بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين
في الواقع قلنا بأنه هذه الآية المباركة يوجد فيها اتجاهان بغض النظر عن الروايات الواردة في ذيل هذه الآية المباركة التي هي على طوائف متعددة.
ولكنه على الطريقة والمنهج المتبع هو أنه أولاً نحاول أن نستفيد ونستظهر مفاد الآية المباركة قبل الانتقال إلى مفاد الروايات الواردة.
وهناك أصل موضوعي أو قاعدة قرآنية مرتبطة بعلم أصول التفسير إذا استظهرنا معنىً معيناً من القرآن الكريم وكانت الشواهد والقرائن تثبت ذلك المعنى بشكل واضح ومسلّم, حتى لو وردت رواية صحيحة على خلافها فإننا لا نلتزم بالرواية. ولكنه بشرط أن تكون تلك الظهورات واضحة مسلّمة ثابتة ثم جاءت رواية من فلان وإن كان ثقة فإننا لا نرفع اليد عن الظهور.
نعم, إذا جاءت روايات وشواهد وقرائن كثيرة على خلاف ما استظهرناه من الآية هذا يكون منبهاً على أن استظهارنا فيه خلل, وإلا لماذا أن الرواة وأن كل من نقل عن الأئمة نقل ذلك المعنى, هذا أصل.
في أصل آخر إذا كانت الآية تحتمل أمرين في نفسها, مع احتمال الأمرين ولكنه لم نستطع أن نعين أحد الأمرين في قبال الآخر, هنا يأتي دور الرواية ظهور الروايات الصحيحة المعتبرة الظاهرة سوف تعين أن المراد من الآية هذا الاحتمال لا ذاك الاحتمال.
ولذا في آية مريم {واصطفاك على نساء العالمين} قلنا هذه كملة العالمين استعملت في القرآن العالمين بمعنىً عام من الأولين والآخرين, واستعملت العالمين بمعنى ظرف خاص, يعني عالم زمانها الخاص.
الآن يأتي هذا السؤال, وهو: أن الآية مستعملة العالمين بالمعنى الأول الذي الأولين والآخرين, أو استعملتها بمعنى عالمين زمانها أي منهما؟ إذا دلت الرواية الصريحة أن المراد من العالمين أي عالمين؟ عالمين زمانها, هذا لا يتنافى مع الآية المباركة بل يعين لأن النبي’ أدرى بما فيه, صاحب البيت أدرى.
إذن, التفتوا جيداً, إذن نحن لا نتعرض الآن للروايات وإنما أولاً: نقف على الظاهر القرآني لنرى ما هو مفاد الآية الكريمة, فإن أفادت الآية الملكية وأمكن ذلك عند ذلك ننتقل إلى الروايات لنرى ما هي الروايات المؤيدة وما هي الروايات المخالفة وماذا نفعل.
أما إذا تبين أن الآية ليست بصدد إثبات الملكية وإنما بصدد إثبات الولاية ليست بصدد بيان من المالك لخمس الغنائم وإنما بصدد بيان من ولي الصرف لخمس الغنائم. هذان اتجاهان, ونحن الآن فقط بصدد المبادئ التصورية للبحث وإن كان دخلنا شيئاً في المبادئ التصديقية يعني بعض الأدلة بعض القرائن ولكن بعد لم ندخل تفصيلاً في الأقوال.
نحن نعتقد أن الآية في قبال الاتجاه العام الموجود في مدرسة أهل البيت, نحن نعتقد أن هذه اللام ليست هي لام الملكية وإنما هي لام الولاية إن صح التعبير, وهو أن الآية بصدد بيان من له ولاية التصرف في هذا المال, في قبال من يرى أن اللام هي للملكية أعم من أن تكون ملكية المقام أو ملكية الأشخاص هذا لا يفرق كثيراً. هذه قضية.
