نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (207)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين

    تبين لنا بالأمس بأنّ علم الكلام له مدخلية واضحة في جملةٍ من المباني الرجالية. وقد أشرنا إلى مجموعة من المسائل التي ترتبط بالغلو وقلنا بأنه ما لم ننتهي من تحقيق هذه المسألة في علم الكلام فإنّه لا نستطيع من خلال ذلك أو لا نستطيع بدون ذلك أن نتعرف على الراوي أنّه غالٍ أو ليس بغال, وعندما عرضنا لمجموعة المسائل التي أشرنا إليها اتضح بأنّها هي منظومة المعارف المرتبطة بمبحث الإمام وهذا معناه أنّ الفقيه إذا أراد أن يستنبط مسائل متعلقة بعلم الرجال فلابد أن يكون واقفاً على مباني الغلو ومتفرعات هذا المبنى, وأؤكد مرةً أخرى لابد أن يكون عارفاً واقفاً ولكنّه هل هو واقف على ذلك بنحو الاجتهاد أو يكفي التقليد أو لا يكفي, ذاك بحث آخر. الآن فقط نحن بصدد إثبات العلاقة والارتباط كيف أن علم الفقه متوقف على علم الأصول, وأنّه ما لم يكن أصولياً لا يمكنه الاجتهاد, كذلك علم الرجال في بعض قواعده بل أهم قواعده وهو الجرح والتعديل متوقف على مباحث عقدية وكلامية, فما لم يكن الرجالي واقفاً على تلك المباني وعارفاً بها وعلى كيفية تطبيقها لا يمكنه بشكل واضح وصريح أن يعطي رأياً واضحاً في مسائل الجرح والتعديل وكما قرأنا في عبارة الأمس أن العلامة المجلسي+ قال: كم قدحوا في رواةٍ ثقاتٍ عندنا على مبنىً عندهم صار سبباً لكذا وكذا وكذا.

    هذا مضافاً إلى أنّ مسألة الغلو لا أنها تدخل في مباحث علم الرجال بل تدخل في مسائل الفقه مباشرةً, ولا أطيل الكلام عند هذه النقطة فقط أشير إلى المسألة والأعزة إن شاء الله تعالى هم يراجعونها تفصيلاً في (العروة المسألة الثانية من المسائل المرتبطة بالغلاة وغيره) قال: [لا إشكال في نجاسة الغلاة] طيب أنت إذا لم تحقق الموضوع من هو الغالي من غير الغالي كيف يمكن لك أن تقول هذا نجسٌ وهذا طاهرٌ, قد على مبناك كما نقل سيدنا الأستاذ السيد الخوئي هذا المعنى على مبناك أنّه [أول درجات الغلو هو عدم القول بسهو النبي أو إسهاء النبي] إذن جنابك الآن بناء على هذا المنطق أنت غالٍ إذا لم تقل بسهو النبي وإذا كنت غالٍ فمحكومٌ بالنجاسة, على المبنى.

    ولذا عبارة السيد الخوئي, طبعاً السيد الخوئي اضطر أن يقول منهم ومنهم حاول أن يشقق حتى يخفف من المسألة وآخر المطاف يقول: [ومثل هذا الاعتقاد غير مستتبع للكفر ولا هو إنكارٌ للضروري فعدّ هذا القسم من أقسام الغلو نظير ما نقل عن الصدوق عن شيخه ابن الوليد إنّ نفي السهو عن النبي أول درجة الغلو] بناء على هذا المبنى إذن أكثر علماء الإمامية الآن من ماذا؟ من المغالين.

    هذه تترتب عليها آثار كثيرة رجالية وفقهية وعقدية و… إلى غير ذلك, ولذا عبارته+ يقول: [إن نفي السهو عن النبي أول درجة الغلو والغلو بهذا المعنى الأخير] ما هو الغلو بالمعنى الأخير الذي أشار إليه وهو إثبات الولاية التكوينية لهؤلاء, يقول: إذا قال أحدٌ بالولاية التكوينية بلا إشكال على مباني القميين يكون غالياً وإثبات الغلو بهذا المعنى [وإثبات الغلو بهذا المعنى الأخير مما لا محذور فيه بل لا مناص عن الالتزام به في الجملة] يعني لابد أن نكون من الغالين على مباني ابن الوليد, إذن القضية ليست قضية سهلة بهذا, نعم أنت من حقك أن تقول لا ضرورة للاجتهاد فيها, قلت لكم هذه مسألة أخرى أنّه الفقيه يكتفي بمعرفتها أو لابد أن يجتهد فيها, ذاك بحث آخر, هذه مسألة أغلق الباب حتى لا نطيل فيها.

    المثال الثاني -ولعله أخطر من هذا المثال بمرات- تعلمون جيداً أعزائي واحدة من أهم مسائل الفقه هو التعرف على الإسلام والكفر بماذا يتحقق الإسلام لا الإيمان تلك مسألة أخرى مرتبطة بمدرسة أهل البيت لا لا, إسلام أن هذا مسلم, وهذا ماذا؟ ليس بمسلم, ما هو ملاك الإسلام الذي إذا انتفى يتحقق ماذا؟ يتحقق الكفر, كم مسألة في الفقه تترتب على مسألة الإسلام والكفر؟ أنا أتصور نصفه ثلاثة أرباعه يتوقف على ماذا؟ في الطهارة في النجاسة في الذبح في غير الذبح في الزواج في النكاح في الإرث كلها إذا كان مسلم كذا إذا كان كافر كذا, إذن المسألة الأصلية لعله في كل الفقه- التفتوا إلى هذه القضية أعزائي والتي فيها لغطٌ كثير سيتضح من خلال البحث- وهذا ما صرح به الأعلام, وأنا إنما أنقل كلمات السيد الخوئي+ باعتبار أنه يمثل الآن منهج ورأس وعلم في هذا الاتجاه. في (التنقيح, ص58) هذه عبارته, يقول: [قد اعتبر في الشريعة المقدسة أمور على وجه الموضوعية في تحقق الإسلام بمعنى: أنّ إنكارها أو الجهل بها يقتضي الحكم بكفر جاهلها أو منكرها] الآن هذا كونه جاهل أو منكر هذا أثره أين يظهر؟ يظهر في الآخرة, إذا كان جاهل وقاصر طيب لا يعاقب, ولكنّه في هذه الدنيا يبقى هو كافر, إذن كونه منكراً معانداً أو جاهلاً قاصراً هذا الارتباط مرتبط بالثواب والعقاب بالجنة والنار لا مرتبط ماذا؟ بالبحث الفقهي, البحث الفقهي من لم يؤمن بهذا فهو كافر. [وإن لم يستحق بذلك العقاب باستناد جهله إلى قصوره وكونه من .. فمنها] ما هو الذي أخذ على وجه الموضوعية [الاعتراف بوجوده جلت عظمته] هذا ليس أصلاً, الاعتراف بوجوده ليس لأنه كل الشرائع السابقة أيضاً تعترف بوجوده, إذن ليس هذا المدار.

    ولذا تجدون أنتم أنه عندما جئنا إلى أصول العقائد أول أصل ماذا جعلنا؟ ليس إثبات وجوده أول أصل ما هو؟ توحيده, ولذا قال: [ووحدانيته] هي هذا الأصل, والوحدانية من الواضح بأنه فرع الوجود, إذن ليس أنه الوجود على, وإنما التوحيد مأخوذ, في قبال الشرك وفي قبال الكفر, والأصل الثاني الاعتراف بنبوة النبي’ ورسالته, الآن دعونا عن الأصل الثاني, نريد أن نقف قليلاً عند الأصل الأول وهو أن يعترف الإنسان بأن الله واحدٌ لا شريك له, طبعاً هذا الحديث أعزائي موجهٌ لكم أنتم أستاذة الحوزة طلبة الحوزة فضلاء الحوزة علماء الحوزة الكلام لم يوجه إلى عموم الناس, عموم الناس هذا ليس مطلوب منهم, عموم الناس يغفر للجاهل ما لا يغفر للعالم, ذاك له حديث آخر, الآن نحن نتكلم في مجال التخصص.

    أعزائي ينبغي لكي تدخل الإسلام من أصلين على نحو الموضوعية: الإيمان بالتوحيد والإيمان بنبوة النبي ما هو التوحيد؟ لا أقل أعزائي عند الأعلام في مدرسة أهل البيت – خارج أهل البيت ما أتكلم أتكلم في دائرتنا- في مدرسة أهل البيت توجد اتجاهات ثلاثة لبيان المراد من توحيد الله ووحدة الله وأن الله واحدٌ؟

    المعنى الأول أو النظرية الأولى: أن الله واحدٌ كما أن هذا الكتاب واحدٌ, كما أن هذا الإناء واحد كما أنت واحدٌ كما أن الأشياء في عالمنا واحد, وبعبارة أخرى: الوحدة العددية. واحد الذي إذا جعلت شيء آخر بجنبه يكون ماذا؟ اثنان, هذا واحد ضع هذا بجنبه يصيران اثنين ضع هذا يصيران ثلاثة وهكذا, هذه النظرية الأولى.

    النظرية الثانية -وفقط أشير إليها بنحو البحث التصوري وإلا التصديقي يأخذنا إلى مكان آخر- النظرية الثانية: نظرية الحكمة المتعالية الوحدة التشكيكية, وهي أن الوجود كله حقيقة واحدة ولكن له مراتب مشككة ولكن حقيقة واحدة, هذه في قبال نظرية الوحدة العددية الذي هذا وجود هذا وجود آخر, الله وجود وهذا وجود آخر, هذه يقول لا وحدة تشكيكية, الآن ما هو المراد من الوحدة التشكيكية أي تشكيك هذا, هذا أيضاً دينٌ علينا لكم في محله.

    النظرية الثالثة -والتي المعركة عليها- وهي: الوحدة الشخصية للوجود للعرفاء -النظرية الثانية لملا صدرا- النظرية الثالثة للعرفاء, القائلين بوحدة الوجود الشخصية, وبعبارة أخرى: هذا الذي أنتم مباشرةً عندما تذهبون إلى العروة وغير العروة والقائلون بوحدة الوجود من الصوفيون وهي وحدة الوجود الشخصية.

    جيد, أي وحدة لابد أنت تؤمن بها حتى تصير مسلم؟ بينك وبين الله إلى الآن فكرت في القضية, والله لعله خمسين مرة تراجع كتاب الطهارة وكتاب الاجتهاد والتقليد وكتاب كذا.. حتى تعرف تكليفك ماذا؟ أما >أول الدين معرفته< كم راجعتها؟ إلى الآن فكرت مع نفسك أنت أي وحدة تؤمن بها لله سبحانه وتعالى؟

    أعزائي هذه القضية, من أمهاتها وإذا بالأمس كنت غافلاً اليوم هذا المكان شاهدٌ عليك يوم القيامة {يومئذٍ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها} هذا الأرض لا يقول ما كنا ندري ولا ملتفتين أعزائي حتى تكون قاصر لا لا أبداً الآن ملتفت, وهو أنه الوحدة التي لابد أن تؤمن بها بها تدخل إلى الإسلام وتخرج عن أي عنوان آخر أي وحدةٍ؟

    الآغايون جاؤوا في كلماتهم فقط أنا أشير إلى الكلمات – كما قلت الوقت ضيق جداً- الكلمات كثيرة, السيد الخوئي+ عندما جاء إلى مسألة والقائلون بوحدة الوجود من الصوفية إذا التزموا بأحكام الإسلام فالأقوى عدم نجاستهم إلا مع العلم بالتزامهم بلوازم مذاهبهم من المفاسد فإنه يحكم عليه] لا فقط بالكفر بالنجاسة أيضاً يحكم عليه, الآن السيد الخوئي واقعا لا هو فقط كل المحققين عندما جاؤوا إلى هذه المسألة حاروا أنه كيف يقررون نظرية ماذا؟ وحدة الوجود, فقط يعجبني أنت ترجع إلى التنقيح لأنه يقيناً موجودة في الأعم الأغلب, قال: [القائل بوحدة الوجود إن أراد] المعنى الأول [وإن أراد] المعنى الثاني, في (ص81) [وأما إذا أراد] المعنى الثالث, [وأما إذا أراد] وهذا المدعى المعنى الرابع بقي هناك احتمال آخر المعنى الخامس, شققه أما ماذا قالوا بينه أم لم يبين؟ لا لم يبين, والسبب واضح, لأنّه يحتاج معرفة مباني العرفاء أن تبقى معهم مدّة لتتعرف على ماذا؟ الآن ما أتصور عندما يأتي إلى المرزا النائيني في النتيجة يقول المرزا النائيني قال ماذا؟ قال كذا, لماذا؟ لأنه حضر عنده درس عنده قرأ تراثه يقول هذا مبناه انتهت القضية, أما لأنه هنا لم يراجع المباني فماذا يفعل؟ يشقق واحد اثنين ثلاثة أربعة سبعة إلى آخره, هذا من؟ بودي أن ترجعون إليه.

    وآخر المطاف ما تخرج النتيجة أنت في النتيجة طيب النتيجة الآن يقال أن سيد حيدر الآملي ما هو؟ لا شك في أنه عارف وصوفي سيد حيدر الآملي, طيب في النتيجة نجس أو ليس بنجس كافر أو ليس بكافر؟ إما إما إما طيب ما تخرج شغلة هذه.

    ولذا السيد محسن الحكيم في (المستمسك, ج1, ص391) أراح نفسه بشكل آخر, قال: [أما القائلون بوحدة الوجود من الصوفية فقد ذكرهم جماعة ومنهم السبزواري في تعليقته على الأسفار] يذكر أربعة أقسام للتوحيد ومنهم السبزواري القائل بالتوحيد إما يقول بكثرة الوجود والموجود جميعاً أو أكثر الناس وهم كذا وإما أن يقول بوحدة الوجود والموجود جميعاً وهو مذهب بعض الصوفية وإما أن يقول بوحدة الوجود وكثرة الموجود وهو أذواق.. إلى آخره, بعد أن يذكر هذه, بلا أن يعلق كلمةً واحدة يقول: [أقول] في النتيجة الصوفية أي منهما يقولون؟ لا يوجد أي بيان, في النتيجة هكذا [أقول: حسن الظن بهؤلاء القائلين بالتوحيد الخاص] يعني الصوفية الذين نسب إليهم وحدة الوجود [والحمل على الصحة المأمور به شرعاً] طيب ماذا يقتضي [يوجبان حمل هذه الأقوال على خلاف ظاهرها] وإلا إذا حملناها على ظاهرها ماذا؟ أنتم لكم اللازم, [وإلا فكيف يصح على هذه الأقوال وجود الخالق والمخلوق والآمر والمأمور والراحم والمرحوم وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب] هذا كلام من؟ كلام السيد الحكيم, أيضاً الموضوع اتضح او ما اتضح؟ يعني لمن يقرأ المستمسك يتضح في النتيجة ما هو مراد القائلين بوحدة الوجود حتى يحكم بكفرهم ونجاستهم أو لم يتضح؟ والسبب واضح لأنه معرفة مرادهم لا يمكن بقراءة سطرين أو قراءة خمس صفحات من كلماتهم, كما أنه لا يمكن لإنسان أن يتعرف على مباني النائيني أن يقرأ خمس صفحات من كتب النائيني, لا يمكن ذلك.

    ولذا اضطر السيد الصدر&, سيدنا الأستاذ السيد الصدر, أنه قال: نحن لكي نثبت التوحيد يكفينا نوعٌ من الاثنينية بين الخالق والمخلوق إذا هذا القدر ثبت فهو مسلم, أين هذا يقوله؟ في (بحوث العروة الوثقى, ج3, ص394) هذه عبارته, قال: [لا شك في أن] طبعاً ذيل المسألة طبعاً نفسه والقائلون بوحدة الوجود [لا شكّ في أنّ الاعتقاد بمرتبةٍ من الثنائية التي توجب تعقل فكرة الخالق والمخلوق مقومةٌ للإسلام] هذا القدر كافي, وتصور+ أن المشكلة حلّت بهذا البيان. إلا أنه الواقع لا لم تحل المشكلة, لماذا؟ لأنّ الاثنينية متصورة على أنحاء متعددة:

    النحو الأول من الاثنينية: اثنينية وجودين نفسيين جوهريين ولكن أحدهما واجب والآخر ممكن, وهذه هي الكثرة العددية. هذا نحو من الاثنينية وهذا هو الذي عبر عنه لعله أمير المؤمنين قال: >والبينونة بينونة عزلة< لأن هذا معزول عن هذا, الله معزول عن خلقه هو خالق وهذا مخلوق.

    النوع الثاني من البينونة: بينونة صفةً مع الموصوف, العالم العلم والعالم الإنسان والقيام الإنسان والشجاعة زيد والشجاعة, هذه بينهما اثنينية أو لا توجد اثنينية؟ ولكن أي اثنينية؟ اثنينية موضوع وعرضٌ قائم بالموضوع, هذا أيضاً نحو من الاثنينية.

    النحو الثالث من الاثنينية: وهو اثنينية المعنى الاسمي والمعنى الحرفي, فإنّ المعنى الحرفي غير المعنى الاسمي ولكنّه متحققٌ في المعنى الاسمي, قائم في المعنى الحرفي.

    سيدنا أي اثنينية مطلوبة في التوحيد, الاثنينية الأولى أو الثانية أو الثالثة أي منهما؟ قد تقول سيدنا هذا ليس مطلوباً من العوام؟ أقول: بلي أبداً أنا كلامي ليس مع العوام وليس مطلوب معهم هذا, أنا أتكلم في الحوزة كما أنه أنت تشقق, بتعبير الإمام الصادق> أنهم يشققون الشعر< هذا هو, هذا الذي نحن نفعله في الفقه والأصول ماذا نفعل؟ والله من الاحتمال نخرج سبعين احتمال, عندما تصل إلى هنا لماذا تريدونها توحيد العوام, في الطهارة والنجاسة وانقلاب النسبة ماذا؟ الدقة العالية, أما في التوحيد عليكم بدين ماذا؟ هذا بينكم وبين الله منطقي هذا الكلام؟! أي توحيد.

    خصوصاً التفتوا جيداً, خصوصاً أن الإمام أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) في الاحتجاج في خطبة معروفة له في (ج1, بحسب هذه النسخة الموجودة عندي, ص199 في خطبه) يقول (عليه أفضل الصلاة والسلام): >دليله آياته, ووجوده إثباته, ومعرفته توحيده< إذن أمير المؤمنين عندما يقول: >أول الدين معرفته< يعني معرفة ماذا؟ توحيده, يقول: >ومعرفته توحيده< سيدنا سيدي يا أمير المؤمنين ما هو التوحيد؟ قال: >وتوحيده تمييزه من خلقه< هذا الذي أشار إليه من؟ السيد الشهيد قال: [الثنائية بين الخالق والمخلوق] طيب لم يكتفي الإمام أمير المؤمنين بهذا وإنما أضاف قال: >وحكم التمييز بينونة صفةٍ لا بينونة عزلة<. إذا تريد أن تميزه الخالق والمخلوق لا تميز الخالق عن المخلوق بأن يكون أحدهما منعزلاً عن الآخر, الآن بينك وبين الله إذن لم يكن الخالق منعزل عن المخلوق إذن ماذا يصير؟ ما الذي لابد أن نفسره؟ (كلام أحد الحضور) جناب السيد يقول شركه, هو هذا الذي في الحوزة, التفتوا.

    هذا أنقل كلمات وليست كلمة وكلمتين عشرات الكلمات, قال (عليه أفضل الصلاة والسلام) في نهج البلاغة, هذه خطبة, قال (عليه أفضل الصلاة والسلام) في (الخطبة 186 من نهج البلاغة) قال: >كل معروف بنفسه مصنوع وكلّ قائم في سواه معلول< إذن أنا قائم ماذا؟ لابد وإلا لا أكون معلولاً, متى أكون معلولاً؟ إذا كنت قائماً في سواه يعني معنى حرفي.

    تريد أوضح من هذا, (توحيد الصدوق, ص43) عشرات الخطب والكلمات, ونحن ليس مبنانا كما تعرفون هذا الملا نقطي أنه الرواية صحيحة أو ليست بصحيحة كما قلنا جمع القرائن, قال: [فلم يحلل فيها فيقال هو فيها كائن< حلول ممنوع, إذن ماذا نفعل تباين بينونة؟ قال: >ولم ينعَ عنها فيقال هو منها بائن< هذا نفس النص الوارد عن أمير المؤمنين: >ليست بينونة عزلة< إذن لابد يوجد تصور لابد توجد نظرية ثالثة, كما أنه أهل البيت في مسالة الجبر قالوا لا جبر, في مسألة التفويض قالوا لا تفويض ولكن ماذا؟ أمرٌ بين أمرين, وبتعبير الإمام السجاد >أوسع ما بين السماء والأرض< لأن الجبر والتفويض ليس متناقض حتى لا ثالث لهما ولا ضدين لا ثالث لهما وإنما يوجد ثالث ما هو الثالث؟ تعالوا نبحث هذا الثالث ما هو؟ لا هو حالٌ في الأشياء لبطلان الحلول ولا هو بائن عنها لبطلان البينونة, والآن عموم تفكراتنا مع الله العلاقة علاقة ماذا؟ علاقة بينونة ماذا نفعل؟ تعالوا بيني وبين الله قولوا كل هذه الروايات لا واحدة ولا اثنين >داخل في الأشياء لا بممازجة< حلول >وخارج عنها لا بمباينة< وعشرات ارجعوا إلى الكلمات وتابعوها.

    إذن أعزائي نحن آمنا بالاثنينية بين الخالق والمخلوق (بر منكرش هم لعنت) كلنا نؤمن باثنينية الخالق لا يوجد مجنون لا عاقل, لا يوجد مجنون يقول بوحدة الخالق والمخلوق لا يوجد أحد, الاثنينية محفوظة لا خلاف في الاثنينية إنما الكلام في كيفية الاثنينية أي أثنينية هذه؟ اثنينية جوهر مع جوهر وهي المباينة, اثنينية جوهر مع عرض وهي مباينية, اثنينية المعنى الاسمي مع المعنى الحرفي أي منها؟

    إذا ما تحلها أنت في النتيجة بينك وبين الله أنت موحد تحقيقي أو موحد عوامي أنت؟ تقول أنا يعجبني أن أبقى بالعوام موفقين إن شاء الله, أنا ما أريد أن أكون في العوامي أريد أن أكون توحيدي تحقيقي, الآن دعني أبين لك هنا.

    الآغايون مباشرة جاؤوا ودخلوا على ماذا؟ على خط العرفاء قالوا لهم هذا الذي تقولونه أنتم هذا شرك, هذا الذي تقولونه ليس بتوحيد هذا كذا وكذا, مع أن مدخل القضية ليس هذا, أنا أشير إلى مدخل القضية, تعلمون أين مشكلة العرفاء؟ مشكلة العرفاء يقول قام عندنا – التفتوا جيداً- قام عندنا الدليل النقلي القطعي -الآن أقول كيف يصير نقلي قطعي- أن أمير المؤمنين قال: أن التوحيد العزلي والبينونة العزلية تلازم الحديّة, لا يمكن أن يكون تمييزه عزلي وبينونة عزلية ولا يكون معدوداً. وإذا صار معدوداً يقول الإمام أمير المؤمنين صادر محدوداً, فإذا صار محدوداً ما هي المشكلة فليصير معدوداً, أمير المؤمنين يقول بطل أزله صار حادثاً.

    هذه أدلة عقلية ولكن جاءت من خلال ماذا؟ بيان أمير المؤمنين هذا ليس دليل نقلي حتى تبحث عن السند هذا الدليل عقلي ولكن هذا الدليل العقلي ليس اخترعه عقل ابن سينا أو ملا صدرا لا لا, من ذكر هذا الدليل العقلي؟ أمير المؤمنين ذكره.

    من قبيل: {لو كان فيهما آله إلا الله لفسدتا} هذا دليل نقلي أو دليل عقلي؟ هذا دليل عقلي ولكن من ذكره من استدل به؟ الله المستدل, الله يقرر برهان عقلي, قال (عليه أفضل الصلاة والسلام) في (الخطبة 152) هذه عبارته, قال: >من وصفه فقد حدّه< الآن ما هي العلاقة؟ ما أريد أن أدخل في ذاك البحث, طيب ما هي المشكلة؟ قال: >فمن حدّه فقد عدّه< طيب يا أمير المؤمنين فليكن الله معدود مشكلة توجد يعني واحده عددي, يقول: >ومن عدّه فقد أبطل أزله< العارف عندما يأتي إلى هذه الأدلة العقلية يقول أنّ البينونة العزلية والوحدة العددية محالةٌ على الله سبحانه وتعالى, تقول له لا, طيب تعال نجلس نبحث, من حقك أنت أن تقول لا أنت فهمك من هذا النص العلوي ليس بصحيح باطل, تفسيرك باطل, من حقك لا مشكلة, ولكن ابحث اكتب ادرس درّس أبطل هذه الدعاوى, من هنا العرفاء قالوا إذن الوحدة العددية وبينونة العزلة ماذا؟ محالة ليست باطلة محالة عقلاً, تقول له ظواهر الآيات والروايات, يقول: بيني وبين الله إذا عندك برهان عقلي على شيء وكانت ظواهر الآيات والروايات على خلافه ماذا تفعلون ما هي القواعد؟ تعمل بالظواهر أم تؤولها؟ أضرب لك مثال أصولي, الآغايون إذا شخص جاء إلى آيات وروايات قال كلها ظاهرةٌ في حجية في جعل الظن حجة؟ ابن قبه ماذا يجيب؟ يقول كل هذه الظواهر لابد أن نؤولها لماذا؟ لأن جعل الحجية للظن محالٌ عقلاً لأنّه يلزم منه اجتماع الضدين ويلزم منه اجتماع المثلين ويلزم منه نقض الغرض من الحكيم وكلها محال, تقول له ظواهر الآيات, يقول تؤول تصرف في ظاهرها, العارف هذا إدعاءه -أرجع وأقول لا أريد الآن أن أدافع عن أحد هذا إدعاءه- أن هذا محالٌ عقلاً, فإذا كان محال عقلاً إذن لابد أن ننتهي إلا أن البينونة بينونة الجوهر والعرض أو بينونة المعنى الاسمي والمعنى الحرفي, فلهذا يقول العارف للسيد محسن الحكيم&, يقول له: تتصرف في ظواهر كلامنا, أنت اذهب وتصرف في ظواهر فكرك, يعني ماذا تتصرف في ظواهر كلامنا, نعم, البينونة ليست بينونة عزلة, وليست ماذا؟ ولهذا تجد هناك سيل من النصوص >واحدٌ كالعدد< >واحدٌ لا بتأويل عدد< لا يرجع إلى العدد.

    ولذا في محله هؤلاء برهنوا قالوا وحدته ليست أنّه لا ثاني له وقوعاً, لا, وحدته يستحيل فرض الثاني له, إذا كان الوحدة وحدة عددية يمكن فرض الثاني نعم لا يوجد أما يمكن أما هؤلاء يقولون ماذا؟ واحدٌ يستحيل أن يكون له ثاني, لا وقوعاً بل يستحيل أن يكون له إمكاناً, محال أن يكون له ثاني.

    سؤال: -وقتنا انتهى- فقط ضعوا علامة استفهام واذهبوا وفكروا, طيب جنابك الآن تريد وصلت إلى العروة وتريد أن تعلق, أو وصلت إلى مسألة الإسلام وتريد أن تقول مقوم الإسلام التوحيد, أي توحيد تعرفه للناس؟ أي توحيد تعرفه للطلبة, هل يمكن أن تعرف توحيداً علمياً دقيقاً قائماً على أسس عقلية ونقلية صحيحة من غير أن تكون عارفاً بعلم الكلام وبالقرآن وبالروايات وبالعقائد, الآن ما أريد أن أقول بالعرفان, هل يمكن ذلك أو لا؟

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2012/09/10
    • مرات التنزيل : 1066

  • جديد المرئيات