصدد عدم الاحترام أو … لا أبداً هذا منهج هذا موجود, كما أنت قبل أيام قرأنا لكم أن الأخباري قال أساساً هؤلاء الذين يشتغلون اجتهاد أصلاً ماذا؟ أصلاً لا فقط يضيعون أعمارهم هؤلاء متأثرين بمن؟ بمنهج السنة, الآن تقول لي بيني وبين الله أيوجد عاقل يقول؟ بلي كبار علماء الاسترابادي ليس بإنسان عادي, من الأعلام الاسترابادي, يقول هذا كل الذي, كل ما في الأمر نحتاج واحد هؤلاء الرواة نقلوها بالكتب, إذا هو ما يعرف يقرأ ويكتب يأتي يمك قل له كذا قل له كذا انقل رواية وانتهى, وأنا لا أعلم ماذا يقولون هؤلاء في العناوين المستحدثة التي ما فيها رواية ماذا نفعل؟ الآن كم مسألة عندنا مستحدثة؟ لعله أضعاف العناوين الواردة في الروايات, هذه كيف تنقل له الرواية, إلا أن ماذا؟ إلا أن تتدبر ما أقول يجتهد, لأنه بمجرد أن أقول يجتهد يقول هذه للسنة, أن تتدبر في الرواية حتى تعطي, على أي الأحوال.
إذن هذه المسألة واقعاً أنصح أعزتي وإخواني الذين أنا يقين عندي بأنهم يهتمون بهذه القضية, هذه القضية لو نقف عندها أشهر أيضاً فيها مجال من الناحية العلمية, ولكنّه لأنه بحثنا ليس بحث باب الاجتهاد والتقليد يا ليت كان بحثنا باب الاجتهاد والتقليد حتى كنّا نتكلم فيها تفصيلاً, ولكن بحثنا بحث الخمس وهذه استعراضاً وبالعرض أشرنا إليه.
إذن هذه المسألة اشتغلوا عليها انظروا بأنّه هذه العناوين عناوين التفقه في الدين, وعنوان رواة الحديث, وعنوان الفقهاء, وعنوان العلماء, ماذا يراد من هذه العناوين؟ لماذا؟ لأنه هذه الآثار كلها نريد أن نرتبها, جملة من الأعلام قالوا المراد من هذا العنوان أنه أنت خمس سنوات تقرأ طهارة, عشر سنوات تقرأ مكاسب, دورة أصول تقرأ قليلاً مقدمات نحو وصرف تقرأ هذه كل العناوين البشرية كلها وما تستطيع أن تتحرك إلا بإذنك, وإذا تقول أيضاً لا يذهبون إلى نار جهنم انتهت, هذا واقع الحال.
نقل لي أحد المؤمنين, قال بأنه جاء أحد الأعلام أو جئت إلى أحد الأعلام قلت له: بأنه هذه طبقة الشباب الموجودة الآن ما تقتنع بفكرة التقليد, نقول لهم قلدوا يقولون لماذا نقلد؟ هي الصلاة وصوم وحج و.. هذه مثل آبائي كيف يصلون أصلي وانتهت القضية, أكثر من هذا المرجع يعتني بشأنه أو لا يعتني؟ ما عنده شغل آخر, حج طيب أذهب وأحج مثل ما أنت تحج, انتهت القضية, فهؤلاء لو يصير عمل من المؤسسة الدينية لإرجاع هؤلاء إلى دائرة ماذا؟ قال لا, كثيراً لا تعتني بهؤلاء النوع إذا قلدوا فقلدوا وإذا لم يقلدوا فيذهبون إلى نار جهنم, انتهت القضية انحلت القضية.
يونس دعا على قومه بعجلةٍ الله سبحانه وتعالى ماذا فعل له؟ عاقبه, قال صدق أنت بمجرد أنه ما سمعوا كلامك ماذا؟ نزل عليهم العقاب ماذا هذا, أنت لو كنت أنت خالقهم لكنت تدري أنه هكذا ما تفعل بهم, هؤلاء أبنائنا أولادنا طائفتنا لابد أن نعتني بهم لا أنه يريد يريد ما يريد ماذا؟ إلى جهنم اذهب إلى جنهم ما هي علاقتي بك, هذا هو المنطق الذي الآن يحكمنا, إذن أعزائي لابد أن نلتفت إلى هذا العنوان ونشتغل عليه.
بالأمس نحن عرضنا هذا العنوان أعزائي, ما هو؟ قلنا: بأنّ هذا العنوان وهو عنوان العالِم, هل هو هل يمكن أن يتحقق بغض النظر عن العقيدة والفقه الأكبر أو لا يمكن أن يتحقق؟ واضح أن السيد الخوئي ماذا يقول؟ قرأنا لكم العبارة, ماذا يقول؟ يقول: نعم يمكن أن يكون عالماً فقيهاً مجتهداً كل العناوين ولا حاجة له إلا اللغة العربية وعلم الأصول وعلم الرجال انتهت أكثر من هذا لا يحتاج.
نحن ندعي أن الأمر ليس كذلك, لا يمكن أن يكون كذلك, لا يمكن أن يكون مصداق العالم في النصوص مصداق المتفقه في النصوص, مصداق العلماء أو الفقهاء في النصوص لا يمكن أن يكون هذا, المراد به هو الذي وقف على منظومة المعارف الدينية, هذه المنظومة كاملةً, لا يمكنه أن يكون عالماً مجتهداً فقيهاً في الفقه الأصغر من غير أن يكون عالماً في الفقه الأكبر, وسأضرب لكم بعض الأمثلة حتى يتضح لكم. وأبدأ مثالي أيضاً من كلامه+ وهو علم الرجال.
السيد الخوئي قال: بأنه أحدهما علم الأصول وثانيهما علم الرجال, الآن حديثنا نريد نجعله مع هذا المذهب ومن يتبع هذه المنهج, علم الرجال [لأن جملة من الأحكام الشرعية وإن كانت تستفاد من الكتاب إلا أنّه أقل قليلٍ] وهذا من هنا ماذا يصير؟ سدوا باب التفسير ما حاجة دعوه جانباً, لأنه ما يتجاوز اثنين بالألف لا قيمة له, ومن هنا يتوقف على التفسير أو لا يتوقف؟ من هنا التفتوا إلى العبارات [إلا أنه أقل قليل وغالبها يستفاد من الأخبار المأثورة] إلى أن يقول في (ص27): [فلا محالة تزداد الحاجة إلى علم الرجال فإنّ به يُعرف الثقة عن الضعيف وبه يتميز الغث عن السمين, ومعه لا مناص من الرجوع إليه للتفتيش عن أحوال الرواة الواقعين في سلسلة السند واحداً بعد واحد, ليظهر أنه موثوق به ليؤخذ بخبره أو أنه ضعيف لأن لا يعتمد على إخباره]. طيب أصل كلي مهم.
طبعاً فقط افتح لي قوس: (نحن هذا المبنى لا نوافق عليه ولا نمشي عليه أبداً, هذا ليس مبنانا في قبول الرواية وإنما المبنى عندنا قريب مما ذكره الفقيه الهمداني في (مصباح الفقيه, ج9, الطبعة الحديثة المؤسسة الجعفرية لإحياء التراث, ص60) يقول: [ليس المدار عندنا] فقط من باب الإشارة الفتوى وإلا تحقيقها في محل آخر, يقول: [ليس المدار عندنا في جواز العمل بالرواية على اتصافها بالصحة المصطلحة] التي وضعت من قبل العلامة وما بعد ذلك [وإلا] لو كان الأمر كذلك [فلا يكاد يوجد خبرٌ يمكننا إثبات عدالة رواتها على سبيل التحقيق] يقول لو صار المدار هذا لأغلق باب ماذا؟ قبول الرواية, لماذا؟ أعزائي كل هذه التحقيقات الرجالية التي جاءت في الأعم الأغلب إن لم أقل أنها قريبة من الإجماع من الكل, في الأعم الأغلب اجتهادات رجالية وليست حسية, الشيخ الطوسي وفاته في 460 من الهجرة, والغيبة الصغرى بدأت من أين260 من الهجرة كم الفاصلة؟ قرنين, وهو ما يريد أن يتكلم عن أصحاب الهادي والعسكري, يريد أن يتكلم عن أصحاب من؟ الباقر والصادق والكاظم يعني متى؟ يعني في سنة 120, 130, 140 يعني الفاصلة كم؟ بينك وبين الله أقواله في الرجال حسية؟! لا يقوله إلا ما أدري كذا, أين الحس, ثلاثة قرون في تلك الأزمنة, لو في هذه الأزمنة التي الكمبيوترات وعالم الاتصالات هذه مهيئة بلي, في ذاك الزمان هذا ينقل له شيء ذاك ينقل له شيء, وأنتم كل التصحيحات التي عندكم قائمة على من؟ الشيخ الطوسي, أو قائمة على من؟ هذا البُعد الحسي أو الحدسي, تعالوا إلى البعد الآخر الذي أريد أن أقف عنده, دعوني أقرأ لكم العبارة, يقول: [فلا يكاد يوجد خبر يمكننا إثبات عدالة رواتها على سبيل التحقيق لولا البناء على المسامحة في طريقها والعمل بظنونٍ غير ثابتة الحجية] هذا الذي اعتمدوا عليه في الرجال [بل المدار على وثاقة الراوي أو الوثوق بصدور الرواية وإن كان بواسطة القرائن الخارجية] إذن نحن لابد أن ندور مدار جمع القرائن, سواءً في الراوي أو الرواية. فإذا اجتمعت القرائن على الصحة نقبلها وإن لم تثبت عندنا في كتب الرجال, وهذا الذي فعلناه في إسحاق ابن يعقوب, لم يرد في كتب الرجال ثقة, طيب لم يرد, من قال أنه الشيخ الطوسي استطاع أن يدعي ولم يدعي هذا المعنى أن كل من هو ثقة من الرجال أنا ثبته في كتابي ثقة أو غير ثقة, أين هذا الكلام؟
[ولا شبهة في أنّ قول بعض المزكين بأنّ فلاناً ثقة أو غير ذلك من الألفاظ التي اكتفوا بها في تعديل الرواة لا يؤثر في الوثوق] نعم, هذه قرينة من القرائن, [لا يؤثر في الوثوق أزيد مما يحصل من إخبارهم بكونه من مشايخ الإجازة] أكثر من هذا ما يحصل [ولأجل ما تقدمت الإشارة إليه جرت سيرتي على ترك الفحص عن حال الرجال والاكتفاء في توصيف الرواية بالصحة كونها موصوفة بها ..] إلى آخره, جيد هذا منهجنا. الآن أنا أتكلم على منهج من؟ على منهج سيدنا الأستاذ السيد الخوئي ومن هو على طريقة منهج السيد الخوئي وهم كُثر الآن في حوزاتنا العلمية, سواءً في النجف أو في قم.
يقول: علم الرجال, أعزائي, واحدة من أهم مباني أو عناوين تضعيف الرجال كونه غالياً, يعني إذا وصف شخصٌ في رواية أو في كتاب رجالي أنّه غالٍ فهو فقط سقط عن الاعتبار, أين هذا الكلام؟ هذه أمامكم في (طرائف المقال في معرفة طبقة الرجال, للعلامة الفقيه الرجالي البروجردي المتوفى 1313 مع مقدمة لسماحة آية الله العظمى المرعشي النجفي (قدس الله سرهما) ج2, ص269) هذه عبارته [المطلب الثاني: في ذكر ما وقع في الرجال من أسباب الذم وأمارات الطعن ورد الرواية وضعف الحديث, فمنها: الفسق, ومنها: ضعيف, ومنها: ضعيف في الحديث, ومنها ومنها.. ومنها: غالٍ, فإذا قيل غالٍ] فقد ماذا [وهو موجبٌ للذم البليغ والقدح فإنّه أعلى مراتب الفسق] أنا ما أتصور بدليل ماذا؟ أنت عندما تذهب إلى الفقه فحكموا بنجاسة ماذا؟ نجاسة الغلاة, جيد. جداً مسألة مهمة رجالية الآن ما أريد أن أدخل البحث الفقهي لها, الآن أتكلم تأثير علم العقائد على ماذا؟ على علم الرجال, الذي يتوقف عليه الاستنباط.
سؤال: ما هو الغلو؟ بماذا يتحقق الغلو وبماذا لا يتحقق؟ أعزائي يكفيك جملة واحدة التفت, أنّ القميين الذين كتبوا – ما أريد أن أقول كل تراثنا المتقدم لا أقل نصف تراثنا جاء من من؟ من مدرسة قم- هؤلاء كانوا يعتقدون من لم يقل بسهو النبي فهو غالي, طيب على هذا الأساس كثير من من هؤلاء الذين فسقوهم في كتب الرجال منشأه أين؟ منشأه كلمات الأخباريين أو الشيخ الصدوق ومدرسة قم, ولذا أنتم انظروا بيني وبين الله يقول ذاك: إذا الإنسان يغص بيت الشعر ماذا يقول: كان يغص بلقمةٍ أين يلجأ إلى الماء, فما بالك إذا غص الإنسان بالماء ماذا يصير؟ أنت أتصور بأنه هؤلاء المتقدمين ماذا فعلوا بالرجال الذي المجلسي يأن من الأخباريين المتقدمين, الآن المجلسي هو ماذا؟ أصولي أم محدث؟ أخباري, أنتم أتصوروا هؤلاء إذن ماذا فعلوا بتراثنا, طبعاً رأيهم محترم مقدس ولكن تراثنا هكذا مكتوب, أنت كيف تقول لي بأنه ما قاله ثقة اقبل ما قاله ضعيف لا تقبل؟
هذه أمامكم (البحار, ج25, ص337) يقول: [ولكن أفرط بعض المتكلمين والمحدثين في الغلو لقصورهم عن معرفة الأئمة وعجزهم عن إدراك غرائب أحوالهم وعجائب شؤونهم فقدحوا] التفتوا جيداً [فقدحوا في كثير من الرواة الثقات] هذا من يقوله؟ المجلسي, يقول والله بالله هؤلاء الناس كانوا أناس ثقات أجلاء الأصحاب كانوا ولكنه القميين ما كان ينسجمون معهم في الرأي فماذا فعلوا لهم؟ بتعبيرنا العراقيين ماذا فعلوا لهم (طيحوا حظهم) أين اتهموهم؟ اتهموهم في دينهم, لم يقولوا اختلفنا معهم في الرأي, قالوا هؤلاء ماذا؟ مغالين, وأنتم تدرون الروايات الواردة في الغلو عندنا تكسر الظهر, جعلوا جواً وكانوا كبار ومقدسين وحوزة علمية وإلى آخره, أيوجد أحد كان يشك فيهم, مثل ما الآن افترض في حوزاتنا العلمية يريدون أن يتهمون شخص أنّه هذا ليس بمتدين, بينك وبين الله تقوم له قائمة؟! هذا الذي حدث, وسيحدث ويحدث الآن وسيحدث بعد ذلك سنة الحياة.
قال: [فقدحوا في كثير من الرواة الثقات لنقلهم بعض غرائب المعجزات حتى قال بعضهم] يريد أن يحترم الشيخ الصدوق [حتى قال بعضهم] مراده الشيخ الصدوق [حتى قال بعضهم من الغلو نفي السهو عنهم] النتيجة ماذا صاروا؟ النتيجة كل الأعلام الذين جاؤوا إلى هذه المسألة منهم في (منتهى المقال في أحوال الرجال, للمازندراني, ج3, ص51) أسسوا لهذا الأمر قال: [أقول: رمي القميين بالغلو وإخراجهم من قم لا يدل على ضعفٍ أصلا] عجيب لماذا لا يدل على ضعفٍ أصلاً؟ لأنه اختلف مبنى الغلو ما هو [فإن جل علمائنا] التفت إلى العبارة [فإن جل علمائنا وأوثقهم غالٍ في زعمهم] فهؤلاء كلهم ماذا يصيرون؟ أنجاسٌ أرجاسٌ لابد من إخراجهم من المذهب [ولو وجدوه في قم لأخرجوه منها لا محالة مع أنّ قول أنّه فلان..] إلى آخره.
نفس هذا الكلام تجدوه في (تنقيح المقال) نفس هذا الكلام تجدوه في كلمات السيد الخوئي في ج3, الذي أنا لم أأتي به, أعزائي سؤال: إذن لكي يتضح المبنى الرجالي أن فلان غالي أو ليس بغالي لابد أن نعرف الغلو, مسألة الغلو أصولية فقهية أو أي مسألة؟ عقائدية, جيد.
أنا الآن فقط هذه الدقيقة الدقيقتين الباقية عندي أذكر لك خمس ست عناوين أعزائي, هل العصمة لهم من الولادة إلى الشهادة من الغلو أو ليس من الغلو؟ على مبنى القميين ماذا هذا إذا تعتقد أنت؟ لأنه يقول من لم يقل بسهو فهو غالي.
هل أن الإيمان بالولاية التكوينية من الغلو أو ليس من الغلو؟
هل أن الإيمان بأنهم يعلمون ما كان وما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة من الغلو أو ليس من الغلو؟
هل أن الإيمان بأنهم وسائط الفيض الإلهي لكل عالم الإمكان وأنه لا يأتي شيء إلى العالم -طبعاً ما أريد أن أأتي بالأسماء وإلا لو كنت واقعاً عندي الحرية الفكرية الكافية لذكرت اسماً اسماً من يقول بهذه المسألة- في هذه الحوزة المعاصرة لنا من كان يوجد من الأعلام إذا قال بوسائط الفيض كان يقول هذا تفويض تفويض تفويض.
هل الإيمان بأنهم يعلمون الموضوعات من الغلو أو ليس من الغلو؟ انظروا إلى كلمات الأعلام ماذا يقولون أنهم يعلمون الموضوعات أو لا؟ يقولون القدر المتيقن في غير الموضوعات.
سؤال: هذه الخمس مسائل لا أكثر لا تذهب إلى مكان آخر, هي هذه منظومة معارف الإمامة إذن بينك وبين الله في جملة واحدة من لم يقف على منظومة معارف الإمامة هل يمكنه أن يتحقق أنّ الرجل غالي أو ليس بغالي أو لا يمكنه ذلك؟ يمكن أو لا يمكن؟ على مبانيهم, على مباني السيد الخوئي أن علم الرجال هو الأصل الثاني بعد علم الأصول في عملية الاستنباط, سلمنا, طيب الآن أريد أن أعرف أن محمد ابن سنان غالي أو ليس بغالي؟ المسكين محمد ابن سنان ماذا فعل؟ خالف القميين صار ماذا؟ أفسق الفاسقين.
إذن أعزائي لا يمكن لأحدٍ أن يجتهد في الرجال إلا بعد أن يكون عالماً بالكلام, الآن قد تقول لي يعني سيدنا يعني كل مسائل.. , أقول لا لا أبداً لا أقل عشرين مسألة مرتبطة بهذه المسألة لابد أين ندخلها؟ تدخل في عملية الاستدلال, لا أقل يبحثها لي الفقيه, يعني السيد الخوئي الذي يتكلم هذا الكلام يقول رأينا في فلان مسألة هكذا في فلان مسألة هكذا في فلان مسألة هكذا حتى إذا اتفقنا معه نقول بلي هذا غالي, إذا اختلفنا معه لا ليس بغالي والرجل ماذا يصير؟ هو عنده ضعيف لأنه غالي وعندنا ليس بغالي إذن ماذا؟ إذن ليس بضعيف. إذن أعزائي.
طبعاً هذه مسألة واحدة, أقسم لكم عشرات المسائل هكذا, إذن أعزائي في جملة واحدة: أنّ علم الكلام أساسي في عملية الاستنباط في علم الرجال وقد ذكر سيدنا الأستاذ السيد الخوئي أنّ علم الرجال هو الأصل الثاني والأساس الثاني لعملية الاستنباط الفقهي.
أمثلة أخرى تأتي.
والحمد لله رب العالمين.