القضية الثانية: هو أنه بعد أن ثبت ذلك هنا يأتي تساؤل, كما ذكره الأعزة أنا إنما أطرحه باعتبار أن جملة من الأعزة سألوا هذا السؤال, يقولون: إذا كانت الآية بصدد إثبات الولاية لله وللنبي ولذي القربى, لا حاجة أن تثبت أو تذكر ولاية الله, لماذا؟ لأن هذه ظاهرها أن ولاية الله مختصة بهذا القدر من المال الذي هو خمس الغنائم مع أن ولاية الله سبحانه عامة شاملة لكل الأموال ولكل الأنفس ولكل الأشياء التي خلقها, إذن لا معنى لأن نقول بأن الآية المباركة لبيان الولاية, لماذا؟ لأن الآية قالت أن هذه الولاية مختصة بالله مع أنه ولاية الله ما هي؟ أعم طبعاً هذا الإشكال مشترك الورود على الملكية وعلى الولاية يعني حتى من يقول أن اللام للملكية لماذا يقول فإن لله يعني الخمس لله, طيب كل شيء ملكه سبحانه وتعالى تكويناً واعتباراً هذا مشترك الورود.
الجواب: أن الآية لم تقل ولايته مختصةٌ بهذا المال وإنما قالت هذا المال مختصة ولايته بالله, وكم فرق بين المقامين, لو كانت الآية بصدد إثبات أن الله لا ولاية له إلا على هذا المال إذن تتنافى مع الآية التي {فالله هو الولي} {الله ولي الذين آمنوا} هناك مطلقة عامة لا معنى للاختصاص, ولكن الآية لم تقل بأن ولايته مختصة بهذا المال, قالت هذا المال اختصاصاً ولايته لمن؟ لله سبحانه وتعالى, وإثبات شيء ينفي ما عداه أو لا ينفي ما عداه؟ لا, هذه مختصة به وأشياء أخرى أيضاً مختصة به, ليست قضية شرطية حتى تقولون بأنها دالة على النفي, وإنما قضية وصفية, نعم فيها حصر, الحصر نبين نكتته بعد ذلك.
سؤال آخر: لماذا ذكرت ولاية الله هنا مع أن الذي يتولي الصرف هو الرسول وذو القربى, أصلاً ولاية الله سبحانه وتعالى ليست لها مدخلية, الذي يتولى الصرف وولي الصرف هو النبي في حياته وبعد حياته هو ذو القربى ومن بعد ذو القربى حال الغيبة من يقوم مقامه, الله ما هو مدخليته في هذا المجال.
في كلمة واحد, وإن شاء الله أرجع إلى هذا البحث مرة أخرى, في كلمة واحدة: هو أن الله سبحانه وتعالى في أي مورد أثبت الولاية لغيره أثبت كمالاً لغيره حتى يدفع إيهام الاستقلالية والتفويض أولاً: ذكرها لنفسه ثم ذكرها لغيره, {العزة لله جميعاً} أصلاً لا عزة إلا الله, ولكنه العزة لله ولرسوله وللمؤمنين, لماذا هناك حصرت هنا أيضاً ذكرت وعطفت؟ الجواب: يريد أن يقول أنه إذا كانت عزة للرسول وللمؤمنين فأصلها لله سبحانه وتعالى, وهكذا.
ولذا تجدون القرآن الكريم في الموارد التي لم يذكر الاختصاص بالله سبحانه وتعالى والانحصار بالله ذكر بإذن الله, لماذا؟ لأنه هذا الإيهام يبقى وهو أنه إذا لم يأتي اسمه سبحانه وتعالى ولايته ملكيته إرادته ونحو ذلك هذا إيهام الاستقلالية والتفويض يأتي إذا لم يأتي الحصر أولاً, ولم يأتي بإذن الله ثانياً.
في المقام أيضاً كذلك الله سبحانه وتعالى يريد أن يقول أن الرسول وإن ثبتت له هذه الولاية إلا أن أصلها انحصاراً ثابتة لله سبحانه وتعالى أولاً وبالذات, نعم, وبعد ذلك انتقلت إلى رسوله وبعد ذلك انتقلت إلى ذي القربى لا إلى ذوي القربى. إلى الفرد لا إلى المجموع. حتى ولو كان انحلالياً لا لا إلى الفرد.
ولهذا إن شاء الله تعالى بعد ذلك سنشير إلى أنه إذن في كل زمان إمام واحد, عند ذلك الوقت تبدأ المشكلة في عصر الغيبة الكبرى إذا قلنا كل فقيه يستطيع أن يملأ هذا الموقع يصير عندنا خمسين وعشرين وعشرة وإلى آخره لابد أن نحل المشكلة في عصر الغيبة الكبرى, وإلا بالنسبة إلى المعصومين لا, ما دام الإمام أمير المؤمنين موجود ما دام رسول الله موجود فلا ولاية لغيره (عليه أفضل الصلاة والسلام) وإذا كانت الولاية موجودة فبإذن من؟ فبإذن صاحب أصل تلك الولاية وهو الرسول.
لأنه هناك بحث كلامي بين الأعلام أن ولاية أمير المؤمنين لم تكن موجودة في زمان رسول الله أو كانت موجودة إلا أنها لا تفعل لوجود رسول الله, قولان عند الإمامية بحث إلى محله, لأنه هذه المشكلة أين تأتي؟ {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} واحدة من أهم إشكالات السنة على الإمامية يقولون الآية قالت ولاية الرسول وولاية الذين آمنوا وأنتم قلتم الذين آمنوا يعني علي أليس هكذا, إذن علي عنده ولاية مع رسول الله تلتزمون أو لا تلتزمون.
من هنا أجابوا بجوابين قالوا إما إشارة إلى الطولية الزمانية, وهذه تولد لنا مشكلة, حتى تعرفون أن الأبحاث الكلامية مع الأسف طرحت بشكل التي تنسجم مع مبنانا, لأن السنة قالوا أنه إذا قبلتم الزمان هنا يصير فاصلة بينه وبين رسول الله الزمان, بعد الآية لم تقل الفاصلة لابد أن تكون بلا فصل بل لعله بعد الثالث, إذا قبلتم {والذين آمنوا} هذه ليس مع زمان رسول الله هو ولي وإنما بعد رسول الله زماناً هذه البعدية بلا فاصلة من أين جئتم بها؟ الآية لم تدل على ذلك تقول بعد رسول الله, بعد رسول الله أولاً أو رابعاً؟ تحتاج إلى دليل آخر الآية لم تقل, فتحتاج إلى استدلال جديد مؤونة جديد بيان جديد للآية حتى ماذا؟ من هنا اضطر بعض علماء الكلام عندنا قالوا لا لا موجودة في زمن ماذا؟ حتى يتخلصوا من إشكال البعدية الزمانية.
بحث عميق واقعاً وعموم الذين تكلموا في الآية أساساً لم يلتفتوا إلى إشكال المحققين من علماء أهل السنة على الاستدلال بالآية. على أي الأحوال.
أرجع إلى بحثي.
وهو أنه هذه الآية المباركة أثبتت الولاية للرسول ومن بعد الرسول لذي القربى لماذا جاءت الولاية لله بنحو الحصر؟ للإشارة إلى هذه النكتة وهي أنه إذا ثبتت ولاية لغير الله فهي ذاتية أو مجعولة؟ لابد أن تكون مجعولة لا يمكن أن تكون ذاتية, الولاية الذاتية إنما ثابتة لمن؟ لله سبحانه وتعالى ولذا تجدون أن الآية ميزتها {فأن لله خمسه} ثم قالت: {وللرسول ولذي القربى} إلى آخر الآية المباركة.
عندنا بنحو الإجمال شاهدان على أن هذه اللام ليست لام الملكية, أنا أحاول بقدر ما يمكن أن الصورة تتضح لأنه تعلمون نحن في أواخر السنة الدراسية ليس معلوم أن كل الأقوال بتفاصيلها نعرضها ونجيب, ولذا لا اريد الأعزة يذهبون إلى التعطيل والصورة غير واضحة لديهم.
يوجد شاهدان في هذه الآية على أن اللام ليست لام الملكية:
الشاهد الأول: أستعين به من الروايات, التي هي تفسر الآية المباركة لأننا قلنا أن اللام في الآية ما تقول لام الملكية أو لام الولاية, فنرجع إلى الأصل الذي أشرنا إليه, الرواية تستطيع أن تعين لنا أي لام هذه, لو فرضنا قرآنياً ما استطعنا أن نشخص أن اللام لام الملك أو اللام لام الولاية لا يقولون ظاهر اللام الملكية أبدا في القرآن ظاهر اللام ليس الملكية, نعم ظاهر اللام في الفقه الملكية, وهذا من إسقاطات البحث الفقهي على الاصطلاح القرآني, من قال أنت إذا قلت في كل موردٍ هذا لزيد ظاهره لام الملكية عرف وعقلاء الله أيضاً عندما قال له, {له ما في السموات وما في الأرض} إذا كنا مقتضى الظاهر نقول مقتضى ظاهر الآية له يعني يملك السموات والأرض ملكية اعتبارية إلا إذا دل دليل على الخلاف, يوجد أحد يستطيع أن يقول هذا الكلام؟ من يستطيع أن يقول بأن له ما في السموات {لله ملك السموات} الملك يعني الملك الفقهي يعني هذا الاعتباري الذي ينتقل بيع وشراء وتفويض ووكالة وموت .. إلى آخره, هذا هو الاصطلاح؟ كلا, إذن ما هو المراد؟ لابد أن نرجع إلى الاصطلاح القرآني لنرى ما هو مرادهم.
الآن افترضوا أنه اختلط علينا الأمر هذه {لله خمسه} هذه اللام هل لام الملكية الفقهية أو اللام التي نحن نقولها.
شاهد روائي انظروا ماذا يقول في (الوسائل, ج9, ص513) بعد أن يقول بأنه كل شيء التفت [ويقسّم بينهم الخمس على ستة أسهم: سهم لله, وسهم لرسول الله, وسهم لذي القربى, وسهم لليتامى, وسهم للمساكين, وسهم لأبناء السبيل] طيب الآن واحد عندما يقرأ الرواية يقول واضح بأنه الآية بصدد بيان تقسيم الملكية لأنه سهم سهم .. كما في سهام الإرث ونحو ذلك, ولكن انظروا إلى الجملة اللاحقة قال: >فسهم الله وسهم رسول الله لأولي الأمر< التفتوا جيداً جدا ربط عجيب هذه الآية بآية {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} مع أن الآية ليست أولي الأمر الآية ذي القربى, إذن المراد من ذي القربى المراد من أولي الأمر في آية {وأولي الأمر منكم} >فسهم الله وسهم رسول الله لأولي الأمر من بعد رسول الله وراثةً< هذه أي وراثة؟ فهمنا أن ولي الأمر يرث من؟ رسول الله يرث من؟ يرث الله؟! ماذا تفعلون؟ إذن أنتم بالضرورة مضطرين أن تقولوا أن هذه الوراثة ليست الوراثة الفقهية الاعتبارية, وإلا فانظر ماذا ترى واقعاً. أي وراثة؟ وراثة الملك؟ أبدا, إذن الوراثة شيء آخر, جيد إذن نحن اتفقنا هو هذا.. لأنه إذا حملت الوراثة هنا على الوراثة الاصطلاحية الفقهية لابد تقبل هذا أيضاً ينسجم مع الملكية تقبل أن الله يورث, أيقبل هذا في لغة الروايات والآيات أن الله يستخلف {إني جاعل في الأرض خليفة} بلي نص قرآني, مع كل ما فيه من كلام, أما أن الله ماذا؟ يورث ويحمل الإرث قلت لكم على الرسول لا مشكلة أما إرث الرسول من الله ما معناه؟ إرث الإمام من الله ما معناه؟ إذن لابد أن تتصرف في هذا الظاهر فإذا تصرفت في هذا الظاهر طيب لماذا تبقي السهام على حالها؟ إذا أبقيت السهام الست على حالها ملكية اعتبارية لابد أن تقبل أن الإرث هنا هو الإرث الفقهي.
وأساساً دعوني أقول لكم واقعاً أنا ما أريد أدعي الآن العموم والإطلاق والموجبة الكلية, في الأعم الأغلب في القرآن الكريم والروايات الإرث لم يستعمل بالمعنى الفقهي, روايات أن الأئمة وأن رسول الله ورث علم الأولين والآخرين هذا أي إرث إرث فقهي ماذا العلم يورث؟ ماذا الكمالات تورث؟ ماذا القدرات والإمكانات لخوارق العادات والمعاجز قابلة للإرث حتى أن النبي ورث كل الأنبياء السابقين؟ >نحن ورثة علم جدنا< هذه الورثة أي ورثة؟
إذن هذا بحث آخر لابد أن ندخل إلى الروايات ونرى أن الإرث أي إرث.
إذن هذا هو الشاهد الأول على أنه لا أقل منبه على أن اللام لا يمكن أن يراد منها لام الملكية وإلا لابد من الالتزام بأن الإرث إرث للملك وغير متصور, حتى لو تصورنا الملكية الفقهية لله أما الله يصير موروث ويرثه أحد أصلاً هذا لا فقط بعيد أساساً إساءة بهذا التعبير لله سبحانه وتعالى الله يورث. هذا شاهد.
الشاهد الثاني على ما أقول: لو كانت اللام للملكية وكان التقسيم كما أشارت هذه الروايات الصحيحة وغير الصحيحة, إلى هذا المعنى إذن هل يصح القول أن الخمس لنا أو نصف الخمس لنا أي منهما؟ إذا كانت لام الملكية والآية بصدد التقسيم السداسي إذن كل الخمس لهم أو نصف الخمس لهم؟ ما يمكن أن يكون كل الخمس لنا, من هنا ذكر جملة من الأعلام, قلت لكم لا أريد أن أدخل البحث التفصيلي الآن, جملة من الأعلام قالوا نصفه لهم بالملكية ونصفه لهم بالولاية, صاحب الحدائق غير صاحب الحدائق كلهم قالوا هذا, إذن أقروا بأن النصف الآخر عندما يقول لنا مراده أي لام؟ لام الملك أو لام الولاية؟ لام الولاية, ومن هنا قالوا في زمانهم مع الأسف العبارة لم أأتي بها لصاحب الحدائق, من هنا قالوا: في زمانهم حضورهم يُعطى المال كله لهم نصفه بالملك ونصف بولاية التصرف أما في عصر الغيبة فلا, فلهذا روايات التحليل قالوا شاملة للنصف التي هي ملكهم أما النصف التي هي ليست ملكهم فروايات التحليل غير شاملة لها لأنه إنما يستطيع أن يحلل ما هو؟ ما هو ملك له لا ما هو ملك لغيره.
هذه كلها شواهد أن الأعلام التفتوا بأنه واقعاً ظاهر الآية إذا حملناه على الملكية وأنه تقسيم سداسي وأنه سهم الإمام سهم السادة واقعاً لا ينسجم مع النصوص.
تعالوا هذه الرواية القيمة في (وسائل الشيعة) التي قرأناها قبل قليل >قال: ويقسم بينهم الخمس على ستة أسهم, سهم لله وسهم لرسول الله وسهم لذي القربى< إلى هنا الآية أيضاً أشارت لله وللرسول ولذي القربى, أما الآية ما فيها لام لام لام, ولكن الرواية فيها >وسهم لليتامى, وسهم للمساكين, وسهم لأبناء السبيل< اللام موجودة أي لام هذه؟ إذا قبلت أن اللام الأولى هي لام الملكية هذه أيضاً ماذا تصير؟ وإلا لا يعقل أن اللام الأولى لام الملكية واللام الثانية لام مورد المصرف ما هو ربطها أصلاً؟ فإذا كانت هذه الروايات تامة وهو التفتوا جيداً, انا عندما أناقش أناقش أنه يوجد ادعاء التواتر على ان التقسيم سداسي وملكية نعم لا يتبادر إلى الذهن, هذه عبارة السيد الحكيم في (المستمسك) يقول: [المشهور كما يقسم الخمس ستة أسهم على الأصح) عبارة السيد الحكيم (كما نسب إلى المشهور أو معظم الأصحاب او مذهب الأصحاب أو جميع الأصحاب أو أنه إجماع أو أنه من دين الإمامية على اختلاف عبارات النسبة ويشهد له ظاهر الكتاب وصريح جملة من النصوص بل قيل إنها متواترة] فإذا كانت الروايات متواترة على أن التقسيم أنه ملكية وأن التقسيم سداسي يا ابن رسول الله إذن على أي أساس تقول الخمس لنا الخمس لنا الخمس لنا؟ فلا طريق لكم إلا إما أن تتصرفوا في لام الملكية وإما أن تتصرفوا في اللام الثانية لهؤلاء الثلاثة تقولون بأنه لا, هذه اللام لام الولاية في حضورهم وبعد حضورهم في غيبتهم هذه اللام لا توجد.
فلهذا هذه مجموعة قرائن وقرائن أخرى إن شاء الله تعالى ستأتي تبين أنه ليست القضية هكذا معبدة الطريق ليس معبد لإثبات الملكية الاعتبارية والتقسيم السداسي هذا أقل ما يمكن أن يقال, أقل ما يقال عند المحقق أنه هذا الطريق ليس معبد بهكذا إجماع وإمامية ومذهب الإمامية وضرورة المذهب فليدعي من يريد أن يدعي ولكن هذه ليست قضايا تعبدية ولا قضايا أنه هم تلقوها مسلمات من أصحاب الأئمة حتى نحن أيضاً نكون, لا ذهبوا إلى ظواهر الآية فهموا هذا المعنى فأسقطوا المعاني الفقهية على المعاني على الاصطلاحات القرآنية فأنتجت هذه النتائج غير المنطقية.
وهذه واحدة من أهم أخطار التفتوا جيداً وقتي انتهى مع الأسف, من أهم أخطار أن الذهنية صارت ذهنية فقهية اصطلاحية محضة لا فقط أنها لا تستطيع أن تفهم الحقائق جيداً تخرب القرآن أيضاً. تفسد فساداً علمياً في القرآن, لأن الذهنية تكون ذهنية إذا سم اللام فلا يذهب ذهنه إلا إلى لام الملكية, وإذا سمع الإرث {وورث سليمان داود} ورث ماذا يعني؟ تقول لي سيدنا موجودة في كلام سيدة نساء العالمين, أقول له بحث آخر, من قال بأن هذا الإرث هو إرث الملك من قال؟ يقول ظهور أي ظهور هذا؟ ظهور باب الإرث في الفقه نعم, لا ظهور الآيات القرآنية من أين هذا؟ بل الظهور القرآني على خلاف ذلك, بل عموم ظهور الروايات في غير الفقه ماذا؟ على خلافه.
تبقى عندنا مسألة أشير إليها وندخل إن شاء الله تعالى في البحث التفصيلي وهي: أنه إذا كانت الآية ليست بصدد بيان المالك إذن من المالك لخمس غنائم الحرب؟ الآية قلتم أنها غير متعرضة من المالك إذن؟
هذا يأتي.
والحمد لله رب العالمين.