بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين
في هذا اليوم كما تعلمون هي مناسبة استشهاد سيدنا الشهيد السيّد الصدر+.
في الواقع إلى الآن في اعتقادي لم يأخذ السيّد الشهيد الصدر موقعه في منظومة معارفنا الدينية والفكرية والثقافية, لابدَّ أن تعلموا أن مثل هذه الشخصيات لا يجود الزمان إلاَّ قليلاً بها.
أنتم تجدون أمثال ابن سينا أمثال الطوسي, سواء كان الشيخ الطوسي أو المحقق الطوسي, أمثال المفيد, أمثال المجلسي, وهكذا أكابر علماء المسلمين وكذلك علماء الشيعة هؤلاء دائماً لا يتكررون وهكذا في زماننا أمثال السيّد الطباطبائي, مجموعة خصوصيات موجودة في هذه الشخصيات, أنا أشرت إلى بعض هذه الخصوصيات في السنة الماضية الأعزة إذا صار عندهم وقت حتّى لا نكرروا البحث بإمكانهم الرجوع إلى الموقع لعله موجود على الموقع ما أشرت إليه في السنة الماضية عن خصوصيات السيّد الشهيد. من خصوصياته+ أنه كان عارفاً بزمانه, وهذه خصوصية مهمة. من خصوصياته هي الشمولية, ومجموعة من الخصوصيات.
الخصوصية التي أريد أن أشير إليها في هذا اليوم, وهي: أن السيّد الشهيد& و+ كان مهتماً بفكر الآخر, وهذه قضية مهمة جداً أن تنفتحوا على الآخر, على الفكر الآخر, عندما أقول الفكر الآخر أعم أن يكون في داخل نفس مدرسة الإمامية أو في الاتجاهات الإسلامية, أو في الاتجاهات غير الإسلامية, في النتيجة هؤلاء أيضاً لهم مبانيهم الفكرية والعقدية والدينية ونحو ذلك, أنتم تجدون الآن في واقعنا الشيعي هناك اتجاهات متعددة في تفسير المباني العقدية لمدرسة أهل البيت, لا يتبادر إلى ذهن أحد بأنه نحن جميعاً متفقون على اتجاه واحد على تفسير واحد على قراءة واحدة, أنتم تجدون الآن أنا اصطلح عليها القراءة الفقهية لكل تراثنا, يعني في العقائد عندما نأتي نقرأها بنفس الأساليب والمناهج التي نقرأ الفقه, نقرأ العقائد, ونقرأ الأخلاق ونفهم التأريخ ونفهم كلّ شيء, وهذا هو المتعارف الآن في حوزاتنا العلمية, أو القراءة الفلسفية لتراثنا, تعلمون بأنه أمثال ملا صدرا وأتباع ملا صدرا وله اتباع كثيرون أيضاً في حوزاتنا العلمية أنهم يقدمون القراءة الصدرائية لتراث مدرسة أهل البيت على القراءات الأخرى.
القراءة التي الآن في ثلاثين أربعين سنة الأخيرة أو أكثر من ذلك, وهو أتباع ميرزا مهدي الأصفهاني القراءة التفكيكية القائمة على أساس هؤلاء, أيضاً لهم توجه وقراءة ومباني يذكرونها بغض النظر أننا نتفق معها أو نختلف معها.
أعزائي, أنت الآن كطالب علم وفي مقتبل حياتك العلمية ينبغي أن تنفتح على هذه المدارس تقرأ هذه المدارس, وهكذا الآن, طبعاً هذه من أهم لوازم عصر العولمة وعصر الاتصالات, لأنه بعد لا يبقى أنه بعد العولمة والاتصالات واقعاً لا توجد هناك فوارق لا توجد هناك حدود فكرية هذا هم ونحن, لا لا, الكل متداخل في الكل.
الآن تجدون الاتجاهات الإسلامية والآن نحن نعيش أنا أتصور الأعزة لو يلقون نظرة عابرة على واقعنا في المنطقة في الشرق الأوسط, يجدون أن الحركات الإسلامية بدأت تطفو على السطح, هذه الحركات التي كانت لعله لنصف قرن كانت تحت الأرض أو كانت تحت الضغط وفي السجون وفي المعتقلات, الآن بدأت بشكل واضح تصعد إلى السطح تصعد إلى السلطة, بينك وبين الله ونحن نعيش في المنطقة, ابناءنا اخواننا شيعتنا يعيشون في هذه البلدان, ما هي طريقة التعامل مع هذه الحكومات التي سوف تكون قائمة على أسس عقدية تختلف عن الأسس العقدية التي توجد عندنا.
لابدَّ أنه توجد عندنا قراءة ودراسة وطريقة وموقف للتعامل معها, نتعامل معها كما كان المنطق أو عند البعض نتعامل معهم أن هؤلاء كلهم مخلدون في النار, كلهم مردون كلهم كفّار, نعم من باب أنه نعيش معهم ويعيشون معنا أئمتنا حكموا بطهارتنا, بهذا المنطق نعيش معهم؟! أيمكن أن نعيش مع الآخر في وطن واحد وبمقتضى المواطنة والحقوق المتساوية واجبات ومسؤوليات بمنطق أنهم كذا ولكنه من باب كذا؟! ما هي القراءة الآن التي توجد عندنا حتّى نستطيع أن نتعامل فيها مع الآخر.
الآن ما أريد أن أدخل في بحث كيفية التعامل مع الدول الغربية, الآن تلك الدول قائمة على اساس غير ديننا, وبحمد الله تعالى الإسلام عموماً والتشيع خصوصاً الآن يشكل هناك جاليات وأقليات ما هي القراءة كيف نتعامل, هذه كله يتوقف التعامل على قراءة الآخر وفهم الآخر.
وهذه من خصوصيات محمد باقر الصدر+ أنه حاول, أنتم عندما تأتون إلى كتاب اقتصادنا, تأتون إلى كتاب البنك اللاربوي, تأتون إلى كتب أخرى, تأتون إلى كتاب فلسفتنا إلى كتاب الأسس المنطقية للاستقراء, أنتم تتصورون أن هذا الكتاب وهو الأسس المنطقية للاستقراء هكذا جزافاً جاء, لا, هذا من خلال الإطلاع على الآخر انتهى إلى هذه النتائج, وإلا لو لم يقرأ نظريات رسل ولم يقرأ نظريات الآخرين في الاحتمال برنولي وغيره يقيناً أيضاً لما انفتح على مثل هذه النظرية في الأسس المنطقية.
الآن واقعاً أنا لا يصير من باب التكليف أو التكليف بما لا يطاق, تقول سيدنا نحن لا نعلم أن الآن الفقه والأصول لم نلحق إليه في الحوزة الآن تريد منا أن ننفتح على المدارس الشيعة والمدارس الإسلامية والمدارس الفكرية الأخرى, الوقت لا يسع.
أعزائي يوجد طريق مختصر للوصول إلى هذه القضية. التفتوا جيداً, هذا طريق عملي, هذا الطريق للوصول إلى هذه النتائج, وهو أنه تعالوا من الآن ضعوا برنامج في حياتكم, هذا برنامج عملي لا برنامج تنظري كان أبي, برنامج عملي لكم, وهو أنه: ابحثوا عن مجموعة من الشخصيات المعاصرة الكبيرة, أمثال محمد باقر الصدر, أمثال الطباطبائي, أمثال محمد حسين كاشف الغطاء, أمثال شيخ حسين الحلي, هذه الطبقة واقعاً من كبار علماء الإمامية المعاصرين وكلهم تقريباً اشتركوا في هذه الخصوصية أنه حاولوا أن يقرؤوا وانفتحوا على تراث الآخر, اقرؤوا تراثهم لا تضيعون أوقاتكم في قراءة أي كتاب.
تعالوا إلى تراث السيّد محمد باقر الصدر عنده ما يتجاوز العشرين خمسة وعشرين مجلد اخرجوا الكتب التخصصية افترضوا ما أدري بحوث في العروة والفقه والأصول وكذا هذه الكتب التي كتبها الثقافيات الفكريات العقديات المنطقيات طالعوها اعزائي ما يتجاوز عشرة خمسة عشر كتاب كونوا على ثقة في شهر انت تطالع كتاب واحد منها يعني سنة وسنة ونصف عموم فكر هذا الإنسان في أربعين عام يأتي بيدك, واقعاً حصيلة قليلة هذه؟!
مراراً ذكرنا أن كتاب الميزان للسيد الطباطبائي& هذا الكتاب بحسب اعتقادي الشخصي حصيلة الفين كتاب في مختلف الأبعاد, يعني هذا الرجل حصيلة عمره الفلسفية والعرفانية والكلامية والتفسيرية والثقافية والتاريخية والاجتماعية كلّ الذي حصل عليه من أساتذته حاول أن يجمعه في هذا الكتاب, جيد ضع برنامج لنفسك عشرين مجلد, عشرين مجلد بالشهر لو تطالع نصف مجلد منها أنت سنتين ثلاثة هذه الحصيلة كلها تكون بيدك. حصيلة فكر هذه, وهكذا الشيخ المطهري, وهكذا الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء, واقعاً الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء من الأعاظم ولكن إلى الآن مجهول في أواسطنا العلمية, الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء, الذي السيّد الطباطبائي مراراً ذكرت عندما ينقل كلامه في الميزان يقول عنه: [قال بعض المحققين الأعاظم] الطباطبائي يعبر عن من؟ عن الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء, ولكن عندما يأتي إلى الآخرين يقول قال بعضهم, أما محمد حسين كاشف الغطاء, وأنتم تعلمون وعنده كتب قيمة في هذا المجال, بمختلف الأبحاث عقائدية عنده, ثقافية عنده, فكرية عنده, سياسية عنده, مع الأسف الشديد إلى الآن كلّ ما قيل إلى الآن ما جمع تراثه.
ولذا أنا عادةً أعبر هذا التعبير وإن كان مراً ولكن أعبره, الأمة التي لا تعتني بعظمائها فإنها أمة ميتة, أنتم الآن تجدون كلّ الأمم تهتم بعظمائها بمفكريها بفلاسفتها بعلمائها, ولكن الآن أنتم تجدون بأنه الكثير لا أريد أن أأتي بالأسماء, مر الآن سنين ولكنه لا نهتم بهم.
أعزائي تعالوا فلنجعل من هذه المناسبة الأليمة من جهة, ولكنّها فلتجعل لنا أو تعطينا انطلاقةً جديدة لفهم هذه الشخصيات الكبيرة في تاريخ الفكر.
نادراً أنا وجدت أحد يتكلم على مستوى الفكر الإنساني نادراً واقعاً وجدت إلاَّ قلائل جداً, أنتم الآن تجدون عندما الإنسان يكتب لعله يكتب في دائرة الفقه, وهذا أيضاً في دائرة فقه أهل البيت, أو في الرجال, في دائرة علم الرجال عند أهل البيت, فهل ينتفع به أحد لا يؤمن بهذه المباني؟ الآن افترضوا القاموس أو الموسوعة الرجالية للسيد الخوئي, من لا يعتقد بهذا التقسيم الرباعي هذا الكتاب الرجالي ينفعه أو لا ينفعه؟ لا قيمة له ولذا لا يعتني به, إذن دائرة الاستفادة منها محصورة جداً, وهكذا عندما يكتب أحد في الفلسفة, من يعتقد بالمباحث الفلسفية يستفيد منها أما من لا يعتقد لا يستفيد, أما أن يستطيع الإنسان أن يكتب كتاباً يكون مورداً لاستفادة الجميع على أي مستوى ومشرب ودين واعتقاد هذا قليل, في كتابات محمد باقر الصدر, هذه موجودة. هذه من أهم خصوصيات هذا الرجل الكبير. كتاب الأسس المنطقية ليس كتاباً فقط ينتفع به الشيعي ولا فقط ينتفع به المسلم, ولا فقط ينتفع به المسيحي, كلّ من يريد أن يفهم عملية الفكر يحتاج إلى ماذا؟ يحتاج إلى هذا الكتاب.
ولذا وجدت هذه العبارة في كلمات بعض من كتبوا في حق محمد باقر الصدر, قالوا: أول فقيهٍ استطاع أن يتكلم على مستوى الفكري الإنساني, وهذه نقطة واقعاً امتياز هذه نقطة الامتياز تعالوا استفيدوا منها, عندما يوجد معلم على هذا المستوى في حياتنا الفكرية لماذا لا نستفيد من تجربته, أليس الأعزة كلهم يريدون أن يكونوا عظائم في الفكر, يريدون أن يكونوا من المحققين الكبار في العلوم أليس كذلك, وإلا لماذا جاء إلى الحوزة؟ طيب أعزائي هذه منارات أعلام بينة أمامنا وناجحة.
ما أدري في الأبحاث الفقهية أنتم واجدين بأنه الإنسان إذا أراد أن يشارك أحد في التجارة توجد توصية استحبابية أنه ابحث انظروا من كان موفق في عمله التجاري اذهبوا شاركوه, لماذا؟ لأنه يريد أن يقول أن هذه تجربة ناجحة أمامكم استفيد منها, لماذا تذهب تشارك أحد ليس معلوم وضعه. أعزائي هذه تجارب أمامنا تجارب ناجحة, بل وصلت إلى القمة في أقصر فترة ممكنة. وإلا محمد باقر الصدر عندما استشهد عمره كان 46 سنة, واقعاً أنت الآن انظروا إلى أعماركم عندما تقيسون انفسكم وتشتغلون لا أنه لم تشتغلوا بيني وبين الله لا عاطلين ولا باطلين دروس تذهبون تطالعون وتكتبون ولكنه ما هو الطريق الذي انتخبه السيّد الشهيد الذي أوصله إلى النتائج الكبيرة بأقصر فترةٍ وبأبسط الطريق ما هو؟ هذه التجربة أمامكم.
تعالوا أعزائي من هذه الوجودات الكبيرة في تاريخنا والمنارات والأعلام والرايات التي واقعاً يقتدى بها تعالوا استفيدوا في حياتكم العلمية وضعوا برنامجاً للاستفادة منها.
نرجع إلى محل الكلام.
أعزائي كان الكلام بالأمس في التفصيل الذي ذكره سيدنا الأستاذ السيّد الخوئي, حيث فصّل بين الحق الذي تعلّق بعين المال فإنَّ نصوص التحليل تكون شاملة له, وبين الحق الذي تعلّق بذمة الشخص فإنَّ نصوص التحليل غير شاملة له.
يعني إذا انتقل إليّ مالٌ من شخصٍ لا يخمس على مبنى السيّد الخوئي لا يفرق يعتقد الخمس أو ماذا؟ قلنا هذا الإطلاق غير صحيح بينّا ولكن الآن نتكلم على مباني السيّد الخوئي, إذا انتقل إلينا مال من شخص لا يخمس وكان معتقداً بالخمس الشيعي, فإن كان الحق متعلقاً بنفس المال فنصوص التحليل شاملة, أما إذا انتقل ذلك الحق بسبب من الأسباب من العين إلى الذمة وانتقل ذلك المال إلينا فنحن مسؤولين عنه أو غير مسؤولين؟ غير مسؤولين.
وأوضح ذلك بالمثال الذي أشرنا إليه وهو: أنه مثاله: الإرث, الذي ضربه, طبعاً القاعدة أشار إليها, وما ذكره من المثال السيّد الخوئي وما ذكره من الإرث كان بعنوان المثال لا يتبادر إلى الذهن فقط المسألة اين في باب المثال.
هذه عبارته يقول في (ص348): [هذا كله فيما إذا كان المنتقل من الغير بنفسه متعلقاً للخمس] نصوص التحليل تكون شاملة له [وقد عرفت أنه حلال لما انتقل إليه بمقتضى نصوص التحليل والتكليف بالأداء باقٍ على عهدة من انتقل عنه]. فإذا اعطاك مالاً وهذا المال فيه حق الإمام أنت حلالٌ لك ولكن عليه الوزر, إذا كان مقصراً وإلا إذا لم يكن مقصراً لا, هو أيضاً لا شيء عليه, أصلاً لم يكن يعلم مثلاً هذا المال الذي وصل بيدي أنا أعلم أن فيه خمس ولكنه على سبيل المثال وهذا كثيراً ما يقع, افترض على مبناه على مرجع تقليدي أصلاً لا خمس فيه ولكن أنا معتقد أن هذا المال ماذا على مرجع تقليدي؟ فيه الخمس, فهل يجب عليّ إخراجه؟ السيّد الخوئي يقول على روايات التحليل تقول لا يجب, ذاك معاقب أو غير معاقب الذي وهبني المال أو أعطاني؟ لا ليس معاقباً لأن مرجع تقليده يقول فيه الخمس أو لا يوجد فيه الخمس؟ لا يوجد فيه الخمس, [وأما إذا انتقل مالٌ لم يكن بنفسه متعلقاً للخمس, بل الخمس ثابتٌ في ذمة من انتقل عنه لا في عين ماله] فهذا [فالظاهر خروجه عن نصوص التحليل].
اين مثاله هذا؟ مثاله في الإرث, لو أن شخصاً مات وكان قد أتلف المال الذي تعلق به الخمس بسبب من الأسباب, إما وهبه إما باعه إما … إما تلفاً واقعياً إما تلفاً حكمياً, إذن عندما يتلف عين المال حق الإمام والخمس إلى ماذا ينتقل؟ ينتقل إلى ذمة من أتلف لأنه ضامن, جيد, ومات, هنا عندما يموت وأنا أأتي إلى هذا المال الذي بيدي هل يجب إخراج الخمس منه أولاً تفريغاً لذمة الميت, ثمَّ يتعلق الإرث بالتركة الزائدة على الدين, على ذلك الذي تعلق بالذمة, أو لا, مباشرة هذا لابدَّ من إخراج خمسه لي حلالٌ والميت مسؤول في قبره أنا ما هي علاقتي؟
هنا السيّد الخوئي ماذا يقول؟ يقول: كما بين ذلك هو وبين أيضا تلامذته الذين شرحوا كلامه, قالوا بأنَّ ما وصل إلينا من التركة إن كان الخمس في التركة فهي محللة, والوزر على من؟ على المورث على الميت, وإن كان الخمس في الذمة لا, لابدَّ أولاً: من إخراج الخمس وبعد ذلك تقسيم التركة.
إذن الضابطة التفتوا, قلنا الإرث مثال, الضابطة ما هي؟ أن المال أن الخمس إذا كان متعلقاً بالعين فنصوص التحليل شاملة, إذا كان متعلقاً بالذمة فنصوص التحليل غير شاملة, ولذا كما قلت: أن تلميذه السيّد الخلخالي في (فقه الشيعة) هذه عبارته عندما يأتي في (ص756) هذه عبارته يقول: [فالصحيح هو ما أفاده من التفصيل بين الإرثين] إذن في الإرث أيضاً لا يتبادر الإرث دائماً يخرج منه الخمس, يقول لا, بين الإرثين أيهما قال: [الإرث الممزوج بالخمس فيحل للورثة] ولا يجب عليهم الإخراج لماذا؟ متعلق بالعين والورثة محللٌ لهم كلّ ما هو متعلق بالعين. يعني: واضح المثال واضح, مالٌ اكتسبه قبل رأس السنة عرفت كيف هذا المال هذه المائة ألف هذه المليون, اكتسبها ومضى عليه السنة ولم يدفع خمسها ثمَّ مات, الخمس متعلق بماذا؟ بالعين هذه, وبحسابك موجودة, الآن نحن الذي جئنا أو الورثة الذين جاؤوا ليرثوا يجب عليهم إخراج هذا الخمس؟ يقول لا لا يجب هذا كله لهم, والوزر على المورث. هذا الذي يعبر عنه [الإرث الممزوج بالخمس فيحل] حلالٌ للورثة [وإرث المديون بالخمس فلا يحل] يعني: الإرث أو الخمس الذي تعلق بالذمة, لأنه أتلف العين بسبب من الأسباب. ما أدري واضح الضابط الذي يذكره السيّد الخوئي.
فلهذا الذين باقين على تقليد السيّد الخوئي+ لابدَّ أنه يلتفتوا إلى هذا التفصيل في مسألة أنه هل أنه إذا وصل انتقل إليك مالٌ من شيعي لا يخمس ما هو الحكم فيه؟ الجواب: إذا كان في العين فأنت في حل, أما إذا كان في الذمة فأنت لست بحل. هذا هو التفصيل الذي ذكره السيّد الخوئي.
طيب ما هي النكتة, لماذا السيّد الخوئي فصل هذا التفصيل, من أين جاء بهذا التفصيل؟ تحتاج نكتة فنية, ولهذا بالأمس ذكرنا للأعزة قلنا هذه الأبحاث أعزائي لا فقط أننا نريد أن نبحث وإن كانت مسائل ابتلائية واقعاً ليست مسائل فرضية ولا نظرية ولا بالنذر ولا باليمين, وإنما مسائل ابتلائية عملية.
ولكنّه مع كونها مسائل ابتلائية فيها نكات فقهية فنية هذه هي المهمة هذه هي التي تربي الطالب أعزائي هذه النكات.
السيّد الخوئي+ يقول: النكتة في ذلك هو أن نصوص التحليل, التفتوا جيداً, أن نصوص التحليل قالت أن حقنا محللٌ لشيعتنا, واضحة الرواية دعوني أقرأها لكم, أن الحق الثابت لنا ماذا؟ ثابت لشيعتنا خصوصاً في الروايتين التي استند إليها, وهي هذه الرواية: >جعلت فداك تقع في أيدينا الأرباح والأموال وتجارات نعلم أن حقك فيها ثابت< جيد جداً, يقول إذا كانت, فالإمام ماذا قال؟ فرضنا >ما أنصفناكم إن كلفناكم ذلك اليوم< فرضنا أنها دالة على التحليل الإمام ماذا قال؟ قال: في المورد الذي حقي فيه ثابت فأنت في حل, طيب النتيجة ماذا؟ يقول: النتيجة وهي: أن الحق إذا كان متعلقاً بنفس المال فالتحليل ثابت, أما إذا انتقل إلى الذمة فالمال لا يوجد حق الإمام وإنما حق الإمام مرتبط بذمة الشخص, إذن التحليل من أين؟ لا يوجد تحليل. الإمام حلل حقه في المال, فإذا كان المال فيه الخمس فالإمام حلل, أما إذا لم يكن فيه الخمس كان فيه حق آخر, الإمام لم يحلل, حلل ما هو حقه فيه, أما إذا هذا المال فيه حق آخر افترضوا أنه مال مغصوب لآخر افترضوا, أيضاً الإمام حلله, تقول لا, هذا المال لابدَّ أن يرجع إلى من؟ إلى صاحبه ولا يمكن الاستناد إلى روايات التحليل الإمام قال حلال, يقول: أسقط حقه لا أسقط حق الآخرين, التفتوا جيداً. هذا أصل هذه نكتة.
النكتة الثانية: وهي مسألة في باب الإرث, الوقت ما يسع فقط أعنونها إن شاء الله غد أبينها تفصيلاً, في باب الإرث, إذا مات الشخص وترك تركةً وكان عليه دينٌ لأي سببٍ خمساً شخصياً أياً كان عليه دين, التفتوا جيداً إلى عنوان المسألة: فهل أن جميع التركة تنتقل إلى الورثة ويكون حق الدُيان متعلقاً بهذه التركة, هذا قولٌ, فكل ما عنده يصير ملك من؟ ملك الورثة بما فيه ما فيه حق الآخرين دين الآخري كله ينتقل إلى الورثة, فحق الدُيان اين موجود؟ في هذه التركة, هذا رأيٌ وعلى الورثة أن يؤدي هذا الحق, هذا رأيٌ قول.
قولٌ آخر يقول لا: أساساً إذا مات الشخص وعليه دينٌ فما ينتقل إلى الورثة هو ما زاد على الدين وأما قدر الدين فهو مرتبط بالميت الذي لابدَّ أن يؤديه لا أنا, الميت ما زاد إذا عنده مائة ومدين خمسين, خمسين منه بالموت ينتقل إلى الورثة الخمسين الأولى على من تبقى, على ذمة الميت التي هو مكلفٌ بأدائها ولكن حيث لا يوجد, فمن حقه أي واحد يأتي يأخذ الديان يأخذ ماله, هذا لا يأخذه من مال الورثة لا لم ينتقل إلى الورثة, هذا باقٍ على ذمة الميت. ما أدري واضح صار. واضح إلى هنا.
السيّد الخوئي يبني على القول الثاني, فإذا بنى على القول الثاني, انظروا ماذا يقول؟ يقول وعلى هذا الأساس إذن ما في ذمته من الخمس دينٌ عليه فحق الميت موجود في هذا المال لا الخمس موجود في هذا المال. توضيحها إن شاء الله يأتي في الغد.
والحمد لله رب العالمين